مسلم بن سليم الغفيري
~ شـاعـر ~
- إنضم
- 1 فبراير 2010
- المشاركات
- 300
- مستوى التفاعل
- 6
- النقاط
- 18
جمهرة أشعار العرب
مؤلف هذا الكتاب هو : أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي ، المتوفى سنة 171هـ وقد اختار القرشي في الجمهرة تسعا وأربعين قصيدة لتسعة وأربعين شاعرا ، جعلهم سبع طبقات ، كل طبقة على سبعة شعراء ، تلك الطبقات هي:
1- طبقة أصحاب المعلقات
2- طبقة أصحاب المجمهرات ، أي : القصائد المحكمة السبك .
3- طبقة أصحاب المنتقيات .
4- طبقة أصحاب المذهبات .
5- طبقة أصحاب المراثي .
6- طبقة أصحاب المشوبات ، أي : التي شابها الكفر والإسلام
7- طبقة أصحاب الملحمات .
ويدل هذا الكتاب " الجمهرة " على ذوق أبي زيد القرشي في الاختيار ، وفي التقسيم على أساس اشتراك شعراء كل طبقة في خصائص معينة ، وترجع قيمة الكتاب إلى مقدمته النقدية التي قسمها إلى ثلاثة أقسام :
1- بين في القسم الأول أن القرآن نزل بلسان عربي مبين ، وأن كل ما فيه من مجاز وغريب ، استعمله العرب ، وضرب أمثلة لذلك .
منها قول امرئ القيس :
قفا فاسألا الأطلال عن أم مالك /// وهل تُخبر الأطلال غير التهالك
فمعناه : قفا فاسألا أهل الأطلال ,وهنا مجاز وفي القرآن الكريم قال تعالى : ( وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون ) أي : أهل القرية ، وأصحاب العير
ومنها قول الأعشى :
وأراك تُحْبَر إن دنت لك دارها /// ويعود نفسك إن نأتك سقامها
فمعنى :"تُحبر" : تسر و تكرم .. قال تعالى : (فأما الذين ءامنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون ) أي: مكرمون مسرورون.
ومنها قول زهير :
بأرض فلاة لا يسد وصيدها /// عليّ ومعروفي بها غير منكر
فالوصيد :الباب ، قال تعالى : (وكلبهم بسط ذراعيه بالوصيد ) أي : بالباب ، وقال جلا وعلا : ( عليهم نار موصدة ) أي : مغلقة
ومنها قول المتلمس :
وكنا إذا الجبار صعر خده /// أقمنا له من ميله فتقوما
قوله :" صعر خده " أي : أعرض واختال .. قال تعالى : ( ولا تصعر خدك للناس) أي : لا تمل بوجهك كبرا وزهوا .
2- وعرض فى القسم الثاني لأول من قال الشعر فذكر أشعارا لآدم عليه السلام وأشعارا لإبليس ،ولبعض الملائكة ، والعمالقة ولعاد وثمود والجن .
ولايقبل منه، هذا فتلك أساطير، ولعله قد أدرك ذلك فعقب على ما نسب لآدم -عليه السلام - من شعر بقوله " فالله أعلم أكان ذلك أم لا "
وتحدث فى هذا القسم أيضا عن رأي النبي صلى الله عليه وسلم في الشعر ، وعن اختلاف الناس حول "من أشعر الشعراء ؟"
3- وخص القسم الثالث من الجمهرة بتعيين طبقات الشعراء ، وذكر أسمائهم ، وأورد من أخبارهم ، وأقوال العلماء فيهم .. من ذلك ذكره لرأي أبي عبيدة بن جرير والفرزدق وجرير والأخطل ، فقد ذكر أنه قال "إن الناس أجمعوا على أن أشعر أهل الأسلام : الفرزدق وجرير والأخطل وذلك لأنهم أعطوا حظا فى الشعر لم يعطه أحد فى الأسلام ، ومدحوا قوما فعرفوا ، وذموا قوما فوضعوهم ، وهجاهم آخرون فرغبوا بأنفسهم عن جوابهم وعن الرد عليهم فأسقطوهم ، وهؤلاء شعراء أهل الإسلام وهم أشعر الناس بعد حسان بن ثابت ، لانه لايشاكل شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد "
ولتك المقدمة قيمة نقدية عظيمة ، إذا ما نحى عنها ما ذكر في القسم الثاني من نسبه الشعر لآدم - عليه السلام - ولإبليس والملائكة والجن والأمم الهالكة كعاد وثمود ، كما أن للكتاب أثرا فى تاريخ النقد الأدبي ، وفى تاريخ الأدب ، حيث جمع تسعا وأربعين قصيدة لتسعة وأربعين شاعرا ..وجمع طائفة من اقوال الأدباء والعلماء الأوائل فى الشعر والشعراء ، واستشهد بكثير من الأبيات ، على أن القران الكريم نزل بلسان عربي مبين.
المرجع : قراءة في النقد القديم
الدكتور بسيوني عبد الفتاح فيود
مؤلف هذا الكتاب هو : أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي ، المتوفى سنة 171هـ وقد اختار القرشي في الجمهرة تسعا وأربعين قصيدة لتسعة وأربعين شاعرا ، جعلهم سبع طبقات ، كل طبقة على سبعة شعراء ، تلك الطبقات هي:
1- طبقة أصحاب المعلقات
2- طبقة أصحاب المجمهرات ، أي : القصائد المحكمة السبك .
3- طبقة أصحاب المنتقيات .
4- طبقة أصحاب المذهبات .
5- طبقة أصحاب المراثي .
6- طبقة أصحاب المشوبات ، أي : التي شابها الكفر والإسلام
7- طبقة أصحاب الملحمات .
ويدل هذا الكتاب " الجمهرة " على ذوق أبي زيد القرشي في الاختيار ، وفي التقسيم على أساس اشتراك شعراء كل طبقة في خصائص معينة ، وترجع قيمة الكتاب إلى مقدمته النقدية التي قسمها إلى ثلاثة أقسام :
1- بين في القسم الأول أن القرآن نزل بلسان عربي مبين ، وأن كل ما فيه من مجاز وغريب ، استعمله العرب ، وضرب أمثلة لذلك .
منها قول امرئ القيس :
قفا فاسألا الأطلال عن أم مالك /// وهل تُخبر الأطلال غير التهالك
فمعناه : قفا فاسألا أهل الأطلال ,وهنا مجاز وفي القرآن الكريم قال تعالى : ( وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون ) أي : أهل القرية ، وأصحاب العير
ومنها قول الأعشى :
وأراك تُحْبَر إن دنت لك دارها /// ويعود نفسك إن نأتك سقامها
فمعنى :"تُحبر" : تسر و تكرم .. قال تعالى : (فأما الذين ءامنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون ) أي: مكرمون مسرورون.
ومنها قول زهير :
بأرض فلاة لا يسد وصيدها /// عليّ ومعروفي بها غير منكر
فالوصيد :الباب ، قال تعالى : (وكلبهم بسط ذراعيه بالوصيد ) أي : بالباب ، وقال جلا وعلا : ( عليهم نار موصدة ) أي : مغلقة
ومنها قول المتلمس :
وكنا إذا الجبار صعر خده /// أقمنا له من ميله فتقوما
قوله :" صعر خده " أي : أعرض واختال .. قال تعالى : ( ولا تصعر خدك للناس) أي : لا تمل بوجهك كبرا وزهوا .
2- وعرض فى القسم الثاني لأول من قال الشعر فذكر أشعارا لآدم عليه السلام وأشعارا لإبليس ،ولبعض الملائكة ، والعمالقة ولعاد وثمود والجن .
ولايقبل منه، هذا فتلك أساطير، ولعله قد أدرك ذلك فعقب على ما نسب لآدم -عليه السلام - من شعر بقوله " فالله أعلم أكان ذلك أم لا "
وتحدث فى هذا القسم أيضا عن رأي النبي صلى الله عليه وسلم في الشعر ، وعن اختلاف الناس حول "من أشعر الشعراء ؟"
3- وخص القسم الثالث من الجمهرة بتعيين طبقات الشعراء ، وذكر أسمائهم ، وأورد من أخبارهم ، وأقوال العلماء فيهم .. من ذلك ذكره لرأي أبي عبيدة بن جرير والفرزدق وجرير والأخطل ، فقد ذكر أنه قال "إن الناس أجمعوا على أن أشعر أهل الأسلام : الفرزدق وجرير والأخطل وذلك لأنهم أعطوا حظا فى الشعر لم يعطه أحد فى الأسلام ، ومدحوا قوما فعرفوا ، وذموا قوما فوضعوهم ، وهجاهم آخرون فرغبوا بأنفسهم عن جوابهم وعن الرد عليهم فأسقطوهم ، وهؤلاء شعراء أهل الإسلام وهم أشعر الناس بعد حسان بن ثابت ، لانه لايشاكل شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد "
ولتك المقدمة قيمة نقدية عظيمة ، إذا ما نحى عنها ما ذكر في القسم الثاني من نسبه الشعر لآدم - عليه السلام - ولإبليس والملائكة والجن والأمم الهالكة كعاد وثمود ، كما أن للكتاب أثرا فى تاريخ النقد الأدبي ، وفى تاريخ الأدب ، حيث جمع تسعا وأربعين قصيدة لتسعة وأربعين شاعرا ..وجمع طائفة من اقوال الأدباء والعلماء الأوائل فى الشعر والشعراء ، واستشهد بكثير من الأبيات ، على أن القران الكريم نزل بلسان عربي مبين.
المرجع : قراءة في النقد القديم
الدكتور بسيوني عبد الفتاح فيود