اسد بنكرز البجلي
المنتدى عريني
مع الأسد – بعد غياب ؛ وموضوع تحت عنوان : (صهيل الأنوثة في إسطبل الغرام ) وتأملاتي في ديوان أنثى .
----
( اليوم ) - من هنا ( من دياري الغالية في السراة )- من بني مالك ؛ وتحديداً من وادي مهور ( نجدد العهد بكم ) و نتواصل – من اجل البقاء على العهد والوفاء لهذا المنتدى ( ليضل ذا جِذوة وهاجةٍ ) تنير لفرسان الكلمة دروب التواصل و المتعة والفائدة على حد سواء .
أحييكم اليوم كما عودناكم بتحية لا يبلى جديدها ولا يخبو او يضمحل مفيدها ( هي رمز الأمن الإسلامي والأمان ) الفريدة . تحية المسلمين في الدارين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( اما بعد ) :
فمع الأسد : الذي يطل عليكم اليوم من جديد بعد غياب ؛ ويقدم لكم احدث مواضيعه و مشاركاته في المنتدى .
والتي اختار ان تكون تحت اسم :
فمع الأسد : الذي يطل عليكم اليوم من جديد بعد غياب ؛ ويقدم لكم احدث مواضيعه و مشاركاته في المنتدى .
والتي اختار ان تكون تحت اسم :
( صهيل الأنوثة في إسطبل الغرام )
-----------
وهي إلماحة واضحة الى تغريد أنثى رقيقة أسميته ( صهيل ) لما فيه من شبه واضح بما تفعله الفرس عندما تريد الانطلاق على سجيتها بلا قيد او لجام ؛
فرأيت هذا المعنى جلياً عند تأملي في ديوان شعرها النادر والجريء .
فرأيت هذا المعنى جلياً عند تأملي في ديوان شعرها النادر والجريء .
وعندها وجدت أن قد علمتنا الكتب و شهدت لنا الأيام و الخبرة و التجربة بأن ( الذكر ) هو الذي يطيل التغزل في ( الأنثى ) و يطاردها ؛ وأن ذكور (كل الكائنات ) هي التي تغرد وتشدينا – ليس من اجلنا - ولكن ( من أجل إجتذاب الأنثى ) لأمرٍ ( ما ) --- ( يريده هو بشدة و بشدة هي تريده ) ايضاً --- في مواسم التزاوج .
وتلك هي حكمة الله وسنته الكونية .
----------------------
يطاردها ويحوم حولها ليستميلها إليه وهو يحمل في منقاره فراشة او دودة او بذرة ؛ وربما عرض عليها دلائل قوته ونشاطه و فتوته ؛ أو ترانيم صوته المبهرة و الشجية ( او ريشه الزاهي اللامع او الملون ) ، لتختار صداقته وصحبته برضاها ولتفضله عن غيره ممن يحومون حولها .. ثم تقبل به عن إعجاب و رضا بدون تدخل ممن حولهما .
=========================
ولكن أن نرى أنثى تفعل ما فعلته ( عائشة هانم ) في أشعارها ؛ ونراها تغرد وتشجوا بمثل ما سنرى بجراءة ، فإننا نعتبرها سابقة خطيرة في عالم الأنوثة ؛ و ذاك هو الخارق الغريب والعجب العجيب .
ومن اجل هذه النادرة ( اجتذبتني اشعارها ) التي في ديوانها ( حلية الطراز ) الذي الفته بالعربية . فأوردْتُ لكم نبذ من أشعارها ؛ و كأنما هي أشعار ( رجل ملك من الجرأة ما بز بها أقرانه) فكان امرها عجيباً ؛ والأعجب إنها هي التي اعتزت بحجابها في شعر لطيف لها و دافعت عنه ايما دفاع . . ( ويبدو انها متحجبة ) ؛ وهي تقول في حجابها شِعْراً ؛ في أبيات طويلة ؛ مطلعها :
بيد العفاف أَصون عزحجابي --- وِبِعِصمَتي أَسمو عَلىأَترابي
وَبِفِكرَة وَقادَةوَقَريحة --- نَقادَة قَد كَمَلَت آدابي
وَلَقَد نَظَمت الشِعرَ شيمَةمَعشَر --- قَبلى ذَوات الخدر وَالاِحساب
( وسنأتي بالقصيدة كاملة بمشيئة الله في نهاية هذا الموضوع ) .
---------------
ترجمة و تعريف مختصر( منقول ) لشاعرتنا / عائشة هانم التيمورية
إعـداد الطالبة : نبيلة عبيد عبد الله هاشم
( عائشة التيمورية )
هي عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا تيمور بن محمد كاشف تيمور. ولدت السيدة عائشة سنة 1256هـ الموافق 1840م لوالدة شركسية الأصل تدعى بـ" ماهتاب هانم". أما والدها فقد كان وكيل دائرة محمد توفيق باشا ولي عهد الخديوية المصرية. وهي من عائلة علم، فقد كانت عائشة أختاً للمرحوم العلامة المحقق أحمد تيمور باشا، إلا أنه كان من أم أخرى وهي " مهريار هانم " وهي أيضاً شركسية الأصل.
----------
يقول الاسد : ( كان العنصر الشركسي – الذي منه شاعرتنا - ( حاضر بقوة ) في بلاط الخلفاء العباسين وفي القصور العالية ؛ قصور سلاطين بني عثمان ؛ و كانت تلك القصور المهيبة تعج بآلاف الجواري المحضيات الشركسيات اللواتي يتميزن بالجمال و الرشاقة و الرومنسية و الانوثةالطاغية مع الرقة الجلية و التهذيب الواضح .. وكانت الجارية الشركسية تحسن كل فنون الغناء و الرقص والتودد و الدلال ( ولايزال لحفيداتهن نشاط ) واضح ( في هذه الفنون ) الى اليوم في بلاد الشام ومصر وبعض دول الشمال الافريقي .. ( بل ان الحركة الفنية من رقص و غناء و تمثيل و عرض ازياء ) هي من مهاراتهم وتخصصهم ؛ وكذلك الظهور المميز على وسائل الاعلام المقروءة و المسموعة والمرئية وفي قراءة نشرات الاخبار و تقديم البرامج النشطة ( على كل شاشات التلفزة في عالمنا العربي اليوم . ).
وشاعرتنا اليوم هي لا تختلف عن بنات جلدتها – الشركسيات - إن لم تكن فاقتهن جميعاً فيما تميزت به وتميز به شعرها الومنسي - انتهى .
-----------
تزوجت عائشة بكاتب ديوان ( همايون ) سابقاً السيد الشريف محمود بك الإسلامبولي ابن السيد عبدالله أفندي الإسلامبولي سنة 1271هـ. وبعد زواجها اقتصرت على المطالعة والإنشاد وتفرغت لأعمال المنزل. أنجبت عائشة بنتان وولد، أسمت الكبرى منهما بـ " توحيدة "*، أما ولدها فقد أسمته بـ"محمود بك".
ملاحظة: يقول الأسد : اسلام بول ( أي مدينة الاسلام باللغة التركية ) هي ماكانت تسمى سابقاً مدينة القسطنطينية ؛ سميت باسلامبول بعد ان اصبحت مدينة ( للإسلام و للمسلمين ) . انتهى .
ملاحظة: يقول الأسد : اسلام بول ( أي مدينة الاسلام باللغة التركية ) هي ماكانت تسمى سابقاً مدينة القسطنطينية ؛ سميت باسلامبول بعد ان اصبحت مدينة ( للإسلام و للمسلمين ) . انتهى .
--------------
أوكلت إلى ابنتها الكبرى " توحيدة" مهام المنزل حتى باتت مدبرته. ولكنها توفيت وهي لم تبلغ بعد من العمر 18عاماً، فحل بعائشة حزن وأسى ثقيلان على فقدانها ابنتها، وتركت العروض والعلوم وأمضت سبعة أعوام متواصلة ترثي ابنتها إلى أن أصاب عينيها الرمد.
ولم تنفك عائشة عن رثاء ابنتها إلا بعد محاولات مضنية من الأهل والأولاد استمرت سبع سنوات، وبعدها بدأت عائشة بالتوقف شيئاً فشيئاً عن رثاء ابنتها التي كانت مقربة جداً منها .
كان الأدب في عصر السيدة عائشة أمراً غير مستحسناً من البنات، فقد كانت والدتها ترفض عزوف عائشة عن دروس الخياطة والتطريز لتتفرغ للكتابة والأدب، وكانت غالباً ما تجبرها على تعلم التطريز ، إلا أن إجبار الأم لم يأت بنتيجة إيجابية، فقد كانت عائشة تزداد نفوراً من التطريز كلما ازدادت الأم إصراراً على تعليمها1. وقد لاحظ والدها ميل ابنته الشديد لتحصيل الأدب، فكان يقول لأمها: " دعي هذه الطفيلة للقرطاس والقلم ودونك شقيقتها فأدبيها بما شئتي .
لقد كانت عائشة تصغي إلى نغمات الكتاب، فحين لفت ميلها للأدب انتباه والدها، أحضر لها من المعلمين والمعلمات الأفاضل لتعليمها الشعر والأدب والعروض في اللغتين العربية والفارسية والتركية.
وكان من أهم معلميها الأستاذ إبراهيم أفندي مؤنس، وقد كلف بتعليمها القرآن والخط والفقه، أما الأستاذ الثاني فهو خليل أفندي رجائي، وقد كلف بتعليمها علم الصرف واللغة الفارسية، وبعد وفاة زوجها، حكمت نفسها بنفسها، فأحضرت لنفسها اثنتين من الأساتذة لهما إلمام كبير بالنحو والعروض، إحداهما ( فاطمة الأزهرية)، والثانية ( ستيتة الطبلاوية) حتى برعت عائشة في ذلك المجال وأبدعت فيه3. وحين أكملت عائشة تعليمها للقرآن الكريم، توجهت إلى مطالعة الكتب الأدبية وبشكل خاص الدواوين الشعرية. ونهلت من علوم معلميها ما نهلت حتى ارتقى مستوى شعرها إلى أعلى الرتب، وفاقت نساء عصرها في الشعر وعلوم الأدب والنحو والعروض. هذا وقد تولى والدها عهدة تعليم ابنته بنفسه؛ لأنه لم يرغب باختلاطها بالرجال فقام بتدريبها كل ليلة بعد العشاء ساعتين، تارة في كتاب الشاهنامة للفردوسي، وتارة في المثنوي لجلال الدين الرومي، وكلاهما من عيون الأدب الفارسي والتصوف الإسلامي..
أدبــــــها ( شعرها ):
قسمت السيدة عائشة شعرها إلى خمسة أقسام، فكان منه الغزلي والأخلاقي والديني والعائلي وشعر المجاملة .
أدبــــــها ( شعرها ):
قسمت السيدة عائشة شعرها إلى خمسة أقسام، فكان منه الغزلي والأخلاقي والديني والعائلي وشعر المجاملة .
يقول ( الأسد ): تقول طالبتنا النجيبة ( صاحبة الترجمة ) : -
( ... بالنسبة لشعرها الغزلي ، فلم يكن منه إلا من قبيل " تمرين اللسان ؛ وذلك بسبب افتقاد روحها للبهجة والسعادة، وحزنها على ابنتها طال نصيباً واسعاً من روحها؛ مما أثر على شعرها العربي وأضفى عليه صبغة من الحزن والأسى لا تخفى على القارئ والمتذوق ... ) ؟؟!!!
و قالت أيضاً : (( .... كما استرسلت عائشة التيمورية في كتابة الشعر بكل ما أوتيت به من مواهب شعرية، ليس فقط بالعربية والتركية ، بل وبالفارسية أيضاً، فكان منه أنها في ليلة من الليالي كانت جالسة في حديقة قصرها .إلى نور القمر وروعة الأزهار، وكانت تمسك في يدها باقة من الورد، وقد كانت تتمعنّها بكل هدوء وسكون وشعر، وإذا بوالدتها تقطع عليها ذلك السكون والتأمل، فتذهب إلى والدتها، وعندما عادت رأت أن باقة ورودها مبعثرة، فقالت قصيدتها بالفارسية وهي:
أيا مهتاب تابنده شكوفه م شد برا كنده ---- ترابخشم خفارتها كدامك كرد بزمرده
جـــــه داغ ! آن داغ جمـــــر آســــــا ---- جــــــــو بينـــــــم دستـــــــــــه آزرده
"أيها القمر الباهر إن باقة وردي تشتت، وقد كنت وكلتها إليك، فمن الذي بعثرها وشتتها؟ كلما أرى باقتي مبعثرة هكذا أشعر في نفسي بحسرة شديدة فوا حرقتاه ))
ختاماً تقول صاحبة الترجمة ( بتعاطف أنثوي ) :
(( ...في نهاية بحثي المتواضع والذي بذلت فيه جهداً أرجو من الله الأجر عليه. والذي تعرفت فيه على شخصية عظيمة، لها مكانتها وتقديرها. فهي أديبة فاضلة وحكيمة عاقلة وبارعة باهرة وشاعرة ناثرة. إن لهذه المرأة مكانتها، فقد فاقت نساء عصرها في المعرفة والفهم، وسبقتهن بتقدم مطالبها. إن البيئة الاجتماعية هي دائرة الإنسان الاجتماعي، وهي مرآة الإنسان، فللبيئة الاجتماعية أثر واضح على السيدة عائشة. فالبيئة التي أحاطت بها هي بيئة مليئة بالكتاب والشعراء والأدباء الذين كانوا يتجمعون لدى والدها، فتأثرت بهم السيدة عائشة. واتسمت كتاباتها بالجانب الأخلاقي، فلم تتطرق إلى الجانب الغزلي في أشعارها إلا نادراً، وغلب رثاء على ابنتها توحيدة المتوفاة. وتميزت السيدة عائشة أيضاً بتعدد لغاتها، فقد كانت تتقن اللغة العربية والتركية والفارسية. كما كانت لها مؤلفات عديدة ميزتها عن غيرها من نساء عصرها. . ))انتهت الترجمة .
