درر وفرائد الأدب عبر العصور .. من جواهر القوافي والبيان

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
مقدمة / بقلم ( أبومهنَّد ) :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة للجميع ولرواد وأعضاء منتدى ( دوحة الفصاحة والبيان ) ..

وحيَّهلا بالجميع في متصفح جديد ؛ نغور في صفحاته , لنضيئ مصباحًا على فرائد الأدب العربي الفصيح عبر أزمنة وعصور الأدب العربي التي اتفق عليها المؤرخون .
فيا محبي الفصاحة والبيان , هيَّا معنا في هذا المركب , ولنبدأ رحلتنا غوصًا تارة , وتحليقًا تارة أخرى , وسيرا على الأقدام ثالثة.

وكل من ينضم معنا في هذه الرحلة الماتعة , سيجد من درر القوافي وفرائد القصيد الفصيح , ومن خطب ومقامات وأقوال العرب ( أهل الفصاحة والبيان ) فليقدم لنا في دوحتنا المباركة زاده ويأتينا بخبره .. يعرفنا بإيجاز في سيرة مختصرة عن قائله الشاعر أو الحكيم , ويمتعنا بقوافيه وجواهره.
 
التعديل الأخير:

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
لقد انطلقنا في المسير , وركبنا الزمن متقادمين , ومررنا بعصور شتَّى . رأينا الشاعر الفصيح , والخطيب المفوه , وحكيم زمانه .. وشد انتباهنا يارواد دوحة الفصاحة والبيان دوحات ٍ عظيمة أغصانها متدلية بأطايب الثمار ؛ من حِكم وأشعار ومقامات وأمثال .

ولكننا عزمنا أمرنا وتقادمنا أكثر , حتى وصل بنا الزمن إلى العصر الجاهلي.

ماهذا ؟ لا أبنية ولا شوارع ولا مدنية !
إنها حضارة أخرى .. سبحان الله !
رمال وصحاري قفار وعواصف ونحن نحلق بأبصارنا لعلنا نبصر علمًا من أعلام هذا العصر!

وفجأة برز لنا الشاعر الجاهلي (( زهير بن أبي سلمى )).

فمن هو ؟
نقلا من الموسوعة الحرة: "هو زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح بن قرّة بن الحارث بن إلياس بن نصر بن نزار، المزني، من مضر[1]. (? - 13 ق. هـ / 502 - 609 م) حكيم الشعراء في الجاهلية وفي أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة. قال ابن الأعرابي: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره: كان أبوه شاعراً، وخاله شاعراً، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة. ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة المنورة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد)، "
نقلا من الموسوعة الحرة. انتهى النقل.

فرحب بنا , واستقبلنا بكرم وحفاوة , وكما قال من شعره:

تراه إذا مــــا جئتــه متهـــــــــــللا
كأنك تعطيه الذي أنت سائلــــــه

فلو لم يكن في كفــه غير روحـه
لجاد بها فليتق الله سائلـــــــــــه

هو البحر من أي النواحي أتيتـــه
لجته المعروف والبحر ساحلـــــه


ثم أجلسنا الشاعر الجاهلي مجلس الحكمة , وأهدانا معلقته:
مبتدئًا بقوله:
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
بحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّــــمِ

وقد اخترنا لدوحتنا ( دوحة الفصاحة والبيان ) هذه الأبيات :

سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش
ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَســـــــأَمِ

رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب
تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ

وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ
وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَم

وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ
يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ

وَمَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ
عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَيُذمَمِ

وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ
يَفِرهُ وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشتَمِ

ومن لا يذد عن حوضه بنفسه
يهدم ومن يخالق الناس يعلم

وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَها
وَإن يرق أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ

وَمَن يَعصِ أَطرافَ الزُجاجِ ينلنهُ
يُطيعُ العَوالي رُكِّبَت كُلَّ لَهذَمِ

وَمَن يوفِ لا يُذمَم وَمَن يُفضِ قَلبُهُ
إِلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمجَمِ

وَمَن يَغتَرِب يَحسِب عَدُوّاً صَديقَهُ
وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ

وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ
وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ

وَمَن يزل حاملاً على الناسَ نَفسَهُ
وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُسأَمِ


وبعد أن أكمل قصيدته , أستأذناه في النقد , فرحب بذلك .
فقلنا لا غبار عليك أيها العلم الكبير , وإنما اعتراضنا على البيت التالي:
رأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب
تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ

ولكننا من زمن أرسل الله نبيه " خاتم الأنبياء والمرسلين " محمد صلى الله عليه وسلم , وعلمنا أنَّ المنايا أقدار الله , والأجال مقدرة عنده سبحانه .


تحديث : وقبل أن نودع الشاعر الجاهلي ( زهير بن أبي سلمى ) رأينا أنه من العدل أن نشير إلى أن شاعرنا قد دانَ له نقاد الأدب بثلاث:
أنه قائل أمدح بيت قالته العرب , وهو:
تراهُ إذا ما جئْتَه مُتَهَلِّـــــلا
كأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سائلُهْ


وله أصدق بيت , وهو قوله :

ومهما تكن عند امرئٍ من خليقةٍ
وإن خالَها تُخفى على النَّاسِ تُعلمِ

وله أبين بيت يرسم حدود الحق , وهو:

فإنَّ الحقَّ مقطعه ثلاثٌ
يمـــينٌ أو نفارٌ أو جَلاءُ


أضواء من حياة الشاعر:
1- شهد حرب داحس والغبراء , ونظم قصيدته لما آلت إليه نتيجتها.
2- تزوج امرأتين ؛ الأولى أم أوفى المذكورة في معلقته , وطلقها بسبب موت اثنين من أبنائه.
والثانية هي ثعلبة الغطفانية ؛ أم الشاعرين كعب وبجير.
3- كعب بن زهير هو ابن شاعرنا الذي قال قصيدة البردة الشهيرة ( معتذرًا ) في حضرة النبيصلى:.



آمل أن يكون هذا المتصفح نال رضاكم , ولا زلنا في مركب الزمن .. وإلى محطة قادمة أترككم في رعاية الله .

الباب مفتوح للجميع للمشاركة بمثل هذه الطريقة.

