-*-*-*- مـوسـوعـة الـنـحـو والإعـراب -*-*-*-

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل العاشر
الحال

تعريفه :
وصف يذكر لبيان هيئة صاحبه عند وقوع الفعل .
نحو : جاء الطفل باكياً .
" باكياً " حال بينت هيئة الطفل عند مجيئه ، وهو صاحب الحال ، والفعل " جاء " عاملها . أي عمل فيها النصب .
104 ـ ومنه قوله تعالى { وألقى السحرة ساجدين }1.
وقوله تعالى { ثم ادعهن يأتينك سعياً }2 . ومنه قول الشاعر :
إنما الميت من يعيش كئيباً كاسفا باله قليل الرجاء
حكمه :
النصب دائما . كما في الأمثلة السابقة .
صاحب الحال :
هو الاسم الذي تبين الحال هيئته . وهو كالتالي :
1 ـ الفاعل : تأتي الحال من الفاعل لتبين هيئته أو حاله .
نحو : جاء الرجل راكباً .
استيقظ الطفل من نومه باكياً .
ومنه قوله تعالى { فخرج منها خائفا }3 .
وقوله تعالى { خروا سجداً }4 .
نلاحظ من الأمثلة السابقة أن الكلمات " راكبا "" باكيا " ، " خائفا " و " سجدا " كل
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 120 الأعراف . 2 ـ 26 البقرة .
3 ـ 21 القصص . 4 ـ 15 السجدة .

منها جاءت حالا مبينة لهيئة الفاعل . سواء أكان
اسما ظاهرا كما في المثال الأول والثاني ، أم ضميرا مستترا كما في المثال الثالث ،
أم ضميرا متصلا كما في المثال الرابع .
2 ـ نائب الفاعل : تأتى الحال لتبين هيئة نائب الفاعل ،
نحو : أُحضر اللص موثوقا بالقيود ، وسِيق المجرم مخفورا بالجنود ،
وقُتل الخائن شنقا .
3 ـ المفعول به : تأتى الحال لتبين هيئة المفعول به نحو : شاهدت محمدا ضاحكا ،
وقابلت خليلا ماشيا ،
ومنه قوله تعالى { وأرسلناك للناس رسولا }1 .
ولا فرق أن يكون المفعول به صريحا كما في الأمثلة السابقة ، أو مجرورا
بالحرف ، نحو : انهض بالكريم عاثرا . أو مجرورا بالإضافة . نحو : يسعدني تكريم الطالب متفوقا .
فصاحب الحال " الكريم " ، و " الطالب " كل منها جاء مجرورا ، الأول بالحرف ،
والثاني بالإضافة إعرابا ، لكنّ كلا منهما مفعول به في المعنى .
4 ـ المفعول المطلق : تأتى الحال لتبين هيئة المفعول المطلق .
نحو : علمت العلم سهلا .
5 ـ المفعول لأجله ، نحو : درست للفائدة مجردة .
6 ـ المفعول فيه ، نحو : أمضيت الليلة كاملة في البحث .
7 ـ الجار والمجرور ، مررت بخليل جالسا .
8 ـ المضاف إليه : لمجيء الحال من المضاف إليه يتطلب واحدا من الشروط الثلاثة الآتية :
1 ـ أن يكون المضاف بعضا من المضاف إليه ،
ـــــــــ
1 ـ 79 النساء .

105 ـ نحو قوله تعالى { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا }1 .
وقوله تعالى { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا }2 .
وسوغ مجيء الحال من المضاف إليه في المثالين السابقين ، كون
المضاف جزءا من المضاف إليه ، " فميتا " حال من أخيه ، وهو مجرور بإضافة اللحم إليه ، وهو جزء منه ، وكذلك الحال في المثال الثاني .
2 ـ أن يكون المضاف كبعض من المضاف إليه من حيث الإسقاط والاستغناء
106 ـ عنه ، نحو قوله تعالى { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا }3 .
" حنيفا " حال من إبراهيم وهو مجرور بإضافته إلى " ملة " التي يمكن الاستغناء عنها دون أن يختل المعنى ، فنقول : اتبع إبراهيم حنيفا .
3 ـ أن يكون المضاف عاملا في الحال . أي أن يكون المضاف مصدرا ، أو وصفا يشبه الفعل مضافين إلى فاعلهما ، أو نائبه ، أو مفعوليهما .
نحو قوله تعالى { إليه مرجعكم جميعا }4 .
" فجميعا " حال من " الكاف والميم " المجرورة بالإضافة إلى " مرجع " ، وهو العامل في الحال ، مع أنه مصدر ، ومصوغ عمله أن المصدر يعمل عمل الفعل .
ومثال الوصف المضاف إلى فاعله : أنت حسن القراءة جاهرةً .
" حسن " صفة مشبهة مضافة إلى فاعلها ، وهو القراءة ، وجاهرة حال من القراءة .
والوصف المضاف إلى نائب فاعله : محمد معصوب العين دامعةً .
واللاعب معلق اليد مكسورةً . " معصوب " ، و " معلق " كل منهما اسم مفعول أضيف إلى نائب الفاعل " عين " ، و " يد " ، و " دامعة " ، و " ومكسورة " حال من العين واليد .
والوصف المضاف إلى مفعوله نحو : أنت ناصر الضعيف محتاجاً . " ناصر " اسم
فاعل أضيف إلى مفعوله وهو " الضعيف " ، " ومحتاجا " حال من الضعيف .
ـــــــــــــ
2 ـ 12 الحجرات . 3 ـ 47 الحجر .
1 ـ 95 آل عمران . 2 ـ 4 يونس .

تعريف صاحب الحال :
هو ما كانت الحال وصفا له في المعنى . نحو : أشرقت السماء صافيةً ،
ونحو : مررت بكل جالساً . فكلمة " الشمس " معرفة بـ " أل " ، وكلمة " كل " معرفة لوجود التنوين ، لأنه عوض عن الكلمة المحذوفة ، والتقدير : مررت بكل الأصدقاء ، فكل معرفة لأنه في الأصل مضاف إلى معرفة ، وهى كلمة الأصدقاء . ومنه قوله تعالى { وكلٌ أتوه ذاخرين }1 .
ومما سبق يتضح أن صاحب الحال يجب أن يكون معرفة ، لأنه محكوم عليه ، والمحكوم عليه يكون معلوما ، كما هو الحال في المبتدأ ، غير أن صاحب الحال قد يأتي نكرة إذا توفرت فيه المسوغات الآتية :
1 ـ أن تتقدم الحال على صاحبها وهو نكرة محضة ،
نحو : حدثني متلعثما طالب .
وجاءني مسرعا رسول .
68 ـ ومنه قول الشاعر :
لمية موحشا طلل يلوح كأنه خِلل
69 ـ ومنه قول الآخر :
وبالجسم منــِّى بيِّنا لو علمته شحوب وأن تستشهدي العين تشهد
" موحشا " حال تقدمت على صاحبها " طلل " ، وهذا مسوغ تنكيره ، وكذلك " بينّا "
فقد وقعت حالا متقدمة على صاحبها " شحوب " مما سوغ تنكيره .
2 ـ أن تكون النكرة عامة يتقدمها نفى أو نهى أو استفهام .
نحو : ما في الحديقة من وردة إلا وهى متفتحة .
ـــــــــــ
1 ـ 87 النمل .

ونحو : ما في البستان من شجر مثمراً .
107 ـ ومنه قوله تعالى { وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم }1 .
ومثال النهى : لا يسلب طالب أخاه مستقوياً .
ونحو : ولا يعتد جار على جاره عنوةً .
70 ـ ومنه قول الشاعر قطري بن الفجاءة :
لا يركننْ أحد إلى الإحجام يوم الوغى متخوفاً لحمام
ومثال الاستفهام : هل حضر تلميذ باكياً ؟
71 ـ ومنه قول الشاعر :
يا صاح هل حُمَّ عيش باقياً فترى لنفسك العذر في إبعادها الأملا
3 ـ أن يكون صاحب الحال نكرة مخصوصة بوصف أو بإضافة أو عمل .
مثال الوصف : جاءني زائر عزيز مسلّماً .
108 ـ ومنه قوله تعالى في بعض القراءات :
{ ولما جاءهم كتابا من عند الله مصدَّقاً }2 .
وقوله تعالى { فيها يُفرَق كل أمر حكيم أمراً من عندنا }3 .
72 ـ ومنه قول الشاعر :
يا ربِّ نجيت نوحا واستجبت له في فلك ماخر في اليم مشحونا
ومثال الإضافة : مرني رجل فضل مستصرخاً .
109 ـ ومنه قوله تعالى { في أربعة أيام سواءً للسائلين }4 .
ومثال العمل : أعجبت للاعبٍ كرةً مبتدئاً . " مبتدئا " حال صاحبها " لاعب " ، وهو
نكرة مخصوصة بالعمل ، " كرة " مفعول به للاعب .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 4 الحجر .
2 ـ 189 البقرة . 3 ـ 4 الدخان .
4 ـ 10 فصلت .

4 ـ أن تكون الحال جملة مقرونة بالواو ، نحو : جاءني مستغيث وهو يصرخ ، 110 ـ ومنه قوله تعالى { أو كالذي مر على قرية وهى خاوية على عروشها }1 .
فوجود الواو في صدر الجملة يرفع توهم أن الجملة نعت للنكرة .
5 ـ أن يكون الوصف بالحال على خلاف الأصل ، كأن تكون الحال جامدة .
نحو : هذا خاتمك حديداً .
6 ـ أن يشترك صاحب الحال النكرة مع صاحب حال معرفة .
نحو : هذا رجل ومحمد منطلقين ، وهؤلاء قوم والشيخ قادمين .
7 ـ وقد يكون صاحب الحال نكرة من غير مسوغ ، وهو قليل ، نحو : وعليه مائة بيضاً ، وفى الحديث : " صلى رسول الله قاعداً ، وصلى وراءه رجال قياماً .
مرتبة الحال مع صاحبها :
الأصل في الحال التأخير ، ولكنها قد تتقدم على صاحبها جوازا ، نحو : جاء راكبا
محمد . وقد أجازوا اتفاقا تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر الزائد ،
نحو : ما جاء راكبا من رجل . أما إذا كان حرف الجر غير زائد ، فقد أجاز البعض ومنع غيرهم ، واستدلوا على جوازه :
111 ـ بقوله تعالى { وما أرسلناك إلا كافة للناس }2 ،
73 ـ ومنه قول الشاعر :
تسليت طراً عنكمُ بعد بينكم بذكراكم حتى كأنكم عندي
ومنه قول الآخر :
مشغوفةً بك قد شغفت وإنما حم الفراق فما إليك سبيل
وحقيقة الأمر أن جواز تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر غير الزائد يكثر في الشعر ، وتخريج الآية الكريمة على أن " كافة " حال من " الكاف " في قوله : أرسلناك ، والتاء في " كافة " للمبالغة ، وليست للتأنيث ، والله أعلم .
ـــــــــــــــ
1 ـ 259 البقرة . 2 ـ 28 سبأ .

وجوب تقدم الحال على صاحبها :
تتقدم الحال على صاحبها وجوبا في عدة مواضع هي :
1 ـ أن يكون صاحب الحال محصورا ، نحو : ما جاء ماشيا إلا محمد ، وما جلس مسرورا إلا
خليل .
2 ـ أن يكون صاحب الحال نكرة ، ولا مسوغ لها إلا تقديم الحال عليه ،
نحو : استيقظ باكيا طفل ، وجاء مسرعا رسول .
3 ـ إذا أضيف صاحب الحال إلى ضمير ما يلابسها ، نحو : وقف يخطب في التلاميذ معلمهم .

وجوب تأخير الحال :
يجب تأخير الحال عن صاحبها في المواضع الآتية :
1 ـ أن يكون صاحب الحال مجرورا بالإضافة ، نحو : علمت مجيء الطالب متأخراً ، وسرني ذهاب أخي مبكراً ، وأفرحني عملك مخلصاً .
2 ـ أن يكون مجرورا بحرف الجر غير الزائد ، نحو : مررت بفاطمة جالسةً ،
ونظرت إلى السماء ملبدةً بالغيوم .
أما إذا كان حرف الجر زائدا جاز تقديم الحال على صاحبها ، كما أسلفنا .
3 ـ أن تكون الحال محصورة ، نحو : ما جاء الرحل إلا راكباً ، وما أزعجني الطفل إلا باكياً .
112 ـ ومنه قوله تعالى { وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين }1 .
4 ـ إذا كانت الحال جملة مقترنة بالواو ، نحو " سافر صديقي وقد طلعت الشمس ، وسطع البدر وقد انتصف الشهر .
ــــــــ
1 ـ 48 الأنعام .

عامل الحال :
تعريفه : هو كل فعل أو " ما عمل عمله " يعمل في صاحب الحال والحال معا .
1 ـ العامل الأصلي :
العامل الأصلي في الحال هو الفعل . نحو : طلع القمر منيرا ، وأشرقت الشمس صافية . فالفعلان " طلع " و " أشرق " كل منهما عمل في صاحب الحال وهو
" القمر و الشمس " كما أن كلا منهما عمل في الحال نفسها " منيرا " ، و " صافيا " .
2 ـ العوامل اللفظية : وهي ما تعمل عمل فعلها وتشمل :
* المصدر الصريح : نحو : أفرحني حضورك مبكراً ، ويعجبني ترتيلك مجوداً ،
وأدهشني نومك متكئاً . فعامل النصب في الحال " مبكرا " هو المصدر " حضور " وقد عمل أيضا في صاحب الحال وهو " الكاف " الضمير المتصل في " حضور "
والواقع مضافا إليه .
ومنه قوله تعالى { إليه مرجعكم جميعاً }1 ،
" فجميعا " حال من الضمير المتصل " كم " في " مرجعكم " ، والعامل فيها وفى صاحبها المصدر " مرجع " .
74 ـ ومنه قول الشاعر مالك بن الريب :
تقول ابنتي إن انطلاقك واحدا إلى الروع يوما تاركي لا أبا ليا
" واحدا " حال ، وصاحبها الضمير المتصل في انطلاقك وهو " الكاف " ، والعامل فيهما المصدر " انطلاق " .
* اسم الفاعل ، نحو : هذا شيخ قارئ قرآنه مُرَتلا ، وهذا رجل عامل عمله متقناً ،
وأواقف محمد خائفاً . " فقارئا وعاملا وخائفا " أسماء فاعلين كل منها عمل في الحال وصاحبه ، الأول عمل في " مرتلا " وصاحبه " قرآنه " ، والثاني في " متقنا " وصاحبه "عمله " والثالث في " خائفا " وصاحبه " محمد " .
ـــــــــــ
1 ـ 4 يونس .

* اسم المفعول ، نحو : وصلتني رسالة مكتوب خطها واضحاً .
العمل في الحال " واضحاً " وعامله " خطها " هو اسم المفعول " مكتوب " .
* الصفة المشبهة ، نحو : العنب حلو مذاقه ناضجاً .
العامل في الحال " ناضجا " ، وصاحبها " مذاقه " هو الصفة المشبهة " حلو " .
* اسم الفعل ، نحو : نَزَالِ مسرعاً ، وصَهْ ساكتاً .
" فمسرعا " ، و" ساكتا " كل منهما حال العامل فيها وفى صاحبها الضمير المستتر ، اسم الفعل " نزال " ، و" صه " .
3 ـ العوامل اللفظية : وهى التي تحمل معنى الفعل دون حروفه .
* اسم الإشارة ، نحو : هذا أخي قادماً ،
113 ـ وقوله تعالى { أن هذه أمتكم أمة واحدة }1.
ومنه قوله تعالى { وهذا بعلي شيخا }2 .
وقوله تعالى { فتلك بيوتهم خاوية بماظلموا }3 .
العامل في الأحوال السابقة وهى "
قادما " ، " أمة " ، " شيخا " ، و " خاوية " هو اسم الإشارة " هذا " في الأمثلة الثلاثة الأُول ، و " تلك " في المثال الرابع .
* شبه الجملة ، الظرف : نحو : محمد معك جالسا ، وعلي عندك قائما .
العامل في الحالين السابقتين " جالسا وقائما " كل من الظرف " معك وعندك " لأن شبه الجملة تتعلق بمتعلق أصله الفعل ، فهو متضمن معناه . أي بمعنى استقر .
* الجار والمجرور ، نحو : المال لك وحدك ، والقصيدة في عقلك واضحةً .
الحال في المثالين السابقين " وحدك و واضحة " وعاملها " لك و في عقلك " .
*حرف التشبيه كأن ، نحو : كأن الفارسَ مقبلاً أسدٌ ، وكأن خالداً البدرُ طالعاً.
ــــــــــــ
1 ـ 92 الأنبياء . 2 ـ 72 هود .
3 ـ52 النمل .

75 ـ ومنه قول الشاعر :
كأن قلوبَ الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العناب والحشف البالي
العامل في الأحوال السابقة وهى " مقبلا و طالعا و ورطبا " حرف التشبيه " كأن " لأنه يتضمن معنى الفعل " أشبه " .
* حرف التمني ليت ، نحو : ليت المواطنَ قوياً يساعد الضعفاء ، وليت هذا أخي
مغامراً وليت الشجاعةَ دائماً فينا . العامل في الأحوال السابقة وهى " قويا و مغامرا و دائما " هو حرف التمني " ليت " لأنه يتضمن معنى الفعل " تمنى " .
* حرف الترجي لعل ، نحو : لعل هذا المتسابق فائزا ، ولعلك مدعيا على حق .
العامل في الحال " فائزا و مدعيا " هو حرف الترجي " لعل " لأنه تضمن معنى الفعل أترجى .
*الاستفهام ، نحو : ما بك مسرعاً ؟ وكيف أنت واقفاً ؟
114 ـ ومنه قوله تعالى : { فما لهم عن التذكرة معرضين }1 .
العامل في الأحوال السابقة وهى " مسرعا ، واقفا ، ومعرضين " هو أداة الاستفهام " ما " في المثالين الأول والثالث ، و " كيف "
في المثال الثاني ، لأن كلا منهما تضمن معنى الفعل أسأل أو أستفسر .
* حرف التنبيه ، نحو : ها هو ذا والدي قادماً ، وها هو ذا أحمد جالساً . العامل في
الحال " قادما وجالسا " هو حرف التنبيه " ها " لأنه بمعنى الفعل أنبهك .
* حرف النداء ، نحو : يا أيها المسكين مرثيَّاً لحاله ، ويا أيها المفقود مبكيَّاً عليه .
العامل في الحال " مرثيا ومبكيا " هو حرف النداء " يا " لأنه يتضمن معنى الفعل أنادي .
ـــــــــــــــ
1 ـ 49 المدثر .

مرتبة الحال مع عاملها :
للحال مع عاملها من حيث التقديم والتأخير ثلاثة أحوال كالتالي :
أولا ـ جواز التأخير والتقديم :
1 ـ إذا كان العامل فعلا متصرفا ، نحو : مثلجا لا تشرب الماء ، وفجَّا لا تأكل
التين ، وراكبا جاء صديقي ، وباكيا استيقظ الطفل .
115 ـ ومنه قوله تعالى :{ خشعا أبصارهم يخرجون }1 .
2 ـ إذا كان العامل وصفا يشبه الفعل المتصرف .
كاسم الفاعل : نحو : مسرعاً اللاعبُ منطلقٌ .
أو اسم المفعول ، نحو : واقفاً اللصُ مجلودٌ .
أو الصفة المشبهة .
76 ـ كقول الشاعر يزيد بن مفرغ :
عدس ما لعباد عليك إمارة أمنتِ وهذا تحملين طليق
فجملة تحملين في محل نصب على الحال ، وعاملها " طليق " ، وهو صفة مشبهة .
ومما تجدر ملاحظته من الأمثلة السابقة أن الأحوال الواردة فيها يجوز تأخيرها كما يجوز تقديمها ، فنقول لا تشرب الماء مثلجا ، وقس عليه .
فائدة :
إذا كان العامل في الحال فعلا جامدا أو صفة تشبه الفعل الجامد ، وهى اسم التفضيل ، أو معنى الفعل دون حروفه ، فلا يجوز تقديم الحال عليه ، وإنما يجب
تأخيرها ، نحو : ما أجمل البدر منيراً ، وما أعظم محمدا منشداً .
ونحو : أخوك أمهر المتسابقين فارساً ، ومحمد أفضل القارئين مرتلاً .
ونحو : كأن يوسف زاحفاً أسدٌ ، ولعل أخاك عائداً فائزٌ .
ـــــــــــــــ
1 ـ 7 القمر .
ي ت ب ع >>>
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل العاشر
الحال

تعريفه :
وصف يذكر لبيان هيئة صاحبه عند وقوع الفعل .
نحو : جاء الطفل باكياً .
" باكياً " حال بينت هيئة الطفل عند مجيئه ، وهو صاحب الحال ، والفعل " جاء " عاملها . أي عمل فيها النصب .
104 ـ ومنه قوله تعالى { وألقى السحرة ساجدين }1.
وقوله تعالى { ثم ادعهن يأتينك سعياً }2 . ومنه قول الشاعر :
إنما الميت من يعيش كئيباً كاسفا باله قليل الرجاء
حكمه :
النصب دائما . كما في الأمثلة السابقة .
صاحب الحال :
هو الاسم الذي تبين الحال هيئته . وهو كالتالي :
1 ـ الفاعل : تأتي الحال من الفاعل لتبين هيئته أو حاله .
نحو : جاء الرجل راكباً .
استيقظ الطفل من نومه باكياً .
ومنه قوله تعالى { فخرج منها خائفا }3 .
وقوله تعالى { خروا سجداً }4 .
نلاحظ من الأمثلة السابقة أن الكلمات " راكبا "" باكيا " ، " خائفا " و " سجدا " كل
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 120 الأعراف . 2 ـ 26 البقرة .
3 ـ 21 القصص . 4 ـ 15 السجدة .

منها جاءت حالا مبينة لهيئة الفاعل . سواء أكان
اسما ظاهرا كما في المثال الأول والثاني ، أم ضميرا مستترا كما في المثال الثالث ،
أم ضميرا متصلا كما في المثال الرابع .
2 ـ نائب الفاعل : تأتى الحال لتبين هيئة نائب الفاعل ،
نحو : أُحضر اللص موثوقا بالقيود ، وسِيق المجرم مخفورا بالجنود ،
وقُتل الخائن شنقا .
3 ـ المفعول به : تأتى الحال لتبين هيئة المفعول به نحو : شاهدت محمدا ضاحكا ،
وقابلت خليلا ماشيا ،
ومنه قوله تعالى { وأرسلناك للناس رسولا }1 .
ولا فرق أن يكون المفعول به صريحا كما في الأمثلة السابقة ، أو مجرورا
بالحرف ، نحو : انهض بالكريم عاثرا . أو مجرورا بالإضافة . نحو : يسعدني تكريم الطالب متفوقا .
فصاحب الحال " الكريم " ، و " الطالب " كل منها جاء مجرورا ، الأول بالحرف ،
والثاني بالإضافة إعرابا ، لكنّ كلا منهما مفعول به في المعنى .
4 ـ المفعول المطلق : تأتى الحال لتبين هيئة المفعول المطلق .
نحو : علمت العلم سهلا .
5 ـ المفعول لأجله ، نحو : درست للفائدة مجردة .
6 ـ المفعول فيه ، نحو : أمضيت الليلة كاملة في البحث .
7 ـ الجار والمجرور ، مررت بخليل جالسا .
8 ـ المضاف إليه : لمجيء الحال من المضاف إليه يتطلب واحدا من الشروط الثلاثة الآتية :
1 ـ أن يكون المضاف بعضا من المضاف إليه ،
ـــــــــ
1 ـ 79 النساء .

105 ـ نحو قوله تعالى { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا }1 .
وقوله تعالى { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا }2 .
وسوغ مجيء الحال من المضاف إليه في المثالين السابقين ، كون
المضاف جزءا من المضاف إليه ، " فميتا " حال من أخيه ، وهو مجرور بإضافة اللحم إليه ، وهو جزء منه ، وكذلك الحال في المثال الثاني .
2 ـ أن يكون المضاف كبعض من المضاف إليه من حيث الإسقاط والاستغناء
106 ـ عنه ، نحو قوله تعالى { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا }3 .
" حنيفا " حال من إبراهيم وهو مجرور بإضافته إلى " ملة " التي يمكن الاستغناء عنها دون أن يختل المعنى ، فنقول : اتبع إبراهيم حنيفا .
3 ـ أن يكون المضاف عاملا في الحال . أي أن يكون المضاف مصدرا ، أو وصفا يشبه الفعل مضافين إلى فاعلهما ، أو نائبه ، أو مفعوليهما .
نحو قوله تعالى { إليه مرجعكم جميعا }4 .
" فجميعا " حال من " الكاف والميم " المجرورة بالإضافة إلى " مرجع " ، وهو العامل في الحال ، مع أنه مصدر ، ومصوغ عمله أن المصدر يعمل عمل الفعل .
ومثال الوصف المضاف إلى فاعله : أنت حسن القراءة جاهرةً .
" حسن " صفة مشبهة مضافة إلى فاعلها ، وهو القراءة ، وجاهرة حال من القراءة .
والوصف المضاف إلى نائب فاعله : محمد معصوب العين دامعةً .
واللاعب معلق اليد مكسورةً . " معصوب " ، و " معلق " كل منهما اسم مفعول أضيف إلى نائب الفاعل " عين " ، و " يد " ، و " دامعة " ، و " ومكسورة " حال من العين واليد .
والوصف المضاف إلى مفعوله نحو : أنت ناصر الضعيف محتاجاً . " ناصر " اسم
فاعل أضيف إلى مفعوله وهو " الضعيف " ، " ومحتاجا " حال من الضعيف .
ـــــــــــــ
2 ـ 12 الحجرات . 3 ـ 47 الحجر .
1 ـ 95 آل عمران . 2 ـ 4 يونس .

تعريف صاحب الحال :
هو ما كانت الحال وصفا له في المعنى . نحو : أشرقت السماء صافيةً ،
ونحو : مررت بكل جالساً . فكلمة " الشمس " معرفة بـ " أل " ، وكلمة " كل " معرفة لوجود التنوين ، لأنه عوض عن الكلمة المحذوفة ، والتقدير : مررت بكل الأصدقاء ، فكل معرفة لأنه في الأصل مضاف إلى معرفة ، وهى كلمة الأصدقاء . ومنه قوله تعالى { وكلٌ أتوه ذاخرين }1 .
ومما سبق يتضح أن صاحب الحال يجب أن يكون معرفة ، لأنه محكوم عليه ، والمحكوم عليه يكون معلوما ، كما هو الحال في المبتدأ ، غير أن صاحب الحال قد يأتي نكرة إذا توفرت فيه المسوغات الآتية :
1 ـ أن تتقدم الحال على صاحبها وهو نكرة محضة ،
نحو : حدثني متلعثما طالب .
وجاءني مسرعا رسول .
68 ـ ومنه قول الشاعر :
لمية موحشا طلل يلوح كأنه خِلل
69 ـ ومنه قول الآخر :
وبالجسم منــِّى بيِّنا لو علمته شحوب وأن تستشهدي العين تشهد
" موحشا " حال تقدمت على صاحبها " طلل " ، وهذا مسوغ تنكيره ، وكذلك " بينّا "
فقد وقعت حالا متقدمة على صاحبها " شحوب " مما سوغ تنكيره .
2 ـ أن تكون النكرة عامة يتقدمها نفى أو نهى أو استفهام .
نحو : ما في الحديقة من وردة إلا وهى متفتحة .
ـــــــــــ
1 ـ 87 النمل .

ونحو : ما في البستان من شجر مثمراً .
107 ـ ومنه قوله تعالى { وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم }1 .
ومثال النهى : لا يسلب طالب أخاه مستقوياً .
ونحو : ولا يعتد جار على جاره عنوةً .
70 ـ ومنه قول الشاعر قطري بن الفجاءة :
لا يركننْ أحد إلى الإحجام يوم الوغى متخوفاً لحمام
ومثال الاستفهام : هل حضر تلميذ باكياً ؟
71 ـ ومنه قول الشاعر :
يا صاح هل حُمَّ عيش باقياً فترى لنفسك العذر في إبعادها الأملا
3 ـ أن يكون صاحب الحال نكرة مخصوصة بوصف أو بإضافة أو عمل .
مثال الوصف : جاءني زائر عزيز مسلّماً .
108 ـ ومنه قوله تعالى في بعض القراءات :
{ ولما جاءهم كتابا من عند الله مصدَّقاً }2 .
وقوله تعالى { فيها يُفرَق كل أمر حكيم أمراً من عندنا }3 .
72 ـ ومنه قول الشاعر :
يا ربِّ نجيت نوحا واستجبت له في فلك ماخر في اليم مشحونا
ومثال الإضافة : مرني رجل فضل مستصرخاً .
109 ـ ومنه قوله تعالى { في أربعة أيام سواءً للسائلين }4 .
ومثال العمل : أعجبت للاعبٍ كرةً مبتدئاً . " مبتدئا " حال صاحبها " لاعب " ، وهو
نكرة مخصوصة بالعمل ، " كرة " مفعول به للاعب .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 4 الحجر .
2 ـ 189 البقرة . 3 ـ 4 الدخان .
4 ـ 10 فصلت .

4 ـ أن تكون الحال جملة مقرونة بالواو ، نحو : جاءني مستغيث وهو يصرخ ، 110 ـ ومنه قوله تعالى { أو كالذي مر على قرية وهى خاوية على عروشها }1 .
فوجود الواو في صدر الجملة يرفع توهم أن الجملة نعت للنكرة .
5 ـ أن يكون الوصف بالحال على خلاف الأصل ، كأن تكون الحال جامدة .
نحو : هذا خاتمك حديداً .
6 ـ أن يشترك صاحب الحال النكرة مع صاحب حال معرفة .
نحو : هذا رجل ومحمد منطلقين ، وهؤلاء قوم والشيخ قادمين .
7 ـ وقد يكون صاحب الحال نكرة من غير مسوغ ، وهو قليل ، نحو : وعليه مائة بيضاً ، وفى الحديث : " صلى رسول الله قاعداً ، وصلى وراءه رجال قياماً .
مرتبة الحال مع صاحبها :
الأصل في الحال التأخير ، ولكنها قد تتقدم على صاحبها جوازا ، نحو : جاء راكبا
محمد . وقد أجازوا اتفاقا تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر الزائد ،
نحو : ما جاء راكبا من رجل . أما إذا كان حرف الجر غير زائد ، فقد أجاز البعض ومنع غيرهم ، واستدلوا على جوازه :
111 ـ بقوله تعالى { وما أرسلناك إلا كافة للناس }2 ،
73 ـ ومنه قول الشاعر :
تسليت طراً عنكمُ بعد بينكم بذكراكم حتى كأنكم عندي
ومنه قول الآخر :
مشغوفةً بك قد شغفت وإنما حم الفراق فما إليك سبيل
وحقيقة الأمر أن جواز تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر غير الزائد يكثر في الشعر ، وتخريج الآية الكريمة على أن " كافة " حال من " الكاف " في قوله : أرسلناك ، والتاء في " كافة " للمبالغة ، وليست للتأنيث ، والله أعلم .
ـــــــــــــــ
1 ـ 259 البقرة . 2 ـ 28 سبأ .

وجوب تقدم الحال على صاحبها :
تتقدم الحال على صاحبها وجوبا في عدة مواضع هي :
1 ـ أن يكون صاحب الحال محصورا ، نحو : ما جاء ماشيا إلا محمد ، وما جلس مسرورا إلا
خليل .
2 ـ أن يكون صاحب الحال نكرة ، ولا مسوغ لها إلا تقديم الحال عليه ،
نحو : استيقظ باكيا طفل ، وجاء مسرعا رسول .
3 ـ إذا أضيف صاحب الحال إلى ضمير ما يلابسها ، نحو : وقف يخطب في التلاميذ معلمهم .

وجوب تأخير الحال :
يجب تأخير الحال عن صاحبها في المواضع الآتية :
1 ـ أن يكون صاحب الحال مجرورا بالإضافة ، نحو : علمت مجيء الطالب متأخراً ، وسرني ذهاب أخي مبكراً ، وأفرحني عملك مخلصاً .
2 ـ أن يكون مجرورا بحرف الجر غير الزائد ، نحو : مررت بفاطمة جالسةً ،
ونظرت إلى السماء ملبدةً بالغيوم .
أما إذا كان حرف الجر زائدا جاز تقديم الحال على صاحبها ، كما أسلفنا .
3 ـ أن تكون الحال محصورة ، نحو : ما جاء الرحل إلا راكباً ، وما أزعجني الطفل إلا باكياً .
112 ـ ومنه قوله تعالى { وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين }1 .
4 ـ إذا كانت الحال جملة مقترنة بالواو ، نحو " سافر صديقي وقد طلعت الشمس ، وسطع البدر وقد انتصف الشهر .
ــــــــ
1 ـ 48 الأنعام .

عامل الحال :
تعريفه : هو كل فعل أو " ما عمل عمله " يعمل في صاحب الحال والحال معا .
1 ـ العامل الأصلي :
العامل الأصلي في الحال هو الفعل . نحو : طلع القمر منيرا ، وأشرقت الشمس صافية . فالفعلان " طلع " و " أشرق " كل منهما عمل في صاحب الحال وهو
" القمر و الشمس " كما أن كلا منهما عمل في الحال نفسها " منيرا " ، و " صافيا " .
2 ـ العوامل اللفظية : وهي ما تعمل عمل فعلها وتشمل :
* المصدر الصريح : نحو : أفرحني حضورك مبكراً ، ويعجبني ترتيلك مجوداً ،
وأدهشني نومك متكئاً . فعامل النصب في الحال " مبكرا " هو المصدر " حضور " وقد عمل أيضا في صاحب الحال وهو " الكاف " الضمير المتصل في " حضور "
والواقع مضافا إليه .
ومنه قوله تعالى { إليه مرجعكم جميعاً }1 ،
" فجميعا " حال من الضمير المتصل " كم " في " مرجعكم " ، والعامل فيها وفى صاحبها المصدر " مرجع " .
74 ـ ومنه قول الشاعر مالك بن الريب :
تقول ابنتي إن انطلاقك واحدا إلى الروع يوما تاركي لا أبا ليا
" واحدا " حال ، وصاحبها الضمير المتصل في انطلاقك وهو " الكاف " ، والعامل فيهما المصدر " انطلاق " .
* اسم الفاعل ، نحو : هذا شيخ قارئ قرآنه مُرَتلا ، وهذا رجل عامل عمله متقناً ،
وأواقف محمد خائفاً . " فقارئا وعاملا وخائفا " أسماء فاعلين كل منها عمل في الحال وصاحبه ، الأول عمل في " مرتلا " وصاحبه " قرآنه " ، والثاني في " متقنا " وصاحبه "عمله " والثالث في " خائفا " وصاحبه " محمد " .
ـــــــــــ
1 ـ 4 يونس .

* اسم المفعول ، نحو : وصلتني رسالة مكتوب خطها واضحاً .
العمل في الحال " واضحاً " وعامله " خطها " هو اسم المفعول " مكتوب " .
* الصفة المشبهة ، نحو : العنب حلو مذاقه ناضجاً .
العامل في الحال " ناضجا " ، وصاحبها " مذاقه " هو الصفة المشبهة " حلو " .
* اسم الفعل ، نحو : نَزَالِ مسرعاً ، وصَهْ ساكتاً .
" فمسرعا " ، و" ساكتا " كل منهما حال العامل فيها وفى صاحبها الضمير المستتر ، اسم الفعل " نزال " ، و" صه " .
3 ـ العوامل اللفظية : وهى التي تحمل معنى الفعل دون حروفه .
* اسم الإشارة ، نحو : هذا أخي قادماً ،
113 ـ وقوله تعالى { أن هذه أمتكم أمة واحدة }1.
ومنه قوله تعالى { وهذا بعلي شيخا }2 .
وقوله تعالى { فتلك بيوتهم خاوية بماظلموا }3 .
العامل في الأحوال السابقة وهى "
قادما " ، " أمة " ، " شيخا " ، و " خاوية " هو اسم الإشارة " هذا " في الأمثلة الثلاثة الأُول ، و " تلك " في المثال الرابع .
* شبه الجملة ، الظرف : نحو : محمد معك جالسا ، وعلي عندك قائما .
العامل في الحالين السابقتين " جالسا وقائما " كل من الظرف " معك وعندك " لأن شبه الجملة تتعلق بمتعلق أصله الفعل ، فهو متضمن معناه . أي بمعنى استقر .
* الجار والمجرور ، نحو : المال لك وحدك ، والقصيدة في عقلك واضحةً .
الحال في المثالين السابقين " وحدك و واضحة " وعاملها " لك و في عقلك " .
*حرف التشبيه كأن ، نحو : كأن الفارسَ مقبلاً أسدٌ ، وكأن خالداً البدرُ طالعاً.
ــــــــــــ
1 ـ 92 الأنبياء . 2 ـ 72 هود .
3 ـ52 النمل .

75 ـ ومنه قول الشاعر :
كأن قلوبَ الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العناب والحشف البالي
العامل في الأحوال السابقة وهى " مقبلا و طالعا و ورطبا " حرف التشبيه " كأن " لأنه يتضمن معنى الفعل " أشبه " .
* حرف التمني ليت ، نحو : ليت المواطنَ قوياً يساعد الضعفاء ، وليت هذا أخي
مغامراً وليت الشجاعةَ دائماً فينا . العامل في الأحوال السابقة وهى " قويا و مغامرا و دائما " هو حرف التمني " ليت " لأنه يتضمن معنى الفعل " تمنى " .
* حرف الترجي لعل ، نحو : لعل هذا المتسابق فائزا ، ولعلك مدعيا على حق .
العامل في الحال " فائزا و مدعيا " هو حرف الترجي " لعل " لأنه تضمن معنى الفعل أترجى .
*الاستفهام ، نحو : ما بك مسرعاً ؟ وكيف أنت واقفاً ؟
114 ـ ومنه قوله تعالى : { فما لهم عن التذكرة معرضين }1 .
العامل في الأحوال السابقة وهى " مسرعا ، واقفا ، ومعرضين " هو أداة الاستفهام " ما " في المثالين الأول والثالث ، و " كيف "
في المثال الثاني ، لأن كلا منهما تضمن معنى الفعل أسأل أو أستفسر .
* حرف التنبيه ، نحو : ها هو ذا والدي قادماً ، وها هو ذا أحمد جالساً . العامل في
الحال " قادما وجالسا " هو حرف التنبيه " ها " لأنه بمعنى الفعل أنبهك .
* حرف النداء ، نحو : يا أيها المسكين مرثيَّاً لحاله ، ويا أيها المفقود مبكيَّاً عليه .
العامل في الحال " مرثيا ومبكيا " هو حرف النداء " يا " لأنه يتضمن معنى الفعل أنادي .
ـــــــــــــــ
1 ـ 49 المدثر .

مرتبة الحال مع عاملها :
للحال مع عاملها من حيث التقديم والتأخير ثلاثة أحوال كالتالي :
أولا ـ جواز التأخير والتقديم :
1 ـ إذا كان العامل فعلا متصرفا ، نحو : مثلجا لا تشرب الماء ، وفجَّا لا تأكل
التين ، وراكبا جاء صديقي ، وباكيا استيقظ الطفل .
115 ـ ومنه قوله تعالى :{ خشعا أبصارهم يخرجون }1 .
2 ـ إذا كان العامل وصفا يشبه الفعل المتصرف .
كاسم الفاعل : نحو : مسرعاً اللاعبُ منطلقٌ .
أو اسم المفعول ، نحو : واقفاً اللصُ مجلودٌ .
أو الصفة المشبهة .
76 ـ كقول الشاعر يزيد بن مفرغ :
عدس ما لعباد عليك إمارة أمنتِ وهذا تحملين طليق
فجملة تحملين في محل نصب على الحال ، وعاملها " طليق " ، وهو صفة مشبهة .
ومما تجدر ملاحظته من الأمثلة السابقة أن الأحوال الواردة فيها يجوز تأخيرها كما يجوز تقديمها ، فنقول لا تشرب الماء مثلجا ، وقس عليه .
فائدة :
إذا كان العامل في الحال فعلا جامدا أو صفة تشبه الفعل الجامد ، وهى اسم التفضيل ، أو معنى الفعل دون حروفه ، فلا يجوز تقديم الحال عليه ، وإنما يجب
تأخيرها ، نحو : ما أجمل البدر منيراً ، وما أعظم محمدا منشداً .
ونحو : أخوك أمهر المتسابقين فارساً ، ومحمد أفضل القارئين مرتلاً .
ونحو : كأن يوسف زاحفاً أسدٌ ، ولعل أخاك عائداً فائزٌ .
ـــــــــــــــ
1 ـ 7 القمر .
ي ت ب ع >>>
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
ثانيا ـ وجوب تأخير الحال عن عاملها :
تتأخر الحال عن عاملها وجوبا في مواضع كثيرة ، وهى كالتالي :
1 ـ أن يكون عاملها فعلا جامدا ، نحو : ما أجمل الورد متفتحاً ! وأعظم بالرجل
صادقا ! ونعم الجار كريماً ، وبئس الصديق منافقاً .
2 ـ أن يكون عاملها اسم تفضيل ، نحو : محمد أكرم الناس خلقاً ،
ويوسف أفضل المتكلمين خطيباً ، وعلة التأخير أن اسم التفضيل صفة جامدة لا يثنى ولا يجمع ، ولا يؤنث ، فهو لا يتصرف في نفسه ، ولا يتصرف في معموله .
أما إذا كان اسم التفصيل عاملا في حالين فيجب تقديم الحال عليه .
نحو : الأحمق صامتا ً أفضل منه متحدثاً ، والقمر منيرا أحسن منه معتماً .
3 ـ أن يكون مصدرا يصح تقديره بالفعل والحرف المصدرى .
نحو : أسعدني حضورك شاكرا . أي : أن تحضر شاكرا .
ونحو : يسرني سفرك طالباً للعلم . أي : أن تسافر طالبا .
4 ـ أن يكون عاملها اسم فعل ، نحو : نَزالِ مسرعاً . والتقدير : انزل مسرعا .
ومنه : حَذارِ مهملاً ، وتَراكِ خائفاً .
5 ـ أن يكون صلة " أل " الموصولة ، نحو : محمد هو الجالس مهذباً .
" مهذبا " حال وعاملها " جالس " ، وهو صلة " أل " الموصولة .
6 ـ أن يكون مقرونا " بلام " الابتداء ، نحو : لأنفقنَّ من مالي محتسبا ذلك عند
الله . الحال " محتسبا " ، وعاملها " أنفق " المقرون بلام الابتداء .
7 ـ أن يكون مقرونا " بلام " القسم ، نحو : تالله لأثابرنَّ مجتهدا .
الحال " مجتهدا " وعاملها " أثابر " المقرون " بلام " القسم ، وعلة التأخير أن التالي
للام الابتداء ، ولام القسم لا يتقدم عليها .
8 ـ أن تكون الحال مؤكدة لعاملها ، نحو : رجع العدو متقهقرا ، وصرخ الطفل باكيا .
9 ـ أن يكون العامل لفظا متضمنا معنى الفعل دون حروفه ، كأسماء الإشارة ، وكأن ، وليت ،
ولعل ، وحروف التنبيه ، والاستفهام التعظيمي ، وأحرف النداء ، وشبه الجملة " الظرف والجار والمجرور " .
نحو : هذا أخي قادماً .
116 ـ ومنه قوله تعالى { فتلك بيوتهم خاويةً }1 .
ونحو : كأن محمداً أسدٌ زاحفاً ، وكأن عليا مندفعاً إعصارٌ .
ومنه قول الشاعر امرئ القيس :
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العناب والحشف البالي
ونحو : ليت خالدا أخوك صادقاً . ونحو : لعل محمدا صديقك قادماً ،
ونحو : ها أنت محمدٌ راكباً ، ونحو قول الأعشى : " يا جارتا ما أنت جارةً " ،
" فجارة " الثانية حال من الضمير " أنت " ، وعاملها " ما " الاستفهامية ،
وليست تمييزا (2) ، ونحو: يا أيها اللاعب مسرعاً ، ويا أيها الطالب واقفاً .
أما الظرف والجار والمجرور " شبه الجملة " فيجوز تقدم الحال عليهما ، وتأخره إذا
لم يكن مخبرا بهما ، وقال البعض يندر تقدمه . نحو : الموضوع عندك ملتبساً ،
أو : الموضوع ملتبساً عندك ، ونحو : الأمر في ذهنك واضحاً ، أو الأمر واضحا
في ذهنك ، وقد أجاز ذلك الأخفش قياسا .
117 ـ ومنه قوله تعالى في بعض القراءات ، وهى قراءة الحسن البصري :
{ والسموات مطويات بيمينه }3 .
" مطويات " حال تقدمت على عاملها شبه الجملة " بيمينه " ، الواقع خبرا ،
والسموات مبتدأ ، وهو صاحب الحال . وسنتعرض لإعراب الآية بالتفصيل في
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 52 النمل .
2 ـ التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل لمحمد عبد العزيز النجار ج1 ص482 .
3 ـ 67 الزمر .

موضعه ، والوقوف على آراء النحاة في إعرابها ، إن شاء الله .
10 ـ أن تكون الحال جملة مقترنة بالواو ، نحو : خرجت والسماءُ ممطرةٌ .
فجملة الحال " والسماء ممطرة " تأخرت عن عاملها " خرج " .
وأجاز البعض تقديمها على عاملها إذا لم تقترن بالواو ، نحو : المؤذن يؤذن
وصلتُ . بل أجازوا تقديمها وهى مقترنة بالواو ، نحو : والجرس يقرع دخلت
المدرسة . والذي أراه ويراه غيري من النحاة عدم جواز التقديم في كلتا الحالتين لما في ذلك من
تكلف .

ثالثا ـ وجوب تقديم الحال على عاملها .
يجب تقديم الحال على عاملها في المواضع التالية :
1 ـ إذا كان لها صدر الكلام كأداة الاستفهام " كيف " ، نحو : كيف حضر أبوك ؟
وكيف استيقظ الطفل ؟
2 ـ إذا كان العامل في الحال اسم التفضيل وقد توسط بين حالين مختلفين فُضّل
صاحب أحدهما على الآخر ، نحو : محمد راجلاً أسرع من أحمد راكباً ،
والعنب نيَّا أفضل من الكرز ناضجا .
أو توسط اسم التفضيل بين حالين كان صاحبهما واحدا ، وفضل نفسه في حالة دون الأخرى ، نحو : الطفل زاحفاً أنشط منه ماشياً ،والعصفور مغرداً أفضل منه ساكتاً .
نلاحظ من الأمثلة السابقة أن الحال التي للمفضل يجب تقديمها على اسم التفضيل ،
بحيث يكون اسم التفضيل متوسطا بين الحالين .
" فراجلا ، ونيَّا ، وزاحفا ، ومغردا " كل منها جاء حالا مفضلة لذلك وجب تقديمها على عاملها ، وهو اسم التفضيل .
على أن هذه المسألة تدخل في باب الإجازة أكثر منه في باب الوجوب ، ومثلها الحالة الثالثة في تقديم الحال على عاملها وهى :
3 ـ إذا كان العامل في الحال يتضمن معنى التشبيه دون حروفه ، عاملا في حالين يراد بهما تشبيه صاحب الأول بصاحب الثاني ، نحو : أنا فقيراً كسليم غنيا ،
ومحمد جاهلاً كأحمد عالماً ، والثعلب ساعياً كالأسد نائماً .

أنواع الحال
تأتى الحال على ثلاثة أنواع وهى كالتالي :
1 ـ حال مشتقة : وهو الأصل فيها ، نحو : جاء الرجل راكباً ، وصافحت الضيف مسروراً ، " فراكبا ، و مسرورا " كل منها جاءت حالا مشتقة ، لأن الأولى اسم فاعل ، والثانية اسم مفعول .
2 ـ حال جامدة مؤولة بالمشتق ، وذلك فى عدة مواضع :
أ ـ إذا دلت على تشبيه ،نحو : هجم المجاهد على العدو أسداً .
وجاءت زينب بدراً .
وقفز اللاعب قرداً . فكل من الأحوال الواردة في الأمثلة السابقة وهى " أسدا ، وبدرا ، وقردا " جاءت جامدة ، ولكنها مؤولة بالمشتق ، والتقدير : شجاعا كالأسد ، وجميلة كالبدر. وعاليا أو كثيرا كالقرد .
ب ـ إذا دلت على مفاعلة ، نحو : قابلته وجهاً لوجه ، وصافحته يداً بيد ، وحدثته فاهُ إلى فيَّ ، والتقدير : التقينا متقابلين ، وتصافحنا متقابضين ، وتحدثنا متشافهين .
ج ـ إذا دلت على تفصيل أو ترتيب ، نحو : قرأت القصة فصلاً فصلاً ،
ومزقت الثوب جزءاً جزءاً ، ودخل الطلاب الفصل طالباً طالباً .
ففي المثال الأول والثاني دلت الحال على التفصيل والتوضيح ، وفى الثالث كان التقدير : مرتبين .
د ـ إذا دلت على تسعير ، نحو : اشتريت الحرير متراً بعشرين ريالا ، وبعت الزيت لتراً بدينار . التقدير مسعرا بكذا .
3 ـ تأتى الحال جامدة وقد أغنى عن تأويلها بالمشتق الآتي :
أ ـ أن تكون الحال موصوفة بمشتق ، نحو : إليك حديثي جواباً صريحاً ،
118 ـ ومنه قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربياً }1 ،
وعاد الجيش منتصراً ، وحضر المدير مبكراً .
2 ـ حال مؤكدة : وهي التي يستفاد معناها بدونها ، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام :
أ ـ حال مؤكدة لعاملها معنى ولفظا .
نحو قوله تعالى { وأرسلناك للناس رسولا }2 .
أو مؤكدة له معنى دون اللفظ ، نحو : فتبسم ضاحكاً .
وقوله تعالى { ثم وليتم مدبرين }3 .
ب ـ مؤكدة لصاحبها :
122 ـ نحو قوله تعالى { لآمن من في الأرض كلهم جميعاً }4 .
ج ـ مؤكدة لمضمون الجملة ، وشروطها :
أن يكون عامل الحال واجب الإضمار ، والحال واجبة التأخير ، والجملة مكونة من اسمين معرفتين جامدين ، نحو : محمد أبوك عطوفاً ،
77 ـ ومنه قول الشاعر :
أنا ابن دارة معروفاً بها نسبي وهل بدارة يا للناس من عار
والتقدير : أخُصُه عطوفا ، وأحقٌ معروفا .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 2 يوسف . 2 ـ 79 النساء .
3 ـ 25 التوبة . 4 ـ 99 يونس .

ثانيا ـ تنقسم الحال باعتبار صاحبها إلى قسمين :
1 ـ حال منتقلة : وهى الحال المشتقة من المصدر غير ملازمة لصاحبها .
نحو : حضر الطالب ماشيا .
2 ـ حال غير منتقلة " ملازمة " : هي الحال الملازمة لصاحبها ، كما في الحال
المؤكدة ، نحو : دعوت الله سميعا .
123 ـ ومنه قوله تعالى { ويوم أبعث حياً }1 .
وقوله تعالى { خلق الإنسان ضعيفاً }2 .
وقوله تعالى { فتمثل لها بشراً سوياً }3 .
ويسمى هذا النوع من الحال حالا موطئة ، لأنها تمهد لما بعدها .
ب ـ أن تكون الحال دالة على العدد ، نحو : أمضيت في المنفى خمس سنين ،
وقضيت مدة العمل في التعليم ثلاثين سنة ،
119 ـ ومنه قوله تعالى { فتم ميقات ربه أربعين ليلة }4 .
ج ـ أن تكون الحال دالة على تفضيل بين شيئين ، نحو : محمد شاعراً أفضل منه كاتباً ، وإبراهيم شيخاً أقوى منه شاباً ، والتمر طرياً أفضل منه جافاً .
د ـ أن تكون الحال نوعا لصاحبها ، نحو : لبس خاتمه ذهباً .
هـ ـ أن تكون الحال فرعا لصاحبها ، نحو : هذا قميصك قطناً ،
120 ـ ومنه قوله تعالى { وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً }5 .
و ـ أن تكون الحال أصلا لصاحبها ، نحو : هذا خاتمك فضة ، وهذا قرطك ذهبا ،
121 ـ ومنه قوله تعالى { أأسجد لمن خلقت طيناً }6 .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 33 مريم . 2 ـ 28 النساء .
3 ـ 17 مريم . 4 ـ 142الأعراف .
5 ـ 82 الحجر . 6ـ 61 الإسراء .

أقسام الحال :
تنقسم الحال عدة أقسام كالتالي :
أولا ـ تنقسم باعتبار فائدتها إلى قسمين :
1 ـ حال مبينة أو مؤسسة .
وهى الحال التي لا يستفاد معناها إلا بوجودها ، نحو : وصل الطلاب راكبين ،
ثانيا ـ تنقسم الحال باعتبار صاحبها إلى قسمين :
1 ـ حال حقيقية : هي الحال التي تبين هيئة صاحبها ، نحو : حضرت راكباً ،
وجلست متكئاً .
2 ـ حال غير حقيقية " الحال السببية " : هي الحال التي تبين هيئة ما يحمل ضميرا يعود إلى صاحب الحال ، نحو : مررت بالدار قائماً سكانها ، وكلمت زينب واقفاً أخوها .

ثالثا ـ تنقسم الحال باعتبار زمانها إلى قسمين :
1 ـ حال مقارنة لزمان عاملها : هي الحال الموافقة لزمان وقوع الفعل ، وهذا هو
الغالب ، نحو : جاء الرجل راكباً ، وجلس الضيف متكئاً . " فراكبا ، و متكئا " كل
منها حال مقرونة بزمان عاملها ، وليست مغايرة له .
2 ـ حال مقدَّرة لزمان عاملها ، وتسمى أيضا الحال المستقلة : لأنها تبين وقوع زمن عاملها في المستقبل ، نحو : مررت برجل معه صقر صائداً به غدا ،
124 ـ ومنه قوله تعالى { ادخلوها بسلام آمنين }1 .
وقوله تعالى { لتدخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين }2 .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 46 الحجر . 2 ـ 27 الفتح .

نلاحظ من المثالين السابقين أن الحال " صائدا ، وخالدين ، وآمنين " كل منها جاءت لتبين وقوع زمن عاملها في الزمان المستقبل .

أنواع الحال :
تنقسم الحال إلى عدة أنواع هي :
1 ـ حال مفردة : وهي مالا تكون جملة أو شبه جملة ،
نحو : زارني صديقي مسروراً ، ونحو : كافأ المدير الطالبين متفوقين ،
وحضر التلاميذ إلى المدرسة راكبين .
" فمسرورا ، ومتفوقيَن ، وراكبِين " كل منها جاءت حالا مفردة .
2 ـ حال جملة بنوعيها :
أ ـ حال جملة اسمية ، نحو : وصل فريق المدرسة ووجوههم يعلوها البشر ،
وخرجت من منزلي والسماء ممطرة .
فجملة " ووجوههم يعلوها البشر " وجملة " والسماء ممطرة " كل منهما وقع حالا .
ب ـ حال جملة فعلية ، نحو : جلس الطالب يقرأ الدرس ، ووقف التلاميذ يحيون
العلم . فجملة " يقرأ الدرس ، ويحيون العلم " كل منهما وقع حالا .
3 ـ حال شبه جملة بنوعيها :
أ ـ الحال الظرف المكاني والزماني ، نحو : تكلم الخطيب فوق المنبر ، وشاهدت الهلال بين
السحاب . ونحو : سافرت إلى الرياض يوم الجمعة ، وغادرت دمشق صباح الخميس .
ب ـ الحال الجار والمجرور ، نحو : خرج الأمير في قومه ، ووقف الطائر على الغصن .

شروط جملة الحال :
يشترط في الجملة الحالية : أن تكون جملة خبرية ، وألا تكون مصدرة بحرف
استقبال كالسين وسوف ، وأن تشتمل على رابط يربطها بصاحب الحال .
الرابط في جملة الحال :
* الأصل في رابط الجملة الحالية أن يكون " الضمير " سواء أكان معينا أم مقدرا .
مثال الضمير المعين : وقف الشاعر يلقى الشعر .
ومثال المقدر : اشتريت الزيت لتراً بدينار . والتقدير : لترا منه .
* أما إذا لم يتوفر الضمير تعين وجوب الواو كرابط ، وتسمى واو الحال ، وبعض
النحويين يسميها " واو الابتداء " ، نحو : سافر أخي والجو صحو .
* وقد تأتى الواو والضمير معا كرابط ، وذلك لتمكين الربط ، نحو : استمعت إلى الشاعر وأنا
مندهش ، ووصل الطالب وحقيبته في يده .
ويجب الربط بالواو في عدة مواضع :
1 ـ إذا كانت الجملة الحالية مبدوءة بفعل مضارع مثبت مقرون بقد ،
نحو : لِمَ تقطعون الأمل وقد يعود الغائب ؟
125 ـ ومنه قوله تعالى { وقد تعلمون أني رسول الله إليكم }1 .
2 ـ إذا كانت الجملة الحالية مبدوءة بضمير صاحبها ، نحو : قصدتك وأنا واثق
بمروءتك ، ورحلت وأنا غاضب منك .
3 ـ إذا كانت الجملة الحالية ، جملة اسمية مجردة من ضمير يربطها بصاحبها ،
نحو : فرَّ اللصوص والحراس نائمون ، ومات المريض والطبيب غائب .
4 ـ إذا كانت جملة الحال ، جملة ماضية ، غير مشتملة على ضمير صاحبها ، وسواء أكانت الجملة مثبتة ، أم منفية .
ـــــــــــ
1 ـ 5 الصف .

مثال المثبتة : وصلت المدينة وقد طلع الفجر ،
وانتهيت من عملي وقد غربت الشمس .
ومثال المنفية : انقضى العام الدراسي وما انتهينا من العمل .
امتناع مجيء الواو كرابط ، وتعيين الضمير بدلا منها في عدة مواضع :
1 ـ إذا كانت جملة الحال مؤكدة لمضمون الجملة قبلها ، نحو : الحق لا شك فيه ، 126 ـ ومنه قوله تعالى : { ذلك الكتاب لا ريب فيه }1 .
2 ـ أن تقع الجملة الحالية بعد عطف ،
127 ـ كقوله تعالى { فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون }2 .
3 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي ، وواقعة بعد إلاّ ،
نحو : ما تكلم إلاّ ضحِكَ ، وما سار على قدميه ألاّ ترنَّحَ ،
128 ـ ومنه قوله تعالى { إلاَ كانوا به يستهزئون }3 .
4 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي متلوة بـ " أو " .
نحو : لأقاطعنه عاش أم مات ، لا أكلمنه غاب أو حضر ،
ومنه قول الشاعر :
كن للخليل نصيرا جار أو عدلا ولا تشح عليه جاد أو بخلا
5 ـ إذا كانت الجملة الحالية مضارعة مثبتة ، غير مقترنة بقد ،
نحو : قدم المسافر تذبح الذبائح لمقدمه ، وصل التلميذ يحمل حقيبته في يده ،
129 ـ ومنه قوله تعالى { ولا تمنن تستكثر }4 .
6 ـ إذا كانت الجملة الحالية مضارعة منفية بلا ،
130 ـ كقوله تعالى { وما لنا لا نؤمن بالله }5 ،
وقوله تعالى { مالي لا أرى الهدهد }6 .
ــــــــــــ
1ـ 2 البقرة . 2 ـ 4 الأعراف . 3 ـ 11 الحجر .
4 ـ 6 المدثر . 5 ـ 84 المائدة . 6 ـ 20 النمل .

ومنه قول الشاعر :
أقادوا من دمي وتوعدوني وكنت ولا ينهنهني الوعيد
7 ـ إذا كانت مضارعة منفية بما ، نحو : زحف الجنود ما يهابون الأعداء ،
78 ـ ومنه قول الشاعر :
عهدتك ما تصبو وفيك شبيبة فما لك بعد الشيب صباً متيما

حذف عامل الحال :
* قد يحذف عامل الحال إذا دل عليه دليل ، نحو قولهم : راشدا . للقاصد سفرا ،
ومأجوراً . للقادم من الحج .
* يحذف عامل الحال وجوبا في المواضع التالية :
1 ـ أن يقصد بالحال تبيان الزيادة أو النقصان بالتدريج ، نحو : تصدق بريال
فصاعداً . والتقدير : ذهب التصدق صاعدا أو فأكثر ، ومنه اشتريت القميص بجنيه فنازلا .
2 ـ أن يقصد بالحال التوبيخ ، نحو : أمتوانياً عن الصلاة وقد صلى الناس ؟
وأجالسا وقد وقف الحاضرون ؟
3 ـ أن تكون الحال مؤكدة لمضمون الجملة ، نحو : أنت صديقي مواسياً ،
ومحمد أبوك عطوفاً ، والتقدير : أعرفك مواسيا ، وأعرفه عطوفا .
4 ـ أن تسد مسد الخبر ، نحو : ضربي التلميذ مهملاً ، والتقدير : ضربي إياه واقع إذا وجد مهملا .

فوائد وتنبيهات :

1 ـ المراد بالوصف في قولهم " الحال وصف فضلة " ما دل على معنى وذات متصفة به ، وهو اسم الفاعل والمفعول ، والصفة المشبهة ، والمبالغة ، والتفضيل ،
والمقصود الوصف ولو تأويلا لتدخل الجملة ، وشبهها ، والحال الجامدة ، لتأويل ذلك كله بالمشتق .
2 ـ معنى كون الحال فضلة ، أي ليست مسندة ولا مسندا إليها ، لكن هذا لا يعنى أنه يصح الاستغناء عنها ، فقد تجيء الحال غير مستغنى عنها .
131 ـ كقوله تعالى { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين }1 .
ومنه قول الشاعر :
إنما الميت من يعيش كئيبا كاسفا باله قليل الرجاء
3 ـ الحال يذكر ، ويؤنث ، والأفصح في لفظه التذكير ، وفى وصفه وضميره التأنيث .
4 ـ الأصل فى الحال أن تكون نكرة ، وقد تجيء معرفة لفظا ، ولكنها مؤولة
بنكرة . نحو : جاء والدك وحده ، وادخلوا الأول فالأول ، وأرسلها العراك ، وجاءوا
الجماء الغفير . في الأمثلة السابقة نجد أن كلمة " وحده ، والأول ، والعراك ، والجماء " كل منها جاءت حالا معرفة لكنها مؤولة بنكرة ، والتقدير : جاء والدك
منفردا ، وادخلوا مرتين ، وأرسلها معتركة ، وجاؤوا جميعا .
5 ـ قد تأتي الحال بلفظ المعرف بالعلمية ، نحو : جاءت الخيل بدادا ، والتقدير :
متبددة . فكلمة " بداد " في الأصل علم من جنس التبدد والتفرق ، ومثلها كلمة " الفجار " علم للفجرة.
ــــــــــــــ
1 ـ 16 الأنبياء .

6 ـ قد تأتي الحال مصدرا ، والتخريج لها في ذلك ، أن تكون مؤولة بالوصف ،
نحو : حضر الولد جريا ، ومات قهرا ، والتقدير : حضر الولد جاريا ، ومات
مقهوراً ، وهو سماعي عند كثير من النحاة ، وقد قاسه البعض ، وهناك من جعل المصدر في هذا الباب منصوبا على المفعولية المطلقة ، والعامل فيه محذوف ، والتقدير : حضر الولد يجري جريا ، ونحوه .
7 ـ إذا كان عامل الحال ظرفا أو جارا ومجرورا ، امتنع تقديم الحال على
عاملها ، مثال الظرف : أخوك عندك جالساً ، والبدوي بين الأشجار مقيماً .
ومثال المجرور : محمد في البيت منتظراً ، والمعلم في الفصل واقفاً .
نلاحظ أن كل الأحوال الواردة في الأمثلة السابقة ، لا يجوز تقديمها على عاملها الظرف أو الجار والمجرور .
8 ـ رغم امتناع تقديم الحال على عاملها الظرف ، أو الجار والمجرور ، ورد عن بعض النحاة آراء قائلة بجواز تقديمها ، إذا توسطت الحال بين عاملها وصاحبها ،
نحو : محمد جالساً عندك ، والطالب واقفاً في الفصل ،
ومنه قوله تعالى ـ وقد أشرنا إليه في موضعه ونكرره للفائدة ـ
{ والسموات مطويات بيمينه }1 ،
132 ـ وقوله تعالى { ما في بطون هذه الأنعام خالصةً لذكورها }2 ، وهذا فيه اتفاق .
أما إذا تقدمت الحال على عاملها وصاحبها معا ، فهذا يمتنع مطلقا ، فلا يجوز
القول : جالسا محمدا عندك ، وواقفا الطالب في الفصل ، ومع ذلك أجازه الأخفش واستدل عليه 133 ـ بقوله تعالى { هنالك الولاية لله الحق }3 .
" فهنالك " ظرف في محل نصب حال تقدمت على عاملها وصاحبها معا ، والولاية مبتدأ ، ولله في محل رفع خبر .
ــــــــــ
1 ـ 67 الزمر . 2 ـ 139 الأنعام .
3 ـ 44 الكهف .

9 ـ قد تتعدد الحال وصاحبها واحد ، كما هو الحال في تعدد الخبر للمبتدأ الواحد ،
نحو : جاء محمد راجلاً ضاحكاً ، وزحف الطفل متعثراً باكياً ،
79 ـ ومنه قول الشاعر :
عليَّ إذا ما جئتُ ليلى بخُفية زيارة بيت الله رجلانَ حافياً
* كما تتعدد الحال بتعدد صاحبها ، نحو : قابلت خليلا راكباً ماشياً ،
وصافحت الضيف واقفاً جالساً . في المثالين السابقين تكون الحال الأولى للاسم الذي
يسبقها ، والثانية للضمير المتصل بالفعل ، هذا إذا لم تأمن اللبس ، فإذا أمنت اللبس فقدم أيهما شئت .
وقد ورد تعدد الحال مجموعة في :
قوله تعالى : { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين }1 ،
وقوله تعالى { وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات }2 .
10 ـ إذا لم يكن للحال عامل من العوامل السابقة الذكر، فلا يصح وقوعه ، فإذا
قلنا : خالد صديقك قادما ، ومحمد أخوك مهملا ، لا يجوز ، لأنه ليس في المثالين السابقين فعل أو ما تضمن معنى الفعل (3) ، والبعض يجيزه على تأويل أن صاحب الحال ضمير محذوف ، والتقدير : خالد صديقك أراه قادما ، ومحمد أخوك أعرفه مهملا(4) .
11 ـ قد يحذف عامل الحال سماعا ، نحو : هنيئاً لك ، والتقدير : هنأك هنيئا ، أو ثبت لك الخير هنيئا .
ـــــــــــــ
1 ـ 33 إبراهيم . 2 ـ 12 النحل .
3 ـ معجم القواعد العربية ، عبد الغنى الدقر ، ص 217 .
4 ـ التطبيق النحوي ، د : عبده الراجحي ص 628 .

12 ـ قد يحذف الحال إذا دلت عليه قرينة ، وأكثر ما يكون ذلك إذا كانت الحال قولا أغنى عنه ذكر المقول .
134 ـ كقوله تعالى { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم }1 .
والتقدير : قائلين سلام عليكم ،
ومنه قوله تعالى{ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا }2 . والتقدير : قائلين ربنا تقبل منا .
13 ـ هناك أحوال مركبة تركيب أحد عشر ، وغيرها من الأعداد المركبة ، وهى مبنية على فتح الجزأين ، إلا إذا كان جزؤه الأول ياء فيبنى على السكون ، وهذه الأحوال على نوعين :
أ ـ ما ركب مما أصله العطف ، نحو : تفرقوا شذر مذر ، والتقدير : متفرقين أو
مشتتين ، ومنه هذا جاري بيتَ بيتَ ، والتقدير : ملاصقا لي .
ب ـ ما ركب مما أصله الإضافة ، نحو : فعلته بادئ بدءَ ، والتقدير : فعلته مبدوءاً ، ومنه : تفرقوا أيدي سبأ ، والتقدير : مشتتين .
14 ـ يجوز الربط بالواو ، وتركها في الجملة الاسمية المقترنة بضمير صاحبها ،
نحو : حضر الطالب وكتابه في يده ، أو حضر الطالب كتابه في يده .
15 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي ، ومشتملة على ضمير صاحبها، رجح فيها الارتباط بالضمير ، وبالواو وقد معا ، نحو : انتصر القائد وقد
مات ، وجاء الرسول وقد أسرع .
وقد ترتبط بالضمير وقد دون الواو ، نحو : انتصر القائد قد مات .
80 ـ ومنه قول الشاعر :
وقفت بربع الدار قد غير البلى معارفها والساريات الهواطل
ــــــــــــــــــ
3 ـ 23 الرعد . 4 ـ 127 البقرة .

فالجملة الحالية " غير البلى معارفها " قد ربطت بالضمير وبقد دون الواو ،
وقد تربط بالضمير فقط ، نحو : هذه بضاعتنا ردت إلينا، فجملة الحال " ردت إلينا " الرابط فيها الضمير المستتر في " ردت " .
16 ـ أما إذا كانت الجملة الحالية ماضية منفية ، فالأرجح فيها أن تربط بالواو والضمير معا ، نحو : قدم والدك وما فعل شيئا ،
وقد تربط بالضمير فقط ، نحو : قدم والدك ما فعل شيئا .
17 ـ قدر بعض النحاة الواو الرابطة في الجملة الحالية بـ " إذ " ولا يقصد بالتقدير هنا أن تكون بمعناها ، لأنه لا يُرادف الحرف وهو " الواو " بالاسم وهو
" إذ " ، بل اعتبروا " الواو " وما بعدها مربوطة ، أو مقيدة بالعامل فيها لكونها حينئذ تفيد زمن وقوع الفعل فيعتاضوا بـ " إذ " عنها .
18 ـ قد يحذف الرابط لفظا ، ويكون حينئذ منويا ، نحو : اشتريت الحرير مترا
بدينار ، وبعت القطن ذراعا بريال ، والتقدير : مترا منه ، وذراعا منه ،
81 ـ ومنه قول الشاعر :
نصفَ النهارَ الماء غامره ورفيقه بالغيب ما يدري
والتقدير : والماء غامره .
19 ـ قد تشتبه الحال بالتمييز في مثل قولهم : لله دره فارساً ، و لله درك عالماً ، " ففارسا و عالما " في المثالين السابقين ونحوهما تمييز ، لأنه لم يقصد به تمييز الهيئه ، وإنما ذكر لبيان جنس المتعجب منه ، والهيئة مفهومة ضمنا ، ولو قلت : لله
دره من فارس ، لصح ، ولا يصح هذا في الحال . وليس مثل ما تقدم هو التمييز حقيقة ، وإنما هو صفته نابت عنه بعد حذفه ، والأصل " لله دره رجلا فارسا {1} .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ جامع الدروس العربية للغلاييني ، ج3 صـ 79 .

نماذج من الإعراب

104 ـ قال تعالى : { وأُلقى السحرة ساجدين }
وألقى : الواو حرف عطف ، ألقى فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على الفتح .
السحرة : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
ساجدين : حال منصوبة بالياء ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

105 ـ قال تعالى { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا }
أيحب : الهمزة للاستفهام التقريري حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب ، يحب فعل مضارع مرفوع بالضمة .
أحدكم : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أن يأكل : أن حرف مصدري ونصب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب ، يأكل فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والمصدر المؤول بالصريح في محل نصب مفعول به ليحب ، والتقدير : أيحب أحدكم أكل .
لحم أخيه : لحم مفعول به ليأكل ، وهو مضاف ، وأخيه مضاف إليه مجرور بالياء ، لأنه من الأسماء الستة ، وأخي مضاف ، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
ميتا : حال منصوبة بالفتحة .
لتكملة إعراب الحال انقر هنا
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
ثانيا ـ وجوب تأخير الحال عن عاملها :
تتأخر الحال عن عاملها وجوبا في مواضع كثيرة ، وهى كالتالي :
1 ـ أن يكون عاملها فعلا جامدا ، نحو : ما أجمل الورد متفتحاً ! وأعظم بالرجل
صادقا ! ونعم الجار كريماً ، وبئس الصديق منافقاً .
2 ـ أن يكون عاملها اسم تفضيل ، نحو : محمد أكرم الناس خلقاً ،
ويوسف أفضل المتكلمين خطيباً ، وعلة التأخير أن اسم التفضيل صفة جامدة لا يثنى ولا يجمع ، ولا يؤنث ، فهو لا يتصرف في نفسه ، ولا يتصرف في معموله .
أما إذا كان اسم التفصيل عاملا في حالين فيجب تقديم الحال عليه .
نحو : الأحمق صامتا ً أفضل منه متحدثاً ، والقمر منيرا أحسن منه معتماً .
3 ـ أن يكون مصدرا يصح تقديره بالفعل والحرف المصدرى .
نحو : أسعدني حضورك شاكرا . أي : أن تحضر شاكرا .
ونحو : يسرني سفرك طالباً للعلم . أي : أن تسافر طالبا .
4 ـ أن يكون عاملها اسم فعل ، نحو : نَزالِ مسرعاً . والتقدير : انزل مسرعا .
ومنه : حَذارِ مهملاً ، وتَراكِ خائفاً .
5 ـ أن يكون صلة " أل " الموصولة ، نحو : محمد هو الجالس مهذباً .
" مهذبا " حال وعاملها " جالس " ، وهو صلة " أل " الموصولة .
6 ـ أن يكون مقرونا " بلام " الابتداء ، نحو : لأنفقنَّ من مالي محتسبا ذلك عند
الله . الحال " محتسبا " ، وعاملها " أنفق " المقرون بلام الابتداء .
7 ـ أن يكون مقرونا " بلام " القسم ، نحو : تالله لأثابرنَّ مجتهدا .
الحال " مجتهدا " وعاملها " أثابر " المقرون " بلام " القسم ، وعلة التأخير أن التالي
للام الابتداء ، ولام القسم لا يتقدم عليها .
8 ـ أن تكون الحال مؤكدة لعاملها ، نحو : رجع العدو متقهقرا ، وصرخ الطفل باكيا .
9 ـ أن يكون العامل لفظا متضمنا معنى الفعل دون حروفه ، كأسماء الإشارة ، وكأن ، وليت ،
ولعل ، وحروف التنبيه ، والاستفهام التعظيمي ، وأحرف النداء ، وشبه الجملة " الظرف والجار والمجرور " .
نحو : هذا أخي قادماً .
116 ـ ومنه قوله تعالى { فتلك بيوتهم خاويةً }1 .
ونحو : كأن محمداً أسدٌ زاحفاً ، وكأن عليا مندفعاً إعصارٌ .
ومنه قول الشاعر امرئ القيس :
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العناب والحشف البالي
ونحو : ليت خالدا أخوك صادقاً . ونحو : لعل محمدا صديقك قادماً ،
ونحو : ها أنت محمدٌ راكباً ، ونحو قول الأعشى : " يا جارتا ما أنت جارةً " ،
" فجارة " الثانية حال من الضمير " أنت " ، وعاملها " ما " الاستفهامية ،
وليست تمييزا (2) ، ونحو: يا أيها اللاعب مسرعاً ، ويا أيها الطالب واقفاً .
أما الظرف والجار والمجرور " شبه الجملة " فيجوز تقدم الحال عليهما ، وتأخره إذا
لم يكن مخبرا بهما ، وقال البعض يندر تقدمه . نحو : الموضوع عندك ملتبساً ،
أو : الموضوع ملتبساً عندك ، ونحو : الأمر في ذهنك واضحاً ، أو الأمر واضحا
في ذهنك ، وقد أجاز ذلك الأخفش قياسا .
117 ـ ومنه قوله تعالى في بعض القراءات ، وهى قراءة الحسن البصري :
{ والسموات مطويات بيمينه }3 .
" مطويات " حال تقدمت على عاملها شبه الجملة " بيمينه " ، الواقع خبرا ،
والسموات مبتدأ ، وهو صاحب الحال . وسنتعرض لإعراب الآية بالتفصيل في
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 52 النمل .
2 ـ التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل لمحمد عبد العزيز النجار ج1 ص482 .
3 ـ 67 الزمر .

موضعه ، والوقوف على آراء النحاة في إعرابها ، إن شاء الله .
10 ـ أن تكون الحال جملة مقترنة بالواو ، نحو : خرجت والسماءُ ممطرةٌ .
فجملة الحال " والسماء ممطرة " تأخرت عن عاملها " خرج " .
وأجاز البعض تقديمها على عاملها إذا لم تقترن بالواو ، نحو : المؤذن يؤذن
وصلتُ . بل أجازوا تقديمها وهى مقترنة بالواو ، نحو : والجرس يقرع دخلت
المدرسة . والذي أراه ويراه غيري من النحاة عدم جواز التقديم في كلتا الحالتين لما في ذلك من
تكلف .

ثالثا ـ وجوب تقديم الحال على عاملها .
يجب تقديم الحال على عاملها في المواضع التالية :
1 ـ إذا كان لها صدر الكلام كأداة الاستفهام " كيف " ، نحو : كيف حضر أبوك ؟
وكيف استيقظ الطفل ؟
2 ـ إذا كان العامل في الحال اسم التفضيل وقد توسط بين حالين مختلفين فُضّل
صاحب أحدهما على الآخر ، نحو : محمد راجلاً أسرع من أحمد راكباً ،
والعنب نيَّا أفضل من الكرز ناضجا .
أو توسط اسم التفضيل بين حالين كان صاحبهما واحدا ، وفضل نفسه في حالة دون الأخرى ، نحو : الطفل زاحفاً أنشط منه ماشياً ،والعصفور مغرداً أفضل منه ساكتاً .
نلاحظ من الأمثلة السابقة أن الحال التي للمفضل يجب تقديمها على اسم التفضيل ،
بحيث يكون اسم التفضيل متوسطا بين الحالين .
" فراجلا ، ونيَّا ، وزاحفا ، ومغردا " كل منها جاء حالا مفضلة لذلك وجب تقديمها على عاملها ، وهو اسم التفضيل .
على أن هذه المسألة تدخل في باب الإجازة أكثر منه في باب الوجوب ، ومثلها الحالة الثالثة في تقديم الحال على عاملها وهى :
3 ـ إذا كان العامل في الحال يتضمن معنى التشبيه دون حروفه ، عاملا في حالين يراد بهما تشبيه صاحب الأول بصاحب الثاني ، نحو : أنا فقيراً كسليم غنيا ،
ومحمد جاهلاً كأحمد عالماً ، والثعلب ساعياً كالأسد نائماً .

أنواع الحال
تأتى الحال على ثلاثة أنواع وهى كالتالي :
1 ـ حال مشتقة : وهو الأصل فيها ، نحو : جاء الرجل راكباً ، وصافحت الضيف مسروراً ، " فراكبا ، و مسرورا " كل منها جاءت حالا مشتقة ، لأن الأولى اسم فاعل ، والثانية اسم مفعول .
2 ـ حال جامدة مؤولة بالمشتق ، وذلك فى عدة مواضع :
أ ـ إذا دلت على تشبيه ،نحو : هجم المجاهد على العدو أسداً .
وجاءت زينب بدراً .
وقفز اللاعب قرداً . فكل من الأحوال الواردة في الأمثلة السابقة وهى " أسدا ، وبدرا ، وقردا " جاءت جامدة ، ولكنها مؤولة بالمشتق ، والتقدير : شجاعا كالأسد ، وجميلة كالبدر. وعاليا أو كثيرا كالقرد .
ب ـ إذا دلت على مفاعلة ، نحو : قابلته وجهاً لوجه ، وصافحته يداً بيد ، وحدثته فاهُ إلى فيَّ ، والتقدير : التقينا متقابلين ، وتصافحنا متقابضين ، وتحدثنا متشافهين .
ج ـ إذا دلت على تفصيل أو ترتيب ، نحو : قرأت القصة فصلاً فصلاً ،
ومزقت الثوب جزءاً جزءاً ، ودخل الطلاب الفصل طالباً طالباً .
ففي المثال الأول والثاني دلت الحال على التفصيل والتوضيح ، وفى الثالث كان التقدير : مرتبين .
د ـ إذا دلت على تسعير ، نحو : اشتريت الحرير متراً بعشرين ريالا ، وبعت الزيت لتراً بدينار . التقدير مسعرا بكذا .
3 ـ تأتى الحال جامدة وقد أغنى عن تأويلها بالمشتق الآتي :
أ ـ أن تكون الحال موصوفة بمشتق ، نحو : إليك حديثي جواباً صريحاً ،
118 ـ ومنه قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربياً }1 ،
وعاد الجيش منتصراً ، وحضر المدير مبكراً .
2 ـ حال مؤكدة : وهي التي يستفاد معناها بدونها ، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام :
أ ـ حال مؤكدة لعاملها معنى ولفظا .
نحو قوله تعالى { وأرسلناك للناس رسولا }2 .
أو مؤكدة له معنى دون اللفظ ، نحو : فتبسم ضاحكاً .
وقوله تعالى { ثم وليتم مدبرين }3 .
ب ـ مؤكدة لصاحبها :
122 ـ نحو قوله تعالى { لآمن من في الأرض كلهم جميعاً }4 .
ج ـ مؤكدة لمضمون الجملة ، وشروطها :
أن يكون عامل الحال واجب الإضمار ، والحال واجبة التأخير ، والجملة مكونة من اسمين معرفتين جامدين ، نحو : محمد أبوك عطوفاً ،
77 ـ ومنه قول الشاعر :
أنا ابن دارة معروفاً بها نسبي وهل بدارة يا للناس من عار
والتقدير : أخُصُه عطوفا ، وأحقٌ معروفا .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 2 يوسف . 2 ـ 79 النساء .
3 ـ 25 التوبة . 4 ـ 99 يونس .

ثانيا ـ تنقسم الحال باعتبار صاحبها إلى قسمين :
1 ـ حال منتقلة : وهى الحال المشتقة من المصدر غير ملازمة لصاحبها .
نحو : حضر الطالب ماشيا .
2 ـ حال غير منتقلة " ملازمة " : هي الحال الملازمة لصاحبها ، كما في الحال
المؤكدة ، نحو : دعوت الله سميعا .
123 ـ ومنه قوله تعالى { ويوم أبعث حياً }1 .
وقوله تعالى { خلق الإنسان ضعيفاً }2 .
وقوله تعالى { فتمثل لها بشراً سوياً }3 .
ويسمى هذا النوع من الحال حالا موطئة ، لأنها تمهد لما بعدها .
ب ـ أن تكون الحال دالة على العدد ، نحو : أمضيت في المنفى خمس سنين ،
وقضيت مدة العمل في التعليم ثلاثين سنة ،
119 ـ ومنه قوله تعالى { فتم ميقات ربه أربعين ليلة }4 .
ج ـ أن تكون الحال دالة على تفضيل بين شيئين ، نحو : محمد شاعراً أفضل منه كاتباً ، وإبراهيم شيخاً أقوى منه شاباً ، والتمر طرياً أفضل منه جافاً .
د ـ أن تكون الحال نوعا لصاحبها ، نحو : لبس خاتمه ذهباً .
هـ ـ أن تكون الحال فرعا لصاحبها ، نحو : هذا قميصك قطناً ،
120 ـ ومنه قوله تعالى { وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً }5 .
و ـ أن تكون الحال أصلا لصاحبها ، نحو : هذا خاتمك فضة ، وهذا قرطك ذهبا ،
121 ـ ومنه قوله تعالى { أأسجد لمن خلقت طيناً }6 .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 33 مريم . 2 ـ 28 النساء .
3 ـ 17 مريم . 4 ـ 142الأعراف .
5 ـ 82 الحجر . 6ـ 61 الإسراء .

أقسام الحال :
تنقسم الحال عدة أقسام كالتالي :
أولا ـ تنقسم باعتبار فائدتها إلى قسمين :
1 ـ حال مبينة أو مؤسسة .
وهى الحال التي لا يستفاد معناها إلا بوجودها ، نحو : وصل الطلاب راكبين ،
ثانيا ـ تنقسم الحال باعتبار صاحبها إلى قسمين :
1 ـ حال حقيقية : هي الحال التي تبين هيئة صاحبها ، نحو : حضرت راكباً ،
وجلست متكئاً .
2 ـ حال غير حقيقية " الحال السببية " : هي الحال التي تبين هيئة ما يحمل ضميرا يعود إلى صاحب الحال ، نحو : مررت بالدار قائماً سكانها ، وكلمت زينب واقفاً أخوها .

ثالثا ـ تنقسم الحال باعتبار زمانها إلى قسمين :
1 ـ حال مقارنة لزمان عاملها : هي الحال الموافقة لزمان وقوع الفعل ، وهذا هو
الغالب ، نحو : جاء الرجل راكباً ، وجلس الضيف متكئاً . " فراكبا ، و متكئا " كل
منها حال مقرونة بزمان عاملها ، وليست مغايرة له .
2 ـ حال مقدَّرة لزمان عاملها ، وتسمى أيضا الحال المستقلة : لأنها تبين وقوع زمن عاملها في المستقبل ، نحو : مررت برجل معه صقر صائداً به غدا ،
124 ـ ومنه قوله تعالى { ادخلوها بسلام آمنين }1 .
وقوله تعالى { لتدخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين }2 .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 46 الحجر . 2 ـ 27 الفتح .

نلاحظ من المثالين السابقين أن الحال " صائدا ، وخالدين ، وآمنين " كل منها جاءت لتبين وقوع زمن عاملها في الزمان المستقبل .

أنواع الحال :
تنقسم الحال إلى عدة أنواع هي :
1 ـ حال مفردة : وهي مالا تكون جملة أو شبه جملة ،
نحو : زارني صديقي مسروراً ، ونحو : كافأ المدير الطالبين متفوقين ،
وحضر التلاميذ إلى المدرسة راكبين .
" فمسرورا ، ومتفوقيَن ، وراكبِين " كل منها جاءت حالا مفردة .
2 ـ حال جملة بنوعيها :
أ ـ حال جملة اسمية ، نحو : وصل فريق المدرسة ووجوههم يعلوها البشر ،
وخرجت من منزلي والسماء ممطرة .
فجملة " ووجوههم يعلوها البشر " وجملة " والسماء ممطرة " كل منهما وقع حالا .
ب ـ حال جملة فعلية ، نحو : جلس الطالب يقرأ الدرس ، ووقف التلاميذ يحيون
العلم . فجملة " يقرأ الدرس ، ويحيون العلم " كل منهما وقع حالا .
3 ـ حال شبه جملة بنوعيها :
أ ـ الحال الظرف المكاني والزماني ، نحو : تكلم الخطيب فوق المنبر ، وشاهدت الهلال بين
السحاب . ونحو : سافرت إلى الرياض يوم الجمعة ، وغادرت دمشق صباح الخميس .
ب ـ الحال الجار والمجرور ، نحو : خرج الأمير في قومه ، ووقف الطائر على الغصن .

شروط جملة الحال :
يشترط في الجملة الحالية : أن تكون جملة خبرية ، وألا تكون مصدرة بحرف
استقبال كالسين وسوف ، وأن تشتمل على رابط يربطها بصاحب الحال .
الرابط في جملة الحال :
* الأصل في رابط الجملة الحالية أن يكون " الضمير " سواء أكان معينا أم مقدرا .
مثال الضمير المعين : وقف الشاعر يلقى الشعر .
ومثال المقدر : اشتريت الزيت لتراً بدينار . والتقدير : لترا منه .
* أما إذا لم يتوفر الضمير تعين وجوب الواو كرابط ، وتسمى واو الحال ، وبعض
النحويين يسميها " واو الابتداء " ، نحو : سافر أخي والجو صحو .
* وقد تأتى الواو والضمير معا كرابط ، وذلك لتمكين الربط ، نحو : استمعت إلى الشاعر وأنا
مندهش ، ووصل الطالب وحقيبته في يده .
ويجب الربط بالواو في عدة مواضع :
1 ـ إذا كانت الجملة الحالية مبدوءة بفعل مضارع مثبت مقرون بقد ،
نحو : لِمَ تقطعون الأمل وقد يعود الغائب ؟
125 ـ ومنه قوله تعالى { وقد تعلمون أني رسول الله إليكم }1 .
2 ـ إذا كانت الجملة الحالية مبدوءة بضمير صاحبها ، نحو : قصدتك وأنا واثق
بمروءتك ، ورحلت وأنا غاضب منك .
3 ـ إذا كانت الجملة الحالية ، جملة اسمية مجردة من ضمير يربطها بصاحبها ،
نحو : فرَّ اللصوص والحراس نائمون ، ومات المريض والطبيب غائب .
4 ـ إذا كانت جملة الحال ، جملة ماضية ، غير مشتملة على ضمير صاحبها ، وسواء أكانت الجملة مثبتة ، أم منفية .
ـــــــــــ
1 ـ 5 الصف .

مثال المثبتة : وصلت المدينة وقد طلع الفجر ،
وانتهيت من عملي وقد غربت الشمس .
ومثال المنفية : انقضى العام الدراسي وما انتهينا من العمل .
امتناع مجيء الواو كرابط ، وتعيين الضمير بدلا منها في عدة مواضع :
1 ـ إذا كانت جملة الحال مؤكدة لمضمون الجملة قبلها ، نحو : الحق لا شك فيه ، 126 ـ ومنه قوله تعالى : { ذلك الكتاب لا ريب فيه }1 .
2 ـ أن تقع الجملة الحالية بعد عطف ،
127 ـ كقوله تعالى { فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون }2 .
3 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي ، وواقعة بعد إلاّ ،
نحو : ما تكلم إلاّ ضحِكَ ، وما سار على قدميه ألاّ ترنَّحَ ،
128 ـ ومنه قوله تعالى { إلاَ كانوا به يستهزئون }3 .
4 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي متلوة بـ " أو " .
نحو : لأقاطعنه عاش أم مات ، لا أكلمنه غاب أو حضر ،
ومنه قول الشاعر :
كن للخليل نصيرا جار أو عدلا ولا تشح عليه جاد أو بخلا
5 ـ إذا كانت الجملة الحالية مضارعة مثبتة ، غير مقترنة بقد ،
نحو : قدم المسافر تذبح الذبائح لمقدمه ، وصل التلميذ يحمل حقيبته في يده ،
129 ـ ومنه قوله تعالى { ولا تمنن تستكثر }4 .
6 ـ إذا كانت الجملة الحالية مضارعة منفية بلا ،
130 ـ كقوله تعالى { وما لنا لا نؤمن بالله }5 ،
وقوله تعالى { مالي لا أرى الهدهد }6 .
ــــــــــــ
1ـ 2 البقرة . 2 ـ 4 الأعراف . 3 ـ 11 الحجر .
4 ـ 6 المدثر . 5 ـ 84 المائدة . 6 ـ 20 النمل .

ومنه قول الشاعر :
أقادوا من دمي وتوعدوني وكنت ولا ينهنهني الوعيد
7 ـ إذا كانت مضارعة منفية بما ، نحو : زحف الجنود ما يهابون الأعداء ،
78 ـ ومنه قول الشاعر :
عهدتك ما تصبو وفيك شبيبة فما لك بعد الشيب صباً متيما

حذف عامل الحال :
* قد يحذف عامل الحال إذا دل عليه دليل ، نحو قولهم : راشدا . للقاصد سفرا ،
ومأجوراً . للقادم من الحج .
* يحذف عامل الحال وجوبا في المواضع التالية :
1 ـ أن يقصد بالحال تبيان الزيادة أو النقصان بالتدريج ، نحو : تصدق بريال
فصاعداً . والتقدير : ذهب التصدق صاعدا أو فأكثر ، ومنه اشتريت القميص بجنيه فنازلا .
2 ـ أن يقصد بالحال التوبيخ ، نحو : أمتوانياً عن الصلاة وقد صلى الناس ؟
وأجالسا وقد وقف الحاضرون ؟
3 ـ أن تكون الحال مؤكدة لمضمون الجملة ، نحو : أنت صديقي مواسياً ،
ومحمد أبوك عطوفاً ، والتقدير : أعرفك مواسيا ، وأعرفه عطوفا .
4 ـ أن تسد مسد الخبر ، نحو : ضربي التلميذ مهملاً ، والتقدير : ضربي إياه واقع إذا وجد مهملا .

فوائد وتنبيهات :

1 ـ المراد بالوصف في قولهم " الحال وصف فضلة " ما دل على معنى وذات متصفة به ، وهو اسم الفاعل والمفعول ، والصفة المشبهة ، والمبالغة ، والتفضيل ،
والمقصود الوصف ولو تأويلا لتدخل الجملة ، وشبهها ، والحال الجامدة ، لتأويل ذلك كله بالمشتق .
2 ـ معنى كون الحال فضلة ، أي ليست مسندة ولا مسندا إليها ، لكن هذا لا يعنى أنه يصح الاستغناء عنها ، فقد تجيء الحال غير مستغنى عنها .
131 ـ كقوله تعالى { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين }1 .
ومنه قول الشاعر :
إنما الميت من يعيش كئيبا كاسفا باله قليل الرجاء
3 ـ الحال يذكر ، ويؤنث ، والأفصح في لفظه التذكير ، وفى وصفه وضميره التأنيث .
4 ـ الأصل فى الحال أن تكون نكرة ، وقد تجيء معرفة لفظا ، ولكنها مؤولة
بنكرة . نحو : جاء والدك وحده ، وادخلوا الأول فالأول ، وأرسلها العراك ، وجاءوا
الجماء الغفير . في الأمثلة السابقة نجد أن كلمة " وحده ، والأول ، والعراك ، والجماء " كل منها جاءت حالا معرفة لكنها مؤولة بنكرة ، والتقدير : جاء والدك
منفردا ، وادخلوا مرتين ، وأرسلها معتركة ، وجاؤوا جميعا .
5 ـ قد تأتي الحال بلفظ المعرف بالعلمية ، نحو : جاءت الخيل بدادا ، والتقدير :
متبددة . فكلمة " بداد " في الأصل علم من جنس التبدد والتفرق ، ومثلها كلمة " الفجار " علم للفجرة.
ــــــــــــــ
1 ـ 16 الأنبياء .

6 ـ قد تأتي الحال مصدرا ، والتخريج لها في ذلك ، أن تكون مؤولة بالوصف ،
نحو : حضر الولد جريا ، ومات قهرا ، والتقدير : حضر الولد جاريا ، ومات
مقهوراً ، وهو سماعي عند كثير من النحاة ، وقد قاسه البعض ، وهناك من جعل المصدر في هذا الباب منصوبا على المفعولية المطلقة ، والعامل فيه محذوف ، والتقدير : حضر الولد يجري جريا ، ونحوه .
7 ـ إذا كان عامل الحال ظرفا أو جارا ومجرورا ، امتنع تقديم الحال على
عاملها ، مثال الظرف : أخوك عندك جالساً ، والبدوي بين الأشجار مقيماً .
ومثال المجرور : محمد في البيت منتظراً ، والمعلم في الفصل واقفاً .
نلاحظ أن كل الأحوال الواردة في الأمثلة السابقة ، لا يجوز تقديمها على عاملها الظرف أو الجار والمجرور .
8 ـ رغم امتناع تقديم الحال على عاملها الظرف ، أو الجار والمجرور ، ورد عن بعض النحاة آراء قائلة بجواز تقديمها ، إذا توسطت الحال بين عاملها وصاحبها ،
نحو : محمد جالساً عندك ، والطالب واقفاً في الفصل ،
ومنه قوله تعالى ـ وقد أشرنا إليه في موضعه ونكرره للفائدة ـ
{ والسموات مطويات بيمينه }1 ،
132 ـ وقوله تعالى { ما في بطون هذه الأنعام خالصةً لذكورها }2 ، وهذا فيه اتفاق .
أما إذا تقدمت الحال على عاملها وصاحبها معا ، فهذا يمتنع مطلقا ، فلا يجوز
القول : جالسا محمدا عندك ، وواقفا الطالب في الفصل ، ومع ذلك أجازه الأخفش واستدل عليه 133 ـ بقوله تعالى { هنالك الولاية لله الحق }3 .
" فهنالك " ظرف في محل نصب حال تقدمت على عاملها وصاحبها معا ، والولاية مبتدأ ، ولله في محل رفع خبر .
ــــــــــ
1 ـ 67 الزمر . 2 ـ 139 الأنعام .
3 ـ 44 الكهف .

9 ـ قد تتعدد الحال وصاحبها واحد ، كما هو الحال في تعدد الخبر للمبتدأ الواحد ،
نحو : جاء محمد راجلاً ضاحكاً ، وزحف الطفل متعثراً باكياً ،
79 ـ ومنه قول الشاعر :
عليَّ إذا ما جئتُ ليلى بخُفية زيارة بيت الله رجلانَ حافياً
* كما تتعدد الحال بتعدد صاحبها ، نحو : قابلت خليلا راكباً ماشياً ،
وصافحت الضيف واقفاً جالساً . في المثالين السابقين تكون الحال الأولى للاسم الذي
يسبقها ، والثانية للضمير المتصل بالفعل ، هذا إذا لم تأمن اللبس ، فإذا أمنت اللبس فقدم أيهما شئت .
وقد ورد تعدد الحال مجموعة في :
قوله تعالى : { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين }1 ،
وقوله تعالى { وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات }2 .
10 ـ إذا لم يكن للحال عامل من العوامل السابقة الذكر، فلا يصح وقوعه ، فإذا
قلنا : خالد صديقك قادما ، ومحمد أخوك مهملا ، لا يجوز ، لأنه ليس في المثالين السابقين فعل أو ما تضمن معنى الفعل (3) ، والبعض يجيزه على تأويل أن صاحب الحال ضمير محذوف ، والتقدير : خالد صديقك أراه قادما ، ومحمد أخوك أعرفه مهملا(4) .
11 ـ قد يحذف عامل الحال سماعا ، نحو : هنيئاً لك ، والتقدير : هنأك هنيئا ، أو ثبت لك الخير هنيئا .
ـــــــــــــ
1 ـ 33 إبراهيم . 2 ـ 12 النحل .
3 ـ معجم القواعد العربية ، عبد الغنى الدقر ، ص 217 .
4 ـ التطبيق النحوي ، د : عبده الراجحي ص 628 .

12 ـ قد يحذف الحال إذا دلت عليه قرينة ، وأكثر ما يكون ذلك إذا كانت الحال قولا أغنى عنه ذكر المقول .
134 ـ كقوله تعالى { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم }1 .
والتقدير : قائلين سلام عليكم ،
ومنه قوله تعالى{ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا }2 . والتقدير : قائلين ربنا تقبل منا .
13 ـ هناك أحوال مركبة تركيب أحد عشر ، وغيرها من الأعداد المركبة ، وهى مبنية على فتح الجزأين ، إلا إذا كان جزؤه الأول ياء فيبنى على السكون ، وهذه الأحوال على نوعين :
أ ـ ما ركب مما أصله العطف ، نحو : تفرقوا شذر مذر ، والتقدير : متفرقين أو
مشتتين ، ومنه هذا جاري بيتَ بيتَ ، والتقدير : ملاصقا لي .
ب ـ ما ركب مما أصله الإضافة ، نحو : فعلته بادئ بدءَ ، والتقدير : فعلته مبدوءاً ، ومنه : تفرقوا أيدي سبأ ، والتقدير : مشتتين .
14 ـ يجوز الربط بالواو ، وتركها في الجملة الاسمية المقترنة بضمير صاحبها ،
نحو : حضر الطالب وكتابه في يده ، أو حضر الطالب كتابه في يده .
15 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي ، ومشتملة على ضمير صاحبها، رجح فيها الارتباط بالضمير ، وبالواو وقد معا ، نحو : انتصر القائد وقد
مات ، وجاء الرسول وقد أسرع .
وقد ترتبط بالضمير وقد دون الواو ، نحو : انتصر القائد قد مات .
80 ـ ومنه قول الشاعر :
وقفت بربع الدار قد غير البلى معارفها والساريات الهواطل
ــــــــــــــــــ
3 ـ 23 الرعد . 4 ـ 127 البقرة .

فالجملة الحالية " غير البلى معارفها " قد ربطت بالضمير وبقد دون الواو ،
وقد تربط بالضمير فقط ، نحو : هذه بضاعتنا ردت إلينا، فجملة الحال " ردت إلينا " الرابط فيها الضمير المستتر في " ردت " .
16 ـ أما إذا كانت الجملة الحالية ماضية منفية ، فالأرجح فيها أن تربط بالواو والضمير معا ، نحو : قدم والدك وما فعل شيئا ،
وقد تربط بالضمير فقط ، نحو : قدم والدك ما فعل شيئا .
17 ـ قدر بعض النحاة الواو الرابطة في الجملة الحالية بـ " إذ " ولا يقصد بالتقدير هنا أن تكون بمعناها ، لأنه لا يُرادف الحرف وهو " الواو " بالاسم وهو
" إذ " ، بل اعتبروا " الواو " وما بعدها مربوطة ، أو مقيدة بالعامل فيها لكونها حينئذ تفيد زمن وقوع الفعل فيعتاضوا بـ " إذ " عنها .
18 ـ قد يحذف الرابط لفظا ، ويكون حينئذ منويا ، نحو : اشتريت الحرير مترا
بدينار ، وبعت القطن ذراعا بريال ، والتقدير : مترا منه ، وذراعا منه ،
81 ـ ومنه قول الشاعر :
نصفَ النهارَ الماء غامره ورفيقه بالغيب ما يدري
والتقدير : والماء غامره .
19 ـ قد تشتبه الحال بالتمييز في مثل قولهم : لله دره فارساً ، و لله درك عالماً ، " ففارسا و عالما " في المثالين السابقين ونحوهما تمييز ، لأنه لم يقصد به تمييز الهيئه ، وإنما ذكر لبيان جنس المتعجب منه ، والهيئة مفهومة ضمنا ، ولو قلت : لله
دره من فارس ، لصح ، ولا يصح هذا في الحال . وليس مثل ما تقدم هو التمييز حقيقة ، وإنما هو صفته نابت عنه بعد حذفه ، والأصل " لله دره رجلا فارسا {1} .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ جامع الدروس العربية للغلاييني ، ج3 صـ 79 .

نماذج من الإعراب

104 ـ قال تعالى : { وأُلقى السحرة ساجدين }
وألقى : الواو حرف عطف ، ألقى فعل ماض مبنى للمجهول مبنى على الفتح .
السحرة : نائب فاعل مرفوع بالضمة .
ساجدين : حال منصوبة بالياء ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

105 ـ قال تعالى { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا }
أيحب : الهمزة للاستفهام التقريري حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب ، يحب فعل مضارع مرفوع بالضمة .
أحدكم : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أن يأكل : أن حرف مصدري ونصب مبنى على السكون لا محل له من الإعراب ، يأكل فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والمصدر المؤول بالصريح في محل نصب مفعول به ليحب ، والتقدير : أيحب أحدكم أكل .
لحم أخيه : لحم مفعول به ليأكل ، وهو مضاف ، وأخيه مضاف إليه مجرور بالياء ، لأنه من الأسماء الستة ، وأخي مضاف ، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .
ميتا : حال منصوبة بالفتحة .
لتكملة إعراب الحال انقر هنا
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الحادي عشر
التمييز

تعريفه :
اسم نكرة فضلة جامد بمعنى " من " يذكر لبيان ما قبله من اسم أو جملة ، أو ما يعرف " بالذات أو النسبة " .
مثال ما يبين الاسم " الذات " : اشتريت إردبا قمحاً ، وعندي خمسة عشر كتابا ،
135 ـ ومنه قوله تعالى : { تمتعوا في داركم ثلاثة أيام }1 .
ومثال ما يبين الجملة " النسبة " : محمد أكبر مني سناً ، وطاب الفائز نفساً ،
136 ـ ومنه قوله تعالى : { وكانوا أشد منهم قوةً }2 .
" فقمحا ، وكتابا ، وأيام ، وسنا ، ونفسا ، وقوة " كل منها جاء تمييزا ، أزال غموض الاسم الذي سبقه ، وبين المراد منه .
ويسمى الاسم الذي ورد لبيان ما قبله وأزال غموضه ، تمييزا ، أو مميِّزا ، أو تفسيرا أو مفسِّرا ، ويسمى الاسم الذي زال غموضه ، مميَّزا ، أو مفسَّرا .

أنواعه :
ينقسم التمييز عامة إلى قسمين : 1 ـ تمييز نسبة .2 ـ تمييز ذات .
أولا ـ تمييز نسبة ، أو جملة ، ويسمى ملحوظا :
وهو الاسم الذي يذكر لبيان الجملة المبهمة ، أو ما يعرف بالنسبة ،
نحو : فاض الكوب ماءً ، وزرعنا الأرض ذرةً .
وينقسم تمييز النسبة " الملحوظ " إلى قسمين :
* تمييز ملحوظ منقول أو محوَّل : وهو كل تمييز ملحوظ جاء منقولا عن الآتي :
ـــــــــــــ
1 ـ 65 هود . 2 ـ 44 فاطر .

1 ـ الفاعل ، نحو : طاب الرجل نفساً ،
137 ـ ومنه قوله تعالى { واشتعل الرأس شيباً }1،
وقوله تعالى : { فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً }2 .
تقدير الكلام في الأمثلة السابقة : طابت نفس الرجل ، وقس عليه .
2 ـ المفعول به ، نحو : رفعت الطالب منزلهً ، وجنينا الأرض قطناً ،
138 ـ ومنه قوله تعالى { وفجرنا الأرض عيوناً }3 .
والتقدير : رفعتُ منزلةَ الطالب ، وقس عليه .
3 ـ المبتدأ ، نحو : أخوك أحسن منك خلقاً ، ومحمد أغزر منك علماً ،
139 ـ ومنه قوله تعالى { الله أسرع مكراً }4 .
والتقدير : خلق أخوك أحسن من خلقك ، وقس عليه .
حكم هذا النوع من التمييز : واجب النصب .
* تمييز ملحوظ غير منقول أو محول : أي أنه غير منقول عن فاعل ، أو مفعول ،
أو مبتدأ ، بل هو كلمة جديدة تضاف إلى الجملة لكشف جهة غامضة في نسبة التعجب إلى المتعجب منه ، نحو : لله دره فارساً ، أو لله دره من فارس ،
ونحو : أكْرِم بمحمد عالماً ، وأكرم بمحمد من عالم ،
ونحو : وحسبك به ناصراً ، وحسبك به من ناصر ،
ونحو : وعظمت بطلاً ، وعظمت من بطل .
وهذا النوع من التمييز يجوز فيه النصب ، والجر كما هو واضح من الأمثلة
السابقة ، ومرد جواز النصب أو الجر ليزول اللبس فيه بين التمييز والحال ، فدخول " من " في مثل قولهم " لله دره من فارس " ، خلص الكلمة للتمييز ، وأبعدها عن شبهة الحال ، فإذا قلنا : أكرم به فارسا ، جاز في كلمة " فارس " النصب على التمييز ، أو الحال .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 4 مريم . 2 ـ 4 النساء . 3 ـ 12 القمر . 4 ـ 21 يونس .

140 ـ ومنه قوله تعالى : { ثم يخرجكم طفلاً }1 .
فقد أعرب بعض النحاة" طفلا " حالا ، وحسنوا ذلك ، وعليه قال ابن السراج : إن التمييز إذا لم يسم عددا معلوما : كالعشرين والثلاثين جاز تبيينه بالواحد للدلالة على الجنس ، وبالجمع إذا وقع الإلباس (2) .

العامل في التمييز الملحوظ :
هناك رأيان في نوع العامل في التمييز الملحوظ :
* الرأي الأول وهو الأرجح يرى أن العامل فيه هو نفس العامل الذي تضمنته الجملة .
* والرأي الثاني يقول : إن العامل فيه هو الجملة نفسها .
ثانيا ـ تمييز ذات أو مفرد ، ويسمى التمييز الملفوظ .
وهو الاسم النكرة الذي يذكر لبيان اسم قبله ، وينقسم إلى أربعة أنواع :
1 ـ تمييز العدد ، نحو : اشتريت خمس كراسات ، وعندي خمسة عشر كتاباً ،
141 ـ ومنه قوله تعالى : { إني رأيت أحد عشر كوكباً }3 .
2 ـ تمييز المقادير ، وينقسم إلى ثلاثة أنواع :
* تمييز وزن ، نحو : أعارني جاري رطلا زيتاً ، واشتريت كيلا عنباً .
* كيل ، نحو : بعت صاعا قمحاً ، وعندي أردب ذرةً .
* مساحة ، نحو : أملك فدانا أرضاً ، وابتعت مترا صوفاً .
3 ـ التمييز الواقع بعد شبه تلك المقادير ، نحو : عندي وعاء سمناً ،
وما في السماء موضع راحة سحاباً .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 5 الحج .
2 ـ الأصول في النحو ، لابن السراج ، ج1 ص 227 .
3 ـ 4 يوسف .

142 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }1 .
يلاحظ من الأمثلة السابقة أن كلمة " وعاء " ليست مما يكال به ، وإنما هو شبيه بالكيل ، ومثله كلمة " راحة " فليست من المساحة في شيء ، ولكنها تشبهها ، وقس عليه.
4 ـ ما كان فرعا للتمييز ، وهو كل اسم تفرع عن الأصل ، نحو : أملك خاتما فضةً ، ولبيتنا باب حديداً ، وهذا النوع من التمييز يجوز فيه الجر أيضا ، فنقول : أملك خاتم فضة ، أو من فضة ، ولبيتنا باب حديد ، أو باب من حديد .
العامل في التمييز الملفوظ هو المميز بلا خلاف .

فوائد وتنبيهات :

1 ـ يراعى في الاسم الواقع بعد اسم التفضيل وجوب النصب على التمييز ، إن لم يكن من جنس ما قبله ، لكونه فاعلا في المعنى ، نحو : محمد أسمى خلقاً ، وعلي
أكبر قدراً ، فالتمييز " خلقا ، وقدرا " في المثالين السابقين ونظائرها ، يصلح جعله فاعلا في المعنى بعد تحويل اسم التفضيل فعلا ، والتقدير : محمد سمى خلقه ، وعلي كبر قدره .
فإن كان التمييز من جنس ما قبله أو بعضا من جنس ما قبله ، أي لم يكن فاعلا في المعنى ، بحيث يصح وضع لفظ " بعض " مكانه ، وجب جره بالإضافة إلى أفعل ، نحو : أنت أكرم جارٍ ، وأخي أفضل معلمٍ ، فيصح أن نقول : أنت بعض الجيران ، أخي لا يجوز تقديم التمييز على عامله المميَّز إن كان ذاتا ، فلا يجوز في قولهم : عشرون درهماً ، أن نقول : درهما عشرون ، ولا في مثل قولهم : رطل عسلا ، أن نقول : عسلا رطل .
ــــــــــــــــ
1 ـ 8 الزلزلة .

ولا يجوز تقديمه على عامله إن كان فعلا جامدا ، نحو : ما أكرمه رجلا ! فلا يجوز أن نقول : رجلا ما أكرمه ، ونحو : نعم محمد صديقا ، فلا نقول : صديقا نعم محمد ، ولكن يجوز توسطه بين العامل ومرفوعه إذا كان العامل فعلا متصرفا ، نحو : طاب نفساً محمد ، وعظم خلقاً خليل .
بل وجوز بعض النحاة تقديمه على عامله إذا كان فعلا متصرفا {1} ،
نحو : نفسا طاب محمد ، وشيبا اشتعل الرأس ،
82 ـ ومنه قول الشاعر المخبل السعدي ، وقيل لغيره :
أتهجر ليلى بالفراق حبيبها ؟ وما كان نفسا بالفراق تطيب
3 ـ الأصل في التمييز أن يكون جامدا ، ويجوز فيه أن يأتي مشتقا ، وذلك إذا كان
وصفا ناب عن موصوفه ، نحو : لله درك عالماً ، ولله دره فارساً ، وأصل الكلام : لله درك رجلا
عالما ، ولله دره رجلا فارسا .
4 ـ الأصل في التمييز أن يكون نكرة ، ويجوز فيه أن يأتي معرفة لفظا ، ولكنه يؤول بمعنى
النكرة ، نحو : طبت النفس ، والتقدير : طبت نفسا .
143 ـ ومنه قوله تعالى : { إلا من سفه نفسه }2 .
وقوله تعالى : { وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها }3 .
83 ـ ومنه قول الشاعر رشيد بن شهاب اليشكري :
رأيتك لما أن عــرفت وجـوهنا صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو
5 ـ قد يأتي التمييز للتأكيد ، لا لإزالة الإبهام ، نحو : أملك من المجلدات خمسين
مجلدا ، ومنه قوله تعالى { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا }4 .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ أجازه الكسائي والمازني والمبرد ، ومنعه سيبويه ، وأكثر النحاة .
2 ـ 130 البقرة . 3 ـ 58 القصص .
4 ـ 58 القصص .

" فمجلدا ، وشهرا " كل منها جاء تمييزا الغرض منه التوكيد ، وليس إزالة الإبهام ،
84 ـ ومنه قول الشاعر :
والتغلبيون بئس الفحل فحلهُمُ فحلا ، وأمهُمُ زلاّء منطيق
5 ـ لا يكون التمييز إلاّ اسما صريحا ، ولا يجيء جملة ، ولا شبه جملة .
6 ـ لا يجوز تعدد التمييز ، فلا يصح أن نقول : عندي رطل خلا زيتا .
7 ـ في مثل قولهم : امتلأ الأناء ماء ، " فماء " تمييز ، وهو مميز للشيء الذي ملأ الإناء . ومثله قولهم : يالك رجلا ! ويالها مدينة !

تمييز العدد

ينقسم تمييز العدد إلى قسمين :
1 ـ تمييز العدد الصريح . 2 ـ تمييز كنايات العدد .
تمييز العدد الصريح هو ما جاء ليصف اسما قبله بلفظه الصريح ،
نحو : اشتريت خمسة كتبٍ .
أما تمييز كنايات العدد ، هو ما جاء للتعبير عن شيء معين بلفظ غير صريح للدلالة عليه ، ومن ألفاظ كنايات العدد : " كم " الاستفهامية ، والخبرية ، و كأيٍّ أو كأين ، وكذا ، وكيت ، وذيت ، وبضع ، ونيف .

أولا تمييز العدد الصريح :
تذكيره وتأنيثه :
لابد للعدد أن يذكر ويؤنت وفقا لتذكير التمييز وتأنيثه ، وذلك حسب المكونات العددية الآتية :
1 ـ العددان : واحد واثنان ، يذكران مع المذكر ، ويؤنثان مع المؤنث .
نحو : جاء رجل واحد ، وجاء رجلان اثنان ، ووصلت امرأة واحدة ،
ووصلت امرأتان اثنتان . ويكون هذا في العدد المفرد ، كما في الأمثلة السابقة ، وفى العدد المركب ، نحو : سافر أحد عشر رجلا ، وحضر الحفل إحدى عشرة
فتاة ، وحضر إلى المدرسة واحد وعشرون طالبا ، وحضرت إلى المدرسة إحدى وثلاثون طالبة.
ومنه قوله تعالى : { أحد عشر كوكبا }1 ، وقوله تعالى : { اثنا عشر شهرا }2 ،
ـــــــــــــــ
1 ـ 4 يوسف . 2 ـ 36 التوبة .

وقوله تعالى { اثنتا عشر عينا }1 ، وقوله تعالى { اثني عشر نقيبا }2 ،
وقوله تعالى { اثنتي عشرة أسباطا }3 .
2 ـ الأعداد من ثلاثة إلى تسعة ، يخالف العدد المعدود ، فهي تذكر مع المعدود المؤنث ، وتؤنث مع المعدود المذكر .
نحو : أكلت ثلاثة تفاحاتٍ ، وعندي تسع كراساتٍ .
ونحو : أمضيت في المدينة خمسة أيامٍ ، وأرسلت أربعة خطاباتٍ .
* وإذا كان العدد مركبا خالف الجزء الأول من العدد المعدود تذكيرا وتأنيثا وطابقه الجزء الثاني .
نحو : حضر ثلاث عشرة طالبة ، وسافر تسعة عشر طالبا .
* وإذا كان العدد معطوفا خالف الجزء الأول المعدود وبقى لفظ العقد على حاله ، لأن صورته
لا تتغير . نحو : ذهب في الرحلة أربع وخمسون طالبةً ،
ونحو : وتغيب عن الحفل الختامي ستة وأربعون طالباً .
3 ـ العدد عشرة : يخالف العدد عشرة إذا كان مفردا معدوده تذكيرا وتأنيثا .
نحو : غادر مقر الاجتماع عشرة رجال ، وحضر الحفل عشر نساء .
* أما إذا كانت مركبة فتوافق المعدود كما ذكرنا ، نحو : اشتريت خمسة عشر
قلماً ، وقرأت أربع عشرة سورة .
4 ـ ألفاظ العقود : وهي عشرون وثلاثون إلى تسعين ، وكذلك المائة والألف ، لا تتغير صورتها مع المعدود ، فتبقى كما هي تذكيرا وتأنيثا .
نحو : في مكتبتنا تسعون مجلداً ، وفى مكتبتنا عشرون صحيفةً .
ونحو : اشترك في المهرجان مئة طالب ، واشترك في المهرجان مئة طالبة .
ونحو : في المكتبة ألف كتاب ، وفى الحديقة ألف شجرة .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 60 البقرة . 2 ـ 12 المائدة .
3 ـ 160 الأعراف .

صياغة العدد على وزن " فاعل " :
* يصاغ العدد على وزن فاعل للدلالة على الترتيب ، من اثنين وعشرة وما بينهما ، ويسمى العدد الوصفي ، ويكون نعتا لمعدوده ، ويطابقه في التذكير والتأنيث ، والتعريف والتنكير ، والإعراب .
نحو : فاز محمد بالمركز الثاني ، وفازت فاطمة بالمرتبة الثانية ،
ونال أخى الترتيب الخامس ، وقرأت المتسابقة السورة العاشرة .
* أما العدد " واحد وواحدة " فيعدل عنهما بالأول للمذكر والأولى للمؤنث .
نحو : فاز صديقي بالمركز الأول ، وفازت عائشة بالمرتبة الأولى .
* وإذا كان العدد " واحد وواحدة " مركبا أو معطوفا فلا يعدل بهما .
نحو : قرأت الفصل الحادي عشر ، وقرأت الآية الحادية عشرة من سورة البقرة .
وانقضى اليوم الحادي والعشرين من الشهر ، وهلت علينا الليلة الحادية والعشرون .
* وإذا كان العدد مركبا أو معطوفا صيغ الجزء الأول فقط على وزن فاعل ، ويبنى المركب منه على فتح الجزأين . نحو: ولد الرسول الكريم في اليوم الثاني عشر من
شهر ربيع الأول . نحو : سافر الفوج الثاني عشر والثالث عشر من حجاج البحر .
وقرأت القصيدة الثانية عشرة ، والتاسعة عشرة من ديوان المتنبي .
* ويكون معربا فيما عدا ذلك .
نحو: انتهيت إلى الحزب الثاني والعشرين من القرآن الكريم .
وقرأ المتسابق الآية السابعة والستين من سورة الأعراف .

تعريف العدد وتنكيره :
يأتي العدد نكرة كما مثلنا سابقا ، ويأتي معرفا بأل في المواضع التالية :
1 ـ إذا كان العدد مركبا تدخل أل على الجزء الأول منه .
نحو : وصل الثلاثة عشر لاعبا الذين شاركوا في مباراة الأمس .
2 ـ إذا كان العدد معطوفا تدخل أل على المعطوف والمعطوف عليه .
نحو : اشترك في الرحلة الخمسة والأربعون طالبا .
3 ـ إذا كان العدد مضافا ، تدخل أل على المضاف إليه .
نحو : تفوق في المسابقة خمسة الطلاب الأوائل .
4 ـ إذا كان العدد من ألفاظ العقود تدخل أل عليه .
نحو : قرأت العشرين آية المقررة في المسابقة .

قراءة العدد :
إذا أردنا قراءة الأعداد أو كتابتها ، يجوز لنا أن نبدأ بالمرتبة الصغرى ، أو الكبرى
في الأعداد التي تزيد عن المائة والألف ومضاعفاتهما .
فلو أردنا قراءة العدد " 135 " كتاب أو صحيفة ، أو كتابته ، فإنه يكون على النحو
الآتي : في المكتبة خمسة وثلاثون ومائة كتابٍ . وفي المكتبة خمس وثلاثون ومائة
صحيفة ، ويصح أن نقول : في المكتبة مائة وخمسة وثلاثون كتاباً .
وفى المكتبة مائة وخمس وثلاثون صحيفةً .
والعدد " 1654 " ريال أو رسالة ، يقرأ ويكتب هكذا :
سحبت من البنك أربعة وخمسين وستمائة وألف ريالٍ .
وسحبت من البنك ألفا وستمائة وأربعة وخمسين ريالاً .
وصل البريد أربع وخمسون وستمائة وألف رسالةٍ .
ووصل البريد ألف وستمائة وأربع وخمسون رسالةً .
والعدد " 1537624 " كتاب .
طبعت الوزارة أربعة وعشرين وستمائة وسبعة وثلاثين وخمسمائة ألف ومليون
كتاب ، وطبعت الوزارة مليونا وخمسمائة وسبعة وثلاثين ألفا وستمائة وأربعة وعشرين كتاباً .
تنبيه :
يكون التمييز تابعا لآخر رقم تنتهي به القراءة أو الكتابة .
حالات إعراب تمييز العدد :
1 ـ العدد من ثلاثة إلى عشرة يكون تمييزه جمعا مجرورا هذا على المشهور والصحيح أن يعرب المعدود في هذا المقام مضافا إليه .
نحو : معي ثلاثة أقلامٍ ، وفى الحقيبة عشر كراساتٍ .
2 ـ العدد من أحد عشر إلى تسع وتسعين يكون تمييزه مفردا منصوبا .
نحو : سافر أحد عشر حاجاً ،
ومنه قوله تعالى { إني رأيت أحد عشر كوكباً }1 .
ونحو : في الحديقة سبع وعشرون شجرةً ،
ومنه قوله تعالى { هذا أخي له تسع وتسعون نعجةً }2 .
3 ـ العدد مئة وألف ومضاعفاتها يكون تمييزها مفردا مجرورا بالإضافة أيضا .
نحو : يرتاد المكتبة مئة طالبٍ ، وفي المزرعة مئة شجرةٍ .
ونحو : في المكتبة خمسة آلاف كتابٍ ، ووصل إلى مكة ألف حاجةٍ .

حالات إعراب العدد :
1 ـ العددان واحد واثنان لايأتيان إلا بعد المعدود ويعربان صفة له .
نحو : وصل رجلٌ واحدٌ ، وفاز طالبان اثنان . وغالبا لايستعملهما العرب ، ويكتفون
بذكر المعدود مفردا أو مثنى للدلالة عليهما . نحو : دخل القاعة رجلٌ ،
وغادرها اثنان .
ــــــــــــــ
1 ـ 4 يوسف . 2 ـ 23 ص .

ولا يصح تقديمهما على المعدود ، فلا نقول : وصل واحد رجل ، وقام اثنان رجلان .
2 ـ العدد من ثلاثة إلى عشرة ، والمائة والألف تعرب حسب موقعها من الجملة ، فقد تعرب فاعلا ، نحو : استشهد في المعركة أربعةُ جنود ، وحضر الحفل مائةُ زائر .
وقد تعرب مفعولا به ، نحو : رأيت تسعَ سيارات تسير في قافلة .
أو مبتدأ ، نحو : لدى ثلاثةُ أصدقاء .
ومنه قوله تعالى { في كل سنبلة مائة حبة }1
أو خبرا ، نحو : هذه عشرةُ أقلام .
ومنه قوله تعالى : { تلك عشرة كاملة }2 .
أو مضافا إليه ، نحو: حان وصول خمسةِ لاعبين للاشتراك في المباراة ،
ومنه قوله تعالى : { إطعام عشرةِ مساكين }3 .
3 ـ الأعداد المركبة : تكون مبنية على فتح الجزأين ، نحو : وصل أحدَ عشرَ
زائراً ، وسلمت على تسعةَ عشرَ ضيفا ، ومنه قوله تعالى { عليها تسعةَ عسرَ }4 .
ما عدا العدد " اثنان " مفردا أو مركبا فإنه يعرب إعراب المثنى ، يرفع بالألف وينصب ويجر
بالياء ، نحو : اشترك طالبان اثنان في مسابقة القرآن الكريم ، وكرمت المدرسة فائزين اثنين ، وأثنت المديرة على طالبتين اثنتين .
ونحو قوله تعالى : { إن عدة الشهور اثنا عشر شهرا }5 ،
وقوله تعالى : { وبعثنا فيهم اثني عشر نقيبا}6 ،
ونحو : مررت باثني عشر معلما .
ــــــــــــ
1 ـ 261 البقرة . 2 ـ 196 البقرة . 3 ـ 89 المائدة .
4 ـ 30 المدثر . 5 ـ 36 التوبة . 6 ـ 12 المائدة .

4 ـ ألفاظ العقود : تعرب حسب موقعها من الجملة ، إعراب الملحق بجمع المذكر السالم ، ترفع بالواو نحو : حضر عشرون مدرسا ، وتنصب وتجر بالياء ، نحو :
ابتعت ثلاثين كتاباً ،
ومنه قوله تعالى : { إنها محرمة عليهم أربعين سنة }1 .
146 ـ وقوله تعالى : { واختار موسى قومه سبعين رجلا }2 .
وقوله تعالى : { فتم ميقات ربه أربعين ليلة }3 .
ونحو : اشتريت ثوبا بأربعين ريالا .
5 ـ الأعداد المعطوفة من واحد وعشرين إلى تسع وتسعين : يعرب العدد المعطوف إعراب ما قبله رفعا ونصبا وجرا .
نحو : سافر ثلاثة وعشرون مبتعثا ، وكرمت المدرسة أربعا وثلاثين طالبة ،
واطلعت في المكتبة على سبعة وعشرين كتابا .