--------------------------------------
نعود لموضوعنا اليوم و( ديوان شعرها ) . يقول ( الأسد ) :
تقول شاعرتنا ( عائشة هانم ) في حسن الوفاء ؛ والصبر والصد في الغرام .
حسن الوَفاء وَصدق الود قَدصرعا --- وَاستَوحشا بِفيافي الغَدرِ وَانصَدَعا
كِلاهُما مِن سِقام لا مساس لَهُ --- حُزنا عَلى الحَقِّ وَالاِنصافِ مُذ رَفَعا
وَقَد رَأَيت الشَفا بِالصَبرِ مُمتَزِجا --- وَالصَبرُ اِحمد ما اِجدى وَمانَفَعا
فَاِستَعمِل الصَبرَ اِنَّ الصبر موقعه --- من القُلوبِ جَميل أَينَما وَقَعا
يا سادَة خلفوني بَعد فرقتهِم --- اِهفو اِلى كل داعِ بِالغَرامِ دَعا
قَد ضَرَّني البُعد عَن مِرآة طلعتِكُم --- وَقطع القُلوبِ منى صدكم قَطعا
-----------------------
و تقول (عائشة هانم ) توجداً -- غزلا يذيب الحشا كمداً ولوعة :
أَسيافُ جِفنِكَ في الفُؤادِ حداد --- فَعَلامَ يَبنى كَسرُها المُعتاد
أَجفانُها مَرضى وَكَم سَفَكت دَماً --- وَسَطت عَلى الآسادِ وَهيَ شَداد
---------------------------------------------
و في أبيات مخملية أجابت ( الست عائشة ) عن قول بعض الأدباء ؛ وهو – تحديداً -- ( عن هذا البيت ) الذي قال فيه :
ماذا تقول إذا اجتمعنا في غدٍ --- وأقول للرحمن هذا قاتلي
( فقالت ) :
إن كان موتك من قسي حواجب --- كالنون او من سحر جفن ذابلِ
او غرة مثل النهار و طرة --- كالليل او من جور قدٍ عادلِ
او من لحاظ تسحر الألباب إذ --- تروي لنا سلب النهى عن بابلِ
فهي التي فعلت و لم اشعر بها --- فعلت فكيف تلومني يا سائلي
انا ما قتلت وإنما أنا آلة --- في القتل فاطلب أن ترد من قاتلي
ومتى أريد قصاص سيف أو قنا --- هل من سميع مثل ذا أو قائل
والله قد خلق الجميل ولم يقل --- هيموا بلين قده المتمائل
ما قال ربك قط يا عبدي أطل --- نظر الملاح و يا جميلة واصلي
فعلام تطلب بالدماء و تدعي --- زوراً و تطمع في محال باطلِ
-------------------
ومن شعرها أيضاً قولها : ( في الغزل ) :
مال الفؤاد لغصن باللمى ثمل --- من ميله لعبت ايدي النسيم به
( يقول الاسد )- اللمى : - ( سمار ملفت و مميز و واضح في لون الشفتين ) - أخَّاذ و حالم - يخالف لون بشرة الوجه ؛ تغزل فيه الشعراء على مر العصور .وهو من دلائل جمال الأنثى . ومنه سميت المرأة( لمياء ) . انتهى . ونعود الآن لمتابعة القصيدة الرائعة .
أمال جيد الظبا من لينه شغفاً --- والميل في الظبي من اقوى مذاهبه
وارت ذوائبه شمساً فغُرته --- تحت الشعور كليل في غياهبه
شب الجوى بين أحشائي لرؤيته --- فقمت واللحظ يصمي في مضاربه
سألته رحمة من لحظه فأبى --- وزاد قلبي تبريحاً بحاجبه
من سحر أجفانه هاروت قابلني --- ومد في صدغه إحدى عقاربه
وكنز مبسمه الزاهي و لؤلؤه --- مرصد بأفاعٍ من ذوائبه
لما رأى حيرتي فيه انثنى عجباً --- وقال إن الهوى يودي بصاحبه
فقلت يا هازئاً بالصب تعرف ذا --- ما بال قلبك لا يعنو لواجبه
---------------------------
النص الذي أدخلته كبير جداً (107081 حرف). الرجاء أجعلة أقصر إلى 100000 حقل كحد أقصى.
يقول الاسد : السطر السابق ( تحذير من المنتدى ) أُجْبِرت بموجبه على شطر الموضوع هذا الى نصفين .
لذا فللموضوع بقية تأتي لاحقاً ؛ فابقوا معنا :-
----------------------------------------------------
التعديل الأخير: