دوحة رمضان ( أقوال , مقالات , خواطر , قصائد في شهر الخير والإحسان )

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي محبي دوحة الفصاحة و البيان :
كل عام وأنتم بخير , ومبارك عليكم الشهر الفضيل , وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال .

وبعد التحية الإيمانية التي نزجيها لكم عبر دوحة الفصاحة والبيان , فإننا نسعد بتخصيص هذا المتصفِّح عن شهر رمضان المبارك .. للكتابة عنه شعرا ونثرا نقلا أو ذاتيًّا , فنحن وطوال الشهر الكريم سنتجاذب نفائس القول من القصائد والمقالات والخواطر والحكم .

راجيًا للجميع المتعة والفائدة , وداعيًا لذائقاتكم وأقلامكم بكريم الحضور .

وكل عام وأنتم بخير.
 

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
والبداية بهذه القصيدة للأديب ( مصطفى صادق الرافعي ) , حيث يقول:

فديتك زائراً فى كل عــــام
تحيا بالسلامــــــة والسلام

وتقبل كالغمام يفيض حينا

ويبقى بعده أثر الغمـــــام

وكم في الناس من كلف مشوق

إليك وكم شجي مستهـــــام

ركزت له بألحــــاظ الليــــالي

وقد عي الزمان عن الكــــلام

فظل يعد يوماً بعـد يومــــاً

كما اعتادوا لأيـام الســــقام

ومد لــــه رواق الليل ظــلا

ترف عليه أجنحــة الظـــلام

فبات وملء عينيــه منــام

لتنفض عنهما كسل المنــام

ولم أر قبل حبك من حبيب

كفى العشاق لوعات الغـرام

فلو تدري العـوالم ما درينا

لحنت للصلاة وللصيـــــــام

بني الإسلام هذا خير ضيف

إذ غشي الكريم ذرا الكــرام

يلمكم على خير السجــــايا

ويجمعكم على الهمم العظام

فشدوا فيه أيديكم بعـــــزم

كما شد الكمى على الحسـام

وقوموا في لياليه الغــــوالي

فما عاجت عليكم للمقــــام
http://www.bdr130.net/vb/t345012.htmlhttp://www.bdr130.net/vb/t345012.htmlhttp://www.bdr130.net/vb/t345012.html
وكم نفر تغرهم الليــــــالي
وما خلقوا ولا هي للــــدوام

ودخلوا عادة السفهاء عنكم

فتلك عوائد القوم اللـــئام

يحلـــــون الحرام إذا أرادوا

وقد بان الحلال من الحـرام

وما كل الأنام ذوي عقــول

إذا عدوا البهائم في الأنــام

ومن روته مرضعة المعاصي

فقد جاءته أيام الفــــــطام
 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
*
وكل عام وأنت بخير أستاذي أبامهنَّد ؛ والشهر علينا وعليك مبارك ياااارب ..
جدًا راقت لي فكرة هذا المتصفح ،*بوركتَ وبورك قلمك وفكرك النير ..
شكرًا لك ..*​
 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
*•| ⌣»̶​ ♡ . . رمضان شهر الفرح والسرور •|⌣»̶​ ♡ . . .*

إن الفرح والسرور مطلب مُلِحٌّ ، وغاية مبتغاة ، وهدف منشود ، و الكل يسعى إلى فرح قلبه ، وزوال همه وغمه ، وتفرق أحزانه وآلامه ..
ولكن قل من يصل إلى الفرح الحقيقي ، ويحصل على السعادة العظمى ، وينجو من الآلام والأتراح ..
وللصائمين من الفرح نصيبًا غير منقوص ، وقد قال النبي " صلى الله عليه وسلم " :*
(( والصوم جُنةٌ ، وللصائم فرحتان فرحة حين يُفطر وفرحةٌ حين يلقى ربه )) .*

قال ابن رجب - رحمه الله - :*
أما فرحة الصائم عند فطره فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ، ومشرب ، ومنكح ؛ فإذا امتعنت من ذلك في وقت من الأوقات ، ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه ، خصوصًا عند اشتداد الحاجة إليه ؛ فإن النفوس تفرح بذلك طبعًا ؛ فإن كان ذلك محبوبًا لله كان محبوبًا شرعًا .*
 
التعديل الأخير:

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
ذائقة شعرية رمضانية *~

✿|| صَبا رمضان ✿||
شعر / بدر بن محمد الحسين

الروح تسمو والأريج سباني
وشذا العبير مع السحور شجاني*
وتألقت فرحًا أحاسيس التقى
وتزينت نفسي بعقد جُمان*
وتململت خجلى تَجُرُّ ذيولها
وتضرعت ترجو رضا الرحمن*
أنِست بقرب الله يحدوها الرجا
لما سرى الإيمان في الوجدان*
يحلو السجود إذا البشائر هللت
وتضمخت بنسائم الإيمان*
ويصير كل الكون يأمن بعضه
بعضًا إذا هبت صَبا رمضان*
وتُفتِّح الفردوس أبواب الرضا
وتدفَّق البركات في الريّان*
يا أدمعي صُبِّي تباريح الهوى
ودعي الكرى يجفو لِقا الأجفان*
صُبي وقرِّي وأسعدي وتمتعي
إن الدموع مظنَّة الغفران*
طعم السعادة ذقته لما شَدت
في داخلي أطيار غصن البان*
ما أحسن الإنسان حين تقوده
نحو الحياة مبادئ القرآن*
 
التعديل الأخير:

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
||~* فضل من فطر صائمًا *~||

تفطير الصائمين في رمضان غنيمة نن غنائم هذا الشهر المبارك إذ يحظى من فطر صائمًا بالأجر ،
عن زيد بن خالد الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من فطر صائمًا كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا "
ف / هنيئًا لك أيها الصائم تنال أجر من فطرته ، فكيف بمن فطر عشر مئات الصائمين !
*​
 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
||~* من أقوال السلف في رمضان *~||

• قيل للأحنف بن قيس رحمه الله :
" إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك فقال :
إني أعده لسفر طويل ،*والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه" .

• *"*إذا لم تقدر على قيام الليل ولا صيام النهار فاعلم أنك محروم قد كبلتك الخطايا والذنوب " *.*الحسن البصري*
*​
 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
*~|| الجود في رمضان وتلاوة القرآن ||~*

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
" كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن ،
وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم
حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة " .
وخرّجه الإمام أحمد بزيادة في آخره وهي : " لا يسأل عن شيء إلا أعطاه " .

الجود : سعة العطاء وكثرته والله تعالى يوصف بالجود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله جواد يجب الجود ، كريم يحب الكرم " .

• كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جوادًاويتضاعف جوده وإفضاله في شهر رمضان
لقرب عهده بمخالطة جبريل عليه السلام وكثرة مدارسته له كتاب الله الكريم الذي يحث على المكارم والجود ،
وأيضًا لفوائد كثيرة منها :
شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه . وفي الترمذي عن أنس مرفوعًا : " أفضل الصدقة صدقة في رمضان " .

• قال بعض الشعراء أبياتًا يمتدح فيها بعض الأجواد ولا يصلح ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
تعود بسط الكف حتى لو أنه
ثناها لقبض لم تجبه انامله

تراها إذا ما جئته متهللا
كأنك تعطيه الذي أنت سائله

هو البحر من أي النواحي أتيته
فلجته المعروف والجود ساحله

ولو لم يكن في كفه غير روحه
لجاد بها فليتق الله سائل


• في شهر الرحمات يستحب الإكثار من تلاوة القرآن ليلا
لأن الليل تنقطع فيه الشواغل ويجتمع فيه الهم ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر
يقول تعالى : " *إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا*" .
 
التعديل الأخير:

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63
كم هي جميلة ليالي السمر في رمضان مع الأدب وأهله .. وهنا أستوقفتني كلمات للشاعر محمد حسن فقي رحمه الله عن شهر رمضان ..:

رمضان في قلبي همائم نشوة

من قبل رؤية وجهك الوضاء

وعلى فمي طعم أحس بأنه

من طعم تلك الجنة الخضراء

قالوا بأنك قادم فتهللت

بالبشر أوجهنا وبالخيلاء

رمضان ما أدري ونورك غامر

قلبي فصبحي مشرق ومسائي

نفسي تحدثني بأنك شافع

عند المهيمن لي من الأسواء

أأخا العروبة إن دين محمد

بالعرب قام بهمة ومضاء

أهوى بكسرى واستهان بقيصر

واجتاح كل عبادة عمياء

قالوا بأنك قادم، فتهللت

بالبشر أوجهنا.. وبالخيلاء

وتطلعت نحو السماء نواظر

لهلال شهر نضارة ورواء

تهفو إليه، وفي القلوب وفي النهى

شوق لمقدمه، وحسن رجاء

لِمَ لا نتيه مع الصيام.. ونزدهي

بجلال أيام.. ووحي سماء

بهما نحلق في الغمام، ونرتوي

من عذبه.. ونصول في الأجواء

ونشف أرواحاً فننهج منهجاً

نفضي به لمرابع الجوزاء

ونصح أجساداً، فلا نشكو الونى

أبداً، ولا نشكو من الأدواء

فنعود كالأسلاف أكرم أمة

وأعز في السراء والضراء

رمضان ما أدري ونورك غامر

قلبي فصبحي مشرق ومساء
 
التعديل الأخير:

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63
وهنا سنشارك بما يتناسب وهذا الشهر المبارك شهر العز والتمكين ..

وسننقل لكم عدة حلقات متفرقةمن كتاب فقه الصيام للدكتور سيد العفاني نسأل الله أن ينفع بها وماذاك الا لتغيير الذوات وشحذ الهمة والإستعداد لنصر قااااااادم ان شاءالله ..



رمضان العزة والتمكين


قال تعالى : {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111

قال تعالى : {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً }النساء95

عن ابن مسعود قال : قلت يارسول الله أي العمل أفضل ؟ قال : " الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله "

تساابق الرعيل الأول لرفع راية الدين والفوز بإحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة فكانت لهم صولات وجولات في هذا الشهر المبارك ..
فلنصغي سوياً أحبتي للتاريخ الإسلامي وهو يحكي لنا أحلى الإنتصارات في شهر العز والتمكين..

