عندما ضحى الامام فيصل بن تركي ال سعود بملكه من اجل عسير

صقر تهامة

مراقب منتديات بني مالك
إنضم
11 مايو 2007
المشاركات
14,149
مستوى التفاعل
172
النقاط
63
الإقامة
الجنوب
الموقع الالكتروني
www.banimalk.net

[frame="6 80"]

كما نعرف بان الدولة السعودية الاولى كانت تشمل معظم الجزيرة العربية بما فيها غالبية دول الخليج وجزء من اليمن وجزء من الشام والعراق مماجعل القوى الخارجية متمثلة في العثمانيين ومن ساندهم من العرب في العراق والشام ومصر يقفون منها موقفا عدائيا وكان العثمانيون متفوقون من ناحية المعدات العسكرية ومع ذلك لم يستطيعوا القضاء على مرحلة من مراحل الدولة السعودية الا بعد جهد جهيد وبعد ان اغروا بعض القبايل في الجزيرة بالمال وبعد ان استعانوا بالامير خالد بن سعود ال سعود وعلى كل حال حديثنا اليوم عن (الوفاء) وليس غير الوفاء وهو عن الامام فيصل بن تركي الذي ضحى بحياته وبدولته من اجل اهالي عسير فاهل عسير ايها الاحبة كانوا يتبعون للدولة السعودية الاولى وفي الدولة السعودية الثانية بقيوا محافظين على الود ولم ينسوا الجميل لال سعود وعندما اتى محمد علي باشا طالبا من الامام فيصل المساعدة على تدمير ثورة اهالي عسير لم يوافق ورفض رفضا قاطعا مما ادخله في حروب لاتخفى على احد.

اترككم مع الاخ العزيز (جهجاه) الذي نقلت عنه هذا الموضوع لمعرفة جزء من تاريخنا العريق .
[/frame]


ننقل هنا ما أورده الباحث الدكتور/ خليفة بن عبد الرحمن المسعود، في رسالته للدكتوراة، والتي نشرت في كتاب بعنوان (موقف القوى المناوئة من الدولة السعودية الثانية (1234-1282هـ / 1818-1866م): دراسة تاريخية وثائقية).
حيث أشار الباحث إلى أن الإمام فيصل بن تركي قد عرّض حكمه، ودولته إلى مخاطر كبيرة جراء رفضه الاستجابة لمطالب محمد علي باشا في تقديم المساعدة للقضاء على ثورة أهالي عسير، مما جعل محمد علي باشا يهاجم نجد مرة أخرى، ويسقط حكم الإمام فيصل ويحتل نجد.
يقول الباحث، من صفحة 223 إلى صحفة 227،:
" وحين فشلت وسيلة محمد علي باشا تلك وأدرك مدى قوة موقف الإمام فيصل بن تركي، وتمسكه بأراضي دولته بادر باتخاذ الوسيلة الثانية وهي الضغط على ذلك الإمام لإجباره على دعم القوات المصرية التي عزم على إرسالها للقضاء على ثورة أهالي عسير الذين تمكنوا بقيادة عايض بن مرعي من إلحاق هزيمة فادحة بقوات والي الحجاز أحمد باشا وأمير مكة محمد بن عون عام 1250هـ/1834م، كما غنموا الكثير مما تركه أعداؤهم. (عثمان بن بشر 2/84-85، أحمد دحلان: 310)وكان محمد علي باشا يدرك مدى ارتباط موقف أهالي عسير بموقف الإمام فيصل، واتصالاتهم به للتنسيق ضد قوات والي مصر (مالك رشوان: المرجع السابق: 306، ويرى أحد الباحثين أن الإمام فيصل كان يعمل لتشجيع أهالي عسير على الثورة ضد قوات محمد علي باشا. مستور محمد الجابري: المرجع السابق: 34). كما كانت الشكوك تراود السلطات المصرية عن دعم عسكري يقدمه الإمام فيصل لأهالي عسير. (ج. ج. لوريمر: المرجع السابق:3/1637)، واتضح الأمر كثيرا عن العلاقة بين الإمام فيصل بن تركي وأهالي عسير حين أرسلوا له كثيرا مما غنموه في معركتهم الأخيرة ضد قوات محمد علي باشا (عثمان بن بشر: المصدر السابق، 2/85. Philbyp.cit. p. 174)، كتأكيد على ولائهم له ورغبتهم بالانضمام تحت لواء دولته (عايض الروقي: حروب محمد علي :196)".
وقد أدى هذا الموقف المتقارب بين الإمام فيصل وأهالي عسير إلى قلق محمد علي باشا خاصة حين بدأ والي العراق العثماني يولي هذا الأمر اهتمامه ويتابع أخبار عسير بواسطة الإمام فيصل (المرجع السابق: 197)، ولذا فإن والي مصر اتخذ أسلوب التهديد مع الإمام فيصل بن تركي حين أرسل إليه وفدا بزعامة دوسري بن عبد الوهاب أبو نقطة ليطلب منه عدداً من المطالب من بينها دفع الخراج لحكومته (عثمان بن بشر: المصدر السابق:2/86) إضافة إلى مساعدات تتمثل بدعم قوات محمد علي باشا في الحجاز المزمع إرسالها إلى عسير بالجمال بعدد يقدره البعض بعشرة آلاف جمل (خير الدين الزركلي: شبه الجزيرة العربية: 1/45، ويقدره آخرون بخمسة عشر ألف جمل: Winder: op. cit. p. 108)، مع إعلان التبعية لحكومة الحجاز (عبد الفتاح أبو عليه: تاريخ الدولة السعودية الثانية: 56)، وضرورة القدوم لمقابلة والي الحجاز أحمد باشا للتباحث معه في أمر القضاء على ثورة عسير (محمد نخلة: المرجع السابق 67).
ولا شك أن إرسال دوسري كان بهدف اختبار ولائه لمحمد علي باشا، وإحراجه مع من كان تابعاً لهم، ولا سيما أن دوسري كان لا يزال يحتفظ بالود والولاء للدولة السعودية (موريس تاميزيه: المرجع السابق: 35 وهذا ينفي صفة الخيانة التي وصف العجلاني بها دوسريا. منير العجلاني: عهد الإمام فيصل بن تركي، ط1، بيروت، دار النفائس، 1415هـ/1994م: 37) رغم إقامته طويلاً في مصر وما أولاه له محمد علي من عناية ورعاية.
ويعلل ابن بشر مطالب محمد علي باشا تلك بالتذرع لمناصبة فيصل العداء ومن ثم إرسال قواته إلى نجد للسيطرة عليها (عثمان بن بشر: المصدر السابق:2/86)، خاصة أنه يدرك مدى العلاقة القوية التي تربط الإمام فيصلاً بأهالي عسير مما يجعل قبوله للطلب أمراً بعيد المنال في ظل معرفته التامة بأن جيش محمد علي باشا في الحجاز مصدر خطر كبير عليه سواء استخدم ضد دولته أو ضد ثورة عسير (عبد الله العثيمين: تاريخ المملكة: 1/242)".

