ولد الجابري
مشرف سابق
اكد الدكتور الشيخ مشبب فهد القحطاني المشرف التربوي بتعليم البنين في الشرقية على ان إكرام ذي الشيبة المسلم من اجلال الله، كما ورد في الحديث الصحيح وهذا الإكرام ليس لنا خيار فيه بل نحن ملزمون به إذا كنا نحب الله تعـالى ونُجِلُّه.
الرجل والمرأة
علما بأن ذا الشيبة المسلم يطلق على الرجل والمرأة فكل شخص مسلم ظهر فيه الشيب يزداد تقديره كلما تقدمت به السن، فذو الشيبة المسلم له حق على كل من هو اصغر منه وله حق بالنسبة لمن هو اعلى منه وكذلك العالم الذي يحمل القرآن ويعمل به ويدعو إليه له حق الاحترام والاكرام على كل فرد من افراد المجتمع اضافة الى اكرام ذي السلطان المقسط ـ صاحب الولاية العادل، سواء كان حاكما او وزيرا او مسؤولا عن دائرة له علينا حق الاحترام والتقدير وعلى سائر بقية الشعب.
حق الكبير
وأوضح انه يلزم التذكير بحق الكبير بشكل عام خاصة في هذا العصر الذي ظهرت فيه مساوئ عدم الاحترام. مبينا ان توقير الكبير حق إسلامي: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا) وعلى هذا المبدأ يجب ان يسير افراد المجتمع الكبير يرحم الصغير والصغير يحترم ويقدِّر الكبير.
واجب المدارس
واشار الى انه ينبغي على المدارس ان تهتم بهذا الجانب فتربِّي طلابها على احترام الآباء والمعلمين ومن هو اكبر منهم حتى الخدم والسائقين.
واجب الآباء
واضاف انه على الآباء والامهات ان يحرصوا على تربية أبنائهم على احترام الكبير فينصح الابناء ويطبق أمامهم عمليا احترام الكبير من جد وعم وخال وجار ونحوهم، كما يربي الصغير على احترام اخيه او اخته الاكبر منه، والاخ الاكبر يدرب ويوجِّه لرحمة من هو اصغر منهم وفق تدريب مكثف مع عدم الرضوخ للخلافات بين الاخوة والاخوات.. واشار الى انه من الامور المهمة في احترام الكبير عدم رفع الصوت على الكبير مهما كانت الخلافات بينهما وعدم أذيته بالقول او الفعل وان يبدأ الصغير بالسلام على الكبير اذا قابله.
ظهور الشيب
وابان ان الاسلام راعى منزلة الرجل او المرأة اللذين يظهر الشيب عليهما نتيجة لكبر السن وجعل لهما منزلة على غيرهما وذلك لعدة اسباب منها مراعاة للعمر الذي افنوه في طاعة الله والاعمال الصالحة، التي قاما بها ومنها ما قدَّماه للمجتمع من خدمات. وعرضا نفسيهما ربما للمخاطر والتضحيات خصوصا اذا كان احدهما من اهل العلم والفضل.. لذلك جاءت النصوص تحث على توقير هذا المسن .. فالوالدان في حال الكبر يعيشان حالة نفسية وجسمية وعقلية تختلف عن حالهما في وقت الشباب لهذا اكد الله سبحانه على بر الوالدين في حالة الكبر وبلوغ سن الشيخوخة مع دعوته الى الاحسان اليهما في كل حال لكنهما في حال الكبر آكد وأوجَب.
