من ( قصص العرب ) ( حكم وعبر ) ''''''

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38

[بسم الله الرحمن الرحيم]


1

___

احتكام الشعراء في عكاظ .
____________________

حكى عن نابغة بني ذبيان أنه كانت تضرب له قبّة من أدَم بسوق عُكاظ يجتمع إليه فيها الشعراء فدخل إليه حسَّان بن ثابت وعنده الأعشى وقد أنشده شعره ، وأنشدته الخنساء قولها :

قَذىً بعينيك أم بالعين عوَّارُ
أم ذرّفت إذ خلتْ من أهلها الدّارُ

حتى انتهت إلى قولها :

وإنّ صخراً لتأتم الهداةُ به
كأنه علمٌ في رأسه نارُ

وإن صخراً لمولانا وسيدنا
وإنّ صخراً إذا نشتو لنحَّارُ

فقال : لولا أن أبا بصير أنشدني قبلك لقلت : إنك أشعرُ الناس . أنتِ والله أشعرُ من كل أنثَى ! قالت : ومن كل رجُل .

فقال حسَّان : أنا والله أشعرُ منك ومنها . قال : حيثُ تقول ماذا ؟ قال : حيثُ أقول :


لنا الجفناتُ الغرُّ يلمعن بالضحا
وأسيافنا يقطرن من نجدةٍ دما

ولدنا بنا العنقاء وابني محرّقٍ
فأكرمْ بنا خالاً وأكرمْ بنا ابنما

فقال : إنك شاعر لولا أنك قلت : " الجفنات " فقللت العدد ، ولو قلت " الجفان " لكان أكثر .
وقلت " يلمعن في الضحى " ولو قلت : " يبرقْن بالدجا " لكان أبلغ في المديح ، لأن الضيف بالليل أكثر طروقاً .
وقلت " يقطرن من نجدةٍ دما " فدللت على قلة القتل ،
ولو قلت : " يجرين " لكان أكثر لانصباب الدم . وفخرت بما ولدت ولم تفخر بمن ولَدَك .
فقام حسَّان منكسراً منقطعاً !




 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
2
أعرابي في سفر

زعموا أن رجلاً من كعب خرج في جماعة ، معه سقاء من لبن ، فسار صدر يومه ، فعطش ، فأناخ ليشرب فإذا غرابٌ ينعُب ، فأثار راحلته ، ثم سار فلما أظهر أناخ ليشرب فنعب الغراب وتمرغ في التراب ، فضرب الرجل السقاء فإذا فيه أسودٌ ضخمٌ فقتله .

ثم سار فإذا غرابٌ واقعٌ على سدرة فصاح به فوقع على سلمة فصاح به فوقع على صخرة ، فانتهى إليها فأثار كنزاً .

فلما رجع إلى أبيه قال له : إيه ماصنعت ؟ قال : سرت صدر يومي ، ثم أنخت لأشرب فنعبَ الغراب ، قال : أثرها وإلا فلست بابني ! قال : أثرتها . ثم أنخت لأشرب ، فنعب الغراب وتمرغ في التراب ، قال : اضرب السقاء وإلا فلست بابني ! قال : فعلتُ فإذا أسودٌ ضخم ، قال : ثم مََهْ ! قال : ثم رأيت غراباً على سدرة ، قال : أطره وإلا فلست بابني ! قال : فعلتُ ، فوقع على سلمة . قال : أطره وإلا فلست بابني ! قال : فعلت ، فوقع على صخرة ، قال : أخبرني بما وجدت فأخبره .
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
3

إياس في مجلس القضاء


أستودع رجلٌ رجلا آخر مالاً ، ثم طلبه فجحده ، فخاصمه إلى إياس ابن معاوية القاضي ، وقال : دفعت إليه مالا في مكان كذا وكذا ! قال : فأي شيءٍ كان في ذلك الموضع ؟ قال : شجرة .
قال : فانطلِقْ إلى ذلك الموضع وانظر إلى تلك الشجرة ، فلعل الله يوضِّح لك هناك ما تبيّن به حقَّك ! أو لعلك دفنت مالك تحت الشجرة فنسيت فتذكر إذا رأيت الشجرة .

فمضى وقال : إياس للمطلوب منه : اجلس حتى يرجع صاحبك فجلس وإياس يقضي وينظر بين كل ساعة . ثم قال : ترى صاحبك بلغ موضع الشجرة ظ قال : لا !
فقال : يا عدو الله أنت الخائن ! قال : أقلني أقالك الله ! فأمر بحفظه حتى جاء خصمه ، فقال : خذ منه بحقِّك فقد أقر .
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
4

لن يبرح العبدان حتّى يُقتلا


صحب رجل كثير المال عبدين فلمّا توسطا الطريق همَّا بقتله فلمّا صح ذلك عنده قال : أقسم عليكما _ إن كان لابد من قتلي _ أن تمضيا إلى داري ، وتنشدا ابنتيَّ هذا البيت ! قالا : وما هو ؟ قال :

من مبلغٌ بنتيَّ أنَّ أباهما ** لله درّكما ودرّ أبيكما

فقال أحدهما للآخر : ما نرى فيه بأساً !
فلمّا قتلاه جاءا إلى داره ، وقالا لابنته الكبرى : إن أباك قد لحقه ما يلحق بالناس وآلى علينا أن نخبركما بهذا البيت . فقالت الكبرى : ما أرى فيه شيئاً تخبراني به ، ولكن اصبرا حتى أستدعي أختي الصغرى .

فاستدعتها فأنشدتها البيت ، فخرجت حاسرة وقالت : هذان قتلا أبي يا معشر العرب ، ما أنتم فصحاء !
قالوا : وما الدليل على ذلك ؟

قالت : المصراع الأول يحتاج إلى ثانٍ والثاني يحتاج إلى ما يكمله ولا يليق أحدهما بالآخر . قالوا : فما ينبغي أن يكون :

قالت ينبغي أن يكون :

من مخبرٌ بنتيَّ أنّ أباهما
أمسى قتيلاً بالفلاة مجندلا

لله درّكما ودرّ أبيكما
لن يبرح العبدان حتى يُقتلا

فاستخبروهما فوجدوا الأمر على ما ذكرت
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
5


أشجع الناس شعراً



سأل يوماً عبدُ الملك بن مروان : من أشجع الناس شعراً ؟ فقيل عمرو بن معديكرب .فقال : كيف وهو القائل :
فجاشَت إليّ النفسُ أول مرةٍ ** فرُدّت على مكروهها فاستقرّتِ

قالوا : فعمرو بن الإطنابة . فقال : كيف وهو الذي يقول :
وقولي كلما جشأت وجاشَت ** مكانكِ تحمدي أو تستريحي

قالوا : فعامر بن الطفيل . قال : كيف وهو الذي يقول :
أقول لنفسٍ لا يُجاد بمثلها ** أقلّي مراحاً إنني غيرُ مدبرِ

قالوا : فمَن اشجعهم عند أمير المؤمنين ؟ قال : أربعة ، عباس بن مرداس السلمي ، وقيس بن الخطيم الأوسي ، وعنترة بن شداد العبسي ، ورجل من بني مزينة .

أمّا عباس فقوله :
أشُدُّ على الكتيبةِ لا أبالي ** أفيها كان حتفي أم سواها

وأمّا قيس بن الخطيم فلقوله :
وإني لدى الحرب العوان موكّلٌ ** بتقديم نفسٍ لا أريد بقاءها

وأما عنترة فلقوله :
إذ تتقون بِي الأسنة لم أخمْ ** عنها ولكن قد تضايقَ مقدمي

وأما المزني فلقوله :
دعوتُ بني قحافة فاستجابوا ** فقلتُ : رِدوا فقد طاب الورود



 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
6

ذكاء ابن عباس


بينا ابنُ عباس في المسجد الحرام ، وعنده نافع بن الأزرق وناسٌ من الخوارج يسألون ، إذْ أقبل عمرو بن ربيعة في ثوبين مصبوغين مورّدين حتى دخل وجلس ، فأقبل عليه ابن عباس ، فقال : أنشدنا ، فأنشده :

أمِن آلِ نُعْمٍ أنتَ غادٍ فمبكِرُ **غداةَ غدٍ أمْ رائحٌ فمهجّرُ


حتى أتى على آخر القصيدة ، فأقبل عليه نافع بن الأزرق فقال : الله يا ابن عباس ! إنا نضرب إليك أكباد الإبل من أقاصِي البلاد نسألك عن الحلال والحرام فتتثاقلُ عنَّا ، ويأتيك غلامٌ مترَفٌ من مترفي قريش فينشدك :

