-*-*-*- مـوسـوعـة الـنـحـو والإعـراب -*-*-*-

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الجزء الثاني

الباب الأول
علامات الإعراب الفرعية

أولا ـ علامات الرفع :
ينوب عن الضمة في الرفع العلامات الفرعية الآتية :
1 ـ الواو في جمع المذكر السالم .
نحو : المجاهدون منتصرون .
ومنه قوله تعالى : ( وهم معرضون )1.
2 ـ الواو في الأسماء الستة .
نحو : حموك فاضل .
ومنه قوله تعالى : ( وأبونا شيخ كبير )2.
3 ـ الألف في المثنى .
نحو : وصل المسافران .
وقوله تعالى : { ودخل معه السجن فتيان }3 .
4 ـ ثبوت النون في الأفعال الخمسة .
نحو : الطلاب يكتبون الدرس .
ومنه قوله تعالى : ( لعلكم تشكرون )4 .
وقوله تعالى : ( فيقسمان بالله لشهادتنا أحق )5 .

ثانيا ـ علامات النصب :
ينوب عن الفتحة في حالة النصب العلامات الفرعية الآتية :
ـــــــــــ
1 ـ 23 آل عمران . 2 ـ 23 القصص .
3 ـ 36 يوسف . 4 ـ 6 المائدة .
5 ـ 107 المائدة .

1 ـ الألف في الأسماء الخمسة .
نحو : سافر أباك .
ومنه قوله تعالى : ( إن أبانا لفي ضلال مبين )1 .
2 ـ الياء في المثنى .
نحو : كافأت المجتهدين .
ومنه قوله تعالى : ( جعل فيها زوجين اثنين )2 .
3 ـ الياء في جمع المذكر السالم .
نحو : كرم المدير المتفوقين .
وقوله تعالى : ( إن الله يحب المحسنين )3 .
4 ـ الكسرة في جمع المؤنث السالم .
نحو : شكرت المعلمة الطالبات .
ومنه قوله تعالى : ( إن الله رفع السموات بغير عمد )4 .
5 ـ حذف النون من الأفعال الخمسة .
نحو : المقصران لن يفلحا .
ثالثا ـ علامات الجر : ( ينوب عن الكسرة في حالة الجر العلامات الفرعية
التالية :
1 ـ الياء في المثنى . نحو : شكرت المتسابقين .
ومنه قوله تعالى : ( حتى أبلغ مجمع البحرين )5 .
2 ـ الياء في جمع المذكر السالم .
نحو : سلمت على القادمين .
ـــــــــــ
1 ـ 8 يوسف . 2 ـ 3 الرعد .
3 ـ 195 البقرة . 4 ـ 2 الرعد .
5 ـ 60 الكهف .

ومنه قوله تعالى : ( وقيل بعدا للقوم الظالمين )1.
3 ـ الياء في الأسماء الستة .
نحو : التقيت بأبيك .
ومنه قوله تعالى : ( فطوعت له نفسه قتل أخيه )2 .
وقوله تعالى : ( إلا كما أمنتكم على أخيه )3 .
4 ـ الفتحة في الممنوع من الصرف .
نحو : جلست مع أحمد .
ومنه قوله تعالى : ( اذهب إلى فرعون إنه طغى )4 .

رابعا ـ علامات الجزم :
ينوب عن السكون في حالة الجزم العلامتان الفرعيتان التاليتان :
1 ـ حذف حرف العلة من الفعل المضارع المعتل الآخر .
نحو : لا تعدُ مسرعا .
ومنه قوله تعالى : ( ولا تقفُ ما ليس لك به علم )5 .
2 ـ حذف النون في الأفعال الخمسة .
نحو : المعلمون لم يقصروا في أداء الواجب .
ومنه قوله تعالى : ( لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم )6 .
وقوله تعالى : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا )7 .

ـــــــــــ
1 ـ 44 هود . 2 ـ 30 المائدة .
3 ـ 64 يوسف . 4 ـ 24 طه .
5 ـ 36 الإسراء . 6 ـ 27 النور .
7 ـ 113 هود .

الفصل الأول
ما ينوب فيه حركة عن حركة
المثنى

هو كل اسم دل على اثنين ، أو اثنتين متفقين لفظا ومعنى ، بزيادة ألف ونون ، أو ياء ونون على مفرده ، مفتوح ما قبل الألف والياء ، ومكسور النون ، صالحا للتجريد منها ، سد مسد العاطف والمعطوف .
مثل : معلم ومعلم : معلمان ، معلمة ومعلمة : معلمتان .
نقول : هذان معلمان مخلصان ، وهاتان معلمتان مخلصتان .
إعرابه : يرفع المثنى بالألف . نحو : أنتما طالبان مجتهدان .
فطالبان ، ومجتهدان كل منهما مثنى جاء مرفوعا ، وعلامة رفعه الألف .
1 ـ ومنه قوله تعالى : { وما أصابكم يوم التقى الجمعان }1 .
وينصب ويجر بالياء . نحو : شاهدت لاعبين ماهرين . وسلمت على الصديقين .
فالكلمتان : لاعبين ، وماهرين ، كل منهما جاء منصوبا ، وعلامة نصبه الياء .
2 ـ ومنه قوله تعالى : { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل }2 .
وقوله تعالى : { واجعلنا مسلمين }3 .
وجاءت كلمة الصديقين مجرورة وعلامة جرها الياء .
3 ـ ومنه قوله تعالى : { وجعل بين البحرين حاجزا}4 .
وقوله تعالى : { وبالوالدين إحسانا }5 .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 166 آل عمران .
2 ـ 12 الإسراء .
3 ـ 128 البقرة .
4 ـ 61 النمل . 5 ـ 23 الإسراء .

شروط التثنية :
يشترط في الاسم المفرد المراد تثنيته شروط عامة ينبغي توافرها عند التثنيه هي :
1 ـ أن يكون الاسم مفردا .
فلا يثنى المثنى . فلا نقول : في " طالبان " : " طالبانان " .
ولا يثنى جمع المذكر ، أو المؤنث السالمين .
فلا نقول في " معلمون " : معلمونان " ، ولا في " معلمات " : " معلماتان " .
وتمتنع تثنية المثنى ، وجمعي السلامة ، كيلا يجتمع إعرابان بعلاماتهما على كلمة واحدة في حالة التثنية ، ولتعارض معنى التثنية وعلامتها مع معنى الجمع السالم بنوعيه وعلامتهما .
فلا يصح تثنية الجموع التي لا واحد لها من مفردها . فلا نقول في : أبابيل : أبابيلان ، ولا في : عبابيد : عبابيدان .
2 ـ أن يكون معربا . والمعرب : ما تغير شكل آخره بتغير موقعه الإعرابي .
نحو : محمد ، ورجل ، وشجرة ، وفاطمة ، ومعلم .
ولا يثنى المبني من الأسماء كالضمائر ، وأسماء الموصول ، والاستفهام ، والإشارة ، وأسماء الشرط ، ونحوها .
أما بعض الأسماء المثناة وهي مبنية في حالة الإفراد ، مثل اللذان واللتان ، وذان ، وتان ، وهذا وهاتان ، فلا يقاس عليها ل، لأنها وردت عن العرب بصيغة المثنى ، وليست مثناة حقيقة .
4 ـ ومنها قوله تعالى : { واللذان يأتيانها منكم فآذوهما }1 .
وقوله تعالى : { فذانك برهانان من ربك }2 .
ـــــــــــــ
1 ـ 16 النساء . 2 ـ 32 القصص .

3 ـ ألا يكون مركبا :
فلا يثنى المركب تركيبا مزجيا . نحو : حضرموت ، وسيبويه . فلا نقول : حضرموتان،
ولا : سيبويهان ، ولا : بعلبكان . ولكن تصح التثنية بالواسطة ، أي بزيادة كلمة " ذوا " قبل العلم المركب تركيبا مزجيا المراد تثنيته ، ويقع الإعراب على الكلمة المزادة ، أما العلم المركب تركيبا مزجيا فيعرب مضافا إليه .
في حالة الرفع نقول : اشتهر ذوا سيبويه بصناعة النحو .
وشاهدت ذاتي حضرموت ، أو ذواتي حضرموت .
وتجولت بذاتي بعلبك ، أو ذواتي بعلبك .
ويحتفظ الاسم المركب تركيبا مزجيا بإعرابه قبل التثنية ، وهو الجر بالفتحة لمنعه من الصرف .
وما ذكرناه في المركب المزجي ينسحب على المركب الإسنادي . فنقول في :
جاد الحق ، وتأبط شرا .
جاء ذوا جاد الحق . وصافحت ذوي تأبط شرا . ومررت بذوي تأبط شرا .
ويبقى إعراب المركب الإسنادي على حاله قبل التثنية ، فيكون مبنيا على الحكاية في محل جر مضافا إليه .
أما المركب تركيبا إضافيا. نحو : عبد الله ، وعبد الرحمن .
يثنى صدره دون عجزه . نقول : جاء عبدا الله . رأيت عبدي الله .
وسلمت على عبدي الله .
أما العلم المركب تركيبا وصفيا ، نحو : الطالب المؤدب ، والمعلم المخلص .
يثنى جزءاه معا " الموصوف ، والصفة " ، ويعربان بالحروف .
نقول : جاء الطالبان المؤدبان . وكافأت المعلمين المخلصين .
وأثنيت على المعلمين المخلصين .
4 ـ يشترط فيه التنكير .
فالعلم لا يثنى . فلا نقول في : محمد : محمدان ، ولا في : عليّ : عليان ، ولا
في : أحمد : أحمدان ، ولا في : إبراهيم : إبراهيمان .
لأن الأصل في العلم أن يكون مسماه شخصا واحدا .
أما إذا اشترك عدة أفراد في اسم واحد جاز تثنيته ، وهو حينئذ صار في حكم النكرة ، فتدخل عليه " أل " التعريف . نقول : جاء المحمدان ، ورأيت العليين .
وسلمت على الإبراهيمين .
كما يعوض عن العلمية بالنداء . فنقول : يا محمدان ، وياعليان .
وهذا مضمون قول ابن يعش في شرح المفصل " اعلم أنك إذا ثنيت الاسم العلم ينكر ويزال عنه تعريف العلمية لمشاركة غيره له في اسمه ، وصيرورته بلفظ لم يقع به التسمية في الأصل ، فيجري مجرى رجل وفرس ، فقيل : زيدان ، وعمران ، كما قيل رجلان ، وفرسان ، والفرق بينهما أن الزيدين والعمرين مشتركان في التسمية بزيد وعمرو ، والرجلان والفرسان مشتركان في الحقيقة وهي الذكورية والآدمية " (1) .
ولهذا فإن كنايات الأعلام لا تثنى لأنها لا تقبل التنكير ، بل تلحق بالمثنى . (2) .
نحو : كلمة " فلان " ، و " علان " فلا نقول : فلانان ، ولا علانان .
وإنما نقول : جاء فلان ، وذهب علان .
كما أن هناك ألفاظ أخرى جاءت على هيئة المثنى . نحو : حنانيك ، ودواليك ، وسعديك ولبيك. وهي ألفاظ دالة على الإحاطة والشمول ، وتعرب مفاعيل مطلقة منصوبة بالياء في جميع حالاتها . (3 ) .
ــــــــــــــ
1 ـ شرح المفصل ج1 ص46 .
2 ـ القواعد الأساسية لأحمد الهاشمي ص56 .
3 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ص293 .

نقول : لبيك اللهم لبيك .
ونقول : تعاقب على تقديم الحفل فلان وفلان وهكذا دواليك .
5 ـ الموافقة في اللفظ .
فلا يثنى اسمان مختلفان في لفظهما ، أو عدد حروفهما ، أو ضبطهما .
وما ورد عن العرب من الألفاظ المثناة ، ولم تستوف الشروط المذكورة ، فهو من باب التغليب . نحو : الأبوان مثنى الأب والأم ، وهما مختلفان في اللفظ .
ونحو : العمران مثنى عمر بن الخطاب ، وعمرو بن هشام ، وهما مختلفان في حركة
الأحرف ، وهكذا .
6 ـ الموافقة في المعنى .
فلا يثنى اللفظان المشتركان في الحروف ، ولكنهما مختلفان في المعنى حقيقة ، أو مجازا . فلا نقول : هاتان عينان . ونريد بإحداهما العين التي نبصر بها ، وبالأخرى عين الماء الجارية .
أما ما ورد عن العرب مثنى لفظا ، ومختلفا معنى فشاذ .
نحو قولهم : الأحمران للذهب والفضة ، والأسودان للخبز والماء ، ونحوهما .
7 ـ ويشترط فيه عدم الاستغناء بتثنيته عن تثنية غيره .
فلا تثنى كلمتا " سواء " ، و" بعض " . استغناء عنهما بتثنية " جزء " ، و" سيّ " .
فنقول : جزءان ، وسيان .
كذلك لا تثنى بعض الألفاظ الدالة على التوكيد . نحو : اجمع ، وجمعاء للاستغناء عنهما في التثنية بلفظ " كلا " ، و " كلتا " .
8 ـ وأن يكون له نظير في الوجود .
فلا يصح أن نثني كلمة " شمس " ، ولا " قمر " ، ولا " زحل " ، ولا " سهيل "
فلا نقول : شمسان ، وقمران ، وزحلان ، وسهيلان .
وقد ذكر عباس حسن أن هذا الشرط ثبت بطلانه بالاكتشافات العلمية لغزو الفضاء . حيث توصل علماء الفضاء إلى وجود شموس ، وأقمار ، وكواكب كثيرة متشابهة في التسمية ، لذلك إذا ثنينا الألفاظ السابقة فلا حرج في ذلك . (1) .
طريقة التثنية :
أولا ـ تثنية الصحيح الآخر :
عند تثنية الاسم الصحيح الآخر نزيد على مفرده ألفا مفتوحا ما قبلها ونونا مكسورة في حالة الرفع ، أو ياء مفتوحا ما قبلها ، ونونا مكسورة في حالتي النصب والجر .
نحو : قفز اللاعبان في الهواء . وشاهدت اللاعبين يقفزان في الهواء .
وأعجبت باللاعبين يقفزان في الهواء .
5 ـ ومنه قوله تعالى : { وما يستوي البحران هذا عذب فرات }2 .
وقوله تعالى : { ربنا أرنا اللذين أضلانا }3 .
وقوله تعالى : { لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم }4 .

ثانيا ـ تثنية المنقوص :
المنقوص هو الاسم المنتهي بياء لازمة . مثل : الداعي ، والقاضي ، والرامي .
عند تثنية الاسم المنقوص الذي لم تحذف ياؤه ، نزيد ألفا مفتوحا ما قبلها في حالة الرفع ، ونونا مكسورة ، أو ياء مفتوحا ما قبلها ، ونونا مكسورة في حالتي النصب
ــــــــــ
1 ـ النحو الوافي ج1 ص121 .
2 ـ 12 فاطر . 3 ـ 29 فصلت .
4 ـ 31 الزخرف .

والجر . نحو : حضر القاضيان إلى المحكمة . وصافحت القاضيين . ومررت بالقاضيين .
فإذا كان المنقوص محذوف الياء ردت مفتوحة عند التثنية .
نحو : ساعٍ ، وقاض ، وداعٍ . نقول : هذان ساعيان نشيطات . وصافحت القاضيين .
وأثنيت على الداعيين .

3 ـ تثنية المقصور :
المقصور هو الاسم المنتهي بألف لازمة ، لذلك عند تثنيته لا يمكن اجتماع ألفه مع
ألف التثنية ، لهذا ينظر إلى ألفه على النحو التالي ، لتلافي التقاء الساكنين .
أ ـ إذا كانت ألفه ثالثة ردت إلى أصلها " الواو ، أو الياء " :
فترد ياء إذا كان أصلها الياء . نحو : فتى ، وهدى ، ورحى .
نقول : الفتيان مهذبان ، وجاءت الهديان .
وكافأت الفتيين ، وعطفت على الهديين .
في الأمثلة السابقة ردت الألف إلى أصلها ياء ، للتخلص من التقاء الساكنين .
وترد واوا إذا كان أصلها الواو . نحو : عصا ، وقفا ، وشذا .
نقول : للأعرج عصوان يتكئ عليهما . وصنع النجار للأعرج عصوين .
وهذا أعرج يمشي عل عصوين .
في الأمثلة السابقة ردت الألف إلى أصلها واوا للتخلص من التقاء الساكنين .
ب ـ وإذا كانت ألف المقصور رابعة فأكثر قلبت ياء .
نحو : بشرى ، وحسنى ، ومنتدى ، ومصطفى .
نقول : هذان بشريان ، وشيدت الحكومة منتديين كبيرين ، ومررت بمصطفيين .
6 ـ ومنه قوله تعالى : { قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين }1 .
في الأمثلة السابقة قلبت الألف ياء للتخلص من التقاء الساكنين .

4 ـ تثنية الممدود :
الممدود هو كل اسم معرب ينتهي بهمزة قبلها ألف زائدة .
وعند تثنيته يجب مراعاة الحالات الآتية في همزته :
أ ـ أن كانت همزته أصلية ، وجب إبقاؤها على حالها .
نحو : إنشاء ، وابتداء ، ووضّاء ، ومُضاء ، وقرّاء .
نقول : إنشاءان ، وابتداءان ، ووضاءان ، ومضاءان ، وقراءان .
الأمثلة : هذان إنشاءان كبيران . وأثنيت على قارئين مجيدين .
ومررت بفتيين وضاءين .
في الأمثلة السابقة بقيت همزة الممدود عند التثنية على حالها لأنها من أصل الكلمة .
تنبيه : ويمكننا معرفة أصل الكلمة بردها إلى الفعل الماضي .
إنشاء أصلها أنشأ ، وابتداء أصلها ابتدأ ، وهكذا ، ونلاحظ أنها أفعال مهموزة الآخر .
ب ـ وإن كانت الهمزة زائدة للتأنيث ، وجب قلبها واوا .
نحو : صحراء ، وبيداء ، وحمراء ، وخضراء .
نقول في التثنية : صحراوان ، وبيداوان ، وحمراوان ، وخضراوان .
نحو : هاتان صحراوان واسعتان . واستصلحت الدولة صحراوين واسعتين .
ودارت المعركة في صحراوين واسعتين .
ــــــــــ
1 ـ 52 التوبة .

ج ـ وإن كانت الهمزة مبدلة من حرف أصلي جاز فيها القلب ، أو الإبقاء ، والقلب أجود . مثل : كساء ، وسماء ، ودعاء ، وبناء ، واهتداء ، وارتواء .
نقول : كساءان ، أو كساوان ، وسماءان ، أو سماوان ، ودعاءان ، أو دعاوان .
نحو : هذان كساءان ، أو كساوان جميلان .
وإن السماءين ، أو السماوين ملبدتان بالغيوم .
وانطلقت الطائرة في سماءين ، أو سماوين ملبدتين بالغيوم .
ونلاحظ أن الهمزة في كل من " كساء ، وسماء ، ودعاء " مبدلة من حرف أصلي هو الواو . فأصلها : كساو ، وسماو ، ودعاو . فلحقها الإعلال ، وانقلبت الواو همزة .
والهمزة في كل من " بناء ، واهتداء ، وارتواء " مبدلة أيضا من حرف أصلي هو الياء .
فأصلها : بناي ، واهتداي ، وارتواي ، فلحقها الإعلال وانقلبت الياء همزة .
وكذلك إن كانت الهمزة للإلحاق جاز فيها الإبقاء ، أو القلب ، والقلب أجود .
نحو : عِلباء ، وقُوباء . (1) .
فهمزة كل من الكلمتين السابقتين زيدت للإلحاق ، الأولى ألحقت بـ " قِرطاس " ، والثانية ألحقت بـ " قُرناس " (2) ، وعند التثنية نقول : علباءان ، أو علباوان .
وقوباءان ، أو قوباوان .
ـــــــــــــ
1 ـ العلباء : العصبة الممتدة في العنق .
والقوباء : داء معروف يصيب الجلد .
2 ـ القرناس : انف الجبل .

ما يلحق بالمثنى :
يلحق بالمثنى في إعرابه بعض الألفاظ الدالة على التثنية لزيادة جاءت في آخرها ، ولكنها في الحقيقة لا تغني عن العاطف والمعطوف ، ولا مفرد لها من جنسها .
وهذه الألفاظ محصورة في خمسة ليس غير . بعضها ألحق بالمثنى بلا شروط وهي :
1 ـ اثنان ، واثنتان ، وثنثان . سواء أضيفت إلى ظاهر ، أم إلى مضمر ، أم لم تضف .
في حالة الرفع . نحو : فاز اثنان من المتسابقين . وفازت طالبتان اثنتان ، أو ثنثان .
ومنه قول الشاعر :
سهل الخليقة لا تخشى بوادره يزينه اثنان حسن الخلق والشيم
7 ـ ومنه قوله تعالى :
{ إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم }1 .
ومثال النصب : كافأت طالبين اثنين ، أو طالبتين اثنتين .
8 ـ ومنه قوله تعالى : { وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين }2 .
وقوله تعالى : { إذ أرسلنا إليهم اثنين }3 .
وقوله تعالى : { فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك }4 .
ومثال الجر : أوكلت الأمر لمعلمين اثنين . أو لمعلمتين اثنتين .
9 ـ ومنه قوله تعالى : { فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك }5 .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 106 المائدة . 2 ـ 51 النحل .
3 ـ 14 يس . 4 ـ 176 النساء .
5 ـ 11 النساء .

ولا يختلف إعراب " اثنان ، واثنتان ، وثنثان " إعراب المثنى في حالة تركيبها مع
العشرة نقول في الرفع : في الفصل اثنا عشر طالبا ، أو اثنتا عشرة طالبة .
10 ـ ومنه قوله تعالى : { فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا }1 .
وفي النصب نقول : صافحت اثني عشر لاعبا . وكافأت اثنتي عشرة طالبة .
11 ـ ومنه قوله تعالى : { وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما }2 .
أما العدد عشرة فهو اسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، لأنه بدل من نون المثنى المبنية على الكسر .
وفي حالة إضافة " اثنان " وأخواتها إلى الاسم الظاهر ، أو الضمير ، نقول في إضافتها إلى الضمير : وصلني اثنا كتبك . وتسلمت اثنتي رسائلك . وشرحت على اثني خطاباتك.
مضافة إلى الاسم الظاهر .
ونحو : تأخر اثناكما ، وعاقبت اثنيكما ، مضافة إلى الضمير .
ولكن يشترط في المضاف إليه أن يكون غير المراد من المضاف ، فلا يصح أن نقول : جاء اثنا محمد وأحمد . ولا : عاقبت اثنيكما . إذا كان مدلول المضاف إليه هو مدلول المضاف ، وهذا ما يعرف بإضافة الشيء إلى نفسه .
2 ـ أما ما ألحق بالمثنى من الألفاظ ، ولكن بشروط : كلا ، وكلتا .
ويشترط في " كلا ، وكلتا " كي يعربا إعراب المثنى أن يضافا إلى الضمير .
نحو : فاز الطالبان كلاهما . وكافأت الفائزتين كلتيهما . وأثنيت على الفائزين كليهما .
12 ـ ومنه قوله تعالى : { إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف }3 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 60 البقرة . 2 ـ 160 الأعراف .
3 ـ 23 الإسراء .

فإذا أضيفا إلى الاسم الظاهر أعربا حسب موقعهما من الجملة إعراب الاسم المقصور بحركات مقدرة على الألف رفعا ونصبا وجرا .
نحو : جاء كلا الطالبين . " كلا " : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . 13 ـ ومنه قوله تعالى : { كلتا الجنتين آتت أكلها }1 .
ومنه قول لبيد :
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها
وصافحت كلا الضيفين . " كلا " : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
ومررت بكلا الحاجين . " كلا " اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
ويلحق بالمثنى هذا وهاتان ، واللذان واللتان على الأفصح .
ويلحق به ماثني من باب التغليب . كالعمرين ، والأبوين ، والقمرين .
ويلحق به ماسمي من الأسماء المثناة . نحو : حسنين ، ومحمدين ، وزيدان ، وحمدان .

إعراب المثنى وملحقاته :
يعرب المثنى على المشهور بالحروف ، فيرفع بالألف ، وينصب ويجر بالياء .
مثال الرفع ، نحو قوله تعالى : { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله }2 .
وقوله تعالى : { بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء }3 .
وقوله تعالى : { هذان خصمان اختصموا في ربهم } 4 .
ــــــــــ
1 ـ 33 الكهف . 2 ـ 166 آل عمران .
3 ـ 64 المائدة . 4 ـ 19 الحج .

ومثال النصب ، نحو قوله تعالى : { فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان }1 .
وقوله تعالى : { ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون }2 .
ومثال الجر ، نحو : { ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى }3 .
وقوله تعالى : { وجعل بين البحرين حاجزا }4 .
* وقد أعربت بعض قبائل العرب المثنى وملحقاته بحركات مقدرة على الألف رفعا ونصبا وجرا ، كما هو الحال في الاسم المقصور .
نحو : جاء اللاعبانَ مسرعانَ .
فاللاعبان فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف ، ومسرعان : حال منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف . وأكرمت الضيفان . الضيفان مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف . ومررت بالطالبان المسرعان .
بالطالبان : جار ومجرور ، وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف .
والمسرعان صفة مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف .
ومنه قول الشاعر :
أعرف منها الجيد والعينانا ومنخرينِ أشبها ظبيانا
فالعينان ألزم الشاعر في نونها الفتح ، ومن حقها الكسر ، وهي لغة من يلزم المثنى الألف في جميع أحواله ، ويعربه بالحركات المقدرة على الألف للتعذر .
وقيل أن هذا هو المشهور في إعراب المثنى ، ولكنه ليس بفصيح .
تعريف نون المثنى ووضعها عن الإضافة :
هي نون مكسورة ، وفتحها لغة ، وقد تضم .
وهي مكسورة بعد الألف والنون لالتقاء الساكنين وهو الرأي الصحيح .
نحو : الطالبانِ مجتهدانِ . وصافحت الضيفينِ . وفصلت بين الخصمينِ .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 282 البقرة . 2 ـ 49 الذاريات .
3 ـ 12 الكهف . 4 ـ 61 النمل .

وفتحها بعد الياء لغة لبني أسد حكاها الفراء .
كقول حميد بن ثور :
على أحوذيينَ استقلت عشية فما هي إلا لمحة وتغيب
أما الضم بعد الألف فهي لغة أيضا .
كقول الشاعر :
يا أبتا أرَّقني القِذَّانُ فالنوم لا تألفه العينانُ
يجب حذف نون المثنى عند الإضافة ، لأنها عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
نحو : بابا المنزل مفتوحان .
ومنه قوله تعالى : { ورفع أبويه على العرش }1 .
ومنه قول الشاعر :
كأن ذراعيها ذراعا مُدِلَّة بُعيد السباب حاولت أن تعَذَّرا
غير أن الأصح في حذف النون هو تعويض المثنى عما فاته من الإعراب بالحركات ، والدلالة على ذلك أنها لا تحذف عند اجتماعها مع " أل " التعريف في كلمة واحدة ، بخلاف التنوين ، فإنه يحذف بوجود " أل " . فإذا قلت : الرجلان ، فليست النون هنا عوضا عن التنوين في الاسم المفرد ، بل هي تعويض عن الحركة التي حرم منها المثنى.
فوائد وتنبيهات :
1 ـ يجوز تثنية جمع التكسير ، واسم الجمع أحيانا .
نحو : جمال : جمالان ، وركب : ركبان .
فجمال جمع تكسير ، وركبان اسم جمع . ويجوز التثنية فيهما بقصد الدلالة على التنويع ، ووجود مجموعتين متميزتين بأمر من الأمور (2) .
ـــــــــــ
1 ـ 100 يوسف .
1 ـ النحو الوافي ج1 ص118 .

2 ـ يجوز أيضا تثنية اسم الجنس . نحو : ماء : ماءان ، وسمن : سمنان .
3 ـ إذا سمي بالمثنى ، نحو : حمدان ، وبدران ، وعبدان ، وعمران ، وسعدان ، وجمعان . وهي في الأصل أسماء مفردة ولحقها علامة الثنية في حالة الرفع ، ثم سمي بها كما رأينا آنفا جاز تثنيتها لدخولها في العلمية ، وانسلاخها عن معنى التثنية ، ولكن
تثنيتها مرة أخرى لا تكون مباشرة ، إذ لا يصح أن نزيد على صورتها الحالية ـ كما في
" حمدان " ، ونظائرها ـ علاوة تثنية مرة أخرى ، فلا يصح أن نقول : حمدانان ، ولا بدرانان ، ولكن يجوز التثنية بواسطة ، وهو استعمال كلمة " ذوا " في حالة الرفع قبل
المثنى المسمى به ، والمراد تثنيته مرة أخرى ، ويقع الإعراب على كلمة " ذوا " في حالة الرفع للمثنى المذكر ، و " ذوي " في حالتي النصب والجر ، والعلم بعدها يبقى على صورته ، ويعرب مضافا إليه . وكذلك الأمر بالنسبة للمثنى المؤنث المسمى به ، يسبق بكلمة " ذاتا ، أو " ذواتا " رفعا ، وبـكلمة " ذاتي " ، أو " ذواتي " نصبا وجرا .
نحو : جاء ذوا حمدان . ورأيت ذوي حمدان ، ومررت بذوي حمدان .
ونحو : جاءت ذاتا أو ذواتا هندات . ورأيت ذاتي ، أو ذواتي هندات .
ومرري بذاتي ، أو بذواتي هندات .
فمن الأمثلة السابقة نلاحظ أن التثنية وقعت على كلمة : ذوا ، وذوي ، وذاتا ، وذواتا ، وذواتي . شكلا ، وإعرابا . أما الاسم الواقع بعدها فلم يتغير شكله ، ولا موقعه الإعرابي،
فهو في كل الحالات يكون مضافا إليه مجرورا بالفتحة نيابة عن الكسرة لمعاملته معاملة
الممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون ، مثل : سلمان ، وسلطان ، وعثمان .
4 ـ وكذلك الحال إذا سمي بجمع المذكر السالم، أو المؤنث السالم جاز تثنيته ، ولن بصورة غير مباشرة ، كما بينا في حالة تثنية المثنى المسمى به .
ففي تثنية جمع المذكر السالم المسمى به نقول : جاء ذوا حمدون . ورأيت ذوي حمدون .
ومررت بذوي حمدون .
وفي تثنية جمع المؤنث السالم نقول : جاءت ذاتا عطيات ، ورأيت ذاتي جميلات .
وسلمت على ذاتي عرفات .
ويعرب الاسم المسبوق بكلمة " الواسطة " مضافا إليه مجرورا بالكسرة في جمع المذكر السالم ، ومجرورا بالفتحة في جمع المؤنث السالم لمعاملته معاملة الممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، مثل : سعاد ، وفاطمة .

5 ـ تثنية الأسماء المحذوفة الآخر :
أ ـ نوع ترد لامه المحذوفة عند التثنية كما ترد عند الإضافة .
نحو : أب ، وأخ . وأصلهما : أبو ، وأخو وعند التثنية نقول : أبوان ، وأخوان .
ب ـ نوع لا ترد لامه المحذوفة لا في التثنية ، ولا عند الإضافة .
نحو : يد ، ودم . وأصلهما : يَدْيٌ ، ودَمْيٌ . نقول في التثنية : يدان ، ودمان .
6 ـ يمكن تثنية الجمع . نحو : غنم : غنمان ، ورماح : رماحان ، وبلاد : بلادان .
وخيل : خيلان ، وبُرّ : بران ، وشجر : شجران ، وبلح : بلحان ، وثمر : ثمران .
7 ـ لو سميت بـ " متى " ، و " بلى " ثم ثنيتهما تقول : متيان ، وبليان .
لأن " متى ، وبلى " سمع فيهما الإمالة ، وهي مدهما بصوت هو بين الكسرة ، والفتحة ، وما لم يسمع فيه الإمالة تقلب فيه الألف واوا . نحو : " إلى ، ولدى ، وإذا " ، عند تثنيتهما نقول : إلوان ، ولدوان ، وإذوان .
8 ـ وبعضهم يعرب المثنى بالحركات الظاهرة على النون رفعا ونصبا وجرا .
نحو : فاز المتسابقانُ . وكافأت المتسابقانَ . وأثنيت على المتسابقانِ .
9 ـ قد تجعل العرب الجمع مكان المثنى ، إذا كان الشيئان كل واحد منهما متصلا بالآخر . نحو : ما أنضج عقولهما . وصفت قلوبهما .
ومنه قوله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما }1 .
وقوله تعالى : { فقد صغت قلوبكما }2 .
ــــــــــــ
1 ـ 38 المائدة .
2 ـ 4 التحريم .

نماذج من الإعراب

1 ـ قال تعالى : { وما أصابكم يوم التقى الجمعان } 166 آل عمران .
وما : الواو استئنافية ، ما اسم موصول في محل رفع مبتدأ .
أصابكم : أصاب فعل ماض مبني على الفتح ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة أصابكم لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأصابكم ، وجملة ما أصابكم وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية مسوقة للتتمة قصة أحد .
التقى : فعل ناض مبني على الفتح المقدر . الجمعان : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى .
وجملة التقى الجمعان في محل جر مضاف إليه ليوم .

2 ـ قال تعالى : { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل } 12 الإسراء .
وجعلنا : الواو للاستئناف ، جعلنا فعل وفاعل .
الليل : مفعول به أول . والنهار : الواو حرف عطف ، والنهار معطوف على الليل . آيتين : مفعول به ثان . فمحونا : الفاء حرف عطف ، محونا معطوف
على جعلنا . وجملة جعلنا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
آية : مفعول به ، وهو مضاف ، الليل : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

3 ـ قال تعالى : { وجعل بين البحرين حاجزاً } 61 النمل .
وجعل : الواو حرف عطف ، جعل فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
بين : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بجعل ، وبين مضاف .
البحرين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى .
حاجزاً : مفعول به منصوب بالفتحة .

4 ـ قال تعالى : { واللذان يأتيانها منكم فآذوهما } 16 النساء .
واللذان : الواو حرف عطف ، اللذان اسم موصول مبتدأ مرفوع بالألف يعرب إعراب المثنى . يأتيانها : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وألف الإثنين في محل رفع فاعل ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال .
فآذوهما : الفاء رابطة لما في اسم الموصول من معنى الشرط ، آذوا فعل أمر مبني على حذف
النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وهما في محل نصب مفعول به ، وجملة آذوهما في محل رفع خبر . وجملة واللذان وما في حيزها عطف على ما قبلها .

5 ـ قال تعالى : { وما يستوي البحران هذا عذب فرات } 12 فاطر .
وما : الواو للاستئناف ، وما نافية لا عمل لها .
يستوي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل .
البحران : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .
هذا : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ . عذب : خبر مرفوع بالضمة .
فرات : خبر ثان أو صفة مرفوع بالضمة .
وجملة وما يستوي لا محل لها من الإعراب استئنافية .

6 ـ قال تعالى : { قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين } 52 التوبة .
قل : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
هل : حرف استفهام مبني على السكون .
تربصون : فعل مضارع حذفت إحدى تاءيه مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة في محل نصب مقول القول .
بنا : جار ومجرور متعلقان بتربصون . إلا : أداة حصر لا عمل لها .
إحدى : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، وهي مضاف .
الحسنيين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى .

7 ـ قال تعالى : { إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم } 106 المائدة .
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان ، متضمن معنى الشرط ، مبني على السكون في محل نصب ، متعلق بجوابه المحذوف والتقدير : فشهادة اثنين .
حضر : فعل ماض مبني على الفتح .
أحدكم : أحد مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والكاف في محل جر بالإضافة .
الموت : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة حضر في محل جر بالإضافة إلى إذا .
حين الوصية : حين ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بحضر ، وهو مضاف ، الوصية مضاف إليه مجرور بالكسرة .
اثنان : خبر لـ " شهادة " في أول الآية على تقدير مضاف محذوف ليتطابق المبتدأ والخبر مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ، وأجاز الزمخشري أن تكون " شهادة " مبتدأ ، والخبر محذوف والتقدير : فيما فرض عليكم شهادة ، واثنان فاعل بشهادة ، والتقدير : أن يشهد اثنان ، وبه قال ابن هشام أيضاً .
ذوا عدل : ذوا صفة مرفوعة لاثنان وعلامة رفعها الألف ، وذوا مضاف ، وعدل مضاف إليه مجرور بالكسرة .
منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لاثنان أيضاً .

8 ـ قال تعالى : { وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين } 51 النحل .
وقال : الواو استئنافية ، قال فعل ماض مبني على الفتح .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع .
لا تتخذوا : لا ناهية جازمة ، وتتخذوا فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل . إلهين : مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى .
اثنين : صفة منصوبة لإلهين وعلامة نصبها الياء لأنها ملحقة بالمثنى .
وجملة لا تتخذوا في محل نصب مقول القول . وجملة قال وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية .

9 ـ قال تعالى : { فإن كن نساءً فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك } 11 النساء .
فإن : الفاء تفريعية حرف مبني لا محل لها من الإعراب ، وهي شبيهة بفاء الاستئناف وفاء
التعليل ، إن حرف شرط مبني على السكون .
كن : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل جزم فعل الشرط ، ونون النسوة في محل رفع اسمها . نساء : خبر كان منصوب بالفتحة .
والجملة بعد الفاء لا محل لها من الإعراب استئنافية .
فوق اثنتين : فوق ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف صفة لنساء ، وهو مضاف ، اثنتين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بالمثنى ، ويجوز أن يكون " فوق " متعلقاً بمحذوف خبر ثان لكان .
فلهن : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولهن جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . ثلثا : مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف لأنه مثنى ، وهو مضاف .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة .
ترك : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
وجملة ترك لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . وجملة فلهن ثلثا في محل جزم جواب
الشرط .

