مهندس الكلمة
Well-Known Member
- إنضم
- 29 أكتوبر 2010
- المشاركات
- 1,997
- مستوى التفاعل
- 43
- النقاط
- 48
عزيزة المانع يتكرر في الصحف ذكر أخبار ابتزاز طرف لآخر عند تورط الطرفين كليهما في علاقة غير شرعية فيقوم أحدهما باستثمار تلك العلاقة في ابتزاز الآخر بعد أن يكون وثق العلاقة بينهما بالصور المرئية. وذكر مثل هذه الأخبار لم يعد نادرا ولا استثنائيا إذ لا يكاد يمر أسبوع دون ذكر شيء منها، وإذا كنا ألفنا (حسب ما يرد من أخبار هيئة الأمر بالمعروف التي تلجأ إليها النساء عند وقوعهن ضحايا حالات الابتزاز ) أن يكون الطرف المبتز رجلا استدرج امرأة لإقامة علاقة معه تحت غطاء من العواطف المزيفة ووثق علاقته بها في صور التقطها لها أو أهدتها له بغباء منها فاتخذ من ذلك أداة لابتزازها، إذا كنا ألفنا ذلك فإن ذكر ما يخالف تلك الصورة المألوفة كأن يكون المبتز امرأة وليس رجلا هو شيء ملفت للنظر!!.
قبل أيام قرأت خبرا يفيد أن رجلا اشتكى من أن امرأة تبتزه بعد أن وثقت علاقته بها بتصويره عاريا وأخذت تهدده بنشر الصور على الملأ !! حين قرأت الخبر لم أتعاطف ذرة مع الرجل، لا أدري لِم لم أره ضحية وإنما رأيته ينال جزاء فعلته، ليس كممثل لجميع الأنذال الذين اعتادوا ابتزاز النساء بوقاحة وصلافة فحسب، وإنما أيضا رأيت هذه المبتزة عندما سقته من الكأس نفسها، رأيتها تنتقم في شخصه لجميع النساء اللاتي تعرضن لابتزاز الرجال.
أما أهم ما في الأمر فهو الرجاء بأن يكون لتكرر حالات الابتزاز أثر في تأديب أولئك الذين تقودهم شهواتهم نحو الانحراف بعيدا عن طريق الفضيلة، فالناس كما فطرهم الله نشأوا على أن يخشوا الفضيحة أكثر من خشيتهم من ربهم، ربما اعتمادا منهم على أن الله (غفور رحيم) أما الناس فلا رحمة لديهم وإنما هو نهش لحومهم بأنياب المهانة عند افتضاح أمرهم.
اعتاد بعض الرجال إقامة علاقات غير مشروعة مع النساء متحررين من كل القيود الأخلاقية والدينية ومعتمدين على أن العرف الاجتماعي يقبل منهم ذلك النمط من السلوك فلا يحاسبهم عليه طالما أنهم يبقونه في القاع لا يعلنون عنه ولا يشهرونه على رؤوس الملأ، وقد نجم عن هذا التواطؤ الاجتماعي على التسامح مع انحرافات الرجال أن كثرت الزلات وتعددت العلاقات وكثر تفسخ الروابط الزوجية بسبب سلوك زوج أحمق لايهمه من دنياه سوى إشباع رغباته.
أما الآن، بعد سماع أخبار الابتزاز النسائي للرجال، فأظن أن كثيرا من أصحاب المغامرات سيفقدون الشعور بذلك الاطمئنان الذي كانوا ينعمون به من قبل، وسيظل هاجس التقاط صورهم المشينة منغصا يعكر عليهم صفو اللحظة، وربما وجدوا أنفسهم تدريجيا يعزفون عن مآرب كانت تحمل لهم المسرة فباتت كالشوك توخز جلودهم. وهكذا، قد يزع الله بالابتزاز ما لم يزع بالقانون.