محمد السويحي
Well-Known Member
- إنضم
- 13 أغسطس 2011
- المشاركات
- 1,513
- مستوى التفاعل
- 34
- النقاط
- 48
بسم الرحمن الرحيم
{..رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10
*************************
من منا إخوتي في الله خلا من ضيق يحمله في صدره من عزيز أو صديق أو أخ أو أخت ..!
فالحياة مليئة بالمعاكسات و التصادمات بما يخالف الرغبة والإرادة.. !
وكثيرا ما تمتلكنا الأنانية وتنفث في رؤوسنا روح الثأر والانتقام ..!
وحتى لا نخسر من نحب ؛ تشبثنا بشعار ( العتاب بين الأحباب ) و أن ( معاتبة الصديق أهون من فقدانه ).. وأن ( عتاب المحبين كمطر الصيف ، يمضي سريعاً ، ويترك الدنيا أكثر نضارةً وجمالاً) ..وإن صحت الأقوال.. ففي جعبتنا ما يجعلنا نرقى بفكرنا ومشاعرنا ..وسيجعلها تأخذ منحنى آخر؛يتأسف على ما مضى من فوات للأجروالثواب..والأعظم من ذلك ؛ محبة الله التي أعدها للمحسنين وقد قال :
{..فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13
ولن أطيل عليكم ..وناصحة لنفسي قبل غيري..أقدم لكم:
تعال ..نتغافر .. بل " الصفح الجميل "
*************************
فما أقسى يوما بدأ بالمودة وانتهى بالجفاء
أيجمعنا الزمان أحبابا يفوح منا عطر الوفاء
ويفرقنا خلافٌ يسع من فقهه الفضاء
فلئن أساء أخوك هاهنا , فلقد أحسن إليك هاهنا وهاهنا وهناااك
ثم ..من لك بأخيك كله
هُن لأخيك.. ولِن له..ولاتطع الشيطان في أمره
غداً يوافيه الموت فيكفيك فقده
كيف تبكيه بعد الموت وفي الحياة تركت وصله..!!
* وما أجمل قول الشافعي رحمه الله : الحر من راعى وداد لحظة
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }. النور (22
* يقول الإمام ابن القيم:[يا ابن ادم.. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها الا هو .. وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده ،وإن أحببت أن يعفو عنك فاعف أنت عن عباده , فأنما الجزاء من *** العمل..تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك..]
* أما ابن سيرين رحمه الله قال: ” إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ،فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه “
* وما أحوجنا إلى سمو أخلاق ابن السماك ..والذي دعاه صاحب له قائلا :
تعال غدا نتعاتب ..! فردّ عليه قائلا :
*** بل ..تعال غدا نتغافر ..!***
والله إنها لكلمات نسجت من نور ..
تعال نتغافر ..
نعم .. فلنبدأ بذاك الرقي من المشاعر ..ولنتغافر ونتغافر
ولكن ..{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ..ألا وهو:
" الصفح الجميل ".
[ وهو التجاوز عن الذنب بالكلية واعتباره كأن لم يكن حاصلاً ]
وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حين سئل عنه فقال :.. صفح بلا عتاب ..!
وفسره آخر :الصفح الجميل أي : الحسن الذي قد سلم من الحقد ، والأذية القولية والفعلية.
وأختم بإشراقتين من معالي الصحابة: والإضاءة الأولى عن أبي ذر رضي الله عنه :
وقد كان في أول عهده، تعثر به بلال، فقال له: يا ابن السوداء! فقال له النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((يا أبا ذر، طف الصاع ما لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوى والعمل الصالح)). فإذا بأبي ذر يضع خده على الأرض ويقول: (يا بلال، طأ خدي بقدمك حتى تكون قد عفوت عني). فقال بلال: (عفا الله عنك يا أخي).
أما الإضاءة الثانية :ذات يوم مرَّأبو الدرداء رضي الله عنه على أناس يضربون رجلاً ويسبونه، فقال لهم: ماذا فعل؟ فقالوا: أذنب ذنبًا، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في بئر أكنتم تستخرجونه منها؟ قالوا: نعم نستخرجه،قال: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم، فقالوا له: ألا تبغضه وتكرهه؟قال:
إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهوأخي.
فمن يطيق ..ومن يملك نفسه ..!!!
*************************
على ماذا التناحرُوالضغينة ** وفيم الحقد يفقدنا السكينـة
علامَ نسدُ أبـواب التآخـي **ونسكن قاع أحقـادٍ دفينـة
أيهجرمسلـمٌ فينـا أخـاه **سنيناً لا يمـدُ لـه يمينـه
أيهـجره لأجل حطام دينـا **أيهجره على نتـفٍ لعينـه
ألا أين التسامح والتصافي**وأين عُرى أخوتنا المتينـة
***************************
اللهم إني أستهديك لأرشد أمورنا وأستجيرك من شرور أنفسنا
جعلنا الله وإياكم ممن قال فيهم سبحانه :
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}
اللهم آمين
******************
{..رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10
*************************
من منا إخوتي في الله خلا من ضيق يحمله في صدره من عزيز أو صديق أو أخ أو أخت ..!
فالحياة مليئة بالمعاكسات و التصادمات بما يخالف الرغبة والإرادة.. !
وكثيرا ما تمتلكنا الأنانية وتنفث في رؤوسنا روح الثأر والانتقام ..!
وحتى لا نخسر من نحب ؛ تشبثنا بشعار ( العتاب بين الأحباب ) و أن ( معاتبة الصديق أهون من فقدانه ).. وأن ( عتاب المحبين كمطر الصيف ، يمضي سريعاً ، ويترك الدنيا أكثر نضارةً وجمالاً) ..وإن صحت الأقوال.. ففي جعبتنا ما يجعلنا نرقى بفكرنا ومشاعرنا ..وسيجعلها تأخذ منحنى آخر؛يتأسف على ما مضى من فوات للأجروالثواب..والأعظم من ذلك ؛ محبة الله التي أعدها للمحسنين وقد قال :
{..فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13
ولن أطيل عليكم ..وناصحة لنفسي قبل غيري..أقدم لكم:
تعال ..نتغافر .. بل " الصفح الجميل "
*************************
فما أقسى يوما بدأ بالمودة وانتهى بالجفاء
أيجمعنا الزمان أحبابا يفوح منا عطر الوفاء
ويفرقنا خلافٌ يسع من فقهه الفضاء
فلئن أساء أخوك هاهنا , فلقد أحسن إليك هاهنا وهاهنا وهناااك
ثم ..من لك بأخيك كله
هُن لأخيك.. ولِن له..ولاتطع الشيطان في أمره
غداً يوافيه الموت فيكفيك فقده
كيف تبكيه بعد الموت وفي الحياة تركت وصله..!!
* وما أجمل قول الشافعي رحمه الله : الحر من راعى وداد لحظة
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }. النور (22
* يقول الإمام ابن القيم:[يا ابن ادم.. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها الا هو .. وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده ،وإن أحببت أن يعفو عنك فاعف أنت عن عباده , فأنما الجزاء من *** العمل..تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك..]
* أما ابن سيرين رحمه الله قال: ” إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ،فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه “
* وما أحوجنا إلى سمو أخلاق ابن السماك ..والذي دعاه صاحب له قائلا :
تعال غدا نتعاتب ..! فردّ عليه قائلا :
*** بل ..تعال غدا نتغافر ..!***
والله إنها لكلمات نسجت من نور ..
تعال نتغافر ..
نعم .. فلنبدأ بذاك الرقي من المشاعر ..ولنتغافر ونتغافر
ولكن ..{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ..ألا وهو:
" الصفح الجميل ".
[ وهو التجاوز عن الذنب بالكلية واعتباره كأن لم يكن حاصلاً ]
وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حين سئل عنه فقال :.. صفح بلا عتاب ..!
وفسره آخر :الصفح الجميل أي : الحسن الذي قد سلم من الحقد ، والأذية القولية والفعلية.
وأختم بإشراقتين من معالي الصحابة: والإضاءة الأولى عن أبي ذر رضي الله عنه :
وقد كان في أول عهده، تعثر به بلال، فقال له: يا ابن السوداء! فقال له النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((يا أبا ذر، طف الصاع ما لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوى والعمل الصالح)). فإذا بأبي ذر يضع خده على الأرض ويقول: (يا بلال، طأ خدي بقدمك حتى تكون قد عفوت عني). فقال بلال: (عفا الله عنك يا أخي).
أما الإضاءة الثانية :ذات يوم مرَّأبو الدرداء رضي الله عنه على أناس يضربون رجلاً ويسبونه، فقال لهم: ماذا فعل؟ فقالوا: أذنب ذنبًا، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في بئر أكنتم تستخرجونه منها؟ قالوا: نعم نستخرجه،قال: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم، فقالوا له: ألا تبغضه وتكرهه؟قال:
إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهوأخي.
فمن يطيق ..ومن يملك نفسه ..!!!
*************************
على ماذا التناحرُوالضغينة ** وفيم الحقد يفقدنا السكينـة
علامَ نسدُ أبـواب التآخـي **ونسكن قاع أحقـادٍ دفينـة
أيهجرمسلـمٌ فينـا أخـاه **سنيناً لا يمـدُ لـه يمينـه
أيهـجره لأجل حطام دينـا **أيهجره على نتـفٍ لعينـه
ألا أين التسامح والتصافي**وأين عُرى أخوتنا المتينـة
***************************
اللهم إني أستهديك لأرشد أمورنا وأستجيرك من شرور أنفسنا
جعلنا الله وإياكم ممن قال فيهم سبحانه :
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}
اللهم آمين
******************
