أوضـح القـرآن الكـريم ، و هـو : [ الحقـيقـة المطـلقـة ] ، أن [ قـرين ] الانسـان ، يكـون مـن [ الشـيـاطـين = الجـانب الكـافر مـن الجـن ] ، و لـيس [ جـنيـاً ] عـاديـاً ، و القـرين في اللغة معناه : [ المسـيطـر ] ، قـال تعالى : ( و مَـن يـكن - الشـيطان - لـه قـرينـاً فسـاء قرينـاً ) النساء 38 ، و قال : ( و قضينـا لـهم قُـرنـاء فـزيّـنوا لـهم مـا بيـن أيـديهم و مـا خـلفهم ) فصلت 22 ، و [ القـرين الشـيطاني ] يكـون للبعـيدين عـن كتـاب الله : ( و مَـن يعْـشُ عَـن ذكْـر الرحمـن نُقـيّضْ لـه - شـيطـاناً - فهـو لـه قـرين ) الزخرف 36 ، ( و أتـلُ عليهـم نبـأ الـذي آتـيناه آياتنـا - فانسـلخ منهـا - فأتبعـه الشـيطان فـكان مـنَ الغـاوين ) الأعراف 175 ، ( - اسـتحـوذ عـليهم الشـيطان - فأنسـاهم ذكْـر الله ) المجادلة 19 .
_ و الاسـتحواذ : في طـبّ الأمـراض النفسـية هـو : [ تسـلّـط فـكْر أو شـعور مـا ، على الإنسـان تسـلّطاً غـريبـاً ] ، و مـن ذلك يتّـضح أن التمسّـك [ بكتـاب الله حصـراً ] ، و عـدم [ الانسلاخ ] عـن آياته ، يخلّص الإنسـن مـن : [ القـرين + الإسـتحـواز ] .
.
و يسـتخـدم [ القـريـن الشـيطـاني ] ، أسـاليب متعـددة لجعـل الإنسـان في حالـة مـن الضـياع و الهـمّ و اليـأس مـن الحـياة و الخـوف الـدائم : ( ذلكـم الشـيطان يُخـوّف أوليـاءه ) آل عمران 175 ، ( يتخـبّـطه الشـيطان مـنَ المـسّ ) البقرة 275 .
_ و التخـلّص مـن [ القـريـن الشـيطـاني ] ، يـكون بمـنتهى السـهولة ، قال تعالى ( إنّ الـذين قـالوا ربنـا الله ثـمّ اسـتقامـوا تتـنزّل عـليهم المـلائكة أن لا تخـافوا و لا تحـزنوا ) فصلت 30 ، و إذا لـم يحـزن الإنسـان و لم يخـف ، فهـو في سـعادة دائمـة ، و الله سبحانه أرسـل رسـوله الكريم صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين ، أرسـله كي : [ نفـرح ] فقـط ، قال تعالى : ( قُـل بفضـل الله و برحـمته فـبذلك - فـلْيفـرحـوا - ) يونس 58 ، و لـيس ليحـزنوا و يبـكوا و ينـدبوا حـظّهم في هـذه الحـياة .
.
و فـي الآخـرة سـيبقى [ القـريـن ] مع صـاحبه الإنسـيّ ، فيقـول لـه الإنسـان : ( يا لـيت بيـني و بيـنك بُـعـد المـشـرقين فـبـئس القـرين ) الزخرف 38 ، و الخلاصـة : إن الله سـبحانه لا يـريد للإنسـان غـير السـعادة و السـرور و الطمـأنينة عـن طـريق كتـابه الكـريم : ( ألاَ بذكْـر الله تـطمـئنّ القـلوب ) الرعد 28 ، فأحـسـنوا الظـنّ بالله ، فهـو يحـبّـكم و يـريد سـعادتكم ، و القـرين لـيس لـه سـيطرة على كلّ النـاس : ( إنّه لـيس لـه سـلطان على الـذين آمـنوا و - على ربّهـم يتـوكّلون - إنّمـا سـلطانه على الـذين يـتولّونـه و هـم بـه مشـركـون ) النحل 99 ، ( و إنّ الشـياطـين لـيوحـون إلـى - أوليـائـهم - ) الأنعام 121 .
