د.اسماعيل الضيافين
كـاتــب
بسم:
..مصر الثوره و العاصفه
..مصر الثوره و العاصفه
عاش الشعب المصري كغيره من الشعوب العربية المسكينه سنين من الظلم و الحرمان وسنوات حالكة السواد من الإستبداد و القهر إلى درجة أصبح الرئيس مقدس ,لا يتزحزح من على كرسي الرئاسة إلا بإنقلاب أو بالموت. و لكن بعد الظلام نور و بعد الليل نهار, فجاءت الثوره الشعبية(هنا يطول الحديث بمفتعله ام لا ,و هنا ليس الحديث), فجاءت الثوره لتعيد الأمل من جديد و تمنح فرصة تاريخية(؟؟؟) للشعب لإسترجاع الحقوق و كسر قيود الظلم و الاستبداد . لكن هل ينجح شعبنا المصري في إنجاز ثورته أم سيتلاعب الغير بالثوره و يحتضنها و يجندها لنفسه .
لو نظرنا الى هذه الثورة و الى نتائجها سنجدها غير كاملة و لا مكتمله , اي لم تنجح في تغيير النظام ولم تسقط قياده الجيش القديمه التابعه لرأس الهرم المترنح(وليس سابق كما يتردد في وسائل الاعلام) و بقيت هذه القياده ممثله النظام , و النظام نفسه في سده الحكم ,فبقى النظام السابق يسيطر على أجهزة الدولة كامله . واستطاعت الدكتاتوريه الداخليه هنا , و المفعّل الخارجي لها هناك التخلص من الرأس , الاب و الابن الوريث, لأجل حماية الجسد الذي سوف يُفَعَّل من جديد لإعادة هيكله النظام الخانع في لباس جديد,
لأهميه مصر الجغرافيه و أهمية قناة السويس التي تعتبر شريان التجارة العالمية و لا يمكن الإستغناء عنه فهو ممر عالمي حيوي , و من مصلحة أمريكا أن يبقى هذا الممر تحت سيطرت نظام يخدم مصالحها. و لهذا عمل البيت الأبيض على أن تصبح مصر مكبله بالحديد و المعاهدات و المواثيق و ابرزها اتفاقيه كامب ديفيد التي رهنت استقلال و سياده مصر, و أبقتها الحارس الذي يحمي الكيان الصهيوني و اتضح ذلك في حرب غزه الاخيره . لم تجد السياسه الامريكيه في الثوره الا ان تحاول البحث عن البديل في الجيش و المخابرات و السياسيين و إستقر الرأي على اللواء احمد شفيق,و هذا ما يتضح رويدا رويدا و كان آخر هذه المؤامرات قرار المحكمه الدستوريه العليا بحل مجلس الشعب و تثبيت ترشح اللواء احمد شفيق للانتخابات التكميليه ؟؟؟ الذي ارى بدوري انا الرئيس القادم و لو عنوة
لفهم اللعبة التي تحاك بين الاطراف, الداخلي منها ممثلا بالعسكر و الخارجي الولايات المتحده الامريكيه و التي تلعب في المنطقة على أكمل وجه, يجب ان نربط الحلقة الإقليمية مع الحلقة العالمية . فالهدف الأمريكي الاول و الاخير على الدوام و دون نقاش هو السيطرة على منابع الطاقة و ممراتها وهنا قناة السويس, و من مصلحتها أن تكون أنظمة المنطقة تتناغم معها و تنفذ المطلوب لتحقيق هذه الأهداف و هذا لن يكون إلا بأنظمة عميله تنفد المخططات المرسومه و اللاعشوائيه, لأن المطلوب من هذه الأنظمة هو أداء أدوارالقدره على خدمة المصالح الغربية وتحويل المنطقة سوق للمنتوجات الإستهلاكية الغربية وضمان التدفق الآمن و الرخيص للبترول وتاجها حماية أمن الكيان الصهيون و هذا كله على حساب مصالح الشعوب مما يؤدي الى تدمير الإقتصاد و القدرات البشرية و العلمية كما بان و ظهر على مرور السنوات السود .
من هنا عمل النظام المترنح الداخلي مع مفعّله الخارجي (أمريكا ) على التضحيه برأس النظام و حلقة التوريث , و تحويلهم الى محاكمات طويلة الامد و الاجل و لا تنتهي الا بالخروج الآمن في الوقت المناسب عندما تجتمع المبررات المناسبة لذلك.
و ما يدور من ترتيبات دستوريه( لا دستوريه طبعا ) الا لإجهاض الثورة التي لا يضمن أحد ما سوف تفرزه من أنظمة قد تهدد المصالح الغربيه......
نرجو ان يعي اهلنا من عامه , كتّاب , مفكرين و مثقفين ما يدور و يحاك ضد الثوره .
و السلام عليكم
د.اسماعيل الجهالين
جنوب افريقيا