الحُبُ و الحَرْبْ

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....... ثم اما بعد

بعد غيابٍ طويل تخللته رحله ظاهرها المشقه وفي باطنها الامل ولولا الامل و الهدف والطموح والتفاؤل لما استطعنا العيش ... والامل والثقه بالله كبيره ....... آليت ان يخط قلمي بهذا القسم لانها كان في الماضي ومازال يستمتع بالكتابه هنا .


كم هي جميلة تلك الايام التي قضيتها كنت افكر في يومي بل في ساعتي واللحظه ولا اعلم ولايهمني ماسوف يحدث بعد ذالك لاهموم ولاغموم ولا مسئوليات ...... كنا نرى الحياه بمنظور بسيط محدود النطاق كل شي جميل بنظرنا وجديد نتعلم ونستمتع حتى مع قلة الحيلة والعجز احيانا ..... تمر بنا لحظات من الحزن او القهر ولكن سرعان ماننسا ونفرح ونرضى وكأن شيئاً لم يكن ...... مضينا على هذا الحال ونحن بكامل العنفوان وكامل الاستقلالية العاطفيه لااحد يشاركنا قلوبنا .... حتى بدت الامور وكاننا في موقع تهديد اما ان نكون او لانكون وان اردنا ان نكون لابد ان نعمل وقبلها نعلم ونتعلم ..... مع نهاية المرحله الثانويه وبداية المرحله الجامعيه كانت هذه اول نقطة للتغيير وبدانا نحس بالمسئولية مرت اول سنه بالجامعه في غربه وضيق ذات اليد والتعفف عن طلب الاخرين لكن لازالت الروح قويه مستقله تبحث عن السعاده ولاتسمح لي امر ان يكدر صفوها .... حتى وقعت الصدمه وهي اول واسواء عقبه وهي عقبة الإخفاق او الفشل ....... هنا تبدأ بالتفكير هل استطيع تجاوز هذا الفشل مجرد التجاوز ام سوف اسقط في فخه واستمر بهذا الفشل او سوف انهض بقوة واجعل هذا الفشل خطوه اولى واساس للنجاح ..... هنا يُصنع الفرق ..... عدنا لمدينتنا محملين بالاعباء نشعر بالاحباط رجعنا بخفي حُنين ! ..... شاء الله واستطعنا ان نقف نصف الوقفه ونرجع لصفوف الجامعه ولكن ليس بتخصصنا الذي احببنا ... ولم تكون مسئلة العوده بالسهوله بمكان تخللها كثير من الصراع والاخذ والرد والرسائل السلبيه ونظرة الفاشل لازالت تلاحقك وتراها في اعين من يراك او يتحدث اليك .... وكأن نجاحات 13 سنه ماضيه لم تكن .... تناساها الناس ونظروا فقط للحظة فشلك !!
وان اتبعت الناس وصدقت رائهم فيك لأستمريت بالفشل ولن تنهض ابداً !
اصبحت هذه النظرة بمثابة التحدي وبفضلٍ من الله تم تخطي هذه المرحله باقل مما يجيب ب 6 اشهر ولله الحمد ولازال القلب ولازالت الروح قويه مستقله ....... تخلل هذه المرحله ومع كل هذا الصراع مع الذات والمجتمع دخول الزائر الجميل فيما يظهر هرباً من كل تلك القيود والعقبات والاخفاقات ... رغبةً من النفس للتغيير واعادة التسامح اليها مع الذات اولا ثم مع الاخرين فأخترت الحُب ولم تُحبُ عبثاً احبت من يستحق ذالك وكان خير المعين لتلطيف تلك الاجواء المشحونه المليئة بالتحديات والصعوبات كانت دافعاً للتقدُم لانه لازال هناك في الحياه من يستحق التضحيه !

ولكن كان وبالجانب الاخر كان يُقاسمك قلبك شغفك روحك احساسك توجيه عاطفتك احيان ... اقوالك وتصرفاتك اصبحت جسد واحد بروحين ! قد يأخذك من اقرب الناس اليك او من اهلك و من تربطك بهم علاقه قويه وقد تفسد كل مابنيت وانت لا تشعر ..... هنا يكمُنُ حربُ الحُب وسطوته على ذاتك ...... ثم ان توغل بداخلك فسوف تُحارب من اجل الحُب !