الاهتمام بالكبير
لذلك ينبغي ان نهتم بجميع المسنين اهتماما بالغا خصوصا اذا كان الكبير والدا او ذا رحم او صاحب ولاية عادل ويزداد الاحترام والتقدير اكثر اذا كان الكبير عالما عاملا او رجلا صالحا فهؤلاء هم خير الناس وخدمتهم شرف للانسان.. ومع اهتمامنا بمن شاب في الاسلام فلا يعني اهدار قيمة الكبير ولو كان كافرا مسالما ولعل الامثلة التالية تبين ذلك .. منها الرسول (صلى الله عليه وسلم) يحترم والد الصديق كبير السن الاشيب وهذا ابوبكر الصديق يوصي جند المسلمين بألا يقتلوا طفلا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة وهم في حالة حرب وسوف يمرون بأقوام قد فرغوا انفسهم في الصوامع بأن يدعوهم وما فرغوا انفسهم له. وهذا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مرَّ بباب قوم وعليه سائل يسأل شيخا كبيرا ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه وقال: من أي اهل الكتاب انت؟ قال: يهودي، قال: فما ألجأك الى ما ارى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن قال فأخذ عمر (رضي الله عنه) بيده فذهب به الى منزله فأعطاه من المنزل شيئا ثم ارسل الى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه، فو الله ما انصفناه اذا اكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم. واوضح عظمة هذا الدين بقوله: فيا لعظمة هذا الدين ويا لعظمة أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) وهل يمكن ان نقارنهم بمن يقتلون النساء والاطفال والشيوخ في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وغيرها من بلاد المسلمين.
تقدير الكبير لسِنه
واضاف ان كبير السن يقدِّر لسِنه وكلما كان له فضل ازدادت درجة الاحترام فمثلا كبير السن له حق فإذا كان مسلما كان له حقان فاذا كان والدا كانت له ثلاثة حقوق وان كان صالحا كانت له اربعة حقوق وان كان عالما كانت له خمسة حقوق.
وخاطب القحطاني الشباب موجِّها لهم بإكرام ذي الشيبة بقوله: أيها الشاب المسلم لئن كنت ممتعا الآن بقوتك فتخيل نفسك بعد سنين وقد ضعفت تلك القوة وعدت الى ضعفك القديم {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} الروم54، لئن كان هذا المار بك شيبة قد أمضى سنين عديدة فاعلم أنك بمضي السنين ستكون حالك مثل حاله.
فأكرم ذا الشيبة واعرف له قيمته ومكانته .. وإياك ان تستطيل عليه بلسانك احتقاراً له وسخرية به، إياك ان تترفع عليه لكونك ذا علم وفقه وثقافة فترى ذا الشيبة أقل شأنا من ذلك فلا تزدريه وتحتقره لعلمك وحيويتك ولكبره، وقد يكون لجهله، إياك ان يغرك جاهك او يخدعك منصبك او تغرك كثرة مالك فارفق بمن هو اكبر منك سِنَّاً تفز برضا الله تعالى وتوفيقه في الدنيا والآخرة.
كما خاطب المربين بقوله: وانت أيها المربِّي عليك ان تربِّي الصغار على احترام الكبار، لا تدع الصغير يتجاوز حدَّه امام الكبير، ولا تدع الصغير يبسط لسانه بالبذاءة او السخرية على من هو اكبر منه ولا تدع الصغير يتقدَّم على الكبير بل ألزمهم الادب الحسن.
الكبار يحترمون الصغار
وفي المقابل على الكبار خصوصا المسنين ان يرحموا الصغار وان يقدِّروا لهم قدرهم ثم ليكونوا قدوة لهم في الخير، كما يقال للكبار امنحوا أبناءكم الفرصة لاحترامكم وخدمتكم ومراعاة شعوركم وذلك بحسن الخلق في التعامل معهم ولا تعاملوهم بفوقية واحتقار، كما ان عليكم ان تحسنوا اعمالكم واقوالكم فلا تقعوا في المنكرات والاعمال المشينة حتى لا يكرهكم أبناؤكم ويزدروكم وحتى تمنحوهم مساحة لبرِّكم وطاعتكم وحبكم.
