جولة العابرين في روضة المحبين

إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
69
مستوى التفاعل
3
النقاط
8
الإقامة
بريطانيا
جولة العابرين في روضة المحبين
أسعد الله صباحكم بالمحبة والمودة والولع والدلع

حديثي اليوم عن الجوهرة المكنونة الطيبة المصونة والصفة المحمودة والعبادة المشروعة(الحب)
(الحب في الله)، حب الصالحين لا حب الشياطين، حب الأولياء لا حب الأشقياء، إن الحب في الله عبادة وهو أعظم القربات والعبادات.
يقول بعض الشعراء مما لا يحضرني أسمه:
وأحبب لحب الله من كان مؤمنا
وأبغض لبغض الله أهل التمرد
وما الدين إلا الحب والبغض والولا
كذلك البراء من كل غاو ومعتدى

والحب فضيلة يا اخوان يقول الشاعر ابن زهير:
وما الحب في الإنسان إلا فضيلة**تلطف أخلاق له وتدمث

والحب إذا لم يكن لله وفي الله صارا وصباً وعذاباً وأسأل العاشقين يصدقونك.
ولذا يقول جدي ابن القيم:
"من أحب شيئاً سوى الله، ولم تكن محبته له لله، ولا لكونه معينا له على طاعة الله، عذب به في الدنيا قبل اللقاء، كما قيل:
أنت القتيل بكل ما أحببته**فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي"
والحب الخارج عن نطاق الشرع ليس فقط قاتلاً بل يجعلهم كمن علق بين السماء والأرض، قال بعض العارفين: الحب لا يقتل العشاق، هو فقط يجعلهم معلّقين بين الحياة والموت.

قالوا في الحب: أحبب كما لو أن أحداً لم يعذبك قط.
وبالمناسبة نصحني اليوم وليم شكسبير وقال لي: تكلم هامساً عندما تتكلم عن الحب، ولذا سأكون ملتزماً بنصيحة وليم في هذا المقال.
ويقول المثل الألماني: الحب يرى الورود بلا أشواك.
لا بد وأن تطغى الغيرة بين المحبين ولذا يقول سرفانتيس: الغيرة هي الطاغية في مملكة الحب.

إن المحبة في الله يا سادة يا كرام لها فضائل وثمرات كثيرة لا يكفيها مقال ولا مقالين خذ مثلاً:
- المتحابين في الله يحبهم الله، في الحديث(وجبت محبتي للمتحابين فيّ).
- المتحابين في الله يكرمهم الله، في الحديث(ما من عبد أحب عبداً لله إلا أكرمه الله عز وجل).
- المتحابين في الله في ضلّ عرشه يوم القيامة، في الحديث عند مسلم(إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابين بجلالي؟ اليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلا ظلّي).
- المتحابين في الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنه( لا خوف عليهم ولاهم يحزنون) وقوله:(ولا يفزعون).
- المتحابين في الله هم أولياء الله، في الحديث( هم أولياء الله عز وجل).
- المتحابين في الله يخبطهم الأنبياء والشهداء، في الحديث(يغبطهم الشهداء والنبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منه).
- المتحابين في الله لهم منابر من نور ومن لؤلؤ، في الحديث(يضع الله عز وجل لهم يوم القيامة منابر من نور). والحديث الآخر(يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس).
- وجوه المتحابين في الله منوّرة، في الحديث(يجعل الله وجوههم نوراً).

حسناً يا أحبابي في الله هل استشعرتم الفضائل والمناقب التي هي من شأن المتحابين في الله عز وجل، فما رأيكم أن يحب بعضناً بعضاً وندع البغض والحقد والحسد الذي فرّق صفّنا واشعل لهيب الخصام بيننا وسرى في عروقنا ودمائنا، لماذا لا نطلّق البغض بالثلاث ونتزوج الحب فإن الزواج من البغضاء غير صالح وغير مرغوب فيه بل هو من قبيل زواج المتعة والمسيار الذي لا يحمده شرعنا ولا يرضاه.
طيب أيها العاشقين المغرمين ما رأيكم أن تركبوا معي في سيارتي (وانيت 84) ونوغل في روضة المحبين ونستمتع بجميل القصص والروايات؟! مهلاً على رسلكم!! أثنين في الغمارة والبقية في الحوض أعزكم الله وأكرمكم:
روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي مسلم قال: دخلت مسجد حمص فإذا فيه اثنان وثلاثون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وفيهم شاب أكحل براق الثنايا محتب فإذا اختلفوا في شيء سألوه فأخبرهم فانتهوا إلى خبره. قال قلت من هذا, قالوا هذا معاذ بن جبل قال فقمت إلى الصلاة.قال فأردت أن ألقى بعضهم فلم أقدر على أحد منهم انصرفوا.فلما كان الغد دخلت فإذا معاذ يصلي إلى سارية قال فصليت عنده فلما انصرف جلست بيني وبينه السارية ثم احتبيت ساعة لا أكلمه ولا يكلمني.قال ثم قلت: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجوها أو أصيبها منك ولا قرابة بيني وبينك.قال فلأي شيء قال قلت لله تبارك وتعالى قال فنثر حبوتي ثم قال فأبشر إن كنت صادقا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
المتحابون في الله تبارك وتعالى في ظل العرش.
ويروى كذلك أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلى ذات يوم بالناس صلاة الفجر ثم التفت فقال: أين معاذ. قال : ها أنا ذا يا أمير المؤمنين.فقال عمر رضي الله عنه: لقد تذكرتك البارحة فبقيت أتقلب في فراشي حبا وشوقا إليك فتعانقا وتباكيا.
عن عائشة رضي اله عنها قالت : إن أبا بكر رضي الله عنه لما حضرته الوفاة قال : ( أي يوم هذا ؟ ) قالوا يوم الاثنين ) قال : ( فإن مت من ليلتي فلا تنتظروا بي الغد فإن أحب الأيام و الليالي إليّ أقربها من رسول الله صلى الله عليه و سلم ).
وعندما احتضر بلال رضي الله عنه قالت امرأته: واحزناه فقال: (بل وا طرباه غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبه) فمزج مرارة الموت بحلاوة الشوق إليه صلى الله عليه و سلم .

حسبي هذه القصص تكفي..

ختاماً يا أحبة/ كونوا حذرين في اختيار الاحباب فليس كل من ابتسم في وجهك يحبك، يقول القرافي: ما كل أحداً يستحق أن يعاشر ولا يصاحب ولا يسارر.
ويقول علقمة العطاردي في وصيته لابنه: "يا بُني، إن عرَضَتْ لك إلى صحبة الرجال حاجةٌ، فاصحبْ من إذا خدمته صانك، وإذا صحبته زانك، وإن قعدتْ بك مؤنةٌ مانك، اصحبْ من إذا مددتَ يدَك بخيرٍ مدَّها، وإن رأى منك حسنةً عدَّها، وإن رأى منك سيئة سدَّها، اصحبْ مَن إذا سألته أعطاك، وإن سكتَّ ابتداك، وإن نزلتْ بك نازلة واساك، اصحبْ مَن إذا قلتَ صدَّق قولك، وإن تنازعتما آثرك".
أحبكم في الله..☕


بقلم/ رامي المالكي​
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
أحسنت أخي العزيز / رامي

طرح أكثر من رائع

حزاك الله خير الجزاء
 
أعلى