وانا اقراها دمعت عيني (الحنين للماضي يقتلني)

حضيض

New Member
إنضم
18 مايو 2015
المشاركات
2
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
سارد القصه كان معلم في بني مالك قبل 40 سنه يحكي دكريات العوده يالله بكيت وانا اقرا اترككم مع القصه

بعد غياب أربعة عقود.. العودة إلى ديار الذكريات

بقلم :***أحمد صلاح الوادي** 2012-05-27 6 /7 /1433 �*

في*الخامس عشر من جمادى الأولى لعام 1432هـ قررت الذهاب لزيارة أبنائي في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، بعد غياب عن المملكة دام عشر سنوات.

وكان من الأهداف الرئيسة للزيارة أداء مناسك العمرة وزيارة بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف، بعد غياب طويل عنهما، خصوصا أنني قد اعتدت هذه الزيارة مرة أو مرتين كل عام خلال وجودي في المملكة في السنوات السابقة، وكم كنت في شوق لهذه الزيارة.

وكنت قد أبديت رغبتي لأبنائي أكثر من مرة، إن تهيأت لي الظروف، أن أزور المناطق التعليمية التي خدمت بها قبل خمسين عامًا تقريبًا منذ عام 1963م - 1383هـ وهي: الليث والمخواة، وحدبة بني عاصم، وحداد بني مالك/ الطائف، وتبوك، وضباء من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال.

وكم كنت حقًا في شوق لرؤية تلك الأماكن التي عشت فيها أجمل سنوات العمر، زهرة الشباب، ولنا فيها من المعارف والأصحاب ومن طلابنا الكثير. كنت أحدث نفسي أحيانًا لو رأيتهم الآن، هل يعرفونني، هل أعرفهم، هل يتنكرون لي أو يقابلوني بالأحضان؟!

وفاجئني أبنائي الأحباء علاء الدين وبهاء الدين بأنهم يريدون تحقيق حلمي بالعودة لزيارة الأماكن التي كنت أعمل فيها منذ بداية قدومي إلى السعودية عام 1383هـ، وكم كان سروري عظيمًا عندما سمعت منهم استعدادهم لزيارة تلك الأماكن التي لا يعرفون طرقها.

عقدنا العزم وتوكلنا على الله وسألناه أن يسهل لنا هذه الرحلة ويطوي لنا الأرض طيًا، انطلقنا بسيارتنا بعد أن سألنا عن بداية الطريق إلى الليث، وشغلنا خارطة (جي.بي.أس) لتحدد لنا سلامة سيرنا في الطريق، وفي هذه الرحلة تبين عظيم فائدة وجود مثل هذه الخارطة في السيارة خصوصًا في السفريات الخارجية، بمجرد أن تحدد الجهة التي تريدها يُرسم سهم أمامك على الخارطة يحدد اتجاه سيرك، وتنطق الخارطة المبرمجة: استمر في نفس الاتجاه، خذ المسرب اليمين، أو خذ المسرب اليسار، أخطأت الاتجاه، عد إلى الخلف وخذ الاتجاه الآخر، على بعد 300م خذ اليمين، أو خذ اليسار وهكذا حتى تقف على المكان المراد.

بدأنا السير في طريق الليث، أولى المدارس التي عملت بها في المملكة عام 1383هـ، وياللفرق الشاسع بين هذا الطريق المزدوج (اوتو - ستراد) وبين طريق (الغراز) الصحراوي أو بين طريق (السبخة) بمحاذاة البحر، وكلا الطريقين أحلاهما مر!!

كنا نمكث في الطريق بين جدة ومركز عملنا في القنفذة (380كلم) مدة يومين أو ثلاثة أيام، أما هذه الأيام فلا تستغرق نفس المسافة أكثر من ساعتين أو ثلاثة، حسب مهارة السائق ونوع السيارة.

بعد ساعة تقريبًا من انطلاقنا من مكة وصلنا مدينة الليث الحديثة وليس بلدة الليث القديمة، لقد تغيرت معالم الليث القديمة تغيرًا كليًا، ولم تقع عيني على أثر من المعالم القديمة، كانت معظم البيوت القديمة من العشش التي لا أثر لوجودها، كانت البلدة القديمة تبعد حوالي ثلاثة كيلومترات عن شاطئ البحر.

مدينة الليث الآن تقع على شاطئ البحر مباشرة، وقد اجتثت شجيرات النخيل التي كانت منتشرة على شاطئ البحر هنا وهناك، وأصبح مكانها كورنيشًا مضاء بالكهرباء، وتخترقه خطوط معبدة، وتنتشر فيه الجلسات المظللة، والاستراحات، ومراجيح ألأطفال المتنوعة.

اتجهنا إلى الشاطئ، شاهدنا بعض الشباب من أهالي الليث، يقفون فوق لسان بحري يدخل إلى مسافة مئة متر داخل البحر، أوقفنا السيارة على الكورنيش قريبًا من اللسان، ونزلنا لنستمتع بمنظر البحر الجميل وأحسست بنفسي تخاطبه قائلة: أتذكرني يا بحر عندما كنت أجلس وحيدًا منفردًا على شاطئك؟ (كانت وسيلة تنقلي بين الليث والبحر دراجة هوائية اشتريتها جديدة بثلاثين ريالًا.)

سألت أحد الشباب عن بعض الأسماء التي أتذكرها من أهالي الليث مثل: أحمد حنكس، عبدالله باسالم، يحيى البركاتي، حمد البطاح الدعيجي، قال لي: لا أعرف أحدًا وحاول الابتعاد مستنكرًا، توجهت نحو اثنين من الإخوة العرب الذين كانوا يمارسون هواية صيد الأسماك، وسألتهم إذا كانوا يعملون في مدينة الليث، وسألتهم عن عملهم فقالوا نعمل في التدريس، قلت إنني عملت مدرسًا في الليث منذ خمسين سنة وأحب أن أتعرف على بعض الأشخاص إذا كانوا موجودين الآن في الليث، قالوا: (ما بنعرفش حد) وحاولوا أن يجمعوا سنانيرهم وهموا بمغادرة المنطقة التي كنا نقف فيها.

عندها تقدم مني ولدي بهاء الدين وقال لي ضاحكًا: أنت من خلال سؤالك هؤلاء جعلت منا أناسًا مشبوهين، الناس ينظرون إلينا بريبة وشك،ولقد شبهت هذا الموقف بفتية أهل الكهف الذين آمنوا بربهم، الذين لبثوا في كهفهم ثلاثمئة سنة وازدادوا تسعًا، بعد ذلك عاد أحدهم إلى المدينة التي خرجوا منها ليشتري لهم أزكى طعامًا بورقهم الذي كان معهم منذ ذلك الزمن البعيد، والذين قال فيهم عز وجل: }لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارًا ولملئت منهم رعبًا{(1).

تصورت نفسي في تلك اللحظة وأنا أسأل أهل الليث، أنني خارج من الكهف الذي كنت أعمل فيه قبل خمسين سنة، وقد انتقل إلى رحمة الله جميع الناس القدامى.

لم أيأس من كثرة السؤال، فليس من المعقول أن أغادر الليث قبل أن أتعرف على بعض الناس ومعرفة أخبار من أعرفهم، شاهدت رجلًا كبيرًا في السن يجلس مع أهله وأولاده يلعبون على المراجيح من حوله، اتجهت نحوه، حاول ابني بهاء أن يثنيني عن سؤال الرجل بحجة أن أهله معه، قلت له: }إنك لن تستطيع معي صبرًا{(2)، وأومأت للرجل من بعيد بأنني محتاج إلى محادثته، فجاءني وسألته عن معارفي القدامى فقال: إن أحدهم قد مات، والآخر قد غادر البلد، وأما أحمد حنكس فتجده الآن يقرأ القرآن في الجامع الكبير وأشار إليه، وكان سروري عظيمًا بوجود أحد الأشخاص الذين أعرفهم.

كان الوقت ظهرًا توضأنا ودخلنا المسجد للصلاة وكذلك للسؤال عن أحمد حنكس،بعد صلاة تحية المسجد، توجهت إلى المؤذن وسألته عن أحمد حنكس، تلفت يمينًا ويسارًا وقال: كل يوم مثل هذا الوقت يوجد في المسجد واليوم غير موجود وربما يأتي بعد قليل، وبعد أن صلينا الظهر جماعة، أعدت سؤال الرجل، فقال لي غير موجود، كان هناك أحد المصلين قريبًا منا وسمع سؤالي فقال: إن أحمد سالم حنكس قد صلى معنا وخرج بعد الصلاة، وإن كنتم بحاجة إليه تجدونه الآن في (السوبر ماركت) الخاص به في الشارع العام.

بعد بحث ليس باليسير وقفنا أمام محله، ونزل أحد أبنائي ليسأل عنه فوجده حاضرًا، وقال له إن أبي يريد التعرف عليك، جاءنا رجل كبير السن ذو لحية بيضاء، وعندما رآني لم يعرفني لأول وهلة لطول الزمن، فقلت له: ألا تعرفني!! قال: لا، من أنت؟! قلت له: أنا الأستاذ أحمد الوادي، درستك في الصف السادس الابتدائي، أيام كان الأستاذ حمد البطاح مديرًا للمدرسة، تفرس في وجهي وهجم علي يقبلني ويقبل رأسي، وحاول جاهدًا أن يستضيفنا عنده للغداء، اعتذرنا منه وقلنا له: إن أمامنا رحلة طويلة، استوقفنا قليلاً وانطلق إلى محله وعاد لنا يحمل كيسًا مليئًا بالمياه الصحية والعصائر المختلفة وأصر على أن نأخذها وقال: إن هذا أقل الواجب، سألته عن بعض الناس الذين كانوا معنا في ذلك الزمن، فقال بعضهم توفي، وبعضهم ترك الليث وذهب إلى مكة أو إلى جدة، ودعناه وغادرنا الليث إلى المخواة.