رأيت رجلاً أمّا إذا الشمس عارضت ** فيخزى وأما بالعشيِّ فيخْسَرُ

فقال ابن عباس : ليس هكذا ، قال : فكيف ؟ قال :

رأتْ رجلاً أما إذا الشمسُ عارضت ** فيضحَى وأما بالعشي فيخصَرُ

قال ما أراك إلا وقد حفظت البيت! قال : أجَل ! وإن شئت أن أنشدك القصيدة أنشدتك إياها ، قال : فإني أشاء .. فأنشده القصيدة حتى أتى على آخرها وما سمعها قط إلا تلك المرَّة صفحاً .
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
7

لا خير في عشْق بلا موت



يحكى أن عبد الله بن طاهر استعرض جارية أعجبته ، فاستنطقها فإذا هي شاعرة فقال لها : أجيزي :

بُعَيد وصلٍ طويل هجرٍ ** جعلته في الهوى ملاذا

فقالت مسرعة :

فعاتبوهُ فزاد شوقاً ** فمات عشقاً فكان ماذا

فاشتراها فماتت من الغَد .
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
فتكَة البرَّاض

وهو البراض بن قيس الكناني فاتك جاهلي يضرب بفتكه المثل ، تبرّأ منه قومه ففارقهم وقدم مكة ، ثم رحل إلى العراق ، وبسببه هاجت حرب الفجار بين خندف وقيس
.


كان البرَّاض رجلاً فاتكاً خليعا ، يجني الجنايات على أهله ، فخلعه قومه ، وتبرّءوا من صنيعه ، ففارقهم وقدم مكة ، فخالف حرب بن أمية ، ثم نبا به المقام بمكة أيضاً ، ففارق أرض الحجاز إلى أرض العراق ، وقدم على النعمان بن المنذر الملك ، وكان النعمان يبعث كل عام بلطيمة _ وهي العير التي تحمل الطيب وبز التجار _ إلى عكاظ تباع له هناك فقال يوماً ، وعنده البرَّاض وعروة بن عتبة ابن جعفر المعروف بالرحَّال ، : مَن يجيز لي لطيمتي هذه حتَّى يبلغها عكاظ ؟ فقال البرَّاض : أبيت اللعن ! أنا أجيزها على كنانة . فقال النعمان : إنما أريد من يجيزها على كنانة وقيس ، فقال عروة : أكلبٌ خليع يجيزها ! أبيت اللعن ، أنا أجيزها على أهل الشيح والقيصوم من أهل تهامة وأهل نجد ، فقال البرَّاض وقد غضِب : وعلى كِنانة تجيزها يا عروة ؟ قال : وعلى الناس كلهم !

فدفع النعمان اللطيمة إلى عروة الرحال وأمره بالمسير بها ، وخرج البرّاض يتبع أثر عروة يرى مكانه ولا يخشى منه ، حتى إذا كان عروة بين ظهراني قومه أدركه البرّاض بن قيس فأخرج قداحه يستقسِم بها في قتل عروة ، فمرَّ به عروة فقال : ما تصنَع يا برَّاض ؟ فقال : أستقسم في قتلك أيؤذن لي أم لا ؟ فقال عروة : همّتُك أضعف من ذلك ! فوثبَ إليه البرَّاض بالسيف فقتله .

فلمّا رآه الذين يقومون على العير والأحمال قتيلا انهزموا فاستاق البرّاض العير وسار على وجهه إلى خيبر ، وتبعه رجلان ليأخذاه ، أحدهما غنوي والآخر غطفاني ، وسارا حتى لقيهما البرَّاض بخيبر ، فقال لهما من الرجلان ؟ قالا نحن من قيس قدمنا لنقتل البرّاض ، فأنزلهما وعقل راحلتيهما ثم قال : أيكما أجرأ عليه وأجود سيفا ؟ قال الغطفاني : أنا ، فأخذه ومشى معه ليدله _ بزعمه _ على البرّاض ، ثم قال للغنوي : احفظ راحلتيكما ، ففعل .