وختم القحطاني حديثه موضحا أن من احترام الكبار مراعاة حق علمائنا خصوصا كبار السن منهم فهم قد سبقوا للفضل والعلم، ولهم دور كبير في نشر الدين ولا نسمح بأي قزم أو تافه ان يتكلم في علمائنا بأي شكل من الاشكال.
الرجل والمرأة
علما بأن ذا الشيبة المسلم يطلق على الرجل والمرأة فكل شخص مسلم ظهر فيه الشيب يزداد تقديره كلما تقدمت به السن، فذو الشيبة المسلم له حق على كل من هو اصغر منه وله حق بالنسبة لمن هو اعلى منه وكذلك العالم الذي يحمل القرآن ويعمل به ويدعو إليه له حق الاحترام والاكرام على كل فرد من افراد المجتمع اضافة الى اكرام ذي السلطان المقسط ـ صاحب الولاية العادل، سواء كان حاكما او وزيرا او مسؤولا عن دائرة له علينا حق الاحترام والتقدير وعلى سائر بقية الشعب.
حق الكبير
وأوضح انه يلزم التذكير بحق الكبير بشكل عام خاصة في هذا العصر الذي ظهرت فيه مساوئ عدم الاحترام. مبينا ان توقير الكبير حق إسلامي: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا) وعلى هذا المبدأ يجب ان يسير افراد المجتمع الكبير يرحم الصغير والصغير يحترم ويقدِّر الكبير.
واجب المدارس
واشار الى انه ينبغي على المدارس ان تهتم بهذا الجانب فتربِّي طلابها على احترام الآباء والمعلمين ومن هو اكبر منهم حتى الخدم والسائقين.
واجب الآباء
واضاف انه على الآباء والامهات ان يحرصوا على تربية أبنائهم على احترام الكبير فينصح الابناء ويطبق أمامهم عمليا احترام الكبير من جد وعم وخال وجار ونحوهم، كما يربي الصغير على احترام اخيه او اخته الاكبر منه، والاخ الاكبر يدرب ويوجِّه لرحمة من هو اصغر منهم وفق تدريب مكثف مع عدم الرضوخ للخلافات بين الاخوة والاخوات.. واشار الى انه من الامور المهمة في احترام الكبير عدم رفع الصوت على الكبير مهما كانت الخلافات بينهما وعدم أذيته بالقول او الفعل وان يبدأ الصغير بالسلام على الكبير اذا قابله.
ظهور الشيب
وابان ان الاسلام راعى منزلة الرجل او المرأة اللذين يظهر الشيب عليهما نتيجة لكبر السن وجعل لهما منزلة على غيرهما وذلك لعدة اسباب منها مراعاة للعمر الذي افنوه في طاعة الله والاعمال الصالحة، التي قاما بها ومنها ما قدَّماه للمجتمع من خدمات. وعرضا نفسيهما ربما للمخاطر والتضحيات خصوصا اذا كان احدهما من اهل العلم والفضل.. لذلك جاءت النصوص تحث على توقير هذا المسن .. فالوالدان في حال الكبر يعيشان حالة نفسية وجسمية وعقلية تختلف عن حالهما في وقت الشباب لهذا اكد الله سبحانه على بر الوالدين في حالة الكبر وبلوغ سن الشيخوخة مع دعوته الى الاحسان اليهما في كل حال لكنهما في حال الكبر آكد وأوجَب.