اتجهنا إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى القنفذة، وصادفنا وجود أحد الركاب على الطريق، وقفنا بجواره وسألناه عن الطريق إلى المخواة، فقال: هناك طريقان الأول والأقرب طريق الشاقة والطريق الثاني طريق القنفذة.

أركبناه معنا إلى الشاقة، وأشار لنا إلى بداية الطريق المؤدي إلى المخواة، شغلنا خارطة الجي بي إس وعلم مؤشرها في الاستمرار بالاتجاه الصحيح، وخلال أقل من ساعة ونصف كنا نقف على أطلال بلدة حدبة بني عاصم القديمة التي هجرها أهلها إلى المباني الحديثة والعمارات الشاهقة.

وكذلك مررنا بالمخواة فرأيت معظم المباني حديثة، ولم أستطع التعرف على شيء من المعالم القديمة، كان الوقت بين الظهر والعصر وكان الطقس حارًا ومعظم الناس يقيلون في بيوتهم، شاهدنا مبنى ضخمًا اتجهنا نحوه فكان مبنى كلية البنات، وجدنا موظفًا في غرفة خارجية عند الباب، سألته عن بعض الأشخاص فلم يعرف منهم، غير الأستاذ عبدالله عطران مدير مدرسة الحدبة وقال لي: لقد تقاعد من العمل وهو الآن في قريته المجاورة للحدبة، ويعرف رقم هاتف ولده لأنه من أصحابه، أخذت رقم هاتف الابن، علني أستطيع محادثة الأب، لكنني لم أفلح رغم الاتصال المتكرر.

غادرنا المخواة ونحن آسفون أننا لم نر أحدًا من معارفنا، ولم نشف غليلنا بالتعرف على كل الأماكن القديمة فقد غطت عليها المباني الحديثة، ولكنني استطعت أن أقف أمام المجمع السكني الكبير والقديم الذي كانت تسكنه عائلة الشيخ عوض وإخوانه حاسن وصالح وعلي وأقاربه، إنه أشبه ما يكون بالحصن، قالوا لنا قبل خمسين عامًا أن عمر هذا المبنى أكثر من مئتي سنة، حجارته من صفائح الصخور السوداء الداكنة، وعرض جدار المبنى يقارب المتر، بحيث تستطيع أن تجلس وتتربع داخل النافذة.

شاهدت البيت القديم الذي كنت أسكنه، وكان أحد الحصون الصغيرة في القرية، يتألف من ثلاثة طوابق، وقد استأجرت أنا الطابق الثاني بثلاثين ريالاً، وكان أصحاب البيت يسكنون الطابق الثالث، وكان لي سرير فوق سطح البيت عليه فراش وتجلله ناموسية لكي أنام عليه ليلاً طلبًا لبرودة الجو، تذكرت وأنا أنظر إليه قول الشاعر الجاهلي عندما مر على أطلال قومه المهجورة فقال:

*قل لمن يبكي على رسم درس

واقفًا ما ضر لو كان جلس

يصف الربع ومن كان بـــــــه

مثل سلمى ولبينى وخنــس

سألنا في المخواة عن الطريق إلى حداد بني مالك/ الطائف، لزيارة البلد التي بقيت فيها عشر سنوات بالتمام والكمال ولي فيها من الذكريات ما لا يحصى، فقالوا لنا إما أن تعودوا إلى مكة ثم الطائف وبعدها إلى حداد، وإما أن تصعدوا العقبة في طريقه الجبلي الجديد والممتع، فيوصلكم إلى الباحة ومنها إلى حداد بني مالك ثم تذهبون أخيرًا إلى الطائف.

اخترنا الطريق الجبلي الأقصر والأصعب طمعًا في التعرف على بلدان جديدة لم نرها، وكان نعم الاختيار بتوفيق من الله عز وجل.

أيام كنت أعمل في المخواة كانت هذه الطريق غير سالكة ولا آمنة، يسلكها الناس سيرًا على الأقدام أو ركوبًا على الحمير والجمال، ويقطعونها بمشقة وخطورة، ولا بد أن يكونوا مسلحين خشية من الوحوش المفترسة مثل النمور والضباع كما كانوا يقولون لنا، وكانت الطريق تسمى عقبة السبت أو عقبة الباحة على ما أذكر.

أما اليوم فإن هذا الطريق يعتبر معلمًا من معالم الحضارة والتطور، ولولا أن أبالغ في الوصف لقلت: إنه يعتبر من العجائب على الأقل على مستوى العالم العربي فقد زرت من البلدان العربية: سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين، السعودية، مصر فلم أر أروع ولا أجمل من هذا الطريق، الطريق الذي يربط بين تهامة الساحل والباحة عبر سلسلة الجبال الشاهقة، تسير الساعات الطوال صاعدًا قمم الجبال، في طريق متعرج ما بين جسور كثيرة تصل بين الجبال، أو أنفاق عديدة تخترق جوف الجبال، فتغيب خلالها وقتًا لا بأس به، تخرج من نفق إلى نفق آخر لا يبعد عنه مسافة كبيرة، وتنتقل من جسر إلى جسر، تحفك الأشجار التي تغطي تلك الجبال الشاهقة بمنظرها الخلاب التي يريح النفس ويبهر العيون.

ومما يلفت الانتباه في هذه الطريق كثرة وجود القرود على جوانب الطريق، توجد في أعالي الجبال وعلى الخط المعبدمساحات جانبية متباعدة، عملت خصيصًا لوقوف المسافرين على جوانب الطريق ويستمتعوا بالمناظر الجميلة والخلابة، خاصة وأنت ترى الأعماق السحيقة للوديان البعيدة عنك وأنت معلق بين السماء والأرض على رؤوس تلك الجبال.

وبمجرد أن تقف السيارة في إحدى الاستراحات الجانبية، وخلال ثوان يتكاثر وجود هذه القرود التي تعودت تناول الأطعمة والفواكه التي يقدمها لها المسافرون ذهابًا وإيابًا عبر تلك الطريق، لم نعتد التعامل مع القرود، فقد خفنا من اقترابها منا في بداية الأمر، لم ننزل من السيارة، فصعدت القرود فوق السيارة ومدت أيديها من خلال فتحة الشبابيك الصغيرة التي تركناها لنقدم لها ما معنا من خضار وفواكة، وكانت إحدى القرود تحمل ولدها وتطعمه أمامنا من بعض ما تحصل عليه من الفواكه، وكان نصيبها من الطعام أكثر من غيرها رحمة بصغيرها.

الحقيقة أننا لم نحسب حساب هذه القرود، حيث لم نكن نتوقع وجودها، بصفتنا نسلك هذا الطريق لأول مرة، وبعد قليل جاءت سيارة ثانية ووقفت بجوارنا، ولاحظنا أنهم جلبوا معهم موزًا لإطعام القرود فهي تحب الموز، وتأكله كالإنسان تقشره أولاً ثم تأكل الثمرة وترمي القشرة، تأكله بشراهة وتستمتع بأكله ثم تعود لتحصل على قرن موز آخر.

كانت درجة الحرارة في مكة عندما غادرناها صباح يوم الخميس ثاني أيام الرحلة، تقارب خمسًا وأربعين درجة، بدأت الحرارة تنخفض منذ بداية صعود العقبة، وما كدنا نصل منتصف الطريق ونحن ننتقل من جسر إلى جسر، ونخترق الجبال من نفق إلى نفق، وإذا بالسماء تبرق وترعد والمطر ينهمر غزيرًا جدًا، ماسحة الزجاج تعمل بأقصى سرعتها، والطريق تكاد لا تبين من شدة المطر المنهمر بغزارة، ما أروعه من منظر، وما أجملها من رحلة، شاهدنا فيها ما لم نكن نتوقعه من مناطق جميلة، نظرنا إلى ميزان الحرارة يشير إلى درجة 26 درجة مئوية، قبل ساعات فقط كانت درجة الحرارة في مكة 45م، سبحان من بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير.

وصلنا الباحة وهي مدينة جميلة حقًا، في بيوتها الفخمة التي تحيط بها الأشجار الكثيفة، ومناخها اللطيف حتى في فصل الصيف، الزهور والورود الطبيعية تنبت على جوانب الطرق فسبحان الله الذي حباها هذا الجمال.

لم نمكث كثيرًا في الباحة، تزودنا بالوقود من إحدى المحطات، وشربنا القهوة من أحد الأكشاك الموجودة في المحطة والمتخصصة لبيع القهوة، كنا نطمح في أن نصل حداد بني مالك قبل غروب الشمس، فهي آخر مرحلة في مخططنا السياحي، وكانت من أهم الأماكن التي كنا نريد مشاهدتها في وضح النهار، فهي البلدة التي مكثنا بها عشر سنوات بالتمام والكمال ولنا فيها من الذكريات والأصحاب الكثير الكثير، وهي مسقط رأس أحد أبنائي الذي يرافقني رحلة العمرة (علاء الدين)، وقد سُر كثيرًا بمشاهدة البيت الذي ولد فيه.

انطلقنا نحو حداد بني مالك من الباحة، كانت الطريق بينهما لا تقل روعة وجمالًا عن طريق العقبة - تهامة/ الباحة - وهي متعرجة ومحفوفة بالأشجار من كلا الجانبين، وصلنا حداد بني مالك قبل غروب الشمس، ولاحظنا أن معظم بيوت البلدة القديمة قد هجرت إلى البيوت الجديدة خارج البلدة القديمة التي بقيت على وضعها السابق دون تغيير شيء يذكر.

سألنا عن بيت محمد عمر المالكي، مدير المدرسة الذي عملت معه، والذي كان أحد طلابي يومًا ما، فأشاروا لنا إلى بيت فوق هضبة قريبة، وقالوا هناك بيت محمد عمر، وعندما وصلنا قريبًا من البيت، خرج علينا رجل سألناه عن محمد عمر. فقال: أهلاً بكم أنا محمد عمر. فقلت له باستغراب أأنت محمد عمر؟ الذي كان مديرًا لمدرسة حداد، عندها ابتسم الرجل ورحب بنا مرة أخرى، إن الأستاذ محمد عمر الذي تسألون عنه قد ترك الإقامة بحداد، تقاعد من التعليم، واشترى عمارة في الطائف ويسكن هناك، وحاول الرجل بشدة أن يستضيفنا، سألناه عن مسفر بن جبر وهو أحد الزملاء السعوديين الذين عملت معهم بحداد وكان أحد طلابي يومًا ما، فقال: لقد تقاعد من التعليم، وهو الآن إمام مسجد، وأشار لنا إلى المسجد الذي يؤم الناس فيه، انطلقنا نحوه وكان الوقت وقت غروب الشمس، وعند وصولنا المسجد كانت الصلاة قد أقيمت، قصدنا نحو دورات المياه لتجديد وضوئنا، فكانت مقفلة، توضأنا سريعًا بالمياه الصحية المعدة للشرب، وأدركنا صلاة الجماعة.

قبل أن ندخل إلى المسجد قلت لأبنائي، إن هذا الصوت الذي أسمعه يؤم الناس هو صوت مسفر لم يتغير، أدركنا الركعة الثالثة من الصلاة وأتممناها بعدهم، تغير شكل مسفر كثيرًا، كبر وطالت لحيته وخالط شعرها البياض، حاولت مداعبته قبل أن أعرفه بنفسي، فقلت له: يا شيخ نحن أناس مسافرون، وعرجنا على المسجد القريب من الشارع العام لنشارككم في تأدية الصلاة، وللأسف وجدنا دورة المياه مقفلة مما اضطرنا لاستعمال مياه الشرب لنتوضأ بها، قال: إنها مفتوحة وهذا المفتاح معلق ويأخذه من يريد استعمال دورة المياه.

اقتربت منه وسلمت عليه، فقال نحن متأسفون وحقكم علينا، قلت له: ألا تعرفني؟ ألم تسمع بهذا الصوت قبل الآن؟! تفرس في وجهي قليلاً ثم قال: الأستاذ أحمد الوادي ثم هجم علي.. يقبلني ويسلم علي من جديد. وأصر على استضافتنا في بيته، وقبل أن نذهب معه، اشترطنا القهوة فقط، لأننا على عجلة من أمرنا، وأمامنا رحلة طويلة فقبل شرطنا، ولكن بعض الإخوة من أهالي حداد الذين كانوا موجدين في المسجد وتعرفوا علينا، لم يعجبه هذا الشرط وأصروا على أن يستضيفونا للعشاء عندهم فاعتذرنا لهم.

وأخص بالذكر منهم السيد مسفر بن جارالله متعهد البريد السيار في ذلك الزمن الغابر، اكفهر وجهه وغضب لأننا رفضنا العشاء عنده وقبلنا القهوة عند مسفر بن جبر، قال لي وهو يقف إلى جانبي بعفوية واضحة، هؤلاء أولادك ما شاء الله، وأولاد سهام، يعني زوجتي، حدق به أحد أبنائي غاضبًا، كيف يأتي على ذكر اسم والدته صريحًا أمام الناس!! كان رجلًا كبير السن ذا لحية بيضاء، أدركت الموقف وأنا أضحك وقلت له يا ولدي: إن هذا الرجل يعرف اسم والدتك قبل أن أعرفه أنا، إن هذا الرجل كان متعهدًا للبريد، وكان يسلم البريد لوالدتك أسبوعيًا عن طريق فرَّاش المدرسة، ويستلم منها البريد الرسمي بصفتها مديرة المدرسة.