.
الجـنّ و الشـياطـين :
المعـنى اللغـويّ : إنّ كلمـة : [ الجـنّ ] ، تعني : [ المُخـتفي و الغـير ظاهـر للعـين ] ، و لـذلك يُـدعى الطفـل قبـل ظهـوره للحـياة : [ جَـنين ] : ( و إذ أنتُـم أجـنّـة في بطـون أمهـاتكم ) النجم 32 ، و : [ الجَـنَن = القبـر الذي يُغـطي الجـثة ] ، و : [ المِجَـنّ = الـترس الـذي يغـطي الصـدر في المعـارك ] ، و [ الجُـنّة = تغـطية الأخـطاء باليمـين ] : ( إتّخـذوا أيمانهم جُـنّة ) المنافقون 2 ، و [ الجَـنّة = المـكان الـكثير الأشـجار بحـيث يُخـفي مَـن بداخـله ] : ( و جَـنّات ألـفافاً ) النـبأ 16 ، [ الجِــنّة = اخـتفاء العـقل ] : ( أمْ يقـولونَ بـه جِـنّة ) المؤمنون 70 ..... .
.
الـجـنّ :
هـم مخـلوقـات [ خفـيّة ] و لا تُـرى أبـداً للعـين البشـريّة ، و هـم [ أحـدُ أشـكال الطاقة ] لأنّهـم خُـلقوا مـن : [ نـار السَـموم = أعـلى لهَـب النـار ] : ( و الجانّ خلقـنـاهُ مـن قبـلُ مـن نـار السَـموم ) الحجر 27 ، و كـبير الجـنّ يُـدعى : [ عـفريت ] : ( قـالَ عـفريتٌ مـنَ الجـنّ ) النمل 39 ، بينمـا كبير الشـياطين يُـدعى : [ مـارد ] : ( و حفـظاً مـنْ كلّ شـيطانٍ مـارد ) الصافات 7 ، و بمـا أن الشـياطـين [ إبلـيس و ذريتـه ] هـم مـن الجـن : ( إبليـس كـان مـن الجـن ) الكهف 50 ، و إبليـس هـو أقـربُ الجـنّ إليـنا ، يقول تعالـى صـراحـةً : ( إنّه يـراكـم هـو و قـبيله - مـن حـيث لا تـرونهـم - ) الأعراف 27 ، فكـل مَـن يقول للنـاس أنـه يـرى الجـن ، هـو [ كـاذب ] أمـام هـذه الآية الكـريمة .
.
و الجـنّ ليـس لهـم أيّ اخـتلاط مـع البشَـر ، و لا يسـكنون المقابـر و أمـاكن الخـراب و الحمّـامات .... ، و الـدليل القـرآنيّ : أنّهـم لـم يسـمعوا برسـالة عـيسى عليه السلام ، مع أنهـا مـنْ قـبل الإسـلام بأكثـر مـن / 600 سنة / ، لقولـه تعالى على لسـانهم : ( قالـوا : يا قومنـا إنّـا سمعـنـا كتـاباً اُنـزل مـنْ بعـد مـوسى ) الأحقاف 30 ، و الأجـدر أن يقـولوا : [ اُنـزل مـن بـعد عـيسى ] لـو سـمـعوا برسـالـة عيسـى .
_ و جـاء الخـوف مـنَ الجـنّ ، مـن الأسـاطير [ البـابـليّة ] القـديمة ، الـذين كانوا يعـتقدون أنّ الجـنّ يسـكنون الأمـاكن الخـراب و المـقابر و الحمّـامات ... ، و مـن بابـل جـاءت خُـرافة : [ تـلبّس ] الجـنّ للإنسـان ، و كـان الكـاهن : [ آشـيـب ] يشـعوذ عليـهم أنـه يُخـرج الجـن مـن الإنسـان المسـكون ، و هـذه الظاهـرة لا نجـدهـا حـتى الآن إلاّ في المُجتـمعات الفـقيرة و الغـير مُتعلّـمة فقـط ، و لـم نسـمـع أن جـنّي قـد تلبّـس مـدير شـركة أو وزيـر أو طـبيب ... .
.
هـام و هـام :
قُـلنـا أنّ الشـيطان إبلـيس ، هـو [ جـنّي ] ، و هـو ألـدّ أعـداء الإنسـان على الإطـلاق : ( إنّ الشـيطان للإنسـان عـدوّ مُـبين ) يوسف 5 ، فـإذا كان الجـنّ يتلـبّسـون الإنسـان ، فـالأولى لهـذا الجنّي أن يقـوم بالتـلـبّس قبـل غيـره مـنَ الجـنّ العـاديـين ، فهـو أقـربُ الجـنّ إلى الإنسـان : ( إنّـه يـراكم هـو و قـبيلُـه ) الأعراف 27 ، مـع ذلك لا يسـتطـيعُ هـذا : [ الشـيطان الجنّي ] أنْ يتلـبّس الإنسـان ، لقـوله تعالى : ( إنّ كـيْـدَ الشـيطـان كان ضـعـيفاً ) النساء 76 ، و الشـيطان ذاتـه يعـترف بـذلك يـوم القيامـة : ( مـا كانَ لي عـليكم مـنْ سُـلطان إلاّ أنْ دعـوتكُم فاسـتجـبتُم لي ) إبراهيم 22 ، فهـل نصـدّق المشـعوذين و لا نصـدّق القـرآن الكـريم ؟ !!!! .
.
تلـبّـس الجـنّ :
إنّ مـا يُـسـمّى : [ تلـبّس الجـنّ للإنسـان ] ، هـوَ : [ وهْـمٌ مـنَ الأوهـام النفسـية ] ، فالإنسـانُ السـليم المُعافى ، يتـكلّمُ و يتحـرّكُ و يُبـدي مشـاعـرهُ نتيـجة كَـمّ هـائل مـنَ المـؤثّـرات : [ الكهـربائية و العصـبية و الكيمـيائيّة ...... في الجسـم ] و بشـكْلٍ مُـنتظـمٍ تماماً .
أمّـا إذا [ اخـتـلّ ] أيّ مـنْ هـذه المؤثّـرات ، تخـتلّ كلّ الوظـائف : [ الـكلام و الحـركات .... ] ، و تبـدو غـريبةً جـدّاً ، كأنْ تتـكلّمُ المـرأة بصـوت الرجـل ، نتيـجة اخـتلال في الأوتـار الصـوتيّة ، فيُـقـالُ أنَ [ جـنّيـاً ] يتـكلّمُ بـداخلهـا ؟ !!!! ، و الواقـع أنها : [ حـالةٌ مَـرضـيّة ] ناتـجة عـن [ خَـلَل في الطـاقة ] ، و لـيس [ تلـبّس ] الجـنّ .
_ الـذُهـان psychosis : اضطـراب نفـسيّ حـادّ ، يتمـيز بالإنقـطاع عـن عـالَم الـواقع ، و الوقـوع تحـت سيـطرة الأوهـام .
_ الـمـيسـوفـونيـا : هـي ظـاهـرة [ كـراهـية سـمـاع أصـوات مـعيـنة ] ، قـد تصـل إلى [ الصَـرَع ] مـع الرجـفة و الاضـطراب ، و تحـدث في : [ الفـصّ الصـدغي الـدمـاغي الأيمـن ] ، و هـذا نـراه عـندمـا يقـوم المشـعوذ [ بصـوته الشـاذ النشـاز ] ، بتـلاوة بعـض آيـات القرآن الكـريم عـلى المـريض ، فيضـطـرب المـريض ، و يظـن النـاس أن [ الجـني ] بـداخـله هـو الـذي يضـطـرب !!!!!! .
.
كـل هـذا ، و اللـه أعـلـم .
.
لكـم كل المحـبة و الـشـكر الجـزيل مـن القـلب ، لتعـليـقـاتكم و مـداخـلاتكم الكـريمة التي تـدل على ذوقـكم و كـرَم أخـلاقـكم و سـعة ثقـافـتكم ، و المـنطـق السـليم لـديـكم ، و صلى الله و سلّم على [ صَـاحب الخُـلـق العـظـيم ] و على آلـه و أصـحابه أجـمعـين ، و تفـضـلوا بقـبول أسـمى آيات العـرفان و التـقدير و الاحتـرام .
:i5:
_ و الاسـتحواذ : في طـبّ الأمـراض النفسـية هـو : [ تسـلّـط فـكْر أو شـعور مـا ، على الإنسـان تسـلّطاً غـريبـاً ] ، و مـن ذلك يتّـضح أن التمسّـك [ بكتـاب الله حصـراً ] ، و عـدم [ الانسلاخ ] عـن آياته ، يخلّص الإنسـن مـن : [ القـرين + الإسـتحـواز ] .
.
و يسـتخـدم [ القـريـن الشـيطـاني ] ، أسـاليب متعـددة لجعـل الإنسـان في حالـة مـن الضـياع و الهـمّ و اليـأس مـن الحـياة و الخـوف الـدائم : ( ذلكـم الشـيطان يُخـوّف أوليـاءه ) آل عمران 175 ، ( يتخـبّـطه الشـيطان مـنَ المـسّ ) البقرة 275 .
_ و التخـلّص مـن [ القـريـن الشـيطـاني ] ، يـكون بمـنتهى السـهولة ، قال تعالى ( إنّ الـذين قـالوا ربنـا الله ثـمّ اسـتقامـوا تتـنزّل عـليهم المـلائكة أن لا تخـافوا و لا تحـزنوا ) فصلت 30 ، و إذا لـم يحـزن الإنسـان و لم يخـف ، فهـو في سـعادة دائمـة ، و الله سبحانه أرسـل رسـوله الكريم صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين ، أرسـله كي : [ نفـرح ] فقـط ، قال تعالى : ( قُـل بفضـل الله و برحـمته فـبذلك - فـلْيفـرحـوا - ) يونس 58 ، و لـيس ليحـزنوا و يبـكوا و ينـدبوا حـظّهم في هـذه الحـياة .
.
و فـي الآخـرة سـيبقى [ القـريـن ] مع صـاحبه الإنسـيّ ، فيقـول لـه الإنسـان : ( يا لـيت بيـني و بيـنك بُـعـد المـشـرقين فـبـئس القـرين ) الزخرف 38 ، و الخلاصـة : إن الله سـبحانه لا يـريد للإنسـان غـير السـعادة و السـرور و الطمـأنينة عـن طـريق كتـابه الكـريم : ( ألاَ بذكْـر الله تـطمـئنّ القـلوب ) الرعد 28 ، فأحـسـنوا الظـنّ بالله ، فهـو يحـبّـكم و يـريد سـعادتكم ، و القـرين لـيس لـه سـيطرة على كلّ النـاس : ( إنّه لـيس لـه سـلطان على الـذين آمـنوا و - على ربّهـم يتـوكّلون - إنّمـا سـلطانه على الـذين يـتولّونـه و هـم بـه مشـركـون ) النحل 99 ، ( و إنّ الشـياطـين لـيوحـون إلـى - أوليـائـهم - ) الأنعام 121 .
.
الجـنّ و الشـياطـين :
المعـنى اللغـويّ : إنّ كلمـة : [ الجـنّ ] ، تعني : [ المُخـتفي و الغـير ظاهـر للعـين ] ، و لـذلك يُـدعى الطفـل قبـل ظهـوره للحـياة : [ جَـنين ] : ( و إذ أنتُـم أجـنّـة في بطـون أمهـاتكم ) النجم 32 ، و : [ الجَـنَن = القبـر الذي يُغـطي الجـثة ] ، و : [ المِجَـنّ = الـترس الـذي يغـطي الصـدر في المعـارك ] ، و [ الجُـنّة = تغـطية الأخـطاء باليمـين ] : ( إتّخـذوا أيمانهم جُـنّة ) المنافقون 2 ، و [ الجَـنّة = المـكان الـكثير الأشـجار بحـيث يُخـفي مَـن بداخـله ] : ( و جَـنّات ألـفافاً ) النـبأ 16 ، [ الجِــنّة = اخـتفاء العـقل ] : ( أمْ يقـولونَ بـه جِـنّة ) المؤمنون 70 ..... .
.
الـجـنّ :
هـم مخـلوقـات [ خفـيّة ] و لا تُـرى أبـداً للعـين البشـريّة ، و هـم [ أحـدُ أشـكال الطاقة ] لأنّهـم خُـلقوا مـن : [ نـار السَـموم = أعـلى لهَـب النـار ] : ( و الجانّ خلقـنـاهُ مـن قبـلُ مـن نـار السَـموم ) الحجر 27 ، و كـبير الجـنّ يُـدعى : [ عـفريت ] : ( قـالَ عـفريتٌ مـنَ الجـنّ ) النمل 39 ، بينمـا كبير الشـياطين يُـدعى : [ مـارد ] : ( و حفـظاً مـنْ كلّ شـيطانٍ مـارد ) الصافات 7 ، و بمـا أن الشـياطـين [ إبلـيس و ذريتـه ] هـم مـن الجـن : ( إبليـس كـان مـن الجـن ) الكهف 50 ، و إبليـس هـو أقـربُ الجـنّ إليـنا ، يقول تعالـى صـراحـةً : ( إنّه يـراكـم هـو و قـبيله - مـن حـيث لا تـرونهـم - ) الأعراف 27 ، فكـل مَـن يقول للنـاس أنـه يـرى الجـن ، هـو [ كـاذب ] أمـام هـذه الآية الكـريمة .
.
و الجـنّ ليـس لهـم أيّ اخـتلاط مـع البشَـر ، و لا يسـكنون المقابـر و أمـاكن الخـراب و الحمّـامات .... ، و الـدليل القـرآنيّ : أنّهـم لـم يسـمعوا برسـالة عـيسى عليه السلام ، مع أنهـا مـنْ قـبل الإسـلام بأكثـر مـن / 600 سنة / ، لقولـه تعالى على لسـانهم : ( قالـوا : يا قومنـا إنّـا سمعـنـا كتـاباً اُنـزل مـنْ بعـد مـوسى ) الأحقاف 30 ، و الأجـدر أن يقـولوا : [ اُنـزل مـن بـعد عـيسى ] لـو سـمـعوا برسـالـة عيسـى .
_ و جـاء الخـوف مـنَ الجـنّ ، مـن الأسـاطير [ البـابـليّة ] القـديمة ، الـذين كانوا يعـتقدون أنّ الجـنّ يسـكنون الأمـاكن الخـراب و المـقابر و الحمّـامات ... ، و مـن بابـل جـاءت خُـرافة : [ تـلبّس ] الجـنّ للإنسـان ، و كـان الكـاهن : [ آشـيـب ] يشـعوذ عليـهم أنـه يُخـرج الجـن مـن الإنسـان المسـكون ، و هـذه الظاهـرة لا نجـدهـا حـتى الآن إلاّ في المُجتـمعات الفـقيرة و الغـير مُتعلّـمة فقـط ، و لـم نسـمـع أن جـنّي قـد تلبّـس مـدير شـركة أو وزيـر أو طـبيب ... .
.