ويستمر الباحث في سرد الأحداث إلى أن يقول:
"ومن الواضح أن محمد علي باشا كان يدرك أن الإمام فيصلاً لن يقبل بذلك الطلب لضخامة العدد المطلوب من الجمال، ولأن قدومه للحجاز مخاطرة كبيرة قد ينجم عنها القبض عليه هو إرساله إلى مصر، ولم تفلح محاولة الإمام فيصل بن تركي بتوسيط والي الحجاز أحمد باشا لإقناع حكومة محمد لي باشا بالموافقة على مطلبة (عبد الفتاح أبو عليه: تاريخ الدولة السعودية الثانية: 57)، بل إن جلوي بن تركي وقبل أن يعود إلى نجد اطلع بواسطة والي الحجاز على ما عزم عليه محمد علي باشا من إقصاء الإمام فيصل عن الحكم، وتعيين خالد بن سعود المقيم في مصر بدلا عنه (عايض الروقي: حروب محمد علي :198)، لأنه وكما تقول الوثائق أبدى استعداده لمهاجمة عسير بجنود من أهل نجد حين وصوله إلى هناك (Hatti-Humayun: No. 23133. Tarihi: 8-10- 1254)، الأمر الذي يدل على ارتباط كبير بين عودة نشاط محمد علي باشا المناوئ للدولة السعودية الثانية وبين موضوع القضاء على ثورة عسير.
وقد أعلن محمد علي باشا سياسته تلك بشكل رسمي منذ شهر محرم سنة 1252هـ في رسالتين ينبئ مضمونهما عن اهتمامه الكبير بالأمر واستعداده للحضور بنفسه إلى الجزيرة العربية لتنفيذ ما عزم عليه من تجريد حملة عسكرية قوية ضد الإمام فيصل بن تركي، لأنه "أظهر عدم الانقياد بتردده في إعطاء بعض ما يلزم للجيش....." (معيه تركي: دفتر (70) وثيقة (407) رسالة من الجناب العالي إلى عباس باشا بشأن إرسال الغلال إلى الحجاز لدعم حملة اسماعيل بك، 19 محرم 1252هـ)، ولأنه بذلك قد "أظهر التمرد ...." (معية تركي: دفتر (70) وثيقة (489) رسالة من الجناب العالي إلى حبيب أفندي بشأن تجريد حملة ضد فيصل بن تركي، 29 محرم 1252هـ).وهكذا كان اعتذار الإمام فيصل عن تقديم المساعدة ذريعة لمحمد علي باشا لبدء حملاته العسكرية من جديد ضد الدولة السعودية الثانية...".
ثم يستمر الباحث في سرد الأحداث، حتى يصل إلى عودة الإمام فيصل بن تركي للحكم مرة أخرى. وتتكرر محاولات العثمانيين هذه المرة، فيرسل إسماعيل باشا (حاكم مصر) رسالة إلى الإمام فيصل بن تركي بتاريخ 25 ذي الحجة 1280هـ، " يطلب منه التعاون مع القوات التي قرر إرسالها بطلب من السلطان العثماني لقتال أهالي عسير، وطلب منه تسهيل أمور الحملة وتقديم ما يلزمها...". (ص 399)
ويستمر الباحث، فيؤكد أنه الإمام فيصل رفض مرة أخرى مساعدة الدولة العثمانية ضد أهالي عسير، رغم استخدامه، في هذه المرة، سياسة اللين والمداهنة، لكنه في النهاية لم يحقق مآرب الدولة العثمانية. يورد الباحث:
" ولقد جاء ذلك التكليف أقسى امتحان للإمام فيصل إذ لم يعد لديه خيار إلا تنفيذ ما طلب منه أو رفض المهمة، ففي حال قبول المهمة فإن ذلك يعني إعلان الحرب على جزء من دولة آبائه وأجداده، وحلفاء مخلصين ومؤيدين له....." (ص 400)
إلى أن يقول الباحث: " وهنا تتجلى براعة الإمام فيصل بن تركي وحنكته السياسية، فلم يبد جوابا واضحا فضل السكوت امتصاصا للحماس العثماني، كما أن علاقته الطيبة مع مؤيديه في عسير تمنعه من تقديم المساعدة لأعدائهم، لذا عاد إلى حياده ولم يقدم الدعم للقوات العثمانية...." (ص 400
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,079
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك

شكراً لك على الطرح المميز
 
أعلى