مـحـمـد
Well-Known Member
- إنضم
- 25 يونيو 2008
- المشاركات
- 5,273
- مستوى التفاعل
- 103
- النقاط
- 63
الفصل العاشر
الحال
الحال
تعريفه :
وصف يذكر لبيان هيئة صاحبه عند وقوع الفعل .
نحو : جاء الطفل باكياً .
" باكياً " حال بينت هيئة الطفل عند مجيئه ، وهو صاحب الحال ، والفعل " جاء " عاملها . أي عمل فيها النصب .
104 ـ ومنه قوله تعالى { وألقى السحرة ساجدين }1.
وقوله تعالى { ثم ادعهن يأتينك سعياً }2 . ومنه قول الشاعر :
إنما الميت من يعيش كئيباً كاسفا باله قليل الرجاء
حكمه :
النصب دائما . كما في الأمثلة السابقة .
صاحب الحال :
هو الاسم الذي تبين الحال هيئته . وهو كالتالي :
1 ـ الفاعل : تأتي الحال من الفاعل لتبين هيئته أو حاله .
نحو : جاء الرجل راكباً .
استيقظ الطفل من نومه باكياً .
ومنه قوله تعالى { فخرج منها خائفا }3 .
وقوله تعالى { خروا سجداً }4 .
نلاحظ من الأمثلة السابقة أن الكلمات " راكبا "" باكيا " ، " خائفا " و " سجدا " كل
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 120 الأعراف . 2 ـ 26 البقرة .
3 ـ 21 القصص . 4 ـ 15 السجدة .
منها جاءت حالا مبينة لهيئة الفاعل . سواء أكان
اسما ظاهرا كما في المثال الأول والثاني ، أم ضميرا مستترا كما في المثال الثالث ،
أم ضميرا متصلا كما في المثال الرابع .
2 ـ نائب الفاعل : تأتى الحال لتبين هيئة نائب الفاعل ،
نحو : أُحضر اللص موثوقا بالقيود ، وسِيق المجرم مخفورا بالجنود ،
وقُتل الخائن شنقا .
3 ـ المفعول به : تأتى الحال لتبين هيئة المفعول به نحو : شاهدت محمدا ضاحكا ،
وقابلت خليلا ماشيا ،
ومنه قوله تعالى { وأرسلناك للناس رسولا }1 .
ولا فرق أن يكون المفعول به صريحا كما في الأمثلة السابقة ، أو مجرورا
بالحرف ، نحو : انهض بالكريم عاثرا . أو مجرورا بالإضافة . نحو : يسعدني تكريم الطالب متفوقا .
فصاحب الحال " الكريم " ، و " الطالب " كل منها جاء مجرورا ، الأول بالحرف ،
والثاني بالإضافة إعرابا ، لكنّ كلا منهما مفعول به في المعنى .
4 ـ المفعول المطلق : تأتى الحال لتبين هيئة المفعول المطلق .
نحو : علمت العلم سهلا .
5 ـ المفعول لأجله ، نحو : درست للفائدة مجردة .
6 ـ المفعول فيه ، نحو : أمضيت الليلة كاملة في البحث .
7 ـ الجار والمجرور ، مررت بخليل جالسا .
8 ـ المضاف إليه : لمجيء الحال من المضاف إليه يتطلب واحدا من الشروط الثلاثة الآتية :
1 ـ أن يكون المضاف بعضا من المضاف إليه ،
ـــــــــ
1 ـ 79 النساء .
105 ـ نحو قوله تعالى { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا }1 .
وقوله تعالى { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا }2 .
وسوغ مجيء الحال من المضاف إليه في المثالين السابقين ، كون
المضاف جزءا من المضاف إليه ، " فميتا " حال من أخيه ، وهو مجرور بإضافة اللحم إليه ، وهو جزء منه ، وكذلك الحال في المثال الثاني .
2 ـ أن يكون المضاف كبعض من المضاف إليه من حيث الإسقاط والاستغناء
106 ـ عنه ، نحو قوله تعالى { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا }3 .
" حنيفا " حال من إبراهيم وهو مجرور بإضافته إلى " ملة " التي يمكن الاستغناء عنها دون أن يختل المعنى ، فنقول : اتبع إبراهيم حنيفا .
3 ـ أن يكون المضاف عاملا في الحال . أي أن يكون المضاف مصدرا ، أو وصفا يشبه الفعل مضافين إلى فاعلهما ، أو نائبه ، أو مفعوليهما .
نحو قوله تعالى { إليه مرجعكم جميعا }4 .
" فجميعا " حال من " الكاف والميم " المجرورة بالإضافة إلى " مرجع " ، وهو العامل في الحال ، مع أنه مصدر ، ومصوغ عمله أن المصدر يعمل عمل الفعل .
ومثال الوصف المضاف إلى فاعله : أنت حسن القراءة جاهرةً .
" حسن " صفة مشبهة مضافة إلى فاعلها ، وهو القراءة ، وجاهرة حال من القراءة .
والوصف المضاف إلى نائب فاعله : محمد معصوب العين دامعةً .
واللاعب معلق اليد مكسورةً . " معصوب " ، و " معلق " كل منهما اسم مفعول أضيف إلى نائب الفاعل " عين " ، و " يد " ، و " دامعة " ، و " ومكسورة " حال من العين واليد .
والوصف المضاف إلى مفعوله نحو : أنت ناصر الضعيف محتاجاً . " ناصر " اسم
فاعل أضيف إلى مفعوله وهو " الضعيف " ، " ومحتاجا " حال من الضعيف .
ـــــــــــــ
2 ـ 12 الحجرات . 3 ـ 47 الحجر .
1 ـ 95 آل عمران . 2 ـ 4 يونس .
تعريف صاحب الحال :
هو ما كانت الحال وصفا له في المعنى . نحو : أشرقت السماء صافيةً ،
ونحو : مررت بكل جالساً . فكلمة " الشمس " معرفة بـ " أل " ، وكلمة " كل " معرفة لوجود التنوين ، لأنه عوض عن الكلمة المحذوفة ، والتقدير : مررت بكل الأصدقاء ، فكل معرفة لأنه في الأصل مضاف إلى معرفة ، وهى كلمة الأصدقاء . ومنه قوله تعالى { وكلٌ أتوه ذاخرين }1 .
ومما سبق يتضح أن صاحب الحال يجب أن يكون معرفة ، لأنه محكوم عليه ، والمحكوم عليه يكون معلوما ، كما هو الحال في المبتدأ ، غير أن صاحب الحال قد يأتي نكرة إذا توفرت فيه المسوغات الآتية :
1 ـ أن تتقدم الحال على صاحبها وهو نكرة محضة ،
نحو : حدثني متلعثما طالب .
وجاءني مسرعا رسول .
68 ـ ومنه قول الشاعر :
لمية موحشا طلل يلوح كأنه خِلل
69 ـ ومنه قول الآخر :
وبالجسم منــِّى بيِّنا لو علمته شحوب وأن تستشهدي العين تشهد
" موحشا " حال تقدمت على صاحبها " طلل " ، وهذا مسوغ تنكيره ، وكذلك " بينّا "
فقد وقعت حالا متقدمة على صاحبها " شحوب " مما سوغ تنكيره .
2 ـ أن تكون النكرة عامة يتقدمها نفى أو نهى أو استفهام .
نحو : ما في الحديقة من وردة إلا وهى متفتحة .
ـــــــــــ
1 ـ 87 النمل .
ونحو : ما في البستان من شجر مثمراً .
107 ـ ومنه قوله تعالى { وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم }1 .
ومثال النهى : لا يسلب طالب أخاه مستقوياً .
ونحو : ولا يعتد جار على جاره عنوةً .
70 ـ ومنه قول الشاعر قطري بن الفجاءة :
لا يركننْ أحد إلى الإحجام يوم الوغى متخوفاً لحمام
ومثال الاستفهام : هل حضر تلميذ باكياً ؟
71 ـ ومنه قول الشاعر :
يا صاح هل حُمَّ عيش باقياً فترى لنفسك العذر في إبعادها الأملا
3 ـ أن يكون صاحب الحال نكرة مخصوصة بوصف أو بإضافة أو عمل .
مثال الوصف : جاءني زائر عزيز مسلّماً .
108 ـ ومنه قوله تعالى في بعض القراءات :
{ ولما جاءهم كتابا من عند الله مصدَّقاً }2 .
وقوله تعالى { فيها يُفرَق كل أمر حكيم أمراً من عندنا }3 .
72 ـ ومنه قول الشاعر :
يا ربِّ نجيت نوحا واستجبت له في فلك ماخر في اليم مشحونا
ومثال الإضافة : مرني رجل فضل مستصرخاً .
109 ـ ومنه قوله تعالى { في أربعة أيام سواءً للسائلين }4 .
ومثال العمل : أعجبت للاعبٍ كرةً مبتدئاً . " مبتدئا " حال صاحبها " لاعب " ، وهو
نكرة مخصوصة بالعمل ، " كرة " مفعول به للاعب .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 4 الحجر .
2 ـ 189 البقرة . 3 ـ 4 الدخان .
4 ـ 10 فصلت .
4 ـ أن تكون الحال جملة مقرونة بالواو ، نحو : جاءني مستغيث وهو يصرخ ، 110 ـ ومنه قوله تعالى { أو كالذي مر على قرية وهى خاوية على عروشها }1 .
فوجود الواو في صدر الجملة يرفع توهم أن الجملة نعت للنكرة .
5 ـ أن يكون الوصف بالحال على خلاف الأصل ، كأن تكون الحال جامدة .
نحو : هذا خاتمك حديداً .
6 ـ أن يشترك صاحب الحال النكرة مع صاحب حال معرفة .
نحو : هذا رجل ومحمد منطلقين ، وهؤلاء قوم والشيخ قادمين .
7 ـ وقد يكون صاحب الحال نكرة من غير مسوغ ، وهو قليل ، نحو : وعليه مائة بيضاً ، وفى الحديث : " صلى رسول الله قاعداً ، وصلى وراءه رجال قياماً .
مرتبة الحال مع صاحبها :
الأصل في الحال التأخير ، ولكنها قد تتقدم على صاحبها جوازا ، نحو : جاء راكبا
محمد . وقد أجازوا اتفاقا تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر الزائد ،
نحو : ما جاء راكبا من رجل . أما إذا كان حرف الجر غير زائد ، فقد أجاز البعض ومنع غيرهم ، واستدلوا على جوازه :
111 ـ بقوله تعالى { وما أرسلناك إلا كافة للناس }2 ،
73 ـ ومنه قول الشاعر :
تسليت طراً عنكمُ بعد بينكم بذكراكم حتى كأنكم عندي
ومنه قول الآخر :
مشغوفةً بك قد شغفت وإنما حم الفراق فما إليك سبيل
وحقيقة الأمر أن جواز تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر غير الزائد يكثر في الشعر ، وتخريج الآية الكريمة على أن " كافة " حال من " الكاف " في قوله : أرسلناك ، والتاء في " كافة " للمبالغة ، وليست للتأنيث ، والله أعلم .
ـــــــــــــــ
1 ـ 259 البقرة . 2 ـ 28 سبأ .
وجوب تقدم الحال على صاحبها :
تتقدم الحال على صاحبها وجوبا في عدة مواضع هي :
1 ـ أن يكون صاحب الحال محصورا ، نحو : ما جاء ماشيا إلا محمد ، وما جلس مسرورا إلا
خليل .
2 ـ أن يكون صاحب الحال نكرة ، ولا مسوغ لها إلا تقديم الحال عليه ،
نحو : استيقظ باكيا طفل ، وجاء مسرعا رسول .
3 ـ إذا أضيف صاحب الحال إلى ضمير ما يلابسها ، نحو : وقف يخطب في التلاميذ معلمهم .
وجوب تأخير الحال :
يجب تأخير الحال عن صاحبها في المواضع الآتية :
1 ـ أن يكون صاحب الحال مجرورا بالإضافة ، نحو : علمت مجيء الطالب متأخراً ، وسرني ذهاب أخي مبكراً ، وأفرحني عملك مخلصاً .
2 ـ أن يكون مجرورا بحرف الجر غير الزائد ، نحو : مررت بفاطمة جالسةً ،
ونظرت إلى السماء ملبدةً بالغيوم .
أما إذا كان حرف الجر زائدا جاز تقديم الحال على صاحبها ، كما أسلفنا .
3 ـ أن تكون الحال محصورة ، نحو : ما جاء الرحل إلا راكباً ، وما أزعجني الطفل إلا باكياً .
112 ـ ومنه قوله تعالى { وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين }1 .
4 ـ إذا كانت الحال جملة مقترنة بالواو ، نحو " سافر صديقي وقد طلعت الشمس ، وسطع البدر وقد انتصف الشهر .
ــــــــ
1 ـ 48 الأنعام .
عامل الحال :
تعريفه : هو كل فعل أو " ما عمل عمله " يعمل في صاحب الحال والحال معا .
1 ـ العامل الأصلي :
العامل الأصلي في الحال هو الفعل . نحو : طلع القمر منيرا ، وأشرقت الشمس صافية . فالفعلان " طلع " و " أشرق " كل منهما عمل في صاحب الحال وهو
" القمر و الشمس " كما أن كلا منهما عمل في الحال نفسها " منيرا " ، و " صافيا " .
2 ـ العوامل اللفظية : وهي ما تعمل عمل فعلها وتشمل :
* المصدر الصريح : نحو : أفرحني حضورك مبكراً ، ويعجبني ترتيلك مجوداً ،
وأدهشني نومك متكئاً . فعامل النصب في الحال " مبكرا " هو المصدر " حضور " وقد عمل أيضا في صاحب الحال وهو " الكاف " الضمير المتصل في " حضور "
والواقع مضافا إليه .
ومنه قوله تعالى { إليه مرجعكم جميعاً }1 ،
" فجميعا " حال من الضمير المتصل " كم " في " مرجعكم " ، والعامل فيها وفى صاحبها المصدر " مرجع " .
74 ـ ومنه قول الشاعر مالك بن الريب :
تقول ابنتي إن انطلاقك واحدا إلى الروع يوما تاركي لا أبا ليا
" واحدا " حال ، وصاحبها الضمير المتصل في انطلاقك وهو " الكاف " ، والعامل فيهما المصدر " انطلاق " .
* اسم الفاعل ، نحو : هذا شيخ قارئ قرآنه مُرَتلا ، وهذا رجل عامل عمله متقناً ،
وأواقف محمد خائفاً . " فقارئا وعاملا وخائفا " أسماء فاعلين كل منها عمل في الحال وصاحبه ، الأول عمل في " مرتلا " وصاحبه " قرآنه " ، والثاني في " متقنا " وصاحبه "عمله " والثالث في " خائفا " وصاحبه " محمد " .
ـــــــــــ
1 ـ 4 يونس .
* اسم المفعول ، نحو : وصلتني رسالة مكتوب خطها واضحاً .
العمل في الحال " واضحاً " وعامله " خطها " هو اسم المفعول " مكتوب " .
* الصفة المشبهة ، نحو : العنب حلو مذاقه ناضجاً .
العامل في الحال " ناضجا " ، وصاحبها " مذاقه " هو الصفة المشبهة " حلو " .
* اسم الفعل ، نحو : نَزَالِ مسرعاً ، وصَهْ ساكتاً .
" فمسرعا " ، و" ساكتا " كل منهما حال العامل فيها وفى صاحبها الضمير المستتر ، اسم الفعل " نزال " ، و" صه " .
3 ـ العوامل اللفظية : وهى التي تحمل معنى الفعل دون حروفه .
* اسم الإشارة ، نحو : هذا أخي قادماً ،
113 ـ وقوله تعالى { أن هذه أمتكم أمة واحدة }1.
ومنه قوله تعالى { وهذا بعلي شيخا }2 .
وقوله تعالى { فتلك بيوتهم خاوية بماظلموا }3 .
العامل في الأحوال السابقة وهى "
قادما " ، " أمة " ، " شيخا " ، و " خاوية " هو اسم الإشارة " هذا " في الأمثلة الثلاثة الأُول ، و " تلك " في المثال الرابع .
* شبه الجملة ، الظرف : نحو : محمد معك جالسا ، وعلي عندك قائما .
العامل في الحالين السابقتين " جالسا وقائما " كل من الظرف " معك وعندك " لأن شبه الجملة تتعلق بمتعلق أصله الفعل ، فهو متضمن معناه . أي بمعنى استقر .
* الجار والمجرور ، نحو : المال لك وحدك ، والقصيدة في عقلك واضحةً .
الحال في المثالين السابقين " وحدك و واضحة " وعاملها " لك و في عقلك " .
*حرف التشبيه كأن ، نحو : كأن الفارسَ مقبلاً أسدٌ ، وكأن خالداً البدرُ طالعاً.
ــــــــــــ
1 ـ 92 الأنبياء . 2 ـ 72 هود .
3 ـ52 النمل .
75 ـ ومنه قول الشاعر :
كأن قلوبَ الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العناب والحشف البالي
العامل في الأحوال السابقة وهى " مقبلا و طالعا و ورطبا " حرف التشبيه " كأن " لأنه يتضمن معنى الفعل " أشبه " .
* حرف التمني ليت ، نحو : ليت المواطنَ قوياً يساعد الضعفاء ، وليت هذا أخي
مغامراً وليت الشجاعةَ دائماً فينا . العامل في الأحوال السابقة وهى " قويا و مغامرا و دائما " هو حرف التمني " ليت " لأنه يتضمن معنى الفعل " تمنى " .
* حرف الترجي لعل ، نحو : لعل هذا المتسابق فائزا ، ولعلك مدعيا على حق .
العامل في الحال " فائزا و مدعيا " هو حرف الترجي " لعل " لأنه تضمن معنى الفعل أترجى .
*الاستفهام ، نحو : ما بك مسرعاً ؟ وكيف أنت واقفاً ؟
114 ـ ومنه قوله تعالى : { فما لهم عن التذكرة معرضين }1 .
العامل في الأحوال السابقة وهى " مسرعا ، واقفا ، ومعرضين " هو أداة الاستفهام " ما " في المثالين الأول والثالث ، و " كيف "
في المثال الثاني ، لأن كلا منهما تضمن معنى الفعل أسأل أو أستفسر .
* حرف التنبيه ، نحو : ها هو ذا والدي قادماً ، وها هو ذا أحمد جالساً . العامل في
الحال " قادما وجالسا " هو حرف التنبيه " ها " لأنه بمعنى الفعل أنبهك .
* حرف النداء ، نحو : يا أيها المسكين مرثيَّاً لحاله ، ويا أيها المفقود مبكيَّاً عليه .
العامل في الحال " مرثيا ومبكيا " هو حرف النداء " يا " لأنه يتضمن معنى الفعل أنادي .
ـــــــــــــــ
1 ـ 49 المدثر .
مرتبة الحال مع عاملها :
للحال مع عاملها من حيث التقديم والتأخير ثلاثة أحوال كالتالي :
أولا ـ جواز التأخير والتقديم :
1 ـ إذا كان العامل فعلا متصرفا ، نحو : مثلجا لا تشرب الماء ، وفجَّا لا تأكل
التين ، وراكبا جاء صديقي ، وباكيا استيقظ الطفل .
115 ـ ومنه قوله تعالى :{ خشعا أبصارهم يخرجون }1 .
2 ـ إذا كان العامل وصفا يشبه الفعل المتصرف .
كاسم الفاعل : نحو : مسرعاً اللاعبُ منطلقٌ .
أو اسم المفعول ، نحو : واقفاً اللصُ مجلودٌ .
أو الصفة المشبهة .
76 ـ كقول الشاعر يزيد بن مفرغ :
عدس ما لعباد عليك إمارة أمنتِ وهذا تحملين طليق
فجملة تحملين في محل نصب على الحال ، وعاملها " طليق " ، وهو صفة مشبهة .
ومما تجدر ملاحظته من الأمثلة السابقة أن الأحوال الواردة فيها يجوز تأخيرها كما يجوز تقديمها ، فنقول لا تشرب الماء مثلجا ، وقس عليه .
فائدة :
إذا كان العامل في الحال فعلا جامدا أو صفة تشبه الفعل الجامد ، وهى اسم التفضيل ، أو معنى الفعل دون حروفه ، فلا يجوز تقديم الحال عليه ، وإنما يجب
تأخيرها ، نحو : ما أجمل البدر منيراً ، وما أعظم محمدا منشداً .
ونحو : أخوك أمهر المتسابقين فارساً ، ومحمد أفضل القارئين مرتلاً .
ونحو : كأن يوسف زاحفاً أسدٌ ، ولعل أخاك عائداً فائزٌ .
ـــــــــــــــ
1 ـ 7 القمر .
ي ت ب ع >>>