القـريـن و تلـبّـس الجـن

إنضم
13 يونيو 2015
المشاركات
77
مستوى التفاعل
2
النقاط
8
أوضـح القـرآن الكـريم ، و هـو : [ الحقـيقـة المطـلقـة ] ، أن [ قـرين ] الانسـان ، يكـون مـن [ الشـيـاطـين = الجـانب الكـافر مـن الجـن ] ، و لـيس [ جـنيـاً ] عـاديـاً ، و القـرين في اللغة معناه : [ المسـيطـر ] ، قـال تعالى : ( و مَـن يـكن - الشـيطان - لـه قـرينـاً فسـاء قرينـاً ) النساء 38 ، و قال : ( و قضينـا لـهم قُـرنـاء فـزيّـنوا لـهم مـا بيـن أيـديهم و مـا خـلفهم ) فصلت 22 ، و [ القـرين الشـيطاني ] يكـون للبعـيدين عـن كتـاب الله : ( و مَـن يعْـشُ عَـن ذكْـر الرحمـن نُقـيّضْ لـه - شـيطـاناً - فهـو لـه قـرين ) الزخرف 36 ، ( و أتـلُ عليهـم نبـأ الـذي آتـيناه آياتنـا - فانسـلخ منهـا - فأتبعـه الشـيطان فـكان مـنَ الغـاوين ) الأعراف 175 ، ( - اسـتحـوذ عـليهم الشـيطان - فأنسـاهم ذكْـر الله ) المجادلة 19 .
_ و الاسـتحواذ : في طـبّ الأمـراض النفسـية هـو : [ تسـلّـط فـكْر أو شـعور مـا ، على الإنسـان تسـلّطاً غـريبـاً ] ، و مـن ذلك يتّـضح أن التمسّـك [ بكتـاب الله حصـراً ] ، و عـدم [ الانسلاخ ] عـن آياته ، يخلّص الإنسـن مـن : [ القـرين + الإسـتحـواز ] .
.
و يسـتخـدم [ القـريـن الشـيطـاني ] ، أسـاليب متعـددة لجعـل الإنسـان في حالـة مـن الضـياع و الهـمّ و اليـأس مـن الحـياة و الخـوف الـدائم : ( ذلكـم الشـيطان يُخـوّف أوليـاءه ) آل عمران 175 ، ( يتخـبّـطه الشـيطان مـنَ المـسّ ) البقرة 275 .
_ و التخـلّص مـن [ القـريـن الشـيطـاني ] ، يـكون بمـنتهى السـهولة ، قال تعالى ( إنّ الـذين قـالوا ربنـا الله ثـمّ اسـتقامـوا تتـنزّل عـليهم المـلائكة أن لا تخـافوا و لا تحـزنوا ) فصلت 30 ، و إذا لـم يحـزن الإنسـان و لم يخـف ، فهـو في سـعادة دائمـة ، و الله سبحانه أرسـل رسـوله الكريم صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين ، أرسـله كي : [ نفـرح ] فقـط ، قال تعالى : ( قُـل بفضـل الله و برحـمته فـبذلك - فـلْيفـرحـوا - ) يونس 58 ، و لـيس ليحـزنوا و يبـكوا و ينـدبوا حـظّهم في هـذه الحـياة .
.
و فـي الآخـرة سـيبقى [ القـريـن ] مع صـاحبه الإنسـيّ ، فيقـول لـه الإنسـان : ( يا لـيت بيـني و بيـنك بُـعـد المـشـرقين فـبـئس القـرين ) الزخرف 38 ، و الخلاصـة : إن الله سـبحانه لا يـريد للإنسـان غـير السـعادة و السـرور و الطمـأنينة عـن طـريق كتـابه الكـريم : ( ألاَ بذكْـر الله تـطمـئنّ القـلوب ) الرعد 28 ، فأحـسـنوا الظـنّ بالله ، فهـو يحـبّـكم و يـريد سـعادتكم ، و القـرين لـيس لـه سـيطرة على كلّ النـاس : ( إنّه لـيس لـه سـلطان على الـذين آمـنوا و - على ربّهـم يتـوكّلون - إنّمـا سـلطانه على الـذين يـتولّونـه و هـم بـه مشـركـون ) النحل 99 ، ( و إنّ الشـياطـين لـيوحـون إلـى - أوليـائـهم - ) الأنعام 121 .