كنا نقف عند باب المسجد ساعة الغروب، وبجانبنا مدرسة حداد بني مالك القديمة التي عملت بها تسع سنوات، وهي مهجورة وعلى وضعها القديم، وانتقلت المدرسة إلى مبناها الحديث أثناء وجودي بها في السنة الأخيرة، وكذلك كان يوجد أمامنا مبنى مدرسة البنات على الطابق الثاني، وكان الطابق الأول محلات تجارية وباب المدرسة في منتصف السوق، صوّر أبنائي مبنى المدرسة القديم وأرسلوه لأمهم في أمريكا، وكانت في زيارة لابنتنا هناك، وسألوها إن كانت تعرف هذه الصورة، فأجابتهم على الفور إنها صورة مدرسة البنات في حداد بني مالك، وهي لا تعرف أننا موجدون في حداد نفس لحظة إرسال الرسالة لها.

ذهبنا لتناول القهوة عند الشيخ مسفر بن جبر، وبرفقتنا بعض رواد المسجد الذين أحبوا البقاء معنا، قال لي أحدهم إنه كان من طلابي ولكنني لم أذكره لطول الزمن وتغيير الملامح، فعشر سنوات في بني مالك مر علي فيها آلاف الطلاب، شاخوا الآن وتغيرت أشكالهم.

لقد بالغ الشيخ مسفر في إكرامنا وتقديرنا، وقدم لنا القهوة يرافقها اللوز البجلي مع الزبيب على عادة أهل المنطقة، فبلاد بني مالك تسمى منطقة بجيلة، ومن أهالي تلك المنطقة الصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي، واللوز البجلي من إنتاج تلك المنطقة،ويقدمون هذا اللوز للضيوف مع القهوة والزبيب.

ومن الكلمات التي لا زلت أحفظها منهم والمرافقة لتلك العادة كلمة (اقدع يا أستاذ اقدع) وتعني كُل من اللوز والزبيب، وبمجرد أن قدم الشيخ مسفر اللوز والزبيب مع القهوة، قلت أنا لأبنائي اقدعوا يا شباب اقدعوا، ضحك مسفر والحاضرون وقالوا: بعدك ذاكر يا أستاذ أحمد ما نسيت القدع، قلت لهم وكيف ينسى الإنسان ذكريات سنين طويلة، قدعنا فيها كثيرًا من اللوز والزبيب في بلاد بجيلة.

سألت مسفرًا بن جابر عن هاتف الأستاذ/ محمد عمر المالكي، فقال: إنه موجود معي وحاول الاتصال به، وبعد محادثته قال له: عندي صديق يريد التحدث معك، سلمت عليه وسألته عن حاله وعن العيال والأولاد، فأجابني بخير والحمد لله، لم يعرفني، قلت له: ألم تسمع هذا الصوت من قبل؟ قال: بلى ولكنني نسيت صاحبه، قلت له: عد بذاكرتك إلى الوراء عندما كنت طالبًا في متوسطة مدرسة حداد بني مالك، ثم عندما عدت إليها مدرسًا ثم أصبحت مديرًا لها، درسك وعمل معك أناس كثيرون وأنا أحدهم.

أجابني فورًا: أبو صلاح، الأستاذ/ أحمد الوادي أهلًا وسهلاً وألف مرحبا، تراحيب السيل، أين أنت الآن؟ قلت له: أسأل عنك في حداد وأنت هارب منا إلى الطائف، قال أنا بانتظارك في الطائف بمجرد دخولك الطائف تترك الإشارة الأولى والثانية وتدخل يمينًا قبل الثالثة تجدني واقفًا أمام بنك الرياض، اتصل بي وبعد دقائق سأكون عندك إن شاء الله. غادرنا حداد إلى الطائف عشاء، كان الليل قد أرخى سدوله، ولم أتمكن من أخذ أبنائي إلى مكان المواريد، مجرى الماء وغدير (أبو سبعة) والذي لنا عنده كثير من الذكريات وقد سمع به أبنائي ولكنهم لم يروا مكانه، تذكرت قول الشاعر وأنا أمر بالقرب من المكان:

أمر على الديار ديار سلمى

أقبل ذا الجدار وذا الجدارا

وما حب الديار شغفن قلبي

ولكن حب من سكن الديارا

أدركنا الوقت وخيم الليل، وقد شاهدنا من المعالم ما لم نكن نحلم أن نراه، من مكة إلى الليث، ومنها إلى المخواة فحدبة بني عاصم ومنها إلى الباحة ثم إلى بلاد بني مالك ثم إلى الطائف، رحلة طويلة وموفقة والحمد لله وفي يوم واحد.

لم تستغرق الرحلة من بني مالك إلى الطائف أكثر من ساعة في طريق معبد وجميل، كنا حين نعبره قبل خمسين عاماً نقضي الساعات الطوال ونعاني ما نعانيه من رمال وحجارة وصخور الوادي الذي تسير فيه السيارة بعد مفرق غزايل.

بمجرد وقوفنا أمام بنك الرياض حسب الوصف، اتصلت بالأخ/ أبي عمر، خلال دقائق كان أمامنا بلحمه ودمه، لم يتغير شكله كثيرًا سوى تلك اللحية البيضاء، وبعض آثار مرض قد أصابه وعافاه الله منه.

تقابلنا بالأحضان وطال عناقنا، وأصر على أن يقبل رأسي عدة مرات، وعرف ابنه علي قائلًا له: هذا والدي وأستاذي أحمد الوادي/ أبو صلاح، أهلاً وسهلاً وألف مرحبا، هيا إلى البيت، قلنا له قبل أن نذهب إلى البيت لنا شرط، القهوة فقط.

قال حياكم الله على الرحب والسعة، عندنا عمارة من خمس طوابق، أحد هذه الطوابق مفروش ولا يوجد به أحد البتة، فهو مخصص للضيوف، فخذوا راحتكم به ولا تنزعجوا من شيء فلا أحد حولكم.

رحب بنا السيد/ محمد عمر ترحيبًا كثيرًا، وبالغ في إكرامنا أشد الكرم، جمع أولاده الخمسة وهم ما شاء الله شباب في ريعان الشباب جميعهم متعلمون فمنهم الطبيب ومنهم المهندس وكلهم موظفون في وظائف جيدة، بارك الله فيهم جميعًا، وعندما جمعهم قال لهم: هذا والدي وأستاذي، والله لو أن والدي خرج من القبر الآن، ما سررت به سروري بمشاهدة أستاذي أبي صلاح، سار المسافات الطويلة، وجاء يبحث عنا في بني مالك، أي إنسان هذا؟!! جند أولاده جميعًا لخدمتنا بعضهم يحضر الماء وبعضهم يحضر الشاي والقهوة، وآخر يحضر الزبيب واللوز، انسجم الشباب مع بعضهم، وجلس أبو عمر بجانبي يحدثني بأسى عن رحلته الطويلة مع المرض المستعصي، وقد عافاه الله منه والحمد لله بعد جلسات كيماوية عديدة.

كان ينظر إلي كما ينظر الابن إلى والده حقًا، ويقوم بين الفينة والفينة ليقبل رأسي مرة تلو أخرى، وقد أحرجني من تصرفه هذا أمام أبنائه، وفي كل مرة يقول لهم إنه أبي وليس أستاذي فقط.

وبعد شرب القهوة والشاي والقدع من الزبيب واللوز البجلي، طلبنا الإذن بالمغادرة، فقال هيهات هيهات، والله بمجرد اتصالكم بدأنا بإعداد العشاء وبعد قليل سيكون أمامكم، والله إن واجبكم عندنا كبير.

وبعد قليل دخل العشاء، وكان الرجل قد أرسل ذبيحته إلى المطعم لطبخها، وكان الرز مطبوخًا بطريقة السليق، وعند خروجنا سألني أبنائي عن طعم الرز المطبوخ على غير ما اعتادوا عليه، قلت لهم هذا الرز السليق يوضع عليه حليب أثناء طبخه.

جلس محمد عمر بجانبي على السفرة، وكأني به لم يذق طعم الأكل، طيلة جلوسه وهو يقطع اللحم ويضعه أمامي وأمام أبنائي، وعدة مرات يصر على وضع قطعة اللحم في فمي، حتى إن أبنائي دهشوا من شدة احترامه وتقديره لي.

وبعد أن شربنا الشاي والقهوة بعد العشاء، طلبنا الإذن بالمغادرة، وإذا أبو عمر يرمي عقاله علينا وهو يقول: داخل على الله ثم عليكم أن تبيتوا عندنا هذه الليلة، الحقيقة كان لي رغبة البقاء عنده، لكن سبقني ابني بهاء إلى العقال، ووضعه على رأس أبي عمر وقبل رأسه مرارًا وقال له: لقد حجزنا في الفندق على الهاتف، وبارك الله فيكم وأنتم لم تقصروا، وكلفتم أنفسكم كثيرًا وجزاكم الله خيرًا.

قال: والله إن الطابق كله غير مسكون، وأنه محجوز للضيوف الأعزاء من أمثالكم، وأخيرًا سمحوا لنا بالخروج تحت إصرارنا الشديد، وجميعهم رافقونا حتى أوصلونا إلى باب السيارة، وأرسل أحد أبنائه معنا بسيارته ليدلنا على الطريق الرئيسي.

لم ندخل مدينة الطائف وإنما تابعنا سيرنا إلى منطقة الهدى،المنتجع السياحي للطائف، والمصيف لجميع مناطق المملكة العربية السعودية، تجدها في الصيف تعج بالمصطافين من كل حدب وصوب، حيث يوجد بها الفنادق الفخمة ذات الخمسة نجوم، وفيها الشقق الفندقية المتنوعة في درجاتها، وفيها محطة تلفريك تنقلك من أعالي الجبال الشاهقة إلى الأراضي السهلية القربية من مكة المكرمة.

عندما وصلنا الهدى كان الوقت متأخرًا، وقد بلغ منا التعب مبلغه، وقابلتنا أثناء سيرنا عمارة كبيرة كتب عليها شقق فندقية، وقفنا أمامها وسألنا الرجل المسئول فيها، عن إحدى الشقق الفارغة قال: عندنا شقق لذوي العائلات فقط، وعندما رآني رجلًا كبير السن، قال: لا عليكم ما دام معكم هذا الحاج، وأعطانا مفتاح أحد الشقق الأرضية.

أنزلنا متاعنا من السيارة، وأخذ كل واحد منا حمامًا ساخنًا، بعد يوم ديني في بدايته في مكة، ثم سياحي تاريخي في بقيته، حيث طفنا بلاد الله الواسعة، وأصبح الحلم حقيقة بمشاهدة جميع المناطق التي عملت بها عدا تبوك وضواحيها، وإن شاء الله إن كان في العمر بقية سنمر عليها، فلنا فيها كثير من الأصحاب والأحباب والذكريات.

وفي صبيحة اليوم الثالث من أيام الرحلة، وكان يوم جمعة، سألنا عن وقت تشغيل محطة التلفريك،عسى أن نستطيع استعماله قبل سفرنا، قالوا لنا إنه يبدأ عمله بعد ظهر كل يوم حتى المساء. كنا على سفر ولا نستطيع المكوث في الهدى لغاية الظهر.

حزمنا أمتعتنا ونوينا العودة إلى الرياض من حيث انطلقنا. شغلنا خارطة الجي بي إس التي في السيارة لتدلنا إلى طريق الرياض فأشار السهم إلى طريق مختصر يوصل إلى الرياض دون العودة إلى مدينة الطائف، فسلكنا هذا الطريق، وقبل التوغل في ذلك الطريق الصحراوي، مررنا بإحدى محطات الوقود، ملأنا السيارة بالوقود، وتزودنا من (السوبرماركت) المجاور بالوقود الآدمي من مياه صحية وشطائر مختلفة وعصائر متنوعة.

أدركنا صلاة الجمعة في أحد المساجد على طريق الرياض، يقع المسجد ضمن محطة محروقات كبيرة، وفيها (سوبر ماركت) كبير، ومرافق صحية ودورات مياه للرجال وللنساء، تستطيع القول إنها حقًا متكاملة الخدمات، وأن صاحبها بعيد النظر، وذو عقلية تجارية فذة، حيث تشاهد مئات السيارات تقف أمام المسجد لأداء الصلاة، وبعد الصلاة تقف طوابير السيارات أمام المحطة للتزود بالوقود، وبالحاجات المختلفة من (السوبرماركت).

وصلنا الرياض مع غروب شمس اليوم الثالث، بعد أن أدينا مناسك العمرة والحمد لله، وطفنا بلاد الله الواسعة من المدينة المنورة في شمال المملكة إلى مكة المكرمة في غربها إلى القنفذة والباحة في جنوبها ثم إلى الطائف، وأخيرًا عدنا إلى الرياض وسط المملكة.

كانت رحلة دينية تاريخية سياحية (ذكرياتية) موفقة، بكل ما تحمله الكلمة من مع
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
قصة مؤثرة جداً

الله يحسن خواتيم اعمالنا

جزيل الشكر لك المشاركة
 

بيرق بجيله

مراقب سابق
إنضم
29 نوفمبر 2007
المشاركات
4,910
مستوى التفاعل
44
النقاط
48
الإقامة
في قلبـــ بجيله ـــ
قصة جميله ورائعه والأروع والأجمل وفاء هؤلاء الزملاء لبعضهم البعض وبني مالك ولله الحمد معروف عنهم الكرم والطيب وهم أهله والاستاذ أحمد الوادي يستحق ماهو أكبر من ذلك والله يحسن الخاتمه للجميع وويوفقنا وأياهم لما يحب ويرضى .

دمتم بود .
 

نمر1

Member
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
381
مستوى التفاعل
7
النقاط
18
احمد صلاح الوادي يستحق كل الشكر والتقدير وتمنيت انني قابلته فقد كان معلمي في الابتدائيه وكان معلم فاضل مخلص يتعامل معنا بروح الابوه وكان متميز في مجال تخصصه الرياضيات
ما اجمل تلك الايام

واحب اشكر الاستاذ الفاضل محمد عمر الشهم الكريم
 
إنضم
17 فبراير 2011
المشاركات
783
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
قصة جميلة و مؤثرة جداً .. كما أن الاجمل هو وفاء الرجال من بني مالك

الذين استقبلوا معلمهم بكل حب وتقدير واحترام وكرم حاتمي لا

يستغرب على أبناء بني مالك الاوفياء ذلك كونه طبعهم

كل الشكر والتقدير على النقل الرائع

والله يحسن خواتيم اعمالنا جميعاً
 
أعلى