الاهتمام بالكبير
لذلك ينبغي ان نهتم بجميع المسنين اهتماما بالغا خصوصا اذا كان الكبير والدا او ذا رحم او صاحب ولاية عادل ويزداد الاحترام والتقدير اكثر اذا كان الكبير عالما عاملا او رجلا صالحا فهؤلاء هم خير الناس وخدمتهم شرف للانسان.. ومع اهتمامنا بمن شاب في الاسلام فلا يعني اهدار قيمة الكبير ولو كان كافرا مسالما ولعل الامثلة التالية تبين ذلك .. منها الرسول (صلى الله عليه وسلم) يحترم والد الصديق كبير السن الاشيب وهذا ابوبكر الصديق يوصي جند المسلمين بألا يقتلوا طفلا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة وهم في حالة حرب وسوف يمرون بأقوام قد فرغوا انفسهم في الصوامع بأن يدعوهم وما فرغوا انفسهم له. وهذا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مرَّ بباب قوم وعليه سائل يسأل شيخا كبيرا ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه وقال: من أي اهل الكتاب انت؟ قال: يهودي، قال: فما ألجأك الى ما ارى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن قال فأخذ عمر (رضي الله عنه) بيده فذهب به الى منزله فأعطاه من المنزل شيئا ثم ارسل الى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه، فو الله ما انصفناه اذا اكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم. واوضح عظمة هذا الدين بقوله: فيا لعظمة هذا الدين ويا لعظمة أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) وهل يمكن ان نقارنهم بمن يقتلون النساء والاطفال والشيوخ في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وغيرها من بلاد المسلمين.
تقدير الكبير لسِنه
واضاف ان كبير السن يقدِّر لسِنه وكلما كان له فضل ازدادت درجة الاحترام فمثلا كبير السن له حق فإذا كان مسلما كان له حقان فاذا كان والدا كانت له ثلاثة حقوق وان كان صالحا كانت له اربعة حقوق وان كان عالما كانت له خمسة حقوق.
وخاطب القحطاني الشباب موجِّها لهم بإكرام ذي الشيبة بقوله: أيها الشاب المسلم لئن كنت ممتعا الآن بقوتك فتخيل نفسك بعد سنين وقد ضعفت تلك القوة وعدت الى ضعفك القديم {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} الروم54، لئن كان هذا المار بك شيبة قد أمضى سنين عديدة فاعلم أنك بمضي السنين ستكون حالك مثل حاله.
فأكرم ذا الشيبة واعرف له قيمته ومكانته .. وإياك ان تستطيل عليه بلسانك احتقاراً له وسخرية به، إياك ان تترفع عليه لكونك ذا علم وفقه وثقافة فترى ذا الشيبة أقل شأنا من ذلك فلا تزدريه وتحتقره لعلمك وحيويتك ولكبره، وقد يكون لجهله، إياك ان يغرك جاهك او يخدعك منصبك او تغرك كثرة مالك فارفق بمن هو اكبر منك سِنَّاً تفز برضا الله تعالى وتوفيقه في الدنيا والآخرة.
كما خاطب المربين بقوله: وانت أيها المربِّي عليك ان تربِّي الصغار على احترام الكبار، لا تدع الصغير يتجاوز حدَّه امام الكبير، ولا تدع الصغير يبسط لسانه بالبذاءة او السخرية على من هو اكبر منه ولا تدع الصغير يتقدَّم على الكبير بل ألزمهم الادب الحسن.
الكبار يحترمون الصغار
وفي المقابل على الكبار خصوصا المسنين ان يرحموا الصغار وان يقدِّروا لهم قدرهم ثم ليكونوا قدوة لهم في الخير، كما يقال للكبار امنحوا أبناءكم الفرصة لاحترامكم وخدمتكم ومراعاة شعوركم وذلك بحسن الخلق في التعامل معهم ولا تعاملوهم بفوقية واحتقار، كما ان عليكم ان تحسنوا اعمالكم واقوالكم فلا تقعوا في المنكرات والاعمال المشينة حتى لا يكرهكم أبناؤكم ويزدروكم وحتى تمنحوهم مساحة لبرِّكم وطاعتكم وحبكم.
وختم القحطاني حديثه موضحا أن من احترام الكبار مراعاة حق علمائنا خصوصا كبار السن منهم فهم قد سبقوا للفضل والعلم، ولهم دور كبير في نشر الدين ولا نسمح بأي قزم أو تافه ان يتكلم في علمائنا بأي شكل من الاشكال.