.
الجـنّ و الشـياطـين :
المعـنى اللغـويّ : إنّ كلمـة : [ الجـنّ ] ، تعني : [ المُخـتفي و الغـير ظاهـر للعـين ] ، و لـذلك يُـدعى الطفـل قبـل ظهـوره للحـياة : [ جَـنين ] : ( و إذ أنتُـم أجـنّـة في بطـون أمهـاتكم ) النجم 32 ، و : [ الجَـنَن = القبـر الذي يُغـطي الجـثة ] ، و : [ المِجَـنّ = الـترس الـذي يغـطي الصـدر في المعـارك ] ، و [ الجُـنّة = تغـطية الأخـطاء باليمـين ] : ( إتّخـذوا أيمانهم جُـنّة ) المنافقون 2 ، و [ الجَـنّة = المـكان الـكثير الأشـجار بحـيث يُخـفي مَـن بداخـله ] : ( و جَـنّات ألـفافاً ) النـبأ 16 ، [ الجِــنّة = اخـتفاء العـقل ] : ( أمْ يقـولونَ بـه جِـنّة ) المؤمنون 70 ..... .
.
الـجـنّ :
هـم مخـلوقـات [ خفـيّة ] و لا تُـرى أبـداً للعـين البشـريّة ، و هـم [ أحـدُ أشـكال الطاقة ] لأنّهـم خُـلقوا مـن : [ نـار السَـموم = أعـلى لهَـب النـار ] : ( و الجانّ خلقـنـاهُ مـن قبـلُ مـن نـار السَـموم ) الحجر 27 ، و كـبير الجـنّ يُـدعى : [ عـفريت ] : ( قـالَ عـفريتٌ مـنَ الجـنّ ) النمل 39 ، بينمـا كبير الشـياطين يُـدعى : [ مـارد ] : ( و حفـظاً مـنْ كلّ شـيطانٍ مـارد ) الصافات 7 ، و بمـا أن الشـياطـين [ إبلـيس و ذريتـه ] هـم مـن الجـن : ( إبليـس كـان مـن الجـن ) الكهف 50 ، و إبليـس هـو أقـربُ الجـنّ إليـنا ، يقول تعالـى صـراحـةً : ( إنّه يـراكـم هـو و قـبيله - مـن حـيث لا تـرونهـم - ) الأعراف 27 ، فكـل مَـن يقول للنـاس أنـه يـرى الجـن ، هـو [ كـاذب ] أمـام هـذه الآية الكـريمة .
.
و الجـنّ ليـس لهـم أيّ اخـتلاط مـع البشَـر ، و لا يسـكنون المقابـر و أمـاكن الخـراب و الحمّـامات .... ، و الـدليل القـرآنيّ : أنّهـم لـم يسـمعوا برسـالة عـيسى عليه السلام ، مع أنهـا مـنْ قـبل الإسـلام بأكثـر مـن / 600 سنة / ، لقولـه تعالى على لسـانهم : ( قالـوا : يا قومنـا إنّـا سمعـنـا كتـاباً اُنـزل مـنْ بعـد مـوسى ) الأحقاف 30 ، و الأجـدر أن يقـولوا : [ اُنـزل مـن بـعد عـيسى ] لـو سـمـعوا برسـالـة عيسـى .
_ و جـاء الخـوف مـنَ الجـنّ ، مـن الأسـاطير [ البـابـليّة ] القـديمة ، الـذين كانوا يعـتقدون أنّ الجـنّ يسـكنون الأمـاكن الخـراب و المـقابر و الحمّـامات ... ، و مـن بابـل جـاءت خُـرافة : [ تـلبّس ] الجـنّ للإنسـان ، و كـان الكـاهن : [ آشـيـب ] يشـعوذ عليـهم أنـه يُخـرج الجـن مـن الإنسـان المسـكون ، و هـذه الظاهـرة لا نجـدهـا حـتى الآن إلاّ في المُجتـمعات الفـقيرة و الغـير مُتعلّـمة فقـط ، و لـم نسـمـع أن جـنّي قـد تلبّـس مـدير شـركة أو وزيـر أو طـبيب ... .
.
هـام و هـام :