أبومهنَّد
 
التعديل الأخير:

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
أي جديد ألبسته هذا المتصفح أبامهند ..!!
وأي غراس طيبة غُرست هنا ،،بالتأكيد ستثمر أينع الثمار وأطيبها وأمتعها ..!
سننتشي برائحتها العبقة ..
؛
فكرة أكثر من رائعة أبامهند ..
ازدانت الدوحة وفاح شذاها ، فما أحوجنا للتجديد والمفيد ..
الجمال هنا ..
؛
شكرًا لك ولحرفك ولفكرك الراقي ..
دمت ودام قلمك ..
لاحرمنا الله هذا العبق ..
؛
قريبًا بإذن الله سأكون هنا ولعلي آتي ولو بيسير من مثل ما اتيت ..
 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
عفوًا أبامهند ...
؛
هل نواصل سير الرحلة مع العصر الجاهلي ..؟
 

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
ولا زالت قافلة دوحة الفصاحةو البيان بمركب الزمن المتقادم , وحيث العصر الجاهلي .
وفي مسيرنا في هذا العصر , ونحن بجهة شمال نجد ؛حيث جبال أجا وسلمى ( وموطن قبيلة طيء ) وموطن الشاعر ومضرب المثل في الجود وإقراء الأضياف (( حاتم الطائي )).

وللجود مع شاعرنا حاتم الطائي مآثر ومفاخر , فقد كانت النار تشعل على الجبال لإعلام عابري السبيل وهو في زمانه علم بوجود مكرم الأضياف وموطن الكرم.

فشاعرنا نحر فرسه وأطعم امرأة وصبيانها وهم يتلوون جوعًا , وكان ذلك عندما جاءته امرأة فقالت له يا أبا عدي جئتك من عند أطفال يتعاوون جوعًا كالذئاب , فقال لها : احضري صبيانك .. ونهض من مكانه ونحر نفرسه , وتداعى الناس على فرس حاتم يقطعون ويأكلون . ولم يكن ليفعل ذلك لنفسه وأهل بيته , وهم الذين يتصبرون بالكلام والنوم , أي لم يكن حاتم الطائي في منأى من سنةالقحط وآلامها.

قصائد حاتم الطائي , ونختار منها مايلي:
أبلغ الحارث بن عمرو بأني
حافِظُ الوُدّ، مُرْصِدٌ للصّوابِ

ومجيبٌ دعاءه، إن دعاني،
عجلاً، واحداً، وذا أصحابِ

إنّما بيننا وبينك، فاعلمْ،
سير تسعٍ، للعاجل المنتابِ

فثلاثٌ من السراة إلى الحلبطِ،
للخيل، جاهداً، والرّكاب

وثلاثٌ يردن تيماء زهواً،
وثلاث يغرون بالإعجابِ

فإذا ما مررت في مسيطر،
فاجمح الخيل مثل جمح الكعابِ

بَينما ذاكَ أصْبحتْ، وهيَ عضْدي
من سبيٍ مجموعة ، ونهابِ

ليتَ شِعْري، متى أرى قُبّة
ًذاتَ قِلاعٍ للحارِثِ الحَرّابِ

بيفاع، وذاك منها محلٌ،
فوق ملك، يدين بالأحسبِ

حيثُ لا أرهب الخزاة ، وحولي
نصليوّن، كالليوث الغضابِ
 

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
أي جديد ألبسته هذا المتصفح أبامهند ..!!
وأي غراس طيبة غُرست هنا ،،بالتأكيد ستثمر أينع الثمار وأطيبها وأمتعها ..!
سننتشي برائحتها العبقة ..
؛
فكرة أكثر من رائعة أبامهند ..
ازدانت الدوحة وفاح شذاها ، فما أحوجنا للتجديد والمفيد ..
الجمال هنا ..
؛
شكرًا لك ولحرفك ولفكرك الراقي ..
دمت ودام قلمك ..
لاحرمنا الله هذا العبق ..
؛
قريبًا بإذن الله سأكون هنا ولعلي آتي ولو بيسير من مثل ما اتيت ..

عفوًا أبامهند ...
؛
هل نواصل سير الرحلة مع العصر الجاهلي ..؟


حيَّاك الله ُ وبيّاك مشرفتنا القديرة شجون ، ودوحة الفصاحة تشهد ليراعك الجميل وفكرك المستنير بأطيب الغراس وأطايب الثمر.

ولا زلنا عبر مركب الزمن متقادمين في العصر الجاهلي.
 

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
مرحبًا بكل الأحبة , وإن كنت أعتب على الجميع لعدم المشاركة حتى الآن !

ولا زلنا في العصر الجاهلي , وبينما نحن في مركبنا سائرين , وإذا بنا نقف على علم من أعلام ذلك العصر.

إنه خطيب وحكيم العرب (( قس بن ساعدة الإيادي )):




هو قسُّ بن ساعدة بن حُذَافة بن زُهَير ابن إياد بن نِزَار الإيادي. من حكماء العرب قبل الإسلام. توفي حوالي عام 600 م (حوالي 23 قبل الهجرة). ويكبيديا الموسوعة الحرة.

وقد ذكر محمد حسين هيكل ومحمد أمين أنه كان نصرانيَّا , وزعموا أنه أسقف كعبة نجران.

فيما خالفهم غيرهم ويرونه حنيفيًّا على ملة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام . وروى الطبري حديثا عن الرسول صلى: وهو حديث ( "رحم الله قسا! إنه كان على دين أبي إسماعيل بن إبراهيم".

وقس بن ساعدة الإيادي هو أشهر حكماء العرب قاطبة , وهو صاحب مقولات لازلنا نتداولها بينا مثل:
أما بعد
البينة على من أدَّعى واليمين على من أنكر.
من فلان إلى فلان.


وقد أورد مؤرخو الأدب أن القرآن الكريم نزل مؤيدا لقس بن ساعدة بسورة الإخلاص في قوله :
"كلا بل هو إله واحد، ليس بمولود ولا والد، أعاد وأبدى، وإليه المآب غدا". وقوله: "كلا بل هو الله الواحد المعبود، ليس بوالد ولا مولود".

وقد اخنرنا من خطب حكيم العرب قس بن ساعدة خطبته الشهيرة هذه واللتي ألقاها في سوق عكاظ :
أيها الناس اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة، وأرض مدحاة، وأنهار مجراة.
إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون؟! أرضوا فأقاموا أم تركوا فناموا، يقسم قس بالله قسما لا إثم فيه إن لله دينا هو أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه، وإنكم لتأتون من الأمر منكرا.
ويروى أن قسا أنشأ بعد ذلك يقول :
في الذاهبين الأوليـ ـن
من القرون لنا بصــــــائر
لما رأيت مــــــــــــــواردا
للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوهــــا
تمضي الأكابر والأصاغر
لا يرجع الماضــــــي إلي
ولا من الباقين غابـــــــر
أيقنت أني لا محـــــــــــــا
لة حيث صار القوم صائر




وقد شهدها النبي صلى: واستمع إليها في سوق عكاظ.


ولا زلنا في العصر الجاهلي.
 
التعديل الأخير:

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
عطفًا على ماذكره أستاذي أبامهند لمسيرة الأدباء عبر العصور بداية بالعصر الجاهلي والوقوف الحالي عند النثر وذكر أهم الخطباء وهو قس بن ساعدة الإيادي يطيب لي أن أتابع هذه المسيرة بأشهر خطباء الجاهليين آنذاك وهو :*
[ عمرو بن معد يكرب الزبيدي ]

حياته :*
عمرو بن معد فارس اليمن وخطيب العرب وبطل القادسية ،،،
ينتهي نسبه إلى قحطان ،،،
يكنى أباثور .

* إسلامه : لقي النبي " صلى الله عليه وسلم " لدى منصرفه من تبوك سنة تسع من الهجرة فأسلم هو وقومه ،،،
ولكن قلبا شاب في الجاهلية الجهلاء ، ورتع في الدماء والأشلاء ، واستهتر في اللهو والصهباء ،،،
لا يقبل على الدين بصدق وإخلاص ، فارتد بعد إسلامه .*
ثم رجع إلى الحق وجاهد في سبيل الله حق جهاده .*
ثم شهد القادسية وعمره على ما قيل عشر سنين ومائة ، فأبلى بلاء حسنًا .*

* وفاته :*
توفي في أواخر خلافة عمر بن الخطاب سنة 643م .*

صفته ومنزلته :*
كان قويًا بدينًا أكولًا ،،،
كان سيدًا مطاعًا وبطلًا شجاعًا وخطيبًا شاعرًا ؛ يعد في الطبقة الثانية من الشعراء ،*
وفي الأولى من الخطباء ،،،
يغلب في شعره التحدث عن نفسه بالشجاعة .*

** يقال إن النعمان بن المنذر أرسله فيمن أرسل من سراة العرب إلى أنوشروان بالمدائن ليكون كلامهم بين يديه مصداقًا لدعواه في العرب وافتخاره بهم وتفضيله إياهم فألقى هذه الخطبة :*

*إنما المرء بأصغريه : قلبه ولسانه ، فبلاغ المنطق السداد ، وملاك النجعة الارتياد ، وعفو الرأي خير من استكراه الفكرة ، وتوقيف الخبرة خير من اعتساف الحيرة . فاجتبذ طاعتنا بلفظك ، واكتظم بادرتنا بحلمك ، وألن لنا كنفك يلن لك قيادنا ، فإنا أناس لم يوقص صفاتنا قِراع مناقير من أراد لنا قضمًا، ولن منعنا حمانا من كل رام لنا هضمًا .

ومن شعره قوله في أُبيِّ المُرادي وقد توعده :*

أعاذلَ شِكتي بدني ورُمْحي ** وكلُّ مقلِّصٍ سَلسِ القِيادِ *
أعاذلَ إنّما أفنى شبابي ** وأقْرَحَ عاتقي ثِقَلُ النِّجاد )*
تمنَّاني ليلقاني أُبَيٌّ ** وَدِدْتُ وأينَما منِّي ودادي )*
ولو لاقيتنِي ومعي سِلاحي ** تكشَّف شحْمُ قلِبَك عن سوادِ *
أريد حِباءه ويريدُ قتْلي ** عذِيرك مِن خليلكَ من مرادِ

•*له قصيدة في الاخلاق والشجاعة :*

لَيْسَ الجَمالُ بِمِئْزَرٍ،... فاعْلَمْ، وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا

إِنَّ الجَمالَ مَعادِنٌ... ومَناقِبٌ أَوْرَثْنَ مَجْدَا

أَعْدَدْتُ لِلحَدَثَانِ سا... بِغَةً وعَدَّاءً عَلَنْدْى

نَهْداً، وذا شُطَبٍ يَقُ... دُّ البَيْضَ والأَبْدَان قَدَّا

وَعِلْمِتُ أَنِّي يومَ ذا... كَ مُنازِلٌ كَعْباً ونَهْدَا

قَوْمٌ إِذا لَبِسُوا الحَدِي... دَ تَنَمَّرُوا حَلَقاً وقِدَّا

كُلُّ امْرِئٍ يَجْرِي إلى... يَوْمِ الهِياجِ بِما اسْتَعَدَّا

لَمَّا رَأَيْتُ نِساءَنا... يَفْحَصْنَ بالمَعْزاءِ شَدَّا

وبَدَتْ لَمِيسُ كأَنَّها... قَمَرُ السَّماءِ إِذا تَبَدّى

وبَدَتْ مَحاسِنُها التي... تَخْفَى، وكانَ الأَمْرُ جِدّا

نازَلْتُ كَبْشَهُمُ ولَمْ... أَرَ مِن نِزالِ الكَبْشِ بُدّا

هُمْ يَنْذِرُونَ دَمِي، وأَنْ... ذِرُ إِنْ لَقِيتُ بأَنْ أَشُدّا

كَمْ مِن أَخٍ لِيَ صالِحٍ... بَوَّأْتُهُ بِيَدَيَّ لَحْدا

ما إِنْ جَزِعْتُ ولا هَلِعْ... تُ ولا يَرُدُّ بُكايَ زَنْدا

أَلْبَسْتُهُ أَثْوابَهُ... وخُلِقْتُ، يومَ خُلِقْتُ، جَلْدا

أُغْنِي غَناء الذَّاهِبي... نَ، أُعَدُّ لِلأَعْداءِ عَدّا

ذَهَبَ الذينَ أُحِبُّهُمْ... وبَقِيتُ مَثْلَ السَّيْفِ فَرْدا
؛*
ويقول مفتخرًا :

قد علمت سلمى وجاراتها
ما قطَّر الفارس إلا أنـا*
شككت بالرمح حيازيمه
والخيل تعدو زيما بيننـا*

***
وقال في فعله وفعل قومه في معركة القادسية:

والقادسية حين زاحم رستم
كنا الحماة بهن كالأشطـان*
الضاربين بكل أبيض مخذّم
والطاعنين مجامع الأضغان*

***
يقول في الحكمة:

فمن ذا عاذري من ذي سفاهٍ
يرودُ بنفسه شـر المـرادِ*
لقد أسمعت لو ناديت حيـا
ولكن لا حياة لمـن تنـادي*
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في الرمـادِ*
أريد حياته ويريـد قتلـي
عذيرك من خليلك من مُراد*

* وكان يستخدم في بعض شعره الإم الحميرية بدل لام التعريف، وهو أسلوب لغوي لازل يستخدم في عسير حتى الآن، قال حين أهدى سيفه الصمصامة، وهو أشهر سيوف العرب قاطبة، إلى خالد بن سعد بن الوقاص:

وهبـت لخالـدٍ سيفـي ثوابـا
على امصمصامة امسيف امسلام*
خليلـم لـم أهبـه مـن قـلاه
ولكن امتواهـب فـي امكـرام*

ويقول:

يبرون عظمي وهمي جبرُ أعظُمهم
شتان ما بيننا في كل مـا سبـب*
أهـوى بقاءهـم وأكـثـر مــا
يهوون أن أغتدي في حفرة امتربِ*

*
؛
وقتًا ممتعًا .
 
التعديل الأخير:

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
عمرو بن كلثوم


[3mr=http://bajeelah.net/up/uploads/b63ac64abc.jpg]بسم الله الرحمن الرحيم[/3mr]


8ad4e845ef.jpg


شاعرٌ جاهلي مقدمًا في قومه وعشيرته ، شجاعًا يضرب به المثل في الفتك ، فيقال :
أفتك من عمرو بن كلثوم ..!


9a446d5b69.jpg


إنه عمرو بن كلثوم [mark=#59183c]بن عمرو بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير بن جُشَم بن حُبيب بن غنم بن تغلب بن وائل، أبو الأسود ، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة ..[/mark]



[a7la1=#7a7a7a]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[/a7la1]


نشأ عمرو بن كلثوم بن مالك التغلبي بالجزيزة الفراتية بين ذوي الحسب اللباب من تغلب ..

وشبَّ على خلال العظماء عزيز النفس أبيَّ الضيم ذرب اللسان .


يقول في أنفة ورفعة وعز :

[frame="9 50"]
ألا لا يعلم الأقوام أنَّا = تضعضعنا وأنا قد ونينا

ألا لا يجْهلنْ أحدٌ علينا = فنجهل فوق جهل الجاهلينا​
[/frame]



وهنا سنقف عند خبر ولادته :

وأمُّ عمرو، كما قالت رحاب عكاوي في سيرته، هي ليلى بنت المهلهل أخى كليب، اشتهرت بالأنفة وعظم النفس، كما كانت لجلالة محتدها من فضليات السيدات العربيات قبل الإسلام. قيل إنّ المهلهل لما تزوج هندًا بنت بعج بن عتبة ولدت له ليلى فقال المهلهل لامرأته هند: اقتليها، على عادة عرب الجاهلية، فلم تفعل أمها، وأمرت خادماً لها أن تغيّبها عنها. فلما نام المهلهل هتف به هاتف يقول:

كم من فتىً مؤمل = وسيــّد ٍ شمـــــردل

وعــدّة لا تجهــل = في بطن بنت المهلهل

فولدت عمرًا ولما أتت عليه سنة قالت: أتاني ذلك الآتي في الليل فأشار إلى الصبيّ وقال:


يا لك ِ ليلى من ولد = يقدم إقدام الأســد

من جشم فيه العدد =أقول قولًا لا فند
فلما ولدت عمرو أتاها ذلك الآتي فقال :


أنا زعيــم لـك أم عمــرو = بما جد الجد كريم النحر

أشجع من ذي لبد ٍهزبر = وقّاص أقران ٍشديد الأسر
وماكان يناهز الخامسة عشرة من عمره حتى كان طريقة قومه وقائد قبيلته . وكان قطبًا لرحا الحروب بين بكر وتغلب من جراء البسوس وأبلى فيها البلاء الحسن حتى تصالح الحيان لآخر مرة على يد عمرو بن هند أحد ملوك الحيرة من آل المنذر .
على أن أمدَ ذلك الصلح لم يطل ، فانشقت العصا بين وجوههم ونزت رؤسهم الحفيظة ، وتلاحوا في مجلس عمرو بن هند ، فقام الحارث ابن حلزة شاعر بكر وألقى معلقته المشهورة فعطفت هوى الملك إلى قومه ، وكانت ضلعه مع التغلبيين . فانصرف ابن كلثوم موغر الصدر على ابن هند .
وحدث بعد ذلك أن الملك قال لبعض خاصته . أتعلمون من أحدًا من العرب تأنف أمه من خدمة أمي ؟
فقالوا لا نعلمها إلا ليلى أم عمرو بن كلثوم ، فإن أباها مهلهل بن ربيعة ، وعمها كليب وائل
، وبعلها كلثوم بن عتّاب فارس العرب ، وابنها عمرو بن كلثوم سيد قومه .
فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويسأله أن يزير أمَّه أمَّه . فأقبل عمرو وأمه من الجزيرة في جماعة من تغلب . وأمر الملك برواقة فضرب مابين الحيرة والفرات ، وأرسل إلى وجوه مملكته فحضروا . وكان عمرو بن هند قد أغرى أمه أن تستخدم ليلى بنت مهلهل في قضاء أمر . فلما دخلت عليها الرواق واطمأن بها المجلس ، قالت لها : ناوليني الطبق .
فأجابتها : لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها . فلما ألحت صاحت ليلى : واذلاه ! فسمعها ولدها فثار به الغضب وقتل ابن هند في مجلسه . ثم عاد توًا إلى الجزيرة فأنشد قصيدته المعلقة

استهلها بذكر الخمر والغزل :

