أبو نواف الفقيه
مشرف سابق
- إنضم
- 30 نوفمبر 2007
- المشاركات
- 6,161
- مستوى التفاعل
- 186
- النقاط
- 63
تبايتوا في خير ...
عبارة بسيطة في وقعها الموسيقي على الاذن ولكنها كبيرة في قدرها
كانت تقال عندما يزورك أحد من اهل القرية ويسمر عندك إلى ما بعد صلاة العشاء وأثناء خروجه من عندك يلقي عليك بهذه العبارة عند الوداع فترد عليه .. الساري يلقى خير ..
الله اكبر .. ما أروعها من كلمات في بساطتها وعفويتها وصدقها وصفائها دون تكلف .. يالطيبة تلك الأيام وأهلها ..
كان السمر زمان غير .. سمر بريء .. مجرد (سواليف) عن مزارعهم وحلالهم وأخبار الامطار .. وأحياناً يتجاذبون بعض أحاديث الشعر والشعراء .. وإذا أحدهم كان يملك جهاز راديو استمعوا لمضارب البادية ..او من كان منهم مهتم بالسياسة فإذاعة لندن أو مونت كارلو .. قلوب نظيفة.. ملتفة حول بعضها حتى بيوتهم تشبه قلوبهم متلاصقة في منظر أخاذ .. وكأنها تقول للناظر نحن وأهلنا متآلفين .. ويغلق على جميع هذه البيوت باب واحد كبير يسمى (المصاريع)..!
ينامون مبكراً .. ليستيقظوا مبكراً.. مشحونين بالقناعة والرضا..يسرحون حلالهم وينزلون للوادي .. يعملون بالمزارع حتى تحمى الشمس ..ثم يعودون لبيوتهم يقيلون وقت الظهيرة وقرب العصر يستعدون إما لجلب الأعلاف للبهائم أو لجلب الحطب أو الماء .. وكل هذا العمل الشاق تقوم به النساء على ظهورها..!
بينما الرجال يعملون بالفلاحة أو بناء البيوت أو حفر آبار أو بناء روبة انهدمت لشدة الأمطار (جدار يستعمل لحفظ البلاد الزراعية من الإنهيار).. وهكذا كانت الحياة تدور بكل هدوء وبساطة بعيداً عن صخب المدنية المترفة .. فماذا جنينا من المدن غير الأمراض..؟! أجواء ملبدة بالغبار وعوادم السيارات وغازات المصانع... حتى انتشرت فيها علل لم تعرف من قبل..! وذاك لشدة تلوث أجواءها..
الله ما أجمل قرص الحنطة .. وخبزة الحبش..وعصيدة مكسبك..وطبيخ المجدول .. والسيال.. والذرة.. إني أحلم بتلك الحياة الغارقة في البساطة والطهر ... لعلها تعود .. ولكن أنى لها ذلك ... يبدو إني أخرف واهذي.. لإشتياقي المجنون لتلك الحقبة .. آآآه ما أجمله من جنوووون!!!
عبارة بسيطة في وقعها الموسيقي على الاذن ولكنها كبيرة في قدرها
كانت تقال عندما يزورك أحد من اهل القرية ويسمر عندك إلى ما بعد صلاة العشاء وأثناء خروجه من عندك يلقي عليك بهذه العبارة عند الوداع فترد عليه .. الساري يلقى خير ..
الله اكبر .. ما أروعها من كلمات في بساطتها وعفويتها وصدقها وصفائها دون تكلف .. يالطيبة تلك الأيام وأهلها ..
كان السمر زمان غير .. سمر بريء .. مجرد (سواليف) عن مزارعهم وحلالهم وأخبار الامطار .. وأحياناً يتجاذبون بعض أحاديث الشعر والشعراء .. وإذا أحدهم كان يملك جهاز راديو استمعوا لمضارب البادية ..او من كان منهم مهتم بالسياسة فإذاعة لندن أو مونت كارلو .. قلوب نظيفة.. ملتفة حول بعضها حتى بيوتهم تشبه قلوبهم متلاصقة في منظر أخاذ .. وكأنها تقول للناظر نحن وأهلنا متآلفين .. ويغلق على جميع هذه البيوت باب واحد كبير يسمى (المصاريع)..!
ينامون مبكراً .. ليستيقظوا مبكراً.. مشحونين بالقناعة والرضا..يسرحون حلالهم وينزلون للوادي .. يعملون بالمزارع حتى تحمى الشمس ..ثم يعودون لبيوتهم يقيلون وقت الظهيرة وقرب العصر يستعدون إما لجلب الأعلاف للبهائم أو لجلب الحطب أو الماء .. وكل هذا العمل الشاق تقوم به النساء على ظهورها..!
بينما الرجال يعملون بالفلاحة أو بناء البيوت أو حفر آبار أو بناء روبة انهدمت لشدة الأمطار (جدار يستعمل لحفظ البلاد الزراعية من الإنهيار).. وهكذا كانت الحياة تدور بكل هدوء وبساطة بعيداً عن صخب المدنية المترفة .. فماذا جنينا من المدن غير الأمراض..؟! أجواء ملبدة بالغبار وعوادم السيارات وغازات المصانع... حتى انتشرت فيها علل لم تعرف من قبل..! وذاك لشدة تلوث أجواءها..
الله ما أجمل قرص الحنطة .. وخبزة الحبش..وعصيدة مكسبك..وطبيخ المجدول .. والسيال.. والذرة.. إني أحلم بتلك الحياة الغارقة في البساطة والطهر ... لعلها تعود .. ولكن أنى لها ذلك ... يبدو إني أخرف واهذي.. لإشتياقي المجنون لتلك الحقبة .. آآآه ما أجمله من جنوووون!!!
.
التعديل الأخير: