كم مرة بلعتهُ

إنضم
18 فبراير 2009
المشاركات
558
مستوى التفاعل
14
النقاط
18
بسم:

السلام:
لا تَـبْـلعهُ ...!






كَم مرَّة ابتلعتَ سؤالكَ خشية تذمّر الآخرين ؟ وكم مرّة نُعِتَّ بأنك شخص لَجوج ، يُكثِر الأسئلة ، ويُطيل النِّقاش ، ولا يُقنعه أي جواب ؟
قد ترتفعُ الأصوات مُجيبة : مرات ومرات ، وقد يُجيب البعضُ : أما أنا فقد درّبتُ نفسي على عدمِ السُّؤالِ ، مُؤثرًا السَّلامة ـ رغم ما أكابدُهُ من دفع حاجةِ الفهم والتعلّم ـ ، مُحاولاً الابتعاد عمّا يُنفِّر النَّاس مني لأُبقِي على محبَّتهم وصداقتهم ، فما أقسى العيش دون أصدقاء !
وإذا سألتُ : كَم مرة استطعتَ أن تَتَجاوَزَ ردة فعل الآخرين وتصرّ على طرح الأسئلة ؟
فإن الجواب ـ فيما أظن ـ سيأتي على عكس جواب السؤال الأول !
قلّة هم من استطاعوا فعل ذلك غير عابئين بما يُقال عنهم ، أو بما يُسفر عنه تصرّفهم من انفضاضِ الناس من حولهم ، وما ذلك إلا لأنهم أدركوا أن مفتاح العِلم : السؤال ، ومفتاح طرح السؤال : الجُرأة ، ومفتاح الحصول على جوابٍ : حسن صياغة السؤال ، وحسن اختيار المَسؤول ، وحسن مناقشته دون تعنت لرأي أو فكرة ، فغايتهم الوصول إلى الحقيقة أيّا كان مصدرها .
كما أنهم عرفوا قيمة العقل ، تلك النّعمة التي خصَّهم الله بها دون سائر المخلوقات ، فرعوها حق رعايتها باستخدامِها وعدم تعطيلِها !
وعندما فتّشوا في منظومتهم الفكريَّة وجدوها قد تشكَّلت من مصادر مُتعدِّدة عبرَ سنيّ عمرهم : الوالدين ، العائلة ، المدرسة ، الأصدقاء ، والإعلام بوسائله المختلفة ، وعندما أمعنوا النظر في تلك المصادر وجدوها تفتقرُ في بعض ينابيعِها إلى الصَّفاء والنَّقاء ، فهبّوا من غفلتِهم ، حاملينَ أسئلتَهم على عاتقِهم باحثينَ لها عن أجوبةٍ وافيةٍ ، ساعينَ بكلِّ جدٍّ إلى اكتسابِ المعلومة الجديدة من مصادِرِها النَّقيّة .
إنَّ طرحَ الأسئلة حقٌ لكلِّ شَخص يريدُ أن يزدادَ علمًا ومعرفةً ، أو أرادَ أن يستيقنَ من معلومةٍ لديه ، وواجبُ من يَعرف أن يقدّم الجوابَ دون تعالٍ أو ضَنّ .
ولنا في نبيّ اللهِ إبراهيم ـ عليه السلام ـ أسوة حسنة حين قال طالبًا : "رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " - (البقرة:260)

إنَّه درسٌ عظيمٌ ، حريّ بنا أن نقفَ عنده ، نتأمَّله لنتعلّمَ مِنه ...
انظر ـ تخيّل ـ : كيف عبّر خليلُ الرَّحمنِ ـ عليه السلام ـ عمَّا يَجيشُ في صدره بوضوح ، ورفع طلبَه دونَ خجل أو تردّد .
وانظر كيف اسْتَجَابَ رَبُّ العزَّةِ لَطلبه دون استنكار أو تقريع ، فقدّم له تجربة عملية مُشاهدَة يطمئن بها قلبه .
هو مؤمنٌ لم تساوره الشُّكوك ، غير أنَّه أرادَ أن يزدادَ يقينًا برؤيتهِ ذلك عيانًا إلى علمهِ به خبرًا ، فما يَقرُّ في القلبِ عن يقينٍ لا يُقتَلَع مَهما اشتدَّت المِحَنُ وادلهَمّت الفِتنُ
:i5: :i5:



بن



قربـــــــــــ:601: ـــــــــــان
 

سعود بن عبدالله

مراقب سابق
إنضم
13 مايو 2007
المشاركات
26,544
مستوى التفاعل
157
النقاط
63
الإقامة
زمن بلا هوية ..
ليس من المفترض كتمان مانود معرفته
بل العكس تماما يجب السؤال والبحث عن الاجابة
لتعم بذلك الفائدة فـــ لربما يكون الكثيرون ينتظرون الاجابة على ما سوف تسأل عنه
لكنهم لايستطيعون صياغة السؤال أو إيصاله إلى من لديه إجابته




b2979a051d.gif
 
إنضم
18 فبراير 2009
المشاركات
558
مستوى التفاعل
14
النقاط
18
مشكور اخي سعود عبد الله
على الاضافة الرائعه لانستغني عن اضافاتك المميزه
في حفظ الباري
 

الرعد

Member
إنضم
28 أكتوبر 2007
المشاركات
357
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
طرح قيم حفظك الباري
 

سلطان الحجاز

Active Member
إنضم
11 سبتمبر 2007
المشاركات
1,739
مستوى التفاعل
14
النقاط
38
الإقامة
الرياض
بارك الله فيك اخوي الغالي بن قربان على مشاركتك القيمة ,,ننتظر جديد ابداعك
تقبل مرووووووري وتقيمي
 
أعلى