10 ـ قال تعالى : { فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا } 60 البقرة .
فانفجرت : الفاء هي الفصيحة لأنها أفصحت عن كلام مقدر ، وانفجرت فعل ماض مبني على
الفتح ، والتاء للتأنيث . منه : جار ومجرور متعلقان بانفجرت .
اثنتا عشرة : اثنتا فاعل مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ، وعشرة الجزء الثاني من العدد المركب مبني على الفتح دائماً . عيناً : تمييز ملفوظ منصوب بالفتحة .

11 ـ قال تعالى : { وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً } 160 الأعراف .
وقطعناهم : الواو حرف عطف ، قطعناهم : فعل وفاعل ومفعول به .
اثنتي عشرة : اثنتي حال من المفعول به في قطعناهم منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنى ، وعشرة مبنية على الفتح ، وأجاز أبو البقاء العكبري أن يكون قطع بمعنى
صير فتكون " اثنتي عشرة " مفعولاً به ثانياً (1) .
ـــــــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص287 .

أسباطاً : بدل منصوب بالفتحة من اثنتي عشرة ، والتمييز محذوف والتقدير : اثنتي عشرة فرقة وقال الزجاج لا يجوز أن يكون " أسباطاً " تمييزاً ، لأنه لو كان تمييزاً لكان مفرداً .
أمماً : بدل منصوب بالفتحة من أسباطاً .

12 ـ قال تعالى : { إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ } 23 الإسراء .
إمّا : إن حرف شرط جازم لفعلين ، وما زائدة للتوكيد .
يبلغن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، والجملة في محل
جزم فعل الشرط .
عندك : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بيبلغن ، وعند مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
الكبر : مفعول به منصوب بالفتحة .
أحدهما : فاعل يبلغن ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
أو كلاهما : أو حرف عطف ، وكلاهما معطوف على أحدهما مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى .
فلا تقل : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا ناهية ، وتقل فعل أمر مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت . والجملة في محل جزم جواب الشرط . لهما : جار ومجرور متعلقان بتقل .
أف : اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر ، مبني على الكسر مع التنوين ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت .

13 ـ قال تعالى : { كلتا الجنتين آتت أكلها } 33 الكهف .
كلتا : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه يعرب إعراب الاسم المقصور ، وهو مضاف .
الجنتين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى .
آتت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة ، والتاء للتأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي .
أكلها : مفعول به منصوب بالفتحة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وجملة آتت في محل رفع خبر كلتا .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
بارك الله فيك أخي صياد , وجزاك الله خيرًا على هذا الملف القيم والموسوعة الثمينة في قواعد النحو والإعراب.

سلمت ياأستاذنا أبو مهند
شرفت المُتصفح بمرورك العطر
فلك الشكر والتقدير
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الثاني
الأسماء الستة

هي : أب ، أخ ، حم ، فم ، هن ، ذو .
ولكي تعرب الأسماء السابقة بالحروف ينبغي أضافتها لغير ياء المتكلم .
نقول : أبوك ، أخوك ، حموك ، فوك ، هنوك ، ذو علم .
نحو : وصل أبوك من السفر . وصافحت حماك . والتقيت بذي فضل .
14 ـ ومنه قوله تعالى : { وأبونا شيخ كبير }1 .
15 ـ وقوله تعالى : { واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه }2 .
16 ـ وقوله تعالى : { فطوعت له نفسه قتل أخيه }3 .
شروط إعراب الأسماء السابقة بالحروف :
لكي تعرب الأسماء السابقة بالحروف يشترط فيها الآتي :
1 ـ أن تكون مضافة لغير ياء المتكلم ، فإن قطعت عن الإضافة أعربت بالحركات الظاهرة .
نحو : هذا أبٌ حليم . ورأيت أخًا كريما ، وجلست مع حمٍ رحيم .
17 ـ ومنه قوله تعالى : { وله أخ أو أخت }4 .
وقوله تعالى : { إن له أبا شيخا كبيرا }5 .
وقوله تعالى : { وبنات الأخ وبنات الأخت }6 .
18 ـ وقوله تعالى : { قال ائتوني بأخ لكم }7 .
وإن أضيفت إلى ياء المتكلم أعربت بحركات مقدرة على ما قبل الياء .
نحو : أبي رجل فاضل . وأقدر أخي الأكبر . وسلمت على حمي .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 23 القصص . 2 ـ 21 الأحقاف . 3 ـ 30 المائدة .
4 ـ 12 النساء . 5 ـ 78 يوسف .
6 ـ 23 النساء . 7 ـ 59 يوسف .

19 ـ ومنه قوله تعالى : { حتى يأذن لي أبي }1 .
20 ـ وقوله تعالى : { قالت إن أبي يدعوك }2 .
وقوله تعالى : { قال ربي اغفر لي ولأخي }3 .
وقوله تعالى : { واغفر لأبي إنه كان من الضالين }4 .
2 ـ أن تكون مفردة ، غير مثناة ، ولا مجموعة .
فإن ثنيت أعربت إعراب المثنى . نحو : أبواك يعطفان عليك . وأخواك محبوبان .
21 ـ ومنه قوله تعالى : { وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين }5 .
22 ـ وقوله تعالى : { فأصلحوا بين أخويكم }6 .
وإن جمعت جمع تكسير أعربت إعرابه بالحركات الظاهرة .
مثال الرفع : الإخوان كثيرون لكن الأوفياء قليلون .
23 ـ ومنه قوله تعالى : { أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا }7 .
24 ـ وقوله تعالى : { فإن كان له إخوة فلأمه السدس }8 .
ومثال النصب : نوقر آباءنا .
25 ـ ومنه قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم ولا إخوانكم أولياء }9
26 ـ وقوله تعالى : { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين }10 .
ومثال الجر : اعطفوا على آبائكم .
27 ـ ومنه قوله تعالى : { فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين }11 .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 80 يوسف . 2 ـ 25 القصص .
3 ـ 151 الإسراء . 4 ـ 86 الشعراء .
5 ـ 81 الكهف . 6 ـ 10 الحجرات .
7 ـ 62 هود . 8 ـ 11 النساء .
9 ـ 23 التوبة . 10 ـ 27 الإسراء . 11 ـ 36 الدخان .

وإن جمعت جمع مذكر سالما أعربت إعرابه .
نحو : جاء ذوو الفضل .
28 ـ ومنه قوله تعالى : { وآتى المال على حبه ذوي القربى }1 .
3 ـ أن تكون مكبرة . فإن صغرت أعربت بالحركات الظاهرة .
نحو : هذا أخيٌّ . وصافحت حميّا . وسلم على أبيّ .
4 ـ ويشترط في كلمة " فوك " إضافة إلى الشروط السابقة أن تخلو من الميم ، فإن اتصلت بها الميم أعربت بالحركات الظاهرة .
نحو : فمك نظيف . واغسل فمك . ولا تنم وبقايا الحلوى في فمك .

إعراب الأسماء الستة :
المشهور في إعراب الأسماء الستة أنها ترفع بالواو .
نحو : أبوك فاضل . ومنه قوله تعالى : { اذهب أنت وأخوك بآياتي }2 .
وقوله تعالى : { وأبونا شيخ كبير }3 .
وتنصب بالألف . نحو : إن أخاك متفوق .
ومنه قوله تعالى : { وجاءوا أباهم عشاء يبكون }4 .
وقوله تعالى : { إن أبانا لفي ضلال مبين }5 .
وتجر بالياء . نحو : سلمت على حمي .
ومنه قوله تعالى : { وإذ قال إبراهيم لأبيه }6 .
وقوله تعالى : { وأخوه أحب إلى أبينا منا }7 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 177 البقرة . 2 ـ 42 طه
3 ـ 23 القصص . 4 ـ 16 يوسف .
5 ـ 8 يوسف . 6 ـ 26 الزخرف .
7 ـ 8 يوسف .

غير أن كثير من النحويين يذكرون أن في إعراب الأسماء الستة لغات هي : ـ
1 ـ الإعراب بالحروف كما ذكرنا آنفا .
2 ـ أن تلزم الألف مطلقا ، وتعرب بحركات مقدرة ، كإعراب الاسم المقصور .
نحو : جاء أباك . فأباك فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .
ورأيت أباك . فأباك مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر .
ومررت بأباك . فأباك اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر .
3 ـ أن يحذف منها الحرف الثالث ، وهو حرف العلة ، كما في كلمة " أبوك " فتصبح " أبك " ، وتعرب بحركات ظاهرة . وأكثر ما يكون في كلمة : أب ، وأخ ، وحم ،
وهن . نحو : جاء أبُكَ . ورأيت أبَك . وسلمت على أبِك .
1 ـ ومنه قول الشاعر :
بأبه اقتدى عدي في الكرم ومن شابه أبه فما ظلم
وهذا نادر ، وربما ألجأته إليه الضرورة الشعرية .
4 ـ أما ذو وفو ففيهما لغة واحدة وهي الإعراب بالحروف .
نحو : جاء ذو الفضل . وفوك نظيف .
29 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة }1 .
وقوله تعالى : { وآت ذا القربى حقه }2 .
وقوله تعالى : { ويؤتِ كل ذي فضل فضله }3 .
5 ـ وفي " هن " لغتان (4) :
ــــــــــــــ
1 ـ 280 البقرة . 2 ـ 26 الإسراء .
3 ـ 3 هود .
4 ـ الهنُ كناية عن الشيء لا تذكره باسمه .

أ ـ حذف حرف العلة وإعرابه بالحركات الظاهرة على آخره ، وهو الأفصح .
نحو : هذا هنٌ . ورأت هنًا . وعجبت من هنٍ .
ب ـ الإتمام وهو الإبقاء على حرف العلة ، وإعرابه بالحروف ، وهو قليل .
نحو : هذا هنوك . واستر هناك . وعجبت من هنيك .

فوائد وتنبيهات :

1 ـ الأفصح في لفظ " هن " بتخفيف النون ، أو تشديدها إذا كان مضافا حذف الواو منه ، ويعرب بالحركات على النون رفعا ونصبا وجرا .
نحو : هذا هنُ محمد . ورأيت هنَ محمد . ودهشت من هنِ محمد .
ومنه قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- " من تعزى بعزاء الجاهلية فاعضوه بهنِ أبيه ولا تكْنوا " .
الشاهد في الحديث قوله : بهن أبيه ، فعندما أضيفت كلمة " هن " إلى ما بعدها ، حذفت منها الواو ، وأعربت بالكسرة الظاهرة .
ويجوز في " هن " الإتمام لكنه قليل جدا .
نحو : هذا هنوك . ورأيت هناك . وعجبت من هنيك .
2 ـ من المتفق عليه عند النحويين ، أن الأسماء الستة ترفع بالحروف نيابة عن الحركات ، غير أن مذهب سيبويه والفارسي ، وجمهور من البصريين هو إعراب تلك الأسماء بالحركات المقدرة ، ففي حلة الرفع تقدر الضمة على الواو ، وفي النصب تكون الفتحة مقدرة على الألف ، وفي الجر تكون الكسرة مقدرة على الياء . نحو : سافر أبوك . فأبوك فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الواو .
ورأيت أخاك . أخاك مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف .
ومررت بحميك . حميك اسم مجرور بكسرة مقدرة على الياء .
3 ـ ومن النحويين من ألزم الأسماء الستة الألف وأعربها بحركات مقدرة عليه .
نحو : جاء أبا محمد . فأبا فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف .
وصافحت أبا محمد . فأبا مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف .
وسافرت مع أبا محمد . فأبا مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف .
2 ـ ومنه قول الشاعر :
إن أباها وأبا أباها بلغا في المجد غايتاها
الشاهد قوله : وأبا أباها ، حيث وقعت أباها الثانية مضافا إليه ، وحقه أن يجر بالياء على المشهور ، غير أن الشاعر ألزم الأسماء الستة الألف ، وأعربها بالحركات المقدرة
4 ـ يشترط في ذو خاصة ، أن تكون بمعنى صاحب .
نحو : جاء ذو فضل . أي : صاحب فضل . وهي بذلك تختلف عن " ذو " الطائية التي لا تكون بمعنى صاحب ، بل هي بمعنى الذي ، وتلزم آخرها الواو رفعا ونصبا وجرا . نحو : زارني ذو أكرمته . ورأيت ذو أحسن إليّ , وسلمت على ذو جاءني .
ومنه قول سحيم الفقعسي :
فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا
الشاهد قوله : من ذو ، حيث جاء ذو بمعنى الذي ، وجرت بكسرة مقدرة على الواو ، والتقدير : من الذي .

نماذج من الإعراب


14 ـ قال تعالى : { وأبونا شيخ كبير } 23 القصص .
وأبونا : الواو واو الحال ، أبونا مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة .
شيخ : خبر مرفوع بالضمة . كبير صفة مرفوعة بالضمة . والجملة في محل نصب حال .

15 ـ قال تعالى : { واذكر أخا عاد } 21 الأحقاف .
واذكر : الواو للاستئناف ، اذكر فعل أمر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره : أنت أخا عاد : أخا مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، وعاد مضاف إليه مجرور بالكسرة . والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب .

16 ـ قال تعالى : { فطوعت له نفسه قتل أخيه } 30 المائدة .
فطوعت : الفاء حرف عطف ، طوعت فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة . له : جار ومجرور متعلقان بطوعت .
نفسه : فاعل مرفوع بالضمة ، ونفس مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . قتل أخيه : قتل مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، وأخيه مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، وأخي مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة طوعت معطوف على ما قبلها .

17 ـ قال تعالى : { وله أخٌ أو أخت } 12 النساء .
وله : الواو واو الحال ، له جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
أخٌ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة . أو أخت : أو حرف عطف ، أخت معطوفة على أخ مرفوعة . والجملة في محل نصب حال .
قال تعالى : { إن له أباً شيخاً كبيراً } 78 يوسف .
إن : حرف توكيد ونصب . له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم . أباً : اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة الظاهرة . شيخاً : صفة منصوبة بالفتحة . كبيراً : صفة منصوبة بالفتحة .

18 ـ قال تعالى : { قال ائتوني بأخٍ لكم } 59 يوسف .
قال : فعل ماض مبني على الفتح وفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره : هو .
ائتوني : فعل أمر مبني على حذف النون ، واو الجماعة في محل رفع فاعل ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به . بأخٍ : جار ومجرور متعلقان بائتوني . لكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لأخ . وجملة ائتوني في محل نصب مقول القول .

19 ـ قال تعالى : { حتى يأذن لي أبي } 80 يوسف .
حتى : حرف جر وغاية مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
يأذن : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً , تقديره : هو . لي : جار ومجرور متعلقان بيأذن .
أبي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وأب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .

20 ـ قال تعالى : { قالت إن أبي يدعوك } 25 القصص .
قالت : قال فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره : هي . إن : حرف توكيد ونصب . أبي : أب اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وأب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
يدعوك : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره : هو . وجملة يدعوك في محل رفع خبر إن . وجملة إن أبي في محل نصب مقول القول .

21 ـ قال تعالى : { وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين } 81 الكهف .
وأما : الواو حرف عطف ، أما حرف شرط وتفصيل . الغلام : مبتدأ مرفوع بالضمة .
فكان : الفاء رابطة لجواب الشرط ، كان فعل ماض ناقص .
أبواه : اسم كان مرفوع بالألف لأنه مثنى ، وأبوا مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . مؤمنين : خبر كان منصوب بالياء لأنه مثنى .
وجملة كان في محل رفع خبر المبتدأ . وجملة أما معطوف على ما قبلها .

22 ـ قال تعالى : { فأصلحوا بين أخويكم } 10 الحجرات .
فأصلحوا : الفاء حرف استئناف ، أصلحوا فعل أمر مبني إلى حذف النون والواو في محل رفع فاعل ، والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب .
بين أخويكم : بين ظرف مكان منصوب بالفتحة ، وبين مضاف ، وأخويكم مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، وأخوي مضاف والكاف في محل جر مضاف إليه ، والميم علامة الجمع ، وشبه الجملة بين أخويكم متعلق بأصلحوا .

23 ـ قال تعالى : { أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا } 2 هود .
أتنهانا : الهمزة للاستفهام الإنكاري حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، تنهانا فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، والنا ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
أن نعبد : أن حرف مصدري ونصب ، نعبد فعل مضارع منصوب بأن ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والمصدر المؤول من أن والفعل في تأويل مصدر منصوب على نزع الخافض ، وشبه الجملة متعلقٌ بتنهانا .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لنعبد .
يعبد : فعل مضارع مرفوع بالضمة . آباؤنا : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة . وجملة يعبد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

24 ـ قال تعالى : { فإن كان له إخوةٌ فلأمه السدس } 11 النساء .
فإن : الفاء حرف عطف ، إن حرف شرط جازم . كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح في محل جزم . له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان .
إخوة : اسم كان مؤخر مرفوع بالضمة .
فلأمه : الفاء رابطة لجواب الشرط ، لأمه جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وأم مضاف ، والضمير المتصل في جر بالإضافة .
السدس : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة . وجملة جواب الشرط في محل جزم .

25 ـ قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم ولا إخوانكم أولياء } 23 التوبة .
يا أيها الذين : يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، أي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب ، والهاء للتنبيه ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل من أي .
آمنوا : فعل ماض مبني على الضم وواو الجماعة في محل رفع فاعل . وجملة آمنوا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
لا تتخذوا : لا ناهية ، تتخذوا فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
آباءكم : مفعول به منصوب بالفتحة ، وآباء مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . ولا إخوانكم : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها ، إخوانكم معطوف على ما قبله . أولياء : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .
وجملة النداء مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

26 ـ قال تعالى : { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين } 27 الإسراء .
إن المبذرين : إن حرف توكيد ونصب ، المبذرين اسم إن منصوب بالياء .
كانوا : كان فعل ماض ناقص وواو الجماعة في محل رفع اسمها .
إخوان الشياطين : خبر كان منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والشياطين مضاف إليه مجرور بالياء . وجملة كان في محل رفع خبر إن .

27 ـ قال تعالى : { فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين } 36 الدخان .
فأتوا : الفاء الفصيحة (1) ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والتقدير إن كنتم صادقين فيما تقولون فاجعلوا لنا إحياء من مات من آبائنا ليكون دليلاً على ما تعدونه من قيام الساعة وبعث الموتى .
أتوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
بآبائنا : جار ومجرور متعلق بأتوا وعلامة جره الكسرة الظاهرة وهو مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة .
إن كنتم : إن حرف شرط مبني على السكون ، كنتم كان واسمها . صادقين : خبرها منصوب بالياء . وجملة كنتم في محل جزم فعل الشرط . وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما تقدم ، والتقدير : إن كنتم صادقين فأتوا بآبائنا .
28 ـ قال تعالى : { وآتي المال على حبه ذوي القربى } 177 البقرة .
وآتى : الواو حرف عطف ، آتى فعل ماض مبني على الفتح المقدر معطوف على آمن في أول الآية ، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره : هو .
ـــــــــــــ
1 ـ الفاء الفصيحة : هي التي تفصح عن شرط مقدر وتقع في أول الكلام ،
ولم تخرج عن واحد من المعاني التالية :
أ ـ معنى السببية ، ، نحو قوله تعالى : { لا يقضى عليهم فيموتوا } 36 فاطر
ب ـ وتكون عاطفة ، نحو قوله تعالى :
{ فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا }60 البقرة
ج ـ أو استئنافية ، نحو قوله تعالى : { إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم } 10 الحجرات
د ـ أو زائدة ، نحو قوله تعلى : { نحن أبناء الله وأحباؤه قل : فلم يعذبكم الله بذنوبكم } 18 المائدة .

المال : مفعول به أول منصوب بالفتحة . على حبه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، وحب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وهو من إضافة المصدر إلى مفعوله ، والتقدير : مع حبه .
ذوي القربى : ذوي مفعول به ثان لآتى منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وهو مضاف ، القربى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة . وجملة آتى معطوفة على ما قبلها .

29 ـ قال تعالى : { وإن كان ذو عسرةٍ فنظرةٌ إلى ميسرة } 280 البقرة .
وإن : الواو للاستئناف ، إن شرطية جازمة .
كان : فعل ماض تام مبني على الفتح بمعنى وجد وحدث والتقدير إن حدث ذو عسرة .
ذو عسرةٍ : ذو فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف ، وعسرةٍ مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة كان في محل جزم فعل الشرط .
فنظرةٌ : الفاء رابطة لجواب الشرط ، نظرةٌ خبر مرفوع لمبتدأ محذوف والتقدير : فالحكم نظرة . إلى ميسرة : جار ومجرور متعلقان بنظرة ، ويصح أن يتعلقا بمحذوف صفة لها . وجملة فنظرةٌ في محل جزم جواب الشرط . وجملة وإن كان وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

1 ـ قال الشاعر :
بأبه اقتدى عدي في الكرم ومن يشابه أبه فما ظلم
بأبه : الباء حرف جر ، أب اسم مجرور بالكسرة الظاهرة ، وهو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه ، والجار والمجرور متعلقان باقتدى .
اقتدى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف .
عدي : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .
في الكرم : في حرف جر ، الكرم اسم مجرور بالكسرة الظاهرة وسكن لأجل الوقف .
من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
يشابه : فعل مضارع مجزوم بالسكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره : هو .
أبه : أب مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
فما : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ما حرف نفي .
ظلم : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود إلى من الشرطية ، وله مفعول محذوف ، وتقدير الكلام : فما ظلم أمه ، على ما بيناه لك في لغة البيت والجملة من الفعل الماضي المنفي بما وفاعله ومفعوله المحذوف في محل جزم جواب الشرط ، وجملة الشرط والجواب في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو اسم الشرط .

2 ـ قال الشاعر :
إن أبـاها وأبـا أبـاها بلغـا فـي المجـد غايتاها
إن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، ناصب لاسمه رافع لخبره ، مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب .
أباها : أبا اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف وضمير الغائبة في محل جر مضاف إليه ، ويجوز نصب " أبا " بالفتحة المقدرة على الألف كما هو الشاهد في البيت .
وأبا : معصوف على ما قبله منصوب بالألف وهو مضاف .
أباها : أبا مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف ، وأبا مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
قد بلغا : قد حرف تحقيق ، بلغا فعل ماضي مبني على الفتح وألف الاثنين في محل رفع فاعل .
في المجد : جار ومجرور متعلقان ببلغ .
غايتاها : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف ، ويجوز نصبه بالألف على المشهور في الأسماء الستة ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
والجملة الفعلية " قد بلغا .. إلخ " في محل رفع خبر إن .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الثالث
جمع المؤنث السالم

تعريفه :
هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة ألف وتاء على آخره ، ولم يتغير مفرده عند الجمع . نحو : فاطمة : فاطمات ، زينب : زينبات ، معلمة : معلمات ، طلحة : طلحات ، منتدى : منتديات .
30 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الحسنات يذهبن السيئات }1 .
وقوله تعالى : { ولله غيب السموات والأرض }2 .
وقوله تعالى : { والمحصنات من المؤمنات }3 .
شروط جمعه :
يشترط في جمع المؤنث السالم أن يكون مفرده أحد الكلمات الآتية :
1 ـ العلم المؤنث تأنيثا معنويا .
نحو : مريم : مريمات ، هند : هندات ، سعاد : سعادات ، زينب : زينبات .
2 ـ ما ختم بتاء التأنيث الزائدة علما كان ، أو غير علم .
العلم ، نحو : عائشة : عائشات ، فاطمة : فاطمات ، طلحة : طلحات .
وغير العلم ، نحو : شجرة : شجرات ، كراسة : كراسات ، حديقة : حديقات .
3 ـ ما ختم بتاء العوض ، أو تاء المبالغة .
مثال ما كانت التاء فيه عوض عن محذوف : ثُبة : ثبات ، عدة : عدات .
فالتاء في " ثبة " عوض عن الواو المحذوفة . فالأصل : ثُبَوٌ .
وفي عدة عوض عن الواو المحذوفة من أول الكلمة ، فالأصل : وعد .
ومثال ما كانت فيه التاء للمبالغة : قتَّالة : قتَّالات ، وعلاَّمة : علاَّماتا ،
ـــــــــــــــــ
1 ـ 114 هود . 2 ـ 3 ـ 5 المائدة .

وفهَّامة : فهَّامات . فالتاء في قتالة ، وعلامة ، وفهامة للمبالغة .
4 ـ ما كان صفة لمؤنث . نحو : مرضع : مرضعات ، طالق : طالقات ، عانس : عانسات ، نقول : هؤلاء مرضعات .
5 ـ ما كان صفة لمذكر غير عاقل . نحو : شاهق : شاهقات ، شامخ : شامخات ، معدود : معدودات . نقول : جبال شامخات .
6 ـ ما كان مصغرا لمذكر غير عاقل . نحو : دريهم : دريهمات ، نهير : نهيرات ، جبيل : جبيلات . نقول : معي دريهمات قليلة .
7 ـ ما صدر بـ " ابن ، أو ذي " من الأسماء غير العاقلة ، حيث تجمع صدورها . نحو : ابن آوى : بنات آوى ، وذو القرون : ذوات القرون .
8 ـ كل خماسي لم يسمع له عن العرب جمع تكسير .
نحو : سرادق : سرادقات ، حمّام : حمامات ، إصطبل : إصطبلات .
وكذلك الأسماء الأعجمية التي لم تجمع على غير جمع المؤنث السالم .
نحو : تلفون : تلفونات ، تلفزيون : تلفزيونات ، تلغراف : تلغرافات .
9 ـ ما كان مختوما بألف التأنيث المقصورة ، علما ، أو غير علم مؤنثا ، ومذكرا . مثال الأعلام المؤنثة : ليلى : ليلات ، سعدى : سعدات .
مثال الصفات : ذكرى : ذكرات ، نعمى : نعمات .
مثال الأعلام المذكرة : رضوى : رضوات .
10 ـ ما كان مختوما بألف التأنيث الممدودة ، علما ، أو غير علم ، مؤنثا ومذكرا .
مثال الأعلام المؤنثة : صحراء : صحراوات ، بيداء : بيداوات ، سناء : سناءات .
مثال الصفات : حمراء : حمراوات ، حسناء : حسناوات ، شقراء : شقراوات .
مثال الأعلام الذكور : مضاء : مضاءات ، ذكرياء : ذكرياءات .

كيفية الجمع أو طريقته :
لابد لجمع المفرد جمعا مؤنثا سالما أن نتبع الآتي :
أولا ـ جمع الاسم الصحيح :
1 ـ إذا كان المفرد مختوما بالتاء ، وجب حذفها عند الجمع ، تم تلحقه الألف والتاء الزائدتين ، للدلالة على الجمع .
نحو : فاطمة : فاطمات ، ومعلمة : معلمات .
31 ـ ومنه قوله تعالى : { فالصالحات قانتات حافظات للغيب }1 .
وقوله تعالى : { ويخرجهن من الظلمات إلى النور }2 .
2 ـ إذا كان الاسم المفرد صحيح الآخر ، فلا يحدث في أخره تغيير .
نحو : زينب : زينبات ، ومريم : مريمات .
3 ـ إذا كان الاسم مؤنثا لفظيا حذفت حذفت تاؤه أيضا .
نحو : طلحة : طلحات ، معاوية : معاويات ، عبيدة : عبيدات .
4 ـ إذا كان الاسم ثلاثيا ساكنا ، وصحيح العين ، غير مضعف ، مختوما ، أو غير مختوم بتاء زائدة يراعى في جمعه جمعا مؤنثا سالما الآتي :
أ ـ إذا كان مفتوح الفاء وجب في جمعه فتح عينه إتباعا لفائه .
نحو : تمرة : تمرات ، ودعد : دعدات ، وجمرة : جمرات ، صخرة : صخرات .
32 ـ ومنه قوله تعالى : { كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم }3 .
3 ـ ومنه قول العرجي :
" بالله يا ظبيات القاع قلن لنا "
ب ـ إذا كان مضموم الفاء جاز في جمعه ضم العين ، وفتحها ، وإسكانها .
نحو : غرفة : غُرُفات ، غُرَفات ، غُرْفات . وحجرة : حُجُرات ، حُجَرات ،
ـــــــــــــــــ
1 ـ 34 النساء . 2 ـ 16 المائدة .
3 ـ 167 البقرة .

حُجْرات . وذلك بضم العين على الإتباع للفاء ، أو الفتح ، أو الإسكان .
33 ـ ومنه قوله تعالى : { وهم في الغرفات آمنون }1 .
وقوله تعالى : { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات }2 .
وقوله تعالى : { ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه }3 .
ج ـ وإذا كان المفرد مكسور الفاء جاز في عينه عند الجمع الكسر على الإتباع ، أو الفتح ، أو الإسكان . نحو : هند : هِنِدات بكسر العين ، وهِنَدات بفتحها ، وهِنْدات
بإسكانها . وسِدرة : سِدِرات ، سِدَرات ، سِدْرات .
5 ـ وإذا كان المفرد ثلاثيا مفتوح الفاء ، ومفتوح أو مضموم ، أو مكسور العين صحيحها يبقى في الجمع على حاله .
نحو : شجرة : شَجَرات . وبقرة : بقرات . وثمرة : ثَمَرات . بفتح العين .
34 ـ ومنه قوله تعالى : { وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان }4 .
ونحو : سَمُرة : سَمُرات (5) . بضم العين . 4 ـ ومنه قول امرئ القيس :
كأني غداة البين يوم ترحلوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
ونحو : نَمِرة : نَمِرات . بكسر العين .
6 ـ إذا كان الاسم الثلاثي معتل العين ، بقى الإسكان في الجمع .
نحو : تارة : تارات . دولة : دولات . بيضة : بيضات .
7 ـ أما إذا كان الاسم مضغم العين " مشدد " فلا تتغير حركته عند الجمع .
نحو : جنّة : جنّات . حبّة : حبات . حيّة : حيّات ، خطّة : خطّات .
35 ـ ومنه قوله تعالى : { وهو الذي أنشأ جنات معروشات }6 .
ــــــــــــــــ
1 ـ 37 النبأ . 2 ـ 4 الحجرات .
3 ـ 30 الحج . 4 ـ 43 يوسف .
5 ـ السُمر : نوع من أنواع الطلح . 6 ـ 141 الأنعام .

8 ـ وإذا كان المفرد صفة ساكنة العين ، سواء أكان مفتوح الفاء ، أم مضمومها ، أم مكسورها ، فليس في جمعه إلا تسكين العين .
نحو : ضَخمة : ضخْمات ، حُلوة : حلْوات ، جِلفة : جلْفات .
ثانيا ـ جمع الاسم المقصور :
لجمع الاسم المقصور جمعا مؤنثا سالما حالتان : ـ
1 ـ إذا كانت ألف المقصور ثالثة ردت إلى أصلها واوا ، أو ياء .
مثال ما أصله واوا : عصا : عصوات . رضا : رضوات . شذا : شذوات .
ومثال ما أصله ياء : هدى : هديات . مدى : مديات .
2 ـ إذا كانت ألفه رابعة فأكثر قلبت ياء .
نحو : ذكرى : ذكريات . منتدى : منتديات . مستشفى : مستشفيات .

ثالثا ـ جمع الممدود :
عند جمع الاسم الممدود جمعا مؤنثا سالما يراعى نوع الهمزة في آخره .
1 ـ إذا كانت الهمزة أصلية بقيت في الجمع على حالها .
نحو : إنشاء : إنشاءات . إملاء : إملاءات .
2 ـ إذا كانت زائدة للتأنيث وجب قلبها واوا .
نحو : صحراء : صحراوات . حمراء : حمراوات .
3 ـ إذا كانت مبدلة من حرف أصلي " واو ، أو ياء " جاز بقاؤها ، أو إبدالها واوا . نحو : سماء : سماءات وسماوات . دعاء : دعاءات ودعاوات .
زكرياء : زكرياءات وزكرياوات . وفاء : وفاءات ووفاوات .

رابعا ـ جمع المنقوص :
إذا جمع الاسم المنقوص جمعا مؤنثا سالما فلا يتغير فيه شيء عند الجمع إذا كانت ياؤه موجودة .
نحو : الساعية : الساعيات . الرابية : الرابيات . الداعية : الداعيات .
وإذا كانت ياؤه محذوفة ردت إليه عند الجمع .
نحو : قاض : قاضيات . ساع : ساعيات : راس : راسيات .
36 ـ ومنه قوله تعالى : { وجفان كالجواب وقدور راسيات }1 .

ملحقات جمع المؤنث السالم :
يلحق بجمع المؤنث السالم نوعين من الأسماء الشبيهة بجمعه ، وليس في الأصل جمعا مؤنثا سالما ، وهي :
1 ـ الكلمات التي لها معنى الجمع ، ولكن لا مفرد لها من لفظها .
نحو : أولات : فهي يدل على جماعة الإناث ، ولكن مفردها " ذات " بمعنى صاحبة .
نقول : المعلمات أولات فضل .
37 ـ ومنه قوله تعالى : { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن }2 .
ونحو : بنات ، وأخوات : هاتان الكلمتان من الكلمات التي لم يسلم فيها بناء المفرد من التغيير عند جمعها جمعا مؤنثا سالما ، وهذا مخالف لقاعدة جمع السلامة ، إذ يجب عدم تغيير صورة المفرد عند الجمع السالم ، لذلك ألحقت الكلمتان السابقتان ، ومثيلاتها به .
نقول : هؤلاء بنات مهذبات . وصافحت البناتِ والأخواتِ المهذبات .
وأثنت المعلمة على البنات والأخوات المهذبات .
ومنه قوله تعالى : { فاصطفى البنات على البنين }3 .
وقوله تعالى : { حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم }4 .
ــــــــــــ
1 ـ 13 سبأ . 2 ـ 4 الطلاق .
3 ـ 153 الصافات . 4 ـ 23 النساء .

2 ـ بعض الألفاظ التي سمي بها من جمع المؤنث ، وصارت أعلاما لمذكر أو لمؤنث بسبب التسمية ، ولعل من أهم دواعي التسمية بجمع المؤنث ، أو المذكر السالمين ، أو غيره من الجموع الأخرى هو المدح ، أو الذم ، أو التمليح (1) .
ومن هذه الألفاظ : أذرعات (2) .
5 ـ قال الشاعر :
تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالِ
الشاهد " أذرعات " حيث أعربت إعراب جمع المؤنث السالم فجرت بتنوين الكسر ، لأن أصلها جمع مؤنث سالم ، ثم سمي بها بلد ، فهو في اللفظ جمع ، وفي المعنى مفرد .
ومنه : سادات ، وعنايات ، وسعادات ، وزينبات ، وعرفات ، وما شابه ذلك من الأسماء المسمى بها لأسماء مفردة ، ولكنها في الأصل جموع مؤنثة ، فعوملت معاملة جمع المؤنث السالم في الإعراب .
إعرابه :
يعرب جمع المؤنث السالم رفعا بالضمة ، ونصبا وجرا بالكسرة ، فهو من المعربات التي نابت فيها حركة عن حركة أخرى . فقد نابت الكسرة عن الفتحة في حالة النصب . ففي الرفع نقول : جاءت الطالباتُ مبكراتٍ .
فالطالبات فاعل مرفوع بالضمة ، ومبكرات حال منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة . 39 ـ ومنه قوله تعالى : { والمحصنات من المؤمنات }3 .
وقوله تعالى : { والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره }4 .
وفي النصب نقول : إن المعلمات مخلصات .
ـــــــــــــ
1 ـ النحو الوافي ج3 ص137 هامش رقم1 .
2 ـ اسم لقرية بالشام . 3 ـ 5 المائدة .
4 ـ 54 الأعراف .

المعلمات اسم إن منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة .
ومنه قوله تعالى : { والذين يرمون المحصنات }1 .
المحصنات مفعول به منصوب بالكسرة ، والغافلات صفة منصوبة بالكسرة .
40 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات }2 .
وفي الجر نقول : أثنيت على المربياتِ الفاضلاتِ .
41 ـ ومنه قوله تعالى : { لتخرج الناس من الظلمات }3 .
وقوله تعالى : إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون }4 .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ هناك بعض الكلمات المنتهية بالألف والتاء ، ولكنها في حقيقتها ليست جمعا مؤنثا سالما ، إما لكون الألف فيها أصلية . نحو : قضاة ، وغزاة .
أو لأن التاء فيها أصلية . نحو : أقوات وأبيات .
وهذه الكلمات عبارة عن جموع تكسير ، ترفع بالضمة ، وتنصب بالفتحة ، وتجر بالكسرة . نقول : جاء القضاةُ . إن القضاةَ عادلون . وسلمت على القضاةِ .
ونقول : هذه أبيات شعرية جميلة . وقرأت أبياتا شعرية جميلة .
42 ـ ومنه قوله تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم }5 .
" فأمواتا " خبر كان منصوبة بالفتحة ، لأنها جمع تكسير والتاء فيه أصلية ، وليست جمع مؤنث سالما .
ومنه قوله تعالى : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا }6.
2 ـ يجوز في الأسماء المسماة بجمع المؤنث السالم ، والتي ذكرناها في موضعها ، ثلاثة أنواع من الإعراب :
ــــــــــــــــ
1 ـ 5 المائدة . 2 ـ 5 المائدة .
3 ـ 11 البروج . 4 ـ 1 إبراهيم .
5 ـ 4 الحجرات . 6 ـ 28 البقرة .