وانطلق البرَّاض بالغطفاني حتى أخرجه إلى خرِبَةٍ في جانب خيبر وقال له : هو في هذه الخربة يأوي إليها ، فأمهلني حتى أنظر أهو فيها ؟ فوقف ، ودخل البرَّاض ثم خرج فقال : هو فيها وهو نائم فأرني سيفك حتى أنظر إليه : أضاربٌ هو أم لا فأعطاه سيفه فضربه به حتى قتله ، ثم أخفى السيف وعاد إلى الغنوي ، فقال له : لم أرَ رجلاً أجبن من صاحبك تركته في البيت الذي فيه البرّاض وهو نائم فلم يقدم عليه ! فقال : انظر لي من يحفظ الراحلتين حتى أمضي إليه فأقتله ، فقال : دعهما وهما عليَّ ، ثم انطلقا إلى الخربة فقتله وسار بالعير إلى مكة .

.





 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
كاهنَة بني سعْد



نذر عبد المطلب بن هاشم أنَّه متى رُزِق عشرة أولاد ذكوراً ورآهم بين يديه رجالاًَ أن ينحر أحدهم عند الكعبة شكراً لربِّهِ

فلما استكمل ولده العَدد ، وصاروا من أظهر العُدد ، قال لهم : يا بني ، كنتُ قد نذرت نذراً علمتموه قبل اليوم ، فما تقولون :

قالوا : الأمر لك وإليك ، ونحن بين يديك ! فقال : لينطلق كل واحدٍ منكم غلى قِدْحِه ، وليكتب عليه اسمه ، ففعلوا ثمّ أتوه بالقداح فأخذها .

ثُم دعا بالأمين الذي يضرب القداح ، فدفع إليهم قداحهم ، وقال : حرِّك ولا تعجَل .

وكان أحبّ ولد عبد المطلب إليه عبدالله : فضرب صاحب القداح السهم فخرج على عبد الله ، فأخذ عبد المطلب الشفرة وأتى بعبد الله وأضجعه بين إسافٍ ونائلة .

وهمّ بذبحه فوثب إليه ابنه أبو طالب ، وكان أخا عبد الله لأبيه وأمه وأمسك بيده عن أخيه . فلمَّا سمعت بنو مخزوم - وكانوا أخواله - وثبوا على عبد المطلب فقالوا : يا أبا الحارث ، إنَّا لا نسلم إليك ابن أختنا للذبح ، فاذبح من شئت من ولدك غيره !
فقال : إنّي نذرت نذراً ، وقد خرج القدح ، ولا بد من ذبحه ! قالوا : كلا ! لا يكون ذلك أبداً وفينا روح ، وإنا لنفديه بجميع أموالنا من طارفٍ وتليد .

ثمّ وثبَ الساداتُ من قريشٍ إلى عبد المطلب فقالوا : يا أبا الحارث إن هذا الذي عزمت عليه لعظيم ، وإنك إن ذبحت ابنك لم تتهنأ بالعيش من بعده ، ولكن تثبَّت حتى نصير معك إلى كاهنة بني سعد ، فما أمرتك من شيءٍ فامتثله .

فقال عبد المطلب : لكم ذلك.

ثم خرج في جماعة من بني مخزوم نحو الشام إلى الكاهنة ، فلما دخلوا عليها أخبرها عبدالمطلب بما عزم عليه من ذبح ولده . فقالت الكاهنة : انصرفوا عني اليوم ، فانصرفوا .

وعادوا من الغد ، فقالت : كم دية الرجل عندكم ؟ قالوا : عشر من الإبل . قالت : فارجعوا إلى بلدكم وقرّبوا هذا الغلام الذي عزمتم على ذبحه وقدّموا معه عشراً من الإبل ، ثمّ اضربوا عليه وعلى الإبل القداح ، فإن خرج القِدْح على الإبل فاذبحوها ، وإن خرج على صاحبكم فزيدوا على الإبل عشراً حتى يرضى ربكم .

فانصرف القوم إلى مكّة ، وأقبلوا يقولون : يا أبا الحارث إن لك في إبراهيم إسوة حسنة ، فقد علمت ما كان من عزمه على ذبح ابنه إسماعيل وأنت سيّد ولد إسماعيل ، فقدِّم مالك دون ولدِك .