هـام و هـام :
قُـلنـا أنّ الشـيطان إبلـيس ، هـو [ جـنّي ] ، و هـو ألـدّ أعـداء الإنسـان على الإطـلاق : ( إنّ الشـيطان للإنسـان عـدوّ مُـبين ) يوسف 5 ، فـإذا كان الجـنّ يتلـبّسـون الإنسـان ، فـالأولى لهـذا الجنّي أن يقـوم بالتـلـبّس قبـل غيـره مـنَ الجـنّ العـاديـين ، فهـو أقـربُ الجـنّ إلى الإنسـان : ( إنّـه يـراكم هـو و قـبيلُـه ) الأعراف 27 ، مـع ذلك لا يسـتطـيعُ هـذا : [ الشـيطان الجنّي ] أنْ يتلـبّس الإنسـان ، لقـوله تعالى : ( إنّ كـيْـدَ الشـيطـان كان ضـعـيفاً ) النساء 76 ، و الشـيطان ذاتـه يعـترف بـذلك يـوم القيامـة : ( مـا كانَ لي عـليكم مـنْ سُـلطان إلاّ أنْ دعـوتكُم فاسـتجـبتُم لي ) إبراهيم 22 ، فهـل نصـدّق المشـعوذين و لا نصـدّق القـرآن الكـريم ؟ !!!! .
.
تلـبّـس الجـنّ :
إنّ مـا يُـسـمّى : [ تلـبّس الجـنّ للإنسـان ] ، هـوَ : [ وهْـمٌ مـنَ الأوهـام النفسـية ] ، فالإنسـانُ السـليم المُعافى ، يتـكلّمُ و يتحـرّكُ و يُبـدي مشـاعـرهُ نتيـجة كَـمّ هـائل مـنَ المـؤثّـرات : [ الكهـربائية و العصـبية و الكيمـيائيّة ...... في الجسـم ] و بشـكْلٍ مُـنتظـمٍ تماماً .
أمّـا إذا [ اخـتـلّ ] أيّ مـنْ هـذه المؤثّـرات ، تخـتلّ كلّ الوظـائف : [ الـكلام و الحـركات .... ] ، و تبـدو غـريبةً جـدّاً ، كأنْ تتـكلّمُ المـرأة بصـوت الرجـل ، نتيـجة اخـتلال في الأوتـار الصـوتيّة ، فيُـقـالُ أنَ [ جـنّيـاً ] يتـكلّمُ بـداخلهـا ؟ !!!! ، و الواقـع أنها : [ حـالةٌ مَـرضـيّة ] ناتـجة عـن [ خَـلَل في الطـاقة ] ، و لـيس [ تلـبّس ] الجـنّ .
_ الـذُهـان psychosis : اضطـراب نفـسيّ حـادّ ، يتمـيز بالإنقـطاع عـن عـالَم الـواقع ، و الوقـوع تحـت سيـطرة الأوهـام .
_ الـمـيسـوفـونيـا : هـي ظـاهـرة [ كـراهـية سـمـاع أصـوات مـعيـنة ] ، قـد تصـل إلى [ الصَـرَع ] مـع الرجـفة و الاضـطراب ، و تحـدث في : [ الفـصّ الصـدغي الـدمـاغي الأيمـن ] ، و هـذا نـراه عـندمـا يقـوم المشـعوذ [ بصـوته الشـاذ النشـاز ] ، بتـلاوة بعـض آيـات القرآن الكـريم عـلى المـريض ، فيضـطـرب المـريض ، و يظـن النـاس أن [ الجـني ] بـداخـله هـو الـذي يضـطـرب !!!!!! .
.
كـل هـذا ، و اللـه أعـلـم .
.
لكـم كل المحـبة و الـشـكر الجـزيل مـن القـلب ، لتعـليـقـاتكم و مـداخـلاتكم الكـريمة التي تـدل على ذوقـكم و كـرَم أخـلاقـكم و سـعة ثقـافـتكم ، و المـنطـق السـليم لـديـكم ، و صلى الله و سلّم على [ صَـاحب الخُـلـق العـظـيم ] و على آلـه و أصـحابه أجـمعـين ، و تفـضـلوا بقـبول أسـمى آيات العـرفان و التـقدير و الاحتـرام .
:i5: