تذكيرالطالب بخمس خصال حميده

إنضم
20 نوفمبر 2013
المشاركات
849
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
الرياض
فريد أبو عبد الرحمن البرجي فريد أبو عبد الرحمن البرجي غير متواجد حالياً
وفـقه الله ورزقه العلم النافع
افتراضي تذكرة الطالب بخمس خصال حميدة و أخرى ذميمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مظل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
· قال تعالى ﴿وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين﴾ ( الذاريات 53 )
· وقال تعالى ﴿فَذَكِر ِإنمَا أَنتَ مُذَكِر﴾ ( الغاشية 21 )
فهذه خمس خصال حميدة وأخرى ذميمة تذكرة للطالب و تنبيها للغافل وندعو الله عز وجل أن تكون ذكرى فان الذكرى تنفع المؤمنين.
أولا: إخلاص العمل لله لأن حظ العامل من عمله نيته من خير أو شر
· قال تعالى ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾البينة 5
· وقال تعالى ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ ( الزمر 2-3 )
· عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه} متفق عليه. رواه البخاري ومسلم
· عن سفيان الثوري قال: {ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي لأنها تتقلب علي}. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص والنية ( 1/72-73 )
· قال ابن عجلان: لا يصلح العمل إلا بثلاث ، التقوى لله و النية الحسنة والإصابة ( رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص والنية ( 1/74-75 )
ثانيا: إتباع النبي صلى الله عليه وسلم
· قال الله سبحانه وتعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏} (آل عمران 31 )
· وقال تعالى: {فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب }
( الزمر 18 )
· وأخرج الترمذي وصححه عن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدينالمهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
· وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله "و اذا كانت سعادة الأولين والآخرين هي بإتباع المرسلين فمن المعلوم أن أحق الناس بذلك أعلمهم بآثار المرسلين واتبعهم لذلك. فالعاملون بأقوالهم وأفعالهم المتَّبعون لها هم أهل السعادة في كل زمان ومكان وهم الطائفة النَّاجية من أهل كل أمَّة وهم أهل السنَّة والحديث من هذه الأمة ".الدرر 2/21.
ثالثا: طلب العلم ومجالسة العلماء(1) واحترامهم ومحبتهم
· قال تعالى: { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا اله إِلا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَآئـِمَا بِالْقِسْطِ لا إله إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ( آل عمران 18)
· قال تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ . ( المجادلة 11 )
· عن صفوان بن عسال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما طلب. ( حديث حسن- الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين ص 18
· عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" ( حديث حسن صحيح ) قال أبو عبد الرحمن صحيح على شرط الشيخين ( الجامع مما ليس في الصحيحين ص 20 ).
· ورحم الله الشيخ حافظ حكمي إذ قال في ميميته:
العلم أشرف مطلوب وطالبه***لله أشرف من يمش على قدم
· قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ... ( الكهف28)

· عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مثل الجليس الصالح والسوء: كحامل المسك، ونافخ الكِير. فحامل المسك: إما أن يَحْذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة" متفق عليه.

· إن احترام العلماء ومحبتهم واجب اوجبه الله عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، عن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه. ( أخرجه الإمام أحمد في المسند ).(1) علماء السنة والكتاب القائمون بالدعوة قولا وفعلا وعملا بكل جد وعزم وصدق وثبات)
· قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصيته المشهورة للكميل بن زياد : ومحبة العالم دين يدان بها. ( خرجه الحافظ أبو ناعم الأصبهاني في حلية الأولياء ( 1/79-80
ومن طريقه خرجه الخطيب البغدادي في الفقيه لمفقه (1/182)
- قال ابن القيم رحمه الله شارحا قول علي هذا:
لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثتهم فمحبة العلم وأهله محبة لميراث الأنبياء وورثتهم وبغض العلم بغض لميراث الأنبياء وورثتهم...
إلى أن قال رحمه الله : وأيضا فإن الله سبحانه عليم يحب كل عليم، وإنما يضع علمه عند من يحبه فمن أحب العلم وأهله فقد أحب ما أحبه الله وذلك مما يدان به. انتهى ( مفتاح دار السعادة 1/136 ) ط.مكتبة الرياض الحديثة.
رابعا: حسن الخلق:
· إن جميع الشرائع السابقة التي شرعها الله عز وجل على عباده كلها تحث على حسن الخلق مع الخالق والمخلوق وشريعة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام جاءت لإتمام مكارم الأخلاق ، قال عليه الصلاة والسلام: (إنما بعثت لإتمم صالح الأخلاق). (صحيح الجامع).
· وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا). (البخاري)
· وعن عبد الله بن عمرو أيضا قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من خياركم أحسنكم أخلاقا).
· وإنك إذا نظرت إلى أخلاق الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم رأيت خلقا وأدبا جما ، فقد روى مسلم عن عمر بن العاص انه قال: ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه.
· وإذا نظرت إلى معاملة بعضهم بعضا رأيت العجب ، فقد روى البخاري عن عبد الرحمن بن عوف قال: لما قدموا يعني المهاجرين إلى المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع قال لعبد الرحمن : إني أكثر الأنصار مالا فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها ، قال بارك الله لك في اهلك ومالك اين سوقكم فدلوه على سوق بني قينقاع.
· هذا خلق الصحابة رضي الله عنهم مع بعضهم البعض وادبهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعلمهم.
· قال سفيان ابن عُيينه :إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر , فعليه تُعرض الأشياء , على خلقه وسيرته وهديه , فما وفقها فهو الحق , وما خالفها فهو الباطل. ( أخرجه الخطيب البغدادي في كتاب "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع).
· "وندعو الله عز وجل أن يهدينا لأحسن الأخلاق فانه لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها فانه لا يصرف عنا سيئها إلا أنت"
خامسا: دعاء الله والتضرع إليه:
· الدعاء شأنه في الإسلام عظيم، ومكانته فيه سامية ومنزلته منه عالية إذ هو أجل العبادات وأعظم الطاعات وأنفع القربات ولهذا جاءت النصوص الكثيرة تحث عليه ، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ. ( غافر 60 )
وقال تعالى: ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ... . ( الأعراف 33 )
· عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة" حديث صحيح أخرجه أصحاب السنن وأحمد وغيرهم.
· روى الحاكم بإسناد حسن عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا "أفضل العبادة الدعاء، وقرأ : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ. (غافر 60)