فلمَّا أصبح عبد المطلب قرَّب عبد الله وعشراً من الإبل ، ثُم دعا بأمين القداح وجعل لابنه قِدحاً ، وقال : اضرب ولا تعجل فخرج القدح على غبد اله ، فجعلها عشرين ، فضرب فخرج على عبد الله ، فجعلها ثلاثين فضرب فخرج القدح على عبد الله ، فجعلها أربعين ،... وكلما خرج القدح على ابنه زادها عشراً حتى جعلها مائة فخرج القدح على الإبل ، فكبَّر عبد الله وكبَّرت قريش وقالت : يا أبا الحارث ، إنه قد رضي ربُّك وقد ابنك من الذبْح .

فقال لا والله حتى أضرب عليه ثلاثاً ! فضرب على الثانية فخرج على الإبل ، فضرب الثالثة فخرج على الإبل فعلِم عبدُالمطلب أنه قد بلغ رضا ربه في فداء ابنه .

فقرِّبت الإبل ، وهي مائة من جِلة إبل عبد المطلب ، فنحرت كلها فداءً لعبد الله ، وتركت في مواضعها ، لا يصُد أحدٌ عنها ينتابها ممّن دبّ ودرج .

وانصرف عبدالمطلب بابنه عبدالله فرحاً .


[يتبع]
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
أكلْتُ يوم أكل الثور الأبيض

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إنما مثلي ومثل عثمان كمثل أثوارٍ ثلاثة كُنَّ في أجمة : أبيضٌ وأسودٌ وأحمر ومعهنَّ فيها الأسد فكان لا يقدر على شيء لاجتماعهن عليه .

فقال للثور الأسود والثور الأحمر : لا يدل علينا في أجمتنا إلا الثور الأبيض فإن لونه مشهور ، ولوني على لونكما فلو تركتماني آكله صفت لكما الأجمة . فقالا له : دونك فكله ..فأكله .

فلما مضت أيام قال للأحمر لوني على لونك فدعني آكل الأسود لتصفو لنا الأجمة ! فقال له : دونك فكله فأكله ..

ثم قال للأحمر : إني آكلك لا محالة فقال : دعني أنادي ثلاثاً . فقال : افعل .. فنادى : ألا إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض .. ثم قال علي رضي الله عنه .. ألا إني أهنتُ يوم قتل عثمان ! يرفع به صوته !
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
غريبَ الدَّار عن وطنِه


.
قال جماعة من أهل البصرة : خرجنا نريدُ الحج ، فلمَّا كنّا ببعض الطريق إذا غلامٌ واقفٌ على المحجَّة وهو ينادي :

أيها النَّاس ، هل فيكم أحدٌ من أهل البصرة ؟ فملنا إليه وقلنا ما تريدُ ؟ قال :

إنَّ مولاي لما بِه يريدُ أن يوصيكم ،فملنا إليه ، فإذا شخصٌ ملقى على بعد من الطريق تحت شجرة لا يحير جواباً ، فجلسنا حوله ، فأحسّ بنا ، ورفع طرفه وهو لا يكاد يرفعَه ضعفاً ، وأنشأ يقول :




يا غريبَ الدَّار عن وطنه


مفْرداً يبكي على شجنه


كلما جَدَّ البًكاء به


دبَّت الأسقام في بدنِه





ثُم أغمى عليه طويلا ، وإنا لجلوس حوله إذ أقبل طائر ، فوقع على أعلى شجرة ، وجعل يُغرِّد ، ففتح عينيه ، وجعل يسمع تغريد الطائر ثم قال :




ولقَد زاد الفؤادُ شجىً


طائرٌ يبكي على فننه


شفَّه ما شفَّنِي فبكى


كلنا يبكي على سكنه





ثُم تنفَّس تنفُّساً فاضت نفسُه منه ، فلم نبرح حتى غسَّلناه وكّفناه ، وتولينا الصلاةَ عليه ، فلما فرغنا من دفنه سألنا الغلام عنه ، فقال : هذا العباس بن الأحنف !
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
مشكور اخي العزيز مشاركة رائع وبارك الله فيك =وتقبل مروري




شرفتني بحضورك الدائم اخي العزيز ابو رياض
شكرا لك على مرورك الكريم ووفقك الله وسددك
احترامي و تقديري لك


[all1=#000dff]اسد الاسلام[/all1]
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
جوِّع كلبَك يتبَعَك.

كان أحد ملوك حميَر عنيفاً على أهل مملكته ، يغصبهم أموالهم ، ويسلبهم ما في أيديهم ، وكانت الكهنة تخبره أنهم سيقتلونه ، فلا يحفل بذلك .

وسمعَت امرأته أصوات السؤال ، فقالت : إني لأرحم هؤلاء ، لما يلقون من الجهد ، ونحن في العيش الرغد ، وإني لأخاف عليك أن يصيروا سباعاً ، وقد كانوا لنا أتباعا ، فرد عليها وقال : جوِّع كلبَك يتبعَك .!!

فلبث بذلك زماناً ، ثم أغزاهم ، فغنموا ولم يقسم فيهم شيئاً ، فلما خرجوا من عنده قالوا لأخيه : وهو أميرهم : قد ترى ما نحن فيه من الجهد ونحن نكره خروج الملْك منكم _ أهل البيت _ إلى غيركم ، فساعدنا على قتل أخيك ، واجلس مكانه .

وكان قد عرف بغيه واعتداؤه عليهم ، فأجابهم إلى ذلك ، فوثبوا عليه فقتلوه !

فمر به عامر بن جذيمة _ وهو مقتول _ وقد سمع بقوله : جوِّع كلبك يتبعك _ فقال : ربما أكل الكلبُ مؤدِّبه إذا لم ينل شبَعه .


.
 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
شجاعة صفيَّة بنت عبد المطّلب

قالت صفيَّة بنت عبدالمطلب : كان حسّان بن ثابت معنا في حصن فارغ يوم الخندق ، ومعنا النساء والصبيان ، فمر بنا رجلٌ من يهود ، فجعل يطيف بالحصن ، فقلت : يا حسَّان ، إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن وأنا والله لا آمن أن يدل علينا من وراءنا من يهود ، ورسول الله قد شغل عنا ! فانزل إليه واقتله . فقال : يغفر الله لك يا بنة عبد المطلب لقد عرفت ما أنا بصاحب شجاعة .

قال : فلما قال لي ذلك ولم أر عنده شيئاً اعتجرت ثم أخذت عموداً ونزلت إليه من الحصن فضربته بالعمود حتى قتلته ، فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن ، وقلت : يا حسَّان ، انزل إليه ، فاسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل ! فقال : ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب !


 

اسد الاسلام

Active Member
إنضم
19 أغسطس 2010
المشاركات
1,725
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
لا أذوق المُدَام إلا شميما

حُبِس أبو نواس في شرب الخمر ، وكان للفضل بن الربيع خال يستعرضُ أهل السجون ويتعاهدهم ويتفقدهم ، ودخل في حبس الزنادقَة ، فرأى فيه أبا نوّاس _ وكان لا يعرفه _ فقال له : يا شَاب ، أنتَ مع الزنادقَة ؟ قال أبو نوّاس : معاذ الله ! قال : لعلّك ممّن يعبد الكبْش ؟ قال : أنا آكل الكبش بصوفه ! . قال : فلعلّك ممن يعبد الشمس ، قال أبو نواس : إني لأتجنّب القعود فيها بغضاً لها ! قال : فبأي جرْمٍ حُبِسْت ؟ قال : حبستُ بتهمة أنا منا بريئ ! قال : ليس إلا هذا ! قال : والله لقد صدقت .
فجاء إلى الفضلِ وقال له : يا هذا .. أيحبسُ الناس في التهمة ! ؟ قال : وما ذاك ؟ فأخبره بما ادّعى من جرمه .. فتبسّم الفضل ودخل على محمد الأمين فأخبره بذلك ، فدعا به وتقدّم إليه أن يجتنب الخمر والسكر . فقال : نعم . قيل له : فبعهد الله ! قال نعم . فأُحرجَ أبو نواس من السجن .

فبعث إليه فتيان من قريش ، فقال لهم : إني لا أشرب ، قالوا : وإن لم تشرب فآنسنا بحديثك ، فأجاب .. فلما دارت الكأس بينهم قالوا أم ترتح لها ؟ قال : لا سبيل والله إلى شربها وأنشأ يقول :




أيها الرائحانِ باللومِ لومـا


لا أذوق المدام إلا شميمـا


نالني بالملامِ فيهـا إمـامٌ


لا أرى لي خلافه مستقيما


فاصرفاها إلى سواي فإني


لست إلا على الحديث نديما
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,079
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك
شكراً لك على الطرح الرائع
 
أعلى