قُـلنـا أنّ الشـيطان إبلـيس ، هـو [ جـنّي ] ، و هـو ألـدّ أعـداء الإنسـان على الإطـلاق : ( إنّ الشـيطان للإنسـان عـدوّ مُـبين ) يوسف 5 ، فـإذا كان الجـنّ يتلـبّسـون الإنسـان ، فـالأولى لهـذا الجنّي أن يقـوم بالتـلـبّس قبـل غيـره مـنَ الجـنّ العـاديـين ، فهـو أقـربُ الجـنّ إلى الإنسـان : ( إنّـه يـراكم هـو و قـبيلُـه ) الأعراف 27 ، مـع ذلك لا يسـتطـيعُ هـذا : [ الشـيطان الجنّي ] أنْ يتلـبّس الإنسـان ، لقـوله تعالى : ( إنّ كـيْـدَ الشـيطـان كان ضـعـيفاً ) النساء 76 ، و الشـيطان ذاتـه يعـترف بـذلك يـوم القيامـة : ( مـا كانَ لي عـليكم مـنْ سُـلطان إلاّ أنْ دعـوتكُم فاسـتجـبتُم لي ) إبراهيم 22 ، فهـل نصـدّق المشـعوذين و لا نصـدّق القـرآن الكـريم ؟ !!!! .
.
تلـبّـس الجـنّ :
إنّ مـا يُـسـمّى : [ تلـبّس الجـنّ للإنسـان ] ، هـوَ : [ وهْـمٌ مـنَ الأوهـام النفسـية ] ، فالإنسـانُ السـليم المُعافى ، يتـكلّمُ و يتحـرّكُ و يُبـدي مشـاعـرهُ نتيـجة كَـمّ هـائل مـنَ المـؤثّـرات : [ الكهـربائية و العصـبية و الكيمـيائيّة ...... في الجسـم ] و بشـكْلٍ مُـنتظـمٍ تماماً .
أمّـا إذا [ اخـتـلّ ] أيّ مـنْ هـذه المؤثّـرات ، تخـتلّ كلّ الوظـائف : [ الـكلام و الحـركات .... ] ، و تبـدو غـريبةً جـدّاً ، كأنْ تتـكلّمُ المـرأة بصـوت الرجـل ، نتيـجة اخـتلال في الأوتـار الصـوتيّة ، فيُـقـالُ أنَ [ جـنّيـاً ] يتـكلّمُ بـداخلهـا ؟ !!!! ، و الواقـع أنها : [ حـالةٌ مَـرضـيّة ] ناتـجة عـن [ خَـلَل في الطـاقة ] ، و لـيس [ تلـبّس ] الجـنّ .
_ الـذُهـان psychosis : اضطـراب نفـسيّ حـادّ ، يتمـيز بالإنقـطاع عـن عـالَم الـواقع ، و الوقـوع تحـت سيـطرة الأوهـام .
_ الـمـيسـوفـونيـا : هـي ظـاهـرة [ كـراهـية سـمـاع أصـوات مـعيـنة ] ، قـد تصـل إلى [ الصَـرَع ] مـع الرجـفة و الاضـطراب ، و تحـدث في : [ الفـصّ الصـدغي الـدمـاغي الأيمـن ] ، و هـذا نـراه عـندمـا يقـوم المشـعوذ [ بصـوته الشـاذ النشـاز ] ، بتـلاوة بعـض آيـات القرآن الكـريم عـلى المـريض ، فيضـطـرب المـريض ، و يظـن النـاس أن [ الجـني ] بـداخـله هـو الـذي يضـطـرب !!!!!! .
.
كـل هـذا ، و اللـه أعـلـم .
.
لكـم كل المحـبة و الـشـكر الجـزيل مـن القـلب ، لتعـليـقـاتكم و مـداخـلاتكم الكـريمة التي تـدل على ذوقـكم و كـرَم أخـلاقـكم و سـعة ثقـافـتكم ، و المـنطـق السـليم لـديـكم ، و صلى الله و سلّم على [ صَـاحب الخُـلـق العـظـيم ] و على آلـه و أصـحابه أجـمعـين ، و تفـضـلوا بقـبول أسـمى آيات العـرفان و التـقدير و الاحتـرام .

:i5:
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,079
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك
شكراً لك على الطرح الرائع
 

ريحانة بجيله

Active Member
إنضم
18 فبراير 2018
المشاركات
5,428
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
تسلم على الموضوع

جزاك الله خيرا
وجعلة فى ميزان حسناتك
 
أعلى