السعودية والتضامن الإسلامي

صقر تهامة

مراقب منتديات بني مالك
إنضم
11 مايو 2007
المشاركات
14,149
مستوى التفاعل
172
النقاط
63
الإقامة
الجنوب
الموقع الالكتروني
www.banimalk.net
تعتبر المملكة العربية السعودية دولة رائدة في التضامن الإسلامي ، والتضامن الإسلامي كان هدفا لمؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ومن ثم أبنائه من بعده ، وقد قال الملك عبدالعزيز بعد دخوله للحجاز (إن الجامعة الإسلامية هي حياتنا ، هي روحنا ، هي فخرنا ، ولكن كيف تكون هذه الجامعة؟وماهي تلك الجامعة؟هي أن يجتمع المسلمون على أمر جامع لهم ، ومامن شيء يجمعهم من غير إختلاف إلا التمسك بكلمة التوحيد تمسكا صادقا على علم وبصيرة ، فالجامعة الإسلامية هي إجتماع المسلمين على هذه المعرفة الحقيقية) .
والملك عبدالعزيز رحمه الله لم يكن يدعو إلى التضامن بالقول ، بل بالقول والفعل ، وفي ذلك يقول (أنا لست من رجال القول الذي يرمون اللفظ بغير حساب ، أنا رجل عمل وإذا قلت فعلت) ومما يدل على ذلك أنه رحمه الله وفي أثناء خوضه لمعارك توحيد البلاء دعى إلى مؤتمر إسلامي يهدف من خلاله إلى الإعتراف بدولته الفتية وإلى تكاتف المسلمين ، وقد بادر الملك عبدالعزيز بعقد اتفاقيات ومعاهدات مع الدول الإسلامية يمكن وصفها بأنها نواة التضامن الإسلامي ، الذي تطور حتى أصبح أحد أركان السياسة الخارجية السعودية ، ومن هذه المعاهدات (معاهدة صداقة مع تركيا 1926م واتفاقية صداقة مع إيران 1929م ومع أفغانستان 1934م ومع العراق 1931م) وغيرها .
المملكة العربية السعودية في عهد مؤسسها جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وجدت صعوبة بالغة في تطبيق التضامن الإسلامي والسبب يعود إلى أن أغلب الدول الإسلامية وللأسف -باستثناء السعودية طبعا- كانت خاضعة للإحتلال الأجنبي ، فاقتصرت جهود السعودية على تقديم العون والمساعدة على قدر الإمكانيات المتاحة ومن ذلك تقديم الدعم المادي والعسكري والسياسي لقضية فلسطين.
وبعد وفاة جلالة الملك المؤسس واصل أبناءه المسيرة ، فالملك سعود رحمه الله سار على نهجه وفي عهده تمكنت بعض الدول الإسلامية من الإستقلال ، مماساعد على دفع عجلة التضامن الإسلامي مما نتج عنه مؤتمر إسلامي في مكة المكرمة برعاية السعودية وذلك في عام 1381هـ وقد نتج عن هذا المؤتمر تأسيس هيئة إسلامية عالمية شعبية وغير حكومية ، وكذلك رابطة العالم الإسلامي التي يقع مقرها الرئيسي في مكة ولها فروع عدة داخل وخارج السعودية ، وللمعلومية فإن السعودية تعتبر أكبر داعم للرابطة منذ تأسيسها إلى يومنا هذا وذلك من خلال الدعمين المادي والمعنوي ، فلقد بلغ الدعم المادي السعودي للرابطة وإلى عام 1998 (6 مليار ريال سعودي) وبكل تأكيد فإن الدعم قد إزداد منذ ذلك العام إلى عامنا الحالي 1432هـ .
وأما الملك فيصل رحمه الله فلقد واصل أيضا الإهتمام بالتضامن الإسلامي بل كانت أيام الملك فيصل مفصلية ومرحلة إنتقالية بالنسبة للتضامن إذا تحول إلى حركة ذات مؤسسات دولية فعالة مثل (منظمة المؤتمر الإسلامي التي تأسست عام 1969م ، وفي عام 1962م إستجاب الملك فيصل لدعوة من الرابطة الإسلامية التي عقدت إجتماعا لها في مقديشو بعقد مؤتمر إسلامي بالسعودية ، لكن هذا المؤتمر واجه معارضة شرسة من الدول العربية ذات النظام الإشتراكي (مصر والجزائر وسوريا والعراق) وهي الدول التي كانت تتزعم القومية العربية ، فلقد كانت تنظر لهذا المؤتمر على أنه موجه ضدها ، لكن الملك فيصل رحمه الله أكد على السمة الإسلامية للمؤتمر وأن الدعوة ستوجه لكل الدول الإسلامية بغض النظر عن سياستها ، ورغم نجاح الدول المعارضة في تأخير إنعقاد المؤتمر إلا أن السعودية نجحت في عقده سنة 1969م وذلك لما لها من ثقل سياسي ومن مكانة دينية .
الملك فيصل رحمه الله بادر عام 1965 بالدعوة إلى إنشاء حركة إسلامية للتضامن الإسلامي لها أهدافها قد أثمرت هذه المبادرة في إرساء قواعد متينة لمنظمة المؤتمر الإسلامي مماجعلها أهم منظمة إسلامية في العالم .




قراءة ممتعه أرجوها لكم وإنتظروا تكملة الموضوع لاحقا إن شاء الله ...منقول بتصرف عن عباس بن فايق.​
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
شكراً لصاحب الموضوع ولكل من شارك في النقاش​
 
أعلى