روزي
مجموعة حواء
ذعرت .. ذعرت .. ذعرت !!
من أنا ؟ هل أنا .. أنا ؟!! .. وإلى أين ؟
هذا الدمار الكامل والشامل للإنسان , هذا الموت اليومي المعمم ..
ألا يدفع إلى الجنون .. أو إلى أكثر التصرفات السلوكية جنوناً وغرابة ؟!!
تتجمع في حلقي بصقة كبيرة .. إلى أين أقذفها .. وبوجه من ؟..!
::
مصطفى خليفة .. مسيحي وملحد .. درس الاخراج والسينما في باريس
وعندما عاد ليخدم بلده .. استقبله السجن الصحراوي .. بناء على تقرير
سري تضمن فيه نكته ساخرة قالها عن الرئيس حافظ الاسد .. ويدخل
السجن تحت تهمة " الأخوان المسلمين " .. ليكرهه الحراس والمساجين
لإنهم عدّوه نجساً بإلحاده وقاطعوه لعشر سنوات .. ومنها بنا قوقعته اللتي
بناها حول نفسه .. جدار من الحراس .. وجدار من المساجين .. وقبع فيها
لمدة 13 عاماً و 3 أشهر .. بدون تهمة وبدون محاكمة بدون وجه حق .. كتب
خلالها يومياته .. و" كتب " في الجملة السابقة مجازيه .. لانهم لم يرو الاوراق
والاقلام داخل جحيم الاسد .. بل كتبها ذهنياً مقتبساً من الاخوان المسلمين
طريقة حفظهم الذهنية للقرآن والأحاذيث ولأسماء الشهداء .. وسجل يومياته
في ذلك الجحيم المدقع .. ذاكراً اشد الافعال الشنيعة المليئة باللؤم و الشناعة
الانسانية من جانب الحراس وعناصر السجن .. وبصيص الامل ولحظات الفرح
الصغيرة لحظة عودتهم أحياء من الحلاقة أو من الحمام أو من التنفس في الساحة
ونقل ادق تفاصيل تكاتف الاخوان المسلمين .. وتعجبه من حفظهم وطهارتهم
حتى انه حفظ القرآن وهو في السجن .. يوميات تنقل معاناة بريء في سجن
الجحيم .. وكم من بريء مسجون حالياً ..!
الرواية قاتلة .. ورغم انها باكورة الكاتب .. الا ان قلمه كان متسلسلاً وكأنه كاتب
متمرس لان الاحداث كانت تخرج من صميم المعاناة والذكريات السيئة .. وتدرجت
الكتابة بالفصحى وبالعامية .. يوميات متلصلص اكثر من رائعة وتعتبر احدى روائع
الادب الحديث في سوريا .. يعيب الرواية بعض المصطلحات القسيحة اللتي كان
يرددها الحراس والعناصر الامن .. لكن عموماً الرواية تنقل ادق تفاصيل المعاناة
اللي تعرض لها الشعب السوري الحر من نظام الاسد الجائر .. واكتئبت اكتئاب
شديد ونزلت دموعي على بعض الاحداث اللي نقلها الكاتب .. ليس فقط لانها
مؤلمة .. بل لأني ماتوقعت ان في انسان يقدر يجرؤ بفعل مثل هذه الافعال ..!!
الكتاب للتحميل .. هنا
..×
سمعت بهآ من لسآن شآب سوري ثآئر لشعبه ولإخوته آلسوريين
... فثرت أنا لأقرأهـآ
قرآئه شيقهْ ,,