صقر بجيلة
صقر بجيلة
بسم الله الرحمن الرحيم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير ..
رضاؤكم غايتنا وراحتكم هدفنا
--
حضرت هذه الليلة , وانا في حزن شديد , منذ عدة أشهر, وانا ارى كتابة( أغلق المتصفح ) او( حذف الموضوع ) بعد أن أكون قد انتهيت من صياغة المقدمة لموضوع ما ,
المهم أن الوضع العام في المنتدى , محزن جداً , وغير مشجع لا للكتابة , ولا للمشاركة , ولا حتى للحضور !!
السبب : انفراد المرقبين بالراي , عدم اعطاء العضو حرية الحديث والتعبير ,
سوء الظن , والأكثر منه كره وأحقاد , امتلأت بها مواضيع المنتدى من شهور, تُرجمت إلى مواضيع وردود حربية , فيها تحدي إلى إثبات (قوة الرأي) دونما النظر إلى (صحته ) !! ..
الأمر الذي أوصل الحال بـ لغة الخطاب والحوار فيما بين "بعض" الأعضاء إلى ما دون الصفر بمقياس "أدب الحوار" المتعارف عليه ديناً وعُرفاً !!
ولأن كل هذه الإشكاليات والمشكلات بدأت "مستترة" تحت عباءة "النقد" الذي "أساء" استخدامه الكثيرين "إعلاميين وجمهور وغيرهم" .. وحتى نصل إلى مرحلة من المعرفة والإدراك تجعل من مهمة التمييز بين النقد و"غيره" أمراً أكثر سهولة .. كان لزاماً عليّ كتابة هذا الموضوع حتى ولو كان توقيت طرحه متأخراً
--
بداية يجب أن أقول أننا كـ مجتمع "نحب" إظهار السلبيات أكثر من حبنا لإظهار الإيجابيات !! .. وهذا أمر ظاهر في حياتنا اليومية .. فالخطأ له "1000 عين" بينما الصواب له "عين واحده فقط" !! ولا بأس عندي في هذه المعادلة طالما أن "الهدف" هنا هو "الإصلاح" وهو أمر تُسهِّل "لغة الخطاب" من معرفته .. وحتى لا أتشعب كثيراً سأركن لطريقة التسلسل التقليدية في تناول هذا الموضوع
:: ما هو النقد؟ ::
النقد لغة هو: تمييز الجيد عن الرديء في شيءٍ ما، يقال نقد الكلام نقداً أي: ذكر مميزاته وعيوبه "نقلاً عن كتاب المعجم الوجيز بتصرف" .. أي وبتوضيح أكبر هو "ذكر محاسن وعيوب الشيء" !! .. وهذا يعني أن "الثناء" يُعدُّ نقداً بعكس ما هو سائد لدى الكثيرين أن النقد مخصص لإظهار العيوب!
:: ما هي أنواع النقد؟ ::
النقد هو النقد وليس له انواع اسمه نقد والناقد صديق اذا احسن النقد وطبقه حسب مفهوم النقد
:: كيف يكون النقد؟ ::
حسناً .. النقد فنّ , لا يجيده الكثير .. وليس كل من أظهر عيباً أو ميزة أصبح ناقداً .. وليس كل (كاتب صحفي) أو (إعلامي) أو (مسئول) ناقد .. للنقد أسس , وقواعد يسير عليها الناقد , وكلما ألتزم بها كلما كان نقده أكثر قوة، وليس للقوة هنا علاقة بما يعج به المنتدى حالياً من معارك بين بعض الأعضاء .. والمقصود هنا هو قوة النقد التي تجعل منه غير قابل للرد أو التشكيك .. وقد جمعت هذه الأسس من قراءات متعددة لبعض المراجع أثناء بحثي المتواضع حول هذا الموضوع لأنني لم أجد مرجعاً معتمداً صنفها بشكل علمي ودقيق .. وما سأنثره هنا هو نتاج فهمي المتواضع لهذه الأسس والقواعد كما عرفتها أو كما أراها .
:: ما هي أسس النقد؟ ::
1. الإطلاع
يجب أن يطلّع الناقد على الجوانب الحياتية والاجتماعية المختلفة للشخص المراد نقده ذلك أن تفهم طبيعة الشخص والظروف المحيطة به تجعله وأفعاله أكثر وضوحاً للناقد
2. الموضوعية
النقد لا يكون مبني على تخيلات أو تحليلات أو استنتاجات أو أمر مبني على مجهول .. فإن لم تكن تملك حقائق قاطعة فالأفضل لك أن تتجنب النقد .. والنقد لا يكون إلا على واقع ملموس وحقيقي
3. التجرد
الناقد "قاضٍ" يحكم على الأفعال والأقوال .. وعلى القاضي أن يتجرد من كل ما من شأنه أن يؤثر في حكمه على المحكوم عليه .. كالمواقف الشخصية السابقة وغيرها من المؤثرات التي قد تغير موازين القياس في حكمه على المنقود وهو أمر يفصل بينه وبين الإطلاع شعرة .. قد يصعب على الكثيرين التمييز بينهما
4. النزاهة
وهذه القاعدة تحديداً تتحقق تلقائياً وبشكل شبه كامل فيما لو تم تحقيق القواعد الثلاث السابقة .. فالنزاهة تستوجب الابتعاد عن النقد فيما لو لم يتحقق أحد هذه القواعد .. أليس كذلك؟
5. التواضع
الناقد الصادق لا يتعسف في عباراته ويغلظ في أقواله؛ بل ينتقي أعذب الألفاظ وأحسنها. فلكي يكون نقدك بناء لابد أن يكون هناك درجة من التواضع والاحترام للآخرين، واحتمال أن يكون الصواب مع الآخرين والخطأ معك. فأنت لا يمكن أن تملك الحقيقة المطلقة دائماً، فإن كان لديك الحق في بعض القضايا لا يعني ذلك امتلاكك للحقيقة المطلقة. والحق لن يقبل إذا كان مصحوباً بتعالي وازدراء للآخرين فالكل يظن أنه يملك الحقيقة "مقتبس من مقالة النقد الإيجابي للشيخ مبارك عامر بقنه"
:: هل للنقد وقت محدد؟ ::
أبداً .. النقد قائم في كل وقت كونه أداة تطوير لا تدمير وطالما أن النقد مازال نقداً ليس به تضخيم ولم يتحول إلى إساءة فهو صالح في كل وقت وكل زمان .. مع التأكيد على أن نقد كل ما يحدث ويطرأ ليس من الحكمة في شئ" .. فليس كل خطأ ينتقد .. ولو تفرغنا لاكتشاف الأخطاء وانتقادها لما بقي لنا وقت للبناء!
:: لماذا أنتقد؟ ::
سؤال مهم يفترض بكل من يرغب ممارسة النقد أن يسأله لنفسه .. هل سينتقد للتطوير؟ أم للتدمير؟ .. يقول الشيخ مبارك عامر بقنه في وصف جميل للهدف الحقيقي من النقد: "الناقد الصادق يتجه نقده إلى صاحب العمل كيف يطوره ويرتقي به دون أن يدمره، فلا يكون هدفه إسقاط الآخرين أو إبراز ذاته من خلال نقده. واعلم أنه من السهل جداً انتقاد الآخرين واكتشاف الأخطاء وإبرازها، ولكن من الصعب بمكان إكمال البناء وإتمام النقص وسد الثغرات"
--
:: الخلاصة ::
النقد أحد فروع النصح .. فكل ناقد هو ناصح ولكن ليس كل ناصح ناقد .. وللنصح آداب متى ما تمسكنا بها كان لكلامنا أثر وقبول .. فإن كان الهدف الإصلاح فقط فلا داعي هناك لـ "عنف المفردات" .. وإن كان الهدف هو الإساءة" والانتقاص من الغير، فليعلم الجميع أننا بشر .. نخطئ ثم نخطئ ثم نخطئ ثم بعد ذلك "قد" نصيب!
والله من وراء القصد
أسعد الله أوقاتكم بكل خير ..
رضاؤكم غايتنا وراحتكم هدفنا
--
حضرت هذه الليلة , وانا في حزن شديد , منذ عدة أشهر, وانا ارى كتابة( أغلق المتصفح ) او( حذف الموضوع ) بعد أن أكون قد انتهيت من صياغة المقدمة لموضوع ما ,
المهم أن الوضع العام في المنتدى , محزن جداً , وغير مشجع لا للكتابة , ولا للمشاركة , ولا حتى للحضور !!
السبب : انفراد المرقبين بالراي , عدم اعطاء العضو حرية الحديث والتعبير ,
سوء الظن , والأكثر منه كره وأحقاد , امتلأت بها مواضيع المنتدى من شهور, تُرجمت إلى مواضيع وردود حربية , فيها تحدي إلى إثبات (قوة الرأي) دونما النظر إلى (صحته ) !! ..
الأمر الذي أوصل الحال بـ لغة الخطاب والحوار فيما بين "بعض" الأعضاء إلى ما دون الصفر بمقياس "أدب الحوار" المتعارف عليه ديناً وعُرفاً !!
ولأن كل هذه الإشكاليات والمشكلات بدأت "مستترة" تحت عباءة "النقد" الذي "أساء" استخدامه الكثيرين "إعلاميين وجمهور وغيرهم" .. وحتى نصل إلى مرحلة من المعرفة والإدراك تجعل من مهمة التمييز بين النقد و"غيره" أمراً أكثر سهولة .. كان لزاماً عليّ كتابة هذا الموضوع حتى ولو كان توقيت طرحه متأخراً
--
بداية يجب أن أقول أننا كـ مجتمع "نحب" إظهار السلبيات أكثر من حبنا لإظهار الإيجابيات !! .. وهذا أمر ظاهر في حياتنا اليومية .. فالخطأ له "1000 عين" بينما الصواب له "عين واحده فقط" !! ولا بأس عندي في هذه المعادلة طالما أن "الهدف" هنا هو "الإصلاح" وهو أمر تُسهِّل "لغة الخطاب" من معرفته .. وحتى لا أتشعب كثيراً سأركن لطريقة التسلسل التقليدية في تناول هذا الموضوع
:: ما هو النقد؟ ::
النقد لغة هو: تمييز الجيد عن الرديء في شيءٍ ما، يقال نقد الكلام نقداً أي: ذكر مميزاته وعيوبه "نقلاً عن كتاب المعجم الوجيز بتصرف" .. أي وبتوضيح أكبر هو "ذكر محاسن وعيوب الشيء" !! .. وهذا يعني أن "الثناء" يُعدُّ نقداً بعكس ما هو سائد لدى الكثيرين أن النقد مخصص لإظهار العيوب!
:: ما هي أنواع النقد؟ ::
النقد هو النقد وليس له انواع اسمه نقد والناقد صديق اذا احسن النقد وطبقه حسب مفهوم النقد
:: كيف يكون النقد؟ ::
حسناً .. النقد فنّ , لا يجيده الكثير .. وليس كل من أظهر عيباً أو ميزة أصبح ناقداً .. وليس كل (كاتب صحفي) أو (إعلامي) أو (مسئول) ناقد .. للنقد أسس , وقواعد يسير عليها الناقد , وكلما ألتزم بها كلما كان نقده أكثر قوة، وليس للقوة هنا علاقة بما يعج به المنتدى حالياً من معارك بين بعض الأعضاء .. والمقصود هنا هو قوة النقد التي تجعل منه غير قابل للرد أو التشكيك .. وقد جمعت هذه الأسس من قراءات متعددة لبعض المراجع أثناء بحثي المتواضع حول هذا الموضوع لأنني لم أجد مرجعاً معتمداً صنفها بشكل علمي ودقيق .. وما سأنثره هنا هو نتاج فهمي المتواضع لهذه الأسس والقواعد كما عرفتها أو كما أراها .
:: ما هي أسس النقد؟ ::
1. الإطلاع
يجب أن يطلّع الناقد على الجوانب الحياتية والاجتماعية المختلفة للشخص المراد نقده ذلك أن تفهم طبيعة الشخص والظروف المحيطة به تجعله وأفعاله أكثر وضوحاً للناقد
2. الموضوعية
النقد لا يكون مبني على تخيلات أو تحليلات أو استنتاجات أو أمر مبني على مجهول .. فإن لم تكن تملك حقائق قاطعة فالأفضل لك أن تتجنب النقد .. والنقد لا يكون إلا على واقع ملموس وحقيقي
3. التجرد
الناقد "قاضٍ" يحكم على الأفعال والأقوال .. وعلى القاضي أن يتجرد من كل ما من شأنه أن يؤثر في حكمه على المحكوم عليه .. كالمواقف الشخصية السابقة وغيرها من المؤثرات التي قد تغير موازين القياس في حكمه على المنقود وهو أمر يفصل بينه وبين الإطلاع شعرة .. قد يصعب على الكثيرين التمييز بينهما
4. النزاهة
وهذه القاعدة تحديداً تتحقق تلقائياً وبشكل شبه كامل فيما لو تم تحقيق القواعد الثلاث السابقة .. فالنزاهة تستوجب الابتعاد عن النقد فيما لو لم يتحقق أحد هذه القواعد .. أليس كذلك؟
5. التواضع
الناقد الصادق لا يتعسف في عباراته ويغلظ في أقواله؛ بل ينتقي أعذب الألفاظ وأحسنها. فلكي يكون نقدك بناء لابد أن يكون هناك درجة من التواضع والاحترام للآخرين، واحتمال أن يكون الصواب مع الآخرين والخطأ معك. فأنت لا يمكن أن تملك الحقيقة المطلقة دائماً، فإن كان لديك الحق في بعض القضايا لا يعني ذلك امتلاكك للحقيقة المطلقة. والحق لن يقبل إذا كان مصحوباً بتعالي وازدراء للآخرين فالكل يظن أنه يملك الحقيقة "مقتبس من مقالة النقد الإيجابي للشيخ مبارك عامر بقنه"
:: هل للنقد وقت محدد؟ ::
أبداً .. النقد قائم في كل وقت كونه أداة تطوير لا تدمير وطالما أن النقد مازال نقداً ليس به تضخيم ولم يتحول إلى إساءة فهو صالح في كل وقت وكل زمان .. مع التأكيد على أن نقد كل ما يحدث ويطرأ ليس من الحكمة في شئ" .. فليس كل خطأ ينتقد .. ولو تفرغنا لاكتشاف الأخطاء وانتقادها لما بقي لنا وقت للبناء!
:: لماذا أنتقد؟ ::
سؤال مهم يفترض بكل من يرغب ممارسة النقد أن يسأله لنفسه .. هل سينتقد للتطوير؟ أم للتدمير؟ .. يقول الشيخ مبارك عامر بقنه في وصف جميل للهدف الحقيقي من النقد: "الناقد الصادق يتجه نقده إلى صاحب العمل كيف يطوره ويرتقي به دون أن يدمره، فلا يكون هدفه إسقاط الآخرين أو إبراز ذاته من خلال نقده. واعلم أنه من السهل جداً انتقاد الآخرين واكتشاف الأخطاء وإبرازها، ولكن من الصعب بمكان إكمال البناء وإتمام النقص وسد الثغرات"
--
:: الخلاصة ::
النقد أحد فروع النصح .. فكل ناقد هو ناصح ولكن ليس كل ناصح ناقد .. وللنصح آداب متى ما تمسكنا بها كان لكلامنا أثر وقبول .. فإن كان الهدف الإصلاح فقط فلا داعي هناك لـ "عنف المفردات" .. وإن كان الهدف هو الإساءة" والانتقاص من الغير، فليعلم الجميع أننا بشر .. نخطئ ثم نخطئ ثم نخطئ ثم بعد ذلك "قد" نصيب!
والله من وراء القصد
</b></i>