كم هو جميل المظهر خطير العواقب .... ولكن ليس كل حُبٍ يستحق ان تُحاربَ من اجله ........ فلا تجعل لأي حُبٍ دُنيوي ان يُحاربك ويُسيطر عليك .... تأكد ان الحُب لايُنافي الحياة ويجتمع مع كل المتناقضات و ليس بالضرورة التخلي عن اساسيات حياتك ليستمر ..... هو القاتل الجميل ...... والمقاتل البارع الخفي ...... هو الدافع والامل ان آمنت به ......._ الحديث يطول في جانب الدين وحُب الدين وبذل النفس رخيصه في سبيله وهذا معروفٌ بالفطره وبالضروره فلن اتطرق لهذا فهو اسمى واعلى من ان اشير اليه مجرد اشاره في موضوع شاسع _.

نعم هو الحُب هو الحياه ولكن احذر ان يسطو ويسيطر عليك او تعتقد انك لن تستمر بدون جزء من اجزائه انتهى!! .... فالحُبُ معناً شامل اشمل واعم مماتتصور هو الوطن لجميع القلوب هو الجانب الايجابي المشرق من كل شي هو الواحه وسط الصحراء هو الغيم بكبد السماء هو الهدوء وسط الضجيج والامل في حين الألم ... هو يستحق ان نحارب من اجله ان ندعو لمن نحبه في ظهر الغيب من اجله ان نضحي وان نموت في سبيله ولكن ليس على كل الاصعده .... فقط في حال كان موجها ً من شغاف قلبك لشي او لشخص او لامر يستحق وهو صحيح
مرت تلك السنون مع هذا القلب النابض بالحياة الحالم الواثق ولم يتأثر بأي عقبه فهو معتاد على تحدي الصعاب وهناك من يدفعه ( الحب ) فاضحى يسير ولايُبالي ويصل بأقل جهد توفيقا من الله اولاً ....... حتى وصل لمرحلة يجوز لي ان اسميها ... اخر فصل من فصول حرب الحُب على ذاتك ... وقد تودي بك ان استسلمت لها ..... نُعبِر عنها بفِراق ان كان متعلقا بإنسان ونكسه ان كان متعلقا بأمرٍ روحي ونهايه اذا كان متعلقا بجامد !

هنا ان استسلمت سقطت ولن تجد من يمد لك يد العون وان وجدت حتما سوف يتأخر!

مرت به السنون بعد هذه المرحله حياه جرداء بلا ألوان وسماء سودا بلا غيوم وصحراء قاحله بلا ما ومستقبل باهت المعالم وحاضرٌ تعيس وكأن كل تلك الحروب لم تكن وكأنه لم يعيش بتلك الواحه وسط الصحراء او يعيش بذالك القصر المُحصن الشامخ ولايخشى شيئاً عاد كما كان او اسوا في بعض الاحوال

هل سقط!؟ هل كانت هذه نهاية القصه؟! هل انتهى الحرب وتبدد الحُب؟!




لا .... فلازال القلب قلبا والروح روحا لن ولن تتوقف بسبب تلك العثره او بسبب ذالك السهم الذي اصاب الحب في احد حروبه
يعود ويستمر ويعيش بأفضل مما كان واكثر اخلاصا واكثر صدقا واكثر جديه فليس لهُ ان يُلدغ من جُحرٍ مرتين وليس له ان يسقط مره اخرى وان سقط فهو قد اعد العُده ليقوى على النهوض من تلقاء نفسه ..... هنا الشموخ هنا الإثار هنا تقديم الاخرين على النفس هنا الاحساس بمئآسي الضعفاء ونُصرة المظلومين ومساعدة المحتاجين بل والبكاء والحزن لعجزها احيانا عن مساعدة شخصٍ احتاج لمساعدتها هي مثلٌ اعلى ونموذج اسمى لاتهنئ بنوم ولاتجد وقتا لذاتها مكافحه مجاهده تُصارع الوقت وتُسابق الزمن مجتهده ناضجه مُتقِنه جاده لامكان للتُرهات في حياتها ..... مع كل هذا هي خلوقه وجميله ومُبتسمه ومتسامحه وصبوره ورااااقيه يحقُ لي ان افتخر بها وامثالها اسّوَّدَ من تحت عينيها بسبب السهر ووهنت اغصانها بسبب الجفاف ومع هذا فيهي نشر السعاده بل هي منبع السعاده حتى بمجرد النظر إليها كريمه ذات اليد وكريمة النفس عفيفة وخلوقه راسيه راسخه كالجبال الشُم ... هنا تجتمع المُتناقضات ولاغرابه او نقص بل في ابهى صور التكامل

هي ذاتُ الحُب هي من يستحِق ان نُحارب من اجله!

هي الحُبُ و الحرب



بقلَمي ~~~~

مع شُكري الجزيل لكُلِ مَنْ تفَضَلَ وقرأ


:)
 
أعلى