فوائد وتنبيهات :

1 ـ لاستعمال العدد " 8 " عدة حالات .
أ ـ إذا كان مفردا :
* إن كان مضافا بقيت ياؤه ، نحو : جاء ثمانية رجال ، ورأيت ثماني نساء .
* إن عريَّ عن الإضافة وكان المعدود مذكرا بقيت ياؤه مع تأنيثه ،
نحو : حضر من الطلبة ثمانية ، وصافحت من المدرسين ثمانية .
* وإن عريَّ عن الإضافة ، وكان المعدود مؤنثا ، عومل معاملة الاسم المنقوص
( تحذف ياؤه في حالتي الرفع والجر ) .
ــــــــــــــــ
1 ـ 26 المائدة . 2 ـ 155 الأعراف .
3 ـ 142 الأعراف .

نحو : حضر من الطالبات ثمانٍ ، ومررت بثمانٍ ،
ومنه قول الشاعر في حالة الرفع :
لها اثنان أربع حسان وأربع فتغرها ثمانُ
والنصب نحو : اشتريت من الكراسات ثمانيا .
كما يجوز منعه من الصرف ، نحو : غرست من الشجرات ثمانيَ .
ب ـ إن كان العدد " 8 " ثمانية مركبا ، أو معطوفا فله عدة حالات أيضا .
* إن كان معطوفا والمعدود مذكرا تفتح ياؤه ، نحو : اشتريت ثمانياً وعشرين كتابا.
* وتسكن ياؤه إن كان مركبا والمعدود مؤنثا مرفوعا أو مجرورا .
الرفع نحو : تخرج من الجامعة ثمانيْ عشرة طالبة .
والجر نحو : التقت المديرة بثمانيْ عشرة معلمة .
* وتحذف ياؤه مع كسر النون وفتحها في حالة النصب .
نحو : حفظت ثمانَ عشرة آية ، وصافحت ثمانِ عشرة زائرة ،
ومنه قول الشاعر :
ولقد شربت ثمانيا وثمانيا وثمانَِ عشرة واثنتين وأربعا
2 ـ الأعداد المفردة من ثلاثة إلى تسعة تخالف المعدود تذكيرا وتأنيثا ، كما ذكرنا ، ومرد التذكير والتأنيث فيها إلى المفرد من لفظ المعدود .
نحو : هذه خمسة خطابات .
فكلمة " خطابات " جمع مؤنث سالم ، ومفردها " خطاب " ، وهو مفرد مذكر ، لذلك راعينا لفظ المفرد دون غيره ، فخالف العدد المعدود في التركيب السابق .
ونحو : أمضيت في مكة المكرمة سبع ليال .
" فليال " جمع " ليلة " ، وليلة مفرد مؤنث ، لذلك ذكّرنا العدد مع جمعها ، على الرغم أنه يوحي بالتذكير . ونحو : أعطيت البائع تسعة دريهمات ،
وفي قريتنا ثلاثة جبيلات .
ومنه قوله تعالى : { يأكلهن سبع عجاف }1 .
2 ـ تمييز الثلاثة إلى العشرة ، إن كان اسم جمع ، كقوم ، ورهط ، أو اسم جنس ، كشجر ، وتمر ، وواحده شجرة ، وتمرة ، يجوز جره بمن ، نحو : جاء أربعة من
القوم ، وأكلت خمسة من التمر ، ومنه قوله تعالى { فخذ أربعة من الطير }2 .
ويجوز جره بالإضافة ، نحو قوله تعالى { وكان في المدينة تسعة رهط }3 .
85 ـ ومنه قول الشاعر :
ثلاثة أنفس وثلاث ذود لقد جار الزمان على عيالي (4)
3 ـ الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر ما عدا اثني عشر ، تعرب بالبناء على فتح الجزأين ، وسبب بناء العجز تضمنه معنى حرف العطف .
نحو : جاء خمسة عشر طالبا .
من هنا كان سبب إعراب صدر العدد " اثني عشر " وعدم بنائه مطلقا ، والسبب فى ذلك وقوع العجز من الصدر موقع النون ، وما قبل النون يكون دائما محل إعراب لا محل بناء ، والدليل على موقع العجز من الصدر في " اثني عشر " موقع النون ، عدم الإضافة كما هو الحال في قولنا : أحد عشرك ، وخمسة عشرك ، فلا تقول :
اثني عشرك ، لعدم الإضافة كما ذكرنا .
4 ـ يجوز في الأعداد المركبة إضافتها إلى غير مميز ، نحو : هذه ثلاثة عشر
خالدٍ ، ما عدا " اثني عشر " فإنه لا يضاف ، وإذا أضيف العدد المركب ، فالأكثر أن يبقى الجزءان على بنائهما ، نحو : هذه ستةَ عشرَك ، بفتح الجزأين في جميع الحالات ، وقد يعرب العجز مع بقاء الصدر على بنائه ، نحو : هذه خمسة عشرِك ، بجعل عشر مضافا إليه لخمسة .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 12 يوسف . 2 ـ 260 البقرة . 3 ـ 48 النمل .
4 ـ الزود من الإبل ما كان بين الثلاثة والعشرة .

5 ـ يعطف على ألفاظ العقود كلمة " نيِّف " وهى كناية عن عدد مبهم من واحد إلى
تسعة ، وتكون بلفظ المذكر دائما . نحو : وصل عشرون متسابقا ونيف .
6 ـ العددان "1 ، 2 " واحد واثنان لا يضافان إلى مفرد مطلقا ، فلا نقول : واحد رجلٍ ، أو واحدة بنتٍ .
* كما يستعمل العدد " 1 " واحد مع العشرة بصيغة أحد ، وإحدى فقط .
نحو : أحد عشر ، وإحدى عشرة .
* أما العدد " 2 " اثنان فيستعمل مع العشرة بالتوافق ، مؤنث مع المؤنث ، ومذكر مع المذكر . نحو : اثنا عشر ، واثنتا عشرة .
* ومع ألفاظ العقود يستعمل كل من العددين " 1 " ، و" 2 " واحد ، واثنين ، معطوفا عليه .
نحو : واحد وعشرون ، أو الحادي والعشرون ، بوجوب التعريف إذا كان لفظ العقد معرفا ، ويصح التنكير في العددين ، نحو : حادي وعشرون .
ونحو : واحدة وعشرون ، والحادية والعشرون ، وحادية وعشرون .
وكذا مع العدد " 2 " اثنين ، نحو : اثنان وعشرون ، أو اثنتان وعشرون ، أو ثنتان وعشرون .
8 ـ إذا قصد من الوصف بعض عدده أضيف إليه ، نحو : كان محمد ثاني اثنين ،
وإبراهيم رابع أربعة .
147 ـ ومنه قوله تعالى : { إذ أخرجه الذين كفروا ثانيَ اثنين }1 .
وقوله تعالى : { لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثةٍ }2 .
9 ـ أن الوصف العددي لا يصاغ من ألفاظ العدد ، وإنما صياغته من الثّلْث ،
والرَّبع ، والعَشر . . . الخ .
10 ـ يجوز صياغة الوصف من العدد المعطوف عليه لفظ عقدي .
ـــــــــــــــ
1 ـ 40 التوبة . 2 ـ 73 المائدة .

نحو : هذا ثالث ثلاثة وعشرين ، وذاك خامس خمسة وثلاثين ،
وذلك بإضافة " ثلاثة وعشرين " إلى الوصف " ثالث " ، وقس عليه المثال الثاني .
11 ـ يجب عطف ألفاظ العقود من عشرين إلى تسعين ، على اسم الفاعل العددي بحالتيه ، نحو : جاء الطالب الخامس والعشرون ، وكافأت الطالب الخامس
والعشرين ، ونحو : فازت الطالبة الحادية والعشرون .
وفى تلك الأحوال لا يجوز حذف واو العطف ، إذ لا يجوز القول :
جاء الطالب الحادي العشرون ، أو جاء خامس عشرون ،
كما هو الحال في قولنا : الحادي عشر ، والرابع عشر .
12 ـ إذا تأخر العدد عن المعدود جاز فيه التذكير والتأنيث .
نحو : جاء رجال ثلاثة ، وجاء رجال ثلاث .
واتباع الأحكام التي سبق ذكرها حسب قواعد العدد أفضل .
فالأحسن أن نقول : جاء رجال خمسة ، وكرمت المعلمة طالبات خمسا.
13 ـ إذا أضيف العدد المفرد فيه ثلاثة أوجه :
* إدخال " أل " التعريف على المضاف إليه ، وهذا أفضل وجه ،
نحو : جاء خمسة الرجال ، وكافأت ثلاث الطالبات .
* إدخال " أل " التعريف على العدد والمعدود معا ، أي على المضاف والمضاف
إليه ، نحو : وصل الأربعة الفائزون ، والتقيت بالخمس الفائزات .
* إدخال " أل " التعريف على المضاف دون المضاف إليه ،
نحو : جاء التسعة لاعبين ، وشاهدت الثلاث مباريات .
14 ـ أما إذا كان العدد مركبا فالأفضل إدخال " أل " التعريف على الجزء الأول
منه ، نحو : غادر القاعة السبعة عشر رجلا ، وحضر الاجتماع الخمس عشرة معلمة .
15 ـ إذا كان العدد من ألفاظ العقود دخلت " أل " التعريف عليه مطلقا .
نحو : سافر الثمانون حاجا ، وأثمرت العشرون شجرة .
16 ـ في حالة العطف على ألفاظ العقود ، تدخل " أل " على المعطوف والمعطوف عليه ، نحو : قدم الخمسة والتسعون حاجا ، وغادرت الخمس والسبعون حاجة .
17 ـ يتفق الحال والتمييز في عدة أمور هي :
الاسمية ، والتنكير ، والفضلة ، والنصب ، وإزالة الإبهام .
فكل منهما فضلة منصوب رافع للإبهام .
18 ـ ويفترقان في عدة أمور هي :
* يجيء الحال جملة ، أو شبه جملة ، ولا يكون التمييز إلا اسما مفردا .
* الحال قد يتوقف عليه معنى الكلام .
نحو قوله تعالى : { وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين }1 .
والتمييز ليس كذلك .
* الحال مبينة للهيئات ، والتمييز مبين للذوات والنسب .
* تتقدم الحال على عاملها إذا كان فعلا متصرفا ، أو وصفا شبيها بالفعل ، ولا يجوز تقديم التمييز على عاملها في الرأي الصحيح .
* يجوز تعدد الحال ، ولا يجوز تعدد التمييز .
* حق الحال الاشتقاق ، وحق التمييز الجمود ، وقد يتعاكسان ، فتأتي الحال جامدة ،
نحو : جئت ركضا .
148 ـ ومنه قوله تعالى { يأتينك سعيا }2 .
ويأتي التمييز مشتقا :
نحو : " لله دره فارسا " ، لذلك يجوز جر التمييز المشتق " بمن " لتفريقها عن الحال
فنقول : " لله دره من فارس " .
ــــــــــــ
1 ـ 38 الدخان . 2 ـ 260 البقرة .

* تأتى الحال مؤكدة لعاملها ، والتمييز خلاف ذلك .
* تتضمن الحال معنى " في " ، وتتضمن التمييز معنى " من " .
19 ـ لا يجوز الفصل بين العدد وتمييزه ، إلا في الضرورة الشعرية ، فلا يجوز أن نقول : شاهدت ثلاثة عشر يتدربون لاعبا .
20 ـ لا فرق في التذكير ، والتأنيث بين أن يكون العدد مقدما ، أو مؤخرا ،
نحو : زارني ثلاثة رجال وخمس نساء ، أو : زارني رجال ثلاثة ونساء خمس .

للاستزادة من التمييز انقر هنا
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الجزء الخامس
الفصل الأول
المجرورات

أولا ـ المجرور بحرف الجر :

تعريف حرف الجر :
يعرف أكثر النحاة المتقدمين حرف الجر بأنه : ما دل على معنى في غيره ، أي بارتباطه مع غيره من الكلام . والواقع أن الحروف عموما ، ومنها حرف الجر تدل على معان سواء ارتبطت بغيها ، أم لم ترتبط ، وقد أوضحنا ذلك مفصلا في باب الأحرف . والدليل على أن كثيرا من أحرف الجر يفاد منها المعنى المطلوب سواء أكانت ابتداء ، أم تبعيضا ، مثل " من " ، أو غاية مثل " إلى ، وحتى " ، وهناك أيضا بعض التراكيب في اللغة العربية دليل على أن حرف الجر يفيد معنى في ذاته ، ومنه قولهم : " رغبت في " ، فحرف الجر " في " هو الذي حدد المعنى المراد في التركيب السابق ، وهو الرغبة في الشيء ، وقولهم : " رغبت عن " نجد أن حرف الجر عن هو الذي حدد عدم الرغبة في الشيء .

علة تسمية الجار والمجرور بشبه الجملة ، وضرورة تعلقه بغيره : ـ
إن الجار والمجرور ، وكذلك الظرف ـ سبق الحديث ـ يسمى في اللغة العربية ، وفي غيرها من اللغات الأخرى بشبه الجملة ، وأن هذه التسمية تعود لأسباب أهمها : أن الجار والمجرور لا يؤديان في الكلام إلى معنى مستقل ، ولكن هذا المعنى الذي يؤديانه يكون فرعيا ، لذلك تكون الجملة ناقصة ، ولنقصانها أطلق عليها شبه جملة ، أي : جملة غير مكتملة لأداء المعنى ، كما أن الجار والمجرور ينوبان في الأغلب الأعم عن الجملة وينتقل إليهما ضمير متعلقهما .
فعندما نقول : محمد في المدرسة .
يستفاد من ذلك : أن محمدا استقر في المدرسة ، فيكون الجار والمجرور قد ناب عن الخبر المحذوف ، وهو الفعل " استقر " وفاعله . وكذلك الحال بالنسبة للضمير المستتر في الفعل قد انتقل مضمرا أيضا إلى الجار والمجرور .
ومعنى أن الجار والمجرور لا بد أن يكون متعلقا ، لأنه ــ كما ذكرنا ــ لا يؤدي معنى كاملا في الجملة ، ولكن المعنى الذي يؤديه يكون فرعيا متمما للمعنى الذي يؤديه الفعل ، أو شبهه ، وهذا يعني أن الجار والمجرور يرتبط بمعنى الفعل ، أي يتعلق به . نحو : ذهب الطالب إلى المدرسة .
فالجار والمجرور تعلقا بالفعل " ذهب " ، أي أن شبه الجملة قد ارتبط بالحدث الذي دل عليه الفعل . لأن قولنا : ذهب الطالب . معنى أدته الجملة تأدية كاملة ، للدلالة على الحدث والزمن في آن واحد ، ولكن زيادة شبه الجملة " إلى المدرسة " معناه زيادة معنى فرعي إلى معنى الجملة السابقة ، وهذا المعنى الفرعي الذي حدد المكان الذي ذهب إليه الطالب لا بد أن يرتبط مع ما سبقه في الحدث الذي يدل عليه الفعل وكذلك المكان ، أو الحيز الذي أفده الاسم المجرور . ومن هنا نقول " إلى المدرسة " جار ومجرور متعلقان بالفعل " ذهب " ، أو شبه الجملة متعلق بالفعل " ذهب " .
وكذلك الحال إذا قلنا : الفلاح في الحقل . فالجار والمجرور ، أي شبه الجملة قد تعلق بمحذوف خبر للمبتدأ الذي هو " الفلاح " ، والجار والمجرور ليس في الأصل بالخبر ، لأنه لا بد من تعلقهما بما يدل على الحدث الذي أفاده المبتدأ . كما أوضحنا في الفعل .
وتقدير الخبر الذي تعلق به الجار والمجرور هو : كائن ، أو مستقر ، أو الفلاح كان ، أو استقر في الحقل .
ومما سبق يتضح أن شبه الجملة يتعلق بالفعل ، كما أنه يتعلق بما يشبه الفعل ، أي من كل كلمة تدل على حدث ، ومما تتعلق به شبه الجملة غير الفعل الآتي : ـ
1 ـ اسم الفعل . نحو : أف للغادر . للغادر جار ومجرور متعلقان باسم الفعل " أف ".
2 ـ اسم الفاعل . نحو : أنا مسافر على متن الطائرة .
" على متن " جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل " مسافر " .
3 ـ المصدر . نحو : أفضل القراءة في الصباح .
" في الصباح " جار ومجرور " شبه جملة " متعلقان بالمصدر " قراءة " .
4 ـ الصفة المشبهة . نحو : محمد شجاع في قول الحق .
" في قول " جار ومجرور متعلقان بالصفة المشبهة " شجاع " .
5 ـ بصيغة المبالغة . نحو : أنت حمال للضر .
1 ـ ومنه قوله تعالى : { فعال لما يريد }1 .
" لما " جار ومجرور متعلقان بصيغة المبالغة " فعال " .
6 ـ ويتعلق بالاسم الجامد المؤول بالمشتق .
نحو : أنت كالأسد في الشجاعة .
ومنه قول الشاعر :
أنت كالكلب في الوفاء وكالتيس في مقارعة الخصوم
الشاهد قوله : في الوفاء ، وفي مقارعة . فكل من الجار والمجرور قد تعلق بالاسم الجامد المؤول بالمشتق وهو : الكلب في صدر البيت لأنه بمعنى " أمين " ، والتيس في عجز البيت لأنه بمعنى " مقدام أو شجاع .
ــــــــــ
1 ـ 16 البروج .

أقسام الجار والمجرور :
تنقسم أحرف الجر من حيث العمل في الظاهر والمضمر إلى قسمين : ـ
أولا ـ ما يعمل في الظاهر ، والمضمر على حد سواء وهو : من ، إلى ، عن ، على ، في ، اللام ، الباء ، خلا ، عدا ، وحاشا .
مثال الاسم الظاهر : خرجت من المسجد .
2 ـ ومنه قوله تعالى : { وأعرض عن المشركين } 1 .
ومثال الضمير : أخذت منه القلم .
3 ـ ومنه قوله تعالى : { وهو الذي أنزل إليكم الكتاب } 2 .
وقوله تعالى : { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منا }3 .
ثانيا ـ ما يختص بالاسم الظاهر : ربَّ ، مذ ، منذ ، حتى ، الكاف ، واو القسم ، تاء القسم ، كي . نحو : رب ضارة نافعة . سأنتظرك مذ اللحظة .

أقسام حروف الجر من حيث الأصالة ، والزيادة : ـ
تنقسم أحرف الجر إلى ثلاثة أقسام على النحو التالي : ـ
1 ـ حروف جر أصلية :
هي التي تضيف المعنى الفرعي إلى ركني الجملة كما أوضحنا سابقا ، ولا بد من تعلقه . نحو : جلس محمد في البيت .
في البيت جار ومجرور متعلقان بالفعل " جلس " .
2 ـ حروف جر زائدة :
هي التي لا تضيف معنى فرعيا إلى ركني الجملة ، ولكنها تساعد على ربط
ـــــــــــــــ
1 ـ 106 الأنعام . 2 ـ 114 الأنعام .
3 ـ 39 النور .
الجملة وتقويتها ، ولا تتعلق البتة . نحو : ما التقيت بأحد .
بأحد : الباء حرف جر زائد ، وأحد مفعول به ، مجرور لفظا منصوب محلا . أو منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الحر الزائد .
4 ـ ومنه قوله تعالى : { لست عليهم بمسيطر }1 .
5 ـ وقوله تعالى : { وكفى بالله شهيدا }2 .
وحروف الجر التي تستعمل أصلية وزائدة هي : من ، الباء ، الكاف ، واللام .
3 ـ حروف جر شبيه بالزائد : وهي الحروف التي تضيف للجملة معنى جديدا ، ولكنها لا تتعلق بها . ولا يوجد حروف جر شبيهة بالزائدة إلا " ربَّ " .
نحو : رب قول أحسن من عمل .
رب : حرف جر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
قول : مبتدأ مرفوع الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
أحسن : خبر مرفوع بالضمة . من عمل : جار ومجرور متعلقان بـ : أحسن " .

معاني حروف الجر : ـ
حروف الجر واحد وعشرون حرفا ، منها ما يدخل في باب الحرف ، ومنها ما يدخل في باب الفعل ، ومنها ما هو شاذ في عمله ، وبعضها لا يجر إلا بشروط ، وقد أشرنا لكل منها في باب الحرف ، ويهمنا في هذا المقام أن نتحدث عن حروف الجر التي تعمل بلا قيد ولا شرط ، وبدون تكلف ، وهذا منهجنا في هذه الموسوعة ، وعيه تكون حروف الجر العاملة في اللغة العربية ، والتي في متناول الدارس أربعة عشر حرفا ممثلة في الآتي :
ــــــــــــــــ
1 ـ 22 الغاشية . 2 ـ 79 النساء .

من ، عن ، على ، في ، إلى ، مذ ، منذ ، رب ، الكاف ، اللام ، التاء ، الباء ، الواو ، وحتى . وإليك معانيها مفصلة .
أولا ـ من : تأتي لكثير من المعاني :
1 ـ لابتداء الغاية في الأمكنة ، والأزمنة .
ابتداء الغاية في الأمكنة . نحو : خرج المصلون من المسجد .
6 ـ ومنه قوله تعالى : { من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى }1 .
وقوله تعالى : { فأنزلنا من السماء ماء }2 .
وابتداء الغاية في الأزمنة وهو قليل . نحو : انتظرتك من الصباح حتى الظهيرة .
ومنه قوله تعالى : { لمسجد أسس على التقوى من أول يوم }3 .
فـ " من " في المجموعة الأولى جر جرَّ أسماء مكانية وهي كلمة : المسجد ، في المثال ، وفي الآية ، وذلك يعني ابتداء الغاية في تلك الأمكنة .
وفي المجموعة الثانية قد جرت أسماء زمانية وهي كلمة : الصباح ، وكلمة أول ، في كل من المثال ، والآية ، ومعنى " في " في هذه المجموعة يدل على ابتداء الغاية في تلك الأزمنة .
2 ـ تأتي للتبعيض ، وهو اقتطاع جزء من كل . نحو : أكلت من الطعام ، وأنفقت من المال .
7 ـ ومنه قوله تعالى : { حتى تنفقوا مما تحبون } 4 .
وقوله تعالى : { وبما أنفقوا من أموالهم }5 .
والدليل على اعتبار " من " تبعيضية فقد قرئت الآية { حتى تنفقوا مما تحبون } في بعض القراءات { حتى تنفقوا بعض ما تحبون } ، لأن من علامات ذلك أن تخلف
ـــــــــــــــ
1 ـ 1 الإسراء . 2 ـ 22 الحجر .
3 ـ 108 التوبة . 4 ـ 92 آل عمران .

" من " كلمة " بعض " .
ومنه قوله تعالى : { ومن الناس من يقول آمنا بالله }5 .
3 ـ لبيان الجنس : نحو : له عمامة من حرير . واشتريت ثوبا من قطن .
8 ـ ومنه قوله تعالى : { فاجتنبوا الرجس من الأوثان }1 .
وغالبا ما تأتي " من " التي تفيد التبعيض بعد " ما ، ومهما " لفرط إبهامهما ، وعلامة ذلك يصح أن يخلفها اسم الموصول .
9 ـ نحو قوله تعالى : { ما يفتح الله للناس من رحمة } 2 .
وقوله تعالى : { مهما تأتنا به من آية }3 .
وقوله تعالى : { من أساور من ذهب }4 .
4 ـ تأتي " من " للتعليل . نحو : جزع من الخوف ، وأرهق من العمل .
10 ـ ومنه قوله تعالى : { مما خطيئاتهم أغرقوا }5 .
وقوله تعالى : { كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة }6 .
وقوله تعالى : ر وأخواتكم من الرضاعة }7 .
5 ـ تأتي بمعنى البدل . نحو : قبلت بالغث من السمين .
11 ـ ومنه قوله تعالى : { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة }8 .
والمعنى أن الله يخاطب المؤمنين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ، ويعاتبهم ، ويوبخهم على هذا التخلف ، فهم قد رضوا بنعيم الدنيا ومتاعها الفاني بدل نعيم الآخرة ، وثوابها الباقي (9) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 33 النساء . 2 ـ 30 الحج . 3 ـ 2 فاطر .
4 ـ 132 الأعراف . 5 ـ 31 الكهف . 6 ـ 25 نوح .
7 ـ 50 ، 51 المدثر . 8 ـ 22 النساء . 9 ـ 38 التوبة .
10 ـ تفسير ابن كثير ج2 ص 35 . وصفوة التفاسير لمحمد الصابوني ج1 ص535 .

6 ـ للتأكيد . وهي من الزائدة ، بشرط أن يكون مجرورها :
أ ـ نكرة . ب ـ أن يسبقها نفي ، أو نهي ، أو استفهام بـ " هل " .
ويكون مجرورها النكرة فاعلا . نحو : لا يبخل من معلم بعلمه . هل تأخر من أحد ؟
12 ـ ومنه قوله تعالى : { ما يأتيهم من ذكر }1 .
أو مفعولا به . نحو : لم أر من زائر . هل أهملت من واجب .
13 ـ ومنه قوله تعالى : { هل تحسبن منهم من أحد }2 .
وقوله تعالى : { هل ترى من فطور }3 .
وقوله تعالى : { وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون }4 .
أو يكون مبتدأ . نحو : ليس للمهمل من منزلة . وما للسارق من أمان .
14 ـ ومنه قوله تعالى : { هل من خالق غير الله }5 .
وقوله تعالى : { وما له في الآخرة من خلاق }6 .
أو مفعولا مطلقا . نحو : ما أحسن إنسان من إحسان إلا أثابه الله .
7 ـ تأتي " من " بمعنى " في " نحو : سأرحل من أول الشهر .
والمعنى : في أول الشهر .
15 ـ ومنه قوله تعالى : { إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة }7 .
وقوله تعالى : { ماذا خلقوا من الأرض }8 .
8 ـ وتأتي بمعنى " إلى " . نحو : اقترب منك . أي إليك .
9 ـ تأتي بمعنى " الباء " . نحو : أمسكته من يده . أي : بيده .
16 ـ ومنه قوله تعالى : { ينظرون من طرف خفي }9 .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 2 الأنبياء . 2 ـ 98 مريم . 3 ـ 3 الملك .
4 ـ 208 النمل .5 ـ 3 فاطر . 6 ـ 200 البقرة .
7 ـ 9 الجمعة . 8 ـ 40 فاطر . 9 ـ 45 الشورى .

10 ـ وبمعنى " عن " . نحو : لا تبتعد من هذا المكان . أي : عن هذا المكان .
17 ـ ومنه قوله تعالى : { يا ويلتنا قد كنا في غفلة من هذا }1 .
11 ـ وبمعنى " على " . نحو : لعل الله ينصفنا من الظلم . والتقدير : على الظلم .
18 ـ ومنه قوله تعالى : { ونصرناه من القوم الذين كذبوا }2 .
ثانيا ـ " عن " ، تأتي لعدة معان :
1 ـ تكون للمجاورة . نحو : رحلت عن المدينة . ورغبت عن ودك . ورميت عن القوس .
2 ـ بمعنى البدل . نحو : قم عنب بهذا الأمر .
19 ـ ومنه قوله تعالى : { واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا }3 .
3 ـ بمعنى " بَعْدَ " . نحو : سحابة صيف عن قريب تقشع . أي : بعد قريب .
20 ـ ومنه قوله تعالى : { طبقا عن طبق }4 .
وقوله تعالى : { عما قليل ليصبحن نادمين }5 .
4 ـ وتأتي للتعليل 21 ـ نحو قوله تعالى : { وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك }6 .
وقوله تعالى : { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه }7 .
5 ـ بمعنى " على " . إذا رضيتم عني فلم أترككم .
22 ـ ومنه قوله تعالى : { فإنما يبخل عن نفسه }8 .
وقوله تعالى : { وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله }9 .
6 ـ وبمعنى " من " :23 ـ كقوله تعالى : { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده }10 .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 97 الأنبياء . 2 ـ 77 الأنبياء . 3 ـ 23 البقرة .
4 ـ 19 الانشقاق . 5 ـ 40 المؤمنون . 6 ـ 53 هود .
7 ـ 115 التوبة . 8 ـ 38 محمد . 9 ـ 8 الطلاق .
10 ـ 105 التوبة .

وقوله تعالى : { أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا }1 .
ثالثا ـ " على " ، تأتي لمعان أهمها :
1 ـ تأتي للاستعلاء الحسي . نحو : ركبت على الفرس ، ووضعت الكتاب على المنضدة . 24 ـ ومنه قوله تعالى : { على الأرائك ينظرون }2 .
وقوله تعالى : { وعلى الفلك تحملون }3 .
وللاستعلاء المعنوي . نحو : كنا على علم بقدومك .
25 ـ ومنه قوله تعالى : { فضلنا بعضهم على بعض }4 .
وقوله تعالى : { فأنزل الله سكينته على رسوله }5 .
2 ـ تأتي بمعنى المصاحبة .
26 ـ نحو قوله تعالى : { وآتي المال على حبه }6 .
وقوله تعالى : { وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم }7 .
3 ـ تأتي بمعنى الظرفية ، أي بمعنى ( في ) . نحو قولهم : أخذه على حين غرة .
27 ـ ومنه قوله تعالى : { أفتمارونه على ما يرى }8 .
4 ـ تأتي للتعليل .
28 ـ نحو قوله تعالى : { ولتكبروا الله على ما هداكم }9 .
5 ـ تأتي بمعنى الاستدراك . نحو : لم يحالفني الحظ على أنني لم أيأس .
واذهب إلى الحفل على أن تعود مبكرا .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 16 الأحقاف . 2 ـ 23 المطففين .
3 ـ 22 المؤمنون . 4 ـ 253 البقرة . 5 ـ 26 الفتح .
6 ـ 177 البقرة . 7 ـ 6 الرعد .
8 ـ 12 النجم . 9 ـ 185 البقرة .

ومنه قول الشاعر :
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا على أن قرب الدار خير من البعد
الشاهد قوله : " على أن " حيث استدرك بها حديثه في الشطر الأول من البيت .
6 ـ تتضمن على معنى ( عن ) . نحو : رضيت عنك .
2 ـ ومنه قول الشاعر :
إذا غضبت عليَّ بنو نمير حسبت الناس كلهم غضابا
7 ـ تتضمن معنى ( عن ) .
29 ـ نحو قوله تعالى : { إذا اكتالوا على الناس يستوفون }1 .
8 ـ وتتضمن معنى ( الباء ) . نحو : رميت على القوس .
والتقدير : مستعينا بها . ومنه قولهم : حريٌّ على أن تقول الصدق .
رابعا ـ " في " :
1 ـ تأتي للظرف الحقيقي . نحو : في الإبريق ماء .
والطالب في المدرسة .
30 ـ ومنه قوله تعالى : { يوم ينفخ في الصور }2 .
وقوله تعالى : { إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض }3 .
كما تأتي للظرف المجازي . نحو : نظرت في الأمر .
31 ـ ومنه قوله تعالى : { ولكم في القصاص حياة }4 .
وقوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة }5 .
2 ـ تأتي للتعليل . نحو : مات في مزاح . وقتل كليب في ناقة .
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " دخلت امرأة النار في هرة حبستها " .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ 2 المطففين .2 ـ 103 طه . 3 ـ 94 الكهف .
4 ـ 179 البقرة . 5 ـ 21 الأحزاب .

32 ـ ومنه قوله تعالى : { لمسكم فيما أخذتم }1 .
3 ـ تأتي للمصاحبة . نحو : خرج الأمير في موكبه .
33 ـ ومنه قوله تعالى : { قال ادخلوا في أمم }2 .
4 ـ تأتي للمقايسة . نحو : ما ذنبنا في عفوك إلا هفوة .
34 ـ ومنه قوله تعالى : { فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل }3 .
5 ـ تتضمن معنى ( على ) ، وتسمى " في " الاستعلائية .
35 ـ نحو قوله تعالى : { ولأصلبنكم في جذوع النخل }4 .
6 ـ تتضمن معنى " إلى " .
36 ـ نحو قوله تعالى : { فردوا أيديهم في أفواههم }5 .
7 ـ تتضمن معنى " الباء " . نحو : هو بصير في المسألة .
أنت خبير في شؤون الدولة .
3 ـ ومنه قول الشاعر :
بصيرون في طعن الأباهر والكلى
والتقدير : بطعن الأباهر والكلى .
8 ـ وتتضمن معنى " من " .
4 ـ كقول الشاعر :
وهل يَعِمنْ من كان أحدث عهده تلاقين شهرا في ثلاثة أحوال

خامسا ـ " إلى " :
1 ـ تأتي لانتهاء الغاية المكانية ، والزمانية . نحو : ذهبت إلى المدرسة .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 68 الأنفال . 2 ـ 38 الأعراف .
3 ـ 38 التوبة . 4 ـ 71 طه . 5 ـ 9 إبراهيم .

وصمت إلى العشاء .
37 ـ ومنه قوله تعالى { من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى }1 .
ومثال انتهاء الغاية الزمانية :
38 ـ قوله تعالى { وأتموا الصيام إلى الليل }2 .
2 ـ تأتي للمصاحبة . نحو : جلست إلى الضيف .
39 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم }3 .
3 ـ تأتي بمعنى " عند " . وهي المبينة لفاعلية مجرورها ، لذلك يسميها النحاة
البينة ، لأنها تبين أن مصحوبها فاعل لما قبلها ، وذلك بعدما يفيد حبا ، أو بغضا من أفعل تعجب ، أو تفضيل . نحو : ما أبغض الخائن إلىَّ ، والمطالعة أحب إلىَّ من اللعب .
40 ـ ومنه قوله تعالى : { ربِّ السجن أحب إلىَّ }4 .
4 ـ وتضمن " إلى " معنى " في " نحو قوله تعالى : { ليجعلكم إلى يوم القيامة }5 .
وتضمن معنى " اللام " نحو : تركت الأمر إليك . أي : لك .
ويقال إن " إلى " في هذا المقام تكون لانتهاء الغاية . أي : الأمر منته إليك .
سادسا ـ حتى : تأتي لانتهاء الغاية . نحو : سرت حتى الكعبة .
ويلاحظ من ذلك أن ما بعد حتى لم يدخل في حكم ما قبلها إلا إذا دلت عليه القرينة .
نحو : بذلت مالي حتى آخر درهم في سبيل العلم .
41 ـ ومنه قوله تعالى : { سلام هي حتى مطلع الفجر }6 .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 1 الإسراء . 2 ـ 187 البقرة .
3 ـ 2 النساء .4 ـ 33 يوسف .
5 ـ 87 النساء .6 ـ 5 الفجر .

سابعا ـ الكاف :
1 ـ تأتي للتشبيه ، وهذا هو الأصل في معانيها .
نحو : أنت شامخ كالطود . ومحمد كالأسد .
42 ـ ومنه قوله تعالى : { وردة كالدهان }1 .
2 ـ تأتي للتعليل .
43 ـ نحو قوله تعالى : { واذكروه كما هداكم }2 . أي : لهدايته إياكم .
3 ـ تأتي للتوكيد ، وهي الكاف الزائدة في الإعراب .
44 ـ نحو قوله تعالى : { ليس كمثله شيء }3 . والتقدير : ليس شيء مثله .
وتستعمل الكاف في التمثيل بما لا مثيل له . كأن تقول : " إن من الحروف ما لا يقبل الحركة كالألف " . ويقال لها كاف الاستقصاء .
4 ـ وتضمن الكاف معنى " على " وهي ما تعرف بكاف الاستعلاء . كأن تأتي الكاف في الإجابة على سؤال كالتالي : كيف أصبحت ؟ فتقول : كخير . أي : على خير .
ومنه قولهم : كن كما أنت . أي : ثابتا على ما أنت عليه .

ثامنا ـ اللام : للام معان كثيرة منها ما يمكن الاستفادة منه في الحياة العملية ، وما يرجوه طالب العلم ، ومنها ما هو نادر الاستعمال . وهنا سنذكر الاستعمالات التي
يمكن الاستفادة منها ، وهي كالتالي :
1 ـ تأتي للملك : نحو : المنزل لأخي . والكتاب للطالب .
45 ـ ومنه قوله تعالى : { لله ما في السموات والأرض }4 .
كما تأتي لشبه الملك ، وتعرف بلام الاختصاص . نحو : الفوز للمجتهدين .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 37 الرحمن . 2 ـ 198 البقرة .
3 ـ 11 الشورى . 4 ـ 26 لقمان .

واللجام للفرس . 46 ـ ومنه قوله تعالى : { الحمد لله }1 .
وقوله تعالى : { ويل للمطففين }2 .
كما تعرف بلام الاستحقاق . نحو : الويل للناكثين . والنار للكافرين .
2 ـ تأتي للتعليل : نحو : هربت للخوف . وحضرت لزيارتك .
47 ـ ومنه قوله تعالى : { لتحكم بين الناس }3 .
ومنه قول الشاعر :
وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر
3 ـ تأتي للصيرورة ، وتسمى لام العاقبة ، أو لام المآل .
48 ـ نحو قوله تعالى : { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا }4 .
4 ـ تأتي للتوكيد ، وهي اللام الزائدة .
5 ـ كقول الشاعر :
" ملكا أجار لمسلم ومعاهد "
5 ـ تأتي لتقوية العامل إذا ضعف . ويكون ضعف العامل للأسباب التالية :
أ ـ إما لكونه فرعا في العمل .
49 ـ نحو قوله تعالى : { مصدقا لما معهم }5 .
وقوله تعالى : ر فعال لما يريد }6 . وتكون اللام في هذه الحالة للتقوية .
ب ـ أو لتأخره عن المعمول .
50 ـ نحو قوله تعالى : { إن كنتم للرؤيا تعبرون }7 .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 1 المطففين .
3 ـ 105 النساء . 4 ـ 8 القصص .
5 ـ 91 البقرة .
6 ـ 16 البروج . 7 ـ 43 يوسف .

وقوله تعالى : { للذين هم لربه يرهبون }1 .
6 ـ وتأتي للتعجب . نحو : لله دره رجلا ، ويا للفرح .
وتستعمل اللام في هذه الحالة مفتوحة بعد الياء .
7 ـ تأتي للتبليغ . نحو : قلت للرجل .
8 ـ تأتي للتعدية . وهي الواقعة بعد فعل تعجب ، أو تفضيل لتبين أن ما بعدها مفعول لما قبلها .
نحو : ما أجمع الرجل للمال .
9 ـ تأتي لانتهاء الغاية ، وهو قليل .
51 ـ نحو قوله تعالى : { كل شيء يجري لأجل مسمى }2 .
10 ـ تأتي للوقت ، وتسمى لام الوقت ، أو لام التاريخ . نحو : كتب الخطاب لغرة ربيع الأول .
أي : عند غرته .
11 ـ وتضمن معاني الحروف التالية :
أ ـ تضمن معنى " على " .
52 ـ نحو قوله تعالى : { يخرون للأذقان سجدا }3 .
أي : على الأذقان .
ب ـ تضمن نعنى " في " . نحو قولهم : مضى لسبيله .
53 ـ ومنه قوله تعالى : { ونضع الموازين القسط يوم القيامة }4 .
وقوله تعالى : { لا يجلبها لوقتها إلا هو }5 .
وقوله تعالى : { إني جاعلك للناس إماما }6 .
ج ـ تضمن معنى " عن " .
54 ـ نحو قوله تعالى : { قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا }7 .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 154 الأعراف . 2 ـ 2 الرعد .
3 ـ 107 الإسراء . 4 ـ 47 الأنبياء .
5 ـ 187 الأعراف . 6 ـ 124 البقرة .
7 ـ 38 الأعراف .


تاسعا ـ " الباء " ، تشتمل الباء كحرف من حروف المعاني ، على معان كثيرة ، تتحدد من خلال استعمالها لربط الكلام ، وتكوين جملة مفيدة . ومن معانيها الآتي :
1 ـ تأتي للإلصاق الحقيقي والمجازي .
مثال الإلصاق الحقيقي : أمسكت بيده .
55 ـ ومنه قوله تعالى : { حتى يأتنا بقربان }1 .
وقوله تعالى : { أيكم يأتني بعرشها }2 .
ومثال الإلصاق المجازي : مررت به .
56 ـ ومنه قوله تعالى : { حتى يأتي الله بأمره }3.
وقوله تعالى : { فليأتكم برزق منه }4 .
تأتي بمعنى الاستعانة . أي استعنت بالشيء ، نحو : كتبت بالقلم .
57 ـ ومنه قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر }5 .
وقوله تعالى : ر قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا }6 .
3 ـ تأتي بمعنى التعدية . نحو : ذهبت بمحمد .
ومنه قوله تعالى : { ذهب الله بنورهم }7 .
وقوله تعالى : { لو شاء الله لذهب بسمعهم }8 .
4 ـ تأتي للتعليل . نحو : قتل بذنبه . ومات بظلمه .
59 ـ ومنه قوله تعالى : { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم }9 .
وقوله تعالى : { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم }10 .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 183 آل عمران . 2 ـ 38 النمل .
3 ـ 109 البقرة .4 ـ 19 مريم .
5 ـ 153 البقرة . 6 ـ 127 الأعراف .
7 ـ 17 البقرة . 8 ـ 20 البقرة .
9 ـ 160 النساء . 10 ـ 13 المائدة .

5 ـ تأتي للسببية . 60 ـ نحو قوله تعالى : { أخذته العزة بالإثم }1 .
وقوله تعالى : { فأخذناهم بما كانوا يكسبون }2 .
6 ـ تضمن معنى " من " ، وتسمى باء التبعيض .
61 ـ نحو قوله تعالى : { عينا يشرب بها عباد الله }3 .
7 ـ تضمن معنى " على " ، وتسمى باء الاستعلاء .
62 ـ نحو قوله تعالى : { إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك }4 .
وقوله تعالى : { من إن تأمنه بقنطار }5 .
8 ـ تضمن معنى " في " ، وتسمى باء الظرفية .
63 ـ نحو قوله تعالى : { الذين تمنوا مكانه بالأمس }6 .
وقوله تعالى : { للذي ببكة }7 . وقوله تعالى : { فأصبحتم بنعمته إخوانا }8 .
وقوله تعالى : { وما كنت بجانب الغربي }9 .
وقوله تعالى : { نجيناهم بسحر }10 .
9 ـ وتضمن معنى " عن " .
64 ـ نحو قوله تعالى : { فاسأل به خبيرا }11 .
10 ـ تأتي للبدلية . نحو : ما يسرني أني اقتنيت المال بالعلم .
65 ـ ومنه قوله تعالى : { اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة }12 .
وقوله تعالى : { يشترون الحياة الدنيا بالآخرة }13 .
وقوله تعالى : { أن النفس بالنفس }14 .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 206 البقرة . 2 ـ 96 الأعراف .
3 ـ 16 الإنسان . 4 ، 5 ـ 75 آل عمران .
6ـ 82 القصص . 7 ـ 96 آل عمران .
8 ـ 103 آل عمران . 9 ـ 44 القصص .
10 ـ 43 القمر . 11 ـ 59 الفرقان .
12 ـ 26 البقرة .13 ـ 73 النساء .
14 ـ 45 المائدة .

11 ـ تأتي للتأكيد ، وهي الباء الزائدة . نحو قوله تعالى : { كفى بالله شهيدا }1 .
وقوله تعالى : { وكفى بالله وكيلا }2 .
66 ـ وقوله تعالى : { وما نحن بمؤمنين }3 .
وقوله تعالى : { وامسحوا برؤوسكم }4 .
وقوله تعالى : وما أنتم بمعجزين في الأرض }5 .
وقوله تعالى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة }6 .
12 ـ تأتي الباء بمعنى " مع " ، وتعرف بباء المصاحبة . نحو : بعتك الدار بأثاثها .
67 ـ ومنه قوله تعالى : { وقد دخلوا بالكفر }7 . أي : مع الكفر .
وقوله تعالى : { واختلط به نبات الأرض }8 .
وقوله تعالى : { ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }9 .
وقوله تعالى : { ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء }10 .
عاشرا ـ الواو ، والتاء : يكونان للقسم ، نحو : والله لأساعدن الضعيف .
وتالله لأحفظنَّ ودك . 68 ـ ومنه قوله تعالى : { والقرآن ذي الذكر }11 .
وقوله تعالى : { والشمس وضحاها }12 . وقوله تعالى : { والليل إذا يغشى }13 .
69 ـ وقوله تعالى : { تالله إنك لفي ضلالك القديم }14 .
وقوله تعالى : { قال تالله إن كدت لتردين }15 .
وقوله تعالى : { قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف }16 .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 79 النساء . 2 ـ 48 الأحزاب . 3 ـ 38 المؤمنون .
4 ـ 6 المائدة . 5 ـ 22 العنكبوت . 6 ـ 195 البقرة .
7 ـ 59 الفرقان . 8 ـ 24 يونس . 9 ـ 111 الكهف .
10 ـ 38 يونس . 11 ـ 1 ص . 12 ـ 1 الشمس .
13 ـ 1 الليل . 14 ـ 95 يوسف . 15 ـ 56 الصافات .
16 ـ 85 يوسف .

أحد عشر ـ مذ ومنذ : يكونان لابتداء الغاية بمعنى " من " ، إذا كان الزمان ماضيا .
نحو : ما حضرت إلى العمل مذ يومين ، أو منذ يومين .
ويكونان للظرفية ، إذا كان الزمان حاضرا ، وهما حينئذ بمعنى " في " .
نحو : ما رأيته مذ شهرنا ، أو منذ شهرنا .
وفي هذا المقام تفيد مذ ومنذ استغراق المدة ’
كما يأتيان بمعنى " من " ، و " إلى " معا إذا كان مجرورهما نكرة معدودا .
نحو : ما رأيتك مذ ثلاثة أيام ، أو منذ ثلاثة أيام .
اثنا عشر ـ رب : تأتي للتقليل والتكثير ، ويدل على ذلك القرينة التي تعين أحدهما .
مثال التقليل :
6 ـ قول الشاعر :
" ألا رب مولود ليس له أب " .
فالقرينة الدالة على أن ربَّ جاءت للتقليل هو : أن المولود الذي ليس له أب قليل ، بل يكاد ينحصر في سيدنا عيسى عليه السلام .
ومنه قولهم : ربَّ أخ لك لم تلده أمك .
ومثال التكثير : قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ياربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القايمة . وقول بعض العرب عند انقضاء رمضان : يا رب صائمه لن يصومه .

فوائد وتنبيهات :
أولا ـ كنت قد استبعد " كي " كحرف من حروف الجر ، لأنها لا تعمل إلا بشرط ، واستعمالها كحرف من حروف النصب أقرب إلى الفهم ، والذوق السليم ، ومع ذلك آثرت ذكرها هنا موضحا الشروط التي يجب أن تتوافر فيها كي تعمل الجر : ـ
1 ـ تختص " كي " بالدخول على " ما " الاستفهامية ، إذا جاءت حرفا من حروف الجر ، وتكون للتعليل ، بمعنى " اللام " . نحو : كيم فعلت هذا .
2 ـ تختص بالدخول على " أن " المصدرية وصلتها .
نحو : حضرت كي أبشرك بالنجاح . أي : لبشارتك .
فاعتبر النحاة " أن " المصدرية المحذوفة مع الفعل المضارع بمثابة الاسم فدخلت عليه " كي " باعتبارها حرفا من حروف الجر ، لأنه من المتعارف عليه نحويا أن حروف الجر لا تختص بالدخول إلا على الأسماء .
وفي رأيي أن ذلك التخيل لأن المحذوفة وتكوينها مع الفعل اسما ، أمر مجهد للعقل من حيث التصور ، وكان يكتفى بـ " كي " في هذه الحالة أن تكون حرفا ناصبا للفعل فقط ، لأن الغرض من دراسة النحو الوصفي ، هو الوصول إلى التطبيق على القواعد الحقيقية بيسر وسهولة ، لا تصور ما يمكن أن يكون ، لذلك أرى أن يعمل بكل كلمة في بابها الصحيح ، لأن هناك في الأبواب النحوية الأخرى ما يستعاض بها في هذا المقام دون تصور أو تخيل .
والمقصود من ذلك أن " كي " إذا استعملت في باب النواصب للفعل المضارع ، وكفى خير من توزيعها ، وجعلها مع حروف الجر ، لأنها في باب النواصب تعمل كناصب للفعل بلا قيد أو شرط ، على اعتبار أنها هي الناصبة للفعل ، لا أن المصدرية المضمرة .
ثانيا ـ لقد ذكر ابن هشام في أوضح المسالك على شرح الألفية ، بأن هناك بعض حروف الجر ما يشترك لفظها بين الحرفية والاسمية : أي أنها تجيء في مقام حرفا ، كما بينا في أحرف الجر ، وتجيء اسما ، كما سنوضح ذلك الآن بما ذكره النحاة المتقدمون من أمثلة بهذا الخصوص .
والحروف المشتركة في لفظها بين الحرفية والاسمية هي : الكاف ، عن ، على ، مذ ، منذ . وهذه أمثلة كما وردت في كتب النحو كشاهد على مجيئها أسماء .
1 ـ الكاف : نحو : محمد كالأسد .
ومنه قول الشاعر :
" ويضحكن عن كالبرد المنهمِّ "
فقد جعل بعض النحاة المتقدمين " الكاف " اسما بمعنى " مثل " ففي المثال الأول قالوا : محمد مثل الأسد . وأعربوا " الكاف " خبرا للمبتدأ محمد ، والأسد مضاف إليه .
واستدلوا على اسميتها بدخول حرف الجر " عن " عليها كما في المثال الثاني :
" يضحكن عن كالبرد " . لأنه من المتعارف عليه أن حروف الجر لا تدخل على بعضها البعض ، وإنما يكون اختصاص دخولها بالأسماء . فالكاف اسم بمعنى مثل ، لذلك دخل عليها حرف الجر عن ، والتقدير يضحكن عن مثل البرد . وأربوا " مثل " في هذه الحالة اسما مجرورا بدخول " عن "عليها ، وهي مضاف ، والبرد مجرور بالإضافة .
ويمكننا القول أن ما ذكر لا يكون إلا من باب التخيل والتصور ، فهو بعيد عن الواقع العملي الملموس الذي وضع النحو من أجله ، ولكن قبل أن نحلل ما ذكره النحاة في هذا الموضوع ، لا بد أن نذكر اختلاف النحاة أنفسهم قديما حول هذه المسألة .
فقد ذكر ابن هشام في شرح الألفية أن ورود " الكاف " اسما يختص بالشعر فقط ، وخص ذلك القول بسيبويه ، وغيره من المحققين ، وإن كان الكلام لسيبويه أو غيره فيكفي أن نقول : إن اختصاص اسمية الكاف بالشعر فقط دليل على عدم الجزم بأنها اسم ، لأنه لو كان الأمر كذلك لورد ذكر بعض الآيات القرآنية التي تشتمل على وجود الكاف كاسم لا حرف ، والقرآن شمل كل ما يتعلق باللغة من شواهد ما عدا " مذ ومنذ " لم يرد ذكرهما فيه لا كحرفين ولا اسمين .
أما ما ذكره الزمخشري حول الآية القرآنية التي تقول :
70 ـ قال الله تعالى : { إني خالق من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه }
فقل ابن هشام والقول للزمخشري : إن دخول حرف الجر " في " على الضمير في قوله " فيه " من الآية السابقة دليل على أن " الكاف " اسم بمعنى " مثل " بدليل عودة الضمير " ها " الغيبة على الكاف في كلمة " كهيئة " .
وقد رد ابن هشام نفسه على الزمخشري بقوله : لو كانت الكاف اسما لكان من الحقائق أن نسمع ، أو سمع قولهم " مررت بكالأسد " ، بدخول حرف الجر الباء على الكاف باعتبارها اسما ، ولكن هذا غير وارد في لغة العرب ، ولم يرد له نظير في القرآن الكريم .
وخلاصة القول : إذا ما طبقنا قواعد اللغة العربية تطبيقا عمليا ، من خلال التراكيب اللغوية السليمة ، مستدلين بما ورد في القرآن الكريم من آيات ، تطبق التطبيق الصحيح ، وبلا تكلف على تلك القواعد ، فإن هذه القواعد النحوية سوف لا يدخلها التأويل ، وكثرة الوجوه الإعرابية التي نحن في غنى عنها ما دام الغرض من دراسة النحو تقويم اللسان وحفظه من اللحن .
وبما أن كلام العربية لا يخرج عن كونه اسما ، أو فعلا ، أو حرفا ، فلماذا يكون الاسم تارة اسما ، وتارة حرفا وذلك حسبما نريد ؟ ولماذا يكون الحرف تارة حرفا ، ويكون تارة أخرى اسما متى تطلب الأمر ذلك ؟
فالكاف وما جعله بعض النحاة معها من بقية الحروف كـ " عن ، وعلى ، ومذ ومنذ " هي في حقيقة الأمر أحرف جر ليس غير ، ولا داعي لأن تكون أسماء ما دام في اللغة من الأسماء ما يفي حاجة المتكلمين .
ومن الأمثلة التي أوردها النحاة على اعتبار : عن ، وعلى ، ومذ ومنذ أسماء الآتي :
8 ـ مثال " عن " قول الشاعر :
" من عن يميني مرة وأمامي "
9 ـ ومثال " على " قول الآخر :
" غدت من عليه بعد تم ضمؤها "
ومثال " مذ ومنذ " قولهم : ما رأيته مذ يومان ، أو منذ يوم الجمعة .
على اعتبار أن مذ ومنذ مبتدآن ، وما بعدهما خبر . أو على اعتبار أنهما ظرفان وما بعدهما فاعل لكان التامة . والتقدير : مذ كان يومان ، أو منذ كان يوم الجمعة .
ومثال اعتبار مذ ومنذ ظرفين دخولهما على الجملة الفعلية .
كقول الشاعر :
" ما زال مذ عقد ت يداه إزاره "
أو دخولها على الجملة الاسمية وهو قليل ،
11 ـ قول الشاعر :
" وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع "
ويلاحظ مما سبق :
1 ـ أن الأمثلة الواردة في هذا المقام اختصت بالشعر فقط ، لأنه لم يكن هناك ما يستدل به من القرآن الكريم الذي يعتبر الدليل القاطع على صحة الشيء ، ولا سيما تلك القواعد التي يفصل لها النحاة الشواهد الشعرية على قلتها إما لضرورات شعرية ، أو لحذلقة شعرية ، أو ليطبق بها على تلك القواعد دون النظر إلى العقل والمنطق .
2 ـ كما أن مجيء حرف الجر " عن " اسما أوله النحاة بمعنى " جانب " ، وكذلك مجيء حرف الجر " على " اسما فقد أوله النحاة بمعنى " فوق " ، أو " عند " ، وذلك كما يشاء لهم ، وحسب ما تقتضيه القاعدة التي جلبوا لها ذلك الشاهد ، وما عليك أخي القارئ إلا أن تتصور ، وتتأمل ما أراده بعض النحاة .
والواقع نقول : إن ما تصنعه النحاة المتقدمون ، وأجهدوا فيه العقل يعتبر عملا يحمدون عليه لما بذلوا فيه من الجهد الذي يستفيد منه من أراد دراسة النحو والتقعر فيه . ولكن من حيث التطبيق لم ينصفوا تلك القواعد ، بل حاولوا جاهدين أن يجعلوا لها شواهد ولو من غير المألوف ، أو ما لا يستوعبه العقل ، ويتقبله المنطق السليم ، لأنه بعيد عن الواقع العملي الملموس .
ثالثا ـ وما ذكرناه عن عرفي الجر " عن " ، و " على " يقال في " مذ ومنذ " .
فقد لاحظنا أن " مذ ومنذ " هما في الأصل حرفان من أحرف الجر ، ولا جدال في ذلك ، لأن العقل يقره ، والمنطق يؤيده . فعندما نقول : ما رأيته مذ يوم الجمعة ، أو منذ يومين . فذلك أقرب إلى الفهم والصواب . فيوم اسم مجرور بـ " مذ " باعتبارها حرف جر ، وهذا هو الصحيح . أما إذا قلنا كما تصور النحاة المتقدمون ، أو بعضهم أن مذ إذا جاء بعدها مرفوع فهي اسم سواء أكان المرفوع خبرا ، أو مبتدأ ، أو فاعلا لكان التامة المحذوفة باعتبار مذ ظرفا .
ولماذا كل هذا التخيل ؟ ولماذا كل هذا البعد عن المحسوس ؟ ولماذا نحن الذين نعين فيما إذا كان الاسم الواقع بعد مذ مرفوعا ، أو مجرورا حتى نضع مسمى
" مذ " ، هل هي حرف أو اسم ؟ فإذا قلت إن الاسم الواقع بعد " مذ " ، أو " منذ " مرفوعا كانت مذ اسما ، وأعربت خبرا لكان ، أو سما لها ، أو فاعلا ، وذلك حسب ما أحدده أنا ، إذن لم يكن هناك قاعدة متفق عليها ليجري عليها التطبيق العملي ، ولكن أنا الذي أحدد ، وغيري كذلك يحدد حسب ما يتبادر إلى ذهنه ، أو تصوره .
ولو كانت قواعد اللغة تصورات واحتمالات لأصبح لكل نحوي نحو مستقل ، أو كان لكل متكلم بالعربية قواعد توافق ذوقه يضعها متى يشاء ، وحسب مقتضى الكلام الذي يتكلمه ، ويملى عليه حسب إدراكه وتصوره الخاص ، وبهذا يكون النحو لا قواعد موضوعة تبنى عليها التطبيقات ، ولكنه شواهد تنحت لها القواعد كلما اقتضى المقام ذلك .
رابعا ـ وأخيرا يمكننا الاستدلال على حرفية كل من : " عن " ، و " على " ، و " الكاف " ، و " مذ ومنذ " كغيرها من حروف الجر ، بأن تلك الأحرف وإن قبلت ـ في الشواهد المذكورة أنفا والمخصصة لها ـ دخول بعض أحرف الجر عليها إلا أنها لم تقبل علامات الاسم : كالتنوين ، والتعريف بأل ، والإضافة ، وهذا خير دليل على حرفيتها . كما أنها لا تقبل علامات الإعراب : كالرفع والنصب والجر .
فإن قالوا إن هذه الأسماء لا تأتي إلا مجرورة لقبولها أحرف الجر ، فهذا لا يكفي للدلالة على اسميتها ، لأن عدم قبولها كثيرا من علامات الاسم أولى بإخراجها من باب الأسماء بدلا من قبولها حالة واحدة من حالات الاسم وهو دخول حرف الجر عليها .
كما أن دخول حرف الجر عليها مثلما بين لنا النحاة في الأمثلة السابقة كان بتأويل تلك الأحرف بمعاني أخرى لتدخل دائرة الأسماء ، كتأويلهم " الكاف " بمعنى " مثل " ، و " عن " بمعنى " جانب " ، و " على " بمعنى " فوق " أو عند .
والذي هو أبعد عن الصواب أنهم لم يجعلوا لمذ أو منذ تعليلا لإدخالها في باب الأسماء ، سوى أنهم جعلوا التعليل مبنيا على التصور العقلي للقارئ أو السامع عندما يقرأ قولهم علة سبيل المثال : ما رأيتك مذ يومان ، أو ما رأيته منذ يوم الجمعة . فإذا تصور القارئ أن كلمة " يومان " ، أو " يوم " في المثالين السابقين مرفوعة ، كانت " مذ " أو " منذ " اسما ، فلماذا لا نتصور ، أو نقرأ كلمة " يومان " ، أو " يوم " على حقيقتها الصحيحة بالجر ، وتكون مذ ومنذ حرفين ، وهذا أقرب إلى الصواب ، والمنطق الصحيح ، إذا كانت العملية عملية تذوق ومنطق . أما إذا كان الأمر هو بناء قواعد من غير الذي يألفه الذوق السليم لتوضع لها تلك الشواهد ، فهذا أمر لا مجال لبحثنا فيه .
للاستزادة من المجرورات انقر هنا
 
التعديل الأخير:

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الرابع
حروف المعاني

حروف المعاني وأقسامها :
تعريف الحرف ، وسبب تسميته :
تقسيم الحروف من حيث عملها :
الحروف العاملة . الحروف غير العاملة .
تقسيم الحروف العاملة إلى :
حروف عاملة في الجر . حروف عاملة في النصب .
حروف عاملة في الرفع . حروف عاملة في الجزم .
تقسيم الحروف من حيث مكانها في الكلام :
حروف تأتي قبل الاسم . حروف تأتي قبل الفعل . حروف تأتي قبل الاسم والفعل .