غزوة بدر الكبرى

{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }آل عمران123

خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ثلثمائة وبضعة عشر رجلاً يريدون أبي سفيان والغنيمة فأرادها الله ملحمة فجمعهم الله بعدوهم على غير ميعاد وخرجت قريش بقدها وقديدها تسعمائة وخمسين مقاتلاً ألف رجل بعدتهم وعتادهم بطراً ورئاء الناس يقول فاجرهم : لانرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد واستفتح المجرم ابوجهل : " اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لايعرف " وفي رواية : " اللهم اضل الفريقين وأقطعهما للرحم فأحنه للغداة "

وفي يوم بدر يتجلى ثبات الرجال

يقول المقداد بن عمر: " يارسول الله امضي لما أراك الله فنحن معك والله لانقول لك كما قال بنو اسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون , ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون , فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى ركب الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه "

ويقول صديق الأنصار سعد بن معاذ : " امضي يارسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك ماتخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلق بنا عدونا غداً إنا لصبر في الحرب صدق عند اللقاء لعل الله أن يريك منا ما تقرّ به عينك فسر على بركة الله فسُر رسول الله يقول سعد وقال : " سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم "
قصة التجرد والإستغاثة بالله


" استقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم القبلة وعليه رداؤه وإزاره ثم قال : " اللهم أنجز لي ماوعدتني , اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبداً "
فما زال يسغيث الله ويدعوه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداؤه فردّاه ثم التزمه من ورائه ثم قال : يانبي الله كفاك مناشدتك ربك , فإنه سينجز لك ماوعدك فأنزل الله عز وجل : {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ }الأنفال9
وقال تعالى : {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }الأنفال12


إنه يوم قتال جبريل و الملائكة مع الصادقين


عن معاذ بن رفاعة عن رافع الزرقي عن أبيه - وكان أبوه من أهل بدر - قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ماتعدون أهل بدر فيكم ؟ قال : من أفضل المسلمين - أو كلمة نحوها - قال : وكذلك من شهد بدراً من الملائكة " رواه البخاري
وقتل صناديد قريش وقطع دابر الكافرين وعلت راية الإسلام وكلمة الله بمقدار اتصال القلوب بالله لا تقف لها قوة ..




يتبع ...

 

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
حيّاك الله وبياك أختي شجون ، وشكرا لكريم حضورك الماتع والمفيد في ( دوحة رمضان ) وهو المتصفح الذي نلتقي ونتسامر فيه أدبيًّا عن شهر الخير والإحسان.

وياحي هلا بك أخي أبا نواف الفقيه ، وكم أسعدنا حضورك هذا المتصفح كاتبنا القدير .. وأنت كريم وقلمك معطاء .

 
التعديل الأخير:

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
أهلا بكل الأحبة في دوحة رمضان , وقد جئتكم ببعض ما أعجبني من أقوال الأدباء في شهر الخير والإحسان , وهو مما نال إعجابي من ملتقى ( أبرار الجنة ) .. ومنه تم النقل.

عميد الأدب العربي طه حسين صورة أدبية للحظات الإفطار فيقول : " فإذا دنا الغروب وخفقت القلوب وأصغت الأذان لاستماع الآذان وطاشت نكهة الطعام بالعقول والأحلام ، فترى أشداقا تنقلب وأحداقا تتقلب بين أطباق مصفوفة وأكواب مرصوفة ، تملك على الرجل قلبه وتسحر لبه بما ملئت من فاكهة وأترعت من شراب ، الآن يشق السمع دوي المدفع ، فتنظر إلى الظماء وقد وردوا الماء ، وإلى الجياع طافوا بالقصاع ، تجد أفواها تلتقم وحلوقا تلتهم وألوانا تبيد وبطونا تستزيد ولا تزال الصحائف ترفع وتوضع والأيدي تذهب وتعود وتدعو الأجواف قدني .. قدني ، وتصيح البطون قطني .. قطني ، ومع تعدد أصناف الطعام على مائدة الفطور في رمضان فإن الفول المدمس هو الصنف الأهم والأكثر ابتعاثا للشهية".

* صوم الجوارح:
وفي شهر الصيام ، تصوم الجوارح كلها عن معصية الله تعالى ، فتصوم العين بغضها عما حرم الله النظر إليه ، ويصوم اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة ، وتصوم الأذن عن الإصغاء إلى ما نهى الله عنه ، ويصوم البطن عن تناول الحرام ، وتصوم اليد عن إيذاء الناس، والرجل تصوم عن المشي إلى الفساد فوق الأرض . وفي ذلك يقول أبو بكر عطية الأندلسي :

إذا لم يكن في السمع مني تصامم وفي مقلتي غض، وفي منطقي صمت
فحظي إذن من صومي الجوع والظما وإن قلت : إني صمت يوما فما صمت


ويقول الصابي في الذي يصوم عن الطعام فقط ويدعو إلى التخلي عن العيوب والآثام :

يا ذا الذي صام عن الطعام *** ليتك صمت عــن الظــلم
هل ينفع الصوم امرؤ طالما ***أحشاؤه مــلأى مــن الإثم

ويؤكد أحمد شوقي ذات المعنى فيقول :
يا مديم الصوم في الشهر الكريم*** صم عن الغيبة يوما والنمـيم
ويقول أيضا :
وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى *** وقبل الصوم صم عن كل فحشا

ولقد ذم بعض الشعراء ذلك الصنف من الموسرين البخلاء في رمضان والذين لم يعودوا أنفسهم على الجود والكرم والعطاء ، وفي هذا يقول الشاعر علي الجارم الذي نزل ضيفا عند أحد البخلاء فهجاه بقوله :

أتى رمضـان غير أن سـراتنا يزيـدون صومـا تضيق به النفـس
يصومون صوم المسلمين نهاره وصوم النصارى حينما تغرب الشمس

 

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63
الفتح الأعظم ( فتح مكة )

في العشرين من رمضان كان الفتح الأعظم : " الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين من الكفار والمشركين

وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء , ودخل الناس في دين الله أفواجاً , وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجاً "

وفيه دخل رسول الله مكة ومعه عشرة آلاف من كتائب الإسلام وجنود الرحمن وتهيأت مكة الحبيبة وكادت جبالها نزحف فرحاً لاستقبال الأمين البار الصابر المحتسب صلى الله عليه وآله وسلم ليعيد إلى ربوعها أشعة أنوار دين إبراهيم عليه السلام ..

إن ماشهدته مكة في صباح ذلك اليوم التاريخي الأغر من مفارقات عجيبة رائعة إنما هو إحدى ثمار الثبات على العقيدة السليمة الدافعة كل شئ يعترض سبيلها حتى ولو كان الجبال الراسيات ..

أية مفارقة أروع وأعظم مما كتبه التاريخ في ذلك اليوم الأغر فلقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولسبع سنوات فقط أهون على قومه في مكة من أي شئ لديهم ..

أجمعوا على قتله وهو بين ظهرانيهم اليوم بمكة وهم يعرفون كلهم أنه أبر وأشرف وأطهر وأنبل من عرفته بطحاؤهم ..

قبل سبع سنوات فقط خرجت مكة كلها تبحث عنه في مطاردة جنونية مسعورة وكل فرد يمنى بقتل هذا الرجل

واليوم تذكر مكة ولاتنسى وهي تقف اليوم يرجف كبار مجرميها تحت رحمة عشرة آلاف محارب يقودهم هذا الرجل الذي أراد أهل مكة أن يجعلوا منه طريداً لا عودة له ..

تذكر مكة و لاتنسى أن هذا الرجل إياه خرج منها وحيداً خائفاً يترقب , يترصده الموت من كل مكان ..

وهاهو اليوم يعود إلى مكة الحبيبة مرفوع الرأس وضاح الجبين , قد أحاطه الله بالعز والمنعة وألبسه رداء السيادة ووضع في يده مقابض كل القيادةة , قد أحاط به بحر يموج بآلاف الفرسان وآلف المشاة من جنود الله كلهم يفديه وتحوطه ملائكة السماء ..

يستقبلهم اليوم أهل مكة في ذلة وانكسار وأيدي كبار مجرميها تتحسس رؤوسهم خوفاً من أن تفصلها عن كواهلهم سيوف الرجل الطريد بالأمس والفاتح العزيز المنتصر اليوم ..

و لاشئ عنده إلا العفو الشامل لنبي من أولي العزم صفت نفسه وطهرت .

" دخل رسول الله مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلثمائة نصب جعل يطعنها بعود في يده ويقول : " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً "

( إن الباطل كان زهوقاً )

فالباطل ينتفخ وينفش , لأنه باطل لايطمئن إلى حقيقة , ومن ثم يحاول أن يموه على العين فيبدو عظيماً كبيراً ولكنه هش سريع العطب كشعلة الهشيم ترتفع في الفضاء عالياً ثم تخبوا سريعاً وتستحيل إلى رماد بينما الجمرة الذكية تدفئ وتنفع وتبقى ..

إن الباطل إنما يستمد حياته الموقوتة من عوامل خارجية فإذا تخلخلت تلك العوامل تهاوى وأنهار , فأما الحق فمن عند الله الذي جعل الحق من أسمائه يجعل له العقبى ويكفل له البقاء وإن وقفت ضده الأهواء والسلاطين ..






يتبع ....
 
التعديل الأخير:

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63
فتح الأندلس...


كتب موسى بن نصير يستأذن الخليفة بدمشق ، فجاء رد الخليفة الوليد بن عبد الملك : ( أن خضها بالسرايا حتى تختبرها ، ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال ) ، فكتب إليه موسى : (إنه ليس ببحر وإنما هو خليج يكاد الناظر أن يرى ماخلفه ) ، فكتب إليه الخليفة : ( وإن كان ، فاختبره بالسرايا )



فأرسل موسى مولاه طريف وكان في مائة فارس وأربعين راجلاً ، في مهمة استطلاعية ، وجاز البحر في أربعة مراكب أعانهم بها يليان ، وذلك في شهر رمضان ، ونزل المسلمون في جزيرة صغيرة على مقربة من الموضع الذي قامت فيه بلدة حملت اسم طريف ، وخفّت قوة من أنصار يليان وأبناء غيطشة لعونهم وقامت بحراسة المعبر حتى تم نزولهم ، ومن ذلك الموضع قام طريف وأصحابه بسلسلة من الغارات السريعة على الساحل غنموا فيها كثيراً ، وشجع هذا موسى على عبور الأندلس .


واختار موسى للفتح طارق بن زياد ، وركب طارق السفن في سبعة آلاف من المسلمين ، جلّهم من البربر ، وبينما هو في عرض المضيق على رأس سفينته إذ أخذته سنة من النوم ، "فرأى النبي صلى الله عليه وسلم وحوله المهاجرون والأنصار ، قد تقلدوا السيوف ، وتنكبوا القسيّ ، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا طارق تقدم لشأنك ) ، ونظر إليه وإلى أصحابه قد دخلوا الأندلس قدّامه ، فهب من نومه مستبشراً وبشر أصحابه وثابت إليه نفسه ثقة ببشراه , فقويت نفسه ولم يشك في الظفر "

وعسكر لزريق ملك أسبانيا مائة ألف وجيش طارق اثنا عشر ألف وفي وادي لكه يوم الأحد لليلتين بقيتا من رمضان نصر الله المسلمين نصراً لا كفاء له , واتصلت الحرب بينهم إلى يوم الأحد لخمس خلون من شوال وهزم الله المشركين فقتل منهم خلق كثير قالوا : وحاز المسلمون من عسكرهم مايجل قدره فكانوا يعرفون كبار العجم وملوكهم بخواتيم الفضة وعبيدهم بخواتيم النحاس .

ورمى لذريق نفسه في وادي لكة وقد أثقله السلاح فلم يعلم له خبر ولم يوجد وقالوا إن المسلمين وجدوا فرسه الأشهب الذي فقدوه وقد ساخ الفرس طين وحمأه وغرق العلج ولم يوجد حياً ولا ميتاً ..

رحم الله طارقاً مولى موسى .. معذرة بل سيد من السادات وغيره العبيد سبقوا إلى مدريد في يوم احتفالهم بخروج المسلمين ليكتبوا وثيقة الذل والعار مع اليهود والصليبين ...



لكِ الله ياأندلــس




يتبع ..

 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
*|| مضى الثلث والثلث كثير||*
*•
*•
أيها الأحبة :*
ها قد مضى ثلث رمضان و الثلث كثير – كما يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم .*
أيه الأحبة : لابد من وقفة محاسبة ( و المؤمن الصادق أشد محاسبة لنفسه من التاجر الشحيح لشريكه ) .
إليك هذه الأسئلة التي أريد منك أن تكون صريحا و صادقا مع نفسك في الإجابة عليها :*
1- هل صمت صياما صحيحا أخلصت النية لله ، و ابتعدت عما حرم الله .*
2- هل حرصت على قيام رمضان مع السلمين في التراويح .*
3- هل سابقت لفعل الخيرات ( تفطير الصائمين بالجهد و المال ، تفقد الأرامل ، والمساكين ، الدعوة إلى الله ) تأسيا برسولك صلى الله عليه وسلم ( عن ابن عباس قال : كان رسول الله أجود الناس و كان أجود ما يكون في رمضان حين يدارسه جبريل القرآن ، فلرسول الله أسرع بالخير من الريح المرسلة )*
4- كم مرة ختمت القرآن ؟*
5- كم هي العادات السيئة التي تخلصت منها .*
6- كم من العبادات ربيت نفسك عليها .*
7- هل تفكرت في هذه الرقاب التي تعتق من النار ، هل رقبتك واحدة من هذه الرقاب المعتوقة من النار أم لا .*
8- هل لا زال الشوق و الحنين و الفرح بقدوم رمضان كما هو أم أن ذلك تلاشى مع تتابع الأيام .*
9- هل لا زلت على همتك و نشاط في العبادة ، في السباق إلى الله ، في الفوز بالمغفرة ، أم أصابك ما أصاب كثيرا من الناس من الفتور و التراخي فكأني بهم و الله على جنبتي المضمار صرعى لشهواتهم و ملذاته ، قد أفسدوا صيامهم بالمسلسلات و ضيعوا حسناتهم بضياع الأوقات فوا حسرتاه على من هذه حاله .
أيها الأحبة :*
إن الأسئلة أكثر من ذلك بكثير و كلما كان العبد صادقا مع نفسه كلما كان حسابه لها شديدا ).
و لكن أيها الأحبة :*
من وجد أنه لا يزال على خير و لا يزال محافظا على الواجبات مسابقا في الخيرات وبعيدا عن المحرمات ، فليحمد الله و ليبشر بالخير من الله .*
طوبى من كانت هذه حاله ثم طوبى له .*
طوبى له العتق من النار طوبى له مغفرة السيئات ، طوبى له مضاعفة الحسنات .*
و كأن بهؤلاء و الله ألان وقد كتب الله أنهم من أصحاب الجنان .*
أما من وجد أنه مقصر مفرط فعليه أن يتدارك بقية رمضان ، فإنه لا يزال يبقى منه الثلثان ، ولا يزال الله يغفر لعباده ولا يزال الله يعتق رقابا من النار .
يا مسكين :*
رقاب الصالحين من النار تعتق و أنت بعد لا تدري ما حال رقبتك .*
صحائف الأبرار تبيض من الأوزار و صحيفتك لا تزال مسودة من الآثام .*
أليس لك سمع ، أو معك قلب .*
و الله لو كان قلبك حيا لذاب حسرة و كمدا على ضياع المغفرة و العتق في رمضان*
آه لو كشف لك الغيب و رأيت كم من الحسنات ضاعت عليك ، وكم من الفرص لمغفرة الذنوب فاتتك و كم من أوقات الإجابة للدعاء ذهبت عليك.
أيه الأحبة :*
ألا نريد أن يغفر الله لنا ألا نريد أن يعتقنا الله من النار.*
فعلينا أن نتدارك ما بقي من رمضان ( ومن أصلح فيما بقي غفر الله له ما سلف )*
فدعوة إلى المغفرة دعوة إلى العتق من النار ، دعوة إلى مضاعفة الحسنات قبل فوات الأوان .
أيها الأحبة :*
لنعد إلى أنفسنا- فوالله ما صدق عبد لم يحاسب نفسه على تقصيرها في الواجبات*
و تفريطها في المحرمات*
لنعد إلى أنفسنا و نحاسبها محاسبة دقيقة ، ثم نتبع ذلك بالعمل الجاد ،
ولنشمر في الطاعات و نصدق مع الله و نقبل على الله .*
فلا يزال الله ينشر رحمته و يرسل نفحاته .*
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لربكم في دهركم لنفحات فتعرضوا لنفحات الله ).*
نعم لنتعرض لنفحات الله بالاجتهاد في الطاعات عله أن تصيبنا رحمة أو نفحة لا نشقى بعدها أبدا .

