:t1:
بداية أقدم شكري وتقديري لجميع الأخوة
لمرورهم وتعليقاتهم القيمة.
واستأذنكم في تقديم قراءة تفصيلية لما بين سطور الوثيقة السابقة وما نستشفه من دلالات
من خلال امعان النظر في محتواها ( فقد حفظتها عن ظهر قلب وغيرها مما أملك من الوثائق )
لكثرة مطالعتي لها .
ومن ذلك مايلي :
1 ـ إن الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم : ( مايزال الخير في أمتي .... ) فمن الناس وحتى الباحثين منهم كانوا يعتقدون ان الثأر كان امرا محتما بين القبائل قبل توحيد هذه البلاد .. ولكن هذه الوثيقة تدحض تلك النظرية.
2 ـ ومما نستشفه وقوف بطون بني مالك في ذلك الزمان على الحياد فيما يحدث من خلافات بين القبائل والأسر المتفرعة منها وعدم التخل كأطراف في القضية .. فلم تذكر الوثيقة بني عمرو ولا بني عفيف الذين منهم ( المطرة ) ولم تذكر بني حرب أو بني ثابت الذين منهم ( ال ساعد ) وهذا في نظري عامل مهم من عوامل انجاح الصلح .
3 ـ ومن عوامل نجاح الصلح ايضا : كون امر الصلح في يد رجل واحد من كلا طرفي القضية ( عطيه ابن مطير ) و ( مصلح ابن جبيع ) فالكاتب قال : ( ..... حضر لدي عطيه ابن مطير ومصلح ابن جبيع ) ولم يقل حضر المطرة وال ساعد .
4 ـ وجود مصطلح قبلي يسمى ( الكفال ) وهو غير الدية او الصلح ( ... ثم ان عطيه ابن مطير اسلم الكفال بيد مصلح ابن جبيع ريال ... ) وهو مبلغ رمزي يسلم بيد الشخص الذي يضمن استمرارية الصلح .
5 ـ ومن الدلالات فصاحة القوم في ذلك الزمن وفهمهم للغة العربية الفصحى ، فنحن نعرف ان الوثائق تكتب باللغة الدارجة ليفهمها عامة الناس والوثيقة كتبت يوم الثلاثاء .. واكاد اجزم انها كتبت في سوق الثلاثاء باضم .. لكثرة ما يجتمع فيه أهل تهامة .
ومن الالفاظ الجميلة الواردة ( .... الحثة والنثة والكلمة الغثة ) كما اشار اخونا صقر تهامة .
وكذلك .. ( حالهم ومالهم ... من اسفلهم الى اعلاهم ) ... ( .. من ثارته وغارته )
6 ـ ومن الدلالات التي نستشفها ايضا حرص الآباء والأجاد على الاحتفاظ بالوثائق للرجوع إليها عند الحاجة فقد وصلت إلي هذه الوثيقة من الجد السادس ( عطيه ابن مطير ) وكانت محفوظة داخل صندوق خشبي يشبه خلية النحل .
7 ـ حرص كتاب تلك الوثائق على الدعاء لهم ولوالديهم ربما طمعا في ان ينالهم ثواب الدعاء ممن يقرؤها في المستقبل .
8 . وضوح الوثيقة ووضوح تارخها حيث دون كتابيا ( 1257هـ )
هذا ما احببت بيانه واعتذر عن الاطالة
وشكرا