ألا هبي بصحنك فاصبحينا =ولا تبقي خمور الأندرينا
مشعشعة كأن الحص فيها = إذا ما المال خالطها سخينا
ثم وصف فيها أمره مع عمرو بن هند :

بأي مشيئة عمرو بن هند = تطيع بنا الوشاة وتزدرينا ؟

فإن قناتنا ياعمرو أعيت = على الأعداء قبلك أن تلينا

وقد علم القبائل من معدّ = إذا قُبب بأبطحها بُنينا

بأنا المطمعون إذا قدرنا = وأنا المهلكون إذا ابتلينا

وأنا المانعون لما أردنا = وأنا النازلون بحيث شينا
ثم نادى عمرو في بني تغلب فانتبهوا ما في الرواق وساقوا نجائبه وساروا نحو الجزيرة، وجاشت نفس عمرو وحمي غضبه وأخذته الأنفة والنخوة فنظم بعض معلقته في هذه الحادثة يصف فيها حديثه مع ابن هند ويفتخر بأيام قومه وغاراتهم المشهورة.
ومن أخبار عمرو بن كلثوم بعد ذلك أنه أغار على بني تميم، ثم مرّ من غزوه ذلك على حي من بني قيس بن ثعلبة، فملأ يديه منهم وأصاب أسارى وسبايا، وكان فيمن أصاب أحمر بن جندل السعدي، ثم انتهى إلى بني حنيفة باليمامة وفيهم أناس من عجل، فسمع بها أهل حجر، فكان أول من أتاه من بني حنيفة بنو سحيم عليهم يزيد بن عمرو بن شمر، فلما رآهم عمرو بن كلثوم ارتجز وقال:

مَن عالَ منا بعدها فلا اجتَبَرْ= ولا سقى الماءً ولا أرعى الشَّجَرْ

بنو لُجيمٍ وجعاسيسُ مُضَرْ= بجانب الدوِّ يُديهونَ العَكَرْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يقول عمرو بن كلثوم :

بأي مشيئة عمرو بن هند = تطيع بنا الوشاة وتزدرينا

تهددنا وأوعدنا رويــدا = متى كنـا لأمــك مقتوينـــا ؟
وهذين البيتين من معلقته ، وله في نفس الحادثة في قصيدة أخرى :


ألا من مبلـغ عمـرو بن هنـد = فما رعيـت ذمامـة من رعيتـا

أتغصـب مالكا بذنـوب تيـم = لقد جـئت المحـارم واعتديتـا

فلـولا نعمـة لأبيـك فينــا = لقد فضـت قناتـك أو ثويتـا

أتنسـى رفدنـا بعويـرضـات = غداة الخيـل تـخفر ما حويتـا

وكنا طوع كفـك يا ابن هنـد = بنـا ترمـي محـارم من رميتـا

ستعلـم حيـن تختلف العوالـي = من الحامـون ثغـرك إن هويتـا

ومن يغشى الـحروب بملهبـات = تـهدم كـل بنيــان بنيتــا

إذا جاءت لـهم تسعـون ألفـا = عـوابسهـن وردا أو كميتـا



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وعنه أخبر ابن الأعرابي، قال: إن بني تغلب حاربوا المنذر بن ماء السماء، فلحقوا بالشام خوفاً، فمرّ بهم عمرو بن أبي حجر الغسّاني فلم يستقبلوه.
وركب عمرو بن كلثوم فلقيه، فقال له الملك: ما منع قومك أن يتلقوني؟
قال: لم يعلموا بمرورك.
فقال: لئن رجعت لأغزونّهم غزوة تتركهم أيقاظاً لقدومي.
فقال عمرو: ما استيقظ قوم قط إلاّ نبلُ رأيهم وعزّت جماعتهم، فلا توقظن نائمهم.
فقال: كأنك تتوعّدني بهم، أما والله لتعلمنّ إذا نالت غطاريف غسّان الخيل في دياركم أن أيقاظ قومك سينامون نومة لا حلم فيها تجتثُّ أصولهم وينفى فلُّهم إلى اليابس الجرد والنازح الثمد.
ثم رجع عمرو بن كلثوم عنه وجمع قومه وقال:


ألا فاعلم أبيت اللعن أنّا=على عمدٍ سنأتي ما نريدُ

تعلّمْ أنّ محملنا ثقيلٌ= وأنّ زِنادَ كبَّتنا شديدُ

وأنّا ليس حيٌّ من مَعِدٍّ= يوازينا إذا لُبسَ الحديدُ



فلما عاد الحارث الأعرج غزا بني تغلب، فاقتتلوا واشتد القتال بينهم. ثم انهزم الحارث وبنو غسّان وقتل أخو الحارث في عدد كثير، فقال عمرو بن كلثوم:

هلاّ عطفت على أخيك إذا دعا = بالثكل , ويل أبيك يا بن أبي شمر




هكذا عاش عمرو بن كلثوم عظيمًا من عظماء الجاهلية وأشرافهم وفرسانهم، عزيز النفس، مرهوب الجانب، شاعرًا مطبوعًا على الشعر. وقد عمّر طويلاً حتى إنهم زعموا أنه أتت عليه خمسون ومائة سنة، وكانت وفاته في حدود سنة 600 م.

[
] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ []


* ماسبق سيرة الشاعر التاريخية ، هكذا كان عمرو بن كلثوم شاعرًا وفارسًا وهو أحد فتاك العرب ..
وأما سيرته الشعرية ستحكيها لنا كتب التاريخ الأدبية وسنقف عليها وقفة المتذوق لجمال وعظمة منظومات..
فعمرو بن كلثوم شاعر غَمْرُ البديهة ، رائق الأسلوب ، نبيل الغرض ، إلا أنه مُقلٌّ . لم يتقلب في فنون الشعر فلم يُرخ العنان لسليقته ، ولم يطع سلطان قريحته . وكل ما رُوي عنه معلقته وبعض مقطوعات لا تخرج عن موضوعها ..
أما سيرته الأدبية فقد طغت عليها معلقته التي استأثرت بآراء النقاد والدارسين نظرا لشهرتها وذيوعها بين الناس ، ولم تصل المعلقة برمتها إلينا ، بل وصل بعضًا منها ، ويروي أنها كانت ألف بيت ، كما كان بنو تغلب يعظمونها ويلقنونها صغارهم ، ويتناقلونها أبًا عن جد ، وكابرًا عن كابر إلى مدة طويلة من الزمن، فدخها من جراء ذلك بعض الخلط والتزيد، ويقول ابن قتيبة عنها : وهي من جيد شعر العرب القديم، وإحدى السبع ، ولشغف تغلب بها وكثرة روايتهم لها قال بعض الشعراء :

ألهي بني تغلب عن كل مكرمة = قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
يفاخرون بها مذ كان أولهم = يا للرجــال لفخر غيــر مسئوم !
وقد جعل ابن سلاّم الجمحي عمرو بن كلثوم في الطبقة السادسة من الشعراء الذين ترجم لهم , وقال : أربعة رهطٍ لكل واحد ٍ منهم واحدة , أولهم عمرو بن كلثوم .. وله قصيدته التي مطلعها : ألا هبي بصحنك فأصبحينا .. , وذكر أن أبا عبيدة قال : أجود الشعراء قصيدة واحدة طويلة ثلاث نفر : عمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة وطرفة بن العبد ( جميعهم وائليون ) , ويروي صاحب الجمهرة أن الذين قدموا عمرو بن كلثوم قالوا : هو من قدماء الشعراء , وأعزهم نفسا ً وأكثرهم امتناعا ًواجودهم واحدة , قال عيسى بن عمر : لله در عمرو بن كلثوم , أي حلس شعر ووعاء علم , لو أنه فيما رغب فيه أصحابه من الشعراء , وإن واحدته لأجود سبعهم , وذكر أن معاوية بن أبي سفيان قال : قصيدة عمرو بن كلثوم وقصيدة الحارث بن حلزة من مفاخر العرب , كانتا معلقتان بالكعبة دهرا ً .

وهكذا يبدو من الأقوال السابقة أن معلقة عمرو قد حظيت بالاهتمام الزائد الذي جعل جهود العلماء منصبه عليها ، فألغت بشهرتها كل شعر لعمرو غيرها ، وهذا ما حدا بأبي عمرو بن العلاء إلى القول : أن عمرو بن كلثوم لم يقل غير واحدته ، ولولا أنه أفتخر في واحدته وذكر مآثر قومه ما قالها .



[] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ []

[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]ذاك هو عمرو بن كلثوم الذي نظر إلى نفسه فوجد أنها تمتلك كل الأسباب التي تخولها أن تفتخر على الناس في مقاييس الجاهلية وأعرافها ، فهو صاحب الحسب والنسب ، والقوة والسلطان ، والشجاعة والأدب، ولذلك راح عمر يتوعد هذا ويهدد ذاك ، ويفتك بآخرين دون أن يجد في ذلك غضاضة أو جهلا ً، لأن شرائع العصر فرضت عليه أن يكون دائما ً في موضع المواجه الذي يصدم قبل أن يُصدم[FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]وينقض قبل أن ينقض عليه، بل وأباحت له أن يستقوي على الناس ويتعالى عليهم[/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]لأن في ذلك الاستقواء والتعالي يكمن الفخر وتتحقق العزة ويرهب الجانب.[/FONT][/FONT]






وهذه بعض أبيات من قصائده الرائعة :


52890bef8c.jpg


؛


*
وقتًا ممتعًا

شجون

 

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63
احياناً الظروف والأعمال تقف حجر عثرة وتحجزنا عن الاطلاع على هذه الدرر .... أبا مهند كم أستوقفني هذا الطرح الراقي .... فدلفت وكلي حياء مما تقدمانه أنت ومشرفتنا القديرة شجون .. ولكن لي عتب في الاطالة فالقاريء هنا لايحبذ الاطاله في مثل هذه المواضيع يكفي من القلادة مااحاط بالعنق ومن اراد ان يبحث عن سيرة الشاعر فله ذاك ....!!

فاعذروني على وجهة نظري .. ودعوني هنا ومشاركتي المتواضعة :



قال عبد يغوث بن وقاص الحارثي:



ألالاتلوماني كفى اللوم مابيــــــا *** فما لكما في اللوم خير وماليــــــــا

ألم تعلما أن الملامة نفعهـــــــــــا *** قليل ومالومي أخي من شمالــــــيا


فياراكباً إما عرضت فبلغــــــــن *** نداماي من نجران ألا تلاقيـــــــــا

أباكَرَب والأيهمَين كليهمــــــــــا *** وقيساً بأعلى حضرموت اليمانـــيا
جزى الله قومي بالكُلاب ملامـــة *** صريحهم والآخرين الموالـــــــــيا
ولو شئت نجَّتني من الخيل نهـدة *** ترى خلفها الحُوَّ الجياد توالـــــــــيا
ولكنني أحمي ذمارأبــــــــــــيكم *** وكان الرماح يختطفن المحاميـــــــا
أقول وقد شدوا لساني بنَســــــعة *** أمعشر تَيم أطلقوا عن لسانيــــــــــا
فإن تقتلوني تقتلوا بي ســــــــيداً *** وإن تطلقوني تحربوني بماليــــــــــا
أحقاًعباد الله أن لست سامــــــعاً *** نشيد الرعاء المعزبين المتاليــــــــــا
وتضحك مني شيخة عبشمـــــية *** كأن لم ترنْ قبلي أسيراً يمانيــــــــــا
وظل نساء الحي حولي رُكَّـــــداً *** يراودن مني ماتريد نسائيــــــــــــــا
وقد علمت عرسي مليكة أننــــي *** أنا الليث معدواً عليَّ وعاديــــــــــــا
وقد كنت نحار الجزور ومعمل الـ *** مطي وأمضي حيث لاحيَّ ماضيـا
وأنحر للشَّرب الكرام مطيَّتــــــي *** وأصدع بين القينتين ردائـــــــــــــيا
وكنت إذا ماالخيل شمصها القتـنا *** لبيقاً بتصريف القناة بنانـــــــــــــــيا
وعادية سوم الجراد وزعتــــــها *** بكفي وقد أنحَواإلىَّ العوالـــــــــــــيا
كأني لم أركب جواداً ولم أقـــــل *** لخيلي كري نفِّسي عن رجاليــــــــــا


ولم أسبأ الرقَّ الروي ولم أقـــــل *** لأيسار صدق : أعظموا ضوء ناريا

...............................








 
التعديل الأخير:

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63
متمم بن نويرة اليربوعي



لعمري، وما دهـري بتأبِينِ مَالكٍ * * * وَلاَ جَـزِعاً مِمـّا أَصَـابَ ، فَأوْجَعَا

لَقَـدْ غَيَّبَ المِنْهَالُ تَحْـتَ رِدَائِهِ * * * فَـتىً كَانَ مِبْطَانَ العَشِيّـاتِ أَرْوَعَا
وَلاَ بَرَماً تُهْدي النّساءُ لِعِـرْسِهِ * * * إذا القَشْـعُ منْ رِيـحِ الشتاءِ تَقَعْقَعَا
لَبِيباً أَعَانَ اللُّـبَّ مِنْـهُ سَمَاحَةٌ * * * خَصيباً ، إذا ما راكَبَ الجَدْبَ أَوْضَعَا



أَغَرَّ كَنَصْلِ السّيْفِ يَهْتَزّ للنّدى * * * إذا لم يَجِدْ عِنْد َ امْرِىء السَّوْءِ مَطْمعا
إذااجتزَأَ القَوْمُ القِدَاحَ ، وَأُوقِدَتْ * * * لَهُـمْ نَارُ أَيْسَارٍ كَفَى مِـنْ تَضجّعا
وَيَوْماً إذا ما كظّكَ الخَصْمُ إن يَكُنْ * * * نَصـِيرَكَ مِنْهُمْ ، لا تَكُنْ أَنْتَ أَضْـرَعَا
بِمَثْني الأيادي ثُمّ لَمْ تُلْفِ مَالِكاً * * * لَدَى القُـرْبِ يَحْمِي لَحْمَـهُ أَن يُمَزَّعَا



فَعَيَنيَ جُـودِي بالدّمـوعِ لمالكٍ * * * إذا أَرْدَتْ الـرِّيحُ الكَنِيفَ المُـرَفَّعا
وللشَّـربِ ، فابْكي مالكاً ولبُهمة ٍ* * * شـديـدٍ نـواحيهِ على مَنْ تَشَجّعَا
وَللضّيْفِ إنْ أَزْجَى طُرُوقاً بَعِيرَهُ * * * وعـانٍ ثَـوَى فـي القِدّ حتى تَكَنّعَا
وَأَرْمَلَةٍ تُسْعـى بِأَشْعَـثَ مُحْثَـلٍ * * * كَفَـرْخ الحُبارَى رَأْسُـه قـد تَصَوّعا



فَتىً كَانَ مِخْذاماً إلى الرَّوعِ ركضُهُ * * * سـريعاً إلى الـدّاعي إذا هُـوَ أَفزَعا
وَمَا كان وَقَّافاً، إذا الخَيْلُ أَحجَمَتْ * * * وَلاَ طائِشـا ً عِنْـدَ اللّقـاءِ مُـرَوَّعا
وَلاَ بكَهامٍ ناكـلٍ عَـنْ عَـدُوّه * * * إذا هُـوَلاقَـى حاسـراً ومُقَنَّعـا
إذا ضَرّسَ الغَزْوُ الرّجالَ، وَجَدْتُهُ * * * أَخا الحَرْبِ صَدْقاً فـي اللّقاء سَمَيْذعا



وَإنْ تَلْقَهُ في الشَّرْبِ لا تَلْقَ فاحشاً * * * على الشُّـرب ، ذا قاذورة ٍ متـزبعا
أَبَى الصَّـبرَ آياتٌ أَرَاهـا ،وإنّني * * * أَرى كلَّ حَبْـلٍ بعـدَ حَبْلِكَ أقطعـا
وإني مَتَى ما أَدْعُ باسمِكَ لاتُجِبْ * * * وَكُنْتَ حَـرِيّاً أن تُجيـبَ ، وَتَسْمَعَا
أَقُـولُ ، وقد طارَ السنا في رَبابه * * * بِجَـوْنٍ تَسُـحّ الماءَ حـتى تريَّعا



سَقَى اللَّهُ أرضا ً حلّها قـبرُمالكٍ * * * ذِهابَ الغَـوادي المُـدْجِناتِ فَأمْرَعا
وآثَـرَ سَيْـلَ الـوادِيَيْنِ بِديمة * * * تُـرَشِّـحُ وَسْمِيّاً منَ النَبْتِ خِروَعا
تَحِيّتُـهُ مِنّـي ، وإنْ كَانَ نَائِياً * * * وَأَمْسـى تُـراباً فَـوْقَهُ الأرضُ بلْقَعا
فإنْتَكُـنِ الأيـامُ فَـرّقْنَ بَيْنَنا * * * لقدْ بانَ مَحْمُـوداً أخي، يـومَ وَدّعا



وعِشْنا بخـيرٍ فـي الحياةِ ، وقبلَنا * * * أصَابَ المَنَايا رَهْـطَ كِسْـرى ، وَتُبّعَا
وَكُنّا كَنَـدْمَانيَ جَـذِيمَةَ حِـقْبَةً * * * من الـدّهْـرِ ، حتى قيلَ لن يَتَصَدّعا
فَلَمّـا تَفـرّقْنا كأني ّ ومـالِكاً * * * لطـول اجتماعٍ ، لم نَبِتْ ليلةً مَعَا
فـتىً كانَ أَحْيَا مـن فَتاةٍ حَييّةٍ * * * وأشجَـعَ مـنْ لَيْثٍ إذا مـا تمنّعا



تَقُولُ ابْنَةُ العَمرِيّ : مَا لَكَ بَعْدَما * * * أَرَاكَ قـديماً ناعـمَ الـوَجْهِ أَفـرعا
فقلت لها:طولُ الأسى ، إذ سألتِني * * * ولـوعةُ حُـزْنٍ تترك الوجةَ أسفعا
وفقـدُ بني أمٍّ تولَّوا ، فلم أكُن * * * خِلافَهُـم أن أَسْتَـكِيْنَ ، فأخضَعا
ولكنّني أمضي على ذاكَ مُقدِماً * * * إذا بَعضُ مَني لقى الخطوبَ تضعضعا



قَعِيـدَكِ أن لا تُسمعيني مَلامَةً * * * ولا تَنكَئ ـيقَـرح الفـؤادِ فييجعا
وَحَسْبُكِ أني قد جَهِدْتُ،فلم أجِد * * * بـكفِّـيَ عنـه للمَنيّـةِ مـدفَعا
وَمَا وَجْـدُ آظْآرٍ ثـلاثٍ روائمٍ * * * رَأَيْنَ مَجَـرّاً مـن حُـوارٍ ومصرعا
فَذَكّرْنَ ذا البَثّ الحَزِينِ بشَجْوِه * * * إذاحنّـتِ الأولى ، سجَعْنَ لها مَعَا



إذا شَارِفٌ مِنْهُنّ حَنّتْ فَرَجّعَتْ * * * مِنَ الليل أبكَى شجْوُها البَرْكَ أجمعَا
بِأَوْجَد مِنّي ، يَوْمَ فَارَقْتُ مالِكاً * * * وَقَامَ بِهِ النّاعي الـرّفيعُ ، فأسْمعا
وإنّي وإنْ هَأزَلْتِني قـدْ أَصَابَني * * * مِنَ الـرُّزْءِ ما يُبكي الحزينَ المُفجَّعا
وَلَسْتُ إذا ما الدهرُ أَحدَثَ نَكْبَةً * * * بِأَلْـوَثَ زِوّارِ القـرائبِ ، أخضَعا



وَلاَ فَرِحاً ، إن كُنْتُ يَوْماً بِغِبْطةٍ * * * ولا جَـزِعاً، إن نابَ دَهرٌ ، فأضْلعا
وَقَد غَالَني ما غَال قيْساً ومالِكاً * * * وعمـراً وجَـزءاً بالمشقَّـرِ أجمعا
ولَوْ أَنّ ما ألقَى أصابَ مُتالعاً * * * أو الرُّكنَ مِنْ سلمى إذن لَتَضعضَعا
 
التعديل الأخير:

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
حياك الله وبيّاك أبا نواف .
زرتنا فحل البشر بدوحتنا ، فهنيئًا لنا هذا التشريف ، وشكرا لك على الرأي الذي نعتز به من قلم يعتد به ؛وماجنوحنا لهذا النوع من الموضوعات هو الغوص في مكنون الأدب العربي ،وتقديم مايشبع نهم قراء ورواد دوحة الفصاحة والبيان في ملفات شئنا أن تكون في هذه الدوحة المباركة.

ولنا طلب أن تتواصل معنا في هذه الدوحة كاتبنا القدير ، فشكرا لك لكريم الحضور وطيب المشاركة .
 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48



[3mr=http://bajeelah.net/up/uploads/b63ac64abc.jpg]بسم الله الرحمن الرحيم[/3mr]




نكمل مسيرتنا مع الشاعر الجاهلي " الملك الضليل " :

امرؤ القيس

هو :
امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي.

شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر.
قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره.
أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال:
رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً
كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة.
ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.



سمع الاشعار ورواها ، وتطلعت نفسه إلى مساجلة الشعراء فقال الشعر على حداثة سنه . يقال أنه أول من وقف على الأطلال وبكى على الديار وشبب بالنساء ، وشبههن بالمها والظباء ، وأجاد وصف الليل والخيل لإدمان ركوبه وكثرة أسفاره .

ومن أشهر قصائده معلقته التي سارت في الناس مسير المثل ، نظمها في حادثة وقعت له مع ابنة عمه عنيزة ، ثم استطرد إلى وصف الليل ونعت الفرس وذكر المجون والصيد .



قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا
وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ

كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا
لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ
يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ

وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ
فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا
وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ

إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا

نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ


فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً
عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي

ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِـحٍ
وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُـلِ

ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي
فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ

فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا
وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ

ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ
فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي

تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً
عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ
ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّـلِ

فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِـعٍ
فَأَلْهَيْتُهَـا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْـوِلِ

إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ
بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ

ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ
عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّـلِ

أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـلِ
وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي
وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَـلِ

وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ
فَسُلِّـي ثِيَـابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُـلِ

وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي
بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ

إلى أن قال :


ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ
عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي

فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــهِ
وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَاءَ بِكَلْكَــلِ

ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي

بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ

فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ
بِـأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ

وقِـرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَــا
عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّي ذَلُوْلٍ مُرَحَّــلِ

وَوَادٍ كَجَـوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُــهُ
بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّــلِ

فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا عَوَى : إِنَّ شَأْنَنَــا
قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَــوَّلِ

كِــلاَنَا إِذَا مَا نَالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ
ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ

وَقَـدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَـا
بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــلِ

مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً
كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

 
إنضم
15 مايو 2010
المشاركات
675
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
ن أشهر قصائد جرير رثاؤه في زوجته

"""""""

لولا الحياء لهاجنـي أستعبـارُ
ولزرت قبركِ والحبيـب يـزارُ
ولقد نظرت وما تمتـع نظـرةٍ
في اللحد حيث تمكن المِحفـارُ
فجزاكِ ربُكِ في عشيركِ نظـرةٍ
وسقى صداك مجلجـل مـدرارُ
ولهت قلبـي إذ علتنـي كَبـرةٌ
وذوو التمائم من بينك صغـارُ
أرعى النجوم وقد مضت غوريةً
عصبُ النجوم كأنهـن صـوارُ
نعم القرينُ وكنتِ عِلق مضنـة
وارى بنعـف بُليـة الأحجـارُ
كانت مكرمة العشير ولم يكـن
يخشى غوائل أم حـزرة جـارُ
ولقد أراك كُسيت أجمل منظـرٍ
ومع الجمـال سكينـةُ ووقـارُ
والريـح طيبـةٌ إذا استقبلتِهـا
والعرض لا دنـسُ ولا خَـوارُ
وإذا سريت رأيت ناركِ نـورت
وجهاً أغـر يزينـه الإسفـارُ
صلى الملائكة الذيـن تُخُيـروا
والصالحون عليـكِ والأبـرارُ
وعليك من صلوات ربكِ كلمـا
نصِب الحجيج ملبدين وغاروا
 

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
سيف العز وأبا راما شكرا لكما ..
وهنا سنعود لمتابعة فرائد الأدب عبر العصور.

لي عودة , وأدعوكم للمشاركة.
طبتم يا أوفياء وطابت بكم دوحة الفصاحة والبيان.,,,,
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,079
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك
شكراً لك على المشاركة
 
أعلى