صيد الفوائد /*محمد الجابري .*​
 

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63
فتح عمورية سنة 223 هـ


في هذه السنة أوقع ملك توفيل بت ميخائيل بأهل سلطنته من المسلمين وماوالاها ملحمة عظيمة قتل فيها خلقاً كثيراً من المسلمين وأسر ما لايحصون كثرة , وكان من جملة من أسر ألف امرأة من المسلمات ومثل بمن وقع في أسره من المسلمين فقطع آذانهم وأنوفهم وسمل أعينهم قبحه الله ..


ولما بلغ ذلك المعتصم انزعج انزعاجاً شديداً وصرخ في قصره بالنفير ثم نهض من فوره وأمر بتعبئة الجيوش واستدعى القاضي والشهود أن مايملكه من الضياع ثلثه صدقة , وثلثه لمواليه , وثلثه لولده

- كلام مثل الخيال في واقعنا المعاصر نحتاج إلى نخوة وغيرة كغيرة المعتصم من قادات الإسلام وأفرادهم ونصر الله آت لامحالة -


وخرج بالجيش إعانة للمسلمين فوجدوا ملك الروم قد فعل مافعل وشمر راجعاً إلى بلاده وتفارط ولم يمكن الاستدراك فيه , فقال للأمراء أي بلاد الروم أمنع ؟ فقالوا : عمورية لم يعرض لها أحد منذ كان الإسلام وهي عندهم أشرف من القسطنطينية فعزم على فتحها ..

- قوة وبسالة وتحد لرؤوس الكفر والطواغيت وردعاً لمن بعدهم من الأذناب -

تجهز المعتصم جهازاً لم يجهزه أحد كان قبله من الخلفاء وأخذ معه آلات الحرب والأحمال والجمال والقرب والخيل والبغال شيئاً لم يسمع بمثله , وسار إلى عمورية في جحافل أمثال الجبال وقدم إليها صبيحة يوم الجمعة لست خلون من رمضان فدار حولها دورة ثم نزل قريباً منها وقد تحصن أهلها تحصناً شديداً وملؤا أبراجها بالرجال والسلاح وهي مدينة عظيمة جداً ذات سور منيع وأبراج عالية كبار كثيرة ..

وقسّم المعتصم الأبراج على الأمراء فنزل كل أمير تجاه الموضع الذي أقطعه وعينه له، ونزل المعتصم قبالة مكان هناك قد أرشد إليه، أرشده إليه بعض من كان فيها من المسلمين. وكان قد تنصر عندهم وتزوج منهم، فلما رأى أمير المؤمنين والمسلمين رجع إلى الإسلام وخرج إلى الخليفة فأسلم وأعلمه بمكان في السور كان قد هدمه السيل وبني بناء ضعيفاً بلا أساس.

فنصب المعتصم المجانيق حول عمورية فكان أول موضع انهدم من سورها ذلك الموضع الذي دلهم عليه ذلك الأسير، فبادر أهل البلد فسدوه بالخشب الكبار المتلاصقة فألح عليها المنجنيق فجعلوا فوقها البرادع ليردوا حدة الحجر فلم تغن شيئاً، وانهدم السور من ذلك الجانب وتفسخ.

فكتب نائب البلد إلى ملك الروم يعلمه بذلك، وبعث ذلك مع غلامين من قومهم فلما اجتازوا بالجيش في طريقهما أنكر المسلمين أمرهما فسألوهما: ممن أنتما؟

فقالا: من أصحاب فلان - لأمير سموه من أمراء المسلمين:

فحملا إلى المعتصم فقررهما فإذا معهما كتاب مناطس نائب عمورية إلى ملك الروم يعلمه بما حصل لهم من الحصار، وأنه عازم على الخروج من أبواب البلد بمن معه بغتة على المسلمين ومناجزهم القتال كائناً في ذلك ما كان.

فلما وقف المعتصم على ذلك أمر بالغلامين فخلع عليهما، وأن يعطى كل غلام منهما بدرة، فأسلما من فورهما فأمر الخليفة أن يطاف بهما حول البلد وعليهما الخلع، وأن يوقفا تحت حصن مناطس فينثر عليهما الدراهم والخلع، ومعهما الكتاب الذي كتب به مناطس إلى ملك الروم فجعلت الروم تلعنهما وتسبهما.

ثم أمر المعتصم عند ذلك بتجديد الحرس والاحتياط والاحتفاظ من خروج الروم بغتة، فضاقت الروم ذرعاً بذلك، وألح عليهم المسلمون في الحصار، وقد زاد المعتصم في المجانيق والدبابات وغير ذلك من آلات الحرب.

ولما رأى المعتصم عمق خندقها وارتفاع سورها، أعمل المجانيق في مقاومة السور، وكان قد غنم في الطريق غنماً كثيراً جداً ففرقها في الناس وأمر أن يأكل كل رجل رأساً ويجيء بملء جلده تراباً فيطرحه في الخندق، ففعل الناس ذلك فتساوى الخندق بوجه الأرض من كثرة ما طرح فيه من الأغنام، ثم أمر بالتراب فوضع فوق ذلك حتى صار طريقاً ممهداً، وأمر بالدبابات أن توضع فوقه فلم يحوج الله إلى ذلك.

وبينما الناس في الجسر المردوم إذ هدم المنجنيق ذلك الموضع المعيب، فلما سقط ما بين البرجين سمع الناس هدة عظيمة فظنها من لم يرها أن الروم قد خرجوا على المسلمين بغتة، فبعث المعتصم من نادى في الناس: إنما ذلك سقوط السور.

ففرح المسلمون بذلك فرحاً شديداً، لكن لم يكن ما هدم يسع الخيل والرجال إذا دخلوا.

وقوي الحصار وقد وكلت الروم بكل برج من أبراج السور أميراً يحفظه، فضعف ذلك الأمير الذي هدمت ناحيته من السور عن مقاومة ما يلقاه من الحصار، فذهب إلى مناطس فسأله نجدة فامتنع أحد من الروم أن ينجده وقالوا: لا نترك ما نحن موكلون في حفظه.

فلما يئس منهم خرج إلى المعتصم ليجتمع به. فلما وصل إليه أمر المعتصم المسلمين أن يدخلوا البلد من تلك الثغرة التي قد خلت من المقاتلة، فركب المسلمون نحوها فجعلت الروم يشيرون إليهم ولا يقدرون على دفاعهم، فلم يلتفت إليهم المسلمون.

ثم تكاثروا عليهم ودخلوا البلد قهراً، وتتابع المسلمون إليها يكبرون، وتفرقت الروم عن أماكنها فجعل المسلمون يقتلونهم في كل مكان حيث وجدوهم، وقد حشروهم في كنيسة لهم هائلة ففتحوها قسراً وقتلوا من فيها وأحرقوا عليهم باب الكنيسة فاحترقت فأحرقوا عن آخرهم.

ولم يبق فيها موضع محصن سوى المكان الذي فيه النائب، وهو مناطس في حصن منيع، فركب المعتصم فرسه وجاء حتى وقف بحذاء الحصن الذي فيه مناطس فناداه المنادي: ويحك يا مناطس! هذا أمير المؤمنين واقف تجاهك.

فقالوا: ليس بمناطس ههنا مرتين.

فغضب المعتصم من ذلك وولى فنادى مناطس: هذا مناطس، هذا مناطس.

فرجع الخليفة ونصب السلالم على الحصن وطلعت الرسل إليه فقالوا له: ويحك! انزل على حكم أمير المؤمنين.

فتمنع ثم نزل متقلداً سيفاً فوضع السيف في عنقه ثم جيء به حتى أوقف بين يدي المعتصم فضربه بالسوط على رأسه ثم أمر به أن يمشي إلى مضرب الخليفة مهاناً إلى الوطاق الذي فيه الخليفة نازل، فأوثق هناك.

وأخذ المسلمون من عمورية أموالاً لا تحد ولا توصف فحملوا منها ما أمكن حمله، وأمر المعتصم بإحراق ما بقي من ذلك، وبإحراق ما هنالك من المجانيق والدبابات وآلات الحرب لئلا يتقوى بها الروم على شيء من حرب المسلمين، ثم انصرف المعتصم راجعاً إلى ناحية طرسوس في آخر شوال من هذه السنة.


رب وامعتصماه انطلقت ****ملء أفواه الصبايا اليتم


صادفت أسماعنا لكنها ****لم تصادف نخوة المعتصم ..



يتبع ...


 
التعديل الأخير:

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63

موقعة حارم سنة 559 هـ

بعد الهزيمة التي لحقت المسلمين في واقعة " البقيعة " ، استغاث نور الدين بعساكر المسلمين فهبوا لنجدته ونصرته على الروم ليأخذ ثأره من الفرنج فالتقى معهم فحاصروا حصنهم المسمّى بـ" حارم " وضربوه بالمنجنيق فكسرهم كسرة فظيعة وأسر البرنس بيمند صاحب أنطاكية والقومص صاحب طرابلس والدوك صاحب الروم ، ، وقتلوا منهم ما يزيد عن عشرة آلاف قتيل ، ومثل هذا العدد من الأسرى..

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }التوبة123


يتبع ...

</b></i>
 

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63
وقعة عين جالوت الجمعة 25/ 9 / 658 هـ

لما بلغ الملك المظفر قطز ماكان من أمر التتار بالشام المحروسة وذبحهم للمسلمين وتشريدهم وتخريب دورهم وأنهم عازمون على الدخول إلى ديار مصر بادرهم قبل أن يبادروه وبرز إليهم وأقدم عليهم قبل أن يقدموا عليه حتى انتهى إلى الشام فكان اجتماعهم على عين جالوت ..


ولما رأى قطز عصائب التتار قال للأمراء والجيوش الذين معه : لاتقاتلوهم حتى تزول الشمس وتفئ الظلال وتهب الرياح ويدعو لنا الخطباء والناس في صلاتهم

- فلا تنسوا أحبتي إخوانا لنا يشتكون الويلات من عباد الصليب والنار وحفدة القردة والخنازير -

وكان قطز قد رأى في المنام وهو صغير رسول الله وقال له : أنت تملك الديار المصرية وتكسر التتار وكان يحدث بهذا .

واقتتل الفريقان اقتتالا عظيما وقتل جواد قطز فترجل وبقى واقفاً على الأرض ثابتاً فلما رأه بعض الأمراء ترجل عن فرسه وحلف على السلطان ليركبنها فامتنع وقال لذلك الأمير : ماكنت لأحرم المسلمين نفعك ولم يزل كذلك حتى جاؤوه بالخيل فركب فلامه بعض الأمراء وقالوا : ياخوند لم لا ركبت فرس فلان ؟ فلو أن بعض الأعداء رآك لقتلك وهلك الإسلام بسببك


فقال : أما أنا فكنت أروح إلى الجنة وأما الإسلام فله رب لايضيعه قد قتل فلان وفلان وفلان حتى عد خلقاً من الملوك فأقام للإسلام من يحفظه غيرهم ولم يضيع الإسلام


وكانت النصرة ولله الحمد للإسلام و أهله فهزمهم المسلمون هزيمة هائلة وقتل أمير المغول كتبغانوين وجملة من أهل بيته قتله الأمير جمال الدين آقوش الشمس واتبعهم الجيش الإسلامي يقتلونهم في كل موضع ..

وقد قاتل الملك المنصور صاحب حماه الملك المظفر قتالا شديداً الأمير فارس الدين أقطاى المستعرب وكان أتابك العسكر..

وقد أسر من جماعة كتبغانوين ابنه فأحضر بين يدي قطز فقال له أهرب أبوك ؟
قال : إنه لايهرب فطلبوه فوجدوه بين القتلى فلما رآه ابنه صرخ وبكى فلما تحققه المظفر سجد لله ثم قال : أنام طيباً كان هذا سعادة التتار وبقتله ذهب سعدهم وهكذا كان كما قال ولم يفلحوا بعده أبدا ...

واتبع الأمير بيبرس وجماعة من الشجعان التتار يقتلونهم في كل مكان إلى أن وصلوا خلفهم إلى حلب وهرب من بدمشق منهم يوم الأحد 27 من رمضان فتبعهم المسلمون من دمشق يقتلون فيهم ويسفكون الأسارى من أيديهم وجاءت بذلك البشارة ولله الحمد , فجاوببتها دق البشار من القلعة وفرح المؤمنون بنصر الله فرحاً شديداً وأيد الله الإسلام وأهله تأييداً وكبت الله اليهود والنصارى والمنافقين وظهر دين الله وهم كارهون ..

- ألم يأن لأمة الإسلام أن تفرح بالنصر - ..؟!

بلى قد آن إن انتصرنا على أنفسنا وشهواتنا واعتصمنا بالركن الشديد يأتي نصر الله وعداً منه سبحانه ومن أصدق من الله قيلا -


أو هكذا ننسى المفاخر مثلما **** يُنسى الصغير هوى الرضاع فِطامُ
أو لم تكن في عين جالوت لنا **** همم لردع المعتدين عظامُ

يتبع ...
 

جمانة

مشرفه سابقه
إنضم
10 مارس 2009
المشاركات
1,745
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
من عبر وعظات الصيام في شدة الحر

• عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه خرج في سفر معه بعض أصحابه فوضعوا سفرة لهم ،
فمر بهم راع ، فدعوه أن يأكل معهم فقال : إني صائم ، فقال ابن عمر :
في مثل هذا اليوم الشديد حره وأنت بين هذه الشعاب في آثار هذه الغنم وأنت صائم ؟! فقال : أبادر أيامي هذه الخالية .​
 
أعلى