أريج الروح
مراقبة المنتديات العامة
- إنضم
- 28 ديسمبر 2017
- المشاركات
- 11,395
- مستوى التفاعل
- 2
- النقاط
- 38
صور لأيقونة الأحساء.. سرّ سوق سعودية صمدت 200 سنة
المصدر: دبي ـ العربية.نت
توالت قصص وحكايات، لأحداث ومواقف، ليبقى ما يعمره الإنسان، تراثاً موروثاً، لا يتغير وجهه. هكذا صمد "سوق القيصرية التاريخي" بالأحساء شرق السعودية، عبر مئات السنين، ليبقى شامخاً بمبناه الطيني، وأروقته التي تفوح برائحة الماضي، ليعبر عنه المؤرخون بـ "أيقونة الأحساء العمرانية، وجهها الاقتصادي، وساحتها التجارية، وتعبيراً عبر حياتها الاجتماعية القديمة".
يعود بنا التاريخ إلى عام 1822م، فجاء ذكر السوق في مذكرات الرحالة، بالإضافة إلى ما وُجِدَ في بعض الوثائق التاريخية التي تدل على أن سوق القيصرية كان قائماً في القرن التاسع عشر الميلادي.
صورة تاريخية قديمة للسوق
السوق النسائي بالقرب من القيصرية
ويُعدُّ سوق القيصرية أكبر سوق في منطقة الخليج العربي في حينه، وحتى على مستوى المقاييس الحديثة، يبقى مركزاً تجارياً على الرغم من النمو العمراني حوله ووجود الأسواق الحديثة.
وتُقدر المساحة الإجمالية للسوق بحوالي 7000 متر مربع تضم 420 حانوتاً "محلاً"، ويأتي بناء سوق القيصرية بتصميم معماري يمثل أنموذجاً فريداً على مستوى الجزيرة العربية، على هيئة صفوف من المحلات التجارية، تتخللها شبكة من الممرات المغطاة المتقاطعة المنطلقة من جانبي السوق أو من واجهته.
قهوة شعبية داخل السوق
سيدات يقبلن على سوق القيصرية
ولم يكن التصميم المعماري لسوق القيصرية دخيلاً على الأحساء، بل هو مرتبطٌ بالنسيج العمراني العام، وأحد ملامح الهوية المعمارية الأحسائية.
موضوع يهمك ? يستقبلك سوق القيصرية التاريخي في #الأحساء شرق السعودية، برائحة تفوح بالعطور العربية، ويستقبلك البخور بخيوط متراقصة من...شاهد صناعة يبدع فيها النساء بالأحساء السعودية.. ما هي؟ السعودية
عندما بكت الأحساء بحريق القيصرية
لم يستطع الحريق الذي أتى على سوق القيصرية عام 2001 أن يقتله أو يمحوَ ذكره، ولا أن يسرق مكانه. كان التفاعل واسعا من الجهات المعنية بوجه ما خلّفه الحريق من دمار، شارعاً بإعادة إعمار سوق القيصرية مع الحفاظ على هويته التاريخية وتفاصيله المعمارية الأحسائية الفريدة.
جانب من السوق
تكاتفت الجهود لإعادة الإعمار بالمواد التقليدية من البيئة، بدعمٍ مباشر من رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي زار السوق آنذاك ليطلع شخصياً على دماره، وليتابع أعمال إعادة إعمار سوق القيصرية.
وحينذاك، تولت أمانة الأحساء بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عملية إعادة الإعمار بما يحفظ القيمة التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية مع المحافظة على حدود الملكيات بنفس التخطيط والتصميم المعماري باستعمال المواد التقليدية في البناء والتشطيب.
بوابة القيصرية
إقبال السواح على السوق
ولما لسوق القيصرية من ارتباط بالذاكرة المحلية، والإرث الاجتماعي والثقافي الأحسائي مع تعاقب الأجيال، لم تنحصر روح السوق المعمارية ولا التقليدية في مبناه، بل حفت الأحساء بأماكنها وفعالياتها تأكيداً على توارث ما احتضنه سوق القيصرية، وعلى تناقل الثقافة جيلاً بعد جيل.
جائزة التراث العمراني
إلى ذلك، اعتبر أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم أن "إعادة إعمار سوق القيصرية شكلت بالمواد البيئية، إضافة حضارية فذة، ونضجاً في مجال التراث العمراني، وتحدياً قوياً ناجحًا، وأنموذجاً حياً لتأهيل المباني، وشاهداً على إحياء هوية بلادنا العمرانية ومدى ارتفاع الثقافة المعمارية عبر الأزمان".
السوق يجذب زوار الأحساء
وأكد أن سوق القيصرية نال المركز الثاني لجائزة منظمة المدن العربية في التراث المعماري كما تتواصل الجهود في المحافظة على الموروث التاريخي للمنطقة، عبر تطوير وسط الهفوف التاريخي، وما ضمه هذا المشروع السياحي الهام من مشاريع تطويرية عدة "كإعادة بناء سوق القيصرية، ودروازة السوق، وإنشاء سوق الحميدية، تطوير شارع الحداديد، وبناء سور الكوت القديم، والبدء في إنشاء سوق الحرف التقليدية"، مشيراً إلى أن الأحساء تعتبر من المناطق التراثية العريقة والمحافظة على التراث وهوية المكان.