أ ـ النوع الأول وهو أصحها : أن يعرب الاسم كما كان عليه قبل التسمية ، فيرفع بالضمة مع التنوين ، لأن التنوين للمقابلة . نحو : هذه عناياتٌ .
وينصب ويجر بالكسرة مع التنوين ، نحو : رأيت عناياتٍ ، ومررت بعناياتٍ .
ب ـ النوع الثاني : أن يعرب الاسم رفعا بالضمة ، ونصبا وجرا بالكسرة بدون
تنوين . نحو : هذه عرفاتُ . وزرت عرفاتِ . ووقفت في عرفاتِ .
ج ـ النوع الثالث : أن يعرب الاسم إعراب الممنوع من الصرف ، فيرفع بالضمة بدون تنوين ، وينصب ويجر بالفتحة .
نحو : هذه أذرعاتُ . وسكنت أذرعاتَ . ورحلت إلى أذرعاتَ .
وأرى أن هذا النوع من الإعراب حسن أيضا ، إلى اعتبار استعمال هذه الأسماء مفردة مؤنثة .
3 ـ لا يصح جمع ما كان من الأسماء على وزن " فَعْلاء " مؤنث " أفعل " جمع مؤنث سالما ، وإنما تجمع جمع تكسير .
فنقول في جمع حمراء مؤنث أحمر : حُمْر ، ولا نقول : حمراوات .
وفي خضراء مؤنث أخضر : خُضْر ، ولا نقول : خضراوات .
4 ـ لا يصح جمع " فعلى " مؤنث " فعلان " جمعا مؤنثا سالما ، وإنما تجمع جمع تكسير . فلا نقول في : سكرى مؤنث سكرن : سكريات ، وإنما نقول : سُكارى .
كذلك لا يجوز جمعها جمعا مذكرا سالما ، فلا نقول في سكرى : سكرانون .
5 ـ لا يصح في بعض الألفاظ أن تجمع جمعا مؤنثا سالما ، وإنما الصحيح فيها أن تجمع جمع تكسير ، وأهم هذه الألفاظ : امرأة ، أَمة ، شاة ، أُمَّة ، شفة ، ملة .
فلا يقال فيها : امرآت ، أمات ، شاهات ، أُمّات ، شفات ، مِلاّت .
لأن ذلك مناف لقواعد ، وأصول اللغة . وإنما نقول : نساء ، إماء ، شياه ، أمم ، شفاه ملل .

نماذج من الإعراب


30 ـ قال تعالى : { أن الحسنات يذهبن السيئات } 114 هود .
إن : حرف توكيد ونصب . الحسنات : اسم إن منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة . يذهبن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون ضمير متصل في محل رفع فاعل .
السيئات : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الكسرة .
وجملة يذهبن في محل رفع خبر إن .

31 ـ قال تعالى : { فالصالحات قانتات حافظات للغيب } 34 النساء .
فالصالحات : الفاء حرف استئناف ، الصالحات مبتدأ مرفوع بالضمة .
قانتات : خبر أول مرفوع بالضمة . حافظات : خبر ثان مرفوع بالضمة .
للغيب : جار ومجرور متعلقان بحافظات .
والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية .

32 ـ قال تعالى : { كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم } 167 البقرة .
كذلك : الكاف حرف تشبيه وجر ، ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب لمفعول مطلق محذوف عامله الفعل الذي بعده ، والتقدير : يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم إراءة مثل تلك الإراءة .
يريهم : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
أعمالهم : مفعول به ثان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
حسرات : مفعول به ثالث منصوب بالكسرة .
ويجوز في حسرات أن تعرب حالا ، إذا اعتبرنا الرؤية بصرية ، والوجه الأول أرجح باعتبار أن الرؤية قلبية فيتعدى الفعل " يرى " لثلاثة مفاعيل .

3 ـ قال العرجي :
بالله يا ظبيات القاع قلنا لنا ليلاي منكن أم ليلى من البشر
بالله : جار ومجرور متعلقان بفعل قسم محذوف .
يا ظبيات : يا حرف نداء ، ظبيات منادى منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم ، وهو مضاف ، القاع : مضاف إليه مجرور .
قلنا : فعل ماض ، ونون النسوة في محل رفع فاعل .
لنا : جار ومجرور متعلقان بقال .
ليلاي : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وليلا مضاف وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
منكن : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر . والجملة في محل نصب مقول القول .
أم : حرف عطف . ليلى : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة .
من البشر : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ .
الشاهد المطلوب قوله ظبيات حيث فتح العين وهي الباء تبعاً لفتحة الفاء التي هي الظاء في جمع الاسم الثلاثي الساكن العين الصحيحها وهو ظبية .

33 ـ قال تعالى : { وهم في الغرفات آمنون } 37 سبأ .
وهم : الواو حرف عطف ، هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
في الغرفات : جار ومجرور متعلقان بـ " آمنون " ، أو في محل نصب حال .
آمنون : خبر مرفوع بالواو .
34 ـ قال تعالى : { وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان } 43 يوسف .
وقال : الواو حرف عطف ، قال فعل ماض مبني على الفتح .
الملك : فاعل مرفوع بالضمة . إني : إن واسمها .
أرى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا . سبع : مفعول به منصوب بالفتحة ، وسبع مضاف .
بقرات : مضاف إليه مجرور بالكسرة . سمانٍ : صفة لبقرات مجرورة بالكسرة .
وجملة أرى في محل رفع خبر إن . وجملة إني وما في حيزها في محل نصب مقول القول .

4 ـ قال امرؤ القيس :
كأني غداة البين يوم تحمّلوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
كأني : كأن حرف مشبه بالفعل من أخوات إن ، وياء المتكلم في محل نصب اسمها .
غداة : ظرف زمان متعلق بناقف الآتي ، ويصح تعليقه بكأن لما فيها من معنى التشبه ، وتعليق الظرف والجار والمجرور بالحرف جائز إذا تضمن الحرف معنى الفعل ، والتقدير : أشبه نفسي ، وتعليقه بناقف أقوى ، وغداة مضاف ، والبين : مضاف إليه .
يوم : ظرف زمان بدل من غداة بدل كل من بعض .
تحملوا : فعل وفاعل والألف فارقة ، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة يوم إليها .
لدى : ظرف مكان مبني على السكون في محل نصب متعلق بما تعلق به غداة ، ولدى مضاف ، وسمرات : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وسمرات مضاف ، والحي مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة .
ناقف : خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وحنظل : مضاف إليه مجرور بالكسرة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله ، وفاعل ناقف ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا . والجملة الاسمية كأني وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

35 ـ قال تعالى : { وهو الذي أنشأ جنات معروشات } 141 الأنعام .
وهو : الواو استئنافية ، وهو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر .
أنشأ : فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود إلى الاسم الموصول وهو العائد أو الرابط لجملة الصلة ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
جنات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم .
معروشات : صفة لجنات منصوبة بالكسرة .

36 ـ قال تعالى : { وجفان كالجواب وقدور راسيات } 13 سبأ .
وجفان : الواو حرف عطف ، جفان معطوفة على تماثيل مجرورة بالكسرة .
كالجواب : الكاف حرف جر وتشبيه والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لجفان ، وحذفت ياء الجواب في خط القرآن .
وقدورٍ : عطف على الجفان . راسيات : صفة مجرورة لقدور .

37 ـ قال تعالى : { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } 4 الطلاق .
وأولات : الواو حرف عطف وأولات مبتدأ مرفوع بالضمة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم ، وأولات مضاف ، والأحمال : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
أجلهن : مبتدأ مرفوع بالضمة والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
أن : حرف مصدري ونصب .
يضعن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب والمصدر المؤول في محل رفع خبر المبتدأ أجلهن والتقدير : وضع ، ونون النسوة في محل رفع فاعل يضع . حملهن : مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة أجلهن في محل رفع خبر المبتدأ أولات . وجملة أولات معطوفة على ما قبلها .

38 ـ قال تعالى : { أصطفى البنات على البنين } 153 الصافات .
أصطفى : الهمزة للاستفهام الإنكاري حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب استغني بها عن همزة الوصل للتوصل للنطق بالساكن ، واصطفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله . البنات : مفعول به منصوب بالفتحة .
على البنين : جار ومجرور متعلقان باصطفى بعد تضمينه معنى أفضل .

5 ـ قال الشاعر :
تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالي
تنورتها : فعل وفاعل ومفعول به .
من أذرعات : جار ومجرور وعلامة جره الكسرة إذا قرأناه منوناً أو من غير تنوين ، أما إذا قرأناه بالفتح فعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، والجار والمجرور متعلقان بتنور .
وأهلها : الواو للحال وأهل مبتدأ والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
بيثرب : جار ومجرور وعلامة جره الفتحة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال .
أدنى : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وأدنى مضاف ، ودارها : مضاف إليه ، ودار مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
نظر : خبر المبتدأ مرفوع . عال : صفة مرفوعة لنظر .
الشاهد في قوله : " أذرعات " فإن أصله جمع ثم نقل فصار اسم بلد فهو في اللفظ جمع وفي المعنى مفرد .
وفي كلمة " أذرعات " ثلاثة أوجه من الإعراب كما ذكر ابن عقيل في شرحه على الألفية .
1 ـ الوجه الأول : ينصب بالكسرة كما كان قبل التسمية به ، ولا يحذف منه التنوين " من أذرعاتٍ " وهذا هو الوجه الصحيح .
2 ـ الوجه الثاني : أنه يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة من غير تنوين " من أذرعاتِ " .
3 ـ الوجه الثالث : أنه يرفع بالضمة وينصب ويجر بالفتحة من غير تنوين باعتباره ممنوعاً من الصرف " من أذرعاتَ " .

39 ـ قال تعالى : { والمحصنات من المؤمنات } 5 المائدة .
والمحصنات : الواو استئنافية أو عاطفة ، المحصنات مبتدأ مرفوع بالضمة ،
وخبره محذوف دل عليه ما قبله ، أي : حل لكم ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها .
من المؤمنات : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من المحصنات . والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية ، أو معطوفة على ما قبلها .

40 ـ قال تعالى : { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا } 24 النور .
إن : حرف توكيد ونصب .
الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إن .
يرمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
المحصنات : مفعول به منصوب بالكسرة . والغافلات المؤمنات نعت للمحصنات .
لعنوا : فعل ماض مبني للمجهول وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل .
وجملة لعنوا في محل رفع خبر إن . في الدنيا : جار ومجرور متعلقان بلعنوا .

41 ـ قال تعالى : { لتخرج الناس من الظلمات إلى النور } 1 إبراهيم .
لتخرج : اللام لام التعليل ، وتخرج فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . الناس : مفعول به منصوب .
من الظلمات : جار ومجرور متعلقان بتخرج .
إلى النور : جار ومجرور متعلقان بتخرج أيضاً .

42 ـ قال تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم } 28 البقرة .
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال والعامل فيه الفعل بعده ، وصاحبه واو الجماعة .
تكفرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون واو الجماعة في محل رفع فاعل .
بالله : جار ومجرور متعلق بتكفرون ، وجملة كيف تكفرون مستأنفة لا محل لها من الإعراب . وكنتم : الواو للحال ، وكان واسمها والجملة في محل نصب حال من واو الجماعة في تكفرون ، والرابط الواو والضمير ، وقد المقدرة قبل الفعل الماضي الناقص لتقربه من الحال . أمواتاً : خبر كان منصوب بالفتحة .
فأحياكم : الفاء حرف عطف ، وأحيى فعل ماض مبني على الفتح المقدر والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به . وجملة أحيى معطوفة على ما قبلها ، فهي في محل نصب حال مثلها .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الرابع
جمع المذكر السالم

تعريفه : هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون ، على مفردة ، في حالة الرفع ، أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب ، والجر ، وسلم بناء مفرده عند الجمع .
نحو : سافر المحمدون . وفاز المجتهدون .
43 ـ ومنه قوله تعالى : { وإنّا إن شاء الله لمهتدون }1 .
ونحو : ودعت المسافرين . وسلمت على الفائزين .
ومنه قوله تعالى : { كونوا قردة خاسئين }2 .
وقوله تعالى : { أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين }3 .
إعرابه : يرفع جمع المذكر السالم بالواو . نحو : وصل المسافرون .
44 ـ ومنه قوله تعالى : { هم فيها خالدون }4 .
وقوله تعالى : { إلا قليلا منكم وأنتم معرضون }5 .
وينصب بالياء . نحو : كافأت المتفوقين .
45 ـ ومنه قوله تعالى : { فاقع لونها تسر الناظرين }6 .
وقوله تعالى : { إن الله يحب المتقين }7 .
ويجر بالياء . نحو : عاقبت المهملين .
46 ـ ومنه قوله تعالى : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }8 .
وقوله تعالى : { وذلك جزاء المحسنين }9 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 70 البقرة . 2 ـ 65 البقرة . 3 ـ 67 البقرة .
4 ـ 81 البقرة . 5 ـ 83 البقرة .
6 ـ 69 البقرة . 7 ـ 4 التوبة .
8 ـ 64 البقرة . 9 ـ 85 المائدة .

شروط جمعه :
يشترط فيما يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية :
1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل ، خاليا من التأنيث والتركيب .
فلا يصح جمع مثل " رجل ، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام ، وإنما هما اسما جنس . فلا نقول : رجلون ، وغلامون .
فإذا كان علما غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما .
فلا نقول في " هند " هندون ، ولا في " زينب " زينبون .
وكذلك إذا كان علما لمذكر غير عاقل . فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون .
ومثله العلم المذكر العاقل المختوم بتاء التأنيث ، فلا يجمع جمع مذكر سالما .
فلا يقال في " طلحة " طلحون ، ولا في " معاوية " معاويون ، ولا في " عبيدة " عبيدون .
كما لا يجمع العلم المركب بأنواعه المختلفة جمعا مذكرا سالما .
فلا يجمع : عبد الله ، و سيبويه ، و جاد الحق ، و تأبط شرا ، و بعلبك ، ونظائرها .
2 ـ أ ـ أن يكون صفة لمذكر عاقل خالية من التاء ، وصالحة لدخول التاء عليها .
نحو : ماهر : ماهرون ، عاقل : عاقلون ، جالس ك جالسون .
والصفات السابقة ، وأشباهها صالحة لدخول التاء عليها . فنقول : ماهرة ، وعاقلة .
ب ـ أو وصف على وزن أفعل التفضيل . نحو : أعظم ، وأكبر ، وأحسن وأفضل . نقول : أعظمون ، وأكبرون ، وأحسنون ، وأفضلون .
47 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون }1 .
فإن كانت الصفة على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء ، كأحمر حمراء ، وأخضر خضراء . امتنع جمعه جمع مذكر سالما . فلا نقول : أحمرون ، وأخضرون .
ــــــــــــ
1 ـ 139 آل عمران .

وإن كانت الصفة أيضا على وزن فعلان فعلى ، كعطشان عطشى ، وسكران سكرى .
فلا تجمع جمع مذكر سالما . فلا يصح أن نقول : عطشانون ، وسكرانون .
وكذلك إذا كانت الصفة مما يستوي فيها المذكر والمؤنث . مثل : صبور ، وغيور ، وغريق ، وجريح ، وذلك لعدم قبولها تاء التأنيث .
فلا نقول : صبورون ، وغيورون ، وقتيلون .
طريقة الجمع :
1 ـ يجمع الاسم الصحيح الآخر ، أو شبهه جمع مذكر سالما بزيادة واو ونون ، أو ياء ونون على مفرده ، دون أن يحدث فيه تغيير .
نقول في جمع معلم : معلمون ، ومعلمين ، ومذنب : مذنبون ، ومذنبين .
وفي جمع ظبي علما لرجل : ظبيون ، وظبيين .
2 ـ يجمع الاسم المقصور ، بحذف ألفه ، وتبقى الفتحة قبل الواو ، والياء دليلا على الألف المحذوفة من المفرد .
نقول : مصطفى : مصطفون ، الأعلى : الأعلون ، الأدنى : الأدنون ، منتدى : منتدون . نحو : عامل الأدنين بالمحبة والرحمة .
48 ـ ومنه قوله تعالى : { وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار }1 .
وقوله تعالى : { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون }2 .
ولا فرق بين المقصور الثلاثي ، أو المزيد عند الجمع . فنقول في جمع " رضا " علم ثلاثي لرجل : رضون . ونقول في " مرتضى " : مرتضون .
3 ـ يجمع المنقوص بحذف يائه ، وتبقى الكسرة قبل الياء ، ويضم ما قبل الواو للمناسبة ، وذلك في حال وجود الياء .
نحو : الشادي : الشادون ، الغادي : الغادون ، الداعي : الداعون ، الراعي : الراعون.
ــــــــــــــــ
1 ـ 47 ص . 2 ـ 35 محمد .

نقول : هذا داع ، وهؤلاء داعون .
وأنت قاض ، وهم قاضون .
4 ـ عند جمع الممدود جمعا مذكرا سالما ينظر إلى همزته ، وذلك على النحو التالي :
أ ـ إن كانت أصلية بقيت . مثل : رفّاء : رفّاؤون . قرّاء : قراؤون .
نكّاء : نكّاؤون . ملاّء : ملاّؤون .
نقول : الرفاؤون ماهرون . والقراؤون مجيدون .
ب ـ وإن كانت الهمزة منقلبة عن أصل ، وهو الواو ، أو الياء ، جاز أن تبقى في الجمع ، وأن تقلب واوا ، وقلبها أفصح .
نحو : بنّاء : بنّاؤون ، وبناوون . وكسّاء : كسّاؤون ، وكساوون .
وعدّاء : عدّاؤون ، وعدّاوون .
ج ـ وإن سمي المذكر باسم ينتهي بألف التأنيث الممدودة التي تليها الهمزة ، قلبت الهمزة واوا عند الجمع . مثل : " ورقاء " علم لمذكر عاقل ، نقول : ورقاوون .
وزكرياء : زكرياوون .

ما يلحق بجمع المذكر السالم :
يلحق بجمع المذكر السالم في إعرابه ما ورد عن العرب مجموعا بالواو والنون ، ولكنه لم يستوف الشروط السابق ذكرها ، وذلك مثل :
1 ـ ألفاظ العقود من عشرين إلى تسعين ، لأنه لا واحد له من لفظه .
نحو : اشترك في الرحلة عشرون طالبا .
49 ـ ومنه قوله تعالى : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة }1 .
وقوله تعالى : { إن يكن منكم عشرون صابرون }2 .
ــــــــــــ
1 ـ 4 المعارج . 2 ـ 65 الأنفال .

وقوله تعالى : { إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة }1 .
2 ـ أهلون ، لأن مفرده أهل ، وأهل أسم جنس جامد كغلام ، ورجل ، وفرس .
نحو : كان أهلونا مهتمين بالحرف اليدوية .
50 ـ ومنه قوله تعالى : { شغلتنا أموالنا وأهلونا }2 .
وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا }3 .
3 ـ أولو ، لأنه لا واحد له من لفظه ، فهو أسم جمع لذوا بمعنى صاحب .
نحو : جاء أولو الفضل .
51 ـ ومنه قوله تعالى : { إنما يتذكر أولو الألباب }4 .
وقوله تعالى : { فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل }5 .
4 ـ عالمون ، جمع عالم ، وهو اسم جنس جامد كرجل ، وغلام ، وفرس ، وواحده أعم في الدلالة من جمعه ، ويطلق على مجموع ما خلق الله ، ويطلق أيضا على كل صنف من أصناف المخلوقات على حدة ، كعالم الأنس ، وعالم الجن ، وعالم الحيوان .
نحو : خلق الله العالمين منذ الأزل .
52 . ومنه قوله تعالى : { الحمد لله رب العالمين }6 .
وقوله تعالى : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }7 .
5 ـ علِّيون ، وهو اسم لأعلى الجنة ، ولا تنطبق عليه شروط جمع المذكر السالم ، لكونه لما لا يعقل ، وليس له واحد من لفظه .
53 ـ نحو قوله تعالى : { وما أدراك ما علييون }8 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 23ص . 2 ـ 11 الفتح .
3 ـ 6 التحريم . 4 ـ 19 الرعد .
5 ـ 35 الأحقاف . 6 ـ 2 الفاتحة .
7 ـ 157 الأنبياء . 8 ـ 19 المطففين .

نحو قوله تعالى : { كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين }1 .
6 ـ أرضون ، اسم جنس جامد مؤنث . نحو : الله مالك السموات والأرضين .
7 ـ سنون ، وعضون ، وعزون ، وتبون ، ومئون ، وظبون ، وكرون ، ونظائرها . مفردها : سنة ، وعضة ، وعزة ، وتبة ، ومئة وظبة ، وكرة (2) .
والكلمات السابقة لا تجمع جمع مذكر سالما ، لأنها غير مستكملة للشروط ، فهي أسماء أجناس جامدة مؤنثة ، وهي جموع تكسير لتغيير لفظ مفردها عند الجمع ، وقد أجريت مجرى جمع المذكر السالم في الإعراب تعويضا عن الحرف المحذوف وهو " التاء " .
54 ـ نحو قوله تعالى : { في بضع سنين }3 .
وقوله تعالى : { أفرأيت أن متعناهم سنين }4 .
55 ـ وقوله تعالى : { الذين جعلوا القرآن عضين }5 .
56 ـ وقوله تعالى : { عن اليمين وعن الشمال عزين }6 .
8 ـ بنون : جمع ابن ، اسم جنس جامد ، ويكسَّر مفرده عند الجمع .
57 ـ كقوله تعالى : { المال والبنون زينة الحياة الدنيا }7 .
وقوله تعالى : { أم له البنات ولكم البنون }8 .
9 ـ يلحق بجمع المذكر السالم أيضا ما سمي من الأسماء المجموعة بالواو والنون ، أو الياء والنون .
مثل : عابدين ، وزيدين ، وعلبين . نقول : جاء عابدون ، وصافحت زيدين .
ــــــــــــ
1 ـ 18 المطففين .
2 ـ العضة : الفرقة ، والقطعة من الشيء . العزة : الجماعة ، والفرقة ، والعصبة . التبة : الجماعة . الكرة : كل جسم مدور . الظبة : حد السيف .
3 ـ 4 الروم . 4 ـ 39 الطور .
5 ـ 91 الحجر . 6 ـ 70 المعارج .
7 ـ 46 الكهف . 8 ـ 39 الطور .

نون جمع المذكر :
الأصل في نون جمع المذكر السالم الفتح ، وقد أجمع النحويون على ذلك ، أما كسرها فضرورة شعرية ، وليس لغة . 6 ـ كقول سحيم الرياحي :
أكل الدهر حل وارتحال أما يبقي عليَّ ولا يقيني
وماذا يبتغي الشعراء منِّي وقد جاوزت حد الأربعينِ
ومنه قول الفرزدق :
ما سدَّ حيٌّ ولا ميت مسدهما إلا الخلائف من بعد النبيينِ
ونون جمع المذكر السالم عوض عن التنوين في الاسم المفرد لذلك وجب حذفها عند الإضافة . نحو : سافر معلمو المدرسة .
58 ـ ومنه قوله تعالى : { وأعلموا أنكم غير معجزي الله }1 .
وقوله تعالى : { فظنوا أنهم مواقعوها }2 .

فوائد وتنبيهات :
1 ـ ذكرنا من الكلمات التي لا تجمع جمع مذكر سالما بعض الصفات التي يستوي فيها المذكر والمؤنث . مثل صبور ، وغيور . وهما صفتان على وزن فعول بمعنى فاعل لذلك يستوي فيهما التذكير والتأنيث . نقول : رجل صبور ، وامرأة صبور ، بمعنى صابر .
ومنها : قتيل وغريق وجريح ، وهن صفات على وزن فعيل بمعنى مفعول ، لذلك يستوي فيهن التذكير ، والتأنيث .
نقول : رجل قتيل ، وامرأة قتيل ، بمعنى مقتول .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 2 التوبة . 2 ـ 53 الكهف .

فإن كان مفعول بمعنى مفعول ، نحو : دابة ركوب ، أي : مركوبة ، أو كان فعيل بمعنى فاعل ، نحو : أليم بمعنى مؤلم ، فلا يستوي فيهما التذكير والتأنيث .
نقول : عذاب أليم ، وحادثة مؤلمة .
كما لا يستوي التذكير والتأنيث في صبور ونظائرها إذا لم يذكر الموصوف .
نقول : هذا صبور وصبورة . ورأيت جريحا وجريحة .
2 ـ جمعت الصفة التي على وزن " أفعل " ومؤنثها " فعلاء " شذوذا .
كأسود وسوداء ، وأصفر وصفراء .
7 ـ ومنه قول حكيم بن عياش :
فما وجدت نساء بني تميم حلائل أسودينَ وأحمرينَ
الشاهد قوله : أسودين ، وأحمرين ، حيث جمعهما جمع مذكر سالما شذوذا ، لأن مفرد كل منهما : أسود ، وأحمر ، ومؤنثها : سوداء ، وحمراء .
والصواب أن يجمعا جمع تكسير ، فنقول : سُود ، وحُمر .
3 ـ بعض العرب يعرب كلمة " سنين " بالحركات الظاهرة ، على النون ، شريطة أن تلازمها الياء ، ويجرونها مجرى " حين " ، ويعتبرون تلك النون الزائدة كأنها من أصل الكلمة ، كما هي أصلية في كلمة " مسكين " ، فيثبتون النون مع الإضافة .
8 ـ كقول الصمة بن عبد الله :
دعاني من نجد فإن سنينَه لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا
الشاهد قوله " سنينه " ، حيث نصبه بالفتحة الظاهرة على آخره لأنه اسم إن ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، ولو أن " سنين " ملحقة بجمع المذكر السالم لوجب حذف نونها عند الإضافة ، وهذا الإعراب غير مطرد ، وهو مقصور على السماع ، ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في إحدى الروايتين : " اللهم اجعلها علينا سنينًا كسنينَ يوسف " .
والرواية الثانية " اللهم اجعلها سنينَ ــ بلا تنوين ــ كسني يوسف " بحذف النون للإضافة . ففي الرواية الأولى أعربت " سنين " بالحركات الظاهرة على النون ، وفي الرواية الثانية أعربت إعراب جمع المذكر السالم .
4 ـ ذكر صاحب الألفية أن فتح نون المثنى ككسر نون الجمع في القلة ، لكن الأمر ليس كذلك ، وإنما ما أجمع عليه النحويون أن فتحها في التثنية لغة ، وكسرها في الجمع شاذ ، وليس لغة .
5 ـ أجاز الكوفيون جمع العلم المختوم بتاء التأنيث ، كطلحة ، وحمزة ، ومعاوية ، وعبيدة جمع مذكر سالما ، بعد حذف التاء التي في مفرده .
فيقولون : جاء الطلحون ، ورأيت الحمزين ، وسلمت على المعاوين .
لأن هذه التاء في تقدير الانفصال ، بدليل سقوطها في جمع المؤنث السالم ، كطلحات ، وحمزات ، ومعاويات ، وعبيدات .
6 ـ يجمع النحويون على جواز جمع العلم المذكر المختوم بألف التأنيث الممدودة ، أو المقصورة جمعا مذكرا سالما . فلو سمينا رجلا بـ " خضراء " ، أو بـ " ذكرى " جاز جمعه جمع مذكر سالما . فنقول : خضراوون ، وذكراوون .
ومما هو متعارف عليه أن المختوم بألف التأنيث ، أشد تمكنا في التأنيث من المختوم بالتاء ، وإذا جوزنا جمع المختوم بالألف ، فجواز المختوم بالتاء أولى .
7 ـ يجوز في اسم الجنس إذا صغر أن يجمع جمع مذكر سالما ، فلو صغرنا " رجل " لقلنا " رجيل " ، وعندئذ يمكن جمعها بالواو والنون ، فنقول : رجيلون .
والعلة في جمعه بعد التصغير أنه أصبح وصفا .
وكذلك الاسم المنسوب ، نحو : مصري ، وسعودي ، وسوري ، وفلسطيني ، يجوز جمعه بالواو والنون . نقول : مصريون ، وسعوديون ، وسوريون ، وفلسطينيون .
8 ـ إذا سمي بجمع المذكر السالم ، نحو : عابدون ، وحمدون ، وخلدون ، وزيدون ، وهي في الأصل أسماء مفردة ، ولحقتها علامة الحمع " الواو والنون " في حالة الرفع ، يجوز جمعها لدخولها في العلمية ، وانسلاخها عن معنى الجمع ، ولكن جمعها مرة أخرى لا يكون بصورة
مباشرة ، إذ لا يصح أن نزيد على صورتها الحالية علامة جمع المذكر السالم مرة أخرى ، فلا يصح أن نقول : عابدونون ، وخلدونون ، ولكن يجوز الجمع بواسطة . وهو استعمال كلمة " ذوو " في حالة الرفع قبل الجمع السالم المسمى به ، والمراد جمعه مرة أخرى ، ويقع الإعراب على كلمة " ذوو " في حالة الرفع ، و " ذوي " نصبا وجرا .
نحو : جاء ذوو عابدين ، وصافحت ذوي خلدين ، ومررت بذوي زيدين .
ويلاحظ أن الجمع المسمى به يعرب مضافا إليه في كل الحالات .
9 ـ جوز النحويون فيما سمي به من جمع المذكر السالم أن يعرب إعرابه .
نحو : جاء زيدون . وكافأت حمدين . وأثنيت على عابدين .
كما يجوز أن تلزم مثل هذه الأسماء الياء والنون ، وتعرب بالحركات الثلاثة مع التنوين . نحو : جاء زيدينٌ . وإن عابدينًا مجتهدٌ . وذهبت إلى حمدينٍ .
ويجوز أن تلازمها الياء والنون بدون تنوين ، وتعرب إعراب الممنوع من الصرف تشبيها لها بـ " هارون " ، فتجري مجراه ، وتمنع من الصرف للعلمية والعجمة .
نحو : فاز عابدينُ . وصافحت زيدينَ . وسافرت مع حمدينَ .

نماذج من الإعراب


43 ـ قال تعالى : { وإنا إن شاء الله لمهتدون } 70 البقرة .
وإنا : الواو استئنافية وإنا حرف توكيد ونصب والضمير المتصل في محل نصب اسمها . إن : حرف شرط جازم .
شاء : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط .
الله : فاعل مرفوع بالضمة ، والمفعول به محذوف . وجواب الشرط محذوف لدلالة خبر إن عليه . وإن الشرطية وما في حيزها جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب . لمهتدون : اللام هي المزحلقة ، ومهتدون خبر إن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .وجملة إنا لمهتدون معطوف على جملة إن البقر ، لذلك فهي متضمنة للتعليل أو هي مستأنفة ، ولا محل لها من الإعراب في الحالتين .

44 ـ قال تعالى : { هم فيها خالدون } 83 البقرة .
هم : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
فيها : جار ومجرور متعلقان بـ " خالدون " .
خالدون : خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .
الجملة الاسمية في محل رفع خبر ثان لاسم الموصول في أول الآية .

45 ـ قال تعالى : { فاقع لونها تسر الناظرين } 69 البقرة .
فاقع : صفة ثانية مرفوعة لبقرة .
لونها : فاعل للصفة المشبهة فاقع لأنه صفة ثابتة ، وليست متجددة ، لذلك لا يمكن اعتبارها اسم فاعل ، ولون مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
ويجوز أن يكون فاقع خبراً مقدماً ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، ولونها مبتدأ
مؤخر ، والجملة الاسمية في محل رفع صفة ثانية لبقرة .
تسر : فعل مضارع مرفوع بالضمة وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هي .
الناظرين : مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم .
وجملة تسر الناظرين في محل رفع صفة ثالثة لبقرة .
هذا ويجوز أن يكون لونها مبتدأ وجملة تسر الناظرين في محل رفع خبر . (1) .

46 ـ قال تعالى : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين } 64 البقرة
فلولا : الفاء حرف عطف ، لولا حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط .
فضل : مبتدأ حذف خبره وتقديره موجود ، وفضل مضاف ، الله : لفظ الجلالة مضاف إليه . عليكم : جار ومجرور متعلقان بفضل .
ورحمته : الواو حرف عطف ، ورحمة معطوف على ما قبله وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . لكنتم : اللام واقعة في جواب لولا وكان واسمها .
من الخاسرين : جار ومجرور وعلامة جره الياء ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب خبر كنتم . وجملة كنتم لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم . وجملة لولا وما في حيزها معطوفة على ما قبلها .

47 ـ قال تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون } 139 آل عمران .
ولا تهنوا : الواو حرف عطف ، والكلام معطوف على المفهوم من قوله : فسيروا في الأرض ، ولا ناهية جازمة ، تهنوا فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون ، واو الجماعة في محل رفع فاعل .
ولا تحزنوا : عطف على ما قبله .
ــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص42 .

وأنتم : الواو واو الحال ، أنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
الأعلون : خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .
والجملة الاسمية في محل نصب حال .

48 ـ قال تعالى : { وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار } 47 ص .
وإنهم : الواو للاستئناف ، إن واسمها .
عندنا : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل نصب حال وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
لمن المصطفين : اللام هي المزحلقة ، ومن حرف جر ، والمصطفين مجرور بمن وعلامة جره الياء وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر إن .
الأخيار : صفة مجرورة للمصطفين .

49 ـ قال تعالى : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } 4 المعارج .
في يوم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف دل عليه واقع ، أي يقع العذاب بهم في يوم القيامة . كان : فعل ماض ناقص . مقداره : اسم كان ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . خمسين : خبر كان منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
ألف : تمييز منصوب بالفتحة وألف مضاف ، وسنة تمييز مجرور بالإضافة .

50 ـ قال تعالى : { شغلتنا أموالنا وأهلونا } 11 الفتح .
شغلتنا : شغل فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث الساكنة ، ونا ضمير متصل في محل نصب مفعول به . أموالنا : فاعل ومضاف إليه .
وأهلنا : الواو حرف عطف ، وأهلنا معطوف على ما قبله مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وجملة شغلتنا وما في حيزها في محل نصب مقول القول في أول الآية .

51 ـ قال تعالى : { إنما يتذكر أولو الألباب } 19 الرعد .
إنما : كافة ومكفوفة . يتذكر : فعل مضارع مرفوع بالضمة .
أولو : فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف .
الألباب : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

52 ـ قال تعالى : { الحمد لله رب العالمين } 2 الفاتحة .
الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة . لله : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر . ويجوز في قراءة من نصب الحمد أنه مفعول مطلق منصوب للفعل حمد ودخلت عليها الألف واللام في المصدر تخصيصاً لها . (1)
رب : صفة مجرورة لله أو بدل مجرور منه ، ورب مضاف .
العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .

53 ـ قال تعالى : { وما أدراك ما عليون } 19 المطففين .
وما : الواو حرف عطف ، وما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ .
أدراك : أدرى فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ . ما : اسم استفهام للتفخيم والتعظيم في محل رفع مبتدأ .
عليون : خبر مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ،والجملة المعلقة بالاستفهام الثاني سدت مسد مفعول أدراك الثاني وجملة الاستفهام الأول معطوفة على ما قبلها .
ــــــــــ
1 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ص19 .

54 ـ قال تعالى : { في بضع سنين } 4 الروم .
في بضع : جار ومجرور متعلقان بقوله سيغلبون في الآية السابقة ، وبضع مضاف .
سنين : تمييز مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .

55 ـ قال تعالى : { الذين جعلوا القرآن عضين } 91 الحجر .
الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة للمقتسمين .
جعلوا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
القرآن : مفعول به أول منصوب بالفتحة .
عضين : مفعول به ثان منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .

56 ـ قال تعالى : { عن اليمين وعن الشمال عزين } 37 المعارج .
عن اليمين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال بالاسم الموصول في الآية السابقة ، وقيل إنه متعلق بمهطعين . وعن الشمال : معطوفة على ما قبلها .
عزين : حال منصوبة من الاسم الموصول أيضاً أو من الضمير في مهطعين ،وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
وجعل أبو البقاء العكبري عن اليمين وعن الشمال متعلقين بعزين .
وأعرب بعض المعربين عزين صفة لمهطعين . 1

57 ـ قال تعالى : { المال والبنون زينة الحياة الدنيا } 46 الكهف .
المال : مبتدأ مرفوع بالضمة . والبنون : الواو حرف عطف ، والبنون معطوفة على المال مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
ــــــــــــ
1 ـ إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحيي الدين درويش ج10 ص218 .

زينة : خبر مرفوع وهو مضاف . الحياة : مضاف إليه مجرورة بالكسرة .
الدنيا : صفة مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف .

6 ـ قال الشاعر :
وماذا تبتغي الشعراء مني وقد جاوزت حد الأربعين
وماذا : الواو حسب ما قبلها ، ماذا اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتبتغي .
تبتغي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل .
الشعراء : فاعل مرفوع بالضمة . مني : جار ومجرور متعلقان بتبتغي .
وقد : الواو واو الحال ، وقد حرف تحقيق . جاوزت : فعل وفاعل .
حد : مفعول به وهو مضاف ، الأربعين : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ، وقد يكون مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
الشاهد في البيت قوله : حد الأربعينِ ، اختلف النحاة في تخريج هذه الرواية التي وردت فيه النون بالكسر ، فمنهم من قال إن هذه الكسرة هي كسرة الإعراب وعللوا ذلك بأن ألفاظ العقود يجوز فيها أن تلزم الياء ويجعل الإعراب بحركات ظاهرة على النون ، ومنهم من ذهب إلى أن هذه الكلمة معربة إعراب جمع المذكر السالم ، فهي مجرورة بالياء ، واعتذر عن كسر النون لأنها كسرت على ما هو الأصل في التخلص من التقاء الساكنين ، وذهب ابن مالك إلى أن كسر النون في هذه الحالة لغة من لغة العرب .

58 ـ قال تعالى : { واعلموا أنكم غير معجزي الله } 2 التوبة .
واعلموا : الواو حرف عطف ، اعلموا فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل . أنكم : أن واسمها . غير : خبر أن ، وغير مضاف .
معجزي : مضاف إليه ، ومعجزي مضاف .
الله : مضاف إليه ، وحذفت نون معجزي للإضافة .
وجملة أنكم وما في حيزها سدت مسد مفعولي اعلموا .

7 ـ قال الشاعر :
فما وجدت نساء بني تميم حلائل أسودين وأحمرينا
فما : الفاء حسب ما قبلها ، ما نافية لا عمل لها .
وجدت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء علامة التأنيث الساكنة .
نساء : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف .
بني : مضاف إليه مجرور بالياء ، وبني مضاف .
تميم : مضاف إليه مجرور بالكسرة . حلائل : مفعول به منصوب بالفتحة .
أسودين : صفة لحلائل منصوبة بالياء .
وأحمرين : الواو حرف عطف ، أحمرين معطوفة على ما قبلها .
الشاهد قوله : " أسودين وأحمرين " وهو جمع أسود وأحمر وهذا جمع شاذ لأن ما كان من باب أفعل فعلاء القياس في جمعه على وزن أفاعل كافضل : أفاضل ، وعلى فُعُل مثل : حُمُر وخُضُر .(1)

8 ـ قال الشاعر :
دعاني من نجد فإن سنينه لعبن بنا شيباً وشيبننا مردا
دعاني : دعا فعل أمر مبني على حذف النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعل ، والنون للوقاية ، والياء في محل نصب مفعول به .
من نجد : جار ومجرور متعلقان بدعاني .
ــــــــــــ
1 ـ همع الهوامع للسيوطي ج1 هامش ص152 ط1 1998م .

فإن سنينه : الفاء حرف تعليل ، وإن حرف توكيد ونصب ، سنين اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
لعبن : فعل ماض والنون في محل رفع فاعل ، والجملة في محل رفع خبر إن .
بنا : جار ومجرور متعلق بلعبن . شيباً : حال من الضمير المجرور في بنا .
وشيبننا : الواو حرف عطف ، وشيبننا فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة معطوفة على جملة لعبن . مردا : حال من المفعول به في قوله شيبننا .
الشاهد في قوله : " فإن سنينه " حيث نصبه بالفتحة الظاهرة لإجرائه مجرى الحين ، بدليل بقاء النون مع الإضافة إلى الضمير .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الخامس
الممنوع من الصرف

ينقسم الاسم المعرب إلى قسمين : متمكن أمكن إذا كان مصروفا ، بحيث يدخله التنوين ، ويجر بالكسرة ، ومتمكن غير أمكن وهو غير المنصرف .
تعريف الممنوع من الصرف :
هو الاسم المعرب الذي لا يدخله تنوين التمكين ، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة ، إلا إذا عرّف بـ " أل " ، أو الإضافة ، فإنه يجر بالكسرة .
أنواعه : ينقسم الممنوع من الصرف إلى نوعين :
1 ـ الممنوع من الصرف لعلتين اسما كان أو صفة .
2 ـ الممنوع من الصرف لعلة واحدة سدت مسد العلتين .

أولا ـ الأسماء الممنوعة من الصرف لعلتين :
هو كل اسم علم معرب اجتمع فيه مع علة العلمية علة أخرى مساندة فامتنع بسببها من الصرف . ويشمل الأنواع الآتية .
1 ـ كل اسم على وزن الفعل المستقبل ، أو الماضي ، أو الأمر ، بشرط خلوه من الضمير ، وألا يكون الوزن مشتركا بين الأسماء ، والأفعال ، وألا يكون الاسم منقوص الآخر .
مثال ما كان على وزن الفعل مستوفيا الشروط السابقة : يزيد ، أحمد ، أسعد ، تغلب ، يعرب ،
يشكر ، يسلم ، ينبع ، شمر ، تعزَّ .
نقول في الرفع : جاء يزيدُ . برفع يزيد بدون تنوين .
59 ـ ومنه قوله تعالى : { ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد }1 .
ــــــــــــ
1 ـ 6 الصف .

والنصب : رأيت يزيدَ . بنصب يزيد بدون تنوين .
والجر : سلمت على أسعدَ . بجر أسعد بالفتحة نيابة عن الكسرة .
فإذا احتوى الاسم الشبيه بالفعل على الضمير خرج عن بابه ، وصار حكاية .
نحو : يشكر المجتهدين . فيشكر فعل مضارع لاحتوائه على الضمير المستتر فيه ، وليس اسما ممنوعا من الصرف . ومثال اشتراك الوزن بين الاسمية والفعلية على
السواء قولهم : رجب ، وجعفر . فهذان الاسمان ونظائرهما لا يمنعان من الصرف .
نقول : جاء رجبٌ ، ورأيت رجباً ، ومررت برجبٍ .
فينون في جميع إعراباته ، ويجر بالكسرة . ورجب اسم لعلم ، وشهر من شهور السنة الهجرية . وأما الاسم المنقوص الآخر فنحو : يغز ، ويدع . إذا سمي بأحدهما رجل .
وهذان الاسمان ونظائرهما لا يمنعان من الصرف ، لأن أصلهما : يغزو ، ويدعو ، فعند التسمية بهما جعلت الضمة قبل الواو كسرة ، فتقلب الواو ياء لأنه ليس في الأسماء المعربة اسم آخره واو قبلها ضمة ، فصار : يغزي ، ويدعي ، ثم تحذف الياء في حالة الرفع والجر ، ويعوض عنها بتنوين العوض .
نحو : جاء يغزٍ . يغزٍ : فاعل مرفوع بالضمة على الياء المحذوفة .
وذهبت إلى يغزٍ . يغز : اسم مجرور بالكسرة على الياء المحذوفة .
ورأيت يغزيَ . يغزيَ : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة . ممنوع من الصرف .
2 ـ العلم المؤنث المختوم بتاء التأنيث سواء أكان التأنيث حقيقيا ، أم لفظيا ، والعلم المؤنث المزيد على ثلاثة أحرف ، ولا علامة فيه للتأنيث ( المؤنث المعنوي ) .
مثال المؤنث الحقيقي المختوم بالتاء : فاطمة ، عائشة ، مكة .
نقول : سافرت فاطمةُ إلى مكةَ . وكافأت المديرة عائشةَ .
60 ـ ومنه قوله تعالى : { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين }1 .
ـــــــــــ
1 ـ 96 آل عمران .

ومثال العلم المؤنث تأنيثا معنويا : مريم ، وزينب ، وسعاد .
نحو : وصلت مريمُ ، ورأت سعادَ ، وسلمت على زينبَ .
61 ـ ومنه قوله تعالى : { وجعلنا ابن مريم وأمه آية }1 .
وقوله تعالى : { فأما تمود فأهلكوا بالطاغية }2 .
فإذا كان العلم المؤنث المجرد من تاء التأنيث ثلاثيا اتبعنا في صرفه ، أو عدمه الأحوال التالية :
أ ـ إذا كان العلم المؤنث الثلاثي عربي الأصل ، ساكن الوسط ، نحو : هند ، ودعد ، وعدن ، ومي . فالأحسن فيه عدم منعه من الصرف . ويجوز منعه .
نقول : هذه هندٌ ، وإن هندًا مؤدبة ، وأشفقت على هندٍ .
62 ـ ومنه قوله تعالى : ( ومساكن طيبة في جنان عدن }3 .
وقوله تعالى : { وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم }4 .
ب ـ فإذا كان العلم المؤنث الثلاثي عربيا متحرك الوسط . نحو : أمل ، وقمر ، ومضر . وجب منعه من الصرف .
نقول : جاءت أملُ . ورأيت أملَ ، وسلمت على أملَ . بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
ج ـ وإذا كان العلم المؤنث الثلاثي أعجميا . نحو : بلخ ، اسم مدينة .
وجب منعه من الصرف . نقول : بلخُ مدينة جميلة ، وشاهدت بلخَ ، وسافرت إلى بلخَ . بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
ومما جاء ممنوعا حينا ، ومصروفا حينا آخر كلمة " مصر " وهي ثلاثية ساكنة الوسط، أعجمية مؤنثة ، يجوز تذكيرها (5) .
63 ـ مثال جواز منعها من الصرف قوله تعالى : { وقال الذي اشتراه من مصر }6
ــــــــــــــ
1 ـ 50 المؤمنون . 2 ـ 5 الحاقة .
3 ـ 12 الصف . 4 ـ 41 الذاريات .
5 ـ القاموس المحيط ج2 ص134 مادة مصر . 6 ـ 21 يوسف .

وقوله تعالى : { أليس لي ملك مصر }1 . وقوله تعالى : { وقال ادخلوا مصر }2 .
64 ـ ومثال صرفها قوله تعالى : { اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم }3 .
ومثال العلم المختوم بتاء التأنيث اللفظي : طلحة ، وعبيدة ، ومعاوية .
نقول : تفوق طلحةُ في دراسته ، وكافأ المدير طلحةَ ، وأثنى المعلمون على طلحةَ .
بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
3 ـ العلم الأعجمي :
يشترط في منعه من الصرف أن يكون علما في اللغة التي نقل منها إلى اللغة العربية ، أو لم يكن علما في اللغة التي نقل منها ثم صار علما في اللغة العربية . كما يشترط فيه أن يكون مزيدا على ثلاثة أحرف ، فإن كان ثلاثيا صرف في حالة ، ومنع في أخرى . مثال الأعجمي المزيد : آدم ، وإبراهيم ، وإسماعيل ، وبشار ،
ويوسف ، ويعقوب ، وإسحاق ، وجورج ، نقول : كان آدمُ أول الخلق أجمعين .
إن إبراهيمَ خليل الله ، وسلمت على بشارَ .
بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
65 ـ ومنه قوله تعالى : { لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين }4 .
وقوله تعالى : { نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق }5 .
وقوله تعالى : { وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب }6 .
أما إذا كان العلم الأعجمي ثلاثيا فله حالتان :
1 ـ إن كان متحرك الوسط ، وجب منعه من الصرف .
نحو : حلب ، وقطر .
تقول : حلبُ مدينة جميلة ، وإن قطرَ دولة خليجية ، وسافرت إلى حلبَ .
بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 51 الزخرف . 2 ـ 99 يوسف . 3 ـ 61 البقرة .
4 ـ 7 يوسف . 5 ـ 3 القصص . 6 ـ 163 النساء .

2 ـ وإن كان ساكن الوسط وجب صرفه . نحو : هود ، ولوط ، ونوح ، وخان .
نقول : كان لوطُ نبيا ، وأرسل الله هودَ إلى قوم عاد ، واستجاب الله إلى نوحَ .
4 ـ العلم المختوم بألف ونون زائدتين ، وكانت حروفه الأصلية ثلاثة ، أو أكثر .
مثل : سليمان ، وسلطان ، وحمدان ، ولقمان ، ورمضان ، وسرحان .
نقول : كان عثمانُ ثالث الخلفاء الراشدين . وإن سليمان طالب مجتهد . ومررت بسلطان .
66 ـ ومنه قوله تعالى : { ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره }1 .
وقوله تعالى : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن }2 .
وقوله تعالى : { وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه }3 .
وقوله تعالى : { إذ قالت امرأة عمران }4 .
فإن شككت في زيادة النون ، أو عدم زيادتها ، كأن تكون أصلية ، لم يمنع الاسم من الصرف . نحو : حسان ، وعثمان ، وسلطان .
فإذا اعتبرنا الأصل : الحسن ، وعثمن ، وسلطن ، كانت النون أصلية فلا تمنع من الصرف . نقول : هذا حسانٌ ، واستقبلت عثمانًا بالبشر ، وسلمت على سلطانٍ .
67 ـ ومنه قوله تعالى : { ليس لك عليهم سلطانٌ }5 . 68 ـ وقوله تعالى : { ما لم ينزل به سلطانا }6 . 69 ـ وقوله تعالى : { ما أنزل الله بها من سلطانٍ }7 .
وقوله تعالى : { لا تنفذوا إلا بسلطانٍ }8 .
بالتنوين ، والجر بالكسرة . والواضح من كلمة " سلطان " في الآيات السابقة ، وغيرها مما ورد فيها ذكر هذه الكلمة أنها ليس علما ، وإنما هي بمعنى المُلك ، أو القوة ،
ـــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 81 الأنبياء . 2ـ 85 البقرة . 3 ـ 13 لقمان .
4 ـ 35 آل عمران . 5 ـ 43 الحجر . 6 ـ 151 آل عمران .
7 ـ 23 النجم . 8 ـ 33 الرحمن .

والله أعلم ، وقد وردت في القاموس علما ، فقد ذكر صاحب القاموس أن من فقهاء القدس : سلطانُ بنُ إبراهيم . (1)
وإن كانت النون فيها زائدة وجب منعها من الصرف .
نقول : كان حسانُ شاعر الرسول ، وإن عثمانَ خليفة ورع . والتقيت بسلطانَ .
بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
كذلك إذا كانت حروف الاسم المختوم بالألف والنون الزائدتين أقل من ثلاثة أحرف وجب صرفه . نحو : سنان ، وعنان ، ولسان ، وضمان ، وجمان .
لأن الألف والنون في هذه الحالة تكون أصلية غير زائدة .
نقول : سافر سنانٌ ن واستقبلت سنانًا ، وسلمت على سنانٍ .
5 ــ العلم المعدول عن فاعل إلى " فُعَل " ، بضم الفاء ، وفتح العين .
نحو : عمر ، وزفر ، وزحل ، وقثم ، وقزح ، وهبل .
فهي أسماء معدولة عن أسماء الفاعلين : عامر ، وزافر ، وزاحل ، وقاثم ، وقازح ، وهابل . نقول : تم فتح الشام في خلافة عمر بن الخطاب .
ووصل رجال الفضاء إلى زحل .
ومنه قول الشاعر :
أشبهت من عمر الفاروق سيرته قاد البرية وأتمت به الأمم
ومنه بعض ألفاظ التوكيد المعدولة ، والعدل يعني تحويل الاسم من وزن إلى آخر ، وفي موضوعنا يعني تحويل اسم الفاعل إلى وزن " فُعَل " .
نحو : كُتَع ، وجمع . المعدولتان عن : جمعاء وكتعاء (2) .
فإذا سمي بهما منعا من الصرف (3) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ القاموس مادة سلط ، مؤسسة الرسالة ط3 ، ص867 . 2 ـ الكتاب لسيبويه ج3 ص224 .
3 ـ إصلاح الخلل الواقع في الجمل للزجاجي ، للبطليوسي ص274 ، وانظر التطبيق النحوي ، د . عبده الراجحي ص398 .

6 ـ العلم المركب تركيبا مزجيا ، غير مختوم بويه .
ومعنى التركيب المزجي أن تتصل كلمتان بعضهما ببعض ، وتمزجا حتى تصيرا كالكلمة الواحدة .
مثل : حضرموت ، وبعلبك ، وبورسودان ، وبورتوفيق ، ومعديكرب ، ونيويورك .
نقول : حضرموتُ محافظة يمنية . وزرت بعلبكَّ ، وسافرت إلى بورسودانَ .
أما إذا كان العلم المركب تركيبا مزجيا مختوما " بويه " ، مثل : سيبويه ، وخمارويه .
بني على الكسر .
نقول : سيبويهِ نحوي مشهور ، وصافحت خمارويهِ ، والتقيت بنفطويهِ .
فهو في جميع إعراباته الثلاثة مبني على الكسر ، ومقدر فيه علامات الإعراب الثلاثة رفعا ، ونصبا ، وجرا .

ثانيا ـ الصفات الممنوعة من الصرف لعلتين :
1 ـ كل صفة على وزن " أفعل " بشرط ألا تلحقها تاء التأنيث ، ولا يكون الوصف فيها عارضا . ومثال ما اجتمع فيه الشرطان السابقان قولنا :
أحمر ، وأصفر ، وأبيض ، وأسود ، وأخضر ، وأفضل ، وأعرج ، وأعور ، وأكتع ، وأحسن ، وأفضل ، وأجمل ، وأقبح . نحو : هذا وردٌ أبيضُ ، وأهداني صديقي وردا أبيضَ ، ومحمد ليس بأفضلَ من أخيه .
70 ـ ومنه قوله تعالى : { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها }1 .
أما ما كان صفة على وزن أفعل ، ولحقته تاء التأنيث فلا يمنع من الصرف .
نحو : أرمل ، ومؤنثه أرملة . وأربع ، ومؤنثها أربعة .
فلا نقول : مررت برجل أرملَ . ولا ذهبت مع نسوة أربعَ .
بالجر بالفتحة لعدم منعهما من الصرف . ولكن نصرفهما لعدم توفر الشروط الآنفة
ــــــــــــ
1 ـ 86 النساء .

الذكر في الصفة الممنوعة من الصرف على وزن " أفعل " .
فنقول : مررت برجل أرملٍ ، وذهبت مع نسوة أربعٍ . بالتنوين والجر بالكسرة .
وكذلك إذا كانت الصفة عارضة ، غير أصلية فلا تمنع من الصرف .
نحو : أرنب ، صفة لرجل . فلا نقول : سلمت على رجل أرنبَ . بجر " أرنب " بالفتحة ، ولكن نقول : سلمت على رجل أرنبٍ . بجره بالكسرة مع التنوين .
2 ـ الصفة المنتهية بألف ونون زائدتين ، بشرط ألا يدخل مؤنثها تاء التأنيث ، ولا تكون الوصفية فيها عارضة غير أصلية . نحو : ريان ، وجوعان ، وغضبان ،
وعطشان ، وسكران . نقول : عطفت على حيوان عطشانَ .
71 ـ ومنه قوله تعالى : { فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا }1 .
أما إذا كانت الصفة على وزن فعلان مما تلحق مؤنثه تاء التأنيث ، فلا يمنع من الصرف . مثل : سيفان صفة للطويل ، ومؤنثه سيفانة . وصيحان ومؤنثها صيحانة .
وندمان ومؤنثها ندمانة . وسخنان وسخنانة . وموتان وموتانة . وعلان وعلانة .
فلا نقول : مررت برجل سيفانَ . بالجر بالفتحة .
ولكن نقول : مررت برجل سيفانٍ . بجر بالكسرة مع التنوين .
وكذلك إذا كانت صفة فعلان عارضة غير أصلية فلا تمنع من الصرف .
نحو : سلمت على رجل صفوانٍ قلبه .
فكلمة " صفوان " صفة عارضة غير أصلية بمعنى " شجاع " لذلك وجب جرها بالكسرة مع التنوين .
3 ـ الصفة المعدولة عن صيغة أخرى ، وذلك في موضعين :
أ ـ الصفة المعدولة عن " فُعَال ، ومَفعَل " من الأعداد العشرة الأول وهي :
أُحاد وموحد ، وثُناء ومثنى ، وثُلاث وثلث ، ورُباع ومربع . إلى : عُشار ومعشر .
والعدل إنما هو تحويل الصفات السابقة عن صيغها الأصلية ، وهو تكرير العدد
ــــــــــ
1 ــ 86 طه .

مرتين إلى صيغة " فُعال ومَفعل " .
فإذا قلنا : جاء الطلبة أُحاد ، أو موحد . كان أصلها التي تم العدل عنه :
جاء الطلبة واحدا واحدا . ووزعنا التلاميذ على لجان الاختبار عشرة عشرة .
72 ـ ومنه قوله تعالى : { جاعلِ الملائكةِ رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع }1
ب ـ الصفة المعدولة عن صيغة " آخر " إلى " أُخَر " على وزن " فُعَل " بضم الفاء وفتح العين . وهي وصف لجمع المؤنث .
نحو : وصلتني رسائلُ أُخرُ . وأرسلت برسائل أُخرَ .
73 ـ ومنه قوله تعالى : { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر }2
فـ " أُخر " جمع " أُخرى " مؤنث " آخر " وهو اسم تفضيل على وزن " أفعل " وأصله " أأخر " ، إذ القياس فيه أن يقال : قرأت رسائل آخر .
كما يقال : قرأت رسائل أفضل . بإفراد اسم التفضيل وتذكيره لتجرده من " أل " والإضافة ، لذلك كان جمعه في قولنا : قرأت رسائل أُخر ، إخراجا له عن صيغته الأصلية ، وهذا هو المقصود بالعدل .

ثالثا ـ الأسماء الممنوعة من الصرف لعلة واحدة سدت مسد علتين :
1 ـ الاسم والصفة المختومة بألف التأنيث المقصورة .
نحو : سلمى ، وذكرى ، وليلى ، ودنيا ، ورضوى ، وحبلى ، ونجوى .
74 ـ ومنه قوله تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى }3 .
وقوله تعالى : { ونزلنا عليكم المن والسلوى }4 .
ويستوي في الاسم المقصور منعا من الصرف ما كان اسما نكرة ، نحو : ذكرى ، نقول : له في خاطري ذكرة حسنة .
ــــــــــــــــ
1 ـ 1 فاطر . 2 ـ 184 البقرة .
3 ـ 69 هود . 4 ـ 80 طه .

أو معرفة ، نحو : ليلى ، ورضوى . نقول : مررت برضوى .
أو مفردا كما مثلنا ، أو جمع تكسير ، نحو : جرحى ، وقتلى .
نقول : سقط في المعركة كثير من الجرحى .
أو صفة ، نحو : حبلى ، نقول : وفروا للحبلى قسطا من الراحة .
فجميع الكلمات السابقة بأنواعها المختلفة ممنوعة من الصرف لعلة واحدة ، وهي انتهاؤها بألف التأنيث المقصورة ، وقد سدت هذه العلة مسد علتين .
العلة الأولى : مشاركتها للتاء في الدلالة على التأنيث .
والثانية : لأن الألف لازمة لا تتغير من آخر الكلمة ، فهي تصير مع الاسم كبعض حروفه ، بينما التاء لا تكون لها تلك الميزة .
2 ـ الاسم ، أو الصفة المنتهية بألف التأنيث الممدودة ، ويستوي في ذلك الأسماء النكرة ، نحو : صحراء . نقول : مررت بصحراء قاحلة .
أو الأسماء المعرفة ، نحو : زكرياء ، نقول : سلمت على زكرياء .
أو الاسم المجموع ، نحو : شعراء ، وأصدقاء ، نحو : استمعت إلى شعراء فحول .
أو الوصف المفرد ، نحو : حمراء ، وبيضاء .
75 ـ نحو قوله تعالى : { اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء }1 .
وقوله تعالى : { يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين }2 .
يقول ابن الناظم " وإنما كانت الألف وحدها سببا مانعا من الصرف لأنها زيادة لازمة لبناء ما هي فيه ، ولم تلحقه إلا باعتبار تأنيث معناه تحقيقا أو تقديرا ، ففي المؤنث بها فرعية في اللفظ ، وهي لزوم الزيادة حتى كأنها من أصول الاسم ، فإنه لا يصح انفكاكها عنه ، وفرعية في المعنى وهي دلالته على التأنيث .
ويقول ابن السراج " وكل اسم فيه ألف التأنيث الممدودة ، أو المقصورة فهو غير مصروف ،
ـــــــــــــ
1 ـ 32 القصص . 2 ـ 46 الصافات .

معرفة كان أو نكرة ، فإن قال قائل فما العلتان اللتان أوجبتا ترك صرف بشرى ، وإنما فيه ألف للتأنيث فقط ؟ قيل : هذه التي تدخلها الألف يبنى الاسم لها وهي لازمة وليست كالهاء التي تدخل بعد التذكير فصارت للملازمة والبناء كأنه تأنيث آخر " (1) .
ويشترط في ألف التأنيث الممدودة إلى جانب لزومها كي يمنع الاسم بسببها من الصرف ، أن تكون رابعة فأكثر في بناء الكلمة .
نحو : خضراء ، وبيداء ، وهوجاء .
فإن كانت ثالثة فلا تمنع معها الكلمة من الصرف .
نحو : هواء ، وسماء ، ودعاء ، ورجاء ، ومواء ، وعواء ، وغيرها ، نقول : هذا هواءٌ بارد . بتنوين هواء تنوين رفع .
ونقول : رأيت سماءً صافية . بتنوين سماء تنوين نصب .
ونقول : غضبت من عواءٍ مزعج . بجر عواء وتنوينها بالكسر .
أما كلمة " أشياء " فجاءت ممنوعة من الصرف على غير القياس .
76 ـ قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياءَ }2 .
وقد اختلف علماء النحو في علة منعها من الصرف :
1 ـ ذهب سيبويه والخليل وجمهور البصريين إلى أن علة منعها من الصرف هو اتصالها بألف التأنيث الممدودة ، وهي اسم جمع لـ " شيء " ، والأصل " شيئاء " على وزن " فعلاء " فقدمت اللام على الألف كراهة اجتماع همزتين بينهما ألف .
2 ـ وقال الفراء إن " أشياء " جمع لشيء ، وإن أصلها " أشيئاء " ، فلما اجتمع همزتان بينهما ألف حذفوا الهمزة الأولى تخفيفا .
3 ـ وذهب الكسائي إلى أن وزن " أشياء " : " أفعال " ، وإنما منعوا صرفه تشبيها له بما في
ــــــــــــــ
1 ـ الأصول في النحو ج2 ص83 .
2 ـ 101 المائدة .

آخره ألف التأنيث .
وأرى في جمع " أشياء " على أفعال هو الوجه الصحيح ، لأن مفردها " شيء " على وزن " فَعْل " المفتوح الفاء ، ومعتل العين ساكنها مثل " سيف " ، و" ثوب " ، وجميعها تجمع على " أفعال " . أما القول بأنها اسم جمع فلا أرجح هذا الرأي .
والقول بمنعها من الصرف تشبيها لها بالاسم الذي لحقته ألف التأنيث الممدودة فلا أرى هذا القول عادلا ، وإلا لوجب منع نظائرها نحو : أفياء ، وأنواء ، وأحياء ، وأضواء ، وأعباء . 77 ـ قال تعالى : { ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءً وأمواتا }1 .
فأحياء غير ممنوعة من الصرف .
ونستخلص مما سبق :
1 ـ مشاركة الألف للتاء في الدلالة على التأنيث .
2 ـ لزومها للكلمة ، فهي لا تتغير من أخرها ، وأصبحت مع الاسم كبعض حروفه ، بينما التاء لا يكون لها تلك الميزة ، وهذه الزيادة اللازمة للبناء كأنها تأنيث آخر الكلمة .
3 ـ ما كان على صيغة منتهى الجموع " مفاعل ، ومفاعيل " وما شابهما ، وهو كل جمع تكسير في وسطه ألف ساكنة بعدها حرفان ، أو ثلاثة بشرط ألا ينتهي بتاء التأنيث ، أو ياء النسب ، ويستوي فيما اكتملت شروطه الاسم العلم ، نحو : شراحيل . نقول : تعرفت على شراحيل .
والاسم المفرد ، نحو : سراويل ، وجمعها سروالات .
ومنه قول ابن مقبل :
يمشي بها ذبّ الرياد كأنه فتى فارس في سراويل رامِحُ
أو ما كان فيه معنى الجمع ، إذ لا مفرد له من جنسه ، نحو : أبابيل .
78 ـ ومنه قوله تعالى : { وأرسل عليهم طيرا أبابيل }2 .
ــــــــــــ
1 ـ 77 المرسلات . 2 ـ 3 الفيل .

أما ما كان على وزن " مفاعل " ، وشبهها ، فنحو : مساجد ، ومنازل ، وحدائق .
نحو : يدرس الطلاب في مدارس كبيرة .
ومنه قوله تعالى : { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله }1 .
وقوله تعالى : { والقمرَ نورا وقدره منازل }2 .
ومنه قوله تعالى : { إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا }3 .
وما كان على مفاعيل ، وما شابهها ، نحو : مصابيح ، ومناديل ، ومحاريث ، ومحاريب ، وسجاجيد ، وتماثيل .
79 ـ ومنه قوله تعالى : { وزينا السماء الدنيا بمصابيح }4 .
وقوله تعالى : { يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل }5 .

تنبيه :
يعرب إعراب الممنوع من الصرف كل اسم منقوص ، آخره ياء لازمة غير مشددة ، قبلها كسرة ، وكان على صيغة منتهى الجموع ، بشرط حذف الياء في حالتي الرفع ، والجر ، ووجود تنوين العوض على الحرف الأخير بعد حذف الياء .
نحو : معانٍ ، ومساع ، ومراع ، ومبان .
نقول : لبعض الكلمات معانٍ كثيرة . وفي السودان مراع واسعة .
وأنجزت الحكومة مبانيَ ضخمة . وقام الوسطاء بمساعٍ حميدة .
فـ " معان " ، و " مراع " كل منهما مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة .
و " مبانيَ " منصوبة بالفتحة الظاهرة على الياء بدون تنوين .
و " مساع " مجرورة بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة .
وفي حالة اقتران هذا النوع من الأسماء بـ " أل " التعريف تبقى الياء ، وتقدر
ـــــــــــــــــ
1 ـ 18 التوبة . 2 ـ 5 يونس .
3 ـ 31 ، 32 النبأ . 4 ـ 12 فصلت .
5 ـ 13 سبأ .

الضمة والكسرة عليها ، في حالتي الرفع والجر ، وتكون الفتحة ظاهرة .
نحو : نجحت المساعي الحميدة في التوفيق بين الطرفين .
وبذلت الحكومة جهدها في المساعي الحميدة بين الطرفين .
وهم يقدمون المساعيَ الحميدة لرأب الصدع بينهم .
واعتبرت صيغة منتهى الجموع علة مانعة للصرف سدت مسد علتين لتضمنها علة لفظية بخروجها عن الآحاد العربية من ناحية ، ولدلالتها على منتهى الجموع من ناحية أخرى ، وهي العلة المعنوية فيها .

إعراب الممنوع من الصرف :
يعرب الممنوع من الصرف اسما كان ، أم صفة إعراب الاسم المفرد ، بالحركات الظاهرة ، أو المقدرة ، رفعا ونصبا وجرا ، بدون تنوين ، ويجر بالفتحة
نيابة عن الكسرة .
مثال الرفع : جاء أحمدُ . أحمد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة بدون تنوين .
وسافر عيسى . عيسى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، ولا يدخله التنوين لمنعه من الصرف للعلمية و مشابهة الفعل في المثال الأول ، وللعلمية والعجمة في المثال الثاني .
80 ـ ومنه قوله تعالى : { ولما جاء موسى لميقاتنا }1 .
وقوله تعالى : { فاتبعهم فرعون وجنوده }2 .
ومثال النصب : شيدت الحكومة مدارسَ كثيرة .
فـ " مدارس " مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة بدون تنوين .
81 ـ ومنه قوله تعالى : { وتتخذون مصانع لكم تخلدون }3 .
ـــــــــــــ
1 ـ 143 الأعراف . 2 ـ 90 يونس .
3 ـ 129 الشعراء .

ومثال الجر : سلمت على يوسفَ .
يوسف : اسم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ، لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة .
82 ـ ومنه قوله تعالى : ( وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط }1 . وقوله تعالى : { ما لك لا تأمنا على يوسف }2 .
أما إذا كان الممنوع من الصرف معرفا بـ " أل " ، أو بالإضافة ، أو صُغِّر صُرِف .
وعندئذ ينون ، ويجر بالكسر كغيره من الأسماء المعربة المصروفة .
مثال المعرف بأل : درست في كثير من المدارس الحكومية .
83 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجدِ }3 .
وقوله تعالى : ( قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن خاسرين }4 .
فكل من كلمة " المدارس ، والمساجد ، والمدائن " جاءت مجرورة بالكسرة مع أنها في الأصل ممنوعة من الصرف ، ولكن العلة في صرفها أنها جاءت معرفة بأل .
ومثال المضاف : ينبغي من كافة الموظفين أن يتواجدوا في مكاتبهم .
84 ـ ومنه قوله تعالى : { يمشون في مساكنهم }5 .
وقوله تعالى : { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم }6 .
فالكلمتان : مساكن ، وأحسن ، جاءت مجرورة بالكسرة وهي ممنوعة من الصرف ، والعلة في ذلك أنها وقعت مضافة .
ومثال المصغر : مررت بسميراء .
فـ " سميراء " مجرورة ، وعلامة جرها الكسرة مع أنها ممنوعة من الصرف علما ممدودا ، وعلة جرها بالكسرة تصغيرها ، فأصلها : سمراء (7) .
ــــــــــــــــ
1 ـ 136 البقرة . 2 ـ 11 يوسف .
3 ـ 187 البقرة . 4 ـ 36 الشعراء .
5 ـ 128 طه . 6 ـ 4 التين .
7 ـ همع الهوامع ج1 ص120 الطبعة الأولى 1418 هـ دار الكتب العلمية .

ولم يذكر سيبويه صرف الممنوع من الصرف إذا كان مصغرا ، واقتصر على صرف ما دخله أل التعريف ، أو الإضافة ، فقال : " وجميع ما لا ينصرف إذا دخلت عليه الألف واللام ، أو أضيف جُرَّ بالكسرة ، لأنها أسماء أدخل عليها ما يدخل على المنصرف " (1) .
وقال في موضع آخر " واعلم أن كل اسم لا ينصرف فإن الجر يدخله إذا أضفته ، أو أدخلت فيه الألف واللام ، وذلك أنهم أمنوا التنوين ، وأجروه مجرى الأسماء (2) .
ــــــــــــــــ
4 ـ الكتاب لسيبويه ج1 ص22 ، 23 .
5 ـ الكتاب ج3 ص221 .

نماذج من الإعراب

59 ـ قال تعالى : ( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) 6 الصف .
ومبشرا : الواو حرف عطف ، ومبشرا عطف على مصدقا حال منصوب مثله .
برسول : جار ومجرور متعلقان بمبشرا .
يأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . والجملة في محل جر صفة لرسول .
من بعدي : جار ومجرور ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وشبه الجملة متعلق بيأتي .
اسمه : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
أحمد : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة بدون تنوين ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ومشابهة الفعل . والجملة من المبتدأ وخبره في محل جر صفة ثانية لرسول .

60 ـ قال تعالى : ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة ) 96 آل عمران .
إن أول بيت : عن حرف توكيد ونصب ، وأول اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة ، وأول مضاف ، وبيت مضاف إليه . والكلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للدلالة على أن أول مسجد وضع للناس هو المسجد الحرام .
وضع للناس : وضع فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . للناس جار ومجرور متعلقان بوضع .
للذي : اللام المزحلقة ، وهي لا مفتوحة تزحلقت من اسم إن إلى خبرها ، والذي اسم موصول في محل رفع خبر إن .
ببكة : جار ومجرور ، وعلامة الجر الفتحة الظاهرة نيابة عن الكسرة ، لأن مكة ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث ، وشبه الجملة متعلقان بمحذوف لا محل له من الإعراب صلة الموصول .

61 ـ قال تعالى : ( وجعلنا ابن مريم وأمه آية ) 50 المؤمنون .
وجعلنا : الواو حرف عطف ، وجعلنا فعل وفاعل .
ابن مريم : ابن مفعول به أول منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ومريم مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث .
وأمه : الواو حرف عطف ، وأمه معطوف على ابن منصوب مثله ، وأم مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
آية : مفعول به ثان لجعلنا منصوب بالفتحة .
وجملة جعلنا معطوفة على ما قبلها .

62 ـ قال تعالى : ( ومساكن طيبة في جنات عدن ) 12 الصف .
ومساكن : الواو حرف عطف ، ومساكن معطوفة على جنات في أول الآية منصوبة مثلها وعلامة النصب الفتحة الظاهرة بدون تنوين ، لامتناع مساكن من الصرف لأنها على صيغة منتهى الجموع .
طيبة : صفة لمساكن منصوبة بالفتحة الظاهرة .
في جنات عدن : في جنات جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة ثانية لمساكن ، وجنات مضاف ، وعدن مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة .

63 ـ قال تعالى : ( وقال الذي اشتراه من مصر ) 21 يوسف .
وقال : الواو حرف عطف ، وقال فعل ماض مبني على الفتح .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل .
والجملة عطف على محذوف ، والتقدير : دخلوا مصر وعرضوه للبيع فاشتراه عزيز مصر الذي كان على خزائنها .
اشتراه : فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
وجملة اشتراه لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
من مصر : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من ضمير الفاعل .

64 ـ قال تعالى : ( اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم ) 61 البقرة .
اهبطوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل .
مصرا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة مع التنوين ، لأنه مصروف .
وجملة اهبطوا في محل نصب مقول قول محذوف ، والتقدير : قلنا .
فإن لكم : الفاء تعليلية ، وإن حرف توكيد ونصب ، لكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم إن مؤخر .
سألتم : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

65 ـ قال تعالى : ( لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين ) 7 يوسف .
لقد كان : لقد اللام جواب قسم محذوف ، وقد حرف تحقيق ، وكان فعل ماض ناقص . في يوسف : في حرف جر ، ويوسف اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة ، وشبه الجملة في محل نصب خبر كان مقدم .
وإخوته : الواو حرف عطف ، وأخوته معطوف على يوسف ، وإخوة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
آيات : اسم كان مؤخر مرفوع بالضمة .
للسائلين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لآيات .

66 ـ قال تعالى : ( ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره ) 81 الأنبياء .
ولسليمان : الواو حرف عطف ، ولسليمان جار ومجرور ، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره : سخرنا . والجملة معطوفة على سخرنا مع داود .
الريح : مفعول به للفعل المحذوف ، والتقدير سخرنا لسليمان الريح .
عاصفة : حال منصوبة بالفتحة .
تجري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، وجملة تجري في محل نصب حال ثانية من الريح .
بأمره : جار ومجرور متعلقان بتجري ، وأمر مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

67 ـ قال تعالى : ( ليس لك عليهم سلطان ) 43 الحجر .
ليس لك : ليس فعل ماض جامد ناقص مبني على الفتح ، ولك جار ومجرو متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ليس مقدم .
عليهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من سلطان ، لأنه كان في الأصل صفة له فلما تقدم عليه اصبح حالا على القاعدة .
سلطان : اسم ليس مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة مع التنوين ، لأنه مصروف لكونه ليس علما ، وإنما هي بمعنى الملك والقوة .
وجملة ليس في محل رفع خبر إن في أول الآية .

68 ـ قال تعالى : ( ما لم ينزل به سلطانا ) 151 آل عمران .
ما : ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل أشركوا في أول الآية .
لم ينزل ك لم حرف نفي وجزم وقلب ، وينزل فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .
به : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من سلطان ، لأنه كان في الأصل صفة له ، قلم تقدم عليه أعرب على القاعدة حالا .
سلطانا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة مع التنوين ، لأنه مصروف .

69 ـ قال تعالى : ( ما أنزل الله بها من سلطان ) 23 النجم .
ما أنزل : ما مافية لا عمل لها ، وأنزل فعل ماض مبني على الفتح .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
بها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال لسلطان ، لأنه كان في الأصل صفة له وتقدم عليه فأعرب على القاعدة حالا .
من سلطان : جار ومجرور بحرف جر زائد ، وعلامة الجر الكسرة الظاهرة مع التنوين ، لأن سلطان في هذا الموضع مصروفة للعلة التي ذكرنا سابقا ، وسلطان منصوب محلا لأنه مفعول به لأنزل .

70 ـ قال تعالى : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها )86 النساء .
وإذا : الواو حرف استئناف ، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط ، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه حيوا .
حييتم : فعل وفاعل ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها .
وجملة إذا وما بعدها لا محل لها من الإعراب استئنافية ، مسوقة للترغيب في التحية . بتحية : جار ومجرور متعلقان بحييتم .
فحيوا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وحيوا فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
بأحسن : الباء حرف جر ، وأحسن اسم مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف صفة على وزن أفعل ، وشبه الجملة متعلق بحيوا .
منها : جار ومجرور متعلقان بأحسن .

71 ـ قال تعالى : ( فرجع موسى إلى قومه غضبان أَسفا ) 86 طه .
فرجع : الفاء حرف عطف يفيد التعقيب ، ورجع فعل ماض مبني على الفتح .
موسى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .
والجملة معطوفة على ما قبلها .
إلى قومه : جار ومجرور متعلقان برجع ، وقوم مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
غضبان : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة بدون تنوين ، لأنها ممنوعة من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون .
أسف : حال ثانية منصوبة بالفتحة الظاهرة .

72 ـ قال تعالى : ( جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع ) 1 فاطر
جاعل الملائكة : جاعل صفة ثانية للفظ الجلالة في أول الآية ، وجاعل مضاف والملائكة مضاف إليه ، والإضافة محضة لأن جاعل دال على الزمن الماضي ، وبعضهم اعتبرها غير محضة ، لأنها حكاية حال ، لذا ساغ إعمال اسم الفاعل ، لأنه لا يعمل إذا كان بمعنى الماضي من هنا جعل بعضهم رسلا منصوبة بفعل مضمر ، وجوز الكسائي عمله على كل حال .
رسلا : مفعول به ثان لجاعل على اعتباره عاملا ، ومفعوله الأول ملائكة التي أضيف إليها ، وهي من إضافة اسم الفاعل لمفعوله ، وإذا كان جاعل بمعنى خالق كانت رسلا حالا مقدرة (1) ، ويجوز في رسلا النصب بفعل مضمر كما ذكرنا سابقا .
أولي أجنحة : أولي صفة منصوبة لأجنحة ، وعلامة النصب فتحة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، وأولي مضاف ، وأجنحة مضاف ‘ليه مجرورة بالكسرة .
مثنى و ثلاث ورباع : صفات لأجنحة وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف في مثنى منع من ظهورها التعذر ، والفتحة الظاهرة بدون تنوين على ثلاث ورباع لأنها ممنوعة من الصرف صفات على وزن مَفعَل وفُعَال بما فيها مثنى .

73 ـ قال تعالى : ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) 184 البقرة .
فمن كان : الفاء حرف عطف ، ومن اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، وكان فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .
والجملة في محل جزم فعل الشرط .
منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من مريضا ، لأنه في الأصل صفة له فلما تقدم عليه أعرب حسب القاعدة حالا .
مريضا : خبر كان منصوب .
أو على سفر : أو حرف عطف ، وعلى سفر جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب معطوف على مريضا .
فعدة : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وعدة مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير : فعليه عدة . والجملة في محل جزم جواب الشرط .
من أيام : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لعدة .
أخر : صفة لأيام مجرورة ، وعلامة جرها الفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنها ممنوعة من الصرف صفة على وزن فُعل .
ــــــــــــ
1 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص 199 ،
وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج2 ص 592 .

74 ـ قال تعالى : ( ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام ) 69 هود .
ولقد جاءت : الواو حرف عطف ، أو استئنافية ، واللام جواب للقسم المحذوف ، وقد حرف تحقيق ، وجاء فعل ماض ، والتاء للتأنيث .
رسلنا ، فاعل أ وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
إبراهيم : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة بدون تنوين ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة .
بالبشرى : جار ومجرور متعلقان بجاءت .
قالوا سلاما : قالوا فعل وفاعل ، وسلاما مفعول مطلق لفعل محذوف ، والتقدير : سلمنا سلاما .
قال : قال فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو سلام : مبتدأ مرفوع بالضمة ، والخبر محذوف ، تقديره : سلام عليكم ، وقد سوغ الابتداء به وهو نكرة لتضمنه معنى الدعاء ، وهو أولى من جعله خبر لمبتدأ محذوف تقديره : قولي سلام . والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول الثاني .

75 ـ قال تعالى : ( اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ) 32 القصص
اسلك يدك : اسلك فعل أمر ن والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، ويدك مفعول به ، ويد مضاف ن والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
في جيبك : جار ومجرور ، وجيب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلق باسلك .
تخرج : فعل مضارع مجزوم في جواب طلب الأمر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هي .
بيضاء : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة بدون تنوين ، لمنعها من الصرف لأنها وصف مفرد منته بألف تأنيث ممدودة .
من غير سوء : جار ومجرور متعلقا ببيضاء ، وغير مضاف ، وسوء مضاف إليه .

76 ـ قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ) 101 المائدة .
يا أيها : يا حرف نداء ، وأي منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم ، والهاء للتنبيه .
الذين : اسم موصول بدل من أي في محل رفع .
والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، مسوقة للنهي عن كثرة السؤال .
آمنوا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
لا تسألوا : لا ناهية ، وتسألوا فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل .
عن أشياء : جار ومجرور ، وعلامة الجر الفتحة الظاهرة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف غير القياس .

77 ـ قال تعالى : ( ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءً وأمواتا ) 25 ، 26 المرسلات
ألم : الهمزة للاستفهام الإنكاري التقريري ، ولم حرف نفي وجزم وقلب .
نجعل : فعل مضارع مجزوم ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن .
الأرض : مفعول به أول .
كفاتا : مفعول به ثان .
أحياء وأمواتا : مفعولان به لكفاتا إذا اعتبرناها مصدرا ، أو جمع كافت وهو اسم فاعل ، فإذا لم يكن كفاتا مصدرا ، أو جمع اسم فاعل ، بل هو موضع فإنهما حينئذ منصوبان بفعل مضمر يدل عليه كفاتا ، والتقدير : تكفت الأرض أحياء على ظهرها ، وأمواتا في بطنها .
وأجاز الزمخسري نصبهما على الحالية من الضمير والتقدير : تكفتكم أحياء وأمواتا .

78 ـ قال تعالى : { وأرسل عليهم طيراً أبابيل } 3 الفيل .
وأرسل : الواو حرف عطف ، وأرسل فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
عليهم : جار ومجرور متعلقان بأرسل .
طيراً : مفعول به منصوب بالفتحة .
أبابيل : صفة لطير لأنه اسم جمع ، منصوب بالفتحة الظاهرة بدون تنوين ، لمنعه من الصرف جمع لا مفرد له ، على صيغة منتهى الجموع .
والجملة معطوفة على " ألم نجعل " في الآية السابقة ، وسوغ العطف على الاستفهام لأنه تقريري .

79 ـ قال تعالى : { وزينا السماء الدنيا بمصابيح } 12 فصلت .
وزينا : الواو حرف عطف ، وزينا فعل وفاعل .
السماء : مفعول به منصوب بالفتحة . الدنيا : صفة للسماء منصوبة .
بمصابيح : جار ومجرور متعلقان بزينا ، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف على صيغة منتهى الجموع .

80 ـ قال تعالى : { ولما جاء موسى لميقاتنا } 143 الأعراف .
ولما : الواو حرف عطف ، ولما رابطة أو حينية متضمنة معنى الشرط .
جاء موسى : فعل وفاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر بدون تنوين لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب ، أو في محل جر بالإضافة للما .
لميقاتنا : جار ومجرور متعلقان بجاء ، واللام للاختصاص ، كقولك : أتيته لعشر خلون من الشهر .

81 ـ قال تعالى : { وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون } 129 الشعراء .
وتتخذون : الواو حرف عطف ، وتتخذون فعل وفاعل ، والجملة معطوفة على أ تبنون . مصانع : مفعول به منصوب بالفتحة بدون تنوين ، لأنه ممنوع من الصرف لأنه على وزن مفاعل .
لعلكم : لعل حرف ترجي ونصب ، والكاف في محل نصب اسمها . تخلدون : فعل مضارع ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لعل .
وجملة لعل ومعموليها في محل نصب على الحال ، والتقدير : راجين أن تخلدوا في الدنيا .

82 ـ قال تعالى : { وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق } 136 البقرة .
وما : الواو حرف عطف ، وما اسم موصول في محل جر معطوف على ما قبله .
أنزل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق : إلى إبراهيم جار ومجرور متعلقان بأنزل ، وإسماعيل وإسحاق معطوفة عليها ، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنها ممنوعة من الصرف للعلمية والعجمة .

83 ـ قال تعالى : { ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد } 187 البقرة .
ولا : الواو حرف عطف ، ولا ناهية .
تباشروهن : فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل ، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به ، ونون النسوة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
وأنتم : الواو للحال ، وأنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
عاكفون : خبر مرفوع بالواو .
في المساجد : جار ومجرور متعلقان بعاكفون ، وعلامة جر المساجد الكسرة الظاهرة ، لأنه مصروف لدخول أل التعريف عليها .
والجملة الاسمية في محل نصب حال . وجملة لا تباشروهن معطوفة على ما قبلها .

84 ـ قال تعالى : { يمشون في مساكنهم } 128 طه .
يمشون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل نصب حال من مفعول أهلكنا ، أو من الضمير في لهم في أول الآية .
في مساكنهم : جار ومجرور ، وعلامة الجر الكسرة ، لأنه مصروف لتعريفه بالإضافة ، وشبه الجملة متعلقان بيمشون ، والضمير في مساكنهم يعود على المهلَكين بفتح اللام ، وهم قوم قريش .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل السادس
الأفعال الخمسة

هي كل فعل مضارع أسند إلى ألف الاثنين ، أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة .
نحو : الجنديان يجاهدان في سبيل الله .
هم يعملون بإخلاص .
أنت تساعدين والدتك .
85 ـ ومنه قوله تعالى : ( وما الله بغافل عما تفعلون )1 .
86 ـ وقوله تعالى : ( يريدان أن يخرجاكم من أرضكم )2 .
وعرفت بالأفعال الخمسة ، أو ( الأمثلة الخمسة ) كما يسميها بعض شراح الألفية ، لأنها تتكون من خمسة أوزان حسب الفعل الثلاثي وهي :
يفعلان ، وتفعلان ، ويفعلون ، وتفعلون ، وتفعلين . وتتكون من الآتي :
1 ـ الفعل المضارع المتصل بألف الاثنين الدال على الغائبين .
نحو : هما يلعبان الكرة .
87 ـ ومنه قوله تعالى : ( كانا يأكلان الطعام )3 .
وقوله تعالى : ( هل يستويان مثلا )4 .
وقوله تعالى : ( واللذان يأتيانها منكم فآذوهما )5 .
2 ـ الفعل المضارع المتصل بألف الاثنين الدال على المخاطبين .
نحو : أنتما تعملان الواجب .
88 ـ ومنه قوله تعالى : ( ولا تقربا هذه الشجرة )6 .
ــــــــــــ

1 ـ 85 البقرة . 2 ـ 63 طه .
3 ـ 75 المائدة . 4 ـ 24 هود .
5 ـ 16 النساء . 6 ـ 35 البقرة .

3 ـ الفعل المضارع المتصل بواو الجماعة الدال على الغائبين .
نحو : هم يدافعون عن الوطن .
89 ـ ومنه قوله تعالى : ( ويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم )1 .
وقوله تعالى : ( يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف )2 .
4 ـ الفعل المضارع المتصل بواو الجماعة الدال على المخاطبين .
أنتم تعملون بإخلاص .
ومنه قوله تعالى : ( والله يعلم ما تصنعون )3 .
وقوله تعالى : ( إنه خبير بما تفعلون )4 .
5 ـ الفعل المضارع المتصل بياء المخاطبة .
نحو : أنت تحافظين على قيم الإسلام .
90 ـ ومنه قوله تعالى : ( قالوا أتعجبين من أمر الله )5 .
إعراب الأفعال الخمسة :
تعرب الأفعال الخمسة بعلامات فرعية على النحو التالي :
ترفع بثبوت النون .
نحو : المعلمان يشرحان الدرس .
91 ـ ومنه قوله تعالى : ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان )6 .
وقوله تعالى : ( لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله )7 .
وقوله تعالى : ( يخادعون الله والذين آمنوا )8 .
وقوله تعالى : ( الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها )9 .
ـــــــــــــ

1 ـ 79 البقرة . 2 ـ 114 آل عمران .
3 ـ 45 العنكبوت . 4 ـ 88 النمل .
5 ـ 73 هود . 6 ـ 41 يوسف .
7 ـ 37 يوسف . 8 ـ 9 البقرة . 9 ـ 2 الرعد .

9 ـ ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :
أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان
ومنه قول امرئ القيس :
تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا علىّ حراس لو يسرون مقتلي

وتنصب بحذف النون :
نحو : العاملان لن يتركا العمل .
92 ـ ومنه قوله تعالى : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )1 .
وقوله تعالى : ( قال إني ليحزنني أن تذهبوا به )2 .
وقوله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )3 .

وتجزم بحذف النون .
نحو : أيها الأبناء لا تهملوا دراستكم .
93 ـ ومنه قوله تعالى : ( ولا تلبسوا الحق بالباطل )4 .
وقوله تعالى : ( ولا تخافي ولا تحزني إنّا رادوه إليك )5 .
وقوله تعالى : ( فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم )6 .
10 ـ ومنه قول عنترة :
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
ـــــــــــــ

1 ـ 92 آل عمران . 2 ـ 13 يوسف .
3 ـ 11 الرعد . 4 ـ 42 البقرة .
5 ـ 7 القصص . 6 ـ 60 يوسف .

نماذج من الإعراب


85 ـ قال تعالى : ( وما الله بغافل عما تعملون ) 85 البقرة .
وما : الواو حرف استئناف ، وما حجازية نافية تعمل عمل ليس .
الله : لفظ الجلالة اسم ما مرفوع بالضمة .
وجملة ما الله وما في حيزها لا محل لها من الإعراب استئنافية .
بغافل : الباء حرف جر زائد ، وغافل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا .
عما : عن حرف جر ، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بتعملون .
تعملون : فعل مضارع من الأفعال الخمسة مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .
وجملة تعلمون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

86 ـ قال تعالى : ( يريدان أن يخرجاكم من أرضكم )
يريدان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعل ، والجملة في محل رفع صفة لساحران .
أن يخرجاكم : أن حرف مصدري ونصب ، ويخرجاكم فعل مضارع من الأفعال الخمسة منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون ، وألف الاثنين في محل رفع
فاعل ، وكاف الخطاب في محل نصب مفعول به .
والمصدر المؤول من أن والفعل في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به ليريدان .
من أرضكم : جار ومجرور ، وأرض مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وشبه الجملة متعلق بيخرجاكم .

87 ـ قال تعالى : ( كانا يأكلان الطعام ) 75 المائدة .
كانا : كان فعل ماض ناقص ، وألف الاثنين في محل رفع اسمها ، والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة .
يأكلان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وألف الاثنين في محل رفع فاعل ، والجملة في محل نصب خبر كانا .
الطعام : مفعول به منصوب .

88 ـ قال تعالى : ( ولا تقربا هذه الشجرة ) 35 البقرة .
ولا : الواو حرف عطف ، ولا ناهية .
تقربا : فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وألف الاثنين في محل رفع فاعل .
هذه : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به .
الشجرة : بدل منصوب بالفتحة . وجملة لا وما في حيزها معطوفة على ما قبلها .

89 ـ قال تعالى : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) 79 البقرة .
فويل : الفاء حرف استئناف ، وويل مبتدأ مرفوع بالضمة ، وسوغ الابتداء به لأنه متضمن معنى الدعاء والتهويل والوعيد .
للذين : اللام حرف جر ، والذين اسم موصول مبني على الفتح في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ويل .
يكتبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، لأته من الأفعال الخمسة ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
الكتاب : مفعول به منصوب بالفتحة .
بأيديهم : جار ومجرور متعلقان بيكتبون ، وأيدي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة ويل وما بعدها لا محل لها من الإعراب استئنافية .

90 ـ قال تعالى : ( قالوا أتعجبين من أمر الله ) 73 هود .
قالوا : فعل وفاعل .
أتعجبين : الهمزة للاستفهام ، والمقصود به النهي ، أي : لا تعجبي ، وتعجبين فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وياء المخاطبة في محل رفع فاعل .
والجملة في محل نصب مقول القول .
من أمر الله . جار ومجرور ، وأمر مضاف ، ولفظ الجلالة في محل جر مضاف إليه ، وشبه الجملة متعلق بتعجبين .

91 ـ قال تعالى : ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) 41 يوسف .
قضي الأمر : فعل ماض مبني للمجهول ، والأمر نائب فاعل مرفوع .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة للأمر .
فيه : جار ومجرور متعلقان بتستفتيان .
تستفتيان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعل .
وجملة تستفتيان لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

9 ـ قال الشاعر :
أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان
أيها : أي منادى بحرف نداء محذوف ، وهو نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب ، والهاء للتنبيه .
المنكح : صفة مرفوعة بالضمة لأي ، وأعربناها صفة لأنها مشتقة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت .
الثريا : مفعول به أول لاسم الفاعل منكح .
سهيلا : مفعول به ثان لاسم الفاعل ، لأنه من الفعل أنكح الذي يتعدى لمفعولين بعد دخول همزة التعدية عليه .
عمرك : عمر مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
الله : لفظ الجلالة خبر مرفوع بالضمة .
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال تقدم على صاحبه ، وهو الفاعل في يلتقيان .
يلتقيان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والألف في محل رفع فاعل .

92 ـ قال تعالى : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) 92 آل عمران .
لن تنالوا : لن حرف نفي ونصب واستقبال ، وتنالوا فعل مضارع منصوب بلن ، وعلامة نصبه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو في محل رفع
فاعل ، والكلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق لبيان ما ينفع المؤمنين .
البر : مفعول به منصوب .
حتى تنفقوا : حتى حرف جر وغاية ، وتنفقوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى ، وعلامة نصبه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة .
والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر بحتى ، والجار والمجرور متعلقان بتنالوا .
مما جار ومجرور متعلقان بتنفقوا ، وما موصولة ، أو نكرة موصوفة .
تحبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ما ، أو في محل جر صفة لها .

93 ـ قال تعالى : ( ولا تلبسوا الحق بالباطل ) 42 البقرة .
ولا تلبسوا : الواو حرف عطف ، ولا ناهية ، وتلبسوا فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وعلامة جزمه حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
الحق : مفعول به منصوب بالفتحة .
بالباطل : جار ومجرور متعلقان بتلبسوا ، والباء للاستعانة ، أو الملابسة .
10 ـ قال الشاعر :
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لا تعلمي
هلاّ : حرف تحضيض مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ولا يعمل فيما بعده .
سألت : فعل وفاعل . الخيل مفعول به منصوب بالفتحة .
يا ابنة مالك : يا حرف نداء ، وابنة منادى منصوب بالفتحة وهو مضاف ، ومالك مضاف إليه مجرور بالكسرة .
إن كنت : إن حرف شرط جازم ، وكنت كان واسمها ، وكان في محل جزم فعل الشرط . جاهلة : خبر كنت منصوب بالفتحة ، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه ، والتقدير : إن كنت جاهلة فاسألي .
وجملة كنت جاهلة لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، أو جملة شرط غير ظرفي .
بما : جار ومجرور متعلقان بجاهلة ، وإذا اعتبرنا الباء بمعنى عن ، فشبه الجملة متعلق بسألت ، وتكون الجملة الشرطية معترضة بين الفعل ومتعلقه .
لم تجهلي : لم حرف نفي وجزم وقلب ، وتجهلي فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وياء المخاطبة في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد محذوف ، والتقدير : بما لم تفعليه .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل السابع

الصحيح والمعتل



ينقسم الفعل من حيث نوع الحروف التي يتكون منها إلى قسمين :

أ ـ فعل صحيح . ب ـ فعل معتل .



أولاً ـ الفعل الصحيح :

تعريفه : هو كل فعل تخلو حروفه الأصلية من أحرف العلة ، وهي " الألف ـ الواو ـ الياء " .

مثل : جلس ، حضر ، كتب ، رفع ، قرأ ، أمر، سمع .

وينقسم الفعل الصحيح بدوره إلى ثلاثة أنواع :

1 ـ الصحيح السالم : وهو كل فعل خلت حروفه الأصلية من الهمزة والتضعيف .

مثل : جلس ، حضر ، رفع ، سمع .

2 ـ الصحيح المهموز : كل فعل كان أحد أصوله حرف همزة سواء أكانت في أول الفعل أم وسطه أم آخره .

مثل : أخذ ، أمر ، أذن ، أكل .

سأل ، سأم ، دأب ، جأر .

ملأ ، ذرأ ، قرأ ، لجأ .

3 ـ الصحيح المضعف ، وينقسم إلى نوعين :

أ _ المضعف الثلاثي : وهو ما كان عينه ولامه من جنس واحد " مكرراً " .

مثل : مدّ ، عدّ ، سدّ ، شدّ .

ب _ المضعف الرباعي : وهو ما كان حرفه الأول والثالث " فاؤه ولامه الأولى " من جنس واحد ، وحرفه الثاني والرابع " عينه ولامه الثانية " من جنس أيضاً .

مثل : زلزل ، وسوس ، لجلج ، ولول .


ثانياً ـ الفعل المعتل .

تعريفه : هو كل فعل كان أحد حروفه الأصلية حرفاً من حروف العلة .

مثل : وجد ، قال ، سعى .

وينقسم الفعل المعتل إلى أربعة أنواع :

1 ـ المثال : وهو ما كانت فاؤه " الحرف الأول " حرف علة .

مثل : وعد ، وجد ، ولد ، وسع ، يبس ، ينع ، يتم ، يئس .

ومما تجدر الإشارة إليه أن الفعل المعتل الأول بالواو يغلب على الفعل المعتل الأول بالياء ، وقد حصر بعض الصرفيين الأفعال المعتلة الأول بالياء فيما يقرب من أربعة وعشرين فعلاً بعضها قليل الاستعمال في اللغة وإليك بعضها للاستزادة .

يفع ، يقن ، يمن ، يسر ، يقظ ، يرق .

يتن بمعنى ولدت المرأة ولداً يتناً وهو المنكوس .

يهت بمعنى انتن ، مثل : انتن الجرح .

يقه بمعنى أطاع وأسرع .

يعر بمعنى أصاح ، تقول : يعرت الغنم .

يفخ بمعنى الضرب على اليافوخ ، تقول : ضربت يافوخه .

يمم بمعنى غرق في اليم .

يدع بمعنى صبغ .

يلل بمعنى قصر ، تقول : يلّت الأسنان أي قصرت .

يرر بمعنى صلب .

2 ـ الأجوف : وهو ما كانت عينه " الحرف الثاني " حرف علة .

مثل : قال ، باع ، نام ، صام .

3 ـ الناقص : وهو ما كانت لامه " الحرف الأخير " حرف علة .

مثل : رمى ، سعى ، دعا ، سما .

4 ـ اللفيف : وهو ما كان فيه حرفا علة ، وينقسم إلى نوعين :

أ ـ لفيف مقرون : وهو ما اجتمع فيه حرفا علة دون أن يفرق بينهما حرف آخر صحيح .

مثل : أوى ، شوى ، روى ، عوى ، لوى .

ب ـ لفيف مفروق : وهو ما كان فيه حرفا علة متجاورين بمعنى أن يفرق بينهما حرف صحيح .

مثل : وقى ، وعى ، وفى ، وشى ، وأى ، وخى ، وصَى ، ولى ، ونى ، وهى .

تنبيه وفوائد :

1 ـ لمعرفة الأفعال الصحيحة أو المعتلة المضارعة يجب الرجوع إلى الفعل الماضي .

مثل : يتعلّم : ماضيه علم ـ صحيح لأن أصوله على وزن " فعل " خلت من العلة . ينتهز : ماضيه نهز ـ صحيح لأن أصوله على وزن " فعل " خلت من العلة . يستعين : ماضيه عان ـ معتل لأن أصوله على وزن " فعل " معتل الوسط . يستقيم : ماضيه قام ـ معتل لأن أصوله على وزن " فعل " معتل الوسط .

2 ـ وكذلك عند معرفة الفعل أمجرداً هو أم مزيداً يجب رده إلى صورة الماضي ثم تجريده من حروف الزيادة بموجب الميزان الصرفي " ف ع ل " .

مثال : يتكسر : ماضيه تكسَّر ، وبمقابلته للميزان الصرفي " فعل " .

يكون الفعل ذو الحروف الأصول هو " كسر " .

يستلهم : ماضيه استلهم بمقابلته للميزان الصرفي " فعل " .

يكون الفعل ذو الحروف الأصول هو " لهم " وقس على ذلك .



إسناد الأفعال إلى الضمائر .

أولاً : إسناد الأفعال الماضية والمضارعة والأمر بمختلف أنواعها : سالم – مهموز – مضعف .



الفعل



نوعـه

الضـمائـر

تاء الفاعل

نا الفاعلين

ألف الإثنين

واو الجماعة

نون النسوة

ياء المخاطبة

ما يطرأ على الفعل من تغيير

جلس

سالم

جلست

جلسنا

جلسا

جلسوا

جلسن

لا يسند

لم يطرأ على الفعل أي تغيير

يجلس

سالم

لا يسند

لا يسند

يجلسان

يجلسون

يجلسن

تجلسين

لم يطرأ على الفعل أي تغيير

اجلس

سالم

لا يسند

لا يسند

اجلسا

اجلسوا

اجلسن

اجلسي

لم يطرأ على الفعل أي تغيير

أذن

مهموز

أذنت

أذنا

أذنا

أذنوا

أذنّ

×

لم يطرأ على الفعل أي تغيير

يأذن

مهموز

أذنت

أذنا

يأذنان

يأذنون

يأذنّ

تأذنين

لم يطرأ على الفعل أي تغيير

إذن

مهموز

أذنت

أذنا

اءذنا

اءذنوا

اءذنّ

اءذني

لم يطرأعلى الفعل أي تغيير



دأب

مهموز

دأبت

دأبنا

دأبا

دأبوا

دأبن

×

لم يطرأ على الفعل أي تغيير

يدأب

مهموز

×

×

يدأبان

يدأبون

يدأبن

تدأبين

لم يطرأ على الفعل أي تغيير

ادأب

مهموز

×

×

ادأبا

ادابوا

ادأبن

ادأبي

لم يطرأ على الفعل أي تغيير

ملأ

مهموز

ملأت

ملأنا

ملأا

ملأوا

ملأن

×

لم يطرأ على الفعل أي تغيير

يملأ

مهموز

×

×

يملآن

يملأون

يملأن

تملئين

لم يطرأ على الفعل أي تغيير

املأ

مهموز

×

×

املأا

املأوا

املأن

املئي

لم يطرأ على الفعل أي تغيير

مدّ

مضعف ثلاثي

مددت

مددنا

مدَّا

مدّوا

مددن

×

فك إدغامه مع التاء والناء

يمد

مضعف ثلاثي

×

×

يمدان

يمدون

يمددن

تمدين

فك إدغامه مع نون النسوة

مد

مضعف ثلاثي

×

×

مُدَّا

مُدّوا

امددن

مُدّي

فك إدغامه مع نون النسوة

جلجل

مضعف رباعي

جلجلت

جلجلنا

جلجلا

جلجلوا

جلجلن

×

لم يطرأ أي تغيير

يجلجل

مضعف رباعي

×

×

يجلجلان

يجلجلون

يجلجلن

تجلجلين

لم يطرأ أي تغيير

جلجل

مضعف رباعي

×

×

جلجلا

جلجلوا

جلجلن

جلجلي

لم يطرأ أي تغيير



تنبيهـات وفوائـد :

1 ـ يلاحظ من الجدولين السابقين أن الأفعال الصحيحة السالمة والمهموزة والمضعفة الرباعية لا يحدث فيها تغيير عند إسنادها لضمائر الرفع البارزة المتحركة .

2 ـ أما الفعل المضعف الثلاثي فيطرأ عليه التغيير التالي :

أ ـ يفك إدغامه إذا أسند في صورة الماضي إلى تاء الفاعل ونا الدالة على الفاعلين ونون النسوة .

ب ـ ويفك إدغامه أيضاً إذا أسند في صورة المضارع أو الأمر إلى نون النس

3 ـ وإذا أسند الفعل الماضي المضعف إلى غير ما سبق وجب إدغامه ، وذلك كأن يسند إلى :

أ ـ إذا أسند إلى ضمير متصل ساكن كألف الاثنين أو واو الجماعة .

مثل : الرجلان عدّا النقود . والرجال شدّوا الحبل .

94 ـ ومنه قوله تعالى : { وردوا إلى الله مولاهم الحق } 1.

ــــــــــ

30 يونس .

ب ـ إذا أسند إلى ضمير مستتر أو اسم ظاهر .

مثل : الطالب جدّ في دراسته . وأحمد حبّ القراءة .

95 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن كان قميصه قدّ من دبر }1 .

ومثل : مرّ اللاعب مسرعاً ، وهد البنّاء الجدار .

96 ـ ومنه قوله تعالى : { ودّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم }2.

ج ـ وإذا اتصلت به تاء التأنيث .

مثل : هبت فاطمة من نومها نشيطة .

97 ـ ومنه قوله تعالى : { ودت طائفة من أهل الكتاب }3 .

4 ـ كما إذا أسند الفعل المضارع إلى ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة وجب إدغامه .

مثل : هما يردان كيدهم في نحورهم .

وهم يردون كيدهم في نحورهم .

98 ـ ومنه قوله تعالى : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد }4 .

وأنت تردين كيدهم في نحورهم .

أو أسند إلى ضمير مستتر ، أو إلى اسم ظاهر في غير حالة الجزم .

99 ـ كقوله تعالى : { ويصدكم عن ذكر الله }5 .

100 ـ وقوله تعالى : { ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم } 6

ومثل : يجدّ الطالب في دراسته .

فإن كان الفعل مجزوماً جاز فيه الإدغام والفك .

مثل : محمد لم يردّ الأمانة ، ولم يردد محمد الأمانة .

ـــــــــــــ

1 ـ 27 يوسف . 2 ـ 102 النساء .
3 ـ 69 آل عمران . 4 ـ 109 البقرة .
5 ـ 91 المائدة . 6 ـ 43 سبأ .

ولم يعدّ أحمد النقود ، ولم يعدد أحمد النقود .

أما الأمر من الفعل المضعف فيجب فك إدغامه إذا أسند إلى نون النسوة كما هو موضح في الجدول ، ويجب إدغامه إذا اتصل بألف الاثنين أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة .

ويجوز الأمران إذا أسند إلى المفرد المخاطب .

مثل : عُدّ ، واعدد – ومُدّ ، وامدد - ورُدّ ، واردد .

5 ـ لبعض الأفعال المهموزة أحكام خاصة بها تظهر في بعض التصاريف وهي على النحو التالي :

هذه الأفعال هي : أخذ – أكل – أمر – سأل – رأى – أرى .

أ – أخذ وأكل :

تحذف همزتهما في صيغة الأمر مطلقاً سواء جاءا في أول الكلام أو في وسطه .

نقول : خذ ، وكل ، خذا ، وكلا ، خذوا ، وكلوا ، خذي ، وكلي . . . إلخ .

101 ـ ومنه قوله تعالى : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها }1 .

وقوله تعالى : { إن له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا }2 .

ومنه قوله تعالى : { كلوا واشربوا من رزق الله }3 .

وقوله تعالى : { اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً }4 .

ب - أمر وسأل :

تحذف همزتها في صيغة الأمر مطلقاً إذا وقعا في أول الكلام ، أما إذا وقعا في

ـــــــــــــ

1 ـ 103 التوبة . 2 ـ 78 يوسف .
3 ـ 60 البقرة . 4 ـ 35 البقرة .

وسطه جاز حذف الهمزة وإبقائها . مثل : مر ، وسل – ومرا ، وسلا – ومروا ،

وسلوا – ومري ، وسلي – ومرن ، وسلن .

ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "مروا أولادكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً " رواه الترمذي وحسنه .

ومثال بقاء الهمزة في وسط الكلام :

102 ـ قوله تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف } 1

وقوله تعالى : { يا بني أقم الصلاة وأمر بالعرف وانه عن المنكر } 2 .

ومثال حذف همزة سأل في أول الكلام :

103 ـ قوله تعالى : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } 3 .

ومثال وصلها في وسط الكلام :

104 ـ قوله تعالى : { ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيـراً } 4 .

ج – رأى :

في حالة المضارع نقول : يرى وأصلها يرأى فانتقلت حركة الهمزة إلى الراء ، فأصبحت الهمزة ساكنة والراء متحركة ، فالتقى ساكنان فحذف أحد الساكنين وهو الهمزة .

أما الأمر فنقول : " رَ " الكتاب . وأصله : ارأ لأن الفعل ناقص " معتل الآخر " فحذف منه حرف العلة ، ثم حدث فيه ما حدث في المضارع من نقل الحركة إلى الراء ، ثم حذفت الهمزة لالتقاء الساكنين . وإذا وقف على الفعل " رَ " أضيف إليه هاء السكت فنقول : " رَهْ " .

ــــــــــــــــ

1 ـ 199 الأعراف . 2 ـ 17 لقمان .
3 ـ 211 البقرة . 4 ـ 59 الفرقان .

د – أرى :

تحذف همزته في جميع التصاريف : الماضي والمضارع والأمر ، والهمزة المعنية بالحذف هي عين الفعل إذ أن أصل الفعل " رأى " فزيدت الهمزة في أوله فأصبح أرأى .

وعند الإسناد إلى الضمائر تحذف عينه فنقول في الماضي :

أريت - أرينا - أريا – أروا - أرين .

وفي المضارع : يُريان - تُريان - يُرون - تُرون - تُرين .

وفي الأمر : أرِ - أريا - أريوا - أرِي .



إسناد الأفعال المعتلة .

أ ـ إسناد الفعل المعتل الأول " المثال " :

الفعل

الضمائر

تاء الفاعل

نا الفاعلين

ألف الاثنين

واو الجماعة

ياء المخاطبة

نون النسوة

ما يطرأ على الفعل من تغيير

وَجَدَ

وجدت

وجدنا

وجدا

وجدوا

-

وجدن

لم يطرأ عليه تغيير

يَجِدُ

-

-

يجدان

يجدون

تجدين

يجدن

حذف حرف العلة من المضارع

جِد

-

-

جدا

جدوا

جدي

جدن

حذف حرف العلة من الأمر

وَهِمَ

وهمت

وهمنا

وهما

وهموا

-

وهمن

لم يطرأ عليه تغيير

يَوْهَمُ

-

-

يوهمان

يوهمون

توهمين

يوهمن

لم يحذف منه شيء

اوهم

-

-

اوهما

اوهموا

اوهمي

اوهمن

لم يحذف منه شيء

وَسُمَ

وسمت

وسمنا

وسما

وسموا

-

وسمن

لم يطرأ عليه تغيير

يَوْسُمُ

-

-

يوسمان

يوسمون

توسمين

يوسمن

لم يحذف منه شيء

اوسم

-

-

اوسما

اوسموا

اوسمي

اوسمن

لم يحذف منه شيء

يَفَعَ

يفعت

يفعنا

يفعا

يفعوا

-

يفعن

لم يطرأ عليه تغيير

يَيْفَعُ

-

-

ييفعان

ييفعون

تيفعين

ييفعن

لم يحذف منه شيء

ايفع

-

-

ايفعا

ايفعوا

ايفعى

ايفعن

لم يحذف منه شيء

تنبيــه :
1 ـ عند إسناد الفعل المهموز الأول إلى ضمير المفرد المتكلم تقلب همزته الثانية إلى مدة ، فنقول : أخذ – آخذ ، أكل – آكل ، أمن – آمِن ، أمر – آمر ، أذن – 105 ـ آذن ، ومنه قوله تعالى : { ويلك آمِنْ إن وعد الله حق }1 .

2 ـ إن بدئ النطق بالفعل الأمر المهموز تقلب همزته واواً إن ضم ما قبلها .

مثل : أمن – أومن ، تقول : أومن بالله ربا .
أمل – أومل ، تقول : أومل يا محمد النجاح .
وإن كسر ما قبلها تقلب ياء .
ـــــــــــ
1 ـ 17 الأحقاف .


مثل : أتى – إيتِ ، تقول : إيتِ شاهداً على قولك .

وفي حال النطق بالفعل موصولاً بما قبله تثبت الهمزة على حالها .

مثل : أْؤمن ، وأؤمن ، وأئْتَ .



إسنـاد الأفعال المعتلة .

1 ـ إسناد الفعل المعتل الأول " المثال " :

انظر الجدول .

تنبيهـات وفوائـد :

1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الثلاثية المعتلة الأول ، يكون فيها حرف العلة إما واواً أو ياءً .

2 ـ جميع هذه الأفعال عند إسنادها إلى الضمائر التي تلحق بها سواء في الماضي أو المضارع أو الأمر لم يطرأ عليها أي تغيير إلا مع الفعل المعتل الأول بالواو المكسور العين في المضارع ، فإنه يحذف منه حرف العلة في صيغتي المضارع والأمر .

3 ـ الأفعال التي لم يطرأ عليها تغيير تكون إما واوية مكسورة العين في الماضي ومفتوحة العين في المضارع كالفعل " وَهِمَ " ، أو مضمومة العين في الماضي والمضارع كالفعل " وَسُمَ " ، أو يائية مفتوحة العين في الماضي والمضارع كالفعل " يَفَعَ " ، أو يائية مكسورة العين في الماضي مفتوحة في المضارع كالفعل " يَئِسَ " .

4 ـ الأفعال الواوية التي لم يطرأ عليها تغيير في صيغتي المضارع والأمر- لم تحذف واوها – كالفعل " وهم " و " وجل " و " وسم " تنقلب واوها في الأمر لوقوعها ساكنة بعد كسرة .

فنقول : في إوْهَمْ – إيْهَمْ ، وفي إوْحَل – إيْحَلْ ، وفي إوْسَم – إيْسَم .

إلا أن ضم ما قبلها – كأن تقع في وسط الكلام وسبقها حرف مضموم – فإنها تكتب ياءً وتلفظ واواً مثل : يا محمد إيهَمْ ، وتلفظ : يا محمد إوهَمْ . وإنما قلبت الواو ياءً خطأ . لذا نطقناها على الأصل " واواً " .

5 ـ لاحظنا في الفعل " وجد " وغيره من الأفعال التي تحذف واوها في صيغتي المضارع والأمر أن يكون ماضياً ثلاثياً مجرداً ، وأن تكون عين مضارعه مكسورة كما هو مبين في الجدول السابق فإن اختل أحد هذين الشرطين لم تحذف الواو ، وقد رأينا هذا في الأفعال الأخرى التي وردت في الجدول وكانت عين مضارعها مفتوحة أو مضمومة ، وكذا إذا اختل شرط التجرد فإن الواو تبقى في المضارع والأمر ، سواء أكان الفعل ثلاثياً مزيداً بالألف " كواعد " يواعد – واعد ، أم رباعيـاً مجـرداً " كوسوس " يوسوس – وسوس .

وعند إسناد الفعلين السابقين ونظائرهما إلى الضمائر نقول :

واعد : واعدت – واعدنا – واعدا – واعدوا – واعدن .

يواعد : × - × - يواعدان – يواعدون – تواعدين – يواعدن .

واعد – واعدا – واعدوا – واعدي – واعدن .


ب ـ إسناد الفعل المعتل الوسط " الأجوف " :

الفعل

الضمائر

التاء

الناء

ألف الإثنين

واو الجماعة

ياء المخاطبة

نون النسوة

ما يطرأعلى الفعل من تغيير

قال

قلت

قلنا

قالا

قالوا

-

قلن

حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة

يقول

-

-

يقولان

يقولون

تقولين

يقلن

حذفت ألفه مع نون النسوة

قل

-

-

قولا

قولوا

قولي

قلن

حذفت ألفه مع نون النسوة

باع

بعت

بعنا

باعا

باعوا

-

بعن

حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة

يبيع

-

-

يبيعان

يبيعون

تبيعين

يبعن

حذفت ألفه مع نون النسوة

بع

-

-

بيعا

بيعوا

بيعي

بعن

حذفت ألفه مع نون النسوة

نال

نلت

نلنا

نالا

نالوا

-

نلن

حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة

ينال

-

-

ينالان

ينالون

تنالين

ينلن

حذفت ألفه مع نون النسوة

نل

-

-

نالا

نالوا

نالي

نلن

حذفت ألفه مع نون النسوة



وسوس : وسوست – وسوسنا – وسوسا – وسوسوا – وسوسن .

يوسوس : × - × - يوسوسان – يوسوسون – توسوسين – يوسوسن .

6 ـ شذت بعض الأفعال المفتوحة " واوها " في المضارع والأمر ومنها :

وطئ – يطئ – طأ ، وهب – يهب – هب ، وسع – يسع – سع ، وضع – يضع – ضع ، وقع – يقع – قع ، ودع – يدع – دع ، وضح – يضح – ضح ، وذر – يذر - ذر .

2 ـ إسناد الفعل المعتل الوسط " الأجوف " : انظر الجدول .

تنبيهـات وفوائـد :

1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الثلاثية المعتلة الوسط ، يكون فيها حرف العلة " ألفاً " سواء أكان أصله واواً أو ياء ، كما أن الفعل الأجوف هو الذي تكون عينه واواً أو ياء دون أن تقلب ألفاً ، كالأفعال :

عَوِرَ ، وحَوَر ، وحول ، وحوب ، وحوط ، وحير ، وحيض ، وحيف ونظائرهما .

2 ـ إذا أسند الفعل الثلاثي المعتل العين بالألف حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة ، ولم يطرأ عليه تغيير مع بقية الضمائر .

3 ـ إذا أسند الفعل الثلاثي المعتل الوسط بالواو أو الياء إلى الضمائر التي تلحق به لم يطرأ عليه تغيير كما في المثال

التالي :

عور : عورت – عورنا – عورا – عوروا – عورن .

يعور : × - × - يعوران – يعورون – تعورين – يعورن .

اعور : × - × - اعورا – اعوري – اعورن .

حير : حيرت – حيرنا – حيرا – حيروا – حيرن .

يحير : × - × - يحيران – يحيرون – تحيرين – يحيرون .

احْيِر : × - × - احيرا – احيروا – احيري – احيرن .

4 ـ وكذا إذاكان الفعل مزيداً ووسطه علة فإنه لا يطرأ عليه تغيير عند إسناده كما في المثال التالي :

حاول : حاولت – حاولنا – حاولا – حاولوا – حاولن .

يحاول : × - × - يحاولان – يحاولون – تحاولين – يحاولن .

حاول : × - × - حاولا – حاولوا – حاولي – حاولن .

بايع : بايعت – بايعنا – بايعا – بايعوا – بايعن .

يبايع : × - × - يبايعان – يبايعون – تبايعين – يبايعن .

بايعْ : × - × - بايعا – بايعوا – بايعي – بايعن .

5 ـ إذا جزم الفعل المضارع المعتل الوسط بالألف أو الواو أو الياء تكون علامة جزمه السكون ، ويحذف منه حرف العلة .

مثل : يخاف – لم يخفْ ، يقول – لم يقلْ ، يسير – لم يسرْ ، استعان – لم يستعن .

وكذا الحال بالنسبة لأمر المفرد المخاطب المبني على السكون فإنه يحذف وسطه .

مثل : خفْ ، قلْ ، سرْ ، استعنْ . خاف وقال وسار واستعان .

6 ـ إذا حذف حرف العلة من وسط الفعل الأجوف ضم أوله إذا كان أصل المحذوف واواً . مثل : قال – قُلت ، صام – صُمت .

ويكسر أوله إذا كان أصل المحذوف واواً .

مثل : باع – بعت ، سار – سرت .

ج ـ إسناد الفعل المعتل الآخر " الناقص " :

1 ـ إسناد الماضي :

الفعل

الضمائر

التاء

الناء

ألف الإثنين

واو الجماعة

ياء المخاطبة

نون النسوة

ما يطرأعلى الفعل من تغيير

دَعَا

دَعَوْتُ

دَعَوْنا

دَعَوَا

دَعَوْا

-

دعَوْنَ

ردت الألف إلى أصلها واواً . حذفت وفتح قبل الواو .

سَعَى

سَعَيْتُ

سَعَيْنا

سَعَيَا

سَعَوْا

-

سَعَيْنَ

ردت الألف إلى أصلها واواً . حذفت وفتح قبل الواو .

ارتضى

ارتَضَيْتُ

ارتَضَيْنا

ارتَضَيَا

ارتَضَوْا

-

ارتَضَيْنَ

قلبت الألف ياء . حذفت وفتح قبل الواو .

استولى

استَوْلَيْتُ

استولَيْنا

استوْلَيَا

استوْلَوْا

-

استَوْلَيْنَ

قلبت الألف ياء . حذفت وفتح قبل الواو .

رَنُوَ

رَنُوُتُ

رنُونا

رَنُوَا

رَنُوُا

-

رَنُونَ

حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو .

سَرُوَ

سَرُوُتُ

سرونا

سَرُوَا

سَرُوُا

-

سَرُونَ

حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو .

خَشِي

خَشِيتُ

خَشِينا

خَشِيَا

خَشُوا

-

خَشِيْنَ

حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو .

وإذا لم يُردَّ حرف العلة في الفعل المضارع المعتل الوسط بالألف إلى أصله ، نعرف أصل ألفه بواسطة المصدر فيما إذا كان واواً أو ياء .

مثل : خاف – يخاف – خوفاً ، فالألف أصلها واو ، فنقول : خُفتُ ، بضم أوله .

نال – ينال – نيلاً الألف أصلها ياء ، فنقول : نِلتُ ، بكسر أوله .

أما إذا بنينا الفعل الماضي المعتل الوسط للمجهول عكسنا حركة أوله التي ذكرنا سابقاً .

فنقول : قُلتُ ، للمعلوم – وقِلت ، للمجهول بكسر القاف .

نِلت ، للمعلوم – ونُلت ، للمجهول بضم النون .

إسناد الفعل المعتل الآخر " الناقص " .

أ – إسناد الماضي : انظر الجدول .

تنبيهـات وفوائـد :

1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الماضية المعتلة الآخر ، يكون حرف العلة إما ألفاً أو واواً أو ياءً .

2 ـ إذا أسند الفعل الماضي المعتل الآخر بالألف إلى الضمائر التي تلحق به ما عدا واو الجماعة ، فإن ألفه ترد إلى أصلها " الواو " كما في دعوت ، أو إلى أصلها " الياء " كما في سعيت إذا كانت ثلاثية ، وتقلب " ياءً " إذا كانت رابعة فأكثر ، كما في أعطيت ، وارتضيت ، واستوليت .

3 ـ إذا أسند الفعل الماضي المعتل الآخر بالألف إلى واو الجماعة حذفت الألف وفتح ما قبل الواو كما في دَعَوْا وسَعَوْا وارتَضَوْا ، واستَوْلَوْا وألْقَوْا .

4 ـ إذا أسند الفعل الماضي المعتل الآخر بالواو أو الياء إلى الضمائر التي تلحق به ما عدا واو الجماعة لم يطرأ عليه

تغيير .



ب – إسناد المضارع والأمر :

الفعل

الضمائر

التاء

الناء

ألف الإثنين

واو الجماعة

ياء المخاطبة

نون النسوة

ما يطرأ على الفعل من تغيير

يدعو

-

-

يدعوان

يدعون

تدعين

يدعون

حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء

ادع

-

-

ادعُوَا

ادعوا

ادعى

ادعون

حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء

يجري

-

-

يجريان

يجرون

تجرين

يجرين

حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء

اجر

-

-

اجريا

اجروا

اجرى

اجرين

حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء

يسعى

-

-

يسعيان

يسعون

تسعين

يسعين

حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء

اسع

-

-

اسعيا

اسعوا

اسعى

اسعين

حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء

يتعادى

-

-

يتعايدان

يتعادون

تتعادين

يتعادين

حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء

تعاد

-

-

تعادا

تعادوا

تعادي

تعادين

حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء

5 ـ وإذا اتصل الماضي المعتل الآخر بالواو أو الياء بواو الجماعة حذفت الواو أو الياء وضم ما قبل واو الجماعة ، كما في رسُوُا ورنُوا وسُرُوا وخشُوُا .

فائـدة : إذا اتصلت تاء التأنيث بالفعل الماضي المعتل الآخر بالألف حذفت ألفه كما هو الحال مع واو الجماعة .

مثل : دعَتْ ، سَعَتْ ، ألقَتْ ، ارتضتْ ، استولتْ .



ب ـ إسناد المضارع والأمر : انظر الجدول .

تنبيهـات وفوائـد :

1 ـ إذا أسند الفعل المضارع أو الأمر المعتل الآخر بالواو أو الياء إلى ألف الاثنين أو نون النسوة لم يطرأ عليه تغيير ، كما في يدعوان ، ويدعون ، ويجريان ، ويجرين .

وإذا أسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة حذف حرف العلة وضم كا قبل الواو وكسر ما قبل الياء كما في يدعون وتدعين ويجرون وتجرين .

3 ـ إذا أسند الفعل المضارع أو الأمر المعتل الآخر بالألف إلى ألف الإثنين أو نون النسوة قلبت الألف ياءً كما في يسعيان ويسعين ، واسعيا واسعين .

وإذا أسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة حذفت الألف وفتح ما قبل الواو أو الياء كما في يسعَوْن ويسعًينْ ، ويتعادَوْن ويتعادَيْن - واسعوْا واسْعَيْ ، وتعادَوْا وتعادَيْ .

فائـدة :

1 ـ إذا لحقت نون التوكيد الفعل المضارع أو الأمر المعتل الآخر بالألف قلبت ألفه ياءً . مثل : يسعى ، والله لأسعَيَنَّ لعمل الخير .

اسعَيَنَّ يا محمد لطلب الرزق .



ج – إسناد الفعل اللفيف :

الفعل

الضمائر

التاء

الناء

ألف الإثنين

واو الجماعة

ياء المخاطبة

نون النسوة

ما يطرأعلى الفعل من تغيير

وفى

يفي

فِه





هوى

يهوي

اهوِ

وفيت

-

-







هويت

-

-

وفينا

-

-







هوينا

-

-

وفيا

يفيان

فيا





هويا

يهويان

اهويا

وفوا

يفون

فوا





هووا

يهوون

اهووا

-

تفِين

فى





-

تهوين

اهوى

وفين

يفين

فين





هوين

يهوين

اهوين

ردت الألف إلى أصلها ياء .

حذفت الياء مع واو الجماعة وياء المخاطبة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء ، وحذفت فاؤه في المضارع والأمر .

لا يحدث تغيير بالنسبة لعينه أما اللام فردت إلى أصلها ياء وحذفت الياء مع واو الجماعة وياء الخاطبة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء .




2 ـ يأتي الفعل المضارع المعتل الآخر بالألف أو بالياء بصورة واحدة إذا أسند إلى نون النسوة ( المخاطبات ) أو إلى المفردة المخاطبة .

تقول : أ ـ أنتن تسعين لعمل الخير .

ب ـ أنتن ترمين بقوة .

ج ـ وأنت تسعين لعمل الخير .

د ـ وأنت ترمين بقوة .

والفرق بين الصورتين السابقتين للفعل أن الياء في الفعلين الواقعين في المثالين أ ، ب تكون فاعلاً والنون علامة الرفع للأفعال الخمسة وحرف العلة الألف أو الياء محذوف .

وأما الياء في الفعلين الواقعين في المثالين ج ، د فهي حرف العلة الذي قلبت في الفعل يسعى إلى ياء ، وفي ترمي بقيت كما هي ، ونو النسوة بعدهما فاعل .



ج – إسناد الفعل اللفيف : انظر الجدول .

تنبيهـات وفوائـد :

1 ـ الفعل اللفيف : هو كل فعل ثلاثي كان فيه حرف صحيح والحرفان الأخريان حرفا علة .

وهو نوعان : لفيف مفروق وهو ما كان أوله وثالثه – لامه وفاؤه – حرفي علة ،

ولفيف مقرون وهو ما كان ثانيه وثالثه – عينه ولامه – حرفي علة .

2 ـ يتضح من الجدول السابق أن الفعل اللفيف الماضي المفروق إذا أسند إلى الضمائر التي تلحق به يعامل معاملة المثال من حيث الفاء فهي تحذف في صيغتي المضارع والأمر . ويعامل معاملة الناقص باعتبار لامه فهي ترد إلى أصلها ياء عند إسناد الفعل للتاء والناء وألف الاثنين ونون

النسوة .

وتحذف إذا أسند الفعل المضارع أو الأمر إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة مع ضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء .

3 ـ أما الفعل اللفيف المقرون فيعامل معاملة الناقص من حيث اللام ، فهي ترد إلى أصلها الياء عند إسناد المقرون الماضي للتاء والناء وألف الاثنين ونون النسوة ، وتحذف من المضارع والأمر إذا أسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة مع ضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء ، وتبقى عين الفعل دون تغيير في كل الصيغ ومع كل الضمائر .



نماذج من الإعراب



94 ـ قال تعالى : { وردوا إلى الله مولاهم الحق } 30 يونس .

وردوا : الواو حرف عطف ، وردوا فعل ماض مبني للمجهول ، والواو في محل رفع نائب فاعل . إلى الله : حار ومجرور متعلقان بردوا .

مولاهم : صفة أو بدل من لفظ الجلالة ، ومولى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . الحق : صفة للفظ الجلالة أيضاً ، لأنهم كانوا يقولون : ما ليس لربوبيته حقيقة . وجملة ردوا معطوفة على ما قبلها .


95 ـ قال تعالى : { وإن كان قميصه قد من دبر } 27 يوسف .

وإن كان : الواو حرف عطف ، وإن حرف شرط جازم لفعلين ، وكان فعل ماض ناقص . قميصه : اسم كان مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وجملة كان في محل جزم فعل الشرط .

قد : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .

وجملة قد في محل نصب خبر كان . من دبر : جار ومجرور متعلقان بقد .

وجملة إن كان معطوفة على ما قبلها .



96 ـ قال تعالى : { ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم } 102 النساء .

ود الذين : ود فعل ماض مبني على الفتح ، والذين اسم موصول في محل رفع فاعل

كفروا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

لو تغفلون : لو مصدرية وهي موصول حرفي ، وتغفلون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، ولو والفعل بعدها في تأويل مصدر منصوب مفعول به لود ، وجملة تغفلون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول الحرفي .

عن أسلحتكم : جار ومجرور متعلقان بتغفلون ، وأسلحة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

وجملة ود الذين وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للتأكيد على زيادة الحذر لظن العدو أن الصلاة مظنة لإلقاء السلاح .



97 ـ قال تعالى : { ودت طائفة من أهل الكتاب } 69 آل عمران .

ودت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث . طائفة : فاعل مرفوع بالضمة .

من أهل الكتاب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لطائفة ، وأهل مضاف ، والكتاب : مضاف إليه .

وودت وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للحديث عن اليهود الذين دعوا عدداً من الصحابة من حذيفة ومعاذ وعمار إلى دينهم .


98 ـ قال تعالى : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً } 109 البقرة .
ود كثير : ود فعل ماض ، وكثير فاعل مرفوع بالضمة .
من أهل الكتاب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لكثير ، وأهل مضاف ، والكتاب مضاف إليه .
لو يردونكم : لو مصدرية ، ويردونكم فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والكاف في محل نصب مفعول به أول ، ولو والفعل منسبكة بمصدر مؤول في محل نصب مفعول به لود .
من بعد إيمانكم : جار ومجرور متعلقان بيردون ، وبعد مضاف ، وإيمان مضاف إليه ، وإيمان مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
كفاراً : مفعول به ثان ليردوكم . حسداً : مفعول لأجله منصوب بالفتحة .
وجملة ود وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب .

99 ـ قال تعالى : { ويصدكم عن ذكر الله } 91 المائدة .
ويصدكم : الواو حرف عطف ، ويصدكم فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والكاف في محل نصب مفعول به ، وجملة يصدكم عطف على ما قبله . عن ذكر الله : جار ومجرور متعلقان بيصدكم ، وذكر مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه .

100 ـ قال تعالى : { ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم } 43 سبأ .
ما هذا : ما نافية لا عمل لها ، وهذا اسم إشارة في محل رفع مبتدأ .
إلا رجل : إلا أداة حصر لا عمل لها ، ورجل خبر هذا مرفوع بالضمة .
يريد : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
وجملة يريد في محل رفع صفة لرجل . وجملة ما هذا وما بعدها في محل نصب مقول قول سابق .
أن يصدكم : أن حرف مصدري ونصب ، ويصد فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والمصدر المؤول من أن والفعل المضارع في محل نصب مفعول به ليريد .
عما : عن حرف جر ، وما اسم موصول في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بيصدكم . كان : فعل ماض ناقص ، واسمها ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
يعبد : فعل مضارع مرفوع . آباؤكم : آباء فاعل مرفوع بالضمة ، والكاف في محل جر بالإضافة ، والمسألة من باب التنازع ، وأعمل الثاني لقربه ، ولو أعمل الأول لقال : يعبدونه ، وجملة يعبد في محل نصب خبر كان .
وجملة كان لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

101 ـ قال تعالى : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } 103 التوبة .
خذ : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
من أموالهم : من حرف جر يفيد التبعيض ، وأموال اسم مجرور ، وأموال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلق بخذ .
صدقة : مفعول به منصوب بالفتحة ، ويجوز في شبه الجملة أن يتعلق بمحذوف حال لأنها كان في الأصل صفة لصدقة ، فلما تقدم شبه الجملة على صدقة أعرب حالاً منها .
تطهرهم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي ، والهاء في محل نصب مفعول به ، وجملة تطهرهم في محل نصب حال من فاعل خذ المستتر ، إذا كانت التاء في تطهرهم خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم ، أو في محل نصب صفة لصدقة إذا كانت التاء للغيبة .
وتزكيهم بها : عطف على تطهرهم .

102 ـ قال تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف } 99 الأعراف .
خذ : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
العفو : مفعول به منصوب بالفتحة .
وأمر : الواو حرف عطف ، وأمر فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . بالعرف : جار ومجرور متعلقان بخذ .
وجملة وأمر معطوفة على ما قبلها .

103 ـ قال تعالى : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } 211 البقرة .
سل : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
بني إسرائيل : بني مفعول به منصوب بالياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وبني مضاف ، وإسرائيل مضاف إليه مجرور بالفتحة ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة ، وجملة سل وما بعدها لا محل لها من الإعراب كلام مستأنف .
كم : استفهامية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان مقدم لآتيناهم .
آتيناهم : فعل ماض ، والنا في محل رفع فاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به أول ، وجملة آتيناهم في موضع المفعول الثاني لسل ، لأنه معلقة عن العمل ، وهي عاملة في المعنى ، وقد علقت سل وهي ليست من أفعال القلوب ، لأن السؤال سبب العلم فأجري السبب مجرى المسبب في ذلك . ويجوز في كم أن تكون خبرية .
من آية : من حرف جر ، وآية تمييز كم الاستفهامية مجرور ، لأنه إذا فصل بين كم الاستفهامية وتمييزها بفاصل فالأحسن أن يؤتى بمن .
ويجوز في من أن تكون زائدة ، ويجوز أن تكون بيانية والتمييز محذوف كما ذكر في حاشية المغني ، وشبه الجملة " من آية " متعلقان بالفعل قبلها .
بينة : صفة لآية مجرورة بالكسرة .
ويجوز في كم الرفع على الابتداء ، وجملة آتيناهم في محل رفع خبرها ، والعائد محذوف ، والتقدير : آتيناهموها أو آتيناهم إياها ، وهو ضعيف عند سيبويه ، لحذف الهاء . ( 1 )

104 ـ قال تعالى : { ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيراً } 59 الفرقان .
ثم استوى : ثم حرف عطف ، واستوى فعل ماض مبني على الفتح المقدر ،
ــــــــــــــ
1 - انظر إملاء ما من به الرحمن ج1 ص90 ، وانظر مشكل إعراب القرآن ج1 ص125 .

والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
على العرش : جار ومجرور متعلقان باستوى .
الرحمن : خبر للمبتدأ " الذي " في الآية السابقة ، أو هو خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هو الرحمن ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر على الوجه الثاني .
فاسأل : الفاء الفصيحة ، واسأل فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت
به : جار ومجرور متعلقان بخيراً الآتي .خيراً : مفعول به .
ويجوز في به أن تكون الباء بمعنى " عن " والجار والمجرور متعلقان باسأل .

105 ـ قال تعالى : { ويلك آمن إن وعد الله حق } 17 الأحقاف .
ويلك : مصدر لم يستعمل فعله ، وقيل هو مفعول به ، والتقدير : ألزمك الله ويلك .
أمن : فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، وجملة ويلك آمن في محل نصب مفعول به مقول لقول مقدر ، والتقدير : يقولان ويلك آمن .
وجملة القول المقدر وما بعدها في محل نصب على الحال ، والتقدير : يستغيثان الله قائلين .
إن وعد الله : إن حرف توكيد ونصب ، وعد اسمها منصوب بالفتحة ، ووعد مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه . حق : خبر إن مرفوع بالضمة .
والجملة تعليلية للأمر لا محل لها من الإعراب .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الفصل الثامن
الفعل الجامد وغير الجامد ( المتصرف )

ينقسم الفعل من حيث الجمود وعدمه ( التصرف ) إلى قسمين :
فعل جامد ، وفعل غير جامد ( متصرف ) .
وذهبنا لاختيار مصطلح جامد وغير جامد في الأفعال بدلا من جامد ومتصرف ، لأن المصطلح ( جامد ) يطلق على الأفعال والأسماء ، ومع ذلك فهو يعد من قبيل المشترك اللفظي ، ذلك أن مفهوم الجمود في الأفعال يختلف عنه في الأسماء ففي الأفعال نجد المصطلح جامد يقابله المصطلح متصرف، بينما في الأسماء نجد مصطلح جامد يقابله المصطلح مشتق ، ونتيجة لاختلاف اللفظ في المصطلحات المقابله للجامد أخترنا مصطلحا مشتركا وهو ( غير جامد ) لجمع دراسة ظاهرتين متشابهتين في حيز واحد .
أولا ـ الفعل الجامد :
هو كل فعل يلازم صورة من صور التصريف الدالة على الحدث والمقرونة ، أو غير المقرونة بزمن . وهو نوعان :
1 ـ الفعل الملازم لصورة الماضي :
هو كل فعل وجد في اللغة على صورة الماضي ، ولا يمكن أن نشتق منه مضارعا ، أو أمرا . ومن هذه الأفعال :
أ ـ ليس ، وما دام من أخوات كان .
ب ـ كرب عسى ، حرى ، اخلولق ، أنشأ ، طفِق ، طفَق ، أخذ ، جعل ، علق ،
هبَّ ، قام ، هلهل ، أولى ، ألَمَّ ، وهي من أخوات كاد (1) .
ـــــــــــ

1 ـ قال بعض اللغويين بتصرف بعض هذه الأفعال ، فقد حكى الجوهري مضارع طفق ، وحكى الأخفش مصدره ، وحكى الجرجاني اسم الفعل من عسى ، وحكى الكسائي مضارع جعل . انظر همع العوامع في شرج جمع الجوامع للسيوطي تحقيق عبد العال سالم مكرم ط1975 ، ج2 ص 136 .

وجمود هذه الأفعال مرتبط بحال نقصانها ، أما إذا كانت تامة فهي متصرفة كغيرها من الأفعال .
ج ـ نعم ، بئس ، ساء ، حَسُنَ ، حبذا ، لا حبذا ، أفعال للمدح والذم .
د ـ خلا ، عدا ، حاشا . في حال اعتبارها أفعالا .
هـ ـ وهب ، وهو من أخوات ظن ، ولا يستعمل بمعنى صير إلا إذا كان في صيغة الماضي .
و ـ أفعال التعجب وهي : ما أحسنه ، وأحسن به ، ولا تستعمل هاتان الصيغتان إلا في صورة الماضي . أما " حَسُن " بمعنى ما أحسنه ، وغيره من الأفعال التي بنيت هذا البناء للتعبير عن التعجب ، فهي متصرفة في الأصل ، وجمودها مرهون بجعلها ضمن صيغ التعجب فحسب .
ز ـ الفعل ( قلَّ ) النافي ، وهو بمعنى ( ما ) النافية .
نحو : قل طالب يهمل الواجب ، أي : ما طالب يهمل الواجب .
ويكف ( قل ) ونظائره عن طلب الفاعل بـ " ما " الكافة ، نقول : قلما يذكر كذا .
ومثلها : طالما ، وشدَّ ما ، وعزَّما ، وكثر ما ، وغيرها .
أما إذا كان ( قل ) ضد ( كثر ) ، أو اتصل به ( ما ) المصدرية فهو فعل متصرف ، وعندئذ يجب فصل ما عن الفعل . نحو : قلَّ ما حضرت مبكرا .
ح ـ الفعل ( كذب ) في الإغراء ، يقال : كذباك ، أي : عليك بهما ، وكذب عليك ، أي : عليك به ، وكذبتك الظهائر ، أي : عليك بالمشي في حر الهواجر وابتذال النفس (1) .
ـــــــــــــ
1 ـ انظر الفائق في غريب الحديث لجار الله الزمخشري ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم وآخرون ط2 عيسى البابي الحلبي / القاهرة ، ج3 ص 250 ، وشرح ابن عقيل ج3 ص 246 ، وعده الرضي في شرح الكافية بهذا الاستخدام اسم فعل ، غير أن البغدادي رد عليه في خزانته ، انظر خزانة الأدب ج6 ص 183 ، 190 تحقيق عبد السلام هارون .

ط ـ الفعل ( سُقِطَ ) يقال : سُقِطَ في يده ، وأُسْقِط في يده . أي : ندم . ويقال إنه بمعنى ارتبك (1) .
ك ـ الفعل ( هدَّ ) يقال : مررت برجل ، هدّك من رجل .
أي : أثقلك وصف محاسنه (2) .
2 ـ الفعل الملازم لصورة الأمر :
هو كل فعل لا يمكن أن نشتق منه ماضيا ، أو مضارعا .
ومن هذه الأفعال :
أ ـ هبْ ، وتعلَّمْ :
و " هب " فعل قلبي من أخوات ظن . نحو : هبْ عليّا حاضرا .
ولم يكن المقصود به فعل الأمر من الفعل " هاب " من الهيبة ، لأن هاب متصرف نقول : هاب ، يهاب ، هبْ ، وكذلك ليس الأمر من " وهب " بمعنى الهبة ، لأن وهب متصرف ، نقول : وهب ، يهب ، هبْ .
أما " تعلَّمْ " فهو فعل قلبي أيضا من أخوات " ظن " بمعنى " اِعْلَمْ " .
تقول : تعلَّمِ الأمانة فائز حاملها .
فإن كان " تعلَّمْ " من " تعلَّمَ " الدال على المعرفة فهو متصرف ، وينصب مفعولا واحدا فقط . نحو : تعلَّمَ ، يتعلَّمُ ، تعلَّمْ . تقول : تعلمت درسا من الماضي .
ب ـ هأْ ، وهاء بمعن خذ ، (3) .
ج ـ أفعال زجر الخيل وهي : أقْدِم ، واقْدُم ، وهبْ ، وارحبْ ، وهِجِدْ .

ـــــــــــــ
1 ـ الفعل في القرآن الكريم : تعديه ولزومه ، أبو أوس إبراهيم الشمسان ط1 ، جامعة الكويت 1986 ص 573 .
2 ـ ابن عقيل ، المساعد ج3 ص245 .
3 ـ ابن مالك : تسهيل الفوائد ص247 .

قال ابن مالك ليست أصواتا ، ولا أسماء أفعال لرفعها الضمائر البارزة (1) .
د ـ الفعل " هلمَّ " في لغة تميم ، ولم تستعمله إلا في صورة الأمر . (2)
هـ ـ الفعل " عِمْ " . يقولون : عِم صباحا . (3)
و ـ " تعال ، وهات " :
الفعل " تعال " مرهون جموده بدلالته على الأمر بالإقبال . (4)
أما " هات " فهو جامد لأن العرب قد أماتت كل شيء من فعلها غير الأمر .
وقد عده الزمخشري في أسماء الأفعال (5) .
3 ـ ما لزم صيغة المضارع :
أ ـ " أهَلُمُّ " فعل مضارع جامد ، ودخول همزة المتكلم دليل فعليته ، ولم يستعمل العرب منه ماضيا ، كما لا يستعمل أكثرهم منه أمرا ، لذل قيل : إنه غير متصرف . يقال : هلُمَّ ، فتقول : إلى مَ أَهَلُمُّ ؟ (6) .
ب ـ " يَهِيطُ " بمعنى يصيح ويضج (7) .
ج ـ " يسْوى " فعل مضارع جامد بمعنى : يساوي ، وعده في الجوامد ابن الحاج . (8) .
ــــــــــــ
1 ـ ابن عقيل ، المساعد ج3 ص 249 .
2 ـ المرجع السابق ج3 ص 250 .
3 ـ أحمد سليمان ياقوت : الأفعال غير المتصرفه وشبه المتصرفة ص159 .
4 ـ ابن منظور : اللسان مادة " هتا " ج3 ص 769 .
5 ـ المفصل للزمخشري ص 151 .
6 ـ المساعد ، ابن عقيل ج3 ص 249 .
7 ـ كتاب الأفعال لابن القطاع ج3 ص 366 .
8 ـ ارتشاف الضرب لأبي حيان ج 3 ص 14 .

د ـ " أهاءُ " بمعنى آخذُ وأعطي ، وهو فعل مضارع جامد . جاء في تاج العروس " وإذا قيل لك : هاءَ ، بالفتح ، قلت : ما أهاءُ ، أي : ما آخذ ؟ ولا أدري ما أهاءُ ، أي : ما أُعطي ، وما أهاءُ ، أي : على ما لم يسم فاعله ، أي : ما أُعطي (1) .
ثانيا ـ الفعل المتصرف :
هو كل فعل لا يلزم صورة واحدة من صور التصريف الدالة على الحدث ، والمقرونة بزمن ، أو غير مقرونة .
وهو نوعان :
1 ـ فعل ناقص التصرف : وهو ما يشتق من ماضيه المضارع فقط ، للدلالة على حدث مقترن بزمن ، واسم الفاعل والمصدر مما لا يقترن بزمن .
نحو : زال : يزال ، زائل ، وزيْل .
برح : يبرح ، بارح ، وبراح .
فتئ : يفتأ ، فاتئ . ولا مصدر له .
انفك : ينفك ، منفك . ولا مصدر له .
كاد : يكاد ، كائد ، وكود وكيد .
أوشك : يوشك : موشك . اسم فاعله على قلة ، ولا مصدر له .
ومنها الفعل : انبغى له ، وينبغي له بمعنى تيسر وأمكن (2) .
2 ـ فعل تام التصرف : وهو كل فعل يمكن أن نأخذ منه الماضي والمضارع والأمر مما يدل على حدث مقترن بزمن ، واسم الفاعل واسم المفعول والمصدر ،
ــــــــــــ
1 ـ ابن مالك : تسهيل الفوائد ص 247 ، وتاج العروس ج1 ص 518 .
2 ـ قال ابن مالك في تسهيل الفوائد بجموده ، وأنه لا ماضي له ، انظر التسهيل ص 147 ، وذهب أبو حيان في ارتشاف الضرب ج3 ص 14 ، إلى تصرفه ، وذكر ابن عقيل في شرح التسهيل ذهاب غيره إلى تصرفه كابن فارس في المجمل انظر المساعد على تسهيل الفوائد ج 3 ص 248 .

وغيرها من المشتقات مما يدل على حدث غير مقترن بزمن . وهو بقية الأفعال في اللغة العربية غير ما ذكرنا في الفعل الناقص التصرف .
نحو : جلس : وهو الفعل الماضي التام الذي نشتق منه الآتي :
المضارع : يجلس ، والأمر : اجلس ، واسم الفاعل : جالس ، واسم المفعول :
مجلوس ، وصيغة المبالغة : جلاس ، واسم المكان : مجلس ، واسم التفضيل : أجلس ، والصفة المشبهة : جليس ، وغيرها .
ونقول في غضب : يغضب ، واغضبْ ، وغاضب ، ومغضوب ، وغضْب .
ونلاحظ من اشتقاقات الفعل " جلس " أنه تام التصرف ، فقد أمكننا أن نأخذ منه : الماضي ، والمضارع ، والأمر ، والمصدر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، وصيغة المبالغة ، واسم المكان ، وغيرها ، ومثله جميع الأفعال تامة التصرف .

كيفية تصريف الأفعال :
يمكننا تصريف الأفعال بعضها من بعض على النحو التالي :
1 ـ تصريف المضارع من الماضي :
أ ـ إذا كان الماضي ثلاثيا سكنت فاؤه ، وحركت عينه بالفتح ، أو الضم ، أو الكسر حسبما يقتضيه نص اللغة بعد أن يزاد في أوله أحد أحرف المضارعة .
مثل : ذهَبَ : يذهَبُ ، وضَعَ : يضَعُ ، لعِبَ : يلعَبُ ، سمِعَ : يسمَعُ ، غضِبَ : يغضَبُ ، حسِبَ : يحسَبُ .
رسَمَ : يرسُمُ ، كتَبَ : يكتُبُ ، عظُمَ : يعظُمُ ، حسُنَ : يحسُنُ . كبُرَ : يكبُرُ .
نزَلَ : ينزِلُ ، وعَدَ : يعِدُ ، وجَدَ : يجِدُ .
ب ـ وإذا كان الماضي رباعيا زيد في أوله أحد أحرف المضارعة مضموما .
مثل : دحرج : يُدحرج ، بعثر : يُبعثر ، زلزل : يُزلزل ، طمأن : يُطمئن ، أعطى : يُعطي ، أفاد : يُفيد ، أهدى : يُهدي ، أعان : يُعين .
ج ـ إذا كان الفعل الماضي خماسيا مبدوءا بتاء زائدة بقي على حاله .
مثل : تعلَّم : يَتَعلَّمُ ، تدحرج : يَتَدحْرَجُ ، تكلَّم : يتكلم ، تعاون : يتعاون . تبعثر : يتبعثر ، تغير : يتغير .
وإذا لم يكن مبدوءا بتاء كسر ما قبل آخره سواء أكان رباعيا ، أم أكثر .
مثل : واصل : يواصِل ، بايع : يبايِع ، انكسر : ينكسِر ، انفجر : ينفجِر .
استعمل : يستعمِل ، استعان : يستعين ، استولى : يستولِي .
وشذ منه : احمرَّ : يحمرُّ ، واغبرَّ : يغبرُّ ، واسودَّ : يسودُّ وانهدّ : ينهدَّ ، وأشباهها فلا يكسر ما قبل آخرها .
فإن كان مزيدا بالهمزة في أوله سواء أكان رباعيا ، أم أكثر حذفت همزته .
مثل : أعطى : يعطي ، أرسل : يرسل ، أيلغ : يبلغ ، أفاد : يفيد .
انتصر : ينتصر ، انعطف : ينعطف ، انكسر : ينكسر .
اشتمل : يشتمل : استقام : يستقيم ، استغنى : يستغني .
2 ـ تصريف الأمر من المضارع :
يؤخذ الأمر من المضارع بحذف حرف المضارعة من أول الفعل .
مثل : يكتب : اكتب ، يلعب : العب ، ينام : نم ، يقول : قل ، يبيع : بع ، يسعى : اسع ، يرمي : ارم . يدحرج : دحرج ، يوسوس : وسوس ، ينتصر : انتصر ، يستقيم : استقم .
فإن كان أول الفعل بعد حذف حرف المضارعة ساكنا ، زيد في أوله همزة ، لأن الهمزة متحركة ، ولا يصح الابتداء بالحرف الساكن .
مثل : جلس : اجلس ، كتب : اكتب ، انكسر : انكسر ، استحوذ : استحوذ .

الاسم الجامد والاسم المشتق

ينقسم الاسم من حيث الجمود والاشتقاق إلى قسمين :
1 ـ الاسم الجامد : وهو اسم مرتجل وضع للدلالة على معناه ، ولم يؤخذ من لفظ غيره .
وهو نوعان :
أ ـ اسم ذات ، وهو ما يدرك بالحواس ، وله حيز في الوجود .
مثل : الرجل ، الغلام ، العصفور ، الحصان ، الشجرة .
ب ـ اسم معنى ، وهو : ما دل على معنى يدرك بالذهن ، ويشمل المصادر الدالة على أحداث .
(1) مثل : الأمانة ، الوفاء ، العدل ، الحق ، الكراهية .
2 ـ اسم مشتق : وهو ما أخذ من غيره .
مثل : قائم ، مؤمن ، مكسور ، مُبعثر ، جبار ، عليم ، منشار ، مكتب .

المجرد والمزيد من الأفعال


يطلق مصطلح " مجرد " على الكلمات التي تتألف من الحد الأدنى من الأحرف المعبرة عن الدلالة العامة للكلمة ، فكلمة " جلس " مثلا تتكون من ثلاثة أحرف هي : الجيم ، واللام ، والسين ، ولا يمكن إدراك دلالة الكلمة بأقل من هذه الأحرف . أما كلمة " جلوس " ، فمن المؤكد أن لها ارتباط بالكلمة السابقة ، وهذا الارتباط هو تضمنها معنى الفعل السابق ، مع معنى إضافي نتج عن زيادة حرف الواو ، وهذا النوع من الكلمات يطلق عليه مصطلح " المزيد " ، لأنه زيد فيه حرف ، أو أكثر على الأحرف الأصول للكلمة .
والفرق بين الأحرف الأصلية للكلمة ، والأحرف الزائدة أن الأولى خاصة بالكلمة نفسها ، وتحمل معناها المعجمي الأساسي المتفرد ، أما الثانية فهي تتكرر في نظائر كثيرة لهذه الكلمة تشترك معها في البناء ، فحرف الواو الزائد في كلمة " جلوس " نجده في كلمات أخرى مثل وجد ،
سمو ، وردة ، عصفور ... إلخ وهذا يعني أن هناك مستويين لمعنى الكلمة المزيدة ، أحدهما المعنى المعجمي الخاص وهو ما تحمله الأحرف المجردة ، والآخر معنى البناء الذي تشارك في حمله أحرف الزيادة ، والنعنى الذي جلبته أحرف الزيادة إنما هو معنى البناء ، ذلك المعنى الذي قد تكرر مع كل كلمة على هذا البناء . (1) .
أحرف الزيادة :
يزاد على الأصل بطريقتين :
1 ـ تضعيف الحرف الأصلي ، وهو زيادة حرف من جنس عين الكلمة ، أو لامها . مثل : كَرُمَ : كرَّم ، حَطَمَ : حطَّم ، عَلِمَ : علَّم ، جلب : جلبَبَ ، طمأن : اطمأنَّ .
وهذا النوع من الزيادة ليس خاصا بحرف دون الآخر ، بل كل أحرف الهجاء يمكن تضعيفها ماعدا " الألف " فلا تضعف ، لأنها حرف مد ، وتظهر هذه الأحرف في الميزان مضعفة بشكلها الموجود في الكلمة الموزونة ، لا بنصها .
مثل : علَّم : فَعَّلَ ، جلبب : فعلل .
2 ـ إقحام حرف من أحرف الزيادة المعرفة في كلمة ( سألتمونيها ) .
ويمكن التفريق بين الحرف الناتج عن التضعيف الأصلي ، ومماثلة من أحرف سألتمونيها في زيادة الكلمة ، أن زيادة أي حرف من أحرف سألتمونيها يكون مطردا في زيادته ، وفي مواضع مختلفة من الكلمة ، في حين زيادة الحرف المضعف لا يكون إلا تكرارا لعين الكلمة ، ولا يظهر في هذا الموضع مع أفعال أخرى . ففي كلمة : حوَّل ، وقتَّل ، وعيَّن ، وجلَّس .
نجد أن أحرف الزيادة وهو الواو في حوّل ، والتاء في قتّل ، والياء في عيّن ،
ـــــــــــــــ
1 ـ دروس في الصرف ج1 ص 86 .

واللام في جلّس ليست من أحرف سألتمونيها وإن كانت مشابهة لها ، لأن هذه الأحرف ما هي إلا تكرار لعين الكلمة ، ولا يمكن زيادتها في نفس الموضع مع أفعال أخرى ، إذ لا يصح زيادة الواو في الفعل كسر ونقول : كوسر ، ولا الياء في علم ، ونقول عيلم ، وإنما نزيد على كسر سينا ونقول : كسّر ، ونزيد على علم لاما ، ونقول : علَّم ، لأن أحرف الزيادة التي تجمعها كلمة سالتمونيها تتغير بتغير الأصل الذي زيدت عنه ، أما زيادة الحرف المضعف الأصلي ما هي إلا تضعيف لعين الكلمة كما ذكرنا سابقا .

أنواع الزيادة :
1 ـ الزيادة البنائية :
وهي الزيادة التي تغير من بناء الكلمة الأصلي ، فينتج عن ذلك كلمة جديدة ، نتيجة لزياد حرف أو أكثر على الكلمة الأصل .
نحو : كتب : كاتب ، وعطف : معطوف ، اسم : أسماء .
2 ـ زيادة إلصاقية :
وهي الزيادة الناتجة عن أحرف تلصق إلى الكلمة الأصل دون تغيير في بنائها ، ولا تنقلها من المجرد إلى المزيد .
نحو : قرأ : يقرأ ، اقرأ ، أقرأ ، نقرأ .
قلم : قلمان ، مجتهد : مجتهدون ، هند : هندات ، معلمة : معلمات .
نصر : انتصر ، عمل : استعمل .
يلاحظ من الأمثلة السابقة أن الزيادة الإلصاقية تدخل على كل الكلمات المجردة منها والمزيدة ، لذلك لا تعد أبنية هذه الكلمات من أبنية المزيد ، وإن كانت تلك الأحرف قد زيدت على الكلمات الأصول ، وتظهر في الميزان كما تظهر في أحرف الزيادة .
نحو : قرأ : فعل ، اقرأ : افعل ، قلم : فعل ، قلمان : فعلان ، مجتهد : مفتعل ، مجتهدون : مفتعلون .

أبنية الأفعال :
ينقسم الفعل من حيث عدد أحرفه الأصول ، أو الزوائد إلى نوعين .
الفعل المجرد ، والفعل المزيد .
الفعل المجرد :
هو كل فعل جردت حروفه الأصلية من أحرف الزيادة ، بمعنى أن تكون جميع الأحرف المكونة للفعل ـ ويعطي بوساطتها دلالة صحيحة ـ أحرفا أصلية ، ولا يسقط منها حرف في أحد التصاريف التي تلحق بالفعل ، إلا لعلة تصريفية ، وأقل أحرف الفعل المجرد ثلاثة ، حرف يُبدأ
به ، وحرف يُقف عليه ، وحرف يتوسط بينهما . نحو : كتب ، جلس ، ذهب ، قام ، رمى ، دعا .
فكل فعل من الأفعال السابقة يعتبر فعلا مجردا من أحرف الزيادة ، لأن جميع أحرفه المكونة له ، وتؤلف منه كلمة لها دلالتها التي يقبلها المنطق أحرفا أصلية لا يمكن الاستغناء عن أحدها ، وبإسقاط أي منها يختل تركيب الفعل وتزول دلالته .
فالفعل " ذهب " مثلا مكون من ثلاثة أحرف هي : الذال ، والهاء ، والباء ، وهذه الأحرف الثلاثة أحرف أصول في تركيب الفعل المذكور لكي يكون ذا دلالة لغوية ،
فإذا حذفنا حرفا منها اختل بناؤه ، وما تبقى فيه من أحرف لا يفي ببنائه ليكون ذا قيمة دلالية ، فهذه الأحرف الثلاثة تشكل في مجموعها القواعد الأساس التي بني عليها الفعل مجتمعة ، وكذلك الحال إذا كان الفعل مكونا من أربعة أحرف أصلية .
نحو : دحرج ، بعثر ، وسوس ، زلزل ، طمأن ، عسعس .
فلو جردنا أحرف الفعل دحرج مثلا لوجدناه مكونا من أربعة أحرف هي : الدال ، والحاء ، والراء ، والجيم ، وهذه الأحرف مجتمعة شكلت بنيته لتدل على معنى معين له ارتباط زمني يتقبله العقل ، فإذا حذفنا حرفا من تلك الأحرف الأساس في تكوين الفعل السابق ونظائره اختل بناؤه اللغوي والدلالي ، ولم يعد للأحرف الباقية قيمة في بناء الفعل ، أو دلالته .

أقسام الفعل المجرد :
ينقسم الفعل المجرد إلى قسمين :
1 ـ المجرد الثلاثي . 2 ـ المجرد الرباعي .
أوزان المجرد الثلاثي :
للفعل المجرد الثلاثي باعتبار صورة الماضي ثلاثة أوزان ، ويرجع هذا التحديد إلى أن الفعل الماضي المكون من ثلاثة أحرف أصلية وهي : الفاء ، والعين ، واللام .
لا تكون فاؤه ولامه إلا متحركتان بالفتح دائما ، أما عينه فتتحرك بالفتح ، أو الضم ، أو الكسر ، وبناء عليه يتشكل منه ثلاثة أبنية ( أوزان ) على النحو الآتي :
كَتَبَ : فَعَلَ . جَلَسَ : فَعَلَ . دَفَعَ : فَعَلَ .
عَظُمَ : فَعُلَ . كَبُرَ : فَعَلَ . حَسُنَ : فَعُلَ .
عَلِمَ : فَعِلَ . رَبِحَ : فَعِلَ . حَفِظَ : فَعِلَ .
أما إذا نظرنا إلى الفعل باعتبار صورتي الماضي والمضارع معا فإننا نجد له ستة أوزان على النحو التالي :
1 ـ الثلاثي المفتوح العين ولمضارعة ثلاثة أوزان هي :
أ ـ فتح عين مضارعه ( فَعَلَ : يَفْعَلُ ) ويكون متعديا ولازما .
نحو : قَرَأَ : يَقْرَأُ . سَأَلَ : يَسْأَلُ . رَفَعَ : يَرْفَعُ . ذَهَبَ : يَذْهَبُ . نَهَضَ : يَنْهَضُ .
فالمتعدي مثل : قرأ محمد الدرس ، ويقرأ التلميذ النشيد . وسأل الفقير الغني مالا ، ويسأل العبد ربه مغفرة . ورفع اللاعب الأثقال . ويرفع الله المؤمن درجات .
ومثال اللازم : ذهب الولد إلى المدرسة ، ويذهب الرجل إلى عمله مبكرا .
ب ـ ضم عين مضارعه ( فَعَلَ : يَفْعُلُ ) ويكون متعديا ولازما .
نحو : مدَّ : يمُدُّ . ردّ : يرُدُّ . كتَبَ : يكتُبَ . طلَعَ : يطلُعُ . مَكَثَ : يَمْكُثُ .
ومثال المتعدي : مدَّ الرجل يده للمصافحة ، ويمد يده للمصافحة .
كتب التلميذ الواجب ، ويكتب التلميذ الواجب .
ومثال اللازم : طلع الفجر ، ويطلع الفجر .
ومكث الزرع في الأرض طويلا ، ويمكث الزرع في الأرض طويلا .
ج ـ كسر عين مضارعه ( فَعَلَ : يَفْعِلُ ) ويكون متعديا ولازما .
نحو : وَعَدَ : يَعِدُ . ضَرَبَ : يَضْرِبُ . قَفَزَ : يَقْفِزُ . نَزَلَ : يَنْزِلُ .
مثال المتعدي : وعد الله المؤمنين النصر ، ويعد الله المؤمنين النصر .
ومثال اللازم : قفز اللاعب قفزا عاليا ، ويقفز اللاعب قفزا عاليا .
2 ـ الثلاثي المضموم العين ( فَعُلَ : يَفْعُلُ ) لمضارعه وزن واحد ، وهو ضم عين مضارعه ، ويختص هذا الوزن بالأفعال الدالة على طبائع البشر ، وهو ما جبل عليه الإنسان من الأفعال الصادرة عن الطبيعة ، ولا يكون إلا لازما .
نحو : حَسُنَ : يَحْسُنُ . كَرُمَ : يَكْرُمُ . شَرُفَ : يَشْرُفُ . عَظُمَ : يَعْظُمُ .
ومنها : قبُح ، ووسُمَ ، وصغُر ، وكبُر ، وطوُل ، وقصُر ، وغلُظ ، ورفُق ، وسهُل ، وصعُب ، وسهُل ، وسرُع ، وبطُأ ، وفحُش ، وغيرها .
حسن عمل الرجل ، ويحسن عملك .
3 ـ الثلاثي المكسور العين ولمضارعه وزنان هما :
أ ـ فتح عين المضارع ( فَعِلَ : يَفْعَلُ ) ويكون متعديا ولازما .
نحو : عَلِمَ : يَعْلَمُ . نَسِيَ : يَنْسَى . أَمِنَ : يَأمَنُ . وَجِلَ : يَوجِلُ . وَسِنَ : يَوسِنُ .
ويختص هذا الوزن بالأفعال الدالة على الآتي :
ـ الفرح والحزن . نحو : فرِح : يفرَح . طرِب : يَطرَبُ . حَزِن : يحزَن .
ـ الامتلاء والخلو . نحو : بَطِر : يَبطَر . أشِر : يأشَر . غضِب : يغضَب .
شَبِع : يشبَع . عطِش : يعطَش .
ـ الألوان والعيوب . نحو : حَمِرَ : يحْمَرُ . سَوِدَ : يَسْوَدُ . عوِر : يَعْوَرَ .
ـ وعلى الخَلْق الظاهر . نحو : غَيِدَ : يَغْيَدُ . هَيِفَ : يَهْيَفُ . نَحِفَ : يَنْحَفُ .
سَمِنَ : يَسْمَنُ . تَخِن : يَتْخَنُ .
مثال المتعدي : علم الله ما في نفوسنا ، ويعلم الله ما في نفوسنا .
ومثال اللازم : فرح عليّ بنجاح أخيه ، ويفرح الطفل بالثناء عليه .
ب ـ كسر عين مضارعه ( فَعِلَ : يَفْعِلَ ) ويكون متعديا ولازما .
نحو : حَسِبَ : يَحْسِبُ . وَرِثَ : يَرِثُ . وَلِيَ : يَلِي . وَثِقَ : يَثِقُ .
مثال المتعدي : حسبت الأمر هينا ، ويحسب الأمر هينا .
وثق الرجل بصديقه ، ويثق الرجل بصديقه .

تنبيهات وفوائد :
1 ـ لا تكون فاء الفعل إلا مفتوحة كما ذكرنا سابقا ، وبفتحها يحصل للمتكلم العذوبة في اللفظ ، ويصغي السامع إليه لأنس المسامع بالأخف ، بخلاف الاسم فإنه لما كان خفيفا يجوزون الابتداء فيه بالثقيل .
2 ـ لا يصح تسكين عين الفعل كما هو الحال في عين الاسم ، لأن الفعل عند اتصاله بضمائر الرفع المتحركة يجب إسكان لامه لئلا يتوالى أربع حركات ، ولكونه إذا اتصل بالضمير يصبح كالكلمة الواحدة ، فلو كانت عين الفعل ساكنة للزم اجتماع ساكنين .
فنقول في " جلس " بعد اتصاله يضمير رفع متحرك " جلسْتُ " .
وفي " كتب " كتبْنا " .
فنلاحظ تسكين " لام " الفعل ، فلو كانت " عينه " ساكنة أيضا لالتقى ساكنان ، وذلك لا يصح لاستثقال النطق ، وعدم استقامة لفظ الكلمة .

ثانيا ـ المجرد الرباعي :
للفعل الرباعي المجرد بناء واحد على وزن " فَعْلَلَ " ، ومضارعه " يُفَعْلِلُ " ، ويكون متعديا وهو الغالب ، ويأتي لازما .
نحو : دَحْرَجَ : يُدَحْرِجُ ، بعثر : يبعثر ، طمأن : يطمئن ، جلجل : يجلجل .
وسوس : يوسوس ، زخرف : يزخرف ، زلزل : يزلزل ، ولول : يولول .
مثال المتعدي : دحرج اللاعب الكرة ، يدحرج اللاعب الكرة .
106 ـ ومنه قوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض زلزالها }1 . 1 الزلزلة
ونحو : بعثر الفلاح الحبوب ، ويبعثر الفلاح الحبوب .
107 ـ ومنه قوله تعالى : { وبعثر ما في القبور }2 .
ومثال اللازم : وسوس له الشيطان ، ويوسوس لهم الشيطان .
108 ـ ومنه قوله تعالى : { فوسوس لهما الشيطان }3 .
وقوله تعالى : { ونعلم ما توسوس به نفسه }4 .
ويلحق بالرباعي المجرد ستة أوزان أخرى هي :
1 ـ ما كان على وزن " فَوْعَلَ " : " يُفَوْعِلُ " . وهو لازم .
نحو : حَوْقَلَ : يُحَوْقِلُ ، وأصله : حَقُلَ بمعنى ضَعُفَ .
نقول : حوقل الشيخ . إذا ضعف وفتر عن الجماع .
ويكون مركبا في النحت . نحو : حوقل المصلي .
قال : لا حول ولا قوة إلا بالله .
ومنه : جَوْرَبَ : يُجَوْرِبُ . وهو متعد .
نحو : جوربت الأم طفلها . أي : ألبسته الجورب .
2 ـ ما كان على وزن " فَعْوَلَ " : " يُفَعْوِلُ " . ويكون متعديا ولازما .
مثال المتعدي : جَهْوَرَ : يُجَهْوِرُ . وأصله جَهَرَ بالقول . أي : رفع صوته به .
تقول : جهور الرجل قوله . أي : رفعه .
ومثال اللازم : رَهْوَلَ : يُرَهْوِلُ . أي : أسرع .
تقول : رهول الغلام في مشيته .
3 ـ ما كان على وزن " فَيْعَلَ " : " يُفْعِلُ " . ويكون متعديا ولازما .
ـــــــــــ
1 ـ 1 الزلزلة . 2 ـ 9 العاديات .
3 ـ 20 الأعراف . 4 ـ 50 ق .
مثال المتعدي : بَيْطَرَ : يُبَيْطِرُ . بمعنى عالج الحيوان .
ويأتي بمعنى البمالغة في التبختر .
تقول : بيطر الطبيب القط ، ويبيطر الطبيب القط . أي : يعالجه .
ومثال اللازم : بَيْقَرَ : يُبَيْقِرُ . بمعنى : أسرع .
تقول : بيقر الرجل ، ويبيقر الغلام .
ومصدره : البيقرة ، وهو إسراع يطأطئ الرجل فيه رأسه .
ومنه قول المثقب العبدي :
فبات يجتاب شُعَارى كما بيقر من يمشي إلى الجلسد (1)
4 ـ ما كان على وزن " فَعْيَلَ " : " يُفَعْيِلُ " . وهو متعد .
نحو : شَرْيَفَ : يُشَرْيِفُ . بمعنى قطع .
تقول : شريف الفلاح الزرع . أي : قطع شريافه .
ونحو : عثير : يعثير . وأصله عثر بمعنى : زلق ولم تستقر رجله .
وعثير بمعنى أثار .
تقول : عثيرت الريح الغبار . إذا أثارته .
5 ـ ما كان على وزن " فَعْلى " : " يُفَعْلي " . ويكون متعديا ولازما .
مثال المتعدي : سليقت الرجل . أي : ألقيته .
ومثال اللازم : سَلْقَى : يُسَلْقِي . بمعنى : استلقى .
تقول : سلقى الرجل على ظهره . أي : استلقى على ظهره .
6 ـ ما كان على وزن " فَعْنَلَ " : " يُفَعْنِلُ " . وهو متعد .
نحو : قَلْنَسَ : يُقَلْنِسُ . بمعنى : ألبس .
تقول : قلنست الطفل من البرد . أي : ألبسته القلنسوة .
ــــــــــــــ
1 ـ " شُعَارى " مخفف للضرورة من " شُعَّارى وهو نوع من النبات .
الجلسد : الصنم ، أو الوثن .
فوائد وتنبيهات :
لقد استعمل العرب وزن فعلل لمعان كثيرة منها :
1 ـ الدلالة على المشابهة :
نحو : علقمت القهوة . أي : صارت كالعلقم في مرارته .
ونحو : عندم الجسد . صار محمرا كالعندم . والعندم شجر أحمر .
2 ـ للصيرورة :
نحو : مركشت الرجل . أي : صيرته مراكشيا .
وسعوده . صيره سعوديا ، ولبننه ، صيره لبنانيا .
3 ـ للدلالة على ان الاسم المأخوذ منه آلة :
نحو : عرجن . أي : استعمل العرجون .
وتلفز . استعمل التلفاز .
4 ـ للنحت على وزنه ، سواء أكان النحت من مركب إضافي .
نحو : عمنفى من عبد مناف .
وعبقسى من عبد قيس .
وعبدلى من عبد الله .
أم كان النحت من جملة .
نحو : بسمل . من قوله : بسم الله .
وحوقل . من قوله : لا حول ولا قوة إلا بالله .

نماذج من الإعراب


106 ـ قال تعالى : ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) 1 الزلزلة .
إذا زلزلت : إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط ، مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه " تحدث " ، وزلزلت فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث ، وجملة زلزلت في محل جر بإضافة إذا إليها .
الأرض : نائب فاعل مرفوع .
زلزالها : مفعول مطلق منصوب ، وزلزال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة إذا وما بعدها لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

107 ـ قال تعالى : ( وبعثر ما في القبور ) 9 العاديات .
وبعثر : الواو حرف عطف ، وبعثر فعل ماض مبني للمجهول .
ما : اسم موصول في محل رفع نائب فاعل .
وجملة بعثر معطوفة على ما قبلها .
في القبور : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .

108 ـ قال تعالى : ( فوسوس لهما الشيطان ) 20 الأعراف .
فوسوس : الفاء حرف عطف ، ووسوس فعل ماض مبني على الفتح .
لهما : جار ومجرور متعلقان بوسوس .
الشيطان : فاعل مرفوع بالضمة ، وجملة وسوس معطوفة على ما قبلها .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
أرجو أن تعُم الفائده على الجميع
وللملف بقيه بإذن الله
 

حنظله

Member
إنضم
13 سبتمبر 2008
المشاركات
447
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
مجهود جبار تشكر عليه جزاك الله خيراً
 

أبومهند

مراقب منتديات التعليم والتطوير
إنضم
21 أغسطس 2007
المشاركات
10,826
مستوى التفاعل
67
النقاط
48
بارك الله فيك أخي صياد , وجزاك الله خيرًا على هذا الملف القيم والموسوعة الثمينة في قواعد النحو والإعراب.
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
مجهود جبار تشكر عليه جزاك الله خيراً
العفو مِنك حنظله
شرفت المتصفح بمرورك العطر
فلك الشكر والتقدير
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
بارك الله فيك أخي صياد , وجزاك الله خيرًا على هذا الملف القيم والموسوعة الثمينة في قواعد النحو والإعراب
.

سلمت ياأستاذنا أبو مهند
شرفت المُتصفح بمرورك العطر

فلك الشكر والتقدير
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
العفو منك يا غالي
أسعدني مرورك فلك الشكر والتقدير
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
العفو منك يا غالي
أسعدني مرورك للمره الثانيه فلك الشكر والتقدير
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الباب الثاني
الفعل اللازم والفعل المتعدي

ينقسم الفعل من حيث اللزوم والتعدي إلى قسمين : ـ
أ ـ الفعل اللازم . ب ـ الفعل المتعدي .

الفصل الأول
أولا ـ الفعل اللازم
تعريفه وأنواعه : ـ
هو كل فعل لا يتجاوز فاعله ليأخذ مفعولا به ، بل يكتفي بالفاعل .
وهذا النوع من الأفعال مما لا يتعدى فاعله مطلقا ، أي لا ينصب مفعولا به البتة ، ولا يتعدى لمفعوله بحرف الجر أيضا ، لأنه لا يتوقف فهمه إلا على الفاعل وحده ، ومن هذا النوع الأفعال التالية :
طال ، حَمُر ، شَرُف ، ظَرُف ، كَرُم ، نهم ، راح ، اغتدى ، انصرف ، حَسُن ، تدحرج ، تمزق ، وسخ ، دنس ، أنكر ، انفلج ، احمرّ ، اسودّ ، ابيضّ ، اصفرّ ، اقشعرّ ، اطمأنّ ، احرنجم ، اشمخرّ ، وما شابهها .
ومن أمثلتها : طال الوقت . واحمرّ البلح ، وشَرُف الرجل ، واغتدت الطير .
ونحو قوله تعالى : { وحسن أولئك رفيقا }1 .
وقوله تعالى : { حسنت مستقرا ومقاما }2 . 11 ـ ومنه قول امرئ القيس :
وقد أغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل
ومن الأفعال ما جاء متعديا ، ولازما ، وهذا النوع يكثر في الأفعال الثلاثية المكسورة العين ـ من باب فَعِلَ ـ فإن دلت هذه الفعال على علل وأحزان وأمراض ، وأضادها كانت لازمة . نحو : مرض محمد ، وسقم الرجل ، وحزن علي ، وبطر الجائع ، وشهب الثوب ، وفرح الناجح ، وفزع الطفل .
ــــــــــــــــ
1 ـ 69 النساء . 2 ـ 76 الفرقان .

وإن دلت على غير ما سبق جاءت متعدية بنفسها .
نحو : ربح محمد الجائزة ، وكسب الرجل القضية ، ونسي المريض الدواء ، وسمع الملبي النداء ، وشرب الظامئ الماء .
ومن الفعال اللازمة ما يتعدى لمفعوله بوساطة حرف الجر ، وهذا النوع من الأفعال لا يعتبر متعديا على الوجه الصحيح ، لأن الجار والمجرور الذي تعدى له الفعل اللازم لا يصح أن يكون مفعولا به ، وإنما الحق به لأن إعرابه الصحيح هو الجر .
نحو : مررت بخالد ، وسلمت على الضيف ، وذهبت إلى مكة ، وسافرت إلى الشام ، وتنزهت في الطائف .
فمتمم الجملة في الأمثلة السابقة هو الجار والمجرور ، وقد جعله البعض في موضع النصب على المفعولية ، وكأنهم علقوا شبه الجملة بمحذوف في محل نصب مفعول به ، وأرى الصواب أن شبه الجملة متعلق بالفعل قبله .
فالأصل في تعلق الجار والمجرور هو الفعل ، أو ما يشبهه ، كاسم الفاعل ، أو اسم المفعول ، أو الصفة المشبهة ، وإذا حذف المتعلق وكان كونا عاما فلا يخرج المتعلق عن واحد من المواضع الآتية :
1 ـ الخبر . نحو : الكتاب في الحقيبة .
فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ .
2 ـ الحال . نحو قوله تعالى : { فأتبعهم فرعون بجنوده }1 .
فبجنوده شبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من فرعون .
109 ـ ومنه قوله تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }2 .
فقوله : إلى هؤلاء جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في " يذكرون " .
ــــــــــــ
1 ـ 90 يونس . 2 ـ 143 النساء .

3 ـ الصفة . نحو : شاهدت رجلا على دابته .
على دابته جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لرجل .
4 ـ صلة الموصول 110 ـ نحو قوله تعالى : { ويشهد الله على ما في قلبه }1 .
في قلبه جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما .
مما سبق يتضح لنا أن العامل في الجار والمجرور إما أن يكون الفعل ، أو شبهه كما ذكرنا . نحو : ذهب محمد إلى السوق .
ونحو : علي ذاهب إلى السوق .
وإما أن يكون العامل محذوفا ، ونقدره كما هو في الأمثلة السابقة بـ " استقر ، أو حصل ، أو كان ، أو مستقر ، أو حاصل ، أو كائن " ، ما عدا الصلة فنقدره فيها بـ " استقر ، أو حصل ، أو كان " لأنها لا تكون إلا جملة ، أو شبه جملة .
وقال أكثر النحاة أن أغلب الأفعال اللازمة تكون قاصرة عن التعدي للمفعول به بنفسها ، أو لا تقوى على الوصول إلى المفعول به بذاتها فقووها بأحرف الجر ، وأطلقوا على تلك الأحرف أحرف التعدي ، ومنها : الباء ، واللام ، وعن ، وفي ، ومن ، وإلى ، وعلى .
111 ـ نحو قوله تعالى : { ذهب الله بنورهم }2 .
وقوله تعالى : { يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين }3 .
وقوله تعالى : { وإن جنحوا للسلم }4 . وقوله تعالى : { وكفر عنا سيئاتنا }5 .
وقوله تعالى : { ويسارعون ي الخيرات }6 .
وقوله تعالى : { ويسخرون من الذين آمنوا }7 .
وقوله تعالى : { فحق علينا قول ربنا }8 .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 204 البقرة . 2 ـ 17 البقرة .
3 ـ 61 التوبة . 4 ـ 61 الأنفال . 5 ـ 193 آل عمران .
6 ـ 114 آل عمران . 7 ـ 212 البقرة . 8 ـ 31 الصافات .

وقوله تعالى : { فاهدوهم إلى صراط الجحيم }1 .
والفعل أهدى متعد لمفعولين الثاني منهما بحرف الجر وهو : إلى صراط .
وخلاصة القول أننا لا ننكر تعدي بعض الأفعال بوساطة أحرف الجر سواء أكانت لازمة ، أم متعدية بنفسها .
نحو قوله تعالى : { إنّا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا }2 .
وقوله تعالى : { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب الله }3 .
وغيرها من الشواهد التي ذكرناها آنفا وهي كثيرة في كلام الله جل وعلا ، وفي أدب العرب شعرا ، ونثرا .
غير أن هذا التعدي يكون في حصول المعنى ، وارتباط الجار والمجرور في دلالته بالفعل لكي نصل إلى المعنى المراد من خلال البناء ، أو التركيب اللغوي ، بدليل أن هنالك أفعالا لا تحتاج في تعديها إلى مفعولها لحرف الجر ، ومع ذلك تعدت إلى مفعول آخر بالحرف ، وقد أوردنا على ذلك بعض الأمثلة .
والذي نراه أن تعدي الفعل إلى مفعوله بوساطة حرف الجر لا علاقة لها بالوضع الإعرابي للجار والمجرور ، ولا تأثير للفعل فيه إعرابيا .
فعندما نقول : ذهب محمد إلى المدرسة ، أو جاء الرجل من المسجد .
فلا علاقة إعرابية بين الفعل وشبه الجملة . إذ لم يعمل الفعل فيها النصب في الظاهر ، كما يعمل في المفعول به ، ونحوه ، وهذا هو الوجه الأيسر . ويكفي أن تكون العلاقة بين الفعل وشبه الجملة علاقة معنى . إذ إن الجار والمجرور متعلق في دلالته بالفعل ، أو ما شابهه ، أو بالمحذوف كما أوضحنا .
ولتأكيد تعدي الفعل اللازم إلى المفعول به بوساطة حرف الجر جعل النحاة من هذه الفعال أفعالا لا تستغني عن حرف الجر لتعديها إلى المفعول به ، ولا
ـــــــــــــــــ
1 ـ 23 الصافات . 2 ـ 83 مريم .
3 ـ 10 الصف .

يجوز حذفه منه إلا لضرورة . نحو : مررت بأخي ، ونزلت على محمد .
إذ لا يصح حذف حرف الجر منها إلا ضرورة .
واعتبروا حرف الجر كالجزء من ذلك الاسم لشدة اتصال الجار بالمجرور ، أو هو كالجزء من الفعل لأنه به وصل معناه إلى الاسم فلو انحذف لاختل معناه .
ومن الأفعال ما يصح حذف حرف الجر من متعلقها للتخفيف ، أو للاضطراد .
فالحذف للتخفيف ، نحو : سافرت مكة ، ودخلت المسجد .
فـ " مكة ، والمسجد " منصوبان على نية حذف حرف الجر .
12 ـ ومنه قول جرير :
تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذن حرام
والحذف للاضطراد يكون مع أن المصدرية وفعلها ، وأن المشبهة بالفعل ومعموليها .
نحو : طمعت في أن أراك ، وطمعت أن أراك .
ونحو : عجبت من أنك انقطعت عنا ، وعجبت أنك انقطعت عنا .
كما وردت بعض الفعال مما يجوز فيها التعدي بنفسها تارة ، وتارة بحرف الجر ، ومنها : شكر ، تقول : شكرتك ، وشكرت لك .
112 ـ ومنه قوله تعالى : { واشكروا لي ولا تكفرون }1 .
ومنها : نصح ، ووزن ، وعدد ، وكال ، وجاء ، وغيرها .
فتقول : نصح المعلم الطالب ، ونصحت للطالب .
ومنه قوله تعالى : { ونصحت لكم }1 .
وتقول : جئت محمدا ، وجئت إلى محمد . وهذه الأفعال سماعية لا ينقاس عليها .
ــــــــــ
1 ـ 152 البقرة .
2 ـ 79 الأعراف .

نماذج من الإعراب

11 ـ قال الشاعر :
وقد اغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل
وقد : الواو حرف استئناف ، قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
اغتدي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل . والفاعل ضمير مستتر فبه وجوبا تقديره : أنا .
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب استئنافية .
والطير : الواو واو الحال ، الطير مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
في وكناتها : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، ووكنات مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
والجملة الاسمية في محل نصب حال من الفاعل في " أغتدي " والتقدير : أغدوا إلى الصيد ملابسا لهذه الحالة ، والرابط الواو .
بمنجرد : الباء حرف جر ، منجرد اسم مجرور بالباء ، والجر والمجرور متعلقان بـ " أغتدي " ، ومنجرد صفة لموصوف محذوف وهو اسم فاعل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على فرس الشاعر .
قيد الأوابد : قيد صفة ثانية للموصوف المحذوف ، وقيد مضاف والأوابد مضاف إليه وهو من باب إضافة الوصف لمعموله ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الفرس .
هيكل : صفة ثالثة للموصوف المحذوف مجرور بالكسرة .
والشاهد قوله : أغتدي . فهو فعل لازم يكتفي بفاعله ولا يتعدى للمفعول به لا بنفسه ،ولا بوساطة حرف الجر .
109 ـ قال تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }
مذبذبين : حال منصوبة بالياء من الضمير في " يذكرون " {1} ، ومسوغ مجيئه حالا لأنه اسم مشتق .
بين ذلك : بين ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمذبذبين ، وهو مضاف ، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح . ويصح إعراب " ذلك " ككلمة واحدة مبنية على الفتح في محل جر بالإضافة . ومثلها أسماء الإشارة المتصلة بالكاف .
لا إلى هؤلاء : لا نافية لا عمل لها ، إلى هؤلاء جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال .
ولا إلى هؤلاء : الواو حرف عطف ، وما بعدها معطوف على ما قبلها .
وتقدير الحال : لا منسوبين إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .

110ـ قال تعالى : { ويشهد الله على ما في قلبه }
ويشهد : الواو حرف عطف على الوجه الأرجح ـ وسنبين ذلك ـ وقيل استئنافية ، ويشهد فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود إلى " من " . الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب .
على ما : على حرف جر ، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بـ " يشهد " .
في قلبه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما ، أو صفة لها إن اعتبرنا " ما " نكرة موصوفة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة : يشهد ... إلخ معطوفة على جملة يعجبك في أول الآية { ومن الناس من
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص 211 .

يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله ... } الآية .
ويصح أن تكون جملة : يشهد في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : وهو يشهد ، والجملة الاسمية من المبتدأ المحذوف وخبره " وهو يشهد " في محل نصب حال من الفاعل في " يعجبك " والرابط الواو والضمير .
وما ذكرنا من إعراب لجملة " وهو يشهد " يجعل الواو حالية ، وليست استئنافية ، ولا عاطفة ، وإن اكتفينا بإعراب " يشهد " كما بيناه آنفا تكون الواو عاطفة ، وهو أرجح الأقوال . وإن جعلنا الواو للاستئناف كانت جملة " يشهد " لا محل لها من الإعراب مستأنفة ، ولا أرى ذلك لأن الكلام غير منقطع لا لفظا ، ولامعنى ، بل هو متصل بالعطف والمعنى .
ومن الناس من الله يعلم أن ما في قلبي موافق لما في لساني ، وهو معطوف على " يعجبك " كما ذكر ذلك صاحب روح المعاني {1} .

111 ـ قال تعالى : { ذهب الله بنورهم }
ذهب : فعل ماض مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
بنورهم : جار ومجرور متعلقان بـ " ذهب " والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
ومن قال بتعدية الفعل اللازم إلى المفعول به بواسطة حرف الجر ، يعرب الجار والمجرور " بنورهم " في محل نصب مفعول به ، واظن أن فساده ظاهر .
ويتضح إعراب بعض المعربين في جعل الجار والمجرور متعلقا بمحذوف مفعول به ، سواء أكان الفعل متعديا بنفسه ، أو لازما في مثل إعرابهم لقوله تعالى ــ بقية الآية السابقة ــ { وتركهم في ظلمات يعمهون } .
ـــــــــــــــــــ
1 ــ روح المعاني ج2 ص 95 للألوسي .

فمنهم من جعل الفعل ترك متعديا لمفعولين أحدهما بنفسه ، والآخر بوساطة حرف الجر ، فأعربوا الضمير في " وتركهم " في محل نصب مفعول به أول ، وفي ظلمات جار ومجرور متعلقان بمحذوف مفعول به ثان لـ " ترك " ، باعتبار ترك بمعنى " صير " {1} .
ومنهم من اعتبر ترك متعديا لمفعول به واحد ، وهو الأوجه .
وأعرب " في ظلمات " جار ومجرور متعلقان بالفعل {2} ، وجملة يبصرون في آخر الآية في محل نصب حال من الضمير في " تركهم " .
ومنهم من جعل جملة يبصرون في محل نصب مفعول به ثان ، ولا أرى ذلك صوابا ، لأن الصواب نصبه على الحالية {3} .
وخلاصة القول أن الفعل " ترك " في هذا الموضع لم يتضمن معنى " صير " ، وإنما هو بمعنى الطرح والتخلي عن الشيء ، كترك العصا ، أو ترك الوطن ، وما إلى ذلك ، وعليه اكتفى بمفعول به واحد ، وهو ضمير الغائب المتصل به ، والجار والمجرور متعلق بترك وليس مفعولا به ثانيا .
غير أن العكبري جعل " ترك " في هذا الموضع بمعنى " صير " ، واعتبر الجار والمجرور هو المفعول الثاني ، وجملة يبصرون حال ، هذا أحد الوجوه ، والوجه الأخر عنده : أنه جعل يبصرون هو المفعول الثاني ، وفي ظلمات ظرف متعلق بالفعل ترك ، أو يبصرون ، وجوز أن يكون شبه الجملة في محل نصب حال من الضمير في يبصرون ، أو من المفعول به الأول {4} ، وعليه لا ندري أين الصواب .
ـــــــــــــــ
1 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه للشيخ محمد طه الدرة مجلد 1 ج 1 ص 44 .
2 ـ دروس في إعراب القرآن الكريم للدكتور عبده الراجحي ج3 ص 25 .
3 ـ مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص 80 ، وإعراب القرآن للنحاس ج1 ص 193 .
4 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص 21 .

سافرت مكة .
سافرت : فعل وفاعل .
مكة : منصوب على تقدير حرف الجر المحذوف ، وأصله : سافرت إلى مكة .

12 ـ قال الشاعر :
تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذن حرام
تمرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .
الديار : منصوب على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وأصله تمرون بالديار ، وجملة تمرون ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
ولم تعوجوا : الواو للحال ، ولم حرف نفي وجزم وقلب ، وتعوجوا فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تعوجوا في محل نصب حال .
كلامكم : مبتدأ ، والكاف في محل جر بالإضافة .
علىّ : جار ومجرور متعلقان بحرام .
إذن : حرف جواب وجزاء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
حرام : خبر مرفوع بالضمة .
الشاهد قوله : تمرون الديار ، حيث حذف حرف الجر ، وأوصل الفعل اللازم إلى السم الذي كان مجرورا فنصبه ، والأصل : تمرون بالديار .

112 ـ قال تعالى : { واشكروا لي ولا تكفرون } .
واشكروا : الواو حرف عطف ، اشكروا فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
لي : جار ومجرور متعلقان بـ " اشكروا " ، وهذا هو الوجه الصحيح في إعراب الجار والمجرور سواء أكان الفعل متعديا أو لازما .
والفعل شكر ذكرنا أنه يتعدى بنفسه ، فنقول : شكرتك على صنيعك ، ويتعدى بحرف الجر كما هو في الآية السابقة ، وفي رأيي المتواضع أن التعدي هنا لا يتجاوز المعنى ، أما العمل في مواضع إعراب الجار والمجرور فلا . إذ لا ينبغي أن نقول : والجار والمجرور في محل نصب مفعول به ، فإعرابه جارا ومجرورا وتعلقه في المعنى بعامله يكفي ، والله أعلم .
ولا تكفرون : الواو عاطفة ، ولا ناهية جازمة ، تكفرون مجزوم بلا ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والنون للوقاية ، والياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآي في محل نصب مفعول
به ، والكسرة المرسومة تحت النون دليل عليها ، إذ الأصل تكفرونني ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

ثانيا ـ الفعل المتعدي
تعريفه : كل فعل يتجاوز فاعله ليأخذ مفعولا به أم أكثر ، إذ إن فهمه لا يقف عند حدود الفاعل ، بل لا بد له من مفعول به ليكمل معناه بلا وساطة .
نحو : أكل الجائع الطعام ، وكسر المهمل الزجاج .
أنواعه : ـ
ينقسم الفعل المتعدي إلى ثلاثة أنواع : ـ
1 ـ فعل يتعدى إلى مفعول به واحد . وسنتحدث عنه مع المفعول به .
2 ـ فعل يتعدى إلى مفعولين ، وهذا النوع من الفعال ينقسم بدوره إلى قسمين :
أ ـ ما يتعدى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .
ب ـ ما يتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر .
3 ـ فعل يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل .


الأفعال المتعدية لمفعولين


تنقسم الأفعال المتعدية لمفعولين إلى قسمين : ـ
1 ـ أفعال تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .
2 ـ أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر .
أولا ـ الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .

" ظن وأخواتها "
تنقسم ظن وأخواتها إلى ثلاثة أنواع : ـ

النوع الأول يشمل الأفعال التالية : رأى علم ـ وجد ـ درى ـ تعلم ـ ألفى . وهذه الأفعال تدل على اليقين .
النوع الثاني ويشمل الأفعال التالية : ظن ـ خال ـ حسب ـ زعم ـ عد ـ حجا ـ هب . وتسمى هذه الأفعال أفعال الرجحان . والنوعان معا يطلق عليهما أفعال القلوب.
النوع الثالث ويشمل الأفعال التالية : صير ـ جعل ـ وهب ـ تخذ ـ اتخذ ـ ترك ـ رد . وهذا النوع يعرف بأفعال التحويل .
فالأفعال التي سميت بأفعال اليقين أطلق عليها هذا الاسم لأنها تفيد تمام الاعتقاد واليقين ، والتأكد بمعنى الجملة التي تدخل عليها .
ومن أمثلتها : رأيت الصدق خير وسيلة للنجاح في الحياة .
113 ـ ومنه قوله تعالى : { أ فمن زين له سوء عمله فرآه حسنا }1 .
وقوله تعالى : { إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى }2 .
وقوله تعالى : ( ولكني أراكم قوما تجهلون }3 .
فالمفعولان في الآية الأولى هما : ضمير الغائب " الهاء " ، و " حسنا " . وفي الآية
الثانية ضمير الغيبة " الهاء " ، وجملة استغنى . وفي الآية الثالثة : ضمير المخاطب " الكاف " ، وقوما .
وتأتي رأى بصرية بمعنى أبصر الشيء بعينه فتتعدى لمفعول واحد فقط .
نحو : رأيت عليا .
ـــــــــــــــ
1 ـ 8 فاطر . 2 ـ 7 العلق .
3 ـ 29 هود .

114 ـ ومنه قوله تعالى : { فلما جن عليه الليل رأى كوكبا }1 .
وقوله تعالى : { فلما رأى قميصه قد من دبر }2 .
فـ " رأى " في الآيتين السابقتين تعنى المشاهد بالعين المجردة ، لذلك تعدت إلى مفعول به واحد وهو : " كوكبا " في الآية الأولى ، و " قميصه " في الآية الثانية .
وقد تتضمن رأى معنى الظن " ظن " .
115 ـ نحو قوله تعالى : { إنهم يرونه بعيدا }3 .
وتأتي رأى بمعنى الرأي والتفكير ، فتنصب مفعولا به واحدا .
نحو : رأى المُشرِّع حل الشيء وحرمته .
ومثال علم : علمت محمدا أخاك .
116 ـ ومنه قوله تعالى : { فإن علمتموهن مؤمنات }4 .
وقوله تعالى : { فعلموا أن الحق لله }5.
وقوله تعالى :{ ولتعلم أن وعد الله حق }6 .
وتأتي علم بمعنى عرف فتنصب مفعولا واحدا فقط .
117 ـ نحو قوله تعالى { قد علم كل أناس مشربهم }7 .
وقوله تعالى : { كل قد علم صلاته وتسبيحه }8 .
فـ " مشرب ، و " صلاة " كل منهما وقع مفعولا به لعلم في الآيتين .
ومثال وجد : وجدت العلم نافعا .
ومنه قوله تعالى : { ووجدك ضالا فهدى }9 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 76 الأنعام . 2 ـ 28 يوسف .
3 ـ 6 المعارج . 4 ـ 10 الممتحنة .
5 ـ 75 . 6 ـ 13 .
7 ـ 60 البقرة . 8 ـ 41 النور .
9 ـ 6 الضحى .

وقوله تعالى : { ووجدك عائلا فأغنى }1 .
وقوله تعالى : { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين }2 .
فـ " وجد " في الآيات السابقة بمعنى علم لذا نصبت مفعولين وهما : ضمير المخاطب " الكاف " ، وضالا في الآية الأولى . وضمير المخاطب " الكاف " ، وعائلا في الآية الثانية ، وأكثرهم ، والفاسقين في الآية الثالثة .
13 ـ ومثال درى قول الشاعر * :
دُريت الوفيَّ العهدَُِ يا عرو فاغتبط فإن اغتباطا بالوفاء حميد
فـ " التاء " في دريت في محل رفع نائب فاعل لكون الفعل مبني للمجهول ، وهي المفعول به الأول ، والوفي مفعول به ثان .
ودرى الناصبة لمفعولين لا تكون إلا بمعنى علم ، واعتقد .
نحو : درى الرجل المر سهلا .
فإن كانت بمعنى خدع ، أو حك نصبت مفعولا به واحدا .
نحو : درى اللص الرجل .
ومثال تعلم ـ وهو فعل جامد ـ بمعنى علم واعتقد 14 ـ قول زياد بن سيار :
تعلم شفاء النفس قهر عدوها فبالغ بلطف في التحيل والمكر
وقول الآخر * :
تعلم أن خير الناس طرا قتيل بين أحجار الكُلاب
فـ " شفاء ، و قهر " مفعولان لتعلم في شطر البيت الأول ، و " أن " ومعموليها سدت مسد المفعولين في البيت الثاني .
ومثال ألفى الناصبة لمفعولين إذا كانت بمعنى علم ، واعتقد ، ووجد :
ألفيت عليا مسافرا . 118 ـ ومنه قوله تعالى : { وألفيا سيدها لدى الباب }3 .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 8 الشرح . 2 ـ 102 الأعراف .
3 ـ 25 يوسف .
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
الباب الثاني
الفعل اللازم والفعل المتعدي

ينقسم الفعل من حيث اللزوم والتعدي إلى قسمين : ـ
أ ـ الفعل اللازم . ب ـ الفعل المتعدي .

الفصل الأول
أولا ـ الفعل اللازم
تعريفه وأنواعه : ـ
هو كل فعل لا يتجاوز فاعله ليأخذ مفعولا به ، بل يكتفي بالفاعل .
وهذا النوع من الأفعال مما لا يتعدى فاعله مطلقا ، أي لا ينصب مفعولا به البتة ، ولا يتعدى لمفعوله بحرف الجر أيضا ، لأنه لا يتوقف فهمه إلا على الفاعل وحده ، ومن هذا النوع الأفعال التالية :
طال ، حَمُر ، شَرُف ، ظَرُف ، كَرُم ، نهم ، راح ، اغتدى ، انصرف ، حَسُن ، تدحرج ، تمزق ، وسخ ، دنس ، أنكر ، انفلج ، احمرّ ، اسودّ ، ابيضّ ، اصفرّ ، اقشعرّ ، اطمأنّ ، احرنجم ، اشمخرّ ، وما شابهها .
ومن أمثلتها : طال الوقت . واحمرّ البلح ، وشَرُف الرجل ، واغتدت الطير .
ونحو قوله تعالى : { وحسن أولئك رفيقا }1 .
وقوله تعالى : { حسنت مستقرا ومقاما }2 . 11 ـ ومنه قول امرئ القيس :
وقد أغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل
ومن الأفعال ما جاء متعديا ، ولازما ، وهذا النوع يكثر في الأفعال الثلاثية المكسورة العين ـ من باب فَعِلَ ـ فإن دلت هذه الفعال على علل وأحزان وأمراض ، وأضادها كانت لازمة . نحو : مرض محمد ، وسقم الرجل ، وحزن علي ، وبطر الجائع ، وشهب الثوب ، وفرح الناجح ، وفزع الطفل .
ــــــــــــــــ
1 ـ 69 النساء . 2 ـ 76 الفرقان .

وإن دلت على غير ما سبق جاءت متعدية بنفسها .
نحو : ربح محمد الجائزة ، وكسب الرجل القضية ، ونسي المريض الدواء ، وسمع الملبي النداء ، وشرب الظامئ الماء .
ومن الفعال اللازمة ما يتعدى لمفعوله بوساطة حرف الجر ، وهذا النوع من الأفعال لا يعتبر متعديا على الوجه الصحيح ، لأن الجار والمجرور الذي تعدى له الفعل اللازم لا يصح أن يكون مفعولا به ، وإنما الحق به لأن إعرابه الصحيح هو الجر .
نحو : مررت بخالد ، وسلمت على الضيف ، وذهبت إلى مكة ، وسافرت إلى الشام ، وتنزهت في الطائف .
فمتمم الجملة في الأمثلة السابقة هو الجار والمجرور ، وقد جعله البعض في موضع النصب على المفعولية ، وكأنهم علقوا شبه الجملة بمحذوف في محل نصب مفعول به ، وأرى الصواب أن شبه الجملة متعلق بالفعل قبله .
فالأصل في تعلق الجار والمجرور هو الفعل ، أو ما يشبهه ، كاسم الفاعل ، أو اسم المفعول ، أو الصفة المشبهة ، وإذا حذف المتعلق وكان كونا عاما فلا يخرج المتعلق عن واحد من المواضع الآتية :
1 ـ الخبر . نحو : الكتاب في الحقيبة .
فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ .
2 ـ الحال . نحو قوله تعالى : { فأتبعهم فرعون بجنوده }1 .
فبجنوده شبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من فرعون .
109 ـ ومنه قوله تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }2 .
فقوله : إلى هؤلاء جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في " يذكرون " .
ــــــــــــ
1 ـ 90 يونس . 2 ـ 143 النساء .

3 ـ الصفة . نحو : شاهدت رجلا على دابته .
على دابته جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لرجل .
4 ـ صلة الموصول 110 ـ نحو قوله تعالى : { ويشهد الله على ما في قلبه }1 .
في قلبه جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما .
مما سبق يتضح لنا أن العامل في الجار والمجرور إما أن يكون الفعل ، أو شبهه كما ذكرنا . نحو : ذهب محمد إلى السوق .
ونحو : علي ذاهب إلى السوق .
وإما أن يكون العامل محذوفا ، ونقدره كما هو في الأمثلة السابقة بـ " استقر ، أو حصل ، أو كان ، أو مستقر ، أو حاصل ، أو كائن " ، ما عدا الصلة فنقدره فيها بـ " استقر ، أو حصل ، أو كان " لأنها لا تكون إلا جملة ، أو شبه جملة .
وقال أكثر النحاة أن أغلب الأفعال اللازمة تكون قاصرة عن التعدي للمفعول به بنفسها ، أو لا تقوى على الوصول إلى المفعول به بذاتها فقووها بأحرف الجر ، وأطلقوا على تلك الأحرف أحرف التعدي ، ومنها : الباء ، واللام ، وعن ، وفي ، ومن ، وإلى ، وعلى .
111 ـ نحو قوله تعالى : { ذهب الله بنورهم }2 .
وقوله تعالى : { يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين }3 .
وقوله تعالى : { وإن جنحوا للسلم }4 . وقوله تعالى : { وكفر عنا سيئاتنا }5 .
وقوله تعالى : { ويسارعون ي الخيرات }6 .
وقوله تعالى : { ويسخرون من الذين آمنوا }7 .
وقوله تعالى : { فحق علينا قول ربنا }8 .
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 204 البقرة . 2 ـ 17 البقرة .
3 ـ 61 التوبة . 4 ـ 61 الأنفال . 5 ـ 193 آل عمران .
6 ـ 114 آل عمران . 7 ـ 212 البقرة . 8 ـ 31 الصافات .

وقوله تعالى : { فاهدوهم إلى صراط الجحيم }1 .
والفعل أهدى متعد لمفعولين الثاني منهما بحرف الجر وهو : إلى صراط .
وخلاصة القول أننا لا ننكر تعدي بعض الأفعال بوساطة أحرف الجر سواء أكانت لازمة ، أم متعدية بنفسها .
نحو قوله تعالى : { إنّا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا }2 .
وقوله تعالى : { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب الله }3 .
وغيرها من الشواهد التي ذكرناها آنفا وهي كثيرة في كلام الله جل وعلا ، وفي أدب العرب شعرا ، ونثرا .
غير أن هذا التعدي يكون في حصول المعنى ، وارتباط الجار والمجرور في دلالته بالفعل لكي نصل إلى المعنى المراد من خلال البناء ، أو التركيب اللغوي ، بدليل أن هنالك أفعالا لا تحتاج في تعديها إلى مفعولها لحرف الجر ، ومع ذلك تعدت إلى مفعول آخر بالحرف ، وقد أوردنا على ذلك بعض الأمثلة .
والذي نراه أن تعدي الفعل إلى مفعوله بوساطة حرف الجر لا علاقة لها بالوضع الإعرابي للجار والمجرور ، ولا تأثير للفعل فيه إعرابيا .
فعندما نقول : ذهب محمد إلى المدرسة ، أو جاء الرجل من المسجد .
فلا علاقة إعرابية بين الفعل وشبه الجملة . إذ لم يعمل الفعل فيها النصب في الظاهر ، كما يعمل في المفعول به ، ونحوه ، وهذا هو الوجه الأيسر . ويكفي أن تكون العلاقة بين الفعل وشبه الجملة علاقة معنى . إذ إن الجار والمجرور متعلق في دلالته بالفعل ، أو ما شابهه ، أو بالمحذوف كما أوضحنا .
ولتأكيد تعدي الفعل اللازم إلى المفعول به بوساطة حرف الجر جعل النحاة من هذه الفعال أفعالا لا تستغني عن حرف الجر لتعديها إلى المفعول به ، ولا
ـــــــــــــــــ
1 ـ 23 الصافات . 2 ـ 83 مريم .
3 ـ 10 الصف .

يجوز حذفه منه إلا لضرورة . نحو : مررت بأخي ، ونزلت على محمد .
إذ لا يصح حذف حرف الجر منها إلا ضرورة .
واعتبروا حرف الجر كالجزء من ذلك الاسم لشدة اتصال الجار بالمجرور ، أو هو كالجزء من الفعل لأنه به وصل معناه إلى الاسم فلو انحذف لاختل معناه .
ومن الأفعال ما يصح حذف حرف الجر من متعلقها للتخفيف ، أو للاضطراد .
فالحذف للتخفيف ، نحو : سافرت مكة ، ودخلت المسجد .
فـ " مكة ، والمسجد " منصوبان على نية حذف حرف الجر .
12 ـ ومنه قول جرير :
تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذن حرام
والحذف للاضطراد يكون مع أن المصدرية وفعلها ، وأن المشبهة بالفعل ومعموليها .
نحو : طمعت في أن أراك ، وطمعت أن أراك .
ونحو : عجبت من أنك انقطعت عنا ، وعجبت أنك انقطعت عنا .
كما وردت بعض الفعال مما يجوز فيها التعدي بنفسها تارة ، وتارة بحرف الجر ، ومنها : شكر ، تقول : شكرتك ، وشكرت لك .
112 ـ ومنه قوله تعالى : { واشكروا لي ولا تكفرون }1 .
ومنها : نصح ، ووزن ، وعدد ، وكال ، وجاء ، وغيرها .
فتقول : نصح المعلم الطالب ، ونصحت للطالب .
ومنه قوله تعالى : { ونصحت لكم }1 .
وتقول : جئت محمدا ، وجئت إلى محمد . وهذه الأفعال سماعية لا ينقاس عليها .
ــــــــــ
1 ـ 152 البقرة .
2 ـ 79 الأعراف .

نماذج من الإعراب

11 ـ قال الشاعر :
وقد اغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل
وقد : الواو حرف استئناف ، قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
اغتدي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل . والفاعل ضمير مستتر فبه وجوبا تقديره : أنا .
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب استئنافية .
والطير : الواو واو الحال ، الطير مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
في وكناتها : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، ووكنات مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
والجملة الاسمية في محل نصب حال من الفاعل في " أغتدي " والتقدير : أغدوا إلى الصيد ملابسا لهذه الحالة ، والرابط الواو .
بمنجرد : الباء حرف جر ، منجرد اسم مجرور بالباء ، والجر والمجرور متعلقان بـ " أغتدي " ، ومنجرد صفة لموصوف محذوف وهو اسم فاعل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على فرس الشاعر .
قيد الأوابد : قيد صفة ثانية للموصوف المحذوف ، وقيد مضاف والأوابد مضاف إليه وهو من باب إضافة الوصف لمعموله ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الفرس .
هيكل : صفة ثالثة للموصوف المحذوف مجرور بالكسرة .
والشاهد قوله : أغتدي . فهو فعل لازم يكتفي بفاعله ولا يتعدى للمفعول به لا بنفسه ،ولا بوساطة حرف الجر .
109 ـ قال تعالى : { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }
مذبذبين : حال منصوبة بالياء من الضمير في " يذكرون " {1} ، ومسوغ مجيئه حالا لأنه اسم مشتق .
بين ذلك : بين ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمذبذبين ، وهو مضاف ، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح . ويصح إعراب " ذلك " ككلمة واحدة مبنية على الفتح في محل جر بالإضافة . ومثلها أسماء الإشارة المتصلة بالكاف .
لا إلى هؤلاء : لا نافية لا عمل لها ، إلى هؤلاء جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال .
ولا إلى هؤلاء : الواو حرف عطف ، وما بعدها معطوف على ما قبلها .
وتقدير الحال : لا منسوبين إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء .

110ـ قال تعالى : { ويشهد الله على ما في قلبه }
ويشهد : الواو حرف عطف على الوجه الأرجح ـ وسنبين ذلك ـ وقيل استئنافية ، ويشهد فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، يعود إلى " من " . الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب .
على ما : على حرف جر ، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بـ " يشهد " .
في قلبه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما ، أو صفة لها إن اعتبرنا " ما " نكرة موصوفة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة : يشهد ... إلخ معطوفة على جملة يعجبك في أول الآية { ومن الناس من
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص 211 .

يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله ... } الآية .
ويصح أن تكون جملة : يشهد في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : وهو يشهد ، والجملة الاسمية من المبتدأ المحذوف وخبره " وهو يشهد " في محل نصب حال من الفاعل في " يعجبك " والرابط الواو والضمير .
وما ذكرنا من إعراب لجملة " وهو يشهد " يجعل الواو حالية ، وليست استئنافية ، ولا عاطفة ، وإن اكتفينا بإعراب " يشهد " كما بيناه آنفا تكون الواو عاطفة ، وهو أرجح الأقوال . وإن جعلنا الواو للاستئناف كانت جملة " يشهد " لا محل لها من الإعراب مستأنفة ، ولا أرى ذلك لأن الكلام غير منقطع لا لفظا ، ولامعنى ، بل هو متصل بالعطف والمعنى .
ومن الناس من الله يعلم أن ما في قلبي موافق لما في لساني ، وهو معطوف على " يعجبك " كما ذكر ذلك صاحب روح المعاني {1} .

111 ـ قال تعالى : { ذهب الله بنورهم }
ذهب : فعل ماض مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
بنورهم : جار ومجرور متعلقان بـ " ذهب " والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
ومن قال بتعدية الفعل اللازم إلى المفعول به بواسطة حرف الجر ، يعرب الجار والمجرور " بنورهم " في محل نصب مفعول به ، واظن أن فساده ظاهر .
ويتضح إعراب بعض المعربين في جعل الجار والمجرور متعلقا بمحذوف مفعول به ، سواء أكان الفعل متعديا بنفسه ، أو لازما في مثل إعرابهم لقوله تعالى ــ بقية الآية السابقة ــ { وتركهم في ظلمات يعمهون } .
ـــــــــــــــــــ
1 ــ روح المعاني ج2 ص 95 للألوسي .

فمنهم من جعل الفعل ترك متعديا لمفعولين أحدهما بنفسه ، والآخر بوساطة حرف الجر ، فأعربوا الضمير في " وتركهم " في محل نصب مفعول به أول ، وفي ظلمات جار ومجرور متعلقان بمحذوف مفعول به ثان لـ " ترك " ، باعتبار ترك بمعنى " صير " {1} .
ومنهم من اعتبر ترك متعديا لمفعول به واحد ، وهو الأوجه .
وأعرب " في ظلمات " جار ومجرور متعلقان بالفعل {2} ، وجملة يبصرون في آخر الآية في محل نصب حال من الضمير في " تركهم " .
ومنهم من جعل جملة يبصرون في محل نصب مفعول به ثان ، ولا أرى ذلك صوابا ، لأن الصواب نصبه على الحالية {3} .
وخلاصة القول أن الفعل " ترك " في هذا الموضع لم يتضمن معنى " صير " ، وإنما هو بمعنى الطرح والتخلي عن الشيء ، كترك العصا ، أو ترك الوطن ، وما إلى ذلك ، وعليه اكتفى بمفعول به واحد ، وهو ضمير الغائب المتصل به ، والجار والمجرور متعلق بترك وليس مفعولا به ثانيا .
غير أن العكبري جعل " ترك " في هذا الموضع بمعنى " صير " ، واعتبر الجار والمجرور هو المفعول الثاني ، وجملة يبصرون حال ، هذا أحد الوجوه ، والوجه الأخر عنده : أنه جعل يبصرون هو المفعول الثاني ، وفي ظلمات ظرف متعلق بالفعل ترك ، أو يبصرون ، وجوز أن يكون شبه الجملة في محل نصب حال من الضمير في يبصرون ، أو من المفعول به الأول {4} ، وعليه لا ندري أين الصواب .
ـــــــــــــــ
1 ـ تفسير القرآن الكريم وإعرابه للشيخ محمد طه الدرة مجلد 1 ج 1 ص 44 .
2 ـ دروس في إعراب القرآن الكريم للدكتور عبده الراجحي ج3 ص 25 .
3 ـ مشكل إعراب القرآن لمكي القيسي ج1 ص 80 ، وإعراب القرآن للنحاس ج1 ص 193 .
4 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص 21 .

سافرت مكة .
سافرت : فعل وفاعل .
مكة : منصوب على تقدير حرف الجر المحذوف ، وأصله : سافرت إلى مكة .

12 ـ قال الشاعر :
تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم عليّ إذن حرام
تمرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .
الديار : منصوب على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وأصله تمرون بالديار ، وجملة تمرون ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
ولم تعوجوا : الواو للحال ، ولم حرف نفي وجزم وقلب ، وتعوجوا فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تعوجوا في محل نصب حال .
كلامكم : مبتدأ ، والكاف في محل جر بالإضافة .
علىّ : جار ومجرور متعلقان بحرام .
إذن : حرف جواب وجزاء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
حرام : خبر مرفوع بالضمة .
الشاهد قوله : تمرون الديار ، حيث حذف حرف الجر ، وأوصل الفعل اللازم إلى السم الذي كان مجرورا فنصبه ، والأصل : تمرون بالديار .

112 ـ قال تعالى : { واشكروا لي ولا تكفرون } .
واشكروا : الواو حرف عطف ، اشكروا فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها .
لي : جار ومجرور متعلقان بـ " اشكروا " ، وهذا هو الوجه الصحيح في إعراب الجار والمجرور سواء أكان الفعل متعديا أو لازما .
والفعل شكر ذكرنا أنه يتعدى بنفسه ، فنقول : شكرتك على صنيعك ، ويتعدى بحرف الجر كما هو في الآية السابقة ، وفي رأيي المتواضع أن التعدي هنا لا يتجاوز المعنى ، أما العمل في مواضع إعراب الجار والمجرور فلا . إذ لا ينبغي أن نقول : والجار والمجرور في محل نصب مفعول به ، فإعرابه جارا ومجرورا وتعلقه في المعنى بعامله يكفي ، والله أعلم .
ولا تكفرون : الواو عاطفة ، ولا ناهية جازمة ، تكفرون مجزوم بلا ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والنون للوقاية ، والياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآي في محل نصب مفعول
به ، والكسرة المرسومة تحت النون دليل عليها ، إذ الأصل تكفرونني ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

ثانيا ـ الفعل المتعدي
تعريفه : كل فعل يتجاوز فاعله ليأخذ مفعولا به أم أكثر ، إذ إن فهمه لا يقف عند حدود الفاعل ، بل لا بد له من مفعول به ليكمل معناه بلا وساطة .
نحو : أكل الجائع الطعام ، وكسر المهمل الزجاج .
أنواعه : ـ
ينقسم الفعل المتعدي إلى ثلاثة أنواع : ـ
1 ـ فعل يتعدى إلى مفعول به واحد . وسنتحدث عنه مع المفعول به .
2 ـ فعل يتعدى إلى مفعولين ، وهذا النوع من الفعال ينقسم بدوره إلى قسمين :
أ ـ ما يتعدى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .
ب ـ ما يتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر .
3 ـ فعل يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل .


الأفعال المتعدية لمفعولين


تنقسم الأفعال المتعدية لمفعولين إلى قسمين : ـ
1 ـ أفعال تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .
2 ـ أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر .
أولا ـ الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .

" ظن وأخواتها "
تنقسم ظن وأخواتها إلى ثلاثة أنواع : ـ

النوع الأول يشمل الأفعال التالية : رأى علم ـ وجد ـ درى ـ تعلم ـ ألفى . وهذه الأفعال تدل على اليقين .
النوع الثاني ويشمل الأفعال التالية : ظن ـ خال ـ حسب ـ زعم ـ عد ـ حجا ـ هب . وتسمى هذه الأفعال أفعال الرجحان . والنوعان معا يطلق عليهما أفعال القلوب.
النوع الثالث ويشمل الأفعال التالية : صير ـ جعل ـ وهب ـ تخذ ـ اتخذ ـ ترك ـ رد . وهذا النوع يعرف بأفعال التحويل .
فالأفعال التي سميت بأفعال اليقين أطلق عليها هذا الاسم لأنها تفيد تمام الاعتقاد واليقين ، والتأكد بمعنى الجملة التي تدخل عليها .
ومن أمثلتها : رأيت الصدق خير وسيلة للنجاح في الحياة .
113 ـ ومنه قوله تعالى : { أ فمن زين له سوء عمله فرآه حسنا }1 .
وقوله تعالى : { إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى }2 .
وقوله تعالى : ( ولكني أراكم قوما تجهلون }3 .
فالمفعولان في الآية الأولى هما : ضمير الغائب " الهاء " ، و " حسنا " . وفي الآية
الثانية ضمير الغيبة " الهاء " ، وجملة استغنى . وفي الآية الثالثة : ضمير المخاطب " الكاف " ، وقوما .
وتأتي رأى بصرية بمعنى أبصر الشيء بعينه فتتعدى لمفعول واحد فقط .
نحو : رأيت عليا .
ـــــــــــــــ
1 ـ 8 فاطر . 2 ـ 7 العلق .
3 ـ 29 هود .

114 ـ ومنه قوله تعالى : { فلما جن عليه الليل رأى كوكبا }1 .
وقوله تعالى : { فلما رأى قميصه قد من دبر }2 .
فـ " رأى " في الآيتين السابقتين تعنى المشاهد بالعين المجردة ، لذلك تعدت إلى مفعول به واحد وهو : " كوكبا " في الآية الأولى ، و " قميصه " في الآية الثانية .
وقد تتضمن رأى معنى الظن " ظن " .
115 ـ نحو قوله تعالى : { إنهم يرونه بعيدا }3 .
وتأتي رأى بمعنى الرأي والتفكير ، فتنصب مفعولا به واحدا .
نحو : رأى المُشرِّع حل الشيء وحرمته .
ومثال علم : علمت محمدا أخاك .
116 ـ ومنه قوله تعالى : { فإن علمتموهن مؤمنات }4 .
وقوله تعالى : { فعلموا أن الحق لله }5.
وقوله تعالى :{ ولتعلم أن وعد الله حق }6 .
وتأتي علم بمعنى عرف فتنصب مفعولا واحدا فقط .
117 ـ نحو قوله تعالى { قد علم كل أناس مشربهم }7 .
وقوله تعالى : { كل قد علم صلاته وتسبيحه }8 .
فـ " مشرب ، و " صلاة " كل منهما وقع مفعولا به لعلم في الآيتين .
ومثال وجد : وجدت العلم نافعا .
ومنه قوله تعالى : { ووجدك ضالا فهدى }9 .
ـــــــــــــــ
1 ـ 76 الأنعام . 2 ـ 28 يوسف .
3 ـ 6 المعارج . 4 ـ 10 الممتحنة .
5 ـ 75 . 6 ـ 13 .
7 ـ 60 البقرة . 8 ـ 41 النور .
9 ـ 6 الضحى .

وقوله تعالى : { ووجدك عائلا فأغنى }1 .
وقوله تعالى : { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين }2 .
فـ " وجد " في الآيات السابقة بمعنى علم لذا نصبت مفعولين وهما : ضمير المخاطب " الكاف " ، وضالا في الآية الأولى . وضمير المخاطب " الكاف " ، وعائلا في الآية الثانية ، وأكثرهم ، والفاسقين في الآية الثالثة .
13 ـ ومثال درى قول الشاعر * :
دُريت الوفيَّ العهدَُِ يا عرو فاغتبط فإن اغتباطا بالوفاء حميد
فـ " التاء " في دريت في محل رفع نائب فاعل لكون الفعل مبني للمجهول ، وهي المفعول به الأول ، والوفي مفعول به ثان .
ودرى الناصبة لمفعولين لا تكون إلا بمعنى علم ، واعتقد .
نحو : درى الرجل المر سهلا .
فإن كانت بمعنى خدع ، أو حك نصبت مفعولا به واحدا .
نحو : درى اللص الرجل .
ومثال تعلم ـ وهو فعل جامد ـ بمعنى علم واعتقد 14 ـ قول زياد بن سيار :
تعلم شفاء النفس قهر عدوها فبالغ بلطف في التحيل والمكر
وقول الآخر * :
تعلم أن خير الناس طرا قتيل بين أحجار الكُلاب
فـ " شفاء ، و قهر " مفعولان لتعلم في شطر البيت الأول ، و " أن " ومعموليها سدت مسد المفعولين في البيت الثاني .
ومثال ألفى الناصبة لمفعولين إذا كانت بمعنى علم ، واعتقد ، ووجد :
ألفيت عليا مسافرا . 118 ـ ومنه قوله تعالى : { وألفيا سيدها لدى الباب }3 .
ـــــــــــــــــــ
1 ـ 8 الشرح . 2 ـ 102 الأعراف .
3 ـ 25 يوسف .
 
أعلى