الشيمآء
مراقبة أقسام حواء
- إنضم
- 16 أبريل 2007
- المشاركات
- 3,494
- مستوى التفاعل
- 137
- النقاط
- 63
.
.
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا
القول في تأويل قوله تعالى : ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا
وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ( 10 ) )
يقول - تعالى ذكره - : إنما المناجاة من الشيطان ، ثم اختلف أهل العلم في النجوى التي أخبر الله أنها من الشيطان - أي ذلك هو - فقال بعضهم :
عني بذلك مناجاة المنافقين بعضهم بعضا .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله :
( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا )
كان المنافقون يتناجون بينهم ، وكان ذلك يغيظ المؤمنين ، ويكبر عليهم ،
فأنزل الله في ذلك القرآن : ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا ) . . . الآية . [ ص: 242 ]
وقال آخرون بما حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قول الله - عز وجل - ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ) قال : كان الرجل يأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله الحاجة ، ليرى الناس أنه قد ناجى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يمنع ذلك من أحد . قال : والأرض يومئذ حرب على أهل هذا البلد ، وكان إبليس يأتي القوم فيقول لهم :
إنما يتناجون في أمور قد حضرت ، وجموع قد جمعت لكم وأشياء ، فقال الله :
( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ) . . . إلى آخر الآية .
الإمام ابن عثيمين رحمه الله وغفر له يقول..
كل ما يُحْدِث الندم فإنّ الشرع يأمرنا بالابتعاد عنه ، ولهذا أيضا أصول منها:
أن الله سبحانه وتعالى قال :
﴿ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا
إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ ،
والله تعالى إنما أخبرنا بذلك من أجل أن نتجنب هذا الشيء ،
ليس مجرد إخبار أن الشيطان يريد إحزاننا ، لا ؛ المراد : أن نبتعد عن
كل ما يحزن , و لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" لا يتناجى اثنان دون الثالث ، من أجل أن ذلك يحزنه "
؛ فكل ما يجلب الحزن للإنسان فهو منهي عنه ..
ثانيا : أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من رأى رؤيا يكرهها أن يتفل
عن يساره ثلاث مرات , ويستعيذ بالله من شرها ومن شر الشيطان ,
وينقلب إلى جنبه الثاني , ولا يخبر بها أحدا ، ويتوضأ ويصلي , كل هذا
من أجل أن يطرد الإنسان عنه هذه الهموم التي تأتي بها هذه الأمراض ,
ولهذا قال الصحابة : لقد كنا نرى الرؤيا فنمرض منها ،
فلما حدَّثَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث ؛ يعني:
استراحوا ، ولم يبق لهم هم , فكل شيء يجلب الهم والحزن والغم
فإن الشارع يريد منا أن نتجنبه , ولهذا قال الله تعالى :
﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾
لأن الجدال يجعل الفرد يحتمي ويتغير فِكْرُهُ من أجل المجادلة ، سيحصل
له هم ويلهيه عن العبادة .
المهم اجعل هذه نصب عينيك دائما ؛أي : أن الله عز وجل يريد منك أن تكون دائما مسرورا بعيدا عن الحزن , والإنسان في الحقيقة له ثلاث حالات :
حالة ماضية , وحالة حاضرة , وحالة مستقبلة ؛
الماضية : يتناساها الإنسان وما فيها من الهموم ؛لأنها انتهت بما هي عليه
إن كانت مصيبة فقل : " اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها " وتناسى، ولهذا نهى عن النياحة ، لماذا ؟
لأنها تجدد الأحزان وتذكر بها.
المستقبلة : علمها عند الله عز وجل ،اعتمد على الله ، وإذا جاءتك الأمور
فاضرب لها الحل , لكن الشيء الذي أمرك الشارع بالاستعداد له فاستعد له.
والحال الحاضرة هي : التي بإمكانك معالجتها , حاول أن تبتعد عن كل شيء يجلب الهم و الحزن والغم ، لتكون دائما مستريحا منشرح الصدر،
مقبلا على الله وعلى عبادته وعلى شؤونك الدنيوية والأخروية ,
فإذا جربت هذا استرحت ؛ أما إن أتعبت نفسك مما مضى
، أو بالاهتمام بالمستقبل على وجه لم يأذن به الشرع ، فاعلم
أنك ستتعب ويفوتك خير كثير .
"شرح بلوغ المرام" (كتاب البيوع)
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا
القول في تأويل قوله تعالى : ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا
وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ( 10 ) )
يقول - تعالى ذكره - : إنما المناجاة من الشيطان ، ثم اختلف أهل العلم في النجوى التي أخبر الله أنها من الشيطان - أي ذلك هو - فقال بعضهم :
عني بذلك مناجاة المنافقين بعضهم بعضا .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله :
( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا )
كان المنافقون يتناجون بينهم ، وكان ذلك يغيظ المؤمنين ، ويكبر عليهم ،
فأنزل الله في ذلك القرآن : ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا ) . . . الآية . [ ص: 242 ]
وقال آخرون بما حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قول الله - عز وجل - ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ) قال : كان الرجل يأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله الحاجة ، ليرى الناس أنه قد ناجى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يمنع ذلك من أحد . قال : والأرض يومئذ حرب على أهل هذا البلد ، وكان إبليس يأتي القوم فيقول لهم :
إنما يتناجون في أمور قد حضرت ، وجموع قد جمعت لكم وأشياء ، فقال الله :
( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ) . . . إلى آخر الآية .
الإمام ابن عثيمين رحمه الله وغفر له يقول..
كل ما يُحْدِث الندم فإنّ الشرع يأمرنا بالابتعاد عنه ، ولهذا أيضا أصول منها:
أن الله سبحانه وتعالى قال :
﴿ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا
إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ ،
والله تعالى إنما أخبرنا بذلك من أجل أن نتجنب هذا الشيء ،
ليس مجرد إخبار أن الشيطان يريد إحزاننا ، لا ؛ المراد : أن نبتعد عن
كل ما يحزن , و لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" لا يتناجى اثنان دون الثالث ، من أجل أن ذلك يحزنه "
؛ فكل ما يجلب الحزن للإنسان فهو منهي عنه ..
ثانيا : أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من رأى رؤيا يكرهها أن يتفل
عن يساره ثلاث مرات , ويستعيذ بالله من شرها ومن شر الشيطان ,
وينقلب إلى جنبه الثاني , ولا يخبر بها أحدا ، ويتوضأ ويصلي , كل هذا
من أجل أن يطرد الإنسان عنه هذه الهموم التي تأتي بها هذه الأمراض ,
ولهذا قال الصحابة : لقد كنا نرى الرؤيا فنمرض منها ،
فلما حدَّثَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث ؛ يعني:
استراحوا ، ولم يبق لهم هم , فكل شيء يجلب الهم والحزن والغم
فإن الشارع يريد منا أن نتجنبه , ولهذا قال الله تعالى :
﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾
لأن الجدال يجعل الفرد يحتمي ويتغير فِكْرُهُ من أجل المجادلة ، سيحصل
له هم ويلهيه عن العبادة .
المهم اجعل هذه نصب عينيك دائما ؛أي : أن الله عز وجل يريد منك أن تكون دائما مسرورا بعيدا عن الحزن , والإنسان في الحقيقة له ثلاث حالات :
حالة ماضية , وحالة حاضرة , وحالة مستقبلة ؛
الماضية : يتناساها الإنسان وما فيها من الهموم ؛لأنها انتهت بما هي عليه
إن كانت مصيبة فقل : " اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها " وتناسى، ولهذا نهى عن النياحة ، لماذا ؟
لأنها تجدد الأحزان وتذكر بها.
المستقبلة : علمها عند الله عز وجل ،اعتمد على الله ، وإذا جاءتك الأمور
فاضرب لها الحل , لكن الشيء الذي أمرك الشارع بالاستعداد له فاستعد له.
والحال الحاضرة هي : التي بإمكانك معالجتها , حاول أن تبتعد عن كل شيء يجلب الهم و الحزن والغم ، لتكون دائما مستريحا منشرح الصدر،
مقبلا على الله وعلى عبادته وعلى شؤونك الدنيوية والأخروية ,
فإذا جربت هذا استرحت ؛ أما إن أتعبت نفسك مما مضى
، أو بالاهتمام بالمستقبل على وجه لم يأذن به الشرع ، فاعلم
أنك ستتعب ويفوتك خير كثير .
"شرح بلوغ المرام" (كتاب البيوع)