تعريف الحرف ، وسبب تسميته :
توطئة :
تعرض أكثر النحويين قديمهم وحديثهم لتعريف الحرف ، كما عرفوا الاسم والفعل ، ولم يلحق تعرفهم لهما خلاف في الرأي ، أما الحرف فلم يكن حظه من توافق الآراء مواتيا كما كان تقسيمه ، بل كان وما يزال محور خلاف النحويين ، ونحن في هذا الكتاب وحسب ما رسمنا لأنفسنا من منهج قررنا ألا نتعرض لخلافات النحويين حول مسألة من المسائل ، بل نأخذ بأيسر الأمور ، وأكثرها توافقا مع جمهور النحويين ، وكنا رأينا في هذا الباب ، ومن أجل زيادة المنفعة أن نتعرض لآراء كل من الفريقين في تعريف الحروف وتحليلها والتعليق عليها ، واستنتاج ما يمكن استنتاجه من هذه الآراء ، والتقريب بين وجهات النظر ، لعلنا نستطيع أن نصل إلى ما يرضي الدارس ، ويقنعه دون أن يبقى موزع الذهن بين موافق ، ومعارض ، فإن أصبت فيما صبوت إليه فذلك من فضل الله ، وإن جانبني الصواب يكون مما دفعتني إليه بصيرتي ، وأطلب العفو من الله ، وأن يهدينا إلى الصواب .
قبل أن نتعرض لآراء النحويين نود أن نعرض جملة من التعريفات المختلفة ذكرها صاحب كتاب إصلاح الخلل الواقع في كتاب الجمل للزجاجي ، ورد عليها .
يقول البطليوسي في مسألة عن الحرف ، قال أبو القاسم الزجاجي :
" والحرف ما دل على معنى في غيره ، نحو : من ، وإلى ، وثم ، وما أشبه ذلك " .
وقد خطّأ البطليوسي أبا القاسم الزجاجي في هذا التعريف ، لأنه تعريفا ناقصا ، ولا تستقيم صحته حتى يزاد فيه " ولم يكن أحد جزأي الجملة المفيدة " أي : ما لم يكن خبرا ، ولا مخبرا عنه .
ثم قال : وعرفه سيبويه بقوله : " ما جاء لمعنى ليس باسم ، ولا فعل " .
وعلق البطليوسي على تعريف سيبويه ، بأنه أتم التعريفات فائدة ، ولو يدخله الخلل .
وتعرض البطليوسي لجملة من التعريفات ، ورد عليها ، فقال : لقد عرف الأخفش الحرف بقوله : الحرف ما لم يحسن له الفعل ، ولا الصفة ، ولا التثنية ، ولا الجمع ، ولم يجز أن يتصرف " . ثم علق على هذا التعريف بقوله : إنه خطأ ، لأن الفعل داخل في هذا التحديد ، فمن الأفعال ما لا يتصرف : نعم ، بئس ، وعسى ، وكذلك أسماء الأفعال : صه ، ومه ، وغيرها .
وأورد تعريف المبرد للحرف فقال قال أبو العباس المبرد : " الحرف ما كان موصلا الفعل إلى اسم ، أو عاطفا ، أو تابعا لتحدث به معرفة ، أو كان عاملا " .
وعلقق عليه البطليوسي بقوله : إنه فاسد أيضا ، لأن الحرف ما تأتى لمعنى الاستفهام ، ولمعنى الاستثناء ، ولمعنى النفي ، ولمعنى القسم ، والتمني ، والنهي ، وغير ذلك . ثم استعرض تعريف أبي إسحاق الزجاج للحرف فقال : قال أبو إسحاق الزجاج :
" الحرف ما لم يكن صفة لذاته ، وكان صفة لما تحته " .
نحو : مررت برجل فاضل ، ففاضل صفة لذاته .
ونحو : مررت برجل في الدار ، فقولك في الدار صفة لما تحته لا لذاته .
ورد عليه البطليوسي قائلا : إن أبا إسحق قصد بالصفة المعنوية ، لا اللفظية ، والفعل يشترك مع الحرف في هذا المعنى .
فإذا قلت : مررت برجل يضرب زيدا .
فـ " يضرب " صفة معنوية ، لا لفظية ، وكذلك الجمل الخبرية تكون صفات بمعانيها ، لا بألفاظها .
ثم استعرض تعريف أبي نصر الفارابي للحرف ، فقال : قال الفارابي في تحديد الحرف : " الأداء لفظ يدل على معنى مفرد لا يمكن أن يفهم بنفسه " .
وعلق البطليوسي عليه بقوله : لقد حده دون أن يقرن باسم ، أو كلمة ، وهذا تحديد صحيح ، وشبهه بتعريف سيبويه السابق ، وبتعريفه نفسه (1) .
كانت تلك جملة من التعريفات التي استعرضها البطليوسي في كتابه إصلاح الخلل الواقع في كتاب الجمل للزجاجي ، وتقويمه لها ورده عليها . ومن خلال استعراضنا السريع لما ذكره البطليوسي ، لم نقف فيه على جديد في تعريف الحرف ، أو وضع تعريف معين لما يمكن للنحاة الاتفاق عليه . وخلاصة ما سبق أن البطليوسي صحح ـ لا أكثر ، ولا أقل ـ لبعض النحاة تعريفاتهم التي كان يرها فيها خللا من وجهة نظره لعدم دقة تعبيرها ، ثم أقر بأن أدق التعبيرات في حد الحرف هو ما ذكره سيبويه في كتابه ، ثم ما عرفه به البطليوسي نفسه . وهذا الذي ذكرنا لا يكفي للوقوف على تعريف الحرف تعريفا دقيقا ، لأن فيه من التباين ، والاختلاف ما يضع الدارس في متاهة لا يحسن الخروج منها ، لذلك رأينا أن نستعرض آراء أئمة النحو غير الذين ذكرنا لعلنا نصل إلى جديد ، وبالله التوفيق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ راجع كتاب إصلاح الخلل الواقع في الجمل للزجاجي ،
لعبد الله بن السيد البطليوسي ص 27 ، 31 بتصرف .

عرض الآراء : ـ
انقسم النحويون في تعريف الحرف إلى فريقين ، فريق يقول بدلالة الحرف على معنى في غيره ، وفريق يقول بدلالته على معنى في نفسه ، كما هو الحال في الاسم ، والفعل ، وسوف نستعرض معا أقوال كل من الفريقين لعلنا نصل إلى جديد .
أولا ـ آراء الفريق القائل بدلاله الحرف على معنى في غيره :
1 ـ الزمخشري : وهو أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري صاحب كتاب المفصل في علم العربية قال : " الحرف هو ما دل على معنى في غيره ، ومن ثم لم ينفك من اسم ، أو فعل يصحبه إلا في مواضع مخصوصة حذف فيها الفعل واقتصر على الحرف فجرى مجرى النائب " (1) .
2 ـ ابن يعش : موفق الدين يعش بن على بن يعش صاحب كتاب شرح المفصل ، لقد تابع ابن يعش الزمخشري في تعريف الحرف ، فقال شارحا معنى قول الزمخشري " وقولنا دلت على معنى في غيرها ـ يعني الكلمة المقصود بها الحرف ـ فصل ميزه ـ أي الحرف ـ من الاسم والفعل ، إذ معنى الاسم ،والفعل في أنفسهما ، ومعنى الحرف في غيره " (2) . ثم مثل على قوله بكلمة ( الغلام ) بأنه قد فهم منها المعرفة ، ولكن إذا ذكرت كلمة " أل " مفردة لو يفهم منها معنى ، وإذا قرنت بما بعدها من اسم أفادت التعريف فيه ، وهذا معنى دلالتها في غيرها .
3 ـ ابن عقيل : بهاء الدين عبد الله بن عقيل صاحب شرح الألفية قال : " وإن لم تدل على معنى في نفسها ـ يعني الكلمة ـ بل في غيرها فهي الحرف " (3) .
4 ـ ابن الناظم : أبو عبد الله بدر الدين محمد بن جمال الدين محمد بن مالك صاحب الألفية قال في شرحه على ألفية والده : " هذه الحروف ـ يعني حروف الجر ـ كلها مستوية
ـــــــــــــــــ
1 ـ المفصل ص 283 .
2 ـ شرح المفصل ج8 ، ص2 .
3 ـ شرح ابن عقيل ج1 ، ص15 .

في الاختصاص بالأسماء ، والدخول عليها لمعان في غيرها " (1) .
5 ـ الحسن بن قاسم المرادي صاحب كتاب الجنى الداني في حروف المعاني قال : " وقد حد الحرف بحدود كثيرة ومن أحسنها قول بعضهم : الحرف كلمة تدل على معنى في غيرها فقط " ثم فسر ذلك بقوله : " إن دلالة الحرف على معناه الإفرادي غير متوقفة على ذكر متعلق ألا ترى أنك إذا قلت " الغلام " فهم منه التعريف ، ولو قلت " أل " مفردة لم يفهم منه معنى ، فإذا قرن بالاسم أفاد التعريف " (2) .
6 ـ وممن تابعهم من النحاة المحدثين عباس حسن فقال في كتابه النحو الوافي : " الحروف : من ، في ، على ... إلخ لا تدل كل كلمة من الكلمات السابقة على معنى ، أي معنى ، مادامت منفردة بنفسها . لكن إذا وضعت في كلام ظهر لها معنى لم يكن من قبل " . ثم قال في مكان آخر : " فالحرف كلمة لا تدل على معنى في نفسها ، وإنما تدل على معنى في غيرها فقط ـ بعد وضعها في جملة ـ دلالة خالية من الزمن " (3) .
7 ـ أبن جني : أبو الفتح عثمان بن جني صاحب كتاب اللمع في العربية قال : " والحرف ما لم تحسن فيه علامات الأسماء ، ولا علامات الأفعال ، وإنما جاء لمعنى في غيره " (4) .
ثانيا ـ الفريق القائل بدلالة الحرف على معنى في نفسه :
1 ـ من الفريق الثاني الذين عرفوا الحرف بأنه يدل على معنى في نفسه محمد بت إبراهيم النحاس الحلبي صاحب كتاب إعراب القرآن ، فقد ورد في كتاب اللامات للدكتور عبد الهادي الفضلي نقلا عن بغية الوعاة ما نصه : " كان محمد بن إبراهيم النحاس الحلبي النحوي يذهب إلى أن الحرف معناه في نفسه على خلاف قول النحاة قاطبة
ـــــــــــــــ
1 ـ شرح ابن الناظم على الألفية .
2 ـ الجنى الداني ص20 ، 22 .
3 ـ النحو الوافي ج1 ، ص62 ، 63 .
4 ـ اللمع ص 91 .

أن معناه في غيره " ، وقد تابعه في هذا الرأي أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة 745 هـ ، قال ابن هشام في شرح اللمحة البدرية : " والثاني دعوى دلالة الحرف على معنى في غيره وهذا وإن كان مشهورا عند النحويين إلا أن الشيخ بهاء الدين أبن النحاس نازعهم في ( التعليقة ) وزعم أنه دال على معنى في نفسه ، وتابعه المؤلف ( ابو حيان ) في شرح التسهيل " (1) .
واستطرد الفضلي قائلا : " وأشار الدكتور هادي نهر في هامشه على اللمحة البدرية إلى دليل ابن النحاس بالتالي : وحجة ابن النحاس في دلالة الحرف على معنى في نفسه هي أنه إذا خوطب بالحرف من لا يفهم موضوعه لغة كان كذلك ، وإن خوطب به من يفهمه فإنه يفهم منه معنى ، عملا بفهمه موضوعَه لغة ، كما إذا خوطب بـ " هل " من يفهم أن موضوعها الاستفهام ، وكذلك سائر الحروف ، قال : والفرق بينه وبين الاسم والفعل أن المعنى المفهوم منه مع غيره أتم من المعنى المفهوم منه في حال الإفراد بخلافهما ، فالمفهوم منهما في التركيب غير المفهوم منهما في الإفراد " (2) .
وبعد أن استعرضنا أقوال الفريقين يمكننا أن ندرك أن الفرق واضح بين الرأيين ، فالفريق الأول ـ ويشمل جل النحويين ـ مجمع على أن معنى الحرف لا يدرك في حالة انفراده ، أي إذا لم يكن الحرف في بناء من أبنية الكلام المفيد ، كأن نذكر حرف الجر " في " ، أو " إلى " دون ارتباطه بكلام لآخر في جملة مفيدة يحسن السكوت عليها ، وإنما يدرك معنى الحرف ، أو يكون له دلالة لغوية عندما يكون في جملة مفيدة ، لأنه يكتسب معناه ، أو يظهر معناه الكامن في ذاته من خلال تلاحمه مع مفردات الجملة المساندة له ، وهذا معنى قولهم "في غيره " ، فالضمير في غيره عائد إلى الألفاظ ، بمعنى أن الحرف لا يظهر معناه إلا من خلال انضمامه إلى ألفاظ أخرى ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ، 2 ـ اللامات للدكتور عبد الهدى الفضلي ص 56
نقلا عن شرح اللمحة البدرية ج1 ، ص214 .

فكلمة " في " مثلا لا يظهر معناها إلا إذا انضمت إلى كلمات أخرى ، كأن تقول : في الإبريق ماء .
فمعنى الظرفية الذي تدل عليه " في " لم يظهر إلا من خلال انضمامها إلى كلمة " ماء " ، و كلمة " الإبريق " . وشأن الحرف في ظهور معناه في هذه الحالة ، كشأن المبتدأ والخبر ، فكل منهما متمم الفائدة للآخر ، أي لا يتم معنى المبتدأ باعتباره مبتدأ إلا حيث وجد معه الخبر ، وكذلك الحال بالنسبة للحرف ، فمعناه لا يظهر إلا حيث كان معه كلام آخر يوضح دلالته .
أما رأي الفريق الثاني وقد قال به قلة من النحاة ندرك منه أن دلالة الحرف عندهم لا تحتاج إلى مساعد ، أو بتعبير أوضح لا يحتاج إلى بناء لغوي يلتحم معه حتى تظهر دلالته ، وإنما تظهر دلالته في نفسه ، أي منفردا ، كما تظهر حين ارتباطه بكلام آخر ، وهذا ما قصده أصحاب هذا الرأي من عبارة " في نفسه " ، أي أن الحرف يدل على معناه منفردا ، أو ضمن جملة مفيدة ، كما تدل الأسماء ، والأفعال على معناها منفردة ، أو ضمن جملة ، ومثال ذلك إذا قلنا " تحت " فإنها تدل على معنى في حالة انفرادها ، كما تدل على نفس المعنى في حالة تركيبها في جملة ، كقولنا " جلست تحت الشجرة " فدلالة " تحت " وهي اسم منفرد على معنى التحتية كدلالتها على نفس المعنى وهي في بناء لغوي مفيد ، وكذلك إذا قلنا " على " وهو حرف جر يدل على معنى العلو منفردا ، كما يدل على نفس المعنى عندما يكون في جملة مفيدة ، كأن نقول : " الكتاب على المكتب " ، أو " العصفور على الغصن "
وخلاصة القول أن المقصود من دلالة العبارة التي قال بها أصحاب الرأي الثاني " في نفسه " هو أن الحرف يدل على معنى سواء أكان منفردا ، أم في تركيب من تراكيب الكلام المكون لجملة مفيدة .
وفي رأيي المتواضع أن الحرف وإن لم يدل دلالة واضحة على معناه في حالة انفراده ، كما هو الحال في قسيميه من تقسيم الكلمة " الاسم ، والفعل " إلا أنه يحمل في نفسه دلالة ولو خفية يلمحها من تفهم موضوعه لغة ، وأعني بذلك من كان ذا نظر ثاقب ، وفاحص في دراسة النحو ، ولديه إدراك واع لسبر أغوار الحرف ، والوقوف على معناه الخفي ، ولم يكن هذا الأمر مقصورا على الحرف وحده من تقسيم الكلمة ، بل هو أيضا في الاسم والفعل ، وإن كان الأخيران أوضح معنى في حال انفرادهما .
والحرف من وجهة نظري كحجر غير مستو موضوع مع حجارة أخري مستوية ، فهو لا يظهر نفعه في نظر الإنسان العادي ، أما في نظر صاحب الصناعة ، وأعني " البناء " الذي يبني الجدار ، فهو ذو نفع منفردا ، وغير منفرد كغيره من بقية الحجارة المستوية ، وإن كان نفعها يظهر واضحا في نظر الجميع ، فنفعه يكون أكثر وضوحا عندما يشيد به بناء متكامل مع بقية الحجارة المستوية الأخرى . فإذا عوضنا في تمثيلنا السابق عن الحجر غير المستوي بالحرف ، وعن الحجارة المستوية بالاسم ، أو الفعل ، أو بهما معا فإننا نلحظ المعنى المراد من ذلك التمثيل . فالحرف يصدق عليه ما يصدق على ذلك الحجر غير المستوي ، فهو قليل النفع ، أو لا قيمة لغوية له منفردا ، أو لا يكون واضح الدلالة إذا لم يكن في بناء لغوي مفيد ، وهو مع ذلك يحتفظ في نفسه بمعنى يلمحه المشتغل بصناعة اللغة ، والأمر نفسه يكون في الاسم والفعل ، وإن كانت دلالة كل منهما الإفرادية ، والقيمة اللغوية لهما أكثر وضوحا ، وأجلى رؤية من الحرف ، ولكن إذا ما وضع كل منهما في بنية الجملة كان المعنى أظهر ، وأبين ، والقيمة اللغوية حاصلة .
ويمكننا أن نوضح ما ذهبنا إليه آنفا بالتمثيل العملي على النحو التالي :
فإذا قلت " في " ، أو " إلى " ، أو " من " فهي أحرف جر قد لا يظهر معنى كل منها منفردا لغير المتخصص في دراسة النحو ، أو لمن لا يستوعب موضوعها في اللغة ، بينما يظهر معناها منفردة ولو بصورة ضئيلة يلمحها من هو على فهم بموضوعها لغة ، فحرف الجر " في " لا بد وأن يوحي إلى المخاطب به ، أو الدارس بصفة عامة معنى معين يستوحى منه أن هذا الحرف هو أحد أحرف الجر ، وقد تكون الرؤية في ذهنه أوضح عندما يعرف أنه أيضا يدل على الظرفية ، ولكن متى وضع هذا الحرف " في " ، أو غيره من الحروف الأخرى في جمل مفيدة يبرز معناه الذي كان يلمح لمحا ، ويكون واضحا جليا للمتخصص ، بل وربما لغير الدارس المتخصص ، ويدرك أن معنى " في " يفيد الظرفية المكانية إلى جانب الربط بين جزئي الكلام الذي يشكل معه الجملة المفيدة ، كأن نقول مثلا " الكتاب في الحقيبة " ، فلو نزعنا حرف الجر من بين جزئي الجملة ، وهو الكتاب من جانب ، والحقيبة من جانب آخر لصبح معنى كل من الاسمين لا يفيد معنى يحسن السكوت عليه ، وإن كان لكل منهما معناه الانفرادي في نفسه ، وهو معنى أوضح من ذلك المعنى الذي يحمله حرف الجر " في " ، ولكن متى وضعت الألفاظ الثلاث في تركيب واحد وثق الحرف عرى المعاني الظاهرة والخفية في كل من الاسمين من ناحية ، وفي نفسه من ناحية أخرى ، ولو كان الأمر غير ذلك لكان بإمكان الاستغناء عن الحرف كلية وهذا لا يصح . وما قلته في الحرف أقوله أيضا في الاسم والفعل ، وإن كان المعنى الانفرادي لكل منهما أكثر وضوحا من معنى الحرف ، وإذا ما وضع كل منهما في جملة مفيدة كانا أكثر وضوحا ، وأشد التصاقا لإظهار المعنى العام الذي يراد منهما.
ولا يخفى علينا أن هناك بعض التراكيب اللغوية التي تدل دلالة أكيدة على أن الحرف قد يفيد دلالة انفرادية أي : " في نفسه " ، وإن كانت هذه الدلالة غي جلية كما هو الحال في الاسم ، والفعل ، ولكنها مع ذلك دلالة توحي ولو من بعيد بأن الحرف لا يخلو من معنى في نفسه ، ومن هذه التراكيب قولهم : " رغبت في " فحرف الجر " في " في التركيب السابق هو الذي حدد المعنى المطلوب ، وهو الرغبة في الشيء ، وكذلك الحال إذا قلنا : " رغبت عن " فالحرف " عن " هو الذي حدد معنى عدم الرغبة ، والله أعلم .
وهناك نقطة أخيرة سنعرج عليها بالحديث عن الحرف ، وهي تسمية الحرف حرفا ، وما حول هذه التسمية من خلاف أيضا .
ذكر بعض النحويين إنما سمي الحرف كذلك لأنه طرف في الكلام ، وفضلة ، وهو يعني في اللغة طرف كل شيء وشفيره وحدُّه (1) . فقالوا حرف الجبل أي حدّه وهو أعلاه المحدد . وقال البعض : سمي كذلك لنه يأتي على وجه واحد . والحرف لغة هو الوجه الواحد ، ومنه قوله تعالى : { ومن الناس من يعبد الله على حرف }2 .
أي : يعبده على السراء ، فإذا نزلت به الضراء انقلب ، وانقطع عن العبادة ، فكانت عبادته لله على غير تمكن ، وطمأنينة ، ويبدو أن الحرف سمي حرفا لأنه طرف في الكلام ، كما أوضحنا ، وأما قوله تعالى : { ومن الناس من يعبد الله على حرف } ، فهو راجع إلى هذا المعنى ، لأن الشاك كأنه على طرف من الاعتقاد وناحية منه (3) .

ثانيا ـ تقسيم الأحرف من حيث عملها :
تنقسم الحروف من حيث الإعمال ، والإهمال إلى قسمين : ـ
1 ـ أحرف عاملة : وهي الحروف التي إذا دخلت على الاسم ، أو الفعل أثرت في إعرابه ، وغيرته من حالة إعرابية إلى حالة أخرى مغايرة لما كان عليه الاسم ، أو الفعل قبل دخول الحرف عليه ، فإذا دخل حرف الجر على الاسم عمل فيه الجر ، كأن نقول : الطلاب في الفصول ، فكلمة الفصول أصبحت مجرورة بفعل حرف الجر " في " وعمله ، وكذلك إذا دخل حرف النصب " لن " على الفعل ، كأن نقول : لن أقول غير الحقيقة . نجد أن الفعل " أقول " قد تغير شكل أخره بفعل حرف النصب فيه ، فقد عمل فيه النصب ، وهكذا بقية الحروف العاملة ، فهي تنزل بما بعدها من الأسماء ، والأفعال الرفع ، أو النصب ، أو الجزم ، أو الجر ، وسنبين ذلك مفصلا في موضعه إن شاء الله .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ القاموس المحيط ج3 ، ص 126 .
2 ـ 11 الحج .
3 ـ الجنى الداني للمرادي ص 24 ، 25 .

2 ـ حروف غير عامله : وهي الأحرف التي إذا سبقت الاسم ، أو الفعل لا تعمل فيه ، ولا تؤثر عليه إعرابيا ، كحروف النداء قبل الاسم ، وحروف الاستفتاح ، والسين ، وسوف ، وقد قبل الفعل ، وغيرها من بقية الحروف غير العاملة ، والتي سنذكرها مفصلة في موضعها . وقد حصر النحاة الحروف العاملة ، وغير العاملة في عدد معين ، وإن كان هذا العدد قل عند البعض ، وزاد عند البعض الآخر بسبب إدخال بعض الحروف في مواضع مختلفة عند بعض النحاة ، وحذفها ، أو عدم العمل بها عند آخرين ، وقد تتبعت هذه الحروف في جل كتب النحو ، واستطعت الوقوف على ستة وتسعين حرفا عاملة ، وغير عاملة .

أقسام الحروف العاملة : ـ
تنقسم الحروف العاملة إلى أربعة أقسام :
أولا ـ حروف تعمل الجر ، ويتراوح عددها ما بين سبعة عشر حرفا في المفصل للزمخشري ، وبين العشرين في الأشموني ، وشرح ابن عقيل ، والثلاثة وعشرين حرفا في رصف المباني ، وإليكها كما ذكرها الزمخشري :
الباء ، التاء ، اللام ، الكاف ، الواو ، من ، عن ، في ، مذ ، إلى ، على ، حتى ، منذ ، حاشا ، خلا ، عدا . وقد أضاف عليها الأشموني ، وابن مالك : كي ، لعل ، متى .
وأضاف عليها المالقي : مُن بضم الميم ، ومعْ الساكنة العين ، ولولا .
فالحروف التي ذكرها الزمخشري لا حاجة لنا في الحديث عنها لأنها مفصلة في باب المجرورات ، أما زيادة " كي ، لعل ، متى " عند ابن عقيل والأشموني فسنفصل الحديث فيها الآن .

1 ـ كي :
إن منشأ الخلاف حول اعتبار " كي " حرفا من حروف الجر أو عدمه يرجع إلى أن " كي " لها استعمالات أخرى غير الجر وهي :
أ ـ تأني حرفا مصدريا ونصب بمعنى " أن " ، وغلب ورودها مع اللام لفظا نحو : نحو : ادرس لكي تنجح . أو تقديرا ، نحو : ادرس كي تنجح .
124 ـ ومنه قوله تعالى : { لكي لا يكون على المؤمنين حرج }1 .
فهي ناصبة للفعل بنفسها لاقترانها بلام التعليل ، وإذا لم تتصل باللام يجوز فيها أن تنصب بنفسها ، أو بأن المصدرية المقدرة .
125 ـ كقوله تعالى : { فرددناه إلى أمه كي تقر عينها }2 .
ومتى سبقت " كي " بلام التعليل الجارة كانت حرفا ناصبا ليس غير ، والمصدر المؤول منها ومن الفعل يعرب في محل جر بلام التعليل .
كقوله تعالى : { لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم }3 .
وإذا لم تتصل باللام فيجوز فيها أن تكون تعليلية جارة للمصدر المؤول من " أن " المضمرة وجوبا ، والفعل المضارع بعدها (4) .
نحو : عاقبت المهمل كي يعمل الواجب .
ب ـ تأتي حرفا للتعليل ، ولا تجر إلا " ما " المصدرية والفعل بعدها مرفوع .
38 ـ كقول عبد الأعلى بن عبد الله :
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما يرجى الفتى كيما يضر وينفع
وكذلك إذا جاء بعدها " ما " الاستفهامية .
نحو : كيم فعلت ذلك ؟ أي : لم فعلت ذلك ؟
وفي رأيي من هذا التصور لمفهوم " كي " اختلف النحاة في اعتبارها حرفا للجر ، أو عدم اعتبارها ، لأنها لم تتخصص للجر كغيرها من حروف الجر ، أو لغرابة الجر بها ، فهي لا تجر كما ذكرنا إلا " ما " المصدرية ، أو " ما " الاستفهامية ، أو المصدر المؤول من " أن " والفعل المضارع .
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 37 الأحزاب . 2 ـ 13 القصص .
3 ـ 17 الحشر .
4 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ، ص 255 .

2 ـ لعل :
إن المتداول في الاستعمال بين النحاة ، أن تكون لعل حرفا مشبها بالفعل من أخوات إن ، يفيد الترجي ، وهو الأمر المحبوب . نحو : لعل الله يرحمنا .
كما تفيد الإشفاق ، والتعليل .
126 ـ نحو قوله تعالى : { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى }1 .
أو الاستفهام . نحو قوله تعالى : { لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا }2 .
أما استعمالها كحرف من حروف الجر فهذا هو المستهجن لأنها لا تكون كذلك إلا في لغة عقيل ، وما استخدم في لغات بعض القبائل لا يطبق كقاعدة عامة .
ومن أمثلة استعمالها حرف جر في لغة عقيل قول الشاعر * :
لعل الله فضلكم علينا بشيء أن أمّكم شرِيم
ومنه قول كعب بن سعد الغنوي :
" لعل أبي المغوار منك قريب "
والشاهد في البيتين السابقين قوله : لعل الله ، ولعل أبي ، فلعل حرف ترج وجر شبيه بالزائد ، وجر بها لفظ الجلالة ، ولفظ أبي على لغة عقيل .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل كون " لعل " وردت في البيتين السابقين ، أو في غيرهما على قلة ، وفي لغة بعض القبائل ، وربما ورد ذلك خطا من القائلين ، أو ممن نقل عنهما ، هل تعتبر لعل حرفا من حروف الجر ؟ سأترك الأجابة للدارس يحكم العقل ، والمنطق ، ويقرر .

3 ـ متى :
الجر بها لغة هذيل ، وقد عدها النحاة بمعنى " من " ، أو " في " .
يقولون : أخرجها متى كمه ، والمعنى : من كمه .
ومنه قول عمرو بن كلثوم :
أخيل برقا متى حاب له زجل إذا يفتر من توماضه حلجا
ــــــــــــــــ
1 ـ 44 طه . 2 ـ 1 الطلاق .

39 ـ ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي :
شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج
الشاهد في البيتين قولهما : متى حاب ، ومتى لجج . حيث جُرت حاب ، ولجج بـ " متى " في لغة هذيل . وفي رأيي أن هذه لهجات لا يعتد بها .
أما ما زاده المالقي من حروف جارة فهو : مُن ، ومعْ ، ولولا .
1 ـ مُن :
حرف جر للقسم ، ولا تدخل إلا على كلمة " الرَّب " ، ويجوز في نونها الإظهار ، والإدغام مع راء " رب " ، ويعلق صاحب رصف المباني عليها بقوله : " والأظهر عندي أن تكون اسما مقتطعا من " ايمُن " التي هي اليمن عند سيبويه رحمه الله ، وجمع " يمين " عند الفراء ، إذ قالوا : ايمن الله لأفعلن ، وقد استدل المالقي على ما ذكر بوجهين :
أحدهما : أن معنى " من ربي " ، و " ايمن الله " واحد ، وليست حرف جر لأنها لو كانت حرف جر لأوصلت ما بعدها إلى ما قبلها ، ولا يستقيم هنا أيضا لها لفساد المعنى .
والثاني : أنّا وجدنا " ايمن " يحذف منها النون فيقال " ايم الله " والألف والياء والنون فيقال : " مَ الله " بالفتح والضم والكسر ، ولا يبعد أن تحذف ألفها وباؤها فتبقى
" مُن " فيكون هذا الحذف من التصرف فيها به ، كما تصرِّف فيها بغيره من الحذف ، إلا أنها لما لزمت الرفع بالابتداء في القسم لا غير ، واتصلت بالمقسم به اجتمعت ضمة ميمها مع ضمة نونها ، مع حركة ما بعدها فجرت مجرى " طُنُب " ، و " عُنُق " فخففت بالسكون فقيل " طُنْب " ، و " عُنْق " ، ولذلك جاز إظهار نونها مع الراء دلالة على أصل التحريك (1) .
ونخلص من كلام المالقي أن " مُن " تكون اسما ، ولا تكون حرفا استنادا لما دلل به ،
ــــــــــــــــ
1 ـ رصف المباني ص 391 ، 392 .

ناهيك ‘ن إهمال النحاة لها كحرف من حروف الجر ، وعدم ذكرها البتة .
2 ـ معْ :
ومن الحروف التي ذكرها المالقي ضمن حروف الجر " معْ " بتسكين العين ، فقال : " أعلم أن " مع " تكون ساكنة العين ، وتكون متحركتها ، فإذا كانت متحركتها فهي اسم مضاف إلى ما بعدها منصوب على الظرفية ، وتنون فيقال : معا .
فمثال مجيئها اسما 127 ـ قوله تعالى : { إن مع العسر يسرا }1 .
ومنه قوله تعالى : { قال كلا إن معي ربي سيهدين }2 .
ومثال مجيئها منونة غير مضافة قولنا : جاء الرجلان معا ، وهي حينئذ حال منصوبة .
ومنه قول امرئ القيس :
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
40 ـ ومنه قول الصمة القشيري :
حننت إلى ريا ونفسك باعدت مزارك من ريا وشعباكما معا
وإذا سكنت عينها فهي غذ ذاك حرف جر معناه المصاحبة ، والعامل فيها فعل وما جرى مجراه كسائر حروف الجر ، ولا يحكم فيها بحذف ، ولا وزن ، ولا يسأل عن بنائها لثبوت الحرفية فيها " (3) .
ومن الأمثلة على حرفيتها قول الراعي النميري كما ورد في كتاب سيبويه ، وهو 41 ـ لجرير في ديوانه :
فريشي منكم وهواي معْكم وإن كانت زيارتكم لماما
الشاهد في البيت قوله : معْكم ، فهي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لـ " هواي " ، والتقدير : هواي كائن معكم .
ــــــــــــــــ
1 ـ 6 الشرح . 2 ـ 62 الشعراء .
3 ـ رصف المباني ص 394 .

ولا يخفى ما في ذلك من توهم لأن " مع " ظرف يفيد المصاحبة ، وقبل بدخول حرف الجر عليه ، وينون ، ولكن ربما يكون لمن قال بحرفيته العذر على اعتبار تسكين حرف العين ، فيكون التسكين قد أخرج الكلمة من الظرفية إلى الحرفية .
3 ـ لولا :
عد كثير من النحويين " لولا " ضمن حروف الجر ، إذا اتصل بها الضمير ، سواء أكان مخاطبا ، نحو : لولاك ، أم غائبا ، نحو : لولاه ، أم متكلما ، نحو : لولاي ، ومن ذهب من النحاة هذا المذهب : سيبويه ، وأصحابه ، فقال : " لولاك ، ولولاي ، إذا أضمرت الاسم فيه جُرَّ " (1) .
ويعني بقوله هذا : أن لولا إذا اتصل بها الضمير تكون حرف جر ، والضمير في محل جر بها ،
42 ـ كقول رؤبة :
وكم موطن لولاي طحت كما هوى بأجرامه من قلة النبق منهوي
الشاهد : لولاي ، حيث جر الضمير بـ " لولا " ، وهي من حروف الابتداء بدليل أن تلاها ضمير ظاهر منفصل ، وما بعدها يكون مرفوعا على الابتداء ، وخبره واجب الحذف ، نحو : لولا أنت لفعلت كذا .
فلولا : حرف امتناع لوجود " امتناع الجواب لوجود الشرط ، والضمير الظاهر المنفصل في محل رفع مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : موجود .
ومن النحاة من يميل إلى ما قاله الأخفش ، وبعض الكوفيين : بأن " لولا " تيقى على عملها وهو : الرفع إذا تلاها ضمير مظهر ، نحو لولاك ، ولولاي ، ولولاه .
واستدل على صحة رأيه من وجهين :
1 ـ أن مجيء لولا حرف جر يعني ذلك دخول حرفين على معمول واحد ، ويقصد بالحرفين " لو " ، و " لا " لأن لولا مركبة منهما ، وهذا غير موجود في كلام العرب .
2 ـ إذا جعلنا " لولا " حرف جر فإنها تحتاج إلى ما تتعلق به ، لأنها ليست زائدة ،
ــــــــــــــ
1 ـ كتاب سيبوبه ج2 ، ص 373 .

كالباء في بحسبك ، وليس في الكلام ما تتعلق به ، ولا تُقَدر متعلقة به ، ناهيك عن كونها تأتي في أول الكلام ، ولا تحتاج إلى كلام قبلها ، وتكون جوابا له ، وهذا كله معدوم في حرف الجر ، والحكم عليها بأنها حرف خفض ضعيف ، والأولى أن يحكم عليها بالبقاء على كونها حرف ابتداء عند من يرى ذلك (1) .

ثانيا ـ حروف تعمل النصب في الأسماء ، وحروف تعمل النصب في الأفعال :
النوع الأول ويشمل : إنَّ ، أنَّ ، إنْ ، أنْ ، كأنَّ ، لكنَّ ، ليت ، لعل ، ولا النافية للجنس ، " وغنَّ " عند بعض النحاة وسنفصل القول عنها في موضعه .
النوع الثاني ويشمل : أنْ المصدرية ، لن ، إذن ، كيما ، كي ، فاء السببية ، واو المعية ، لام الجحود ، لام التعليل ، حتى ، وحتى ، وذلك عند من عمل بالحروف السابقة دون إضمار " أن " المصدرية .
لقد تعرضنا لنواصب الأسماء مفصلا في بابها ، إلا " غَنَّ " ، وقد جعلها صاحب رصف المباني نظير " لعل " ، و " أنَّ " حيث نصب بها الاسم ، ورفع بها الخبر ، واستشهد على قوله هذا بقول : أبي النجم العجلي نقلا عن أبي القالي في أماليه
" وأغدُ لغَنَّا في الرهان نرسله " (2) .
غير أن الرواية التي أوردها المالقي غير صحيحة فقد وردت في العقد الفريد " لعَنَّا " بالعين ، وليس بالغين من قصيدة :
لأبي النجم العجلي طويلة ، ومطلعها (3) :
ثم سمعنا برهان نأمله قِيد له من كل أفق نرسله
فقلت للسائس قدْه اعجله واغدُ لعَنَّا في الرهان نرسله
ـــــــــــــــــــ
1 ـ كتاب سيبوبه ج2 ، ص 373 .
2 ـ رصف المباني ص 438 .
3 ـ العقد الفريد لبن عبد ربه ج1 ، ص 172 .

أما الحروف التي تعمل النصب في الأفعال فقد ذكرنا أيضا مفصلة في بابها ولا حاجة لإعادتها .
ثالثا ـ حروف تعمل الرفع في الأسماء ، وهي : ما ، ولا ، ولات ، وإن المشبهات بليس ، وقد وردت تلك الحروف في بابها .
رابعا ـ حروف تعمل الجزم في الأفعال وهي : لم ، لمّا ، إنْ ، إذما ، لا الناهية ، وقد ذكرنا : لم ، ولما ، ولا الناهية في باب الحروف الجازمة للفعل المضارع .
وإن ، وإذما في باب أدوات الشرط الجازمة لفعلين فتبين ذلك رعاك الله .
2 ـ الحروف غير العاملة :
هي الحروف التي إذا سبقت الاسم ، أو الفعل لا تعمل فيه كما ذكرنا ذلك في موضعه ، ومنها ما لا يسبق الاسم ، ولا الفعل ، وتسمى الحروف الجوابية ، وإليك الحروف غير العاملة برمتها :
الألف ، الهمزة ، الميم ، النون ، الفاء ، السين ، الهاء ، الياء ، أجل ، إذا الفجائية ، أل ، ألا ، ألاّ ، إلاّ ، أم ، أما ، أمّا ، إمّا ، أو ، أيّ ، إي ، أيا ، إيّا ، بجل ، بل ، بلى ، ثم ، جلل، جير ، إذ ، كلاّ ، لكنْ ، لو ، لوما ، نعم ، قد ، سوف ، ها ، هيا ، هل ، هلاّ ، وا ، وي ، يا .

تقسيم الأحرف من حيث مكانها في الكلام :
تنقسم جميع الحروف عاملة ، وغير عاملة من حيث مكانها في الكلام إلى ثلاثة أقسام :
1 ـ حروف تأتي قبل الاسم .
2 ـ حروف تأتي قبل الفعل .
3 ـ حروف تأتي قبل الاسم ، والفعل .

أولا ـ الحروف التي تأتي قبل الاسم :
1 ـ حروف الجر : وهي حروف عاملة الجر في الاسم .
2 ـ حرف الاستثناء : إلا ، وهو حرف عامل النصب في الاسم ، وذكر في بابه .
3 ـ حروف النفي : وهي تعمل النفي في الاسم ، ويكون بعدها مرفوعا ، وذكرت في بابها .
4 ـ الحروف المشبهة بالفعل " إن وأخواتها " ، ولا النافية للجنس ، وكلها تعمل النصب في الاسم ، وقد ذكر كل منهما في بابه .
5 ـ حروف النداء ، وهي حروف غير عاملة ، وذكرت في باب النداء .
6 ـ واو المعية ، وفي عملها خلاف بين النحاة ، راجع ذلك في باب المفعول معه .
7 ـ حرفا المفاجأة : إذا ، وإذ ، وهما غير عاملين .
نحو : خرجت فإذا رجل بالباب . الاسم بعدها مبتدأ ، وخبره واجب الحذف .
ونحو : علمت أن صديقي قد شفي إذ هو مريض . ما بعدها مبتدأ وخبر .

8 ـ حرفا التفصيل : أمّا ، وإمّا ، وهما غير عاملين .
أ ـ أمّا : وتأتي :
1 ـ حرف شرط غير جازم تلازم الفاء جوابها كثيرا .
128 ـ نحو قوله تعالى : { فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم }1 .
2 ـ حرف تفصيل وجوابه مقترن بالفاء وجوبا .
129 ـ نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر }2 .
3 ـ وتأتي حرف توكيد ، 43 ـ كقول الشاعر :
أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من مقام
تنبيه : يلاحظ أن " أمّا " التفصيلية يشتبه بها لفظان آخران هما :
ــــــــــــــــ
1 ـ 36 البقرة . 2 ـ 9 ، 10 الضحى .

أ ـ أحدهما مركب من " أم " المنقطعة ، و " ما " الاستفهامية .
130 ـ نحو قوله تعالى : { أمّا ذا كنتم تعلمون }1 .
ب ـ والثاني مركب من " أن " المصدرية ، و " ما " التي هي عوض من " كان " (2) .
44 ـ كقول العباس بن مرداس :
أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع
2 ـ إمّا : وتأتي :
أ ـ حرف تفصيل .
131 ـ كقوله تعالى : { إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا }3 .
ومنه قول الشاعر :
سأحمل نفسي على آلة فإما عليها وإما لها
ب ـ حرفا للإباحة ، نحو : زرنا إما اليوم وإما غدا .
ج ـ حرفا للشك ، نحو : خرج من المسجد إما محمد وإما محمود .
د ـ حرفا للإبهام .
132 ـ كقوله تعالى : { وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم }4
هـ ـ حرفا للتخيير .
133 ـ كقوله تعالى : { إما أن تلقي وإما أن نكون أول الملقين }5 .
ح ـ وتأتي مركبة من " إن " الشرطية ، و " ما " الزائدة .
134 ـ نحو قوله تعالى : { إما تخافن من قوم خيانة فانبِذ إليهم }6 .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 84 النمل .
2 ـ راجع كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج ، ص
3 ـ 3 الإنسان . 4 ـ 106 التوبة .
5 ـ 65 طه . 6 ـ 58 الأنفال .

45 ـ ومنه قول الشاعر :
أيا راكبا إما عرضت فبلغن نداماي من نجران أن لا تلاقيا
9 ـ حروف التنبيه ، وهي : ها ، يا ، أما ، ألا ، وكلها غير عاملة .
أ ـ ها : حرف تنبيه يدخل على الآتي :
1 ـ أسماء الإشارة ، نحو : هذا ، هذه ، هذان ، هاتان ، هؤلاء .
135 ـ ومنه قوله تعالى : { هذا سراط مستقيم }1 .
2 ـ على ضمير الرفع . نحو : ها أنا ذا . وتكتب أيضا " هأنذا " .
136 ـ ومنه قوله تعالى : { ها أنتم أولاء تحبونهم }2 .
3 ـ وتدخل على " أي " ، و " أية " وصلتي النداء للمنادى المعرف بأل .
نحو قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله }3 .
137 ـ وقوله تعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة }4 .
4 ـ وتدخل على إنَّ المشبهة بالفعل . نحو : ها إن محمدا قادم .
ومنه قول النابغة :
ها إنَّ تا عذرة إنْ لم تكن نفعت فإن صاحبها قد تاه في البلد
ب ـ يا : حرف تنبيه إذا لم يليها منادى ظاهر .
138 ـ نحو قوله تعالى : { يا ليتني مت قبل هذا }5 .
ومنه قوله تعالى : { ألا يا اسجدوا لله الذي يخرج الخبء }6 .
على قراءة من أفرد " يا " وجعل اسجدوا فعل أمر ، وهي قراءة الزهري والكسائي (7) .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 36 مريم . 2 ـ 119 آل عمران .
3 ـ 20 الأنفال . 4 ـ 27 الفجر .
5 ـ 23 مريم . 6 ـ 25 النمل .
73 ـ رصف المباني ص 514 .

47 ـ ومنه قول الشاعر :
ألا يا اسلمي ثم اسلمي ثم اسلمي ثلاث تحيات وإن لم تكلمي
ومنه قول الآخر :
يا هل تعود سوالف الأزمان أو لا فمتصرف إلى الحدثان
وقال بعض النحاة : إن " يا " فيما سبق حرف نداء ، والمنادى محذوف للعلم به ، والتقدير : يا قوم في الآيتين ، وفي الشاهد الأخير ، ويا فلانة في الشاهد الأول .
أما إذا تلا " يا " المنادى كانت حرف نداء للقريب ، والوسط والبعيد ، ومن في حكم المنادى كالنائم ، والساهي .
نحو : يا معلم ارع تلاميذك ، ويا محمد لا تهمل الواجب .
ونحو : يا طالعا جبلا . ويا نائم استيقظ . وللمزيد راجع باب النداء .
ج ـ أما : حرف تنبيه ، واستفتاح للحال ، وكثيرا ما يليها القسم .
نحو : أما والله لأعاقبن المسيء .
وتستفتح بها الجمل الاسمية ، والفعلية على حد سواء .
مثال الاسمية : أما محمد قائم .
ونحو : أما إن المعلم المعلم بعلمه يخدم المجتمع بعلم فذلك أمر لا ريب فيه .
ومثال الفعلية : أما قام أخوك . وأما استيقظ محمد .
48 ـ ومنه قول أبي صخر الهذلي :
أما والذي أبكى وأضحك والذي أمات وأحيا والذي أمره الأمر
د ـ ألا : حرف استفتاح للتنبيه ، والدلالة على تحقيق ما بعدها ، وتدخل على الجمل الفعلية، والاسمية ، كما هو الحال في " أما " .
139 ـ نحو قوله تعالى : { ألا يوم يأتيه ليس مصروفا عليهم }1 .
ومثال دخولها على الأسماء .
ـــــــــــــــ
1 ـ 8 هود .

140 ـ قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم }1 .
ومنه قوله تعالى : { ألا لعنة الله على الظالمين }2 .
ومنه قول لبيد :
ألا كل شيء ما خلا الله باطلا وكل نعيم لا محالة زائل
49 ـ ويكثر مجيء النداء بعدها كقول امرئ :
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل
وتأتي " ألا " لمعان أخرى لا يتسع لها المجال لذكرها (3) .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 62 يونس . 2 ـ 18 هود .
3 ـ راجع للاستزادة كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 .
للاستزادة من حروف المعاني انقر هنا
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الثامن
أنواع الجمل ومواقعها الإعرابية

تقديم :
تعريف الكلام ، وتعريف الجملة ، والفرق بينهما :
عرف ابن هشام الكلام : بالقول المفيد بالقصد (1) .
ثم عرفه في موضع آخر بقوله : اعلم أن اللفظ المفيد يسمى كلاما ، وجملة . ونعني بالمفيد ما يحسن السكوت عليه ، وأن الجملة أعم من الكلام ، فكل كلام جملة ، ولا ينعكس (2) .
نستخلص من التعريفين السابقين أن الكلام هو مجموعة الكلمات التي تكون مع بعضها البعض بناء لغويا مفيدا يحسن السكوت عليه . وهذا في حد ذاته ما يعرف بالجملة التامة المعنى ، سواء أكانت جملة اسمية ، أو فعلية .
نحو : محمد مجتهد . أو جاء محمد . أو ما هو في منزلتهما .
نحو : جلدا السارق . أو : إن الطالب مؤدب .
أما عمومية الجملة فالمقصود به كون مجيئها تامة المعنى ، كما مثلنا ، أو ناقصة لا تعطي معنى يحسن السكوت عليه . نحو : إن جاء محمد ، أو : إذا حضر الماء .
وما إلى ذلك . ومن هنا فالجملة أعم من الكلام ، لأن حد الكلام أن يكون قولا مفيدا ، في حين أن الجملة قد تكون مفيدة ، أو لا تكون ، كما أوضحنا .

أقسام الجملة :
تنقسم الجملة إلى قسمين : ـ
أولا ـ جملة اسمية : وهي كل جملة تبدأ باسم مرفوع يعرب مبتدأ ، ويتممه ، أو يكمل معناه صفة مشتقة مرفوعة تعرف بالخبر . نحو : محمد مسافر . وعليٌّ قادم .
ـــــــــــــ
1 ـ مغني اللبيب ج2 ص274 .
2 ـ الإعراب عن قواعد الإعراب ص60 .

192 ـ ومنه قوله تعالى : {الأعرابُ أشدُ كفرا ونفاقا }1 .
وهذه الصورة هي أبسط صور الجملة الاسمية ، وتعرف بالجملة الاسمية الصغرى ، وهناك صور أخرى للجملة الاسمية ، منها : أن يكون خبر المبتدأ جملة سواء أكانت اسمية ، نحو : الحديقة أزهارها متفتحة .
193 ـ ومنه قوله تعالى : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد }2 .
أم جملة فعلية . نحو : الطالب يكتب الدرس .
194 ـ وقوله تعالى : { أنا آتيك به }3 .
وهذا النوع من الجمل يعرف بالجملة الكبرى . لأن جملة أزهارها متفتحة ، جملة صغرى ، فهي مكونة من مبتدأ وخبر ، وفي نفس الوقت في محل رفع خبر المبتدأ "الحديقة " ، الذي يكوِّن مع الخبر الجملة الاسمية ، جملة كبرى .
وكذلك الحال في قولنا : الطالب يكتب الدرس ، فالطالب مبتدأ ، ويكتب فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر ، والدرس مفعول به ، وهذه الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ، وهي تشكل جملة صغرى ، والمبتدأ " الطالب " مع خبره الجملة الفعلية يكوِّن جملة كبرى ، وقس على ذلك الشواهد القرآنية التي أوردنا .
ومن صور الجمل الاسمية أن يكون المبتدأ مصدرا صريحا .
نحو : احترام الناس واجب .
أو مصدرا مؤولا من أن والفعل المضارع .
نحو قوله تعالى : { وأن تصوموا خير لكم }4 . والتقدير : صيامكم خير لكم .
أو معرفا بأل نحو : المجتهدون مؤدبون . أو معرفا بالإضافة ، نحو : كتابي جديد .
وقد يكون المبتدأ ضميرا ، نحو : أنت مهذب .
195 ـ ومنه قوله تعالى : { هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه }5 .
ــــــــــــ
1 ـ 97 التوبة . 2 ـ 18 إبراهيم .
3 ـ 39 النمل .
4 ـ 18 إبراهيم . 5 ـ 67 يونس .

أو اسم إشارة ، أو موصول ، أو استفهام ، أو شرط ... إلخ .
وقد يكون الخبر جملة اسمية ، أو فعلية ، كما أوضحنا في بداية الكلام عن الجملة الاسمية ، أو شبه جملة جار ومجرور . نحو : الكتاب في الحقيبة .
أو ظرف بنوعيه . نحو : الكتاب عندك . والعطلة يوم الجمعة .

ثانيا ـ الجملة الفعلية :
هي كل جملة تبدأ بفعل ، وتؤدي معنى مفيدا يحسن السكوت عليه سواء أكان الفعل ماضيا ، نحو : ذهب أخوك إلى المدرسة .
196 ـ ومنه قوله تعالى : { فأصابهم سيئات ما عملوا }1 .
وقوله تعالى : وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون }2 .
أم مضارعا ، نحو : يلعب محمد بالكرة .
197 ـ ومنه قوله تعالى : { ينبت لكم به الزرع }3 .
وقوله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت }4 .
أم أمرا ، نحو : قم مبكرا ، وصلِ حاضرا .
198 ـ ومنه قوله تعالى : { وقل ربِّ أدخلني مدخل صدق }5 .
ولا بد للفعل من فاعل ، يأتي على صور مختلفة ، فقد يكون اسما ظاهرا ، كما مثلنا سابقا ، وقد يكون ضميرا متصلا ، نحو : كتبت الواجب .
199 ـ ومنه قوله تعالى : { وربطنا على قلوبهم }6 .
أو ضميرا منفصلا ، نحو : علمته الحساب ، واحترم الكبير . ولا تهمل عملك .
ومنه قوله تعالى : { وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم }7 .
ـــــــــــــ
1 ، 2 ـ 34 النحل . 3 ـ 11 النحل .
4 ـ 27 إبراهيم . 5 ـ 80 الإسراء .
6 ـ 14 الكهف . 7 ـ 49 المائدة .

وقد يلي الفعل فاعل يكون دائما مرفوعا ، أو ما يكمل الجملة من مفعول به .
نحو : كسر المهمل الزجاج .
ومنه قوله تعالى : { ونقلب أفئدتهم }1 .
200 ـ وقوله تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم }2 .
أو حال . نحو : جاء الرجل راكبا .
201 ـ ومنه قوله تعالى : { فادعوه مخلصين }3 .
أو جار ومجرور . نحو : الكتاب في الحقيبة .
ومنه قوله تعالى : { قل آمنا بالله }4 .
أو مفعول معه . نحو : سار التلاميذ وصور المدرسة .
أو مفعول فيه ( الظرف ) . نحو : لعب الأولاد تحت المطر .
وسافرنا ليلة الخميس . وغير ذلك من مكملات الجملة الفعلية .

أنواع الجمل ومواقعها من الإعراب :
تنقسم الجملة من حيث المواقع الإعرابية إلى نوعين . نوع له موقع إعرابي ، كأن يكون في محل رفع ، أو نصب ، أو جر ، أو جزم . وهذا النوع من الجمل هو الذي يحل محل الاسم المفرد فيأخذ إعرابه . لأن المفرد هو الذي يوصف بالمواقع الإعرابية كالرفع ، وغيرها . وهذا النوع من الجمل يعرف بالجمل التي لها محل من الإعراب . أما النوع الآخر فهي الجملة التي لا محل لها من الإعراب ، والتي لا تحل محل الاسم المفرد .
ـــــــــــــــ
1 ـ 110 الأنعام . 2 ـ 7 المائدة .
3 ـ 65 غافر . 4 ـ 84 آل عمران .

أولا ــ الجمل التي لها محل من الإعراب :
أولا ـ الجملة الواقعة خبرا :
ويشترط فيها أن تشتمل على ضمير يربطها بالمبتدأ ، ومحلها الرفع كما في الصور التالية :
1 ـ أن تكون جملة اسمية . نحو : المدرسة فصولها كثيرة .
المدرسة : مبتدأ ، وفصول : مبتدأ ثان ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، كثيرة : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول " المدرسة " ، والرابط بين الجملة والمبتدأ هو الضمير المتصل في المبتدأ الثاني " فصولها " .
2 ـ أو جملة فعلية .
202 ـ نحو قوله تعالى : { الله يعلم الجهر وما يخفى }1 .
الله : لفظ الجلالة مبتدأ . يعلم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر ، والجهر مفعول به ... إلخ ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " الله " ، والرابط الضمير " هو " .
3 ـ أو جملة اسمية أو فعلية في محل رفع خبر " إنَّ " ، أو إحدى أخواتها .
نحو : إن السماء غيومها كثيرة .
203 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله يغفر الذنوب }2 .
ونحو : لعل السماء تمطر .
إن : حرف توكيد ونصب ، السماء : اسم إن منصوب .
غيومها : مبتدأ مرفوع ، والضمير في محل جر بالإضافة ، وكثيرة خبر ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر " إن " .
لعل : حرف ترجي ونصب ، والسماء : اسم لعل منصوب .
تمطر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا .
والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل رفع خبر " لعل " .
ـــــــــــــــ
1 ـ 7 الأعلى . 2 ـ 53 الزمر.

4 ـ أو خبر لا النافية للجنس . نحو : لا مهمل ثيابه نظيفة .
ونحو : لا مسيء يحترمه الناس .
ثيابه نظيفة : مبتدأ وخبر ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر لا النافية للجنس .
ويحترمه الناس : فعل ومفعول به مقدم ، وفاعل مؤخر ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لا النافية للجنس .
كما تأتي جملة الخبر في محل نصب ، وذلك في المواضع التالية :
إذا كانت خبرا لفعل ناسخ ، " كان وأخواتها ، أو كاد وأخواتها " .
نحو : كانت الأشجار أوراقها خضراء .
ونحو : أمست السماء تتلبد بالغيوم .
ومنه قوله تعالى : { وكانوا يصرون على الحنث العظيم }1 .
فأوراقها خضراء : مبتدأ وخبر ، والجملة الاسمية في محل نصب خبر كان .
وتتلبد بالغيوم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر ، وبالغيوم جار ومجرور ، والجملة الفعلية وما في حيزها في محل نصب خبر أمسى .
ونحو : كاد محمد يفوز بالجائزة .
ومنه قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }2 .
يفوز بالجائزة : جملة فعلية مكونة من فعل ، وفاعل مستتر ، وجار ومجرور ، وهي في محل نصب خبر كاد .

ثانيا ـ الجملة الواقعة حالا :
يشترط فيها أن تشتمل على عائد يربطها بصاحب الحال ، والعائد إما أن يكون الضمير ، أو الواو ، أو الاثنين معا ، أو الواو وقد . وأن يكون صاحب الحال معرفة ، مع عدم وجود المانع من مجيء الجملة حالا .
نحو : حضر الطالب كتابه في يده .
ــــــــــــ
1 ـ 46 الواقعة . 2 ـ 20 البقرة .

جاء الطالب : فعل وفاعل . كتابه : مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . في يده : جار ومجرور ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر .
وجملة كتابه في يده : في محل نصب حال من الطالب ، والرابط : الضمير المتصل في " كتابه " ، حيث عاد على " الطالب " .
92 ـ ومنه قول الشاعر :
إذا الملك الجبار صعر خده مشينا إليه بالسيوف نعاتبه
الشاهد : : " نعاتبه " ، فهي حال جملة فعلية من الضمير المتصل " نا " في " مشينا " ، والرابط الضمير المتصل " ها " الغيبة في " نعاتبه " .
والتقدير : مشينا إليه بالسيوف معاتبين إياه .
204 ـ ومنه قوله تعالى : { وجاءوا أباهم عشاء يبكون }1 .
وقوله تعالى : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله }2 .
ومثال مجيء الرابط : الواو . وصل التلميذ والكتاب في يده .
وصل التلميذ : فعل وفاعل . والكتاب : الواو واو الحال ، الكتاب : مبتدأ . في يده : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر . وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال ، والرابط بين جملة الحال ، وصاحبها : الواو في " والكتاب " .
93 ـ ومنه قول الشاعر :
كأن سواد الليل والفجر ضاحك يلوح ويخفى أسود يتبسم
الشاهد : " والفجر ضاحك " . حل جمل اسمية ، والرابط فيها الواو .
ومثال مجيء الرابط الواو والضمير معا : صافحت محمدا وهو يبتسم .
صافحت محمدا : فعل وفاعل مستتر ، ومفعول به .
وهو : الواو واو الحال ، هو : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
يبتسم : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .
ــــــــــــــ
1 ـ 16 يوسف . 2 ـ 75 النساء .

وجملة : وهو يبتسم في محل نصب حال من المفعول به " محمدا " .
والرابط : الواو والضمير معا . ولا يكون هذا النوع من الروابط إلا مع الجملة الاسمية . 205 ـ ومنه قوله تعالى : { وماتوا وهم فاسقون }1 .
ومنه قول الشاعر :
ما كنت أحسبني أبقى إلى زمن يسيء بي كلب وهو محمود
الشاهد : " وهو محمود " حال جملة اسمية ، والرابط الواو والضمير .
ومثال الرابط : الواو وقد . قدم الحجاج وقد انهمر المطر .
قدم الحجاج : فعل وفاعل . وقد انهمر : الواو للحال ، قد حرف تحقيق ، انهمر فعل ماض مبني على الفتح . المطر : فاعل مرفوع بالضمة .
والجملة الفعلية : وقد انهمر المطر في محل نصب حال من " الحجاج " ، والرابط : الواو وقد معا . ولا يكون الرابط : " الواو وقد " إلا مع الجملة الفعلية .
ويلاحظ في جميع الجمل التي ذكرناها آنفا ، كأمثلة على الجملة الحالية ، أن صاحب الحال كان معرفة محضة ، مع عدم وجود المانع الذي يمنع مجيء الحال جملة .
فإذا كان صاحب الحال معرفة غير محضة ، كأن يكون اسما معرفا تعريفا جنسيا .
نحو : محمد الأسد بطولاته مشرفة .
فإن الجملة الواقعة بعد الاسم المعرف تعريفا جنسيا يجوز فيها أن تعرب حالا ، أو صفة ، لأن التعريف الجنسي يقرب من التنكير ، ولكن الأفضل إعرابها حالا .
أما المانع لمجيء الجملة الواقعة بعد المعرفة المحضة أن تكون حملة حالية ، هو أن تكون الجملة إنشائية طلبية أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما ، أو عرضا ، أو تحضيضا ، وفي هذه الحالة تكون الجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
نحو : هذا متاعي فدعه عندك . ونحو : جاء صديقك فلا تحرجه .
ونحو : سافر محمد فهل ودعته ؟ ونحو : سنقيم الحفل ألا شرفتنا .
ـــــــــ
1 ـ 84 التوبة .

ونحو : بدأ الاختبار فهلاَّ درست .
فالجمل الواقعة ـ في الأمثلة السابقة ـ بعد الأمر ، والنهي ، والاستفهام ، والعرض ، والتحضيض ، ليست جملا حالية ، وإنما هي جمل إنشائية ، لذلك لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
ومن موانع وقوع الحال جملة ، أن تأتي بعد معرفة محضة ولكنها مصدرة بحرف من حروف الاستقبال ، كالسين ، وسوف ، أو لن .
نحو : حضر محمد سأسلم عليه . ونحو : سافر عليّ لن أودعه .
فجملة : سأسلم عليه ، في المثال الأول ، وجملة : لن أودعه ، في المثال الثاني ، كل منهما لا تصلح لأن تكون جملة حالية ، لأن الأولى مسبوقة بالسين الدالة على الاستقبال ، والثانية مسبوقة بلن .

ثالثا ـ الجملة الواقعة مفعولا به :
يكون محلها النصب ، وتأتي الجملة مفعولا به في المواضع التالية :
1 ـ أن تكون محكية بالقول . نحو : قال محمد إن أخاك ناجح .
فجملة : إن أخاك ناجح ، جملة اسمية ، مكونة من " إن " واسمها وخبرها ، وهي في محل نصب مقول القول .
206 ـ ومنه قوله تعالى : { قال إني أعلم ما لا تعلمون }1 .
وقوله تعالى : { قالت اليهود عزير ابن الله }2 .
ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :
قالت الصغرى : أتعرفن الفتى ؟ قالت الوسطى : نعم هذا عمر
الشاهد : أتعرفن الفتى ، و نعم هذا عمر . وكل من الجملتين وقع في محل نصب مفعول به لفعل القول .
ــــــــــــــــ
1 ـ 30 البقرة . 2 ـ 30 التوبة .

94 ـ ومنه قول الشاعر :
يقولون ليلى في العراق مريضة فياليتني كنت الطبيب المداويا
الشاهد : ليلى في العراق مريضة . فقد وقعت الجملة في محل نصب مفعول به لفعل القول .
2 ـ الجملة الواقعة مفعولا به ثانيا ، أو سدت مسد مفعولين لظن ، أو إحدى أخواتها . نحو : ظننت أخاك سيحضر اليوم .
سيحضر اليوم : السين حرف استقبال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، يحضر فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، واليوم ظرف زمان منصوب بالفتحة .
وجملة : سيحضر اليوم : في محل نصب مفعول به ثان لظن .
ونحو : حسبت أنك مسافر .
أنك مسافر : أنك : أن واسمها ، وسافر : خبرها مرفوع .
والجملة : أنك مسافر : سدت مسد مفعولي حسب .
3 ـ الجملة الواقعة بعد المفعول الثاني في باب : رأى ، وأعلم .
وقد تسد مسد المفعولين .
مثال الجملة الواقعة بعد المفعول الثاني : أعلمت أباك محمدا أخوه ناجح .
أخوه ناجح : جملة اسمية مكونة من المبتدأ والخبر ، وهي في محل نصب مفعول به ثالث للفعل أعلم .
ومثال النوع الثاني :
207 ـ قوله تعالى : { ولتعلمُنَّ أينا أشد عذابا }1 .
فجملة : أينا اشد عذابا . جملة اسمية مكونة من مبتدأ ، والضمير المتصل في " أي " في محل جر مضاف إليه ، اشد : خبر المبتدأ ، وعذابا : تمييز منصوب .
وجملة : أينا وما في حيزها في محل نصب سدت مسد مفعولي يعلم .
ــــــــــــ
1 ـ 71 طه .

4 ـ الجملة الواقعة مفعولا به لأي فعل .
نحو : عرفت من أنت ؟
عرفت : فعل وفاعل . من أنت : مبتدأ وخبر .
وجملة : من أنت ؟ في محل نصب مفعول به للفعل عرف .
95 ـ ومنه قول الشاعر :
ولا توهمت أن الناس قد فقدوا وأن مثل أبي البيضاء موجود
الشاهد : أن الناس قد فقدوا . جملة اسمية في محل نصب مفعول به للفعل توهم .
وهذا النوع الأخير ما يعرف بتعليق العامل ، وهو ترك العمل لفظا دون معنى ، لمانع من الموانع . كأن تكون الجملة مبدوءة باسم استفهام ، والاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.
نحو : عرفت متى السفر ؟
فجملة : متى السفر ؟ في محل نصب مفعول به معنى لا لفظا ، لأن الفعل لم يعمل فيها ظاهرا ، لكونها جملة استفهامية .
أو تكون الجملة متصلة بلام التوكيد . نحو : توهمت لأبوك موجود .
فجملة : لأبوك موجود . جملة اسمية في محل نصب مفعول به لـ " توهمت " في المعنى ، وقد امتنع عمل الفعل لفظا لاتصال الجملة بلام التوكيد .
ومن فوائد الحكم على محل الجملة في التعليق بالنصب ، ظهور أثر هذا في التابع .
نحو : عرفت من أنت ؟ وغيرَ ذلك من أمورك .
فـ " غير " معطوفة على محل الجملة المعلقة وهو النصب ، فجاءت " غير " منصوبة .
رابعا ـ الجملة الواقعة نعتا :
وهي الجملة الموصوف بها ، وحكمها أن تكون زائدة ، ولا يختل المعنى بدونها ، ويشترط في موصوفها : أن يكون نكرة ، وتعرب بحسب موقع موصوفها من الإعراب . فإذا كان موصوفها مرفوعا جاءت في محل رفع .
نحو : خطب فينا رجل لسانه فصيح .
خطب : فعل ماض . فينا : جار ومجرور متعلقان بالفعل . رجل : فاعل مرفوع .
لسانه : مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وفصيح : خبر مرفوع .
والجملة الاسمية في محل رفع صفة لرجل لأنه نكرة . والرابط الضمير في " لسانه ".
208 ـ ومنه قوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة }1 .
وقوله تعالى : { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم }2 .
وقوله تعالى : { وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى }3 .
فالجمل : لا بيع فيه ولا شراء ، وتنبئهم بما في قلوبهم ، ويسعى . كل منها جاء في محل رفع صفة لموصوف نكرة مرفوع ، وهو : يوم ، وسورة ، ورجل .
وإذا كان الموصوف منصوبا ، جاءت جملة الصفة في محا نصب .
نحو : شاهدت لوحة رسومها معبرة .
شاهدت لوحة : فعل وفاعل ومفعول به .
رسومها معبرة : رسوم مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إلية ، ومعبرة خبر .
وجملة : رسومها معبرة في محل نصب صفة للوحة النكرة المنصوبة .
ومنه قوله تعالى : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }4 .
209 ـ وقوله تعالى : { ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم }5 .
فالجملتان : ترجعون فيه إلى الله ، ونكثوا أيمانهم . كل منهما جاء في محل نصب صفة لموصوف نكرة منصوب ، وهو : يوما ، وقوما .
وإذا كان الموصوف مجرورا ، جاءت جملة الصفة في محل جر .
نحو : نعيش في قرية تكثر فيها البساتين .
نعيش : نعيش فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن .
في قرية : جار ومجرور متعلقان بنعيش .
تكثر فيها البساتين : تكثر فعل مضارع مرفوع ، فيها جار ومجرور متعلقان بتكثر ،
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 254 . 2 ـ 64 التوبة .
3 ـ 20 القصص . 4 ـ 281 .
5 ـ 13 التوبة .

والبساتين فاعل مرفوع بالضمة .
وجملة : تكثر وما في حيزها في محل جر صفة لقرية .
ومنه قوله تعالى : { ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه }1 .
وقوله تعالى : { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا }2 .
96 ـ ومنه قول الشاعر :
لا أذود الطير عن شجر قد بلوت المر من ثمره
فالجمل : لا ريب فيه ، ومات أبدا ، وقد بلوت المر . كل منها جاء في محل جر صفة لأوصاف مجرورة هي : ليوم ، وعلى أحد ، وعن شجر .
* أما المانع من مجيء الجملة صفة ، أن تكون جملة إنشائية .
نحو : جاء مسكين فلا تحرجه .
فجملة : فلا تحرجه ، إنشائية لأنها طلبية نهي ، فلا يصح إعرابها صفة ، ولكن نعربها جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
ونحو : هذا متاع احفظه لي .
فجملة : احفظه لي . جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب لأنها جملة إنشائية طلبية أمر .
ونحو : محمد مريض فهل تزره ؟
فجملة : فهل تزره . مستأنفة لا محل لها من الإعراب لأنها إنشائية طلبية استفهامية .
وقس على ذلك بقية أنواع الجمل الإنشائية الطلبية .
ومن موانع وقوع الجملة صفة ولو سبقها نكرة محضة ، أن تكون الجملة محصورة بإلا . نحو : ما زارني رجل إلا قال خيرا .
وفي هذه الحالة تعرب الجملة الواقعة بعد " إلا " حالا ، ولا تعرب صفة ، لأن " إلا " لا تفصل بين الصفة وموصوفها .
ـــــــــــــــــ
6 ـ 9 آل عمران .
1 ـ 84 التوبة .

خامسا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم :
يشترط في الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم أن تكون مقرونة بالفاء ، أو إذا الفجائية . نحو : إن تدرس فلن ترسب .
210 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يضلل الله فلا هادي له }1 .
وقوله تعالى : { فإن انتهوا فإن الله بما تعلمون بصير }2 .
ومثال مجيء جملة الشرط بعد إذا الفجائية : إن نحمل على الأعداء إذا هم هاربون .
ومنه قوله تعالى : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون }3 .
211 ـ وقوله تعالى : { وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون }4 .
فالجمل الواقعة بعد " الفاء " ، أو " إذا " الفجائية جاءت في محل جزم بحرف الشرط " إن " . وهذه الجمل بالترتيب هي : فلن يرسب ، فلا هادي له ، فإن الله ... ، إذا هم هاربون ، إذا هم يقنطون ، إذا هم يسخطون .
ونستدل على مجيئها في محل جزم ، أننا إذا عليها فعلا مضارعا جاء مجزوما ، لأنه عطف على المحل ، والمعطوف على محل المجزوم يكون مجزوما .
نحو : متى يجتهد الكسول فإنه ينجح ويحظ بحب الناس .
فالفعل " يحظ " فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، لأنه معطوف على محل الجملة المجزومة الواقعة جوابا للشرط " فإنه ينجح " .

سادسا ـ الجملة الواقعة مستثنى :
يشترط في الجملة الواقعة مستثنى أن يكون الاستثناء منقطعا ، أي أن يكون المستثنى ليس من جنس المستثنى منه .
نحو : لن أعاقب مجتهدا إلا المهمل فعقابه شديد .
فجملة : المهمل فعقابه شديد ، مكونة من مبتدأ أول ، والفاء واقعة في الخبر ، وعقابه
ــــــــــــــــ
1 ـ 186 الأعراف . 2 ـ 36 الروم .
3 ـ 36 الروم . 4 ـ 58 التوبة .

مبتدأ ثان ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وشديد خبر المبتدأ الثاني ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
والجملة من المبتدأ الأول وخبره في محل نصب مستثنى .

سابعا ـ الجملة الواقعة مضافا إليه :
يشترط في الجملة الواقعة مضافا إليه أن تكون بعد كلمة مضافة إلى جملة جوازا أو وجوبا . والكلمات التي تقع مضافة إلى جملة هي : ـ
1 ـ الكلمات الدالة على زمان ، سواء أكان ظرفا ، أم غير ظرف ، ككلمة " يوم " ، فهي تكون ظرفا .
212 ـ نحو قوله تعالى : { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه }1 .
ولا تكون ظرفا ، بل تعرب حسب موقعها من الجملة .
213 ـ نحو قوله تعالى : { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم }2 .
فهذا : مبتدأ ، ويوم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة ، وهو مضاف ، وجملة : ينفع وما في حيزها ، في محل جر مضاف إليه .
2 ـ الكلمات الدالة على مكان ، سواء أكانت ظرفا ، أم غير ظرف ، ككلمة " حيث " فهي تكون ظرفا مكانيا ، نحو : وقفت حيثُ وقف عليّ ، وجلست حيث محمد جالس .
214 ـ ومنه قوله تعالى : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم }3 .
وقوله تعالى : { الله أعلم حيث يجعل رسالته }4 .
ولا تكون ظرفا إذا جاءت مجرورة بحرف الجر ، فهي اسم مجرور بمن مبني على الضم في محل جر . نحو : آتيك بالأمر من حيثُ لا تدري .
215 ـ ومنه قوله تعالى : { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم }5 .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 106 آل عمران . 2 ـ 119 المائدة .
3 ـ 191 البقرة . 4 ـ 124 الأنعام .
5 ـ 27 الأعراف .

وقوله تعالى : { وأخرجوهم من حيث أخرجوكم }1 .
ومنه قول الشاعر :
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
3 ـ ومن الظروف الملازمة الإضافة إلى الجملة : إذ ، وإذا ، ولمّا الوجودية المفتقرة إلى جواب . نحو : هل تذكر إذ نحن أطفال .
216 ـ ومنه قوله تعالى : { أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت }2 .
وقوله تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم }3 .
97 ـ ومنه قول عنترة :
إذ يتقون بي الأسنة لم أحم عنها ولكني تضايق مُقدمي
ومثال إذا : إذا حضر الماء بطل التيمم .
217 ـ ومنه قوله تعالى : { إذا ذكر الله وجلت قلوبهم }4 .
وقوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح }5 .
ومنه قول طرفة :
إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
ومثال لما الظرفية الوجودية : فرح والدي لمّا نجحت .
وهي بمعنى الحين مبنية على السكون في محل نصب ، إلا أنها متضمنة للشرط ، ولكنها غير جازمة ، لاختصاصها بالدخول على الأفعال الماضية .
218 ـ ومنه قوله تعالى : { فلما أخذتهم الرجفة قال ربِّ لو شئت أهلكتهم }6 .
ومنه قول زهير :
فلما وردن الماء زرقا جمانه وضعن عِصِّي الحاضر المتخيِّم
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 191 البقرة . 2 ـ 133 البقرة .
3 ـ 103 آل عمران . 4 ـ 2 الأنفال .
5 ـ 1 الفتح . 6 ـ 155 الأعراف .

4 ـ ومن الظروف والمصادر التي تضاف جوازا إلى الجملة " لدن " ، وهي ظرف زمان ، أو مكان ، حسب المعنى ، وقد لا تكون ظرفا . و " ريث " ، وهي مصدر من " راث " بمعنى " أبطأ " ، ويعرب المصدر ظرف زمان .
ويشترط في الجملة المضافة إلى " لدن ، وريث " أن تكون فعلية فعلها متصرف متبث . مثال لدن الظرفية : أنت مهذب لدن عرفتك صغيرا .
98 ـ ومنه قول الشاعر :
لزمنا لدن سألتمونا وفاقكم فلا يك منكم للخلاف جنوح
ومثال مجيئها اسما مجرورا : أنت مجتهد من لدن كنت صغيرا .
ومثال ريث : انتظرت ريث حضر أخوك .
99 ـ ومنه قول الشاعر :
خليليَّ رفقا ريث أقضي لبانة من العرجات المذكرات عهودا
فالجمل الواقعة بعد " لدن ، وريث " في محل جر مضاف إليه ، وكذلك جميع الجمل الواقعة بعد الظروف الآنفة الذكر .

ثامنا ـ الجملة التابعة لمفرد :
تنقسم الجملة التابعة لمفرد إلى ثلاثة أنواع : ـ
1 ـ الجملة الواقعة صفة لمفرد مرفوع ، أو منصوب ، أو مجرور .
مثال المرفوع : جاء رجل يركب دابة .
219 ـ نحو قوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع في ولا خلال }1 .
ومثال المنصوب : عاقبت طالبا يهمل واجباته .
ومثال المجرور : سلمت على رجل يركب دابة .
ــــــــــــ
1 ـ 31 إبراهيم .

2 ـ الجملة المعطوفة على مفرد مرفوع ، أو منصوب ، أو مجرور .
نحو : محمد قادم وأبوه ذاهب .
وفي ذلك خلاف ، فإذا كان العطف على المفرد تكون جملة " أبوه ذاهب " ، في محل رفع معطوفة على الخبر " قادم " . أما إذا كان العطف على جملة " محمد قادم " ، سيكون الشاهد قد خرج عن موضعه . وهنالك خلاف آخر منشأه أن الواو قد تكون واو الحل ، وبذلك لا تكون جملة " أبوه ذاهب " تابعة لما قبلها .
ومثال المعطوفة على مفرد منصوب : كافأت طالبا شاعرا ويكتب قصة .
ومثال المعطوفة على المجرور ، أو موقعه الجر: نحو : استمعت إلى عجوز منشد ويعزف على الربابة . ونحو : استمعت إلى عجوز ينشد ويعزف على الربابة .
3 ـ الجملة الواقعة بدلا من الاسم المفرد الذي يسبقها :
220 ـ نحو قوله تعالى :
{ ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم }1 .
فـ " إن " وما عملت فيه بدل من " ما " وصلتها ، ويجوز أن تكون استئنافية ، كما جاز في قوله تعالى : { وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها }2 .
فجملة " والساعة لا ريب فيها " يجوز أن تكون استئنافية ، وليست بدلا ومنه أيضا قوله تعالى : { وأسرُّوا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم }3 .
فجملة " هل هذا ... إلخ " يجوز فيها أن تكون بلا من اسم الموصول وصلته ، ويجوز فيها أن تكون مفسرة ، والله أعلم . ولكن الأحسن أن نعدل عن إعراب الجمل بدلا ، أو عطف بيان ، لما قد يكون فيها من التكلف في المعنى ، والأفضل أن تكون استئنافية ، كما في الآيتين الأولى والثانية ، وتفسيرية كما في الآية الأخيرة فتدبر ، والله يحفظك.
ــــــــــــــــ
1 ـ 43 فصلت . 2 ـ 32 الجاثية .
3 ـ 3 الأنبياء .

تاسعا ـ الجملة التابعة لجملة لها محل من الإعراب ، وذلك في موضعين :
1 ـ في العطف :
نحو : المتفوق يفوز بالجائزة ، ويحترمه زملاؤه .
ويشترط في الجملة الواقعة بعد الواو ، أن تكون معطوفة على الجملة الصغرى وهي " يفوز بالجائزة " ، لا على الجملة الكبرى وهي " المتفوق يفوز بالجائزة " . هذا إذا اعتبرنا الواو للعطف ، فإذا قدرنا الواو للحال لم تكن الجملة بعدها تابعة لما قبلها .
2 ـ في البدل :
ويشترط في الجملة الثانية الواقعة بدلا أن تكون أوفى من الجملة الأولى ، وأوضح في تأدية المعنى المطلوب . نحو : قلت له ارحل لا تمكث عندنا .
ومنه قوله تعالى : { واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين }1 .
فجملة " أمدكم ... إلخ " بدل من جملة " أمدكم بما تعلمون " ، لأنها أوضح منها ، وأوفى في تأدية المعنى .
ـــــــــــــ
1 ـ 132 ، 133 ، 134 الشعراء .
للاستزادة من الجمل انقر هنا
http://www.drmosad.com/index62.htm
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل العاشر
التوابع
أولا : العطف

1 ـ عطف النسق
تابع يتوسط بينه وبين متبوعه حرف من حروف العطف .
نحو : حضر خالد وأحمد .
أحمد معطوف على خالد بحرف العطف وهو " الواو " .
ولا يتبع المعطوف المعطوف عليه إلا في الإعراب .

أحرف العطف :
الواو ، الفاء ، ثم ، حتى ، أم ، أو ، لا ، بل ، ولكن .
أقسام أحرف العطف :
1 ـ ما يشرك المعطوف مع المعطوف إليه حكما ولفظا وهي :
الواو ، والفاء ن وثم ، وحتى .
نحو : أكل يوسف ومحمد الطعام .
نلاحظ أن الواو في المثال السابق عطفت محمد على يوسف ، وأشركتهما في الحكم واللفظ ، بمعنى أن الاثنين قد اشتركا في الأكل والإعراب .
2 ـ ما تشرك المعطوف مع المعطوف عليه لفظا فقط وهي :
أم ، وأو ، ولا ، وبل ، وإما ، ولكن .
نحو : أكلت خبزا لا أرزا . وما جاءني عليّ بل محمود .
فالرغبة هنا ثابتة لأحدهما ومنفية عن الآخر .
معاني حروف العطف :
1 ـ الواو : لمطلق الجمع دون التقيد بترتيب .
نحو : فاز خالد ومحمد .
نلاحظ من المثال السابق أن العطف بالواو أفاد مطلق الجمع ، لأنها دلت على أن العامل وهو " المجيء " قد وقع على المعطوف والمعطوف عليه في آن واحد ، وقد تحتمل الترتيب ، وقد تحتمل الترتيب كما في :
232 ـ وقوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها }1 .
وقد يفهم من العطف بالواو عكس الترتيب كقوله تعالى مخبرا عن منكري البعث :
233 ـ { ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا }2 .
ولو كانت الواو في الآية السابقة للترتيب ، لكان ذلك اعترافا من منكري البعث بالحياة بعد الموت .
2 ـ الفاء : تفيد العطف مع الترتيب والتعقيب . أي العطف بلا مهلة أو تراخ .
نحو : دخل المعلم فالطالب .
أفادت الفاء أن دخول الطالب جاء بعد دخول المعلم مباشرة وبلا مهلة أي بدون تعقيب .
وإذا قلت : دخلت جدة فمكة .
فمن المتعارف عليه أن القادم من جهة البحر ، لا بد أن يدخل مكة بعد دخوله جدة ، متأخرا عما جرت عليه العادة من استغراق الوقت ، فيكون ذلك تراخيا ، وفي هذه الحالة تكون الفاء للترتيب والتراخي ، وقد يكون المعطوف سببا في المعطوف عليه ، أو نتيجته ، 106 ـ كقول الشاعر :
قضى بيننا مروان أمس قضية فما زادنا مروان إلا تنائيا
فجملة : ما زادنا ، معطوفة على جملة قضى ، وهي نتيجة عنها .
وقد تفيد الفاء معنى التسبب ، وفي هذه الحالة يعطف بها جملة على جملة .
نحو : زنى فرُجِم ، وسرق فقُطِع .
234 ـ ومنه قوله تعالى : { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه }3 .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 1 الزلزلة . 2 ـ 37 المؤمنون .
3 ـ 37 البقرة .

3 ـ ثم : تفيد العطف مع الترتيب والتراخي ، أي بمهلة .
نحو : درست النحو ثم الأدب . وحضر الطالب ثم والده .
نلاحظ أن المعطوف وهو " الأدب " وقع بعد المعطوف عليه بترتيب وتراخ ، أو مهلة ، بمعنى أن الدراسة للنحو والأدب تمت في آن واحد ، ولكن أحدهما وهو المعطوف عليه قد تمت دراسته أولا ، ثم تلاه بعد فترة دراسة المعطوف .
235 ـ ومنه قوله تعالى : { والله خلقكم من تراب ثم من نطفة }1 .
أي كان الخلق أولا لآدم من التراب ، وهو المعطوف عليه ، ثم لبني آدم من النطفة ، وهو المعطوف ، وقد تأخر خلق بني آدم عن أبيهم . والله أعلم .
4 ـ حتى : تفيد الغاية والتدريج .
نحو : أكلت السمكة حتى رأسها . ومات الناس حتى الأنبياء .
فحتى هنا تفيد نهاية الشيء بعد تدريجه إلى أن يصل إلى منتهاه ، فعندما قلنا : أكلت السمكة حتى رأسها ، أي : أنني تدرجت في أكلها حتى وصلت إلى رأسها فأكلته ، وفي هذه الحالة تكون حتى حرف عطف ، والمعنى : أكلت السمكة ورأسها .
لذلك يجب أن يكون المعطوف جزاء من المعطوف عليه .
أما إذا صح أن نضع في موضعها حرف الجر " إلى " فهي عندئذ حرف جر ليس غير . نحو : قرأت الصحيفة حتى الصفحة الأخيرة .
أي : قرأت الصحيفة إلى الصفحة الأخيرة .
وقد تأني " حتى " حرف ابتداء ، وما بعدها جملة مستأنفة .
107 ـ كقول الشاعر :
فما زالت القتلى تمج دماؤها بدجلة حتى ماءُ دجلة أشكلُ
فحتى في البيت السابق حرف ابتداء ، وماء مبتدأ ، ودجلة مضاف إليه ، وأشكل خبر ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
وتدخل حتى على الأفعال الماضية والمضارعة ، وفي هذه الحالة ينصب الفعل بعدها
ـــــــــــــــ
1 ـ 11 فاطر .
بـ " أن " المصدرية . نحو : عاقبت الكاذب حتى يقول الصدق .
فيقول فعل مضارع منصوب بأن المصدرية المضمرة وجوبا بعد حتى .
وتدخل على الأفعال الماضية ، 108 ـ كقول الشاعر :
" هجرت حتى قيل لا يعرف الهوى "
والتقدير : حتى أن قيل .
5 ـ أو : وتفيد مع العطف عدة معاني .
أ ـ تفيد التخيير . نحو : خذ من الحقيبة قلما أو كراسا . وتزوج زينب أو فاطمة .
236 ـ ومنه قوله تعالى : { فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة }1 .
ب ـ الإباحة . نحو : عاشر محمدا أو أخيه . وجالس عليّا أو أحمد .
237 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم }2 .
ج ـ نفيد التقسيم . نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف .
د ـ تفيد الشك إذا لم تعلم القادم في قولك : قدم محمد أو أحمد .
238 ـ ومنه قوله تعالى : { لبثنا يوما أو بعض يوم }3 .
هـ ـ تفيد التشكيك إذا علمت القادم في قولك : ذهب عليّ أو سالم .
239 ـ ومنه قوله تعالى : { وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين }4 .
و ـ تفيد الإضراب .
كقول الشاعر :
كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية لولا رجاؤك قد قتّلت أولادي
الشاهد قوله : أو زادوا . فأو بمعنى " بل " ، والتقدير : بل زادوا ، فقد ذكر أن أولاده ثمانون ، ثم أضرب عن الكلام ، وعطف عليهم زيادة ثمانية . فقال : بل زادوا ثمانية .
ــــــــــــــــ
1 ـ 89 المائدة . 2 ـ 61 النور .
3 ـ 19 الكهف . 4 ـ 24 سبأ .

6 ـ أم : تفيد العطف اطلب التعين بعد الهمزة ، سواء أكانت الهمزة للاستفهام ، أم للتسوية .
فمثال مجيئها بعد همزة الاستفهام : أقرأت القصة أم القصيدة ؟
وذلك إذا كنت تعلم بأن أحدهما قد قرئ ، ولكن داخلك الشك في ذلك ، ولهذا يكون الجواب بالتعيين . أي : قرأت القصيدة ، مثلا ، وفي هذه الحالة تسمى " أم " المعادِلة ، لأنها عادلت الهمزة في الاستفهام بها .
240 ـ ومنه قوله تعالى : { أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون }1 .
ومثال مجيئها بعد همزة التسوية : سأنتظرك سواء أحضرت أم لم تحضر .
وتسمى : " أم " بالمتصلة لوقوعها بعد همزة التسوية ، ويكون ما قبلها وما بعدها لا يستغني بأحدهما عن الآخر .
241 ـ ومنه قوله تعالى : { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا }2 .
وقوله تعالى : { سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم }3 .
وإذا وقعت : " أم " بعد هل الاستفهامية سميت بالمنقطعة ، لأنها تفيد الإضراب .
نحو قوله تعالى : { هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور }4 .
242 ـ وقوله تعالى : { لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه }5 .
ومزايا " أم " المتصلة أنه يعطف بها مفرد على مفرد ، وجملة على جملة ، أما " أم " المنقطعة فلا يعطف بها إلا جملة على جملة كما هو واضح في الآية الأخيرة رقم (5) .
7 ـ بل : تفيد الإضراب ، ويكون المعطوف بها مفردا ، كما يعطف بها بعد الإيجاب ، والنفي ، وبعد الأمر والنهي .
نحو : سافر خالد بل محمد . وما حضر أحمد بل أخوه .
ونحو : أحترم والدك بل معلمك . ولا تصاحب محمودا بل خليلا .
ـــــــــــــ
1 ـ 59 الواقعة . 2 ـ 21 إبراهيم .
3 ـ 6 البقرة .
4 ـ 16 الرعد . 5 ـ 38 يونس .

8 ـ لا : تفيد العطف مع نفي الحكم الثابت لما قبلها عما بعدها ، لذلك لا يجوز العطف بها إلا بعد الإثبات .
نحو : اشتريت لحما لا سمكا . وقرأت نحوا لا أدبا . وزارني محمد لا أحمد .
9 ـ لكن : تفيد العطف مع الإضراب ، مثل بل تماما ، ولا يجوز العطف بها إلا بعد النفي ، أو النهي .
نحو : ما قرأت التاريخ لكن العلوم . وما شربت العصير لكن اللبن .
ونحو : لا تشرب القهوة لكن الشاي . ولا تسافر في الليل ولكن في النهار .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ إذا عطف على ضمير الرفع المتصل ، وجب الفصل بينه وبين ما عطف عليه ، ويكون الفصل غالبا بالضمير المنفصل .
نحو : ذهبت أنا وأخي إلى المدرسة مبكرين .
فعندما عطفت على التاء ، وجب الفصل بالضمير " أنا " ، والمعطوف عليه " أخي " .
243 ـ ومنه قوله تعالى : { لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين }1 .
وقد لا يتم الفصل .
244 ـ كقوله تعالى : { جنات عدن يدخلونها ومن صلح }2 .
فـ " من " معطوف على " الواو " في يدخلونها ، وهي ضمير متصل ، ولم يفصل بينهما بفاصل .
وقد يفصل بلا الناهية .
245 ـ كقوله تعالى : { ما أشركنا ولا آباؤنا }3 .
فقد عطف " آباؤنا " على الضمير المتصل " نا " في أشركنا ، وفصل بينهما بـ " لا " الناهية .
2 ـ إذا عطف على الضمير المجرور وجب إعادة العامل ، حتى ولو فصل بينهما .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 54 الأنبياء . 2 ـ 23 الرعد .
3 ـ 148 الأنعام .

نحو : هربت منه ومن لؤمه . فقد أعاد حرف الجر بلفظه .
246 ـ ومنه قوله تعالى : { فقال لها وللأرض }1 .
وقوله تعالى : { قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب }2 .
3 ـ يجوز حذف الواو ، والفاء مع معطوفهما ، إذا دل عليهما دليل .
247 ـ كقوله تعالى : { أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست }3 .
والتقدير : فضرب فانبجست .
ومنه قوله تعالى : { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر }4 .
والتقدير : فأفطر فعليه عدة من أيام أخر . فحذف الفعل أفطر والفاء الداخلة عليه .
ومثال حذف الواو ومعطوفها قولهم : " راكب الناقة طليحان " .
والتقدير : راكب الناقة ، والناقة طليحان .
4 ـ إذا عطف على ضمير الرفع المستتر ، وجب الفصل بينه وبين ما عطف عليه ، كالمتصل تماما . نحو : سافر أنت ومحمد .
248 ـ ومنه قوله تعالى : { اسكن أنت وزوجك الجنة }5 .
5 ـ لقد انفردت الواو من بين حروف العطف بأن تحذف عاملا محذوفا ، وقد بقي معموله . 110 ـ كقول الشاعر :
إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا
فكلمة العيون في البيت مفعول به لفعل محذوف تقديره : وكحلن ، وقد عطف الفعل المحذوف على الفعل زججن .
6 ـ يجوز حذف المعطوف عليه إذا دل عليه دليل .
249 ـ نحو قوله تعالى : { أفلم تكن آياتي تتلى عليكم }6 .
والتقدير : ألم تأتكم آياتي فلم تكن تتلى عليكم . وفي هذه الحالة يكون قد حذف
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 11 فصلت . 2 ـ 64 الأنعام .
3 ـ 160 الأعراف . 4 ـ 184 البقرة .
5 ـ 35 البقرة . 6 ـ 105 المؤمنون .

المعطوف عليه وهو ألم تأتكم .
7 ـ لا يقتصر العطف على الأسماء ، بل يجوز عطف الجملة على الجملة كما مثلنا في موضعه ، ويجوز عطف الفعل على الاسم المشبه للفعل كاسم الفاعل والمفعول ، ويجوز العكس .
نحو قوله تعالى : { فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا }1 .
250 ـ وقوله تعالى : { إن المتصدقين والمتصدقات وأقرضوا الله }2 .
نلاحظ في الآيتين السابقتين قد عطف الفعل أثرن ، على اسم الفاعل المغيرات ، وعطف الفعل أقرضوا على اسم الفاعل المتصدقات .
ومثال عطف اسم الفاعل على الفعل :
111 ـ قول الشاعر :
فالفيته يوما يبير عدوه ومجرٍ عطاءً يستحق المعابرا
فقد عطف اسم الفعل " مُجْرٍ " على الفعل يبير ، وكان على الشاعر أن يقول مجريا ، لأنه عطف على منصوب ، ولكنه حذف ياء المنقوص المنصوب أسوة بياء المنقوص المرفوع والمجرور .
ــــــــــــــ
1 ـ 4 العاديات . 2 ـ 18 الحديد .

2 ـ عطف البيان

تعريفه : تابع جامد أشهر من متبوعه ، ويأتي لتوضيحه .
نحو : رحم الله أبا حفص عمر . وكرم الله أبا تراب عليا .

خصائص عطف البيان :
1 ـ إذا كان المعطوف عليه معرفة ، فيكون عطف البيان الإيضاح والبيان ، كما في المثالين السابقين .
2 ـ أما إذا كان المعطوف عليه نكرة ، فيكون عطف البيان للتخصيص .
نحو : اشتريت أثاثا سريرا .
251 ـ ومنه قوله تعالى : { أو كفارة طعام مسكين }1.
فيجوز في طعام أن تكون عطف بيان ، أو بدل .
ومن الأمثلة السابقة نلاحظ أن عطف البيان يمكن الاستغناء به عن المعطوف عليه ، كما يمكن الاستقلال بالمعطوف عليه ، وترك المعطوف .
فإن قلت : رحم الله أبا حفص . اكتمل المعنى ، وتمت الجملة .
وإن قلت : رحم الله عمر . كذلك جائز . ومن هنا يمكننا أن نقول : أن عطف البيان هو البدل ، مع فارق بسيط نستوضحه في الآتي :
1 ـ يفترق عطف البيان عن البدل ، بأن عطف البيان لا يكون مضمرا ، ولا تابعا لمضمر ، ولا فعلا ، ولا تابعا لفعل .
2 ـ أن عطف البيان لا يوافق متبوعه تعريفا ، ولا تنكيرا .
3 ـ لا يمكن إعراب عطف البيان بدلا ، إذا امتنع إحلال المعطوف محل المعطوف عليه .
ــــــــــــ
1 ـ 95 المائدة .

112 ـ كقول الشاعر :
أنا ابن التارك البكري بشر عليه الطير ترقبه وقوعا
فكلمة " بشر " لا تكون إلا عطف بيان ، ولا يجوز إعرابها بدلا ، لأن البدل يحل محل المبدل منه ، وفي الشاهد السابق لا يجوز أن نقول : أنا ابن التارك بشر ، وذلك لعد جواز إضافة ما فيه الألف واللام إلا لما فيه ألف ولام ، وعليه لا تحل كلمة " بشر " محل كلمة البكري .

تنبيهات وفوائد :
1 ـ يتبع عطف البيان متبوعه في الإعراب ، والإفراد ، والتثنية ،والجمع ، والتذكير ، والتأنيث ، والتعريف والتنكير .
فمثال عطف البيان ومتبوعه النكرتين .
252 ـ قوله تعالى : { توقد من شجرة مباركة زيتونة }1.
وقوله تعالى : { ويسقى من ماء صديد }2 .
فزيتونة عطف بيان لشجرة ، وكلتاهما نكرتان . وكلمة صديد عطف بيان لماء وكلاهما نكران .
2 ـ إذا كان المتبوع مضافا إليه بعد كلا ، أو كلتا، أو أي ، والتابع مفردان متعاطفان ، أو مفردات متعاطفات ، لا يعر التابع إلا عطف بيان .
نحو : جاء كلا الرجلين محمدٍ وأحمدَ .
وأي الزائرين عندك خالد أم يوسف .
فلا يجوز أن نعرب محمدا وأحمد بدلا من الرجلين ، لأننا لو حذفنا المتبوع وهو الرجلين لا يمكننا إضافة محمد وأحمد إلى كلا أو كلتا أو أي . فلا نقول جاء كلا محمد وأحمد . ولا نقول أي محمد أم أحمد عندك .
ــــــــــــــ
1 ـ 35 النور . 2 ـ 16 إبراهيم .

3 ـ من مميزات عطف البيان عن البدل ، أن المقصود بالحديث في عطف البيان هو الأول ، والثاني بيان له .
أما المقصود بالحديث في البدل هو الثاني ، والأول توطئة له ، لأن البدل والمبدل منه اسمان بإزاء مسمى ، مترادفان عليه ، والثاني أشهر عند المخاطب من الأول ، فوقع الاعتماد عليه .

ثانيا ـ النعت ( الصفة )

تعريف :
اسم تابع مشتق ، أو مؤول يه ، يتيع الاسم الذي سبقه ليفيد تخصيصه ، أو توضيحه ، أو مدحه ، أو ذمه ، أو تأكيده ، أو الترحم عليه ، كما أنه يتبعه في الإعراب ، والتعريف ، والتنكير ، والتذكير ، والتأنيث ، والإفراد ، والتثنية ، والجمع .
مثال المشتق : مررت برجل سارق ، وقابلت غلاما حسن الوجه .
وجاء صديق طيب الخلق .
ومثال المؤول به : صافحت رجلا أسدا .
ومثال التخصيص : سلمت على محمد الخياط .
253 ـ ومنه قوله تعالى : { فتحرير رقبة مؤمنة }1 .
254 ـ ومثال التوضيح قوله تعالى : { بسم الله الرحمن الرحيم }2 .
255 ـ ومثال المدح قوله تعالى : { الحمد لله رب العالمين }3 .
ومثال الذم : قاطعت الرجل الفاسق .
256 ـ ومنه قوله تعالى : { فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم }4 .
ومثال الترحم عليه : جاء الرجل البائس ، واللهم أنا عبدك المسكين .
ومثال التوكيد : أمس الدابر لا يعود .
257 ـ ومنه قوله تعالى : { تلك عشرة كاملة }5 .
وقوله تعالى : { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة }6 .
وقوله تعالى : { ولا تتخذوا إلهين اثنين }7 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 92 النساء . 2 ـ 1 الفاتحة .
3 ـ 2 الفاتحة . 4 ـ 16 النحل .
5 ـ 196 البقرة . 6 ـ 13 الحاقة .
7 ـ 51 النحل .

أقسام النعت :
ينقسم النعت إلى قسمين :
1 ـ نعت حقيقي . 2 ـ نعت سببي .
أولا ـ النعت الحقيقي :
اسم مشتق ، أو مؤول به ، يتبع الاسم الذي سبقه في إعربه ، ويطابقه في تعريفه وتنكيره ، وتذكيره وتأنيثه ، وفي إفراده وتثنيته وجمعه .
مثال الإتباع في الرفع : " على بن أبي طالب رضي الله عنه مؤمن صادق في إيمانه " . ومثال : زارنا رجل كريم الخلق .
ومثال النصب : رأيت منظرا جميلا ، وسلكت طريقا وعرا .
ومثال الجر : جلست مع رجل فاضل .
ومنه : لقد آمن على رضي الله عنه منذ اليوم الأول لظهور الإسلام .
ومثال ما يطابق المنعوت في التعريف : الغزوة الوحيدة التي تخلف عنها علي هي غزوة تبوك .
ومثال المطابقة في التنكير : هذا طالب نشيط .
ومثال المطابقة في التذكير : أحرق القائد العربي طارق بن زياد سفنه بعد عبور البحر . ونحو : تسلمت العمل الجديد .
ومثال التأنيث : هذه واحة خضراء .
258 ـ ومنه قوله تعالى : { فيه آيات بينات مقام إبراهيم }1 .
ومثال الإفراد : فاز الطالب المجتهد ، وفازت الطالبة المجتهدة .
ومثال التثنية : هذان لاعبان ماهران . وهنأت الطالبتين المتفوقتين .
ومثال الجمع : جاء اللاعبون الفائزون .
ــــــــــــ
1 ـ 197 آل عمران .

أنواع التعت الحقيقي :
ينقسم النعت الحقيقي إلى ثلاثة أنواع :
1 ـ يكون مفردا ( لا جملة ، ولا شبه جملة ) . نحو : هذه حديقة غناء .
واشتريت قلمين جميلين . ووصل اللاعبون الفائزون .
2 ـ ويكون جملة اسمية أو فعلية :
وفي هذه الحالة يشترط في المنعوث أن يكون نكرة ، وجملة النعث يجب أن تشتمل على ضمير يوافق المنعوث ، ويطابقه .
مثال الاسمية : مضى يوم برده قارص ، وهذا كتاب موضوعاته مفيدة .
ومثال الفعلية : سلمت على صديق سافر والده . وهذه شجرة تمتد أغصانها .
ومنه قوله تعالى : { جاء رجل من أقصى المدينة يسعى }1 .
ويكون الإعراب على النحو التالي :
مضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره منع من ظهوره التعذر .
يوم : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .
برده : برد مبتدا مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
قارص : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة .
والجملة الاسمية من المبتدأ وخبره في محل رفع نعت لـ " يوم " .
سلمت : فعل وفاعل .
على صديق : جار ومجرور متعلقان بـ " سلمت " .
سافر والده : فعل وفاعل ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
والجملة الفعلية : سافر والده في محل جر نعت لـ " صديق " .
3 ـ شبه جملة : جار ومجرور ، أو ظرف .
ـــــــــــــ
1 ـ 20 يس .

مثال الجار والمجرور : استمعت إلى أقوال من أعظم الحكم .
ومثال الظرف : للحق صوت فوق كل صوت .
من أعظم : جار ومجرور ، وشبه الجملة " الجار والمجرور " متعلقان بمحذوف في محل جر نعت لـ " أقوال " .
فوق كل : فوق ظرف مكان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف وكل مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وشبه الجملة من الظرف وما في حيزه متعلق بمحذوف في محل رفع نعت لـ " صوت " .

تنبيهات وفوائد :
1 ـ يكثر استعمال المصدر نعتا . نحو : سلمت على رجل عدلٍ .
ويشترط في النعت المصدر الإفراد والتذكير . نحو : جاء رجلان عدلٌ .
وصافحت رجالاً عدلاً . وهؤلاء نساءٌ عدلٌ .
2 ـ إذا نعت أكثر من واحد فإما أن يختلف النعت ، أو يتفق ، فإذ اختلف وجب التفريق بالعطف . مثال : جاء الرجلان الكريم والبخيل .
وهؤلاء رجال فقيه وكاتب وشاعر .
أما إذا اتفق النتعت جيء به مثنى ، أو مجموعا .
نحو : مررت برجلين كريمين . وصافحت رجالا كرماء . وهؤلاء طلبة مجتهدون .
3 ـ إذا تكررت النعوت ، وكان المنعوت لا يتضح إلا بها جميعا ، وجب اتباعها
كلها . نحو : أعجبت بخالد الباحث الكاتب الشاعر .
ونحو : جاء الطالب المهذب المجتهد النشيط .
4 ـ إذا قطع النعت عن المنعوت وجب فيه أمرين :
أ ـ الرفع باعتباره خبر لمبتدأ محذوف . نحو : مررت بمحمد الكريمُ .
والتقدير : هو الكريم .
ب ـ النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف . نحو : سلمت على أخيك الرحيمَ .
التقدير : أعني الرحيم .
5 ـ يجوز حذف المنعوت ، وإقامة النعت مقامه إذا دل عليه دليل .
260 ـ نحو قوله تعالى : { أن اعمل سابغات }1 . والتقدير : دروعا سابعات .
6 ـ ويجوز حذف النعت إذا دل عليه دليل ، وهذا على قلة .
261 ـ نحو قوله تعالى : { قالوا الآن جئت بالحق }2 .
والتقدير : الحق المبين . وقد حذفت النعت وهو كلمة : مبين لدلالة الدليل عليه وهو قوله تعالى : الحق .
ومنه قوله تعالى : { إنه ليس من أهلك }3 . والتقدير : أهلك الناجين .
فحذف النعت لكونه معروف ضمنا ، لدلالة الدليل عليه ، يؤخذ من سياق الآية .
7 ـ لا يجوز أن تقع الجملة الطلبية نعتا . فلا يصح أن نقول : جاء المهمل أضربه .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 11 سبأ . 2 ـ 71 البقرة .
3 ـ 46 هود .

2 ـ النعت السببي
تعريفه :
هو ما دل على صفة في نفس متبوعه ، ويكون مفردا دائما .
نحو : دعاني صديق كريم خلقه . وأحب أمي الرحيم قلبها .
262 ـ ومنه قوله تعالى : { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه }1 .
دعاني : دعا فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر ، والنون للوقاية ، والياء ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به .
صديق : فاعل مرفوع بالضمة .
كريم : نعت سببي مرفوع بالضمة .
خلقه : فاعل لكريم ، لأن كريم صيغة مبالغة تعمل عمل فعلها .

خصائص النعت السببي :
1 ـ لا بد أن يطابق النعت السببي ما قبله في الإعراب ، كما مثلنا سابقا .
كما يطابقه في التعريف والتنكير .
مثال التعريف : جاءنا الإخوان الصادق ودهم .
ونحو : فاز الفريق المتعاون أفراده .
ومثال التنكير : رأينا رجالا جليلة أقدارهم .
ونحو : هؤلاء نسوة راجحة عقولهن .
2 ـ يجب أن يطابق النتعت السببي ما بعده في التذكير والتأنيث .
مثال التذكير : جاء أخي الكبير عطفه ، وأشعلت مصباحي الخافت نوره .
ومثال التأنيث : عطر الحجرة أزهار زكية رائحتها ،
ويحيط المنزل حديقة متفتحة أزهارها .
3 ـ يكون الاسم الواقع بعد النعت السببي مرفوعا دائما ، على أنه فاعل ، أو نائب للفاعل ، وذلك حسب موقعه من الجملة .
مثال الرفع على الفاعلية : أقطن بيتا متصدعة جدرانه .
جدران : فاعل لاسم الفاعل " متصدع " ، لأنه يعمل عمل الفعل المبني للمعلوم .
مثال الرفع لأنه نائب للفاعل : جاء الرجل المكسورة ساقه .
ساق : نائب فاعل لاسم المفعول " مكسور " لأنه يعمل عمل الفعل المبني للمجهول .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 69 النخل .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الحادي عشر
أولا ـ التوكيد

تعريفه :
تابع يذكر لدفع ما قد يتوهمه السامع من التجوز والاحتمال .
نحو : أخاك أخاك يشد عضدك . لالا أهمل عملي . ووصل المدير عينه .
أنواعه : ينقسم التوكيد إلى نوعين :
1ـ التوكيد اللفظي . 2 ـ التوكيد المعنوي .

1 ـ التوكيد اللفظي :
هو توكيد الكلمة بلفظها ، إن فعلا ففعل ، وإن اسما فاسم ، وإن حرفا فحرف ، وإن جملة فجملة ، وذلك لدفع التوهم .
مثال توكيد الفعل : توكل توكل على الله .
ومنه قول الشاعر :
أتاك أتاك اللاحقون احبسِ احبسِ
ومثال الاسم : محمد محمد لا تهمل واجبك .
113 ـ ومنه قول الشاعر :
أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح
ومثال الحرف : لا لا تتأخر عن الحضور .
ومثال الجملة : قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة .
263 ـ ومنه قوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا }1 .

فوائد وتنبيهات :
1 ـ إذا أردنا أن نؤكد حرفا ليس من الحروف الدالة على الجواب ، كـ " لا ، ونعم ،
ـــــــــــ
1 ـ 5 ، 6 الشرح

وبلى " ، يجب في هذه الحالة أن يعاد الحرف وما اتصل به عند التوكيد .
نحو : في الدار في الدار صاحبها . في العلم في العلم فوائده .
إن الطالب إن الطالب مجتهد .
2 ـ يجوز أن يؤكد الضمير المتصل بآخر منفصل سواء أكان مرفوعا ، أم منصوبا ، أم مجرورا . نحو : قمتَ أنت . وأكرمتني أنا . ومررت به هو .

2 ـ التوكيد المعنوي :
تعريفه :
هو توكيد الاسم بكلمات معروفة بعينها .
وقد حصرها النحويون في " عين ، ونفس ، وكل ، وجميع ، وعامة ، وكافة ، وكلا ، وكلتا . شريطة أن يتصل بها ضمير يعود على المؤكَد .
نحو : وصل المسؤول نفسه . وصافحت المدير عينه . وأثنيت على الفائزين كلهم .

أقسام ألفاظ التوكيد المعنوي :
تنقسم ألفاظ التوكيد المعنوي على حسب المؤكد :
1 ـ نفس ، وعين : يستخدمان لرفع التوهم عن الذات ، أو ما يعرف بتوهم المجاز ، أو السهو والنسيان .
نحو : جاء محمد نفسه . وفاز عليّ عينه .
وباستخدام كلمة نفسه نكون قد دفعنا توهما قد يقصد به : جاء خبر محمد ، أو رسوله .
وفي هذه الحالة يجب أن تجمع كلمة " نفس ، أو عين " على وزن " أفعُل " تم يلحقها ضمير المثنى الغائب .
نحو : فاز المتسابقان أنفسهما . وتغيب الطالبان أعينهما .
كما يجب جمعهما إذا كان المؤكد جمعا .
نحو : كافأ المدير الفائزين أنفسهم . وشاركت الطبيبات أعينهن في علاج الجرحى .
2 ـ كل وجميع ، وعامة ، وكلا وكلتا تستخدم لرفع التوهم عن الشمول والعموم ، أي إذا كان المؤكَد ذا أجزاء يصح وقوع بعضها موقع المؤكد ، والذي يشترط فيه أن يكون معرفة .
نحو : سافر المعتمرون كلهم . وحضر المدعون جميعهم . واستقبلنا الزائرين عامتهم .
وتفوق المجتهدان كلاهما . وفازت المتسابقتان كلتاهما .

كلا وكلتا وشروط التوكيد بهما :
يشترط في كلا وكلتا للتوكيد بهما الآتي :
1 ـ أن يكون المؤكد بهما دالا على المثنى .
2 ـ أن يصح حلول الواحد محلهما .
3 ـ أن يكون ما أُسند إليهما متفقا في المعنى .
4 ـ أن يتصل بهما ضمير يعود على المؤكد ، كباقي ألفاظ التوكيد .
نحو : يعني الأبوان كلاهما بتهذيب الطفل .
وصافحت الضيفين كليهما .
واطلعت على الروايتين كلتيهما .

إعرابهما :
تعرب كلا وكلتا إذا اتصل بهما الضمير توكيدا معنويا ، فيرفعان بالألف ، وينصبان بالياء ويجران بالياء لأنهما ملحقان بالمثنى .
أما إذا أضيفتا إلى الاسم الظاهر ، فيعربان حسب موقعهما ما الجملة إعراب الاسم المقصور ، حيث تقدر عليهما علامات الإعراب الضمة والفتحة والكسرة .
نحو : سافر كلا الضيفين . كلا فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .
كافأت كلتا الفائزتين . كلتا مفعول به منصوب الفتحة المقدرة على الألف للتعذر .
التقيت بكلا المتفوقين . كلا اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر . أما الاسم الذي يلهما يعرب مضافا إليه .

فوائد وتنبيهات :
1 ـ ذكرنا أن جميع ألفاظ التوكيد المعنوي يجب أن يتصل بها ضمير يعود على المؤكد ، ما عدا : أجمع ، وأجمعون ، وجمعاء ، وجُمَع .
2 ـ إذا أريد تقوية توكيد قصد الشمول يجوز استخدام لفظة " أجمع " بعد لفظة " كل " مضافة إلى الضمير . نحو : جاء الركب كله أجمع . سافر الحجاج كلهم أجمعون .
وفي هذه الحالة لا تحتاج كلمة أجمع إلى ضمير ، فقد سد الضمير المتصل بكلمة " كل " مسد الضمير الذي يجب أن يتصل بها ليعود على المؤكد .
264 ـ ومنه قوله تعالى : { فسجد الملائكة كلهم أجمعون }1 .
3 ـ إن لفظة " أجمع " لا تثنى حيث لا يقال أجمعان ، كما أن جمعاء لا يقال فيها جمعاوان .
4 ـ إذا أضيفت ألفاظ التوكيد المعنوي إلى الاسم الظاهر ، تعرب حسب موقعها من الجملة ، وتظهر عليها علامات الإعراب .
نحو : زارني نفس الصديق . تبوأ المجتهد عين المركز الذي يريده .
ينطبق القرار على جميع العاملين .

توكيد الضمير توكيدا معنويا :
1 ـ إذا أردنا توكيد الضمير المتصل الواقع في محل رفع ، أو الضمير المستتر توكيدا معنويا ، وجب توكيده توكيدا لفظيا قبل توكيده بلفظتي " نفس وعين " .
نحو : تحدثت أنا نفسي . سافروا هم أنفسهم .
حضرت أنا عيني . تأخرتم أنتم أعينكم .
2 ـ وإذا كان الضمير المتصل في محل نصب ، أو جر ، يجوز توكيده بالضمير قبل توكيده بلفظتي " نفس وعين " ، أو عدم توكيده .
نحو : كافأته هو نفسه . أو كافأته نفسه .
ــــــــــــــ
1 ـ 30 الحجر .

نحو : مررت بك أنت عينك . أو مررت بك عينك .
وإذا كان التوكيد ببقية ألفاظ التوكيد الأخرى فلا حاجة للتوكيد بالضمير .
نحو : سافروا جميعهم .

ثانيا ـ البدل

تعريفه :
تابع يدل على نفس المتبوع ، أو جزء منه قصد لذاته ، وبلا واسطة .
نحو : جاء الشيخ أحمد . وقطعت بالسكين حدها . وأعجبني الطالب خلقه .
من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد ، من حيث إنه يقصد لذاته ، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف ، أو استغني عنه ، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا .

أقسامه : ينقسم البدل إلى أربعة أنواع :
1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل " . 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل " .
3 ـ بدل اشتمال . 4 ـ بدل مباين .

أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل " :
هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه ، ومساوي له في المعنى .
نحو : جاء المعلمُ محمدٌ .
فمحمد بدل من كلمة المعلم ، وتأخذ حكمها في الإعراب ، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية .
ومنه قوله تعالى : { مفازا حدائق وأعنابا }1 .
وقوله تعالى : { اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم }2 .
114 ـ ومنه قول الشاعر :
وقد لامني في حب ليلى أقاربي أخي وابن عمي وابن خالي وخاليا
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 31 ، 32 النبأ . 2 ـ 6 ، 7 الفاتحة .

الشاهد قوله : أخي وما عطف عليه ، حيث جاء بدلا مطابقا من كلمة " أقاربي " .

ثانيا ـ البدل غير المطابق " بدل بعض من كل " :
وهو أن يكون البدل جزءا من المبدل منه .
نحو : سقط البيت سقفه ، وأكلت التفاحة نصفها .
فكلمة سقف ونصف كل منهما جاءت بدلا غير مطابق ، " بعض من كل " أي : أن البدل جزء من المبدل منه : البيت في المثال الأول ، والتفاحة في المثال الثاني ، ولكنه تابع له في إعرابه ، فجاءت كلمة " سقف " مرفوعة لأن المبدل منه " البيت " جاء فاعلا مرفوعا ، وكلمة " نصف " جاءت منصوبة ، لأن المبدل منه " التفاحة " وقع مفعولا به منصوب ، وكذا الجر .
266 ـ ومنه قوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }1 .
فـ " من استطاع " بدل من " الناس " . ولكون المبدل منه في الآية مجرور جاء البدل مجرورا .
115 ـ ومنه قول الشاعر :
إذا أبو قاسم جادت يداه لنا لم يحمد الأجودان البحر والمطر
الشاهد قوله : البحر ، حيث وقعت بدلا بعض من كل ، والمبدل منه " الأجودان " .

ثالثا ـ بدل الاشتمال :
هو البدل الدال على معنى من المعاني التي اشتمل عليها المبدل منه دون أن يكون جزءا منه .
نحو : أطربني البلبل تغريده . وأعجبني الطالب خلقه .
267 ـ ومنه قوله تعالى : { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه }2 .
116 ـ وقول الشاعر :
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
ـــــــــــــــــ
1 ـ 97 آل عمران . 2 ـ 217 البقرة .

فكلمة " تغريده ، وخلقه "كل منهما جاءت بدلا من كلمة البلبل في المثال الأول ، والطالب في المثال الثاني ، ولكنها لا تطابقها في المعنى ، ولا هي جزء منها ، ولكن كلمة " تغريد " من المعاني أو الدلائل التي يشتمل عليها البلبل ، الذي هو المبدل منه ، وكذلك الحال بالنسبة لكلمة " خلقه " التي هي بدل من كلمة الطالب ، ولكنها لا تطابقها في المعنى ، ولا هي جزء منه ، ولكنها من المعاني ، أو الصفات التي يشتمل عليها الطالب ، لذلك سمي البدل في هذه الحالة بدل اشتمال .
وفي الآية جاءت كلمة " قتال " بدل اشتمال من الشهر ، لأن القتال ليس نفس الشهر ، ولا جزء منه ، ولكن القتال قد يكون من الأمور التي تحدث في الشهر الجرام .
والشاهد في البيت قوله : " مجدنا " حيث جاءت بدل اشتمال مرفوع من الضمير " نا " في " بلغنا " ، لأن الضمير في محل رفع فاعل وهو المبدل منه .
فائدة : لا بد للبدل بعض من كل ، وبدل الاشتمال من ضمير يعود على المبدل منه ، كما لاحظنا في الأمثلة السابقة ، ومنه قوله تعالى :
268 ـ { قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود }1 .
والتقدير : النار ذات الوقود فيه . أي : في الأخدود ، فكلمة " النار " بدل اشتمال من الأخدود ، لأن الأخدود يشتمل على النار ، وليست النار هي الأخدود ، ولا جزءا منه .

رابعا ـ البدل المباين :
هذا النوع من أنواع البدل لا يعنينا كثيرا ، ولكن سنذكر عنه القليل ليفيد منه الدارس .
ينقسم هذا النوع من البدل إلى ثلاثة أقسام :
1 ـ بدل الإضراب : وهو أن تخبر عن المبدل منه بشيء ، ثم يعن لك أن تخبر عنه بشيء آخر . كأن تقول : تصدقت بدرهم بدينار .
ـــــــــ
1 ـ 4 الروم .

فأنت تريد أن تخبرنا ، بأنك قد تصدقت بدرهم ، ثم بدا لك أن تخبرنا ، بأنك قد تصدقت بدينار .
2 ـ بدل الغلط : وهو أنك لا تريد أن تخبرنا بأنك تصدقت بدرهم ، وتريد أن تتصدق بدينار ، ولكن غلَطَ لسانك ، وأخبرت عن تصديقك بدرهم .
3 ـ بدل النسيان : وهو أنك لا تريد الإخبار عن التصديق بالدرهم ، فلما نطقت بذلك تبين لك هذا القصد ، ومن هنا سمي بدل النسيان ، وأمثلته كأمثلة سابقيه .
ومنه : أكلت خبزا لحما ، وزارني محمد أحمد .

فوائد وتنبيهات :
1 ـ يجوز أن يكون البدل والمبدل منه نكرتين .
نحو قوله تعالى : { إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا }1 .
فالبدل " حدائق " وهي نكرة ، والمبدل منه " مفازا " وهو نكرة أيضا .
2 ـ ويجوز أن يكون معرفتين .
نحو قوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }2 .
فالبدل " من " وهي اسم موصول معرفة ، والمبدل منه " الناس " معرفة أيضا .
3 ـ كما يجوز أن يكونا مختلفين ، كأن يكون المبدل منه معرفة ، والبدل نكرة .
نحو قوله تعالى : { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه }3 .
فالبدل " قتال " وهي نكرة ، والمبدل منه " الشهر " وقد جاء معرفة ، وهذا جائز .
4 ـ يجوز البدل من الضمير الحاضر ، إذا كان بدلا مطابقا ، يفيد الإحاطة والشمول ، أو بدل بعض من كل ، أو بدل اشتمال .
269 ـ نحو قوله تعالى : { تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا}4 .
فـ " أولنا " بدل من الضمير المجرور " نا " في قوله : " لنا " . ومنه المثال السابق
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 31 ، 32 النبأ . 2 ـ 97 آل عمران .
3 ـ 217 البقرة . 4 ـ 114 المائدة .

وهو قول الشاعر : بلغنا السماء مجدنا .
117 ـ ومثال بعض من كل قول الشاعر :
أوعدني بالسجن والأداهِمِ رِجْلِي فَرِجلي شَتْنَة المناسم
فكلمة " رجلي " بدل بعض من كل من الضمير " الياء " في " أوعدني " .
كما يجوز إبدال الظاهر من الضمير الغائب .
270 ـ نحو قوله تعالى : { وأسروا النجوى الذين ظلموا }1 .
حيث أبدل " الذين " من " الواو " في " أسروا " .
5 ـ إذا أبدل من اسم الاستفهام ، وجب دخول همزة الاستفهام على البدل .
نحو : من ذا ؟ أمحمد أم أحمد ؟ ، ونحو : متى تأتينا ؟ أغدا أم بعد غدٍ ؟
6 ـ يجوز إبدال الجملة من المفرد وبالعكس .
مثال الأول : لا أستطيع أن أحكم على خالد ما منزلته بين الكتاب .
فجملة : ما منزلته بين الكتاب في محل جر بدل من " خالد " .
ومثال الثاني : لا إله إلا الله كلمة الإخلاص ينجو قائلها من الزلل .
وإعراب الجملة السابقة كالتالي : جملة لا إله إلا الله محكية في محل رفع مبتدأ .
وكلمة : بدل مرفوع من الجملة السابقة . الإخلاص : مضاف إليه مجرور .
وجملة : ينجو قائلها في محل رفع خبر .
7 ـ يجوز إبدال الفعل من الفعل . نحو : من يصل إلينا يستعن بنا .
فيستعن بنا بدل من يصل إلينا .
271 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب }1 .
فالفعل يضاعف بدل من يلق ، وله إعرابه .
118 ـ ومنه قول الشاعر :
إنَّ عَلَيَّ الله أن تُبايعا تؤخذَ كرها أو تجيءّ طائعا
ـــــــــــــ
1 ـ 3 الأنبياء . 1 ـ 68 الفرقان .

فالفعل تؤخذ بدل من تبايعا ، وله إعرابه لذلك نصب ، لأن تبايعا منصوب بأن المصدرية .
119 ـ ومنه قول الآخر :
متى تأتنا تلمم بنا في دارنا تجد حطبا جزلا ونارا تأججا
فالجملة الفعلية " تلمم بنا ، بدل من الجملة الفعلية تأتنا .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الحادي عشر
أولا ـ التوكيد

تعريفه :
تابع يذكر لدفع ما قد يتوهمه السامع من التجوز والاحتمال .
نحو : أخاك أخاك يشد عضدك . لالا أهمل عملي . ووصل المدير عينه .
أنواعه : ينقسم التوكيد إلى نوعين :
1ـ التوكيد اللفظي . 2 ـ التوكيد المعنوي .

1 ـ التوكيد اللفظي :
هو توكيد الكلمة بلفظها ، إن فعلا ففعل ، وإن اسما فاسم ، وإن حرفا فحرف ، وإن جملة فجملة ، وذلك لدفع التوهم .
مثال توكيد الفعل : توكل توكل على الله .
ومنه قول الشاعر :
أتاك أتاك اللاحقون احبسِ احبسِ
ومثال الاسم : محمد محمد لا تهمل واجبك .
113 ـ ومنه قول الشاعر :
أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح
ومثال الحرف : لا لا تتأخر عن الحضور .
ومثال الجملة : قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة .
263 ـ ومنه قوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا }1 .

فوائد وتنبيهات :
1 ـ إذا أردنا أن نؤكد حرفا ليس من الحروف الدالة على الجواب ، كـ " لا ، ونعم ،
ـــــــــــ
1 ـ 5 ، 6 الشرح

وبلى " ، يجب في هذه الحالة أن يعاد الحرف وما اتصل به عند التوكيد .
نحو : في الدار في الدار صاحبها . في العلم في العلم فوائده .
إن الطالب إن الطالب مجتهد .
2 ـ يجوز أن يؤكد الضمير المتصل بآخر منفصل سواء أكان مرفوعا ، أم منصوبا ، أم مجرورا . نحو : قمتَ أنت . وأكرمتني أنا . ومررت به هو .

2 ـ التوكيد المعنوي :
تعريفه :
هو توكيد الاسم بكلمات معروفة بعينها .
وقد حصرها النحويون في " عين ، ونفس ، وكل ، وجميع ، وعامة ، وكافة ، وكلا ، وكلتا . شريطة أن يتصل بها ضمير يعود على المؤكَد .
نحو : وصل المسؤول نفسه . وصافحت المدير عينه . وأثنيت على الفائزين كلهم .

أقسام ألفاظ التوكيد المعنوي :
تنقسم ألفاظ التوكيد المعنوي على حسب المؤكد :
1 ـ نفس ، وعين : يستخدمان لرفع التوهم عن الذات ، أو ما يعرف بتوهم المجاز ، أو السهو والنسيان .
نحو : جاء محمد نفسه . وفاز عليّ عينه .
وباستخدام كلمة نفسه نكون قد دفعنا توهما قد يقصد به : جاء خبر محمد ، أو رسوله .
وفي هذه الحالة يجب أن تجمع كلمة " نفس ، أو عين " على وزن " أفعُل " تم يلحقها ضمير المثنى الغائب .
نحو : فاز المتسابقان أنفسهما . وتغيب الطالبان أعينهما .
كما يجب جمعهما إذا كان المؤكد جمعا .
نحو : كافأ المدير الفائزين أنفسهم . وشاركت الطبيبات أعينهن في علاج الجرحى .
2 ـ كل وجميع ، وعامة ، وكلا وكلتا تستخدم لرفع التوهم عن الشمول والعموم ، أي إذا كان المؤكَد ذا أجزاء يصح وقوع بعضها موقع المؤكد ، والذي يشترط فيه أن يكون معرفة .
نحو : سافر المعتمرون كلهم . وحضر المدعون جميعهم . واستقبلنا الزائرين عامتهم .
وتفوق المجتهدان كلاهما . وفازت المتسابقتان كلتاهما .

كلا وكلتا وشروط التوكيد بهما :
يشترط في كلا وكلتا للتوكيد بهما الآتي :
1 ـ أن يكون المؤكد بهما دالا على المثنى .
2 ـ أن يصح حلول الواحد محلهما .
3 ـ أن يكون ما أُسند إليهما متفقا في المعنى .
4 ـ أن يتصل بهما ضمير يعود على المؤكد ، كباقي ألفاظ التوكيد .
نحو : يعني الأبوان كلاهما بتهذيب الطفل .
وصافحت الضيفين كليهما .
واطلعت على الروايتين كلتيهما .

إعرابهما :
تعرب كلا وكلتا إذا اتصل بهما الضمير توكيدا معنويا ، فيرفعان بالألف ، وينصبان بالياء ويجران بالياء لأنهما ملحقان بالمثنى .
أما إذا أضيفتا إلى الاسم الظاهر ، فيعربان حسب موقعهما ما الجملة إعراب الاسم المقصور ، حيث تقدر عليهما علامات الإعراب الضمة والفتحة والكسرة .
نحو : سافر كلا الضيفين . كلا فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .
كافأت كلتا الفائزتين . كلتا مفعول به منصوب الفتحة المقدرة على الألف للتعذر .
التقيت بكلا المتفوقين . كلا اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر . أما الاسم الذي يلهما يعرب مضافا إليه .

فوائد وتنبيهات :
1 ـ ذكرنا أن جميع ألفاظ التوكيد المعنوي يجب أن يتصل بها ضمير يعود على المؤكد ، ما عدا : أجمع ، وأجمعون ، وجمعاء ، وجُمَع .
2 ـ إذا أريد تقوية توكيد قصد الشمول يجوز استخدام لفظة " أجمع " بعد لفظة " كل " مضافة إلى الضمير . نحو : جاء الركب كله أجمع . سافر الحجاج كلهم أجمعون .
وفي هذه الحالة لا تحتاج كلمة أجمع إلى ضمير ، فقد سد الضمير المتصل بكلمة " كل " مسد الضمير الذي يجب أن يتصل بها ليعود على المؤكد .
264 ـ ومنه قوله تعالى : { فسجد الملائكة كلهم أجمعون }1 .
3 ـ إن لفظة " أجمع " لا تثنى حيث لا يقال أجمعان ، كما أن جمعاء لا يقال فيها جمعاوان .
4 ـ إذا أضيفت ألفاظ التوكيد المعنوي إلى الاسم الظاهر ، تعرب حسب موقعها من الجملة ، وتظهر عليها علامات الإعراب .
نحو : زارني نفس الصديق . تبوأ المجتهد عين المركز الذي يريده .
ينطبق القرار على جميع العاملين .

توكيد الضمير توكيدا معنويا :
1 ـ إذا أردنا توكيد الضمير المتصل الواقع في محل رفع ، أو الضمير المستتر توكيدا معنويا ، وجب توكيده توكيدا لفظيا قبل توكيده بلفظتي " نفس وعين " .
نحو : تحدثت أنا نفسي . سافروا هم أنفسهم .
حضرت أنا عيني . تأخرتم أنتم أعينكم .
2 ـ وإذا كان الضمير المتصل في محل نصب ، أو جر ، يجوز توكيده بالضمير قبل توكيده بلفظتي " نفس وعين " ، أو عدم توكيده .
نحو : كافأته هو نفسه . أو كافأته نفسه .
ــــــــــــــ
1 ـ 30 الحجر .

نحو : مررت بك أنت عينك . أو مررت بك عينك .
وإذا كان التوكيد ببقية ألفاظ التوكيد الأخرى فلا حاجة للتوكيد بالضمير .
نحو : سافروا جميعهم .

ثانيا ـ البدل

تعريفه :
تابع يدل على نفس المتبوع ، أو جزء منه قصد لذاته ، وبلا واسطة .
نحو : جاء الشيخ أحمد . وقطعت بالسكين حدها . وأعجبني الطالب خلقه .
من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد ، من حيث إنه يقصد لذاته ، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف ، أو استغني عنه ، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا .

أقسامه : ينقسم البدل إلى أربعة أنواع :
1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل " . 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل " .
3 ـ بدل اشتمال . 4 ـ بدل مباين .

أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل " :
هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه ، ومساوي له في المعنى .
نحو : جاء المعلمُ محمدٌ .
فمحمد بدل من كلمة المعلم ، وتأخذ حكمها في الإعراب ، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية .
ومنه قوله تعالى : { مفازا حدائق وأعنابا }1 .
وقوله تعالى : { اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم }2 .
114 ـ ومنه قول الشاعر :
وقد لامني في حب ليلى أقاربي أخي وابن عمي وابن خالي وخاليا
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 31 ، 32 النبأ . 2 ـ 6 ، 7 الفاتحة .

الشاهد قوله : أخي وما عطف عليه ، حيث جاء بدلا مطابقا من كلمة " أقاربي " .

ثانيا ـ البدل غير المطابق " بدل بعض من كل " :
وهو أن يكون البدل جزءا من المبدل منه .
نحو : سقط البيت سقفه ، وأكلت التفاحة نصفها .
فكلمة سقف ونصف كل منهما جاءت بدلا غير مطابق ، " بعض من كل " أي : أن البدل جزء من المبدل منه : البيت في المثال الأول ، والتفاحة في المثال الثاني ، ولكنه تابع له في إعرابه ، فجاءت كلمة " سقف " مرفوعة لأن المبدل منه " البيت " جاء فاعلا مرفوعا ، وكلمة " نصف " جاءت منصوبة ، لأن المبدل منه " التفاحة " وقع مفعولا به منصوب ، وكذا الجر .
266 ـ ومنه قوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }1 .
فـ " من استطاع " بدل من " الناس " . ولكون المبدل منه في الآية مجرور جاء البدل مجرورا .
115 ـ ومنه قول الشاعر :
إذا أبو قاسم جادت يداه لنا لم يحمد الأجودان البحر والمطر
الشاهد قوله : البحر ، حيث وقعت بدلا بعض من كل ، والمبدل منه " الأجودان " .

ثالثا ـ بدل الاشتمال :
هو البدل الدال على معنى من المعاني التي اشتمل عليها المبدل منه دون أن يكون جزءا منه .
نحو : أطربني البلبل تغريده . وأعجبني الطالب خلقه .
267 ـ ومنه قوله تعالى : { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه }2 .
116 ـ وقول الشاعر :
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
ـــــــــــــــــ
1 ـ 97 آل عمران . 2 ـ 217 البقرة .

فكلمة " تغريده ، وخلقه "كل منهما جاءت بدلا من كلمة البلبل في المثال الأول ، والطالب في المثال الثاني ، ولكنها لا تطابقها في المعنى ، ولا هي جزء منها ، ولكن كلمة " تغريد " من المعاني أو الدلائل التي يشتمل عليها البلبل ، الذي هو المبدل منه ، وكذلك الحال بالنسبة لكلمة " خلقه " التي هي بدل من كلمة الطالب ، ولكنها لا تطابقها في المعنى ، ولا هي جزء منه ، ولكنها من المعاني ، أو الصفات التي يشتمل عليها الطالب ، لذلك سمي البدل في هذه الحالة بدل اشتمال .
وفي الآية جاءت كلمة " قتال " بدل اشتمال من الشهر ، لأن القتال ليس نفس الشهر ، ولا جزء منه ، ولكن القتال قد يكون من الأمور التي تحدث في الشهر الجرام .
والشاهد في البيت قوله : " مجدنا " حيث جاءت بدل اشتمال مرفوع من الضمير " نا " في " بلغنا " ، لأن الضمير في محل رفع فاعل وهو المبدل منه .
فائدة : لا بد للبدل بعض من كل ، وبدل الاشتمال من ضمير يعود على المبدل منه ، كما لاحظنا في الأمثلة السابقة ، ومنه قوله تعالى :
268 ـ { قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود }1 .
والتقدير : النار ذات الوقود فيه . أي : في الأخدود ، فكلمة " النار " بدل اشتمال من الأخدود ، لأن الأخدود يشتمل على النار ، وليست النار هي الأخدود ، ولا جزءا منه .

رابعا ـ البدل المباين :
هذا النوع من أنواع البدل لا يعنينا كثيرا ، ولكن سنذكر عنه القليل ليفيد منه الدارس .
ينقسم هذا النوع من البدل إلى ثلاثة أقسام :
1 ـ بدل الإضراب : وهو أن تخبر عن المبدل منه بشيء ، ثم يعن لك أن تخبر عنه بشيء آخر . كأن تقول : تصدقت بدرهم بدينار .
ـــــــــ
1 ـ 4 الروم .

فأنت تريد أن تخبرنا ، بأنك قد تصدقت بدرهم ، ثم بدا لك أن تخبرنا ، بأنك قد تصدقت بدينار .
2 ـ بدل الغلط : وهو أنك لا تريد أن تخبرنا بأنك تصدقت بدرهم ، وتريد أن تتصدق بدينار ، ولكن غلَطَ لسانك ، وأخبرت عن تصديقك بدرهم .
3 ـ بدل النسيان : وهو أنك لا تريد الإخبار عن التصديق بالدرهم ، فلما نطقت بذلك تبين لك هذا القصد ، ومن هنا سمي بدل النسيان ، وأمثلته كأمثلة سابقيه .
ومنه : أكلت خبزا لحما ، وزارني محمد أحمد .

فوائد وتنبيهات :
1 ـ يجوز أن يكون البدل والمبدل منه نكرتين .
نحو قوله تعالى : { إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا }1 .
فالبدل " حدائق " وهي نكرة ، والمبدل منه " مفازا " وهو نكرة أيضا .
2 ـ ويجوز أن يكون معرفتين .
نحو قوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }2 .
فالبدل " من " وهي اسم موصول معرفة ، والمبدل منه " الناس " معرفة أيضا .
3 ـ كما يجوز أن يكونا مختلفين ، كأن يكون المبدل منه معرفة ، والبدل نكرة .
نحو قوله تعالى : { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه }3 .
فالبدل " قتال " وهي نكرة ، والمبدل منه " الشهر " وقد جاء معرفة ، وهذا جائز .
4 ـ يجوز البدل من الضمير الحاضر ، إذا كان بدلا مطابقا ، يفيد الإحاطة والشمول ، أو بدل بعض من كل ، أو بدل اشتمال .
269 ـ نحو قوله تعالى : { تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا}4 .
فـ " أولنا " بدل من الضمير المجرور " نا " في قوله : " لنا " . ومنه المثال السابق
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 31 ، 32 النبأ . 2 ـ 97 آل عمران .
3 ـ 217 البقرة . 4 ـ 114 المائدة .

وهو قول الشاعر : بلغنا السماء مجدنا .
117 ـ ومثال بعض من كل قول الشاعر :
أوعدني بالسجن والأداهِمِ رِجْلِي فَرِجلي شَتْنَة المناسم
فكلمة " رجلي " بدل بعض من كل من الضمير " الياء " في " أوعدني " .
كما يجوز إبدال الظاهر من الضمير الغائب .
270 ـ نحو قوله تعالى : { وأسروا النجوى الذين ظلموا }1 .
حيث أبدل " الذين " من " الواو " في " أسروا " .
5 ـ إذا أبدل من اسم الاستفهام ، وجب دخول همزة الاستفهام على البدل .
نحو : من ذا ؟ أمحمد أم أحمد ؟ ، ونحو : متى تأتينا ؟ أغدا أم بعد غدٍ ؟
6 ـ يجوز إبدال الجملة من المفرد وبالعكس .
مثال الأول : لا أستطيع أن أحكم على خالد ما منزلته بين الكتاب .
فجملة : ما منزلته بين الكتاب في محل جر بدل من " خالد " .
ومثال الثاني : لا إله إلا الله كلمة الإخلاص ينجو قائلها من الزلل .
وإعراب الجملة السابقة كالتالي : جملة لا إله إلا الله محكية في محل رفع مبتدأ .
وكلمة : بدل مرفوع من الجملة السابقة . الإخلاص : مضاف إليه مجرور .
وجملة : ينجو قائلها في محل رفع خبر .
7 ـ يجوز إبدال الفعل من الفعل . نحو : من يصل إلينا يستعن بنا .
فيستعن بنا بدل من يصل إلينا .
271 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب }1 .
فالفعل يضاعف بدل من يلق ، وله إعرابه .
118 ـ ومنه قول الشاعر :
إنَّ عَلَيَّ الله أن تُبايعا تؤخذَ كرها أو تجيءّ طائعا
ـــــــــــــ
1 ـ 3 الأنبياء . 1 ـ 68 الفرقان .

فالفعل تؤخذ بدل من تبايعا ، وله إعرابه لذلك نصب ، لأن تبايعا منصوب بأن المصدرية .
119 ـ ومنه قول الآخر :
متى تأتنا تلمم بنا في دارنا تجد حطبا جزلا ونارا تأججا
فالجملة الفعلية " تلمم بنا ، بدل من الجملة الفعلية تأتنا .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الجزء السادس
الباب الول
تكملة أسلوب الشرط

نماذج من الإعراب
قال تعالى : ( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ) 15 القلم .
إذا : ظرف للزمن المستقبل مبين على السكون في محل نصب متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط . تتلى : فعل ماض مبني للمجهول .
عليه : جار ومجرور متعلقان بتتلى .
آياتنا : نائب فاعل وآيات مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة وجملة تتلى في محل جر بإضافة الظرف إليها .
قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
أساطير الأولين : أساطير خبر لمبتدأ مضمر والتقدير هي أساطير ، وأساطير مضاف والأولين مضاف إليه مجرور بالياء .

قال تعالى : { ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم } 65 يوسف .
ولما فتحوا : الواو حرف عطف ولما حينية أو رابطة متضمنة معنى الشرط غير جازمة مبنية على السكون في محل نصب .
فتحوا : فعل وفاعل . متاعهم : مفعول به ومضاف إليه ، وجملة فتحوا في محل جر بإضافة لما إليها . وجدوا : فعل وفاعل . بضاعتهم : مفعول به ومضاف إليه ، وجملة وجدوا لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
ردت : فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي .
إليهم : جار ومجرور متعلق بردت وجملة ردت إليهم في محل نصب مفعول به ثان لوجدوا .
وجملة لما وما بعدها عطف على ما قبلها .

قال تعالى : { فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين } 67 القصص .
فأما : الفاء حرف استئناف ، أما حرف شرط وتفصيل غير جازم .
من : اسم موصول في محل رفع مبتدأ .
تاب : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو وجملة تاب لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
وآمن : الواو حرف عطف وآمن فعل ماض والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة عطف على تاب .
وعمل : الواو حرف عطف وعمل فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
صالحاً : مفعول به أو نائب عن المفعول المطلق مبين لصفته منصوب بالفتحة والتقدير : عمل عملا صالحا .
فعسى : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وعسى فعل ماض جامد من أفعال الرجاء تعمل عمل كان ، واسمها ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
أن يكون : أن حرف مصدري ونصب ، ويكون فعل مضارع ناقص منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، واسمه ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
من المفلحين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ليكون .
وجملة أن يكون في محل نصب خبر عسى .
وجملة عسى في محل رفع خبر اسم الموصول ، وهي في نفس الوقت لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
وجملة أما وما بعدها لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان حال المؤمنين بعد بيان حال الكافرين .

قال تعالى : { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً } 21 الحشر .
لو : حرف شرط غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أنزلنا : فعل وفاعل . هذا : اسم إشارة في محل نصب مفعول به .
القرآن : بدل منصوب بالفتحة . على جبل : جار ومجرور متعلقان بأنزلنا .
لرأيته : اللام رابطة لجواب لو ، ورأيته فعل وفاعل ومفعول به .
خاشعاً : مفعول به ثان إذا اعتبرنا رأى قلبية ، وحال إذا اعتبرناها بصرية .
وجملة لو أنزلنا لا محل لها من الإعراب كلام مستأنف مسوق للتشبيه .

قال الشاعر :
لولا رجاء الظالمين لما أبقت نداهم لنا روحاً ولا جسدا ( سيعرب لاحقا )


قال تعالى : { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية } 9 النساء .
وليخش : الواو حرف عطف ، واللام لام الأمر حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ويخش فعل مضارع مجزوم بلام الأمر ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
الذين : اسم موصول في محل رفع فاعل .
لو تركوا : لو حرف شرط غير جازم ، وتركوا فعل وفاعل .
من خلفهم : جار ومجرور متعلقان بتركوا ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
ذرية : مفعول به منصوب بالفتحة . وجملة ليخش عطف على ما قبلها .

قال تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين } 17 يوسف .
وما : الواو حرف عطف ، ما حجازية نافية .
أنت : ضمير منفصل في محل رفع اسم ما .
بمؤمن : الباء حرف جر زائد ، ومؤمن مجرور لفظاً منصوب محلاً خبر ما .
لنا : جار ومجرور متعلقان بمؤمن ، وجملة ما أنت معطوفة على ما قبلها .
ولو : الواو حرف عطف ، ولو شرطية غير جازمة .
كنا : كان واسمها . صادقين : خبر كان منصوب .
وجملة ولو كنا معطوفة على ما قبلها .

قال تعالى : { قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } 100 الإسراء .
قل : فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
لو أنتم : حرف شرط غير جازم وحقها أن تدخل على الأفعال دون الأسماء لذا لا بد من تقدير فعل يفسره ما بعده والتقدير لو تملكون أنتم ، فلما أضمر على شريطة التفسير انفصل الضمير المتصل ، فأصبح أنتم تأكيداً للفاعل المستتر في الفعل المحذوف الذي يفسره ما بعده .
تملكون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة مفسرة لما قبلها لا محل لها من الإعراب .
خزائن : مفعول به منصوب بالفتحة ، وخزائن مضاف ، ورحمة مضاف إليه ، ورحمة مضاف ، وربي مضاف إليه ، وربي مضاف ، ياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .

قال الشاعر :
أخلاي لو غير الحما أصابكم عتبت ولكن ما على الدهر معتب
( سيعرب لاحقا )

قال تعالى : { ولو أنهم صبروا } 5 الحجرات .
ولو : الواو حرف عطف ، ولو حرف شرط غير جازم .
أنهم : أن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
صبروا : فعل وفاعل ، والجملة في محل رفع خبر أن .
وأن وما في حيزها في تأويل مصدر فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت على رأي المبرد والزجاج والكوفيين ، أو مبتدأ لا يحتاج إلى خبر ، لأن الخبر يحذف وجوباً بعد لو ولولا على رأي سيبويه وجمهور البصريين .

قال تعالى : { ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لفسدت الأرض } 251 البقرة .
ولولا : الواو حرف استئناف ، ولولا حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط .
دفع : مبتدأ حذف خبره والتقدير موجود ، ودفه مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه .
الناس : مفعول به للمصدر .
بعضهم : بدل منصوب من الناس ، وبعض مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . لبعض : جار ومجرور متعلقان بدفع .
لفسدت : اللام واقعة في جواب لولا ، وفسد فعل ماض ، والأرض فاعل مرفوع بالضمة .
وجملة فسدت الأرض لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم .
وجملة لولا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

قال الشاعر :
لولا أبوك ولولا قبله عمر ألقت إليك معد بالمقاليد
لولا : حرف شرط يدل على الامتناع لوجود " امتناع الجواب لوجود الشرط " ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أبوك : مبتدأ مرفوع بالواو ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر بالإضافة ، والخبر محذوف وجوباً تقديره موجود .
ولولا : الواو حرف عطف ، ولولا معطوفة على ما قبلها .
قبله : قبل ظرف زمان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
عمر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
ألقت : ألقى فعل ماض ، والتاء تاء التأنيث الساكنة .
إليك : جار ومجرور متعلقان بألقت .
معد : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب جواب لولا .
بالمقاليد : جار ومجرور متعلقان بألقت .
الشاهد : قوله " ولولا قبله عمر " حيث ذكر فيه خبر المبتدأ وهو قوله : قبله مع كون ذلك المبتدأ واقعاً بعد لولا التي يجب حذف خبر المبتدأ الواقع بعدها ، لأنه قد عوض عنه بجملة الجواب ، ولا يجمع في الكلام بين العوض والمعوض عنه .
ويجوز أن نعرب قبله ظرف متعلق بمحذوف حال ، وعليه لا شاهد في البيت ، والخبر محذوف .
والشاهد الذي جئنا بالبيت من أجله هو حذف اللام من جواب لولا في غير النفي .

قال الشاعر :
لولا الإصاخة للوشاة لكان لي من بعد سخطك في رضاك رجاء
( سيعرب لاحقا )

قال تعالى : { إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور } 7 الملك .
إذا : ظرف للزمان المستقبل متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه .
ألقوا : فعل ماض مبني للمجهول ، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل ، والجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها . فيها : جار ومجرور متعلقان بألقوا .
سمعوا : فعل وفاعل جواب الشرط ، والجملة لا محل لها من الإعراب ، لأنها جواب شرط غير جازم .
لها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال لشهيقاً ، لأنه في الأصل صفة وتقدم عليه .
شهيقاً : مفعول به لسمع .
وهي : الواو واو الحال ، هي ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
تفور : خبر مرفوع بالضمة ، والجملة الاسمية في محل نصب حال .
وجملة إذا وما بعدها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

قال تعالى : { أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر } 79 الكهف .
أما : حرف شرط وتفصيل مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
السفينة : مبتدأ مرفوع بالضمة .
فكانت : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وكانت كان فعل ماض ناقص ، والتاء للتأنيث ، واسمها ضمير مستتر جوازاً تقديره هي .
لمساكين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان ، وجملة كان في محل رفع خبر للسفينة .
يعملون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
في البحر : جار ومجرور متعلقان بيعملون ، وجملة يعملون في البحر في محل جر صفة لمساكين ، وجملة فكانت لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .

قال تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر } 9 الضحى .
فأما : الفاء الفصيحة ، وأما حرف شرط وتفصيل .
اليتيم : مفعول به منصوب بالفتحة مقدم للفعل تقهر .
فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا ناهية جازمة .
تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .

قال تعالى : { فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه } 70 يوسف .
فلما : الفاء حرف عطف ، ولما ظرفية أو رابطة .
جهزهم : فعل ماض ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ن والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة جهز في محل جر بإضافة لما إليها .
بجهازهم : جار ومجرور ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلق بجهزهم .
جعل : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
السقاية : مفعول به منصوب بالفتحة ، جملة جعل لا محل لها من الإعراب جواب لشرط غير جازم .
في رحل أخيه : في رحل جار ومجرور متعلقان بجعل ، ورحل مضاف ، وأخيه مضاف إليه مجرور بالياء ، وأخي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة لما جهزهم معطوفة على ما قبلها .

قال تعالى : { كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها } 8 الملك .
كلما : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه وهو سألهم .
ألقي : فعل ماض مبني للمجهول . فيها : جار ومجرور متعلقان بألقي .
فوج : نائب فاعل مرفوع بالضمة ، وجملة ألقي في محل جر بإضافة الظرف إليها .
سألهم : فعل ماض ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
خزنتها : فاعل مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وجملة سألهم لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .

قال الشاعر :
فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام
فطلقها : الفاء حسب ما قبلها ، وطلق فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
فلست : الفاء حرف تعليل ، ليس فعل ماض ناقص ، وتاء المخاطب في محل رفع اسمها .
لها : جار ومجرور متعلقان بكفء الآتي .
بكفء : الباء حرف جر زائد ، وكفء خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
وإلا : الواو حرف عطف ، إلا مركب من حرفين أحدهما إن الشرطية والثاني لا النافية ، وفعل الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام .
يعل : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف عرف العلة .
مفرقك : مفعول به ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
الحسام : فاعل مرفوع بالضمة .
الشاهد فيه قوله : " وإلا يعل " حيث حذف فعل الشرط لأن الأداة إن وهي مقرونة بلا ، وتقدير الكلام : وإلا تطلقها يعل .

قال تعالى : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم } 17 الأنفال .
فلم : الفاء الفصيحة ، ولم حرف نفي وجزم وقلب ، وقد وقعت الفاء في جواب شرط مقدم أي : إذا افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم .
تقتلوهم : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به .
ولكن : الواو حرف عطف ، لكن حرف استدراك ونصب .
الله : لفظ الجلالة اسمها منصوب .
قتلهم : قتل فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، وجملة قتلهم في محل رفع خبر لكن .

قال تعالى : { كلا لو تعلمون علم اليقين . لترون الجحيم } 5 - 6 التكاثر .
كلا : حرف ردع وزجر لا عمل له مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
لو : حرف شرط غير جازم .
تعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والمفعول به محذوف تقديره : عاقبة التلهي والتفاخر ، وجواب لو محذوف والتقدير : لو تعلمون ما أمامكم من هول
لفعلتم ما لا يمكن وصفه ، وقد دل على الجواب المحذوف قوله تعالى : " لترون الجحيم " .
علم اليقين : علم مفعول مطلق منصوب بالفتحة على المعنى ، لأن رأى وعاين بمعنى واحد ، وقيل أصله العلم اليقين ، فهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته .
لترون : اللام جواب قسم محذوف ، وترون فعل مضارع مرفوع وعمة رفعه ثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، وأصله لترأيون ، فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفاً ، وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها ، ثم ألقيت حركة الهمزة التي عي عين الكلمة على الراء ، وحذفت لثقلها ، ثم دخلت النون المشددة التي هي للتوكيد ، فحذفت نون الرفع لتوالي الأمثال ، وحركت الواو بالضم لالتقاء الساكنين ، ولم تحذف لأنها لو حذفت لاختل الفعل بحذف عينه ولامه وواو الضمير .
وواو الجماعة في محل رفع فاعل . الجحيم : مفعول به منصوب بالفتحة .

قال الشاعر :
قالت بنات العم يا سلمى وإن كان فقيراً معدماً قالت وإن
قالت : قال فعل ماض ، والتاء للتأنيث .
بنات العم : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والعم مضاف إليه مجرور بالكسرة .
يا سلمى : يا حرف نداء ، وسلمى منادى مبني على الضم المقدر على الألف في محل نصب .
وإن : الواو حرف عطف على معطوف محذوف ، وإن حرف شرط جازم .
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم ، واسمه ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . فقيراً : خبر كان منصوب .
معدماً : صفة منصوبة لفقير ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سياق الكلام .
وجملة الشرط وجوابه معطوفة بالواو على محذوف يدل عليه سياق الكلام أيضاً ، وتقدير هذه المحذوفات : قالت بنات العم : يا سلمى ، إن كان غنياً موسراً ترضين به ، وإن كان فقيراً معدماً ترضين به .
قالت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هي يعود إلى سلمى .
وإن : الواو حرف عطف ، إن حرف شرط جازم ، وفعل الشرط وجوابه محذوفان يدل عليهما سابق الكلام ، والتقدير : قالت : إن كان غنياً موسراً أرضى به ، وإن كان فقيراً معدماً أرضى به .
والشاهد قوله : " وإن كان وإن " حيث حذف فعل الشرط وجوابه لدلالة سياق الكلام عليهما .

قال تعالى : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن } 53 النور .
وأقسموا : الواو حرف استئناف ، وأقسموا فعل ماض وواو الجماعة في محل رفع فاعله .
بالله : جار ومجرور متعلقان بأقسموا .
جهد أيمانهم : جهد مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، وجهد مضاف ، وأيمان مضاف إليه ، وأيمان مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
ويجوز في جهد النصب على الحال والتقدير : مجتهدين .
لئن : اللام موطئة للقسم ، وإن حرف شرط جازم .أمرتهم : فعل وفاعل ومفعول به .
ليخرجن : اللام واقعة في جواب القسم ، ويخرجن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة
لتوالي الأمثال ، فقد أوضحنا هذا الحذف في الآية السابقة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والنون المثبتة نون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولم يبن الفعل على الفتح لأن نون التوكيد لم تباشره .
وجملة وأقسموا لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

قال تعالى : { من جاء بالحسنة فله خير منها } 89 النمل .
من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
جاء : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة في محل جزم فعل الشرط .
بالحسنة : جار ومجرور متعلقان بجاء ، أو بمحذوف في محل نصب حال إذا اعتبرانا الباء للملابسة ، والتقدير : جاء متلبساً بها .
فله : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
خير : مبتدأ مؤخر .
منها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لخير ، أو متعلق بخير باعتباره اسم تفضيل .
وجملة جواب الشرط في محل رفع خبر من ، وجملة من جاء لا محل لها كلام مستأنف مسوق للتمهيد لختام السورة بإجمال مصير المحسن والمسيء .

قال تعالى : { إن تبدوا الصدقات فنعما هي } 271 البقرة .
إن : حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
تبدوا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . الصدقات : مفعول به منصوب بالكسرة .
فنعما : الفاء رابطة لجواب الشرط ، لأن الجواب فعل جامد ، ونعم فعل ماض جامد لإنشاء المدح ، وما نكرة تامة بمعنى شيء في محل نصب على التمييز ، وفاعل نعم ضمير مستتر مفسر بما .
هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ، وخبره جملة نعما ، لأنه المخصوص بالمدح ، وجملة نعما هي جملة اسمية في محل جزم جواب الشرط .
وإن تبدوا كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق لتفصيل ما أجمل في الجملة الشرطية السابقة لذلك ترك حرف العطف .
قال تعالى : { يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه } 41 المائدة .
يقولون : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة صفة رابعة لقوم في أول الآية .
إن : حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أوتيتم : فعل ماض مبني للمجهول في محل جزم فعل الشرط ، والتاء في محل رفع نائب فاعل ، والميم علامة الجمع .
هذا : اسم إشارة في محل نصب مفعول به ثان ، والمفعول الأول نائب الفاعل .
فخذوه : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وخذوه فعل أمر وفاعل ومفعول به ، وجملة خذوه في محل جزم جواب الشرط ، واتصلت به الفاء لأنه طلبي أمر لا يصلح أن يكون جواباً للشرط . وجملة إن وما بعدها في محل نصب مقول القول .

قال تعالى : { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني } 76 الكهف .
قال : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
إن : حرف شرط جازم .
سألتك : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل جزم فعل الشرط .
عن شيء : جار ومجرور متعلقان بسألتك .
بعدها : بعد ظرف منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والظرف متعلق بمحذوف في محل جر صفة لشيء .
فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا ناهية .
تصاحبني : تصاحب فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء في محل نصب مفعول به ، وجملة لا تصاحبني في محل جزم جواب الشرط ، واتصلت به الفاء لأنه طلبي نهي .
وجملة إن سألتك في محل نصب مقول القول .
قال تعالى : { وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده } 160 آل عمران .
وإن : الواو حرف عطف ، وإن شرطية جازمة .
يخذلكم : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والكاف في محل نصب مفعول به .
فمن : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ومن اسم استفهام إنكاري مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر .
والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط ، لذلك اتصلت بها الفاء .
وجملة إن يخذلكم معطوفة على ما قبلها .
الذي : اسم موصول في محل رفع بدل من اسم الإشارة .
ينصركم : ينصر فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والكاف في محل نصب مفعول به .
وجمل ينصركم لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
من بعده : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في مح نصب حال ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

قال تعالى : { ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً } 80 النساء .
ومن : الواو حرف عطف ، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ .
تولى : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره : هو .
فما : الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة فعلية مسبوقة بما ، وما نافية لا عمل لها .
أرسلناك : فعل وفاعل ومفعول به ، وجملة ما أرسلناك في محل جزم جواب الشرط هذا في الظاهر ، وعند التأمل يظهر لك أن الجواب محذوف تقديره : ومن تولى فلا يهمنك ، وعله تكون ما أرسلناك وما في حيزها مفيدة للتعليل لا محل لها من الإعراب . عليهم : جار ومجرور متعلقان بحفيظاً . حفيظاً : حال منصوب بالفتحة .
وجملة الشرط وجوابها في محل رفع خبر المبتدأ من .
وجملة من تولى معطوفة على ما قبلها .

قال تعالى : { ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه } 97 الإسراء .
ومن : الواو حرف عطف ، ومن اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم ليضلل .
يضلل : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
فلن : الفاء واقعة في جواب الشرط لأن جواب الشرط جملة فعلية مسبوقة بلن ، ولن حرف نصب .
تجد : فعل مضارع منصوب بلن ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
وجملة لن تجد في محل جزم جواب الشرط .
له : جار ومجرور متعلقان بأولياء . أولياء : مفعول به منصوب بالفتحة .
من دونه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، ودون مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وجملة من يضلل معطوفة على ما قبلها .

قال تعالى : { فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً } 13 الجن .
فمن : الفاء حرف عطف ، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ .
يؤمن : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة من يؤمن معطوفة على ما قبلها .
بربه : جار ومجرور متعلق بيؤمن ، والضمير في محل جر بالإضافة .
فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، لأنه فعل مضارع مسبوق بلا النافية ، ولا نافية لا عمل لها .
يخاف : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة لا يخاف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : فهو لا يخاف .
وجمل المبتدأ المقدر وخبره في محل جزم جواب الشرط . بخساً : مفعول به .
ولا رهقا : الواو حرف عطف ، ولا نافية لا عمل لها ، ورهقا معطوفة على بخساً .

قال تعالى : { ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً مبيناً } 48 النساء .
ومن : الواو للاستئناف ، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ .
يشرك : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
بالله : جار ومجرور متعلقا بيشرك .
فقد افترى : الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة فعلية مسبوقة بقد ، وقد حرف تحقيق ، وافترى فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة جواب الشرط في محل جزم .
إثماً : مفعول به منصوب بالفتحة . عظيما : صفة منصوبة بالفتحة .
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ من .

قال تعالى : { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً } 10 الفتح .
ومن : الواو حرف عطف ، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ .
أوفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر في محل جزم فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
بما : الباء حرف جر ، وما اسم موصول في محل جر ، وشبه الجملة متعلقان بأوفى . عاهد : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة عاهد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
عليه : جار ومجرور متعلقان بعاهد ، وضمت الهاء مع أنها تكسر بعد الياء لمجيء سكون بعدها فيجوز الضم والكسر .
الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة .
فسيؤتيه : الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة فعلية فعلها مضارع مسبوقة بالسين ، والسين حرف استقبال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ويؤتي فع مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به أول ، وجملة سيؤتيه في محل جزم جواب الشرط . أجراً : مفعول به ثان .
عظيماً : صفة منصوبة لأجراً .
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ من .
وجملة من أوفى وما بعدها معطوفة على ما قبلها .

قال تعالى : { وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله } 28 التوبة .
وإن : الواو حرف عطف ، وإن حرف شرط جازم .
خفتم : فعل وفاعل ، والجملة في محل جزم فعل الشرط .
عليه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب مفعول به .
فسوف : الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه فعل مضارع مسبوق بسوف ، وسوف حرف استقبال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
يغنيكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء ، وكاف المخاطبين في محل نصب مفعول به مقدم ، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
من فضله : جار ومجرور متعلقان بيغنيكم ، ويغني مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة إن وما بعدها معطوفة على ما قبلها .

قال تعالى : { فلما نجاهم إذا هم يبغون } 23 يونس .
فلما : الفاء حرف عطف ، ولما حينية أو رابطة متضمنة معنى الشرط .
نجاهم : فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة لما إليها .
إذا : إذا الفجائية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، رابطة لجواب الشرط سدت مسد الفاء . هم : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
يبغون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ هم .
وجملة لما وما بعدها معطوفة على ما قبلها .

قال تعالى : ( إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم ) 34 هود
إن أردت : إن حرف شرط جازم ، وأردت فعل وفاعل ، والجملة في محل جزم فعل الشرط .
أن أنصح : أن حرف مصدري ونصب ، وأنصح فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا .
وجملة أن أنصح في محل نصب مفعول به لأردت .
لكم : جار ومجرور متعلقان بأنصح .
إن كان : إن حرف شرط جازم ، وكان فعل ناقص .
وجملة كان في محل جزم فعل الشرط ثاني .
الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع .
يريد : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .
وجملة يريد في محل نصب خبر كان .
أن يغويكم : أن حرف مصدري ونصب ، ويغوي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
وجملة أن يغويكم في محل نصب مفعول به ليريد .
وفي هذه الآية لم يذكر جواب الشرط ، وغنما تقدم فيها على الشريطين ما هو جواب في المعنى للشرط الأول فينبغي أن يقدر إلى جانبه جواب ، ويكون الأصل إن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي إن كان الله يريد أن يغويكم .
وبناء على القاعدة التي نحن بصددها وهي : إذا تكرر شرطان بدون عاطف كان الجواب للشرط الأول ، فيقدر في الآية السابقة جواب شرط محذوف ، ويكون للشرط الأول . ويقول العكبري : حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني والجواب جوابا للشرط الأول كقولك : إن آتيتني إن كلمتني أكرمتك .
فقولك : إن كلمتني أكرمتك جواب إن آتيتني .
وما قاله العكبري فيه نظر لأنه لا يتوافق مع القاعدة التي تقول : " وإن توالى شرطان فصاعدا من غير عطف فالأصح أن الجواب للسابق ، ويحذف جواب ما بعده لدلالة الأول وجوابه عليه " . (1) وقد يكون قول العكبري من باب التجويز .
ــــــــــــ
1 ـ انظر حاشية الصيان على الألفية ج3 ص 569 .
وانظر شرح الأشموني على حاشية الصبان ج4 ص 30 .
1 ـ انظر همع الهوامع للسيوطي ج2 ص465 ط1 1418 هـ تحقيق أحمد شمس الدين .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الثاني
أسلوب الاستفهام وأدواته

تعريفه :
أدوات مبهمة تستعمل في طلب الفهم بالشيء ، والعلم به .
أنواعه : ينقسم الاستفهام إلى نوعين :
أ ـ الاستفهام المثبت . ب ـ الاستفهام المنفي .
ولا فرق بين النوعين ، إلا أن الأول يخلو من أحرف النفي ، والثاني يكون منفيا .
مثال الأول : هل ذهبت إلى المدرسة ؟ أتناولت طعام الإفطار ؟
ومنه قوله تعالى : { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه }1 .
ومثال الثاني : ألم تتناول الدواء ؟ أليس العلم نافعا ؟
ومنه قوله تعالى : { ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل }2 .

أولا ـ الاستفهام المثبت :
هو طلب المعرفة بالشيء دون أن يدخله النفي .
أدواته هي : هل ، والهمزة ، ومن ، وما ، ومتى ، وإيَّان ، وأين ، وكيف ، وكم ، وأنَّي ، وأي .
تنقسم أدوات الاستفهام إلى قسمين :
1 ـ حرفا الاستفهام ، وهما : هل ، والهمزة .
2 ـ أسماء الاستفهام ، وهي : بقية أدواته التي ذكرناها آنفا .
معاني أدوات الاستفهام وما يطلب بها :
* حرفا الاستفهام : هل ، والهمزة :
أ ـ هل : حرف استفهام يطلب به معرفة مضمون الجملة ، لأن السائل يجهل العلم به .
ـــــــــــــــ
1 ـ 114 البقرة . 2 ـ 246 البقرة .

نحو : هل فهمت الدرس ؟ هل عملت الواجب ؟
ومنه قوله تعالى : { هل تعلم له سميا }1 .
وقوله تعالى : { فهل أنتم شاكرون }2 .
وقوله تعالى : { وهل من شركائكم من يهدي }3 .
وقوله تعالى : { فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا }4 .
وقوله تعالى : { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان }5 .
وقد وردت هل في كثير من الآيات القرآنية الكريمة ، ولكنها بمعنى " قد " .
نحو قوله تعالى : { هل أتاك حديث الغاشية }6 .
ومعنى " هل " في الآية : قد أتاك حديث الغاشية .
ومنه قوله تعالى : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر }7 .
ومنه قوله تعالى : { هل أتاك حديث الجنود }8 .
ب ـ الهمزة : يطلب بالاستفهام بها أحد أمرين :
1 ـ معرفة مضمون الجملة لأن السائل يجهله ، وهي مثل " هل " تماما .
نحو : أذهبت إلى مكة ؟ أحججت هذا العام ؟
ومنه قوله تعالى : { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم }9 .
وقوله تعالى : { أفبهذا الحديث أنتم مدهنون }10 .
وقوله تعالى : { أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي }11 .
وقوله تعالى : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون }12 .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 65 مريم . 2 ـ 80 الأنبياء .
3 ـ 35 يونس . 4 ـ 53 الأعراف .
5 ـ 60 الرحمن . 6 ـ 1 الغاشية .
7 ـ 1 الإنسان .8 ـ 17 البروج .
9 ـ 44 البقرة . 10 ـ 81 الواقعة .
11 ـ 40 الزخرف . 12 ـ 115 المؤمنون .

2 ـ يطلب بها التعيين ، إذا كان السائل يعرف مضمون الجملة . أي تعيين أحد أمرين ، أو شيئين أرادهما السائل في سؤاله . وفي هذه الحالة لا بد من استعمال " أم " العاطفة المعادلة .
نحو : أحضرت إلى المدرسة راكبا أم ماشيا ؟ أمحمدا صافحت أم عليا ؟
ومنه قوله تعالى : { أالله أذن لكم أم على الله تفترون }1 .
وقوله تعالى : { أالذكرين حرم أم الأنثيين }2 .
وقوله تعالى : { أفسخر هذا أم أنتم لا تبصرون }3 .
وقوله تعالى : { أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم }4

* أسماء الاستفهام : جميعها يطلب بها التعيين ، وهو ما يقصد به طلب التصور .
" منْ " : اسم استفهام للعاقل ، مبني على السكون . نحو : من كسر الزجاج ؟ .
ومنه قوله تعالى : { من يحيي العظام وهي رميم }5 .
وقد تقرن " من " بـ " ذا " ، ويستفهم بهما معا .
نحو قوله تعالى : { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }6 .
نحو قوله تعالى : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا }7 .
و " ذا " في الموقعين السابقين اسم إشارة ، وليست موصولة . فلا يجوز أن تأتي اسما موصولا يليها موصول آخر ، إلا في حالة التوكيد المعنوي ، وهذا ليس مقامه .
" ما " : اسم استفهام مبني على السكون لغير العاقل . نحو : ما الأمر الذي اختلفتم فيه ؟
ومنه قوله تعالى : { وما تلك بيمينك يا موسى }8 .
وقوله تعالى : { قال ما خطبك }9 .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 59 يونس 2 ـ 143 الأنعام .
3 ـ 15 الطور . 4 ـ 62 الصافات .
5 ـ 255 البقرة . 6 ـ 255 البقرة .
7 ـ 245 البقرة .8 ـ 170 طه .
9 ـ 95 طه .

وقد تقرن " ما " بـ " ذا " الموصولة .
نحو قوله تعالى : { ماذا ينفقون قل العفو }1 .
وقوله تعالى : { ماذا قال ربكم }2 .
" متى " : اسم استفهام مبني على السكون يفيد الظرفية الزمانية المطلقة . أي أنه غير مححد الزمن . متى الحضور إلى الحفل ؟
ومنه قوله تعالى : { متى هذا الوعد إن كنتم صادقين }3 .
وقوله تعالى { متى هذا الفتح إن كنتم صادقين }4 .
وقوله تعالى : { وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله }5 .
وقوله تعالى : { فسينفضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو }6 .
" أيان " : اسم استفهام للزمان المستقبل ، مبني على الفتح . نحو : أيان اللقاء الختامي ؟
ومنه قوله تعالى : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها }7 .
وقوله تعالى : { يسأل أيان يوم القيامة }8 .
وقوله تعالى : { يسألون أيان يوم الدين } 9 .
" أين " : اسم استفهام مني على الفتح يدل على المكان . نحو : أين تسافرون هذا الصيف ؟
ومنه قوله تعلى : { فأين تذهبون }10 .
وقوله تعالى : { يقول الإنسان يومئذ أين المفر }11 .
وقوله تعالى : { أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون }12 .
وقوله تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تساقّون فيهم }13 .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 219 البقرة . 2 ـ 23 سبأ .
3 ـ 48 يونس . 4 ـ 28 السجدة .
5 ـ 214 البقرة .6 ـ 51 الإسراء .
7 ـ 187 الأعراف . 8 ـ 6 القيامة .
9 ـ 62 الذاريات . 10 ـ 26 التكوير .
11 ـ 10 القيامة . 12 ـ 22 الأنعام .
13 ـ 27 النمل .

" كيف " : اسم استفهام مبني على الفتح ، لتعيين الحال . نحو : كيف حالك ؟
ومنه قوله تعالى : { وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله }1 .
وقوله تعالى : { كيف كان عاقبة المجرمين }2 .
وقوله تعالى : { وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض }3 .
وقوله تعالى : { وكيف تصبر على ما لم تحط به صبرا }4 .
" كم " اسم استفهام مبني على السكون ، يفيد العدد . نحو : كم ريالا معك ؟
ومنه قوله تعالى : { قال كم لبث }5 .
وقوله تعالى : { قال قائل منهم كم لبثم }6 .
وقوله تعالى { قال كم لبثم في الأرض عدد سنين }7 .
" أنَّى " اسم استفهام مبني على السكون ، يفيد الزمان والمكان ، وذلك حسب ما يقتضيه السياق .
مثال الزمان : أني تسافرون ؟
ومنه قوله تعالى " { لا إله إلا هو فأنى تصدقون }8 .
فجاءت " أنى " بمعنى " متى " والتقدير : متى تصدقون .
ومنه قوله تعالى : { فأنى يبصرون }9 .
ومثال دلالتها على المكان قولنا : أنى لك هذا ؟
ومنه قوله تعالى : { قلتم أنى هذا }10 .
والتقدير : من أين هذا ، وقد دل عليه الجواب بتعيين المكان في تكملة الآية .
قال تعالى : { قل هو من عند أنفسكم }11 .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 101 آل عمران . 2 ـ 83 الأعراف .
3 ـ 21 النساء . 4 ـ 69 الكهف .
5 ـ 259 البقرة . 6 ـ 19 الكهف .
7 ـ 112 المؤمنون . 8 ـ 6 الزمر . 9 ـ 66 يس .
10 ، 11 ـ 165 آل عمران .

وقد تأتي " أنى " للحال .
كقوله تعالى على لسان مريم : { قالت أنى يكون لي غلام }1 .
والتقدير : كيف يكون لي غلام .
" أيُّ " : اسم استفهام يطلب به التعيين لما يضاف إليه " تعيين التمييز " .
نحو : أي نوع من الفاكهة اشتريت ؟
ومنه قوله تعالى : { فبأي آلاء ربك تتمارى }2 .
وقوله تعالى : { من أي شيء خلقه }3.
وقوله تعالى : { فأي الفريقين أحق بالأمن }4 .
وقوله تعالى : { بأي ذنب قتلت }5 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 19 مريم . 2 ـ 55 الرحمن .
3 ـ 18 عبس . 4 ـ 81 الأنعام .
5 ـ 9 التكوير .

المعاني المجازية للاستفهام ( أغراض الاستفهام ودلالاته )

لقد أوضحنا المعنى الحقيقي لأدوات الاستفهام ، وهو طلب العلم بالشيء ، أو فهمه ، ولكن هناك معان مجازية بلاغية نذكرها أيضا للإفادة منها .
1 ـ الاستفهام الإنكاري . كقوله تعالى : { أغير الله اتخذ وليا }1 .
2 ـ الاستفهام التوبيخي . كقوله تعالى : { أعجلتم أمر ربكم }2 .
3 ـ الاستفهام التقريري . نحو : أأنت كسرت الزجاج .
ومنه قوله تعالى : { أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون }3 .
والمقصود بالتقرير : حمل السامع على الإقرار بصدور الفعل .
4 ـ الاستفهام التحكمي . نحو قوله تعالى : { أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا }4 .
5 ـ الاستفهام التنبيهي . كقوله تعالى : { فأين تذهبون }5 .
6 ـ الاستفهام التحقيري .
نحو قوله تعالى : { ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين مَن فرعون }6 .
وذلك بفتح ميم " مَن " ورفع " فرعون " في قراءة ابن عباس .
أما في قراءة الجمهور فهي " مِن " بكسر الميم على اعتبارها جار ومجرور ، وعلى ذلك لا استفهام فيها .
7 ـ الاستفهام التعجبي . نحو قوله تعالى : { ما لي لا ارى الهدهد }7 .
فالله جل جلاله يستفهم متعجبا على لسان سيدنا سليمان عن عدم رؤيته للهدهد عندما جمعهم لأمر من الأمور .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 14 الأنعام . 2 ـ 150 الأعراف .
3 ـ 82 المؤمنون . 4 ـ 87 هود .
5 ـ 26 التكوير . 6ـ 30 ، 31 الدخان .
7 ـ 20 النمل .

أجوبة الاستفهام والحروف المستخدمة فيها
الاستفهام المثبت والاستفهام المنفي :
أولا ـ أجوبة الاستفهام المثبت :
1 ـ إذا كان الاستفهام يطلب به معرفة مضمون الجملة ، لأن السائل يجهله ، سواء أكان الاستفهام بـ " هل " .
كقوله تعالى : { هل أتاك حديث الغاشية }1 .
وقوله تعالى : { فهل أنتم شاكرون }2 .
أم كان الاستفهام بـ " الهمزة " .
نحو قوله تعالى : { أاتخذ من دونه آلهة }3 .
وقوله تعالى : { أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد }4 .
فالجواب حينئذ : " نعم " في الإثبات ، و " لا " في النفي .
فتقول على سبيل المثال : نعم نحن شاكرون ، ونعم اتخذ من دونه آلهة .
أو تقول في حالة النفي : لسنا شاكرين ، أو لم اتخذ من دونه آلهة .
2 ـ أما إذا كان الاستفهام يطلب به التعيين ، فلا يحتاج الجواب إلى استخدام حروف الإجابة ، وإنما يكون الجواب بتعيين أحد الشيئين اللذين يسأل عنهما السائل ، أو بتعيين الأمر المستفسر عنه . نحو : أتفضل قراءة الشعر أم النثر ؟
وتكون الإجابة بتعيين أحد الشيئين المذكورين في السؤال ، إما الشعر ، أو النثر .
وأما تعيين الشيء المستفسر عنه .
كقوله تعالى : { قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله }5 .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 1 الغاشية . 2 ـ 3 ق .
3 ـ 23 يس . 4 ـ 259 البقرة .
5 ـ 37 آل عمران .

ثانيا ـ أجوبة الاستفهام المنفي :
ذكرنا آنفا أن الاستفهام المنفي ، هو الاستفهام المثبت في حد ذاته ، ولكنه يأتي بعد أداة الاستفهام ، حرف نفي ، أو ما يدل على النفي .
والجواب حينئذ يكون " بلى " في الإثبات ، و " نعم " منفية في النفي .
نحو قوله تعالى : { وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى }1 .
وقوله تعالى : { قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي }2 .
وقوله تعالى : { قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربك }3 .
ومثال النفي : ألم تتأخر عن طابور الصباح ؟ الجواب : نعم لم أتأخر .
ألست مذنبا ؟ الجواب : نعن لست مذنبا .
تنبيه : يرادف " نعم " من أحرف أجوبة الاستفهام " أجل " ، و " جير " التي للقسم ، وإي .
نحو : هل ستشترك في المسابقة ؟ الجواب : أجل سأشترك .
ومثال " جير " قول امرئ القيس :
لم تفعلوا فعل آل حنظلة إنهم جير بئسما ائتمروا
ومنه قولهم : هل أكرمك محمد ؟ فتقول : جير لقد أكرمني .
ومثال " إي " ـ بكسر الهمزة ، وسكون الياء ـ وتأتي دائما قبل القسم .
قوله تعالى : { ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي }4 .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 172 الأعراف . 2 ـ 260 البقرة .
3 ـ 30 الأنعام . 4 ـ 53 يوسف .

إعراب أدوات الاستفهام

أولا ـ هل والهمزة : حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب .
ثانيا ـ بقية أدوات الاستفهام : كلها مبنية ، ولها محل من الإعراب سنوضحه فيما بعد ، ما عدا
" أي " فهي معربة لأنها تضاف إلى مفرد ، وهي على النحو التالي :

* " أي " :
1 ـ تعرب مبتدأ إذا تلاها فعل لازم .
نحو قوله تعالى : {أيُّ الحزبين أحصى }1 .
الإعراب : أي : اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، وهو مضاف ، الحزبين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى .
أحصى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقدير: هو يعود على الحزبين . " 2 " والجملة الفعلية في محل رفع خبر .

ـ أو تلاها فعل متعد استوفى مفعوله . نحو : أيُّ الطلاب كتب الدرس .
الإعراب : أي : اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، الطلاب : مضاف إليه .
كتب : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازا ، تقديره : هو .
الدرس : مفعول به منصوب بالفتحة . والجملة الفعلية في محل رفع خبر .

ـ أو خلت الجملة من الفعل لازما كان ، أو متعديا .
نحو قوله تعالى : { أي شيء أكبر شهادة }3 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 12 الكهف .
2 ـ أعرب بعض النحاة ومنهم أبو علي الفارسي والزمخشري " أحصى " فعلا ماضيا ، لأن بناء اسم التفضيل من غير الثلاثي ليس بقياس ، كما أن إعراب " أمدا " يحتاج إلى متعلق ، وهو الفعل أحصى ، ولا يصح أن يتعلق باسم التفضيل ، لأن اسم التفضيل لا يعمل . وقد أعربة الزجاج والتبريزي اسم تفضيل .
3 ـ 19 الأنعام .

الإعراب : أي : اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وشيء : مضاف إليه .
أكبر : خبر مرفوع بالضمة . شهادة : تمييز منصوب بالفتحة .

2 ـ إذا جاء بعدها فعل لازم ، وأضيفت إلى مصدر الفعل ، تعرب مفعولا مطلقا .
نحو قوله تعالى : { أيَّ منقلب ينقلبون }1 .
أي : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، وهي مضاف .
منقلب : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
ينقلبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

3 ـ تعرب خبرا إذا تلاها فعلا ناسخا . نحو : أيا كنت من زملائك ؟
أيا : خبر لكان مقدم عليها ، منصوب بالفتحة .
كنت : كان الناقصة ، واسمها .
من زملائك : جار ومجرور متعلقان بـ " أيا " ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

4 ـ وإذا سبقها حرف جر فهي اسم مجرور . نحو : لأي سبب عاقبت التلميذ ؟
ومنه قوله تعالى : { فبأي آلاء ربكما تكذبان }2 .
فبأي : الفاء حسب ما قبلها ، بأي : جار ومجرور متعلقان بـ " تكذبان " , وأي مضاف .
آلاء : مضاف إليه ، وهو مضاف ، وربكما : مضاف إليه ، ورب مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
تكذبان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله .

* " من " : تعرب حسب موقعا من الجملة ، على النحو التالي :
1 ـ تأتي في محل رفع مبتدأ ، إذا تلاها فعل متعد استوفى مفعوله .
نحو قوله تعالى : { من يحيي العظام وهي رميم }3 .
من : أسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
ـــــــــــــــ
1 ـ 277 الشعراء . 2 ـ 31 الرحمن .
3 ـ 78 يس .

يحيي : فعل مضارع مرفوع بالضمة . والفاعل ضمير مستتر جوازا ، تقديره : هو .
العظام : مفعول به منصوب بالفتحة .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر .
وهي رميم : الواو للحال ، هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ، ورميم : خبر مرفوع . والجملة الاسمية في محل نصب حال من العظام .
ـ وتأتي مبتدأ إذا تلاها فعل لازم . نحو : من تأخر عن طابور الصباح ؟

2 ـ تأتي خبرا إذا تلاها اسم معرفة . نحو : من هذا الرجل ؟
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم .
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر .
الرجل : بدل مرفوع بالضمة .
وتأتي خبرا إذا تلاها فعل ناقص . نحو : من كان صديقك ؟
من : اسم استفهام بمني على السكون في محل رفع خبر كان مقدم عليها .
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
صديقك : اسم كان مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

3 ـ تأتي مفعولا به . نحو : من رأيت اليوم في المدرسة ؟
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل رأى .
رأيت : فعل وفاعل .

4 ـ وتأتي في محل جر بالإضافة . نحو : كتاب من هذا ؟
كتاب : مبتدأ وهو مضاف .
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، مجرور بكسرة مقدرة .
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر .

* " ما " : لها إعراب " من " . أما كلمة " ماذا " فلها ثلاثة أوجه من الإعراب :
1 ـ أن تكون كلمة واحدة فتعرب حسب موقعها من الجملة . نحو : ماذا في الحقيبة ؟
ماذا : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ .
في الحقيبة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر .
وهكذا بقية مواقعها الإعرابية بهذا الشكل .

2 ـ أن نجعل " ذا " زائدة لا محل لها من الإعراب ، ونعرب " ما " حسب موقعها من الكلام .
نحو : ما ذا في الحقيبة ؟
ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
ذا : حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
في الحقيبة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر .

3 ـ أن جعل " ذا " اسم موصول . نحو : ما ذا في الحقيبة ؟
ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
ذا : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر " ما " .
في الحقيبة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ، لا محل له من الإعراب .
4 ـ أن نجعل " ذا " اسم إشارة في محل رفع خبر .
غير أنه يستحسن في إعراب " ماذا " الوجه الأول ، ليسه وسهولته .

* " أين " :
1 ـ تعرب دائما ظرف مكان ، مبني على الفتح في محل نصب إذا تلاها فعل .
نحو : أين أقمتم المسابقة ؟
أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بالفعل أقام .

2 ـ تعرب في محل رفع خبر إذا تلاها اسم . نحو : أين مقر عملك ؟
أين : اسم استفهام مبني على الفتح ، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . ( يلاحظ)
مقر : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، وعمل مضاف إليه ، وعمل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

* " متى " :
1 ـ اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بالفعل إذا جاء الفعل بعده . نحو : متى حضر أبوك ؟

2 ـ وتعرب في محل رفع خبر إذا تلاها اسم . نحو : متى السفر ؟

* " أيان " :
1 ـ اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف زمان متعلق بالفعل الذي يليه .
نحو : أيان تذهب إلى المدرسة ؟ ومنه قوله تعالى : { وما يشعرون أيان يبعثون }1.
وما : الواو حسب ما قبلها ، وما : نافية لا عمل لها .
يشعرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
أيان : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بالفعل يبعثون .

2 ـ يعرب في محل رفع خبر مقدم ، إذا تلاه اسم . نحو : أيان الحضور ؟
ومنه قوله تعالى : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها }2 .
يسألونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
عن الساعة : جار ومجرور متعلقان بـ " يسألون " .
أيان : اسم استفهام مبني على الفتح ، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
مرساها : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

* " كيف " : تعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي :
1 ـ تكون في محل رفع خبر مقدم إذا تلاها اسم مفرد . نحو : كيف حالك ؟ وكيف أخوك ؟
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم .
حالك : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر بالإضافة .

2 ـ تأتي خبرا لكان الناقصة ، أو إحدى أخواتها ، إذا تقدمت كيف عليها . نحو : كيف كنت ؟ وكيف أصبحت ؟
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان مقدم .
ــــــــــــــــ
1 ـ 65 النمل . 2 ـ 187 الأعراف .

3 ـ وتأتي حالا إذا تلاها فعل تام . نحو : كيف وصلت ؟ وكيف جئت ؟
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال .

4 ـ وتأتي مفعولا مطلقا (1) .
نحو قوله تعالى : { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل }2 .
وقوله تعالى : { كيف يحيي الأرض بعد موتها }3 .

* " أنّى " : تعرب إعراب " كيف " تماما .
نحو : أنّى أخوك ؟ وأنّى كنت ؟ وأنّى وصلت ؟
فهي في المثال الأول في محل رفع خبر مقدم . وفي الثاني في محل نصب خبر كان مقدم ، وفي الثالث في محل نصب حال .

* " كم " :
1 ـ اسم استفهام مبهم يحتاج إلى إيضاح ، ولا يوضح إبهامه إلا التمييز الذي يليه ، ويكون مفردا منصوبا ، وتعرب كم مبتدأ .
نحو : كم طالبا في الفصل ؟ وكم طالبا حضر .
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
طالبا : تمييز مفرد منصوب بالفتحة .
في الفصل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر .

2 ـ أما إذا سبقت " كم " بحرف جر ، فيجوز في التمييز النصب وهو الأكثر ، أو الجر وهو الأقل .
نحو : بكم ريالا اشتريت الكتاب ؟ أو : بكم ريالٍ اشتريت الكتاب ؟
بكم : الباء حرف جر، وكم اسم استفهام مبني على السكون في محل جر .
ريال : تمييز مفرد منصوب بالفتحة ، على أحد الوجوه ، وهو الأحسن .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ البرهان في علوم القرآن ج4 ص332 .
2 ـ 45 الفرقان . 3 ـ 50 الروم .

أو : ريال تمييز مفرد مجرور بـ " من " المضمرة وجوبا ، لدخول حرف الجر على " كم " ، على الوجه الآخر ، وهو الأقل . والله أعلم .
اشتريت : فعل وفاعل . الكتاب : مفعول به منصوب .

3 ـ تأتي ظرفا للزمان ، أو المكان ، حسب نوع تمييزها الظرفي .
نحو : كم ساعة درست ؟ وكم ميلا قطعت ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية .
ساعة : تمييز منصوب بالفتحة .
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان .
ميلا : تمييز منصوب بالفتحة .

4 ـ تأتي مفعولا به ، إذا تلاها فعل متعد ولم يستوف مفعوله . نحو : كم كتابا قرأت ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
كتابا : تمييز منصوب بالفتحة . وقرأت : فعل وفاعل .

5 ـ وتأتي مفعولا مطلقا إذا كان تمييزها مصدرا . نحو : كم ضربة ضربته ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق .
ضربة : تمييز منصوب بالفتحة .
ضربته : فعل وفاعل ومفعول به .

6 ـ وتأتي " كم " في محل رفع خبر مقدم ، إذا تلاها اسم مضاف لما بعده ، وتمييزها حينئذ يكون مقدرا . نحو : كم مالك ؟ كم عدد أسرتك ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم .
مالك : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وتمييزها مقدر ، وتقدير الكلام : كم ريالا مالك ؟ وكم فردا عدد أسرتك ؟ والله أعلم .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الثاني
أسلوب الاستفهام وأدواته

تعريفه :
أدوات مبهمة تستعمل في طلب الفهم بالشيء ، والعلم به .
أنواعه : ينقسم الاستفهام إلى نوعين :
أ ـ الاستفهام المثبت . ب ـ الاستفهام المنفي .
ولا فرق بين النوعين ، إلا أن الأول يخلو من أحرف النفي ، والثاني يكون منفيا .
مثال الأول : هل ذهبت إلى المدرسة ؟ أتناولت طعام الإفطار ؟
ومنه قوله تعالى : { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه }1 .
ومثال الثاني : ألم تتناول الدواء ؟ أليس العلم نافعا ؟
ومنه قوله تعالى : { ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل }2 .

أولا ـ الاستفهام المثبت :
هو طلب المعرفة بالشيء دون أن يدخله النفي .
أدواته هي : هل ، والهمزة ، ومن ، وما ، ومتى ، وإيَّان ، وأين ، وكيف ، وكم ، وأنَّي ، وأي .
تنقسم أدوات الاستفهام إلى قسمين :
1 ـ حرفا الاستفهام ، وهما : هل ، والهمزة .
2 ـ أسماء الاستفهام ، وهي : بقية أدواته التي ذكرناها آنفا .
معاني أدوات الاستفهام وما يطلب بها :
* حرفا الاستفهام : هل ، والهمزة :
أ ـ هل : حرف استفهام يطلب به معرفة مضمون الجملة ، لأن السائل يجهل العلم به .
ـــــــــــــــ
1 ـ 114 البقرة . 2 ـ 246 البقرة .

نحو : هل فهمت الدرس ؟ هل عملت الواجب ؟
ومنه قوله تعالى : { هل تعلم له سميا }1 .
وقوله تعالى : { فهل أنتم شاكرون }2 .
وقوله تعالى : { وهل من شركائكم من يهدي }3 .
وقوله تعالى : { فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا }4 .
وقوله تعالى : { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان }5 .
وقد وردت هل في كثير من الآيات القرآنية الكريمة ، ولكنها بمعنى " قد " .
نحو قوله تعالى : { هل أتاك حديث الغاشية }6 .
ومعنى " هل " في الآية : قد أتاك حديث الغاشية .
ومنه قوله تعالى : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر }7 .
ومنه قوله تعالى : { هل أتاك حديث الجنود }8 .
ب ـ الهمزة : يطلب بالاستفهام بها أحد أمرين :
1 ـ معرفة مضمون الجملة لأن السائل يجهله ، وهي مثل " هل " تماما .
نحو : أذهبت إلى مكة ؟ أحججت هذا العام ؟
ومنه قوله تعالى : { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم }9 .
وقوله تعالى : { أفبهذا الحديث أنتم مدهنون }10 .
وقوله تعالى : { أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي }11 .
وقوله تعالى : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون }12 .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 65 مريم . 2 ـ 80 الأنبياء .
3 ـ 35 يونس . 4 ـ 53 الأعراف .
5 ـ 60 الرحمن . 6 ـ 1 الغاشية .
7 ـ 1 الإنسان .8 ـ 17 البروج .
9 ـ 44 البقرة . 10 ـ 81 الواقعة .
11 ـ 40 الزخرف . 12 ـ 115 المؤمنون .

2 ـ يطلب بها التعيين ، إذا كان السائل يعرف مضمون الجملة . أي تعيين أحد أمرين ، أو شيئين أرادهما السائل في سؤاله . وفي هذه الحالة لا بد من استعمال " أم " العاطفة المعادلة .
نحو : أحضرت إلى المدرسة راكبا أم ماشيا ؟ أمحمدا صافحت أم عليا ؟
ومنه قوله تعالى : { أالله أذن لكم أم على الله تفترون }1 .
وقوله تعالى : { أالذكرين حرم أم الأنثيين }2 .
وقوله تعالى : { أفسخر هذا أم أنتم لا تبصرون }3 .
وقوله تعالى : { أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم }4

* أسماء الاستفهام : جميعها يطلب بها التعيين ، وهو ما يقصد به طلب التصور .
" منْ " : اسم استفهام للعاقل ، مبني على السكون . نحو : من كسر الزجاج ؟ .
ومنه قوله تعالى : { من يحيي العظام وهي رميم }5 .
وقد تقرن " من " بـ " ذا " ، ويستفهم بهما معا .
نحو قوله تعالى : { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }6 .
نحو قوله تعالى : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا }7 .
و " ذا " في الموقعين السابقين اسم إشارة ، وليست موصولة . فلا يجوز أن تأتي اسما موصولا يليها موصول آخر ، إلا في حالة التوكيد المعنوي ، وهذا ليس مقامه .
" ما " : اسم استفهام مبني على السكون لغير العاقل . نحو : ما الأمر الذي اختلفتم فيه ؟
ومنه قوله تعالى : { وما تلك بيمينك يا موسى }8 .
وقوله تعالى : { قال ما خطبك }9 .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 59 يونس 2 ـ 143 الأنعام .
3 ـ 15 الطور . 4 ـ 62 الصافات .
5 ـ 255 البقرة . 6 ـ 255 البقرة .
7 ـ 245 البقرة .8 ـ 170 طه .
9 ـ 95 طه .

وقد تقرن " ما " بـ " ذا " الموصولة .
نحو قوله تعالى : { ماذا ينفقون قل العفو }1 .
وقوله تعالى : { ماذا قال ربكم }2 .
" متى " : اسم استفهام مبني على السكون يفيد الظرفية الزمانية المطلقة . أي أنه غير مححد الزمن . متى الحضور إلى الحفل ؟
ومنه قوله تعالى : { متى هذا الوعد إن كنتم صادقين }3 .
وقوله تعالى { متى هذا الفتح إن كنتم صادقين }4 .
وقوله تعالى : { وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله }5 .
وقوله تعالى : { فسينفضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو }6 .
" أيان " : اسم استفهام للزمان المستقبل ، مبني على الفتح . نحو : أيان اللقاء الختامي ؟
ومنه قوله تعالى : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها }7 .
وقوله تعالى : { يسأل أيان يوم القيامة }8 .
وقوله تعالى : { يسألون أيان يوم الدين } 9 .
" أين " : اسم استفهام مني على الفتح يدل على المكان . نحو : أين تسافرون هذا الصيف ؟
ومنه قوله تعلى : { فأين تذهبون }10 .
وقوله تعالى : { يقول الإنسان يومئذ أين المفر }11 .
وقوله تعالى : { أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون }12 .
وقوله تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تساقّون فيهم }13 .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 219 البقرة . 2 ـ 23 سبأ .
3 ـ 48 يونس . 4 ـ 28 السجدة .
5 ـ 214 البقرة .6 ـ 51 الإسراء .
7 ـ 187 الأعراف . 8 ـ 6 القيامة .
9 ـ 62 الذاريات . 10 ـ 26 التكوير .
11 ـ 10 القيامة . 12 ـ 22 الأنعام .
13 ـ 27 النمل .

" كيف " : اسم استفهام مبني على الفتح ، لتعيين الحال . نحو : كيف حالك ؟
ومنه قوله تعالى : { وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله }1 .
وقوله تعالى : { كيف كان عاقبة المجرمين }2 .
وقوله تعالى : { وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض }3 .
وقوله تعالى : { وكيف تصبر على ما لم تحط به صبرا }4 .
" كم " اسم استفهام مبني على السكون ، يفيد العدد . نحو : كم ريالا معك ؟
ومنه قوله تعالى : { قال كم لبث }5 .
وقوله تعالى : { قال قائل منهم كم لبثم }6 .
وقوله تعالى { قال كم لبثم في الأرض عدد سنين }7 .
" أنَّى " اسم استفهام مبني على السكون ، يفيد الزمان والمكان ، وذلك حسب ما يقتضيه السياق .
مثال الزمان : أني تسافرون ؟
ومنه قوله تعالى " { لا إله إلا هو فأنى تصدقون }8 .
فجاءت " أنى " بمعنى " متى " والتقدير : متى تصدقون .
ومنه قوله تعالى : { فأنى يبصرون }9 .
ومثال دلالتها على المكان قولنا : أنى لك هذا ؟
ومنه قوله تعالى : { قلتم أنى هذا }10 .
والتقدير : من أين هذا ، وقد دل عليه الجواب بتعيين المكان في تكملة الآية .
قال تعالى : { قل هو من عند أنفسكم }11 .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 101 آل عمران . 2 ـ 83 الأعراف .
3 ـ 21 النساء . 4 ـ 69 الكهف .
5 ـ 259 البقرة . 6 ـ 19 الكهف .
7 ـ 112 المؤمنون . 8 ـ 6 الزمر . 9 ـ 66 يس .
10 ، 11 ـ 165 آل عمران .

وقد تأتي " أنى " للحال .
كقوله تعالى على لسان مريم : { قالت أنى يكون لي غلام }1 .
والتقدير : كيف يكون لي غلام .
" أيُّ " : اسم استفهام يطلب به التعيين لما يضاف إليه " تعيين التمييز " .
نحو : أي نوع من الفاكهة اشتريت ؟
ومنه قوله تعالى : { فبأي آلاء ربك تتمارى }2 .
وقوله تعالى : { من أي شيء خلقه }3.
وقوله تعالى : { فأي الفريقين أحق بالأمن }4 .
وقوله تعالى : { بأي ذنب قتلت }5 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 19 مريم . 2 ـ 55 الرحمن .
3 ـ 18 عبس . 4 ـ 81 الأنعام .
5 ـ 9 التكوير .

المعاني المجازية للاستفهام ( أغراض الاستفهام ودلالاته )

لقد أوضحنا المعنى الحقيقي لأدوات الاستفهام ، وهو طلب العلم بالشيء ، أو فهمه ، ولكن هناك معان مجازية بلاغية نذكرها أيضا للإفادة منها .
1 ـ الاستفهام الإنكاري . كقوله تعالى : { أغير الله اتخذ وليا }1 .
2 ـ الاستفهام التوبيخي . كقوله تعالى : { أعجلتم أمر ربكم }2 .
3 ـ الاستفهام التقريري . نحو : أأنت كسرت الزجاج .
ومنه قوله تعالى : { أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون }3 .
والمقصود بالتقرير : حمل السامع على الإقرار بصدور الفعل .
4 ـ الاستفهام التحكمي . نحو قوله تعالى : { أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا }4 .
5 ـ الاستفهام التنبيهي . كقوله تعالى : { فأين تذهبون }5 .
6 ـ الاستفهام التحقيري .
نحو قوله تعالى : { ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين مَن فرعون }6 .
وذلك بفتح ميم " مَن " ورفع " فرعون " في قراءة ابن عباس .
أما في قراءة الجمهور فهي " مِن " بكسر الميم على اعتبارها جار ومجرور ، وعلى ذلك لا استفهام فيها .
7 ـ الاستفهام التعجبي . نحو قوله تعالى : { ما لي لا ارى الهدهد }7 .
فالله جل جلاله يستفهم متعجبا على لسان سيدنا سليمان عن عدم رؤيته للهدهد عندما جمعهم لأمر من الأمور .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 14 الأنعام . 2 ـ 150 الأعراف .
3 ـ 82 المؤمنون . 4 ـ 87 هود .
5 ـ 26 التكوير . 6ـ 30 ، 31 الدخان .
7 ـ 20 النمل .

أجوبة الاستفهام والحروف المستخدمة فيها
الاستفهام المثبت والاستفهام المنفي :
أولا ـ أجوبة الاستفهام المثبت :
1 ـ إذا كان الاستفهام يطلب به معرفة مضمون الجملة ، لأن السائل يجهله ، سواء أكان الاستفهام بـ " هل " .
كقوله تعالى : { هل أتاك حديث الغاشية }1 .
وقوله تعالى : { فهل أنتم شاكرون }2 .
أم كان الاستفهام بـ " الهمزة " .
نحو قوله تعالى : { أاتخذ من دونه آلهة }3 .
وقوله تعالى : { أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد }4 .
فالجواب حينئذ : " نعم " في الإثبات ، و " لا " في النفي .
فتقول على سبيل المثال : نعم نحن شاكرون ، ونعم اتخذ من دونه آلهة .
أو تقول في حالة النفي : لسنا شاكرين ، أو لم اتخذ من دونه آلهة .
2 ـ أما إذا كان الاستفهام يطلب به التعيين ، فلا يحتاج الجواب إلى استخدام حروف الإجابة ، وإنما يكون الجواب بتعيين أحد الشيئين اللذين يسأل عنهما السائل ، أو بتعيين الأمر المستفسر عنه . نحو : أتفضل قراءة الشعر أم النثر ؟
وتكون الإجابة بتعيين أحد الشيئين المذكورين في السؤال ، إما الشعر ، أو النثر .
وأما تعيين الشيء المستفسر عنه .
كقوله تعالى : { قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله }5 .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 1 الغاشية . 2 ـ 3 ق .
3 ـ 23 يس . 4 ـ 259 البقرة .
5 ـ 37 آل عمران .

ثانيا ـ أجوبة الاستفهام المنفي :
ذكرنا آنفا أن الاستفهام المنفي ، هو الاستفهام المثبت في حد ذاته ، ولكنه يأتي بعد أداة الاستفهام ، حرف نفي ، أو ما يدل على النفي .
والجواب حينئذ يكون " بلى " في الإثبات ، و " نعم " منفية في النفي .
نحو قوله تعالى : { وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى }1 .
وقوله تعالى : { قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي }2 .
وقوله تعالى : { قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربك }3 .
ومثال النفي : ألم تتأخر عن طابور الصباح ؟ الجواب : نعم لم أتأخر .
ألست مذنبا ؟ الجواب : نعن لست مذنبا .
تنبيه : يرادف " نعم " من أحرف أجوبة الاستفهام " أجل " ، و " جير " التي للقسم ، وإي .
نحو : هل ستشترك في المسابقة ؟ الجواب : أجل سأشترك .
ومثال " جير " قول امرئ القيس :
لم تفعلوا فعل آل حنظلة إنهم جير بئسما ائتمروا
ومنه قولهم : هل أكرمك محمد ؟ فتقول : جير لقد أكرمني .
ومثال " إي " ـ بكسر الهمزة ، وسكون الياء ـ وتأتي دائما قبل القسم .
قوله تعالى : { ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي }4 .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 172 الأعراف . 2 ـ 260 البقرة .
3 ـ 30 الأنعام . 4 ـ 53 يوسف .

إعراب أدوات الاستفهام

أولا ـ هل والهمزة : حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب .
ثانيا ـ بقية أدوات الاستفهام : كلها مبنية ، ولها محل من الإعراب سنوضحه فيما بعد ، ما عدا
" أي " فهي معربة لأنها تضاف إلى مفرد ، وهي على النحو التالي :

* " أي " :
1 ـ تعرب مبتدأ إذا تلاها فعل لازم .
نحو قوله تعالى : {أيُّ الحزبين أحصى }1 .
الإعراب : أي : اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، وهو مضاف ، الحزبين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى .
أحصى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقدير: هو يعود على الحزبين . " 2 " والجملة الفعلية في محل رفع خبر .

ـ أو تلاها فعل متعد استوفى مفعوله . نحو : أيُّ الطلاب كتب الدرس .
الإعراب : أي : اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، الطلاب : مضاف إليه .
كتب : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازا ، تقديره : هو .
الدرس : مفعول به منصوب بالفتحة . والجملة الفعلية في محل رفع خبر .

ـ أو خلت الجملة من الفعل لازما كان ، أو متعديا .
نحو قوله تعالى : { أي شيء أكبر شهادة }3 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 12 الكهف .
2 ـ أعرب بعض النحاة ومنهم أبو علي الفارسي والزمخشري " أحصى " فعلا ماضيا ، لأن بناء اسم التفضيل من غير الثلاثي ليس بقياس ، كما أن إعراب " أمدا " يحتاج إلى متعلق ، وهو الفعل أحصى ، ولا يصح أن يتعلق باسم التفضيل ، لأن اسم التفضيل لا يعمل . وقد أعربة الزجاج والتبريزي اسم تفضيل .
3 ـ 19 الأنعام .

الإعراب : أي : اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وشيء : مضاف إليه .
أكبر : خبر مرفوع بالضمة . شهادة : تمييز منصوب بالفتحة .

2 ـ إذا جاء بعدها فعل لازم ، وأضيفت إلى مصدر الفعل ، تعرب مفعولا مطلقا .
نحو قوله تعالى : { أيَّ منقلب ينقلبون }1 .
أي : مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، وهي مضاف .
منقلب : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
ينقلبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

3 ـ تعرب خبرا إذا تلاها فعلا ناسخا . نحو : أيا كنت من زملائك ؟
أيا : خبر لكان مقدم عليها ، منصوب بالفتحة .
كنت : كان الناقصة ، واسمها .
من زملائك : جار ومجرور متعلقان بـ " أيا " ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

4 ـ وإذا سبقها حرف جر فهي اسم مجرور . نحو : لأي سبب عاقبت التلميذ ؟
ومنه قوله تعالى : { فبأي آلاء ربكما تكذبان }2 .
فبأي : الفاء حسب ما قبلها ، بأي : جار ومجرور متعلقان بـ " تكذبان " , وأي مضاف .
آلاء : مضاف إليه ، وهو مضاف ، وربكما : مضاف إليه ، ورب مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
تكذبان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله .

* " من " : تعرب حسب موقعا من الجملة ، على النحو التالي :
1 ـ تأتي في محل رفع مبتدأ ، إذا تلاها فعل متعد استوفى مفعوله .
نحو قوله تعالى : { من يحيي العظام وهي رميم }3 .
من : أسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
ـــــــــــــــ
1 ـ 277 الشعراء . 2 ـ 31 الرحمن .
3 ـ 78 يس .

يحيي : فعل مضارع مرفوع بالضمة . والفاعل ضمير مستتر جوازا ، تقديره : هو .
العظام : مفعول به منصوب بالفتحة .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر .
وهي رميم : الواو للحال ، هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ، ورميم : خبر مرفوع . والجملة الاسمية في محل نصب حال من العظام .
ـ وتأتي مبتدأ إذا تلاها فعل لازم . نحو : من تأخر عن طابور الصباح ؟

2 ـ تأتي خبرا إذا تلاها اسم معرفة . نحو : من هذا الرجل ؟
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم .
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر .
الرجل : بدل مرفوع بالضمة .
وتأتي خبرا إذا تلاها فعل ناقص . نحو : من كان صديقك ؟
من : اسم استفهام بمني على السكون في محل رفع خبر كان مقدم عليها .
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .
صديقك : اسم كان مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

3 ـ تأتي مفعولا به . نحو : من رأيت اليوم في المدرسة ؟
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل رأى .
رأيت : فعل وفاعل .

4 ـ وتأتي في محل جر بالإضافة . نحو : كتاب من هذا ؟
كتاب : مبتدأ وهو مضاف .
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، مجرور بكسرة مقدرة .
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر .

* " ما " : لها إعراب " من " . أما كلمة " ماذا " فلها ثلاثة أوجه من الإعراب :
1 ـ أن تكون كلمة واحدة فتعرب حسب موقعها من الجملة . نحو : ماذا في الحقيبة ؟
ماذا : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ .
في الحقيبة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر .
وهكذا بقية مواقعها الإعرابية بهذا الشكل .

2 ـ أن نجعل " ذا " زائدة لا محل لها من الإعراب ، ونعرب " ما " حسب موقعها من الكلام .
نحو : ما ذا في الحقيبة ؟
ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
ذا : حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
في الحقيبة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر .

3 ـ أن جعل " ذا " اسم موصول . نحو : ما ذا في الحقيبة ؟
ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
ذا : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر " ما " .
في الحقيبة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ، لا محل له من الإعراب .
4 ـ أن نجعل " ذا " اسم إشارة في محل رفع خبر .
غير أنه يستحسن في إعراب " ماذا " الوجه الأول ، ليسه وسهولته .

* " أين " :
1 ـ تعرب دائما ظرف مكان ، مبني على الفتح في محل نصب إذا تلاها فعل .
نحو : أين أقمتم المسابقة ؟
أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بالفعل أقام .

2 ـ تعرب في محل رفع خبر إذا تلاها اسم . نحو : أين مقر عملك ؟
أين : اسم استفهام مبني على الفتح ، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . ( يلاحظ)
مقر : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، وعمل مضاف إليه ، وعمل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

* " متى " :
1 ـ اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بالفعل إذا جاء الفعل بعده . نحو : متى حضر أبوك ؟

2 ـ وتعرب في محل رفع خبر إذا تلاها اسم . نحو : متى السفر ؟

* " أيان " :
1 ـ اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف زمان متعلق بالفعل الذي يليه .
نحو : أيان تذهب إلى المدرسة ؟ ومنه قوله تعالى : { وما يشعرون أيان يبعثون }1.
وما : الواو حسب ما قبلها ، وما : نافية لا عمل لها .
يشعرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
أيان : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بالفعل يبعثون .

2 ـ يعرب في محل رفع خبر مقدم ، إذا تلاه اسم . نحو : أيان الحضور ؟
ومنه قوله تعالى : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها }2 .
يسألونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
عن الساعة : جار ومجرور متعلقان بـ " يسألون " .
أيان : اسم استفهام مبني على الفتح ، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
مرساها : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

* " كيف " : تعرب حسب موقعها من الجملة على النحو التالي :
1 ـ تكون في محل رفع خبر مقدم إذا تلاها اسم مفرد . نحو : كيف حالك ؟ وكيف أخوك ؟
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم .
حالك : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر بالإضافة .

2 ـ تأتي خبرا لكان الناقصة ، أو إحدى أخواتها ، إذا تقدمت كيف عليها . نحو : كيف كنت ؟ وكيف أصبحت ؟
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان مقدم .
ــــــــــــــــ
1 ـ 65 النمل . 2 ـ 187 الأعراف .

3 ـ وتأتي حالا إذا تلاها فعل تام . نحو : كيف وصلت ؟ وكيف جئت ؟
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال .

4 ـ وتأتي مفعولا مطلقا (1) .
نحو قوله تعالى : { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل }2 .
وقوله تعالى : { كيف يحيي الأرض بعد موتها }3 .

* " أنّى " : تعرب إعراب " كيف " تماما .
نحو : أنّى أخوك ؟ وأنّى كنت ؟ وأنّى وصلت ؟
فهي في المثال الأول في محل رفع خبر مقدم . وفي الثاني في محل نصب خبر كان مقدم ، وفي الثالث في محل نصب حال .

* " كم " :
1 ـ اسم استفهام مبهم يحتاج إلى إيضاح ، ولا يوضح إبهامه إلا التمييز الذي يليه ، ويكون مفردا منصوبا ، وتعرب كم مبتدأ .
نحو : كم طالبا في الفصل ؟ وكم طالبا حضر .
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
طالبا : تمييز مفرد منصوب بالفتحة .
في الفصل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر .

2 ـ أما إذا سبقت " كم " بحرف جر ، فيجوز في التمييز النصب وهو الأكثر ، أو الجر وهو الأقل .
نحو : بكم ريالا اشتريت الكتاب ؟ أو : بكم ريالٍ اشتريت الكتاب ؟
بكم : الباء حرف جر، وكم اسم استفهام مبني على السكون في محل جر .
ريال : تمييز مفرد منصوب بالفتحة ، على أحد الوجوه ، وهو الأحسن .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ البرهان في علوم القرآن ج4 ص332 .
2 ـ 45 الفرقان . 3 ـ 50 الروم .

أو : ريال تمييز مفرد مجرور بـ " من " المضمرة وجوبا ، لدخول حرف الجر على " كم " ، على الوجه الآخر ، وهو الأقل . والله أعلم .
اشتريت : فعل وفاعل . الكتاب : مفعول به منصوب .

3 ـ تأتي ظرفا للزمان ، أو المكان ، حسب نوع تمييزها الظرفي .
نحو : كم ساعة درست ؟ وكم ميلا قطعت ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية .
ساعة : تمييز منصوب بالفتحة .
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان .
ميلا : تمييز منصوب بالفتحة .

4 ـ تأتي مفعولا به ، إذا تلاها فعل متعد ولم يستوف مفعوله . نحو : كم كتابا قرأت ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به .
كتابا : تمييز منصوب بالفتحة . وقرأت : فعل وفاعل .

5 ـ وتأتي مفعولا مطلقا إذا كان تمييزها مصدرا . نحو : كم ضربة ضربته ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق .
ضربة : تمييز منصوب بالفتحة .
ضربته : فعل وفاعل ومفعول به .

6 ـ وتأتي " كم " في محل رفع خبر مقدم ، إذا تلاها اسم مضاف لما بعده ، وتمييزها حينئذ يكون مقدرا . نحو : كم مالك ؟ كم عدد أسرتك ؟
كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم .
مالك : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وتمييزها مقدر ، وتقدير الكلام : كم ريالا مالك ؟ وكم فردا عدد أسرتك ؟ والله أعلم .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الثالث
أسلوب القسم
نوع من أنواع أساليب التوكيد .
مكوناته :
يتكون من : أداة القسم ، والمقسم به ، والمقسم عليه ، وهو ما يسمى جواب القسم .
نحو : والله لأعطفنَّ على اليتيم .
ونحو : أيمن الله لأساعدنْ المحتاج .
أدواته : تنقسم أدوات القسم إلى ثلاثة أقسام هي :
1 ـ الحروف ، وهي : الباء ، الواو ، التاء . وعملها الجر ، ولا محل لها من الإعراب .
2 ـ الأسماء ، وهي : عمْر ، وأيمن ، ويمين .
3 ـ الأفعال ، وهي : أحلفُ ، وحلفَ ، وأقسمُ ، وقسمَ .
أولا ـ الحروف :
1 ـ الباء : تدخل على لفظ الجلالة " الله " ، كما تدخل على جميع الأسماء الظاهرة والمضمرة .
مثال دخولها على لفظ الجلالة : بالله لا تهمل واجباتك .
ونحو : بالله لن نتوانى عن نصرة المظلوم .
ومثال دخولها على الاسم الظاهر قول زهير بن أبي سلمى :
وأقسمت بالبيت الذي طاف حوله رجال بنوه من قريش وجرهم
فقد دخلت الباء على كلمة " البيت " وهو اسم ظاهر في قوله " بالبيت " .
ومثال دخولها على المضمر قول عمر بن يربوع :
رأى برقا فأوضع فوق بكر فلا بك ما أسال وما أغاما
ودخلت هنا على الضمير وهو " كاف " الخطاب في قوله " بك " .
2 ـ الواو : وتدخل على لفظ الجلالة " الله " ، كما تدخل على الأسماء الظاهرة فقط ، ولا يجوز ذكر فعل القسم معها .
نحو : والله لأتصدقن بما أستطيع .
ولا يصح أن نقول : أقسم والله لأقولن الصدق .
3 ـ التاء : وتختص بالدخول على لفظ الجلالة فقط ، ولا يجوز ذكر فعل القسم معها .
نحو : تالله لأناضلن من أجل تحرير فلسطين .
ولا يصح أن نقول : أقسم تالله لأناضلن .
ثانيا ـ الأسماء وهي : عمْر ، وأيمن ، ويمين .
نحو قول ذي الأصبع العدواني :
إني لعمرك ما بي بذي غلق عن الصديق ولا خيري بممنون
فقد أقسم الشاعر بالاسم " لعمرك " .
ثالثا ـ الأفعال : أحلف ، وحلف ، وأقسم ، وقسم .
نحو قول النابغة الذبياني :
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء المرء لله مذهب
فقد أقسم الشاعر بالفعل " حلفت " .
جملة القسم :
تنقسم جملة القسم الكبرى ، ـ ونعني بالكبرى : الجملة المشتملة على جملة القسم ، وجملة الجواب ، لأن مجموع الجملتين يطلق عليه جملة القسم الكبرى ـ إلى نوعين :
1 ـ جملة القسم الفعلية :
وهي المبدوءة بفعل . نحو : أقسم بالله أن أحافظ على مقدرات الوطن .
2 ـ جملة القسم الاسمية :
وهي المبدوءة باسم ، وتنقسم إلى نوعين :
أ ـ الجملة المبدوءة باسم مختص بالقسم ، كيمين ، وأيمن الله ، ولعمرك .
نحو : أيمن الله لن أقصر في خدمة بلادي .
ب ـ الجملة المبدوءة باسم غير مختص بالقسم .
نحو : عهد الله لأوفينك حقك .

أقسام القسم وأجوبته :
ينقسم القسم إلى نوعين : القسم الطلبي ، والقسم الخبري .
أولا ـ القسم الطلبي :
هو كل قسم يكون جوابه الأمر ، أو النهي ، أو الاستفهام ، أو ما كان جوابه مبدوءا بـ " أن " أو ، " لا " ، أو " ما " .
مثال الأمر : بالله لتكونن بارا بوالديك .
النهي : يمين الله لا تقاطعنا .
الاستفهام : لعمرك هل زرت القاهرة ؟
مثال أن : حلفت عليم أن تزورنا غدا .
مثال لا قول الشاعر :
أمرتك الله إلا ما ذكرت لنا هل كنت جارتنا أيام ذي سلم
مثال لما : ناشدتك الله لما تأخرت عن زيارتنا ؟

ثانيا القسم الخبري :
هو القسم الذي يأتي جوابه مؤكدا بالتالي :
1 ـ بـ " إنَّ " المشددة المكسورة الهمزة .
نحو : والله إن الساكت عن الحق شيطان أخرس .
أو بـ " إنَّ " واللام ، ويراعى في الحالتين أن تكون الجملة اسمية مثبتة .
نحو : والله إن الساكت عن الحق لشيطان أخرس .
فإن كانت الجملة منفية فلا يؤكد .
نحو : والله ما خالد بمهمل ولا محمد .
ونحو : اقسم بالله لا فوز إلا بمثابرة .
ونحو : تالله إن أنت كسولا .
2 ـ إذا كان القسم جملة فعلية مثبتة فعلها ماض أُكَّـد الجواب بـ " قد واللام " ، أو بـ " قد " وحدها .
نحو : والله لقد حضرت مبكرا .
ونحو : والله قد حقق المتسابقون طموحنا .
فإذا كان القسم جملة فعلية فعلها مضارع مثبت مستقبل متصل بلام القسم أُكـّد بنون التوكيد الثقيلة ، أو الخفيفة .
نحو قوله تعالى : { وتالله لأكيدنَّ أصنامكم }1 .
ونحو : والله لأفعلنْ كل ما يرضي وجه الله .
فإذا انفصل بين الفعل ولام القسم بفاصل امتنع توكيد الفعل .
نحو قوله تعالى : { ولسوف يعطيك ربك فترضى }2 .
وكذلك إذا دل الفعل على الحال ، أو كان منفيا فلا يؤكد بالنون .
نحو : والله لنحتفل الآن بفوزكم .
ونحو : والله لن يضيع حق وراءه مطالب .
ومنه قوله تعالى : { لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم }3 .

اجتماع الشرط والقسم
قد يجتمع الشرط والقسم في أسلوب واحد ، فإذا اجتمعا كان الجواب للمتقدم منهما .
ففي نحو : إن بذلت مزيدا من الجهد يتحقق نجاحك بإذن الله .
نجد أن الجواب للشرط ، حيث جاء مضارعا مجزوما وهو الفعل " يتحقق " .
وفي نحو : والله إن بذلت مزيدا من الجهد إن نجاحك لمحقق بإذن الله .
نجد أن الجواب للقسم ، حيث جاء جملة مثبتة مؤكدة بإنَّ واللام ، وهي :
" إن نجاحك لمحقق بإذن الله " .
ـــــــــــــــ
1 ـ 57 الأنبياء . 2 ـ 5 الضحى .
3 ـ 12 الحشر .

فائدة :
إذا تقدم على الشرط والقسم المجتمعين في أسلوب واحد اسم يحتاج إلى خبر ، فالغالب أن يكون الجواب للشرط ، سواء أكان مقدما على القسم ، أم كان مؤخرا عنه .
نحو : يوسف إن اجتهد والله يتفوقْ .
ونحو : محمد والله إن اجتهد يتفوقْ .
تلاحظ من المثالين السابقين أن الجواب في كلا الحالتين كان للشرط ، وهو الفعل " يتفوقْ " المجزوم وعلامة جزمه السكون .

توكيد الفعل بالنون
لتوكيد الأفعال نونان أحداهما مشددة ومبنية على الفتح ، وتسمى نون التوكيد الثقيلة ، والأخرى مخففة ومبنية على السكون ، وتسمى نون التوكيد الخفيفة .
نحو قوله تعالى ، وقد وردت النونان فيه : { ليسجننَّ وليكونًا من الصاغرين }1 .
فالنون في " يسجننَّ " نون التوكيد الثقيلة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والفعل " يسجنن " : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود على يوسف .
والنون في " ليكوننْ " نون التوكيد الخفيفة ، وهي حرف مبني على السكونلا محل لها من الإعراب ، والفعل " يكونن " : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، واسم يكون ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .

أحكام نوني التوكيد مع الأفعال :
لنوني التوكيد أحكام مع الأفعال وهي على النحو التالي :
1 ـ الفعل الماضي :
يمتنع توكيد الفعل الماضي بالنون مطلقا ، لأن زمن وقوعه قد فات ، وما فات
ــــــــــــ
1 ـ 32 يوسف .

لا يعاد . نقول : حضر المسؤول إلى عمله مبكرا .
دون اتصال الفعل : " حضر " بإحدى نوني التوكيد .
2 ـ الفعل الأمر :
يجوز توكيده بالنون دائما ، لدلالته على الطلبية .
نقول : ساعدن الضعيف ، أو ساعد الضعيف .

3 ـ الفعل المضارع :
لتوكيد المضارع ثلاثة أحكام هي :
أولا ـ يجب توكيده بالنون الثقيلة ، أو الخفيفة : إذا وقع جوابا للقسم ، وكان مثبتا مستقبلا متصلا بلامه .
نحو : والله لأكونن محقا للحق .
ومنه قوله تعالى : { تالله لأكيدن أصنامكم }1 .
وقوله تعالى : { فلنولينك قبلة ترضاها }2 .
وقوله تعالى : { لنصدقَنَّ ولنكونَنَّ من الصالحين }3 .
وقوله تعالى : { ولتجدنَّهم أحرص الناس على حياة }4 .
ومنه قول الشاعر :
لاستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر

ثانيا ـ التوكيد الجائز القريب من الواجب : الواقع بعد إمَّا الشرطية .
ونحو : إما تجتهدن في دراستك تتفوق . أو : إما تجتهد في دراستك تتفوق .
ومنه قوله تعالى : { وإمّا نُرينَّك بعض الذي نعدهم أو نتوفينَّك }5 .
وقوله تعالى : { وإما تخافنَّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء }6 .
ومنه قوله تعالى : { فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى }7 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 57 الأنبياء . 2 ـ 144 البقرة . 3 ـ 75 التوبة .
4 ـ 96 البقرة . 5 ـ 46 يونس .
6 ـ 58 الأنفال . 7 ـ 38 البقرة .

ويلاحظ من الآيات السابقة أن الفعل الواقع بعد " إن " الشرطية المُؤكدة بـ " ما " الزائدة يغلب عليه التوكيد بالنون لذلك اعتبرناه قريبا من الواجب .

* ـ التوكيد الجائز جوازا كثيرا : وذلك إذا كان طلبيا متصلا بالتالي :
1 ـ بلام الأمر :
نحو : لتفعلن الخير ما دمت قادرا .
أو : لفعل الخير ما دمت قادرا .
2 ـ بلا الناهية :
نحو : لا تؤجلن عمل اليوم إلى الغد .
أو : لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد .
ومنه قوله تعالى : { ولا تحسبنَّ الله غافلا عما يعمل الظالمون }1 .
وقوله تعالى : { لا يغرنَّك تقلب الذين كفروا في البلاد }2 .
ومنه قول الشاعر :
إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظننَّ أن الليث يبتسم
* أو يسبق بما يدل على الطلب .
1 ـ بالاستفهام : نحو : هل تسافرن معي ؟ أو : هل تسافر معي ؟
ومنه قوله تعالى : { هل يُذهبنَّ كيدُه ما يغيظ }3 .
ومنه قول جميل بثينة :
ويا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد
وقول امرئ القيس :
قالت فُطَيمة حلَّ شِعْرَك مَدْحَهَ أفبعدَ كندةَ تمدحَنَّ قَبِيلا
ــــــــــــ
1 ـ 42 إبراهيم . 2 ـ 196 آل عمران .
3 ـ 15 الحج .

2 ـ بالتمني : نحو : ليتك تبكرن في الحضور . أو : ليتك تبكر في الحضور .
ومنه قول الشاعر :
فليتك يومَ الوغى تَرَيِنَّني لكي تعلمي أنِّي امرؤٌ بكِ هائم
3 ـ الترجي : نحو : لعل محمدا يفوزن بالجائزة . أو لعل محمدا يفوز بالجائزة .
4 ـ العرض : نحو : ألا تتصدقن على الفقير . أو : ألا تتصدق على الفقير .
5 ـ التحضيض : نحو : هلا تجتهدن في دراستك . أو : هلا تجتهد في دراستك .

* جائز التوكيد جوازا قليلا : وهو ما جاء بعد " لا ولم " النافيتين ، و " ما " الزائدة ، وبقية أدوات الشرط غير " إمَّا " .
مثال " لا " : أكره الرياء ولا أرضين به . أو : اكره الرياء ولا أرضى به .
ومنه قوله تعالى : { واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة }1 .
وقول الشاعر :
لا يبعُدَنْ قومي الذين همو سُم العداة وآفة الجوُزُزِ
ومثال " لم " النافية الجازمة قول أبي حيان الفقعسي :
يحسبه الجاهل ما لم يعْلَما شيخا على كرسيّهِ مُعَمّضما
ومثال " ما " الزائدة قول حاتم الطائي :
قليلا به ما يحْمَدنَّكَ وارث إذا نال مما كنت تجمعُ مَغْنَما
ومثال " من " الشرطية قول الشاعر :
من تَثْقَفنْ منهم فليس بآئب أبدا وقتل بني قتيبةَ شافِي
ومثال " مهما " الشرطية قول الكميث الهاشمي :
فمهما تشأ منه فزارة تُعطِكم ومهما تشأ منه فزارة تمنعا
ـــــــــــــ
1 ـ 25 الأنفال .

ثالثا ـ يمتنع توكيده :
إذا وقع جوابا للقسم ، ومكان منفيا ، أو حاليا ، أو مفصولا عن لامه بفاصل ، أو لم يكن جوابا للقسم ، أو لم يكن مما يجوز توكيده .
مثال الأول : تالله لن انتظرك بعد اليوم ، والله لا أسامحك على فعلتك .
ومثال الثاني : والله لأذهب الآن إلى مكة .
ومثال الثالث قوله تعالى : { ولسوف يعطيك ربك فترضى }1 .
ومثال الرابع قوله تعالى : { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين }2 .
ومثال الخامس : قوله تعالى : { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام }3 .

* ما يطرأ على الأفعال المضارعة المسندة إلى ضمائر الرفع البارزة بعد توكيدها بالنون .
1 ـ الأفعال المسندة إلى ألف الاثنين ، تحذف منها نون الرفع لتوالي الأمثال ، ثم تحرك نون التوكيد بالكسر لوقوعها بعد الألف .
نحو : ليجلسَانِّ ، ليخشيَانِّ ، ليرجُوَانِّ ، ليعطيَانِّ .
2 ـ الأفعال المسندة إلى واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة ، تحذف منها نون الرفع لتوالي الأمثال " لالتقاء النونات " ، كما تحذف واو الجماعة ، وياء المخاطبة لالتقاء الساكنين " الواو ونون التوكيد ، و " الياء ونون التوكيد " ، وتبقى الضمة دليلا على الواو ، والكسرة دليلا على الياء .
نحو : تكتبون + ن …. لتكتبُونّنَّ …. لتكتبُونَّ …. لتكتبُنَّ .
تكتبين + ن …. لتكتبِينَنَّ …. لتكتبِينَّ …. لتكتبِنَّ .
أما الفعل المعتل الآخر بالألف تحذف لامه لالتقاء الساكنين : الألف وواو الجماعة ،
ـــــــــــــ
1 ـ 5 الضحى .1 ـ 222 البقرة .
2 ـ 34 لقمان .

أو الألف والياء المخاطبة ، وتحذف النون لتوالي الأمثال " نون الرفع ونون التوكيد " ،وتبقى معه واو الجماعة وتحرك بالضمة ، كما تبقى ياء المخاطبة ، وتحرك بالكسر ، ولم تحذف الواو ، أو الياء لأنه لا دليل عليهما إن حذفتا .
نحو : يرضى + ون …. يرضَون …. يرضَون + نَّ …. ليرضَوُنَّ .
يرضى + ين …. تسعَينَ …. تسعينَ + نَّ …. لتسعَيِنَّ .
3 ـ الأفعال المسندة إلى نون النسوة ، يفرق فيها بين نون الرفع ، وبين نون التوكيد بألف تسمى " الألف الفارقة " ثم تحرك نون التوكيد بالكسر .
نحو : ليلعبْنَانِّ ، ليسعيْنَانِّ ، ليدعوْنَانِّ ، ليرميْنَانِّ .
4 ـ أفعال الأمر المبنية على حذف حرف العلة ، والأفعال المضارعة المجزومة وعلامة جزمها حذف حرف العلة أيضا ، عند توكيدها بالنون يرد أليها المحذوف ، ويفتح إن كان المحذوف واوا ، أو ياء ، وتقلب إلى ياء مفتوحة إن كان المحذوف ألفا .
نحو : ادعُ + نَّ …. ادعُوَنَّ . لم يدعُ + نَّ …. لم يدعُوَنَّ .
اجرِ + نَّ …. اجرِيَنَّ . لا تجرِ + نَّ …. لا تجرِيَنَّ .
اخشَ + نَّ …. اخشيَنَّ . لتخشَ + نَّ …. لتخشيَنَّ .

وهذه جداول توضيحية لتوكيد الأفعال بالنون :
جدول رقم 1
توكيد الأفعال بالنون دون إسنادها إلى ضمائر الرفع البارزة
الفعل
نوعه
توكيده بالنون
إعرابه وما يطرأ عليه من تغيير
يلعب
صحيح الآخر
يلعبنَّ
مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد
يسعى
معتل الآخر بالألف
يسعيَنَّ
1ـ قلب ألف العلة ياء مفتوحة
2 ـ زيادة نون التوكيد .
3 ـ بناء الفعل على الفتح .
تدعو
معتل الآخر بالواو
تدعُوَنَّ
يبنى الفعل على الفتح .
يرمي
معتل الآخر بالياء
يرمِيَنَّ
يبنى الفعل على الفتح .
جدول رقم 2
إسناد الفعل الأمر المبني على حذف الآخر .
الفعل
نوعه
توكيده بالنون
إعرابه وما يطرأ عليه من تغيير
اضرب
مبني على السكون.
اضربَنْ
مبني على الفتح
اسع
مبني على حذف حرف العلة .
اسعين
1 ـ ردت ألفه وقلبت ياء مفتوحة .
2 ـ مبني على الفتح .
ادع
مبني على حذف حرف العلة .
ادعوَنْ
1 ـ ردت الواو مع فتحها .
2 ـ مبني على الفتح .
ارم
مبني على حذف حرف العلة .
ارميَنْ
1 ـ ردت الياء مع الفتح .
2 ـ مبني على الفتح .
جدول رقم 3
إسناد الفعل المضارع المجزوم ، وعلامة جزمه حف الآخر
الفعل
نوعه
توكيد بالنون
إعرابه وما يطرأ عليه من تغيير
لم يضربْ
مجزوم بالسكون
لم يضربَنْ
مبني على الفتح في محل جزم .
لم يسعَ
مجزوم بحذف حرف العلة
لم يسعيَنْ
1 ـ ردت ألفه المحذوفة وقلبت ياء مفتوحة . 2 ـ مبني على الفتح في محل جزم .
لا تدعُ
مجزوم وعلامته حذف حرف العلة
لا تدعوَنْ
1 ـ ردت الواو مع فتحها .
2 ـ مبني على الفتح في محل جزم .
لا ترمِ
مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة
لا ترميَنْ
1 ـ ردت ياؤه مع فتحها .
2 ـ مبني على الفتح في محل جزم .
جدول رقم 4
توكيد الأفعال بالنون بعد إسنادها إلى ضمائر الرفع البارزة
الضمير
الفعل الصحيح
المعتل الآخر بالألف
المعتل الآخر بالواو
المعتل الآخر بالياء
ألف الاثنين
يكتبان
ليكتبانِّ
يسعيان
ليسعيانَّ
يغدوان
ليغدوان
يرميان
ليرميانَّ
واو الجماعة
يكتبون
ليكتُبُنَّ
يسعوْنَ
ليسعَوُنَّ
يغدون
ليغدُنَّ
يرمون
ليرمُنَّ
ياء المخاطبة
تكتبين
لتكتُبِنَّ
تسعَيْن
لتسعَيِنَّ
تغدين
لتغدِنَّ
ترمين
لترمِنَّ
نون النسوة
يكتبن
ليكتبنانِّ
يسعَيْنَ
ليسعينانَّ
يغدون
لتغدونانَّ
يرمين
ليرمينانِّ
وهذه بعض الشواهد على توكيد الأفعال بالنون بعد اتصالها بالواو ، والياء والألف سواء أكانت تلك الضمائر محذوفة ، أو غير محذوفة :
قال تعالى : { ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون }1 .
وقال تعالى : { لتبلَوُنَّ في أموالكم وأنفسكم }2 .
وقال تعالى : { وليسئَلُنَّ يوم القيامة }3 .
وقال تعالى : { فإما تريِنَّ من البشر أحد }4 .
ومنه قول الشاعر :
قالت لها أختها تعاتبها لا تفسدِنَّ الطواف في هذر
ومنه قوله تعالى : { ولا تتبعانِّ سبيل الذين لا يعلمون }5 .

تنبيهات وفوائد :
1 ـ إذا أكد الفعل المضارع المسند إلى ألف الاثنين ، أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة بنون التوكيد لا يبنى ، وإنما يكون معربا بثبوت النون المحذوفة في حالة الرفع لتوالي الأمثال ، أو بحذفها في حالتي النصب ، أو الجزم .
ـــــــــــــ
1 ـ 102 آل عمران . 2 ـ 186 آل عمران .
3 ـ 13 العنكبوت . 4 ـ 26 مريم .
5 ـ 89 يونس .

2 ـ إذا أكد المضارع المسند إلى نون النسوة وجب الفصل بين النونين بألف زائدة كما ذكرنا سابقا ، ويكون الفعل في هذه الحالة مبنيا على السكون لاتصاله بنون النسوة .
3 ـ يبقى الفعل المضارع المبني على الفتح ، أو على السكون محافظا على محل إعرابه الأصلي من رفع ، أو نصب ، أو جزم . مثال الرفع : هل يقرأن التلميذ الدرس .
يقرأن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل رفع .
ومنه قوله تعالى : { واللائي يئسنَ من المحيض }1 .
يئسن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل رفع .
ومثال النصب : لعل المسافر لن يتأخرن .
يتأخرن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، في محل نصب .
ونحو : الطالبات لن يهملن الواجبات .
يهملن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب .
ومثال الجزم : ليت أخاك لم يخبرنك بما حدث .
يخبرنك : فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم .
ونحو : الفائزات لم يتسلمن الجوائز .
يتسلمن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل جزم .
4 ـ لا تقع نون التوكيد الخفيفة بعد ألف الاثنين ، ولا بعد نون النسوة .
فلا يقال : والله لتجلساننْ . ولا : لتجلسننْ .
أما بعد واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة فلا يمنع من وقوعها مانع .
نحو : هل تسافرونَنْ . وهل تكتبينَنْ .
5 ـ تحذف النون الخفيفة إذا وليها ساكن لكراهة اجتماع ساكنين في الكلمة .
ففي نحو : اعمل الواجب .
الأصل : اعملنْ الواجب ، ولكن لأن نون التوكيد الخفيفة ساكنة في الأصل ، وأل التعريف ساكنة أيضا تحذف النون فرارا من التقاء الساكنين .
ــــــــــــ
6 ـ 4 الطلاق .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الرابع
الإغراء والتحذير

تعريف الإغراء :
هو نصب الاسم المحبب عمله بفعل محذوف وجوبا تقديره الزم ، أو ما في معناه ، باعتباره مفعولا به .
نحو : الكفاح الكفاح فهو طريق التحرر .
الاجتهاد والنجاح فإنهما السبيل إلى الفوز .
تعريف التحذير :
هو نصب الاسم المكروه عملة بفعل محذوف تقديره احذر ، أو ما في معناه ، باعتباره مفعولا به .
نحو : الكسل الكسل هو طريق الفشل .
الكسل والرسوب إنهما السبيل إلى التأخر .
صور الإغراء والتحذير :
للإغراء والتحذير صورتان هما :
1 ـ التكرار ، والفعل معه واجب الحذف .
نحو : البكور البكور ، والفوز الفوز ، والاجتهاد الاجتهاد .
ونحو : الكسل الكسل ، الإهمال الإهمال ، الكذب الكذب .
ومنه قول مسكين الدارمي :
أخاك أخاك إنَّ من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح
2 ـ العطف : ويقصد به عطف اسم مفرد على آخر ، والفعل معه واجب الحذف أيضا .
نحو : الجد والاجتهاد ، الكفاح والنضال .
ونحو : الكسل والإهمال . الغش والخيانة .
ومن صور التحذير أن يكون المحذر منه ضمير النصب المنفصل " إياك " العائد على المخاطب وزمرته ، ويكون إما مكررا ، أو معطوفا عليه ، أو يكون الاسم الذي يليه مجرورا بمن ، أو مصدرا مؤولا .
نحو : إياك إياك . إياك والإهمال . إياكم من السمنة . إياكن أن تتأخرن .
وأصل هذه الصورة : أحذرك ، وأحذرك والإهمال ، وباعدوا من السمنة ، واحذرن من أن تتأخرن .
ومن شواهد المكرر قول الشاعر :
أخاك أخاك فهو أجل ذُخر إذا نابتك نائبة الزمان
ومنه قول الآخر :
فإياك إياك المراء فإنه إلى الشر دعَّـاء وللشر جالب
إياك : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب بفعل محذوف تقديره : قِ أو احذر .
وإياك الثانية توكيد لفظي مبني على الفتح في محل نصب .
ومن شواهد المعطوف عليه قوله تعالى : { ناقة الله وسقياها }1 .
ومنه قول الشاعر :
فإياك والأمر الذي إن توسعت موارده ضاقت عليك المصادر
والعطف في هذه الصورة من باب عطف الجمل على الجمل .
فإياك والإهمال نعربها على النحو التالي :
إياك : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره : قِ ، أو احفظ .
والإهمال : الواو حرف عطف ، الإهمال : مفعول به لفعل محذوف تقديره : احذر ، والمعطوف جملة : احذر الإهمال ، والمعطوف عليه : قِ نفسك .
لأن أصل التركيب : قِ نفسك ، واحذر الإهمال .
وقد يأتي المحذر منه غير مسبوق بحرف العطف .
نحو : إياك إياك الخيانة .
ومن شواهد المصدر المؤول الذي يلي إياك ولم يسبق بحر العطف قول الشاعر :
إياك أن تعظ الرجال وقد أصبحت محتاجا إلى الوعظ
فائدة : ذكرنا سابقا أن حكم المحذر منه النصب باعتباره مفعولا به ، وعامله فعل محذوف وجوبا في كل الصور التي ذكرنا آنفا ، غير أنه قد يحذف الفعل جوازا إذا كان المحذر منه مفردا ، وهذه الصورة ضعيفة ، بل ذكر بعض النحاة أنها خروج عن الأصل .
نحو : الكفاح فإنه الطريق إلى تحرير الوطن .
ونحو : الكذب فإنه سبب كل المعاصي .
والتقدير : الزم الكفاح . واحذر الكذب .
ومنه قول الشاعر :
أخاك الذي إن تدعه لملمة يجبك كما تبغي ويكفيك من بغى
الشاهد قوله : أخاك ، حثت جاء بها الشاعر منصوبة على الإغراء بفعل محذوف ، غير مكررة ، ولا متعاطفة . والتقدير : الزم أخاك .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الخامس
أسلوب التعجب

تعريفه :
تعبير كلامي يدل على الدهشة والاستغراب ، عن الشعور الداخلي للإنسان عند انفعاله حين يستعظم أمرا نادرا ، أو صفة في شيء ما قد خفي سببها .
نحو : ما أعظم التضحية ، وأعظم بالفضيلة .
وما أجمل السماء ، وأجمل بالسماء .
ومنه قوله تعالى : { فما أصبرهم على النار }1 .
وقول الشاعر :
فما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل
أنواع الأساليب التعجبية :
للتعجب صيغ كثيرة منها السماعي ، ومنها القياسي :
أولا ـ أساليب التعجب السماعية :
هي الأساليب التي وضعت في الأصل لغير التعجب ، والتي لا وزن ، أو قاعدة قياسية لها ، ولكنها تدل عليه بالاستعمال المجازي ، ولا علاقة لها أصلا به ، وألفاظها لا تدل عليه صراحة ، وإنما دلت عليه دلالة عارضة عن طريق النطق بها مجازا .
ومن تلك الأساليب الآتي :
1 ـ استعمال المصدر " سبحان " مضافا إلى لفظ الجلالة لإظهار التعجب والدهشة .
نحو : سبحان الله .
فسبحان الله بلفظها ومعناها وضعت أصلا للدعاء والعبادة ، تم استخدمت في التعجب على غير الأصل .
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " سبحان الله ! !
إن المؤمن لا ينجس حيا ، ولا ميتا " .
ومنه قولهم : لله دره فارسا . أو : لله دره من فارس .
ـــــــــــــــ
1 ـ 175 البقرة .

ومنه قول عمرو بن العاص عن عمر بن الخطاب :
" لله در ابن حنتمة أيَّ رجل كان ! ! " .
2 ـ ما ورد عن العرب قولهم : " لله أنت من رجل " .
فالنسبة المخاطب لله لا تدل على التعجب ، ولكن لورود هذا الأسلوب غالبا في مواقف الإعجاب والدهشة أفاد معنى التعجب .
3 ـ الاستفهام الذي تضمن معنى التعجب .
نحو قوله تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم }1 .
فكلمة " كيف " بلفظها ومعناها تفيد في الأصل الاستفهام ، ولكنها في هذا المقام دلت على التعجب دلالة عارضة على سبيل المجاز .
4 ـ استعمال صيغة النداء " وهو ما يعرف بالنداء التعجبي " :
كقول الشاعر :
فيالك من ليل كأن نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذبل
5 ـ استعمال اسم فعل الأمر . كقول الشاعر :
واها لسلمى ثم واها واها ! !

ثانيا ـ صيغ التعجب القياسية :
ويقصد بصيغ التعجب القياسية : تلك الصيغ التي وضعها الصرفيون لتدل بلفظها ومعناها على التعجب والدهشة ، وهما صيغتان :
1 ـ ما أفعله . نحو : ما أكرم العرب ، وما أعظم الإسلام .
2 ـ أفعل به . نحو : أكرم بالعرب ، وأعظم بالإسلام .

تركيب صيغ التعجب :
ما أفعله : تتركب هذه الصيغة من مكونات ثلاثة هي :
ما التعجبية ، وفعل التعجب ، والمتعجب منه .
ــــــــــــ
1 ـ 28 البقرة .
أ ـ ما : نكرة تامة بمعنى " شيء " ، ولكنه شيء عظيم ، فهي في قوة الموصوفة ، لذلك صح الابتداء بها .
ب ـ فعل التعجب : فعل ماض جامد لا يتصرف ، مثله مثل بقية الأفعال الجامدة " ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " ، وغيرها .
فإذا دخلت عليه نون الوقاية تقول : ما أكرمني ، وما أحوجني إلى المساعدة .
وما أفقرني إلى عفو الله . وما إلى ذلك .
وفيه ضمير يعود على " ما " التي هي أداة التعجب ، والجملة كلها بعد " ما " في محل رفع خبر .
ج ـ المتعجب منه : وهو الاسم المنصوب الواقع مفعولا به بعد فعل التعجب .
نحو : ما أعذب الشعر . وما أروعه . وما أجبن العدو ، وما أقبح النفاق .
فالشعر ، وضمير هاء الغائب ، والعدو ، والنفاق كلها ألفاظ متعجب منها ، وقد جاء مكملة للجملة الفعلية ، وحكمها النصب دائما على أنها مفاعيل بها .
أفعل به : وتتكون هذه الصيغة أيضا من مكونات ثلاثة هي :
فعل التعجب ، والباء ، والمتعجب منه .
أ ـ فعل التعجب : هو فعل ماض مبني على السكون ، جاء على صيغة الأمر .
ومن خلال التعريف السابق يلاحظ أن لفعل التعجب " أفعل " صورتين هما :
1 ـ أن يعرب هو نفسه على أنه فعل أمر مبني على السكون .
2 ـ أن يعرب ما بعده على تقدير أنه فعل ماض .
ب ـ الباء : حرف جر زائد ، والاسم المتصل بها مجرور لفظا مرفوع محلا على لأنه فاعل .
ج ـ المتعجب من : وهو الاسم المتصل بحرف الجر الزائد لذلك يعرب مجرورا لفظا ، مرفوعا على المحل لأنه فاعل لفعل التعجب باعتباره فعلا ماضيا .
ويقال إن الهمزة في الأفعال الماضية تقديرا للصيرورة ، فإذا قلنا :
أعذبْ بالقرآن أدبا وتهذيبا . كان أصلها تقديرا :
أعذبَ القرانُ أدبا وتهذيبا . ومعناها : صار القرآن ذا عذب أدبا وتهذيبا .
ونحو : أجملْ بالطبيعة ماءً وخضرة . كان أصلها : أجملَ الطبيعةُ ماءً وخضرة .
ومعناها : صارت الطبيعة ذا جمالٍ ماءً وخضرة .

شروط التعجب بصيغتي ما أفعله ، وأفعل به .
أولا ـ يتم التعجب من الفعل مباشرة بالشروط الآتية :
1 ـ إذا كان الفعل ثلاثيا ، مثل جَمُلَ ، وكرم ، وحسن ، وطيب ، وضرب ، وكفر .
2 ـ أن يكون تاما غير ناقص ، فلا يكون من أخوات كان ، أو كاد ، أو ما يقوم مقامها .
3 ـ مثبتا غير منفي ، فلا يكون مثل : ما علم ، ولا ينسى ، ولا يخشى ، ولم يفعل .
4 ـ أن يكون مبنيا للمعلوم .
5 ـ أن يكون تام التصرف ، غير جامد ، فلا يكون مثل : نعم وبئس ، وليس ، وعسى ونحوها .
6 ـ قابلا للتفاوت ، أي : أن يصح الفعل للمفاضلة بالزيادة والنقصان ، فلا يكون مثل : مات ، وغرق ، وعمى ، وفني ، ونظائرها .
7 ـ ألا يكون الوصف منه على وزن " أفعل فعلاء " ، مثل : عرج ، وعور ، وحمر ، وكتع ، وخضر ، فالوصف من الألفاظ السابقة على وزن أفعل ومؤنثه فعلاء فنقول : أعرج عرجاء ، وأعور عوراء ، وأحمر حمراء ، وأكتع كتعاء ، وأخضر خضراء .
فإذا استوفى الفعل الشروط السابقة تعجبنا منه على الصيغتين المذكورتين مباشرة ، أي : بدون وساطة .
نحو : ما أطيب الهواء . وأطيب بالهواء .
وما أعذب الماء . وأعذب بالماء .
ومنه قوله تعالى : { قتل الإنسان ما أكفره }1 .
ــــــــــــــ
1 ـ 17 عبس .
ومنه قول الشاعر :
أعظم بأيام الشباب نضارة يا ليت أيام الشباب تعود
ثانيا ـ أما إذا افتقد الفعل شرطا من الشروط السابقة ، فلا يصح التعجب منه مباشرة ، وإنما نتعجب منه بوساطة على النحو التالي :
1 ـ إذا كان الفعل زائدا على ثلاثة أحرف ، مثل دحرج ، وبعثر ، وانتصر ، وانكسر ، واستعمل ، واستعان .
2 ـ أو كان ناقصا غير تام ، مثل : كان ، وأصبح ، وأضحى ، وكاد وأوشك .
3 ـ أو كان الوصف منه على وزن أفعل فعلاء ، وذلك فيما دل من الأفعال على لون ، أو عيب ، أو حلية مثل : أصفر ، وأعور ، وأهيف .
فإننا نتعجب من الأفعال السابقة وما شابهها بصورة غير مباشرة ، وذلك بأن نستعين بأفعال مساعدة مستوفية للشروط التي ذكرناها آنفا في الفعل الثلاثي ، ونأخذ منها صيغة " ما أفعله ، أو أفعل به " ، ثم نأتي بمصدر الفعل الذي نريد التعجب منه سواء أكان المصدر صريحا ، أم مؤولا .
ومن الأفعال المساعدة على وزن ما أفعله : ما أجمل ، ما أعظم ، ما أحسن ، ما أكبر ، ما أصغر ، ما أشد ، ما أكثر ، ما أحب .
ومنها على وزن أفعل به : أجمل به ، وأعظم به ، وأحسن به ، وأكبر به ، وأصغر به ، وأشدد به ، وأكثر به ، وأحبب به .

كيفية عملية التعجب :
1 ـ الفعل المستوفي الشروط . مثل : كرم ، نقول : ما أكرم العرب .
وأكرم بالعرب .
ومنه قول الشاعر :
أعزز بنا وأكف إن دعينا يوما إلى نصرة من يلينا
2 ـ الفعل المزيد : مثل : تدحرج ، اندحر ، استعمل ، استعان .
لا يصح التعجب من الأفعال السابقة مباشرة ، وللتعجب منها نتبع الآتي :
نأتي بفعل مساعد على الصيغة المطلوبة مما ذكرنا في القائمة السابقة ، أو ما شابهها ،
وليكن الفعل : أعظم ، ثم ، نأتي بالمصدر الصريح ، أو المؤول من الفعل (1) .
ويتم تركيب الجملة كالآتي :
ما أعظم تدحرج هذه الصخرة . ما أعظم أن تتدحرج هذه الصخرة .
وأعظم بتدحرج هذه الصخرة . وأعظم بأن تتدحرج هذه الصخرة .
ومنه : ما أفضل استعمال السواك . وما أفضل أن تستعمل السواك .
وأفضل باستعمال السواك . وأفضل بأن تستعمل السواك .
3 ـ الفعل الناقص . مثل : كان ، وأصبح ، وكاد .
نتبع في التعجب منه ما اتخذناه مع الفعل المزيد ، فإذا أردنا أن تعجب من الفعل أصبح نقول : ما أجمل إصباح السماء صافية . وما أجمل أن تصبح السماء صافية .
وأجمل بإصباح السماء صافية . وأجمل بأن تصبح السماء صافية .
4 ـ وكذلك إذا كان الوصف من الفعل على وزن أفعل فعلاء ، تعجبنا منه بوساطة الفعل المساعد ، والمصدر الصريح ، أو المؤول من الفعل الذي نريد التعجب منه .
ومن الأفعال التي يكون الوصف منها على أفعل فعلاء :
حَمُرَ : للدلالة على لون . وعرج : للدلالة على عيب . وهيف : للدلالة على حلية .
وعند التعجب من تلك الأفعال نقول :
ما أشد حمرة البلح . وما أشد أن يحمر البلح .
وأشدد بحمرة البلح . وأشدد بأن يحمر البلح .
5 ـ وإذا كان الفعل مبنيا للمجهول ، أو منفيا ، تعجبنا من بوساطة الفعل المساعد والمصدر المؤول فقط من الفعل الذي نريد التعجب منه .
ـــــــــــــــ

1 ـ المصدر الصريح : ما كان مشتقا من لفظ الفعل مباشرة للدلالة على الحدث .
مثل : تدحرج : تدحرجا ، اندحر : اندحارا ، استعمل : استعمالا . . .
والمصدر المؤول : وهو ما كان مكونا من أن المصدرية والفعل المضارع ، أو ما المصدرية والفعل الماضي . نحو : أن يتدحرج ، أو ما تدحرج .

والفعل المبني للمجهول مثل : يُقال ، يُباع ، يُعاد ، يُساء .
عند التعجب منه نقول : ما أعظم أن يُقال الحق . وأعظم بأن يقال الحق .
والفعل المنفي مثل : لا ينسى ، لا يخشى .
نحو : ما أجمل ألاّ ينسى الرجل وطنه . وأجمل بألاّ ينسى الرجل وطنه .
6 ـ وإذا كان الفعل غير قابل للتفاوت ، أو جامدا فلا يصح التعجب منه مطلقا .
لأن الفعل إذا كان معناه غير قابل للتفاوت فإنه لا يصلح للمفاضلة بين الشيئين لا بالزيادة ، ولا بالنقصان ، ولأن الفعل الجامد لا يتصرف ، وما لا يتصرف لا نستطيع أن نأخذ من الصيغة المطلوبة .

العلاقة بين مكونات صيغتي التعجب :
الأصل في صيغتي التعجب مجيئهما على الترتيب الذي رأيناه في الأمثلة السابقة ، فلا يتقدم عليهما معمولهما ، كما لا يصح أن يفصل فاصل بين " ما " وفعل التعجب ، ولا بين فعل التعجب والمتعجب منه .
غير أن هناك بعض الاستدراكات وهي على النحو التالي :
1 ـ يجوز الفصل بين " ما " التعجبية وفعل التعجب بـ " كان " الزائدة .
نحو : ما كان أصبر المناضلين على أذى اليهود .
وما كان أقوى شعبنا إذا وحّد صفوفه من جديد .
ومنه قول امرئ القيس :
أرى أم عمر دمعها قد تحدرا بكاء على عمرو وما كان أصبرا
2 ـ جواز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالجار والمجرور .
نحو قول العرب : " ما أحسن بالرجل أن يصدق ، وما أقبح به أن يكذب .
ومنه قول عمرو بن معد يكرب عن بني سليم : " لله در بني سليم ما أحسن في الهيجا
لقاءها ، وأكرم في اللزبات عطاءها ، وأثبت في المكرمات بقاءها " .
ومنه قول الشاعر :
خليلي ما أحرى بذي اللب أن يُرى صبورا ولكن لا سبيل إلى الصبر
الشاهد قوله : ما أحرى بذي اللب أن يرى صبورا .
حيث فصل بين فعل التعجب ، والمتعجب منه بالجار والمجرور " بذي " .
3 ـ جواز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالظرف .
نحو : ما أقوى لحظة الفراق المؤمن على الصبر .
وما أفضل بعد الصلاة الدعاء .
ومنه قول معن بن أوس :
أقيم بدار الحزم ما دام حزمها وأحر إذا حالت بأن أتحولا
الشاهد قوله : وأحر إذا حالت بأن يتحولا .
حيث فصل بين فعل التعجب " أحر " وبين المتعجب منه " بأن أتحولا " بالظرف " إذا " .
4 ـ يجوز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالنداء .
نحو : ما أنبل ـ يا محمدُ ـ أخلاقك .
التعلق بفعل التعجب :
1 ـ إذا تعلق بفعل التعجب مجرور هو فاعل في المعنى جُر بإلى ، لا يكون ذلك إلا في حب ، أو بغض .
نحو : ما أحب الصادق إلى قلبي .
وما أبغض الكاذب إلى نفسي .
فالمجرور بإلى في الجملة الأولى كلمة " القلب " وهو الفاعل في المعنى ، لأنه هو الذي يحب الصادق .
والمجرور في الجملة الثانية كلمة " النفس " وهو الفاعل في المعنى ، لأنه هو الذي يبغض الكاذب .
2 ـ إذا تعلق بفعل التعجب مجرور هو مفعول به في المعنى جر باللام .
نحو : ما أحب المثقف للقراءة .
وما أبغض المخلص للخيانة .
فالقراءة في المثال الأول مفعول به في المعنى ، لأن المثقف يحبها .
والخيانة في المثال الثاني مفعول به في المعنى ، لأن المخلص يبغضها .
3 ـ وإذا كان الفعل الذي تريد أن تتعجب منه يدل على علم ، أو جهل ، أو ما
في معناهما جررت المفعول به بالباء .
نحو : ما أعلمه بأحوال الشعوب .
وما أعرفه بالحق .
وما أبصره بالدين .
وما أجهله بمكارم الأخلاق .
والأصل : يعلم أحوال الشعوب ، ويعرف الحق ، ويبصر الدين .
ويجهل مكارم الأخلاق .
4 ـ إذا كان فعل التعجب متعديا في الأصل بحرف الجر ، أبقيت مفعوله مجرورا ، ويبقى الاستعمال كما هو .
نحو : ما أقساني على الخائن .
وما أرضاني عن المخلص .
وما أشد تمسكي بالصدق .
وما أسرع استجابتي إلى الحق .
والأصل : أقسو على الخائن ، وأرضى عن الحق .
وأتمسك بالصدق ، وأستجيب إلى الحق .
5 ـ لا يجوز حذف حرف الجر في صيغة " أفعل به " ، إلا إذا كان المتعجب منه مصدرا مؤولا مسبوقا بأنْ ، أو أنَّ .
نحو : أحبب إلى أسرتي أن أتفوق .
وإعرابها : أحبب : فعل ماض جامد مبني على السكون جاء على صورة الأمر .
إلى أسرتي : جار ومجرور متعلقان بالفعل أحبب .
أن أتفوق : أن حرف مصدري ونصب ، أتفوق فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل أحبب . والأصل : أحبب إلى أسرتي بأن أتفوق .
ومنه : ما أحرى بالطالب أن يكون مجتهدا .
وأخلق بالمعلم أن يكون قدوة لطلابه .
ومنه قول العباس بن مرداس :
وقال نبي المسلمين تقدموا وأحبب إلينا أن تكون المقدما
ومنه قول الآخر :
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

إعراب أسلوب التعجب :
ما أجمل السماء
ما : تعجبية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .
أجمل : فعل ماض جامد مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على ما .
السماء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " ما " .
أجمل بالسماء
أجملْ : فعل ماض جامد مبني على السكون جاء على صورة الأمر .
بالسماء : الباء حرف جر زائد ، والسماء فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .


النداء التعجبي

من أساليب التعجب ما يعرف في اللغة بالنداء التعجبي وهو يجري مجرى أسلوب الاستغاثة مع فارق في المعنى .
يتكون النداء التعجبي من " يا " التي هي حرف نداء وتعجب ، ولا يستعمل غيرها من أحرف النداء لهذه الغاية ، ومن المنادى المتعجب منه على أن يكون مجرورا باللام المفتوحة ، وقد تحذف تلك اللام أحيانا ، وله ما للمنادى من أحكام إعرابية .
نحو : يا لَهدوء البحر ، ويا لصفاء السماء ، ويا لرقة الهواء .
ومنه قولهم : يا للهول ، ويا للفاجعة .
ونحو : يا جمال الطبية ، ويا عبق أنسامها .

فوائد وتنبيهات :
1 ـ يجوز التعجب من الأفعال التي لا يصح التعجب منها مطلقا إذا أريد بها معنى غير المعنى الحقيقي الذي جرت العادة على استعماله ، كالفعل " مات " .
نقول : ما أموت الرجل . إذا أريد بالموت معنى البلادة .
2 ـ ويجوز التعجب من بعض الأفعال بطريقة مباشرة مع أنها لم تستوف الشروط اللازمة . فنقول في بعض الأفعال المزيدة : ما أتقى عليّا . وما أعطاه .
3 ـ يجوز في حالات نادرة حذف المتعجب منه من صيغتي التعجب ، إذا كان الكلام واضحا بدونه ، ويفهم من سياقه ن وغالبا ما يكون هذا في الشعر .
كقول علي بن أبي طالب :
جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم لدى الروع قوما ما أعز وأكرما
ومنه قول الشاعر :
فذلك إن يلق المنية يلقها حميدا وإن يستغن يوما فأجدِرِ
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الخامس
أسلوب التعجب

تعريفه :
تعبير كلامي يدل على الدهشة والاستغراب ، عن الشعور الداخلي للإنسان عند انفعاله حين يستعظم أمرا نادرا ، أو صفة في شيء ما قد خفي سببها .
نحو : ما أعظم التضحية ، وأعظم بالفضيلة .
وما أجمل السماء ، وأجمل بالسماء .
ومنه قوله تعالى : { فما أصبرهم على النار }1 .
وقول الشاعر :
فما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل
أنواع الأساليب التعجبية :
للتعجب صيغ كثيرة منها السماعي ، ومنها القياسي :
أولا ـ أساليب التعجب السماعية :
هي الأساليب التي وضعت في الأصل لغير التعجب ، والتي لا وزن ، أو قاعدة قياسية لها ، ولكنها تدل عليه بالاستعمال المجازي ، ولا علاقة لها أصلا به ، وألفاظها لا تدل عليه صراحة ، وإنما دلت عليه دلالة عارضة عن طريق النطق بها مجازا .
ومن تلك الأساليب الآتي :
1 ـ استعمال المصدر " سبحان " مضافا إلى لفظ الجلالة لإظهار التعجب والدهشة .
نحو : سبحان الله .
فسبحان الله بلفظها ومعناها وضعت أصلا للدعاء والعبادة ، تم استخدمت في التعجب على غير الأصل .
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " سبحان الله ! !
إن المؤمن لا ينجس حيا ، ولا ميتا " .
ومنه قولهم : لله دره فارسا . أو : لله دره من فارس .
ـــــــــــــــ
1 ـ 175 البقرة .

ومنه قول عمرو بن العاص عن عمر بن الخطاب :
" لله در ابن حنتمة أيَّ رجل كان ! ! " .
2 ـ ما ورد عن العرب قولهم : " لله أنت من رجل " .
فالنسبة المخاطب لله لا تدل على التعجب ، ولكن لورود هذا الأسلوب غالبا في مواقف الإعجاب والدهشة أفاد معنى التعجب .
3 ـ الاستفهام الذي تضمن معنى التعجب .
نحو قوله تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم }1 .
فكلمة " كيف " بلفظها ومعناها تفيد في الأصل الاستفهام ، ولكنها في هذا المقام دلت على التعجب دلالة عارضة على سبيل المجاز .
4 ـ استعمال صيغة النداء " وهو ما يعرف بالنداء التعجبي " :
كقول الشاعر :
فيالك من ليل كأن نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذبل
5 ـ استعمال اسم فعل الأمر . كقول الشاعر :
واها لسلمى ثم واها واها ! !

ثانيا ـ صيغ التعجب القياسية :
ويقصد بصيغ التعجب القياسية : تلك الصيغ التي وضعها الصرفيون لتدل بلفظها ومعناها على التعجب والدهشة ، وهما صيغتان :
1 ـ ما أفعله . نحو : ما أكرم العرب ، وما أعظم الإسلام .
2 ـ أفعل به . نحو : أكرم بالعرب ، وأعظم بالإسلام .

تركيب صيغ التعجب :
ما أفعله : تتركب هذه الصيغة من مكونات ثلاثة هي :
ما التعجبية ، وفعل التعجب ، والمتعجب منه .
ــــــــــــ
1 ـ 28 البقرة .
أ ـ ما : نكرة تامة بمعنى " شيء " ، ولكنه شيء عظيم ، فهي في قوة الموصوفة ، لذلك صح الابتداء بها .
ب ـ فعل التعجب : فعل ماض جامد لا يتصرف ، مثله مثل بقية الأفعال الجامدة " ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " ، وغيرها .
فإذا دخلت عليه نون الوقاية تقول : ما أكرمني ، وما أحوجني إلى المساعدة .
وما أفقرني إلى عفو الله . وما إلى ذلك .
وفيه ضمير يعود على " ما " التي هي أداة التعجب ، والجملة كلها بعد " ما " في محل رفع خبر .
ج ـ المتعجب منه : وهو الاسم المنصوب الواقع مفعولا به بعد فعل التعجب .
نحو : ما أعذب الشعر . وما أروعه . وما أجبن العدو ، وما أقبح النفاق .
فالشعر ، وضمير هاء الغائب ، والعدو ، والنفاق كلها ألفاظ متعجب منها ، وقد جاء مكملة للجملة الفعلية ، وحكمها النصب دائما على أنها مفاعيل بها .
أفعل به : وتتكون هذه الصيغة أيضا من مكونات ثلاثة هي :
فعل التعجب ، والباء ، والمتعجب منه .
أ ـ فعل التعجب : هو فعل ماض مبني على السكون ، جاء على صيغة الأمر .
ومن خلال التعريف السابق يلاحظ أن لفعل التعجب " أفعل " صورتين هما :
1 ـ أن يعرب هو نفسه على أنه فعل أمر مبني على السكون .
2 ـ أن يعرب ما بعده على تقدير أنه فعل ماض .
ب ـ الباء : حرف جر زائد ، والاسم المتصل بها مجرور لفظا مرفوع محلا على لأنه فاعل .
ج ـ المتعجب من : وهو الاسم المتصل بحرف الجر الزائد لذلك يعرب مجرورا لفظا ، مرفوعا على المحل لأنه فاعل لفعل التعجب باعتباره فعلا ماضيا .
ويقال إن الهمزة في الأفعال الماضية تقديرا للصيرورة ، فإذا قلنا :
أعذبْ بالقرآن أدبا وتهذيبا . كان أصلها تقديرا :
أعذبَ القرانُ أدبا وتهذيبا . ومعناها : صار القرآن ذا عذب أدبا وتهذيبا .
ونحو : أجملْ بالطبيعة ماءً وخضرة . كان أصلها : أجملَ الطبيعةُ ماءً وخضرة .
ومعناها : صارت الطبيعة ذا جمالٍ ماءً وخضرة .

شروط التعجب بصيغتي ما أفعله ، وأفعل به .
أولا ـ يتم التعجب من الفعل مباشرة بالشروط الآتية :
1 ـ إذا كان الفعل ثلاثيا ، مثل جَمُلَ ، وكرم ، وحسن ، وطيب ، وضرب ، وكفر .
2 ـ أن يكون تاما غير ناقص ، فلا يكون من أخوات كان ، أو كاد ، أو ما يقوم مقامها .
3 ـ مثبتا غير منفي ، فلا يكون مثل : ما علم ، ولا ينسى ، ولا يخشى ، ولم يفعل .
4 ـ أن يكون مبنيا للمعلوم .
5 ـ أن يكون تام التصرف ، غير جامد ، فلا يكون مثل : نعم وبئس ، وليس ، وعسى ونحوها .
6 ـ قابلا للتفاوت ، أي : أن يصح الفعل للمفاضلة بالزيادة والنقصان ، فلا يكون مثل : مات ، وغرق ، وعمى ، وفني ، ونظائرها .
7 ـ ألا يكون الوصف منه على وزن " أفعل فعلاء " ، مثل : عرج ، وعور ، وحمر ، وكتع ، وخضر ، فالوصف من الألفاظ السابقة على وزن أفعل ومؤنثه فعلاء فنقول : أعرج عرجاء ، وأعور عوراء ، وأحمر حمراء ، وأكتع كتعاء ، وأخضر خضراء .
فإذا استوفى الفعل الشروط السابقة تعجبنا منه على الصيغتين المذكورتين مباشرة ، أي : بدون وساطة .
نحو : ما أطيب الهواء . وأطيب بالهواء .
وما أعذب الماء . وأعذب بالماء .
ومنه قوله تعالى : { قتل الإنسان ما أكفره }1 .
ــــــــــــــ
1 ـ 17 عبس .
ومنه قول الشاعر :
أعظم بأيام الشباب نضارة يا ليت أيام الشباب تعود
ثانيا ـ أما إذا افتقد الفعل شرطا من الشروط السابقة ، فلا يصح التعجب منه مباشرة ، وإنما نتعجب منه بوساطة على النحو التالي :
1 ـ إذا كان الفعل زائدا على ثلاثة أحرف ، مثل دحرج ، وبعثر ، وانتصر ، وانكسر ، واستعمل ، واستعان .
2 ـ أو كان ناقصا غير تام ، مثل : كان ، وأصبح ، وأضحى ، وكاد وأوشك .
3 ـ أو كان الوصف منه على وزن أفعل فعلاء ، وذلك فيما دل من الأفعال على لون ، أو عيب ، أو حلية مثل : أصفر ، وأعور ، وأهيف .
فإننا نتعجب من الأفعال السابقة وما شابهها بصورة غير مباشرة ، وذلك بأن نستعين بأفعال مساعدة مستوفية للشروط التي ذكرناها آنفا في الفعل الثلاثي ، ونأخذ منها صيغة " ما أفعله ، أو أفعل به " ، ثم نأتي بمصدر الفعل الذي نريد التعجب منه سواء أكان المصدر صريحا ، أم مؤولا .
ومن الأفعال المساعدة على وزن ما أفعله : ما أجمل ، ما أعظم ، ما أحسن ، ما أكبر ، ما أصغر ، ما أشد ، ما أكثر ، ما أحب .
ومنها على وزن أفعل به : أجمل به ، وأعظم به ، وأحسن به ، وأكبر به ، وأصغر به ، وأشدد به ، وأكثر به ، وأحبب به .

كيفية عملية التعجب :
1 ـ الفعل المستوفي الشروط . مثل : كرم ، نقول : ما أكرم العرب .
وأكرم بالعرب .
ومنه قول الشاعر :
أعزز بنا وأكف إن دعينا يوما إلى نصرة من يلينا
2 ـ الفعل المزيد : مثل : تدحرج ، اندحر ، استعمل ، استعان .
لا يصح التعجب من الأفعال السابقة مباشرة ، وللتعجب منها نتبع الآتي :
نأتي بفعل مساعد على الصيغة المطلوبة مما ذكرنا في القائمة السابقة ، أو ما شابهها ،
وليكن الفعل : أعظم ، ثم ، نأتي بالمصدر الصريح ، أو المؤول من الفعل (1) .
ويتم تركيب الجملة كالآتي :
ما أعظم تدحرج هذه الصخرة . ما أعظم أن تتدحرج هذه الصخرة .
وأعظم بتدحرج هذه الصخرة . وأعظم بأن تتدحرج هذه الصخرة .
ومنه : ما أفضل استعمال السواك . وما أفضل أن تستعمل السواك .
وأفضل باستعمال السواك . وأفضل بأن تستعمل السواك .
3 ـ الفعل الناقص . مثل : كان ، وأصبح ، وكاد .
نتبع في التعجب منه ما اتخذناه مع الفعل المزيد ، فإذا أردنا أن تعجب من الفعل أصبح نقول : ما أجمل إصباح السماء صافية . وما أجمل أن تصبح السماء صافية .
وأجمل بإصباح السماء صافية . وأجمل بأن تصبح السماء صافية .
4 ـ وكذلك إذا كان الوصف من الفعل على وزن أفعل فعلاء ، تعجبنا منه بوساطة الفعل المساعد ، والمصدر الصريح ، أو المؤول من الفعل الذي نريد التعجب منه .
ومن الأفعال التي يكون الوصف منها على أفعل فعلاء :
حَمُرَ : للدلالة على لون . وعرج : للدلالة على عيب . وهيف : للدلالة على حلية .
وعند التعجب من تلك الأفعال نقول :
ما أشد حمرة البلح . وما أشد أن يحمر البلح .
وأشدد بحمرة البلح . وأشدد بأن يحمر البلح .
5 ـ وإذا كان الفعل مبنيا للمجهول ، أو منفيا ، تعجبنا من بوساطة الفعل المساعد والمصدر المؤول فقط من الفعل الذي نريد التعجب منه .
ـــــــــــــــ

1 ـ المصدر الصريح : ما كان مشتقا من لفظ الفعل مباشرة للدلالة على الحدث .
مثل : تدحرج : تدحرجا ، اندحر : اندحارا ، استعمل : استعمالا . . .
والمصدر المؤول : وهو ما كان مكونا من أن المصدرية والفعل المضارع ، أو ما المصدرية والفعل الماضي . نحو : أن يتدحرج ، أو ما تدحرج .

والفعل المبني للمجهول مثل : يُقال ، يُباع ، يُعاد ، يُساء .
عند التعجب منه نقول : ما أعظم أن يُقال الحق . وأعظم بأن يقال الحق .
والفعل المنفي مثل : لا ينسى ، لا يخشى .
نحو : ما أجمل ألاّ ينسى الرجل وطنه . وأجمل بألاّ ينسى الرجل وطنه .
6 ـ وإذا كان الفعل غير قابل للتفاوت ، أو جامدا فلا يصح التعجب منه مطلقا .
لأن الفعل إذا كان معناه غير قابل للتفاوت فإنه لا يصلح للمفاضلة بين الشيئين لا بالزيادة ، ولا بالنقصان ، ولأن الفعل الجامد لا يتصرف ، وما لا يتصرف لا نستطيع أن نأخذ من الصيغة المطلوبة .

العلاقة بين مكونات صيغتي التعجب :
الأصل في صيغتي التعجب مجيئهما على الترتيب الذي رأيناه في الأمثلة السابقة ، فلا يتقدم عليهما معمولهما ، كما لا يصح أن يفصل فاصل بين " ما " وفعل التعجب ، ولا بين فعل التعجب والمتعجب منه .
غير أن هناك بعض الاستدراكات وهي على النحو التالي :
1 ـ يجوز الفصل بين " ما " التعجبية وفعل التعجب بـ " كان " الزائدة .
نحو : ما كان أصبر المناضلين على أذى اليهود .
وما كان أقوى شعبنا إذا وحّد صفوفه من جديد .
ومنه قول امرئ القيس :
أرى أم عمر دمعها قد تحدرا بكاء على عمرو وما كان أصبرا
2 ـ جواز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالجار والمجرور .
نحو قول العرب : " ما أحسن بالرجل أن يصدق ، وما أقبح به أن يكذب .
ومنه قول عمرو بن معد يكرب عن بني سليم : " لله در بني سليم ما أحسن في الهيجا
لقاءها ، وأكرم في اللزبات عطاءها ، وأثبت في المكرمات بقاءها " .
ومنه قول الشاعر :
خليلي ما أحرى بذي اللب أن يُرى صبورا ولكن لا سبيل إلى الصبر
الشاهد قوله : ما أحرى بذي اللب أن يرى صبورا .
حيث فصل بين فعل التعجب ، والمتعجب منه بالجار والمجرور " بذي " .
3 ـ جواز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالظرف .
نحو : ما أقوى لحظة الفراق المؤمن على الصبر .
وما أفضل بعد الصلاة الدعاء .
ومنه قول معن بن أوس :
أقيم بدار الحزم ما دام حزمها وأحر إذا حالت بأن أتحولا
الشاهد قوله : وأحر إذا حالت بأن يتحولا .
حيث فصل بين فعل التعجب " أحر " وبين المتعجب منه " بأن أتحولا " بالظرف " إذا " .
4 ـ يجوز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالنداء .
نحو : ما أنبل ـ يا محمدُ ـ أخلاقك .
التعلق بفعل التعجب :
1 ـ إذا تعلق بفعل التعجب مجرور هو فاعل في المعنى جُر بإلى ، لا يكون ذلك إلا في حب ، أو بغض .
نحو : ما أحب الصادق إلى قلبي .
وما أبغض الكاذب إلى نفسي .
فالمجرور بإلى في الجملة الأولى كلمة " القلب " وهو الفاعل في المعنى ، لأنه هو الذي يحب الصادق .
والمجرور في الجملة الثانية كلمة " النفس " وهو الفاعل في المعنى ، لأنه هو الذي يبغض الكاذب .
2 ـ إذا تعلق بفعل التعجب مجرور هو مفعول به في المعنى جر باللام .
نحو : ما أحب المثقف للقراءة .
وما أبغض المخلص للخيانة .
فالقراءة في المثال الأول مفعول به في المعنى ، لأن المثقف يحبها .
والخيانة في المثال الثاني مفعول به في المعنى ، لأن المخلص يبغضها .
3 ـ وإذا كان الفعل الذي تريد أن تتعجب منه يدل على علم ، أو جهل ، أو ما
في معناهما جررت المفعول به بالباء .
نحو : ما أعلمه بأحوال الشعوب .
وما أعرفه بالحق .
وما أبصره بالدين .
وما أجهله بمكارم الأخلاق .
والأصل : يعلم أحوال الشعوب ، ويعرف الحق ، ويبصر الدين .
ويجهل مكارم الأخلاق .
4 ـ إذا كان فعل التعجب متعديا في الأصل بحرف الجر ، أبقيت مفعوله مجرورا ، ويبقى الاستعمال كما هو .
نحو : ما أقساني على الخائن .
وما أرضاني عن المخلص .
وما أشد تمسكي بالصدق .
وما أسرع استجابتي إلى الحق .
والأصل : أقسو على الخائن ، وأرضى عن الحق .
وأتمسك بالصدق ، وأستجيب إلى الحق .
5 ـ لا يجوز حذف حرف الجر في صيغة " أفعل به " ، إلا إذا كان المتعجب منه مصدرا مؤولا مسبوقا بأنْ ، أو أنَّ .
نحو : أحبب إلى أسرتي أن أتفوق .
وإعرابها : أحبب : فعل ماض جامد مبني على السكون جاء على صورة الأمر .
إلى أسرتي : جار ومجرور متعلقان بالفعل أحبب .
أن أتفوق : أن حرف مصدري ونصب ، أتفوق فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل أحبب . والأصل : أحبب إلى أسرتي بأن أتفوق .
ومنه : ما أحرى بالطالب أن يكون مجتهدا .
وأخلق بالمعلم أن يكون قدوة لطلابه .
ومنه قول العباس بن مرداس :
وقال نبي المسلمين تقدموا وأحبب إلينا أن تكون المقدما
ومنه قول الآخر :
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

إعراب أسلوب التعجب :
ما أجمل السماء
ما : تعجبية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .
أجمل : فعل ماض جامد مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على ما .
السماء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " ما " .
أجمل بالسماء
أجملْ : فعل ماض جامد مبني على السكون جاء على صورة الأمر .
بالسماء : الباء حرف جر زائد ، والسماء فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .


النداء التعجبي

من أساليب التعجب ما يعرف في اللغة بالنداء التعجبي وهو يجري مجرى أسلوب الاستغاثة مع فارق في المعنى .
يتكون النداء التعجبي من " يا " التي هي حرف نداء وتعجب ، ولا يستعمل غيرها من أحرف النداء لهذه الغاية ، ومن المنادى المتعجب منه على أن يكون مجرورا باللام المفتوحة ، وقد تحذف تلك اللام أحيانا ، وله ما للمنادى من أحكام إعرابية .
نحو : يا لَهدوء البحر ، ويا لصفاء السماء ، ويا لرقة الهواء .
ومنه قولهم : يا للهول ، ويا للفاجعة .
ونحو : يا جمال الطبية ، ويا عبق أنسامها .

فوائد وتنبيهات :
1 ـ يجوز التعجب من الأفعال التي لا يصح التعجب منها مطلقا إذا أريد بها معنى غير المعنى الحقيقي الذي جرت العادة على استعماله ، كالفعل " مات " .
نقول : ما أموت الرجل . إذا أريد بالموت معنى البلادة .
2 ـ ويجوز التعجب من بعض الأفعال بطريقة مباشرة مع أنها لم تستوف الشروط اللازمة . فنقول في بعض الأفعال المزيدة : ما أتقى عليّا . وما أعطاه .
3 ـ يجوز في حالات نادرة حذف المتعجب منه من صيغتي التعجب ، إذا كان الكلام واضحا بدونه ، ويفهم من سياقه ن وغالبا ما يكون هذا في الشعر .
كقول علي بن أبي طالب :
جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم لدى الروع قوما ما أعز وأكرما
ومنه قول الشاعر :
فذلك إن يلق المنية يلقها حميدا وإن يستغن يوما فأجدِرِ
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل السادس
أسلوب المدح والذم

من الأساليب النحوية التي استخدمها العرب للتعبير عن المدح ، أو الذم ، أسلوب " نعم وبئس " ، و " حبذا ولا حبذا " ، وغيرها من الأفعال التي تسد مسدها كـ " ساء ، وحسن ، وضعف ، وكبر " وما قام مقامها .

أولا ـ أفعال المدح :
خصص النحاة للدلالة على المدح الأفعال الآتية :
1 ـ نعم : فعل ماض جامد خصص لإنشاء المدح .
نحو : نعم الحياة الآخرة . ونعم العمل العبادة .
في المثالين السابقين يجد أن جملة المدح تكونت من فعل المدح " نعم " ، والفاعل " الحياة " في المثال الأول ، و " العمل " في المثال الثاني ، والمخصوص بالمدح وهو " الآخرة " في المثال الأول ، " والعبادة " في المثال الثاني .
ومنه قوله تعالى : { ونعم دار المتقين جنات عدن يدخلونها }1 .
2 ـ حبذا : فعل جامد خصص لإنشاء المدح ، وهو مركب مع اسم الإشارة " ذا " الذي يعرب فاعلا .
نحو : حبذا الأمانة . وحبذا الإخلاص في العمل .
حب : فعل المدح ، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعل ، والإخلاص مخصوص بالمدح .
ومنه قول الشاعر :
يا حبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كانا
ومنه قول كنزة أم شملة وقد جمعت فيه فعلي المدح والذم حبذا ، ولا حبذا :
ألا حبذا أهل الملا غير أنه إذا ذكرت ميّ فلا حبذا هيا
ـــــــــــ
1 ـ 30 النحل .

ثانيا ـ أفعال الذم :
كما خصص النحاة للدلالة على الذم الأفعال الآتية :
1 ـ بئس : فعل جامد وضع لإنشاء الذم .
نحو : بئس الخلق الخيانة . وبئس العدو إسرائيل .
بئس : فعل ماض جامد مبني على الفتح لإنشاء الذم .
الخلق : فاعل بئس مرفوع بالضمة .
الخيانة : مخصوص بالذم ، وسنتعرض لإعرابه في موضعه .
ومنه قوله تعالى : { وبئس الرفد المرفود }1 .
2 ـ لا حبذا : فعل جامد مركب من لا النافية السابقة للفعل " حب " ، وذا اسم الإشارة فاعله .
نحو : لا حبذا الإسراف . ولا حبذا الكذب .
لا حب : فعل الذم ، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعله ، والكذب مخصوص بالذم .
ومنه قول الشاعر ، وقد جمع بيت فعلي المدح والذم :
ألا حبذا عاذري في الهوى ولا حبذا الجاهل العاذل
3 ـ من الأفعال التي تلحق بئس ، ولا حبذا ، الفعل " ساء " ، وهو جامد لإنشاء الذم .
نحو قوله تعالى : { فساء مطر المنذرين }2 .
وقوله تعالى : { فساء صباح المنذرين }3 .
والمخصوص بالمدح في الآيتين محذوف تقديره في الأولى : مطرهم ، وفي الثانية : صباحهم .
ثالثا ـ هناك بعض الأفعال القياسية وضعها النحاة للدلالة على المدح ، أو الذم غير التي ذكرنا آنفا ، وهي كل فعل ثلاثي على وزن " فَعُلَ " بفتح الفاء ، وضم العين .
مثل : حَسُن ، وضعف ، وكبر ، وشرف ، وقبح ، وخبث ، وغرها .
ـــــــــــ
1 ـ 100 هود . 2 ـ 173 الشعراء .
3 ـ 177 الصافات .

نحو قوله تعالى : { وحسن أولئك رفيقا }1 .
وقوله تعالى : { ضعف الطالب والمطلوب }2 .
وقوله تعالى : { كبرت كلمة تخرج من أفواههم }3 .
وقوله تعالى : { كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تعلمون }4 .
ونحو : شرف الصديق عليّ .
ونحو : قبح الرجل أبو لهب .
ونحو : خبثت المرأةُ حمالةُ الحطب .

فاعل نعم وبئس :
لفاعل نعم وبئس أربع حالات هي :
1 ـ أ يكون معرفا بـ " أل " :
نحو : نعم الصديق الكتاب . ومنه قوله تعالى : وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل }5 .
وقوله تعالى : { نعم المولى ونعم النصير }6 .
وقوله تعالى : { والأرض فرشناها فنعم الماهدون }7 .
ومنه قول الشاعر :
نعم الفتى المريّ أنت إذا هم حضروا لدى الحجرات نارَ الموقد
فالوكيل ، والمولى ، والنصير ، والفتى ، جميها أفعال نعم معرفة بأل .
ومثال فاعل بئس : بئس القول الكذب .
ومنه قوله تعالى : { وبئس المصير }8 .
وقوله تعالى : { بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان }9 .
ـــــــــــ
1 ـ 68 النساء . 2 ـ 73 الحج .
3 ـ 5 الكهف . 4 ـ 3 الصف .
5 ـ 173 آل عمران . 6 ـ 40 الأنفال . 7 ـ 48 الذاريات .
8 ـ 126 البقرة . 9 ـ 11 الحجرات .

ومنه قول الشاعر :
والتغلبيون بئس الفحل فحلهم فحلا وأمهم زلاّء منطيق
فالمصير ، والاسم ، والفحل ، أفعال بئس معرفة بأل .
2 ـ أن يكون مضافا إلى المعرف بأل :
نحو : نعم عمل الطالب الاجتهاد .
فعمل : فاعل نعم مضاف إلى كلمة الطالب المعرفة بأل .
ومنه قوله تعالى : { ونعم أجر العاملين }1 .
ومنه قول الشاعر :
نعمت جزاء المتقين الجنة دار الأماني والمنى والمنة
ومنه قوله تعالى : { وبئس مثوى الظالمين }2 .
3 ـ أن يكون ضميرا مميزا بنكرة ، أو بـ " ما " النكرة التامة بمعنى " شيء " نحو : نعم صديقا المخلص . وبئس خلقا الأنانية .
ونحو : نعم ما محمد . أو : نعمّا محمد . بدغام ميم " نعم " في ميم " ما " .
ففاعل نعم وبئس في المثالين السابقين ضمير مستتر مميز بنكرة ، تقديره : هو صديقا .
ومنه قول الشاعر :
نعم امرءا هرم لم تعر نائبة إلا وكان لمرتاع لها وزرا
الشاهد : نعم امرءا هرم ، حيث جاء فاعل نعم ضمير مستتر تقديره : هو ، والتمييز : امرءا ، وهرم مخصوص بالمدح .
ومنه قوله تعالى : إنها ساءت مستقرا ومقاما }3 .
وفي المثال الثالث جاء فاعل نعم أيضا ضميرا مستترا ، ولكنه مميز بما التي بمعنى شيء ، والتقدير : نعم هو شيئا .
4 ـ أن يكون " ما " ، أو " من " الموصولتين :
ـــــــــــ
1 ـ 136 آل عمران . 2 ـ 151 آل عمران .
3 ـ 66 الفرقان .

نحو : نعم ما قدمتَ الصدقةُ . وبئس من يسيء إلى وطنه مروج المخدرات .
فما ، ومن في المثالين السابقين أسماء موصولة ، وقع كل منهما فاعلا لنعم في المثال الأول ، وفاعلا لبئس في المثال الثاني .
ومنه قوله تعالى : { إن الله نعما يعظكم به }1 .
وقوله تعالى : { لبئس ما كانوا يصنعون }2 .

إعراب المخصوص بالمدح أو الذم :
1 ـ الأصل في مخصوص نعم وبئس أن يتأخر عن الفعل وفاعله .
نحو : نعم الخبر السار .
وفي هذا التركيب للمخصوص وجهان من الإعراب :
أ ـ السار : مبتدأ مرفوع ، والجملة من فعل المدح وفاعله في محل رفع خبر مقدم .
ب ـ أو يعرب خبر مرفوع لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هو السار .
2 ـ إذا تقدم المخصوص على الفعل والفاعل . نحو : محمد نعم الصديق .
محمد : مبتدأ مرفوع ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر .
أما إعراب : حبذا الإخلاص ، ولا حبذا الكسل .
فهو على النحو التالي .
حب : فعل ماض مبني على الفتح لإنشاء المدح .
ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل .
الإخلاص : مخصوص بالمدح مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية قبله في محل رفع خبر .
ولتركيب لا حبذا نفس الإعراب ، غير أن " لا " تفيد النفي .
ـــــــــــــ
1 ـ 58 النساء . 2 ـ 63 المائدة .

تنبيهات وفوائد :
1 ـ قد يأتي فاعل نعم ، أو بئس مضافا إلى المضاف للمعرف بأل .
نحو : نعم حارس كرة القدم إبراهيم .
ومنه قول الشاعر :
فنعم ابن أخت القوم غير كاذب زهيرٌ حسام مفرد من حمائل
وقد يضاف إلى نكرة .
نحو : نعم رجل فضل خالد .
2 ـ الأصل في فاعل نعم ، أو بئس إذا كان مميزا بنكرة أن يكون ضميرا مستتر ، غير أنه يجوز أن يكون اسما ظاهرا .
نحو : نعم القائد قائدا خالد بن الوليد .
نعم : فعل المدح ، القائد : فاعل نعم مرفوع ، قائدا : تمييز منصوب بالفتحة .
خالد مخصوص بالمدح مبتدأ مرفوع ، والجملة الفعلية قبله في محل رفع خبر ، أو خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هو خالد ، ابن : بدل مرفوع ، وهو مضاف ، الوليد مضاف إليه مجرور .
ومنه قول الشاعر :
نعم الفتاة فتاةً هندُ لو بذلت رد التحية نطقا أو بإيماءِ
3 ـ ذكرنا سابقا أن فاعل نعم أو بئس يكون " ما " الموصولة ، ونستدل على ذلك من الفعل الواقع بعدها ، والذي يكون مع جملته لا محل له من الإعراب صلة ما .
نحو : نعم ما يؤديه المؤمن الصلاة في أوقاتها .
فما موصولة ، وهي فاعل نعم ، ويلاحظ أنها جاءت متلوة بفعل ، والفعل وما في حيزه لا محل له من الإعراب ، كما ذكرنا سابقا . غير أنه لا يشترط بمجيء الفعل بعدها أن تكون موصولة ، فقد يتلوها الفعل ، وتكون نكرة موصوفة ، وتعرب عندئذ تمييزا ، وفاعل نعم ، أو بئس ضمير مستتر .
نحو : نعم ما حثهم على العمل النصح السديد .
وقد تكون أيضا في هذا الموضع كافة لا عمل لها ، وهي تشبه " ما " المتصلة ببعض الأفعال التي ركبت معها على صورة معينة لا تفارقها .
مثل : قلما ، وطالما .
وفي هذه الحالة لا تحتاج نعم ، أو بئس إلى فاعل ، أو مخصوص ، وتكون " ما " حرفا مصدريا . نحو : نعما يقوم به العامل المخلص .
4 ـ وقد تأتي " ما " بعد نعم ، أو بئس متلوة بمفرد سواء أكان اسما ، أم ضميرا .
نحو : بئس ما عملٌ بلا نتائج مجدية .
ومنه قوله تعالى : { إن تبدوا الصدقات فنعما هي }1 .
ففي المثال الأول تكون " ما " نكرة تامة ، وتعرب تمييزا ، وهي مركبة مع الفعل تركيب " حبذا " ، وفاعل نعم ، أو بئس ضمير مستتر ، والمخصوص بالمدح ، أو الذم الاسم الذي يليها وهو " عمل " .
والتقدير : بئس الشيء عمل .
وفي المثال الثاني تكون "ما " معرفة تامة ، وتعرب فاعلا ، والمخصوص " هي " .
والمعنى : نعم الشيء هي .
وعندما نعتبر " ما " نكرة تامة تكون بمعنى " شيء " ، وعندما تكون معرفة تامة تكون بمعنى " الشيء " . وفي الحالتين لا تحتاج إلى صلة .
5 ـ وقد تأتي " ما " بعد نعم ، أو بئس غير متلوة بشيء ، فتكون في هذه الحالة معرفة تامة أيضا ، وتعرب فاعلا ، لنعم ، أو بئس ، والمخصوص محذوف .
نحو : فاز المتسابقون فوزا نعما .
فـ " ما " في المثال السابق معرفة تامة ، في محل رفع فاعل ، ومخصوص نعم محذوف ، والتقدير : نعم الشيء الفوز .
وقد تكون " ما " في المثال السابق نكرة تامة ، وتعرب عندئذ تمييزا ، وفاعل نعم ومخصوصها محذوفان .
ـــــــــــ
1 ـ 271 البقرة .

نحو : فاز المتسابقون فوزا عظيما .
والتقدير : نعم هو شيئا الفوز .
6 ـ تأتي " ما " نكرة تامة متلوة بجملة فعلية .
نحو : نعما يوصيكم به .
فما نكرة في محل نصب تمييز ، موصوفة بالجملة الفعلية بعدها ، ومخصوص نعم محذوف ، والتقدير : نعم شيئا يوصيكم به ذلك القول .
وجاز أن تكون " ما " فاعلا ، والجملة بعدها صفة لمخصوص محذوف .
والتقدير : يوصيكم به نعم الشيءُ شيءٌ .
7 ـ أرى من الأفضل في " ما " أن تكون نكرة تامة في كل الحالات في محل نصب على التمييز ، ولا داعي لتشتيت الذهن ، وجعلها مرة نكرة تامة ، وأخرى معرفة تامة ، وثالثة موصوله ، فإذا جاء بعدها جملة كما مر معنا أعربت الجملة صفة لها .
8 ـ قد يحذف المخصوص فهم من سياق المعنى .
نحو قوله تعالى : { نعم العبد إنه أواب }1 .
فحذف المخصوص " أيوب " لدلالة سياق الكلام عليه في أول القصة .
ومنه قوله تعالى : { والأرض فرشناها فنعم الماهدون }2 .
والتقدير : نعم الماهدون نحن .
وقوله تعالى : { فنعم عقبى الدار }3 . والتقدير : عقباهم .
ــــــــــــ
1 ـ 30 ص . 2 ـ 48 الذاريات .
3 ـ 24 الرعد .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الباب الثاني
الفصل الأول
المشتقات

تعريف الاشتقاق :
هو أن يؤخذ من لفظة ما كلمة أو أكثر مع التناسب في المعنى بين اللفظة المشتقة وما أخذ منها ، مع الاختلاف في اللفظ .
مثل : ضرب : يؤخذ منها : ضارب ، مضروب ، ضراب ، ضرب ، يضرب ، انضرب ، مضراب ، مضرب . وما إلى ذلك .
وهذا ما يميز اللغة العربية بأنها لغة اشتقاقية تختلف به عن بعض اللغات الأجنبية الأخرى التي تعرف باللغات الالتصاقية كالإنجليزية التي يمكن تكوين المادة اللغوية فيها عن طريق إلصاق لواحق في أول المادة أو في آخرها .
وتشمل المشتقات في اللغة العربية :
اسم الفاعل – صيغ المبالغة ـ سم المفعول – الصفة المشبهة – اسم التفضيل – اسما الزمان المكان – اسم الآلة .

اسم الفاعل
تعريفـه :
اسم مشتق من الفعل المبني للمعلوم للدلالة على وصف من فعل الفعل على وجه الحدوث .
مثل : كتب – كاتب ، جلس – جالس ، اجتهد – مُجتهد ، استمع – مُستمع .
صوغه : يصاغ اسم الفاعل على النحو التالي :
1 ـ من الفعل الثلاثي على وزن فاعل :
نحو : ضرب - ضارب ، وقف - واقف ، أخذ - آخذ ، قال - قائل ، بغى - باغ ، أتى - آت ، رمى - رام ، وقى - واق .
ومنه قوله تعالى : { رب اجعل هذا البلد آمناً } 126 البقرة .
وقوله تعالى : { ربنا ما خلقت هذا باطلاً } 191 آل عمران .
فإن كان الفعل معتل الوسط بالألف " أجوف " تقلب ألفه همزة مثل : قال – قائل ، نام – نائم .
ومنه قوله تعالى : { وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } 19 الذاريات .
أما إذا كان معتل الوسط بالواو أو بالياء فلا تتغير عينه في اسم الفاعل .
مثل : حول – حاول ، حيد – حايد .
وإن كان الفعل معتل الآخر " ناقصاً " فإن اسم الفاعل ينطبق عليه ما ينطبق على الاسم المنقوص . أي تحذف ياؤه الأخيرة في حالتي الرفع والجر ، وتبقى في حالة النصب .
مثل : هذا رام ، ومررت برام ، ورأيت رامياً .
ومنه قوله تعالى في حالة الرفع : { ما عندكم ينفذ وما عند الله باقٍ } 96 النحل .
وقوله تعالى في حالة الجر : { فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه } 173 البقرة .
وقوله تعالى في حالة النصب : { وما كنت ثاوياً في أهل مدين } 45 القصص .
2 ـ من الفعل المزيد :
يصاغ اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي " المزيد " على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل الآخر .
مثل : طمأن – مُطمئِن ، انكسر - مُنكسِر ، استعمل – مُستعمِل .
ومنه قوله تعالى : { ولعبدٌ مُؤمِن خيرٌ من مُشرِك } 221 البقرة .
وقوله تعالى : { السماء مُنفطِرٌ به } 18 الأحزاب .
وقوله تعالى : { اهدنا الصراط المُستقيم } 6 الفاتحة .

عمل اسم الفاعل :
يعمل اسم الفاعل عمل فعله ، فهو يرفع الفاعل إذا كان فعله لازما ، ويرفع الفاعلوينصب المفعول به إذا كان الفعل متعديا .
ويعمل لازما ومتعديا بأحد شرطين :
1 ـ أن يكون معرفا بأل ، سواء اعتمد على نفي أو استفهام ، أم لم يعتمد .
نحو : أقبل الحافظ ودّك ، والشاكر نعمتك ، وحضر المتقن صنعته .
ومنه قوله تعالى { والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة } 162 النساء .
وقوله تعالى : { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } 34 آل عمران .
ومنه قول تميم بن أبي مقبل :
يا عين بكّي حنيفا راس حيّهم الكاسرين القنا في عورة الدبر
2 ـ إذا لم يكن معرفا بال عمل بشرطين :
أ ـ أن يدل على الحال ، أو الاستقبال لا للماضي .
ب ـ أن يعتمد على استفهام ، أو نفي ، أو مبتدأ ، أو موصوف ، أو حال .
أما دلالة اسم الفاعل على الحال أو الاستقبال تكون على النحو التالي :
مثال دلالته على الحال : القاطرة نازل ركابها .
ولا يجوز أن نقول : محمد شاكر معلمه أمس .
ومنه قوله تعالى : { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك } 12 هود .
إلا إذا دخلت على اسم الفاعل " أل " .
نحو : جاء الشاكر معلمه أمس .
ومثال دلالته على الاستقبال : محمد محضر الواجب ، حافظ القصيدة غدا .
ومنه قوله تعالى : { فالمالئون منها البطون } 53 الواقعة .
وقوله تعالى : { ولا مولود هو جازٍ عن والده شيئا } 33 لقمان .
أما اعتماده على استفهام فنحو :
أمقدر أنت قيمة الأمانة ، وهل كاتب الطالب الدرس .
ومنه قول الشاعر :
أقاطنٌ قوم سلمى أم نووا ضعنا أن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا
ومنه قول الآخر :
" أمنجز أنت وعدا وثقتُ به "
واعتماده على نفي نحو : ما شاكر أخوك المحسن إليه ، وما قادم أخي من السفر .
ومنه قوله تعالى : { ولا آمين البيت الحرام } 2 المائدة .
ومثال المبتدأ ، وما أصله مبتدأ : الحقُ قاطعُ سيفُهُ الباطلَ .
ومنه قوله تعالى : { والله مخرج ما كنتم تكتمون } 73 البقرة .
ومثال المعتمد على ما أصله المبتدأ : إن محمدا شاكر أخاك .
ومنه قوله تعالى : { ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون } 32 النمل .
وقوله تعالى : { إني جاعل في الأرض خليفة } 30 البقرة .
ومنه قول امرئ القيس :
إني بحبلكَ واصل حبلي وبريش نَبلك رائش نَبلي
ومنه قول الأحوص الرياحي :
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ولا ناعيا إلا ببين غرابها
ومثال المعتمد على الموصوف : أقبل رجلٌ متوشحٌ سيفَهُ .
ومنه قوله تعالى : { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه } 69 النحل .
ومثال اسم الفاعل الواقع حالا : أقبل علي متهللا وجهه .
ومنه قوله تعالى : { وادعوه مخلصين له الدين } 29 الأعراف .

فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ يستعمل اسم الفاعل مفرداً ومثنى وجمعاً ، مذكراً ومؤنثاً .
مثال المفرد المذكر قوله تعالى : { فإن أجل الله لآت } 5 العنكبوت .
ومثال المفرد المؤنث قوله تعالى : { وإن الساعة لآتية } 85 الحجر .
ومثال المثنى المذكر قوله تعالى : { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين } 33 إبراهيم .
ومثال المثنى المؤنث قوله تعالى : { وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا } 9 الحجرات .
ومثال الجمع المذكر قوله تعالى : { قال لا أحب الآفلين } 76 الأنعام .
ومثال جمع المؤنث قوله تعالى : { والباقيات الصالحات خير عند ربك } 46 الكهف .
2 ـ إن كان الحرف الذي قبل الآخر في الفعل المزيد ألفاً فإنه يبقى كما هو في اسم الفاعل .
مثل : انحاز منحاز ، اختار مختار ، احتار محتار ، انقاد منقاد .
أما الوزن فلا يتغير وهو " مُفتعِل " لأن أصل الأفعال السابقة كالآتي :
انحاز ينحيز ، اختار يختير . . . وهكذا ، فالكسر فيها مقدر فكأننا قلنا : منحيز ومختير .
3 ـ ورد اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على غير القياس .
مثل : احصن – مُحصَن ، واسهب – مُسهَب ، وانبثَّ – مُنبَث . وذلك بفتح ما قبل الآخر .
ومنه قوله تعالى : { فكانت هباءً مُنبَثاً } 6 الواقعة ، والأصل فيها الكسر .
4 ـ كما ورد اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على وزن فاعل شذوذاً .
مثل : أينع يانع ، أمحل ماحل ، أيفع يافع ، أورد وارد ، أصدر صادر .
ومنه قول الشاعر :
ثم أصدرناهما في وارد صادر وَهْمٍ ، صُوَاه قد مَثَلْ (1 )
والأصل في أسماء الفاعلين السابقة : مُينع ، مُمحل ، مُورد ، مُصدِر ، لكن المسموع منها أفضل من المقيس .
5 ـ قد يضاف اسم الفاعل المتصل بأل الموصولة .
نحو : وصل المنقذُ الطفلِ من الغرق .
وقد شبه العرب هذا التعبير بقولهم : جاء الحسن الوجهِ .
وإن كان ليس مثله في المعنى .
ومثال مجيء اسم الفاعل المعرف بال المضاف إلى معموله قول المرار الأسدي :
أنا ابن التارك البكري بشر عليه الطير ترقبه وقوعا
فالبكري مفعول به للتارك ، واضيف إليه تخفبفا .
ومنه قول الأعشى :
الواهبُ المائةِ الهجانِ وعبدِها عُوذا ترجي بينها أطفالها
6 ـ يجوز أن يكون الاستفهام والنفي والمبتدأ والموصوف مقدرا ، وهو كالملفوظ به .
نحو : واصل أخوك أصدقاءه أم قاطعهم .
فاسم الفاعل واصل معتمد على استفهام مقدر بدليل وجود أم المتصلة ، لأنها لا تأتي إلا في سياق الاستفهام ، وأصل الكلام أواصل أخوك . . .ألخ .
ومثال المعتمد على وصف محذوف قول الأعشى :
كناطحٍ صخرةً يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
7 ـ ذكر بعض النحويين أن من شروط عمل اسم الفاعل المجرد من " أل "
ألا يكون مصغرا ولا موصوفا لأنهما يختصان بالاسم فيبعدان الوصف عن الشبه بالفعلية .
وقيل المصغر إن لم يحفظ له مكبر جاز عمله كما في قول الشاعر :
" تَرَقرَقُ في الأيدي كُمَيْتٌ عصيرُها "
فقد رفع " عصيرها " بكميت فاعلا له .
8 ـ الثبوت والحدوث في اسم الفاعل :
" والوجه عندنا أن اسم الفاعل بناء ودلالة متلازمان لا يتخلفان ، وأن هذه الدلالة ذات شقين شق يفيد الحدوث ، وشق آخر يفيد الثبوت ، سواء أكان ثبوتا استمراريا لا يمكن انفكاكه :
كطويل الأنف ، وعريض الحواجب ، وواسع الفم .
أم يمكن انفكاكه كحسن الوجه ، ونقي الثغر ، وطاهر العرض .
وسواء أكان ثبوتا استمراريا من غير تخلل : كحسن الوجه ، أم مع التخلل نحو : متقلب الخاطر .
ولا يجوز التعويل على شق دون شق في تقرير حقيقة اسم الفاعل ، ومعنى ذلك " توحيد بابي اسم الفاعل والصفة المشبهة في باب واحد وهو : اسم الفاعل باعتبار أن الصفة المشبهة فرع من فروع اسم الفاعل .
9 ـ اسم الفاعل يطلق ويراد به الحدوث أو الثبوت ، وان الصفة المشبهة تطلق ويراد بها الدلالة على الثبوت غالبا ، والحدوث فيها طارئ كما ينص الاستعمال اللغوي على ذلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسالة في اسم الفاعل للإمام أحمد بن قاسم العبادي تحقيق الدكتور محمد حسن عواد ص 20 .

10 ـ إن اسم الفاعل إذا أريد به الحال أو الاستقبال ، وكان مضافا غير معرف بأل ، فالإضافة فيه أصل لا فرع ، والتنوين غير مقدر فيه ، والدليل على ذلك أنه قرئ بالوجهين بالتنوين والنون وبالإضافة :
قوله تعالى : { كل نفس ذائقة الموت }1 .
وقوله تعالى : { إن الله بالغ أمره }2 .
وقوله تعالى : { إنما أنت منذر من يخشاها }3 .
وقوله تعالى : { وما كنت متخذا المضلين عضدا }4 .
وقوله تعالى : { إنكم لذائقو العذاب }5 .
ــــــــــــ
1 ـ 185 آل عمران . 2 ـ 3 الطلاق .
3 ـ 145 البقرة . 4 ـ 52 الكهف .
5 ـ 38 الصافات .

11 ـ إن اسم الفاعل إذا أضيف ، وكان دالا على الحال أو الاستقبال ، وكان مجردا من أل هو اسم نكرة توصف به النكرة كما في :
قوله تعالى : { ويحكم به ذوو عدل منكم هديا بالغ الكعبة }1 .
وقوله تعالى : { قالوا هذا عارض ممطرنا }2 .
وقوله تعالى : { فلما رأوه عاراضا مستقبلا أوديتهم }3 .
مع مراعاة إمكان تأويل الآيات تأولا لا يلزم به نعت النكرة بالمعرفة مع الإبقاء على كون اسم الفاعل في الآيات السابقة معرفة (4) .
ـــــــــــــ
1 ، 2 ـ 24 الأحقاف . 3 ـ 185 آل عمران .
4 ـ انظر الحاشية على شرح الفاكهي ج2 ص136، 137 .

12 ـ اختلف النحويون حول عمل اسم الفاعل في الضمير المتصل به يقول سيبويه : " وإذا قلت هم الضاربوك ، وهما الضارباك فالوجه فيه الجر ، لأنك إذا كففت النون من هذه الأسماء في المظهر كان الوجه الجر " .
وقد علق المبرد والرماني على قول سيبويه ، بأنه حمل عمل اسم الفاعل في الضمير على عمله في الاسم الظاهر . وأكد ابن هشام في أوضح المسال ما قال به سيبويه ، فالضمير في قولهم الضاربك يكون منصوبا ، لأن اسم الفاعل معرفا بأل ، وهو مجرور في قولهم ضاربك لأنه تجرد من أل وغير معتمد على نفي أو استفهام وغيرها .
غير أن بعض النحويين المعاصرين يرى أن الضمير المتصل باسم الفاعل يكون في موضع نصب تارة ، وفي موضع جر تارة أخرى دون أن يلزم اتصال اسم الفاعل بأل أو يكون معتمدا ، وذكر بعض مواضع النص في قوله تعالى : { إني جاعلك للناس إماما }1 .
وقوله تعالى : { إنا منجوك وأهلك }2 .
فنصب إمام ، واهلك دليل على نصب الضمير في الآيتين ، ولا يصح تأول النصب بفعل مقدر لأن الأصل عدم التقدير إلا إذا دعت ضرورة ملجئة إليه (3) .
ـــــــــــــــ
1 ـ 97 العنكبوت . 2 ـ 234 البقرة .
3 ـ شرح الكافية ج1 ص 116 .

ومن شواهد مجيء الضمير المتصل باسم الفاعل مجرورا قول الحطيئة :
غيبت كاسيهم في قعر مظلمة فاغفر عليك سلام الله يا عمر
ومما سبق يضح أن الضمير المتصل باسم الفاعل غير محمول على الظاهر من مثل : أنا ضاربٌ زيدا بتنوين ضارب ونصب زيد ، ولا أنا ضاربُ زيد بدون التنوين وجر زيد بالإضافة . لأنه لو كان محمولا على هذا الوجه ، لكان الوجه ثبوت التنوين والنون في اسم الفاعل العامل في الضمير ، كقول الشاعر :
هم القائلون الخير والآمرون به إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما
فالأمر محمول في الجر والنصب على المظهر ، فالجر محمول
على قوله تعالى : { لا الليل سابق النهار } 1 .
في قراءة من قرأ بجر النهار ، وإضافة سابق ، والنصب محمول على قراءة من قرأ سابق بغير تنوين ، ونصب النهار .
ومما سبق نخلص أنه لا مجاراة بين اسم الفاعل والفعل المضارع ، وأن اسم الفاعل وأن اسم الفاعل يعمل عمل اسمه تعديا ولزوما ، وهذا العمل هو وجه الشبه الوحيد بين اسم الفاعل والفعل مع وجود رائحة من معنى الفعل لا المعنى بالكلية .
12 ـ أود السيوطي في الأشباه والنظائر عددا من الفروق بين اسم الفاعل والفعل منها :
1 ـ أن اسم الفاعل مع فاعله يعد من المفردات ، بخلاف الفعل مع فاعله .
2 ـ أن اسم الفاعل يتعدى بنفسه وبحرف الجر خلافا للفعل الذي يمتنع فيه ذلك ، كقوله تعالى : { فعال لما يريد } 2 .
يستثنى من ذلك بعض الأفعال التي سمعت عن العرب بالوجهين ، نحو : سمعه وسمع له ، ونصحه ونصح له ، وشكره وشكر له ، ونحوها .
ونستخلص من الفروق السابقة : عدم حمل اسم الفاعل على الفعل من جهة المطابقة في المعنى ، فضلا عن أن يكون اسم الفاعل العامل فعلا قائما برأسه (3) .
ـــــــــ
1 ـ 40 يس . 2 ـ 16 البروج .
3 ـ رسالة في اسم الفاعل ص 54 .

13 ـ يعمل اسم الفاعل إذا كان بمعنى المضي مجردا من أل والتنوين .
كقوله تعالى : { جاعل الملائكة رسلا } 1 .
نحو قوله تعالى : { وجاعل الليل سكنا } 2 .
14 ـ يضاف اسم الفاعل ، وتكون إضافته محضة على إرادة المضي ، أو إرادة الحال والاستقبال .
مثال الأول قولك : أنا مكرمُ محمدٍ . بمعنى أكرمته .
ومثال الثاني قوله تعالى : { كل نفس ذائقة الموت } 3 .
ـــــــــــ
1 ـ 1 فاطر . 2 ـ 96 الأنعام .
3 ـ 185 آل عمران .

صيغ المبالغة

تعريفهـا :
أسماء تشتق من الأفعال للدلالة على معنى اسم الفاعل بقصد المبالغة .
وقد تحول صيغة اسم الفاعل نفسها إلى صيغ المبالغة .
مثل : صام صوام ، قام قوام ، فعل فعال .
ومثل : صائم صوام ، قائم قوام ، فاعل فعال .
صـوغهـا :
لا تؤخذ صيغ المبالغة إلا من الأفعال الثلاثية على الأوزان التالية :
1 ـ فعَّال ، مثل : ضراب وقوال .
ومنه قوله تعالى : { إنه كان تواباُ رحيماً } 16 النساء .
2 ـ مِفعال ، مثل : منوال ومكثار .
ومنه قوله تعالى : { وأرسلنا عليهم السماء مدراراً } 6 الأنعام .
3 ـ فَعُول ، مثل : صدوق وجزوع وشكور وغفور .
ومنه قوله تعالى : { وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً } 7 الأحزاب .
4 ـ فعيل ، مثل : رحيم وعليم وأثيم .
ومنه قوله تعالى : { إن الله كان سميعاً بصيراً } 58 النساء .
5 ـ فَعِل ، مثل : حَذِر وفَطِن وقَلِق .
ومنه قوله تعالى : { بل هم قومٌ خَصِمون } 58 الزخرف .

فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ قَلَّ مجيء صيغ المبالغة من الأفعال المزيدة – غير الثلاثي – وقد ورد منها :
مغوار من أغار ، مقدام من أقدم ، معطاء من أعطى ، معوان من أعان ،
مهوان من أهان ، دراك من أدرك ، بشير من بشّر ، نذير من أنذر ، زهوق من أزهق .
2 ـ وردت لصيغ المبالغة أوزان أخرى غير التي ذكرنا وقد اعتبرها الصرفيون
القدماء غير قياسية إلا أنها ورد في القرآن الكريم ، وهذه الأوزان هي :
أ – فُعّال ، مثل : طُوّال ، كُبار ، وُضّاء . وفُعال بتخفيف العين .
كقوله تعالى : { إن هذا لشيءٌ عجاب } 5 ص .
وفُعّال كقول الشاعر :
والمرء يلحقه مفتيان الندى خلق الكرام وليس بالوُضّاء
ومنه قوله تعالى : { ومكروا مكراً كُبّاراً } 22 نوح .
ب – فَعِّيل ، مثل : صديق ، قديس ، سكير ، قسيس ، شريب .
ومنه قوله تعالى : { يوسف أيها الصديق أفتنا } 46 يوسف .
وقوله تعالى : { ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً } 82 المائدة .
ج – مِفعيل ، مثل : معطير ، مسكين .
ومنه قوله تعالى : { فمن لم يستطع فإطعام ستين مِسكيناً } 4 المجادلة .
د – فُعَلة ، مثل : همزة ، حطمة ، لمزة .
ومنه قوله تعالى : { ويل لكل همزةٍ لمزةٍ } 1 الهمزة .
وقوله تعالى : { وما أدراك ما الحطمة } 4 الهمزة .
هـ – فاعول ، مثل : فاروق .
و – فيعول ، كقوله تعالى : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } 255 البقرة .
ز – فُعّول ، كقوله تعالى : { الملك القدوس } 33 الحشر .
ي – فَعّالة ، مثل : علامة ، فهامة .

عمل صيغ المبالغة

تعمل صيغ المبالغة عمل اسم الفاعل ، وبنفس الشروط ، فترفع الفاعل ، وتنصب المفعول به .
نحو : هذا رجل نحارٌ أبله ، ومحمد مكثار العطاء .
 
أعلى