مسلم بن سليم الغفيري
~ شـاعـر ~
- إنضم
- 1 فبراير 2010
- المشاركات
- 300
- مستوى التفاعل
- 6
- النقاط
- 18
قال الجاحظ: الكتاب وعاء ملئ علما وظرف حشي ظرفا وبستان يحمل في ردن، وروضة تقلب في حجر ، ينطق عن الموتى ، ويترجم كلام الأحياء، ولا أعلم جارا أبر ، ولا خليطا أنصف ، ولا رفيقا أطوع ، ولا معلما أخضع ، ولا صاحبا أظهر كفاية ، وأقل جناية ، ولا أقل إملالا وإبراما ، ولا أقل خلافا وإجراما ولا أقل غيبة ، ولا أبعد عن عضهة ،ولا أكثر أعجوبة وتصرفا ، ولا أقل صلفا وتكلفا ، ولا أبعد من مراء ، ولا أترك لشغب ، ولا أزهد في جدال ، ولا أكف عن قتال - من كتاب ، ولا أعلم قرينا أحسن مواتاه ، ولا أعجل مكافأة ولا أخصر معونة ، ولا أقل مؤونة ،ولا شجرة أطول عمرا ،ولا أجمع أمرا ،ولا أطيب ثمرة ، ولا أقرب مجتني ، ولا أسرع إدراكا في كل أوان ، ولا أوجد في غير إبان - من كتاب ، ولا أعلم نتاجا في حداثة نسبة وقرب ميلاده ، ورخص ثمنه ، وإمكان وجوده يجمع من التدابير الحسنة ، والعلوم الغريبة ، ومن آثار العقول الصحيحة ، ومحمود الأخبار اللطيفة ، ومن الحكم الرقيقة ، ومن المذاهب القديمة ، والتجارب الحكيمة ، والأخبار عن القرون الماضية ، والبلاد المتراخية ، والأمثال السائرة ، والأمم البائدة ما يجمع الكتاب.
وقيل لبعض العلماء : ما بلغ من سرورك بكتبك ؟ فقال : هي إن خلوت لذتي وإن اهتممت سلوتي ، وإن قلت : إن زهر البستان ونور الجنان يجلوان الأبصار ويمتعان بحسنهما الالحاظ فإن بستان " الكتب" يجلو العقل ، ويشحذ الذهن ، ويحيي القلب ، ويقوي القريحة ، ويعين الطبيعة ، ويبعث نتائج العقول ، ويستثير دفائن القلوب ، ويمتع في الخلوة ، ويؤنس في الوحشة ، ويضحك بنوادره ، ويسر بغرائبه ، ويفيد ولا يستفيد ، ويعطي ولا يأخذ ، وتصل لذته إلى القلب من غير سآمة تدركك، ولا مشقة تعرض لك .
_________________________
العضهة : البهتان والنميمة
الصلف : تمدح المرء بما ليس فيه
وقيل لبعض العلماء : ما بلغ من سرورك بكتبك ؟ فقال : هي إن خلوت لذتي وإن اهتممت سلوتي ، وإن قلت : إن زهر البستان ونور الجنان يجلوان الأبصار ويمتعان بحسنهما الالحاظ فإن بستان " الكتب" يجلو العقل ، ويشحذ الذهن ، ويحيي القلب ، ويقوي القريحة ، ويعين الطبيعة ، ويبعث نتائج العقول ، ويستثير دفائن القلوب ، ويمتع في الخلوة ، ويؤنس في الوحشة ، ويضحك بنوادره ، ويسر بغرائبه ، ويفيد ولا يستفيد ، ويعطي ولا يأخذ ، وتصل لذته إلى القلب من غير سآمة تدركك، ولا مشقة تعرض لك .
_________________________
العضهة : البهتان والنميمة
الصلف : تمدح المرء بما ليس فيه
المرجع : البيان والتبيين للجاحظ