أبو نواف الفقيه
مشرف سابق
- إنضم
- 30 نوفمبر 2007
- المشاركات
- 6,161
- مستوى التفاعل
- 186
- النقاط
- 63
للباحثين عن السعادة والنجاح .. ولكن أين ..؟!
الحمدلله والصلاة والسلام على أفضل الخلق سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .. أما بعد :
فلقد كثر في زماننا هذا الحديث عن النجاح والسعادة والتفوق والقوة ،.
وكثرت فيه المؤلفات وكل يدعي أن في كتابه أو برنامجه الدواء الشافي والعلاج الناجع وأنه الكتاب الذي لا تحتاج معــه إلى غيـــره
والحـق أن هذا الوصـف لا يجــــوز أن يوصـف بـــــه إلا كتــاب واحـــــد هو القرآن الكريم. ...
ولعلاج هذه المشكلة أعني انصراف الناس عن القرآن الكريم واشتغال بعضهم بتلك المؤلفات بحثا عن السعادة والنجاح يجئ هذا البحث ليسهم في تبيين الحقائق وتوضيح الدقائق ،
و رسم الطريق الصحيح للمنهج السليم الذي ينبغي أن يتبعه المسلم في حياته....
إن العبد إذا تعلق قلبه بكتاب ربه فتيقن أن نجاحه و نجاته ، سعادته وقوته في قراءته وتدبره تكون هذه البداية للانطلاق في مراقي النجاح وسلم الفلاح في الدنيا والآخرة .... إذا نكرر هنا التدبر ثم التدبر .. قال تعالى
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24
وقال تعالى :
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}(2) سورة الأنفال
إن فهم القرآن وتدبره مواهب من الكريم الوهاب يعطيها لمن صدق في طلبها وسلك الأسباب الموصلة إليها بجد واجتهاد أما المتكئ على أريكته المشتغل بشهوات الدنيا ويريد فهم القرآن فهيهات هيهات ولو تمنى على الله الأماني.
إن التلذذ بالقرآن لمن فتحت له أبوابه لا يعادله أي لذة أو متعة في هذه الحياة ولكن أكثر الناس لا يعلمون..!!
يقول الدكتور محمد التكريتي: " لو كان ملتون أريكسون أحد رواد البرمجة اللغوية العصبية يعرف العربية وقرأ القرآن لوجد ضالته المنشودة فيما حاول أن يصل إليه من استخدام اللغة في التأثير اللاشعوري في الإنسان ، ذلك التأثير الذي يشبه السحر وما هو بسحر فقد سحر العرب مؤمنهم وكافرهم على حد سواء ولم يكونوا في بداية الأمر يعرفون سببا لذلك
وهنا دعوة أوجهها إلى كل من اشتغل بهذا العلم - بحثا عن السعادة والقوة والنجاح أن يبحث عنها في القرآن وأن يركز جهوده وفكره لربط الناس بالقرآن العظيم الذي أنزل من أجل تحقيق القوة والسعادة للناس وتحريرهم من عبودية الشهوات والأهواء وجميع نقاط ضعفهم لينطلقوا في درجات القوة والنجاح في أرقى أشكالها وأعلى صورها .
يقول الآجري : " يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته متى أكون من المتقين ؟ متى أكون من الخاشعين ؟ متى أكون من الصابرين ؟؟ متى أزهد في الدنيا ؟؟ متى أنهى نفسي عن الهوى ؟؟
يقول البعض لقد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفا وقد والله أسقطه كله ، ما يرى القرآن له في خلق ولا عمل حتى إن أحدهم ليقول إني لأقرأ السورة في نفس ؟ والله ما هؤلاء بالقراء ولا بالعلماء ولا الحكماء ولا الورعة متى كانت القراء مثل هذا ؟ لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء ..!
فينبغي أن يقرأ القرآن بنية العمل ، بنية البحث عن علم ليعمل به ، فيقف عند آياته ينظر ماذا تطلب منه هل أمر يؤمر به أو شئ ينهى عنه أو فضيلة يدعى للتحلي بها ، أو خطر يحيق به يحذر منه ، وهكذا فإن القرآن هو الدليل العملي لتشغيل النفس وصيانتها ، ينبغي أن يكون قريبا من كل مسلم يربي به نفسه ويهذبها .
فالقرآن أولا كتاب تربية وتعليم ، وكتاب هداية وبصائر لكل الناس ، كتاب هدى ورحمة وبشرى للمؤمنين ، كتاب قد يسر الله تعالى فهمه وتدبره كما قال تعالى : {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } (17) سورة القمر
كما ينبغي أن تقرأ القرآن بنية وقصد : من يبحث عن حل لمشكلة أو إصلاح خلل ، يبحث عن تفسير لظاهرة أو علاج لمرض ، أو تحليل لحالة من الحالات ؟
أما إذا كنا نبحث عن علاج مشكلاتنا التربوية في كتب فلان أوعلان أو في المجلات والصحف أو القنوات الفضائية ، فإننا بهذا قد عطلنا هذا المقصد المهم من مقاصد القرآن ، إن كل تربية لا تبنى مباشرة على القرآن فهي تربية قاصرة ولو أثمرت بعض الثمار مؤقتا استدارجا وابتلاء .إن تربية الناشئة وتربية الشباب لا بد أن تبنى مباشرة على القرآن بأساليب ووسائل مناسبة .
إن البعض منا لما تعلق بالدنيا ومكاسبها المادية ابتلي وفتن بعلوم الغرب وأطروحاتهم وظن فيها النجاح والسعادة والقوة الإدارية والاقتصادية . وهو يتأول لفعله هذا بشتى التأويلات ويحتج لتصرفه بكثير من الحجج .
إننا نريد بقراءتنا للقرأن العلم الذي يحقق لنا النجاح في الحياة ، يحقق لنا السعادة والحياة الطيبة ، والنفس المطمئنة . والرزق الحلال الواسع ، ويحقق لنا الأمن في الدنيا والآخرة ، نريد العلم الذي يولد الإرادة والعزيمة ، ويقضي على كل مظاهر الفشل والإخفاق في جميع مجالات الحياة إنه : العلم بالله تعالى والعلم باليوم الآخر، وعلم الأمر والنهي ..
وأن نقرأ القرآن بقصد مناجاة الله فالمسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذا المقصد العظيم لكي يشعر بلذة القراءة حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ ويمدحه ويثني عليه ويباهي به ملائكته المقربين .
إن أحدنا لو ظن أن رئيسه ، أو والده أو أميرا ينظر إلى قراءته ويمدحه لاجتهد في ذلك ، فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في السموات ومافي الأرض وما بينهما وما تحت الثرى .
فالقارئ يستشعر أنه يخاطب الله مباشرة والله تعالى يسمعه ، فإذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيها وعيد استعاذ ، وإذا مر بسؤال سأل ، هذا ما أعنيه بالمناجاة .. .
إن عادات النجاح ليست سبعا ولا عشراً بل هي عادةٌ واحدة !
إنها المحافظة على قراءة حزبك اليومي من القرآن ، بل إنها عبادة وليست عادة من يسر الله له المحافظة عليها حصلت له كل معاني النجاح الدنيوية والدينية .
إن من واظب على قراءة القرآن كما كان السلف يقومون به من تدبر وخشوع وعمل وإخلاص فإن هذا سيؤدي إلى حياة قلبه ، وقوة ذاكرته وصحة نفسه وهذه هي مرتكزات النجاح الحقيقية ، ذلكم النجاح الشامل المتكامل الثابت في حال الشدة كما هو حاصل في حال الرخاء.
والآن بعدما عرفنا فوائد التدبر .. هل سنقوم ومن الآن بالتطبيق أم سنكتفي بالقراءة لنضيف إلى ذاكرتنا رصيد ثقافي لايسمن ولا يغني من جوع ..؟!
والله الموفق والهادي إلى الصراط المستقيم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* مقتطفات من كتاب / مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة ..
للشيخ د.خالد بن عبد الكريم اللاحم
الحمدلله والصلاة والسلام على أفضل الخلق سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .. أما بعد :
فلقد كثر في زماننا هذا الحديث عن النجاح والسعادة والتفوق والقوة ،.
وكثرت فيه المؤلفات وكل يدعي أن في كتابه أو برنامجه الدواء الشافي والعلاج الناجع وأنه الكتاب الذي لا تحتاج معــه إلى غيـــره
والحـق أن هذا الوصـف لا يجــــوز أن يوصـف بـــــه إلا كتــاب واحـــــد هو القرآن الكريم. ...
ولعلاج هذه المشكلة أعني انصراف الناس عن القرآن الكريم واشتغال بعضهم بتلك المؤلفات بحثا عن السعادة والنجاح يجئ هذا البحث ليسهم في تبيين الحقائق وتوضيح الدقائق ،
و رسم الطريق الصحيح للمنهج السليم الذي ينبغي أن يتبعه المسلم في حياته....
إن العبد إذا تعلق قلبه بكتاب ربه فتيقن أن نجاحه و نجاته ، سعادته وقوته في قراءته وتدبره تكون هذه البداية للانطلاق في مراقي النجاح وسلم الفلاح في الدنيا والآخرة .... إذا نكرر هنا التدبر ثم التدبر .. قال تعالى
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24
وقال تعالى :
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}(2) سورة الأنفال
إن فهم القرآن وتدبره مواهب من الكريم الوهاب يعطيها لمن صدق في طلبها وسلك الأسباب الموصلة إليها بجد واجتهاد أما المتكئ على أريكته المشتغل بشهوات الدنيا ويريد فهم القرآن فهيهات هيهات ولو تمنى على الله الأماني.
إن التلذذ بالقرآن لمن فتحت له أبوابه لا يعادله أي لذة أو متعة في هذه الحياة ولكن أكثر الناس لا يعلمون..!!
يقول الدكتور محمد التكريتي: " لو كان ملتون أريكسون أحد رواد البرمجة اللغوية العصبية يعرف العربية وقرأ القرآن لوجد ضالته المنشودة فيما حاول أن يصل إليه من استخدام اللغة في التأثير اللاشعوري في الإنسان ، ذلك التأثير الذي يشبه السحر وما هو بسحر فقد سحر العرب مؤمنهم وكافرهم على حد سواء ولم يكونوا في بداية الأمر يعرفون سببا لذلك
وهنا دعوة أوجهها إلى كل من اشتغل بهذا العلم - بحثا عن السعادة والقوة والنجاح أن يبحث عنها في القرآن وأن يركز جهوده وفكره لربط الناس بالقرآن العظيم الذي أنزل من أجل تحقيق القوة والسعادة للناس وتحريرهم من عبودية الشهوات والأهواء وجميع نقاط ضعفهم لينطلقوا في درجات القوة والنجاح في أرقى أشكالها وأعلى صورها .
يقول الآجري : " يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته متى أكون من المتقين ؟ متى أكون من الخاشعين ؟ متى أكون من الصابرين ؟؟ متى أزهد في الدنيا ؟؟ متى أنهى نفسي عن الهوى ؟؟
يقول البعض لقد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفا وقد والله أسقطه كله ، ما يرى القرآن له في خلق ولا عمل حتى إن أحدهم ليقول إني لأقرأ السورة في نفس ؟ والله ما هؤلاء بالقراء ولا بالعلماء ولا الحكماء ولا الورعة متى كانت القراء مثل هذا ؟ لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء ..!
فينبغي أن يقرأ القرآن بنية العمل ، بنية البحث عن علم ليعمل به ، فيقف عند آياته ينظر ماذا تطلب منه هل أمر يؤمر به أو شئ ينهى عنه أو فضيلة يدعى للتحلي بها ، أو خطر يحيق به يحذر منه ، وهكذا فإن القرآن هو الدليل العملي لتشغيل النفس وصيانتها ، ينبغي أن يكون قريبا من كل مسلم يربي به نفسه ويهذبها .
فالقرآن أولا كتاب تربية وتعليم ، وكتاب هداية وبصائر لكل الناس ، كتاب هدى ورحمة وبشرى للمؤمنين ، كتاب قد يسر الله تعالى فهمه وتدبره كما قال تعالى : {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } (17) سورة القمر
كما ينبغي أن تقرأ القرآن بنية وقصد : من يبحث عن حل لمشكلة أو إصلاح خلل ، يبحث عن تفسير لظاهرة أو علاج لمرض ، أو تحليل لحالة من الحالات ؟
أما إذا كنا نبحث عن علاج مشكلاتنا التربوية في كتب فلان أوعلان أو في المجلات والصحف أو القنوات الفضائية ، فإننا بهذا قد عطلنا هذا المقصد المهم من مقاصد القرآن ، إن كل تربية لا تبنى مباشرة على القرآن فهي تربية قاصرة ولو أثمرت بعض الثمار مؤقتا استدارجا وابتلاء .إن تربية الناشئة وتربية الشباب لا بد أن تبنى مباشرة على القرآن بأساليب ووسائل مناسبة .
إن البعض منا لما تعلق بالدنيا ومكاسبها المادية ابتلي وفتن بعلوم الغرب وأطروحاتهم وظن فيها النجاح والسعادة والقوة الإدارية والاقتصادية . وهو يتأول لفعله هذا بشتى التأويلات ويحتج لتصرفه بكثير من الحجج .
إننا نريد بقراءتنا للقرأن العلم الذي يحقق لنا النجاح في الحياة ، يحقق لنا السعادة والحياة الطيبة ، والنفس المطمئنة . والرزق الحلال الواسع ، ويحقق لنا الأمن في الدنيا والآخرة ، نريد العلم الذي يولد الإرادة والعزيمة ، ويقضي على كل مظاهر الفشل والإخفاق في جميع مجالات الحياة إنه : العلم بالله تعالى والعلم باليوم الآخر، وعلم الأمر والنهي ..
وأن نقرأ القرآن بقصد مناجاة الله فالمسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذا المقصد العظيم لكي يشعر بلذة القراءة حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ ويمدحه ويثني عليه ويباهي به ملائكته المقربين .
إن أحدنا لو ظن أن رئيسه ، أو والده أو أميرا ينظر إلى قراءته ويمدحه لاجتهد في ذلك ، فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في السموات ومافي الأرض وما بينهما وما تحت الثرى .
فالقارئ يستشعر أنه يخاطب الله مباشرة والله تعالى يسمعه ، فإذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيها وعيد استعاذ ، وإذا مر بسؤال سأل ، هذا ما أعنيه بالمناجاة .. .
إن عادات النجاح ليست سبعا ولا عشراً بل هي عادةٌ واحدة !
إنها المحافظة على قراءة حزبك اليومي من القرآن ، بل إنها عبادة وليست عادة من يسر الله له المحافظة عليها حصلت له كل معاني النجاح الدنيوية والدينية .
إن من واظب على قراءة القرآن كما كان السلف يقومون به من تدبر وخشوع وعمل وإخلاص فإن هذا سيؤدي إلى حياة قلبه ، وقوة ذاكرته وصحة نفسه وهذه هي مرتكزات النجاح الحقيقية ، ذلكم النجاح الشامل المتكامل الثابت في حال الشدة كما هو حاصل في حال الرخاء.
والآن بعدما عرفنا فوائد التدبر .. هل سنقوم ومن الآن بالتطبيق أم سنكتفي بالقراءة لنضيف إلى ذاكرتنا رصيد ثقافي لايسمن ولا يغني من جوع ..؟!
والله الموفق والهادي إلى الصراط المستقيم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
* مقتطفات من كتاب / مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة ..
للشيخ د.خالد بن عبد الكريم اللاحم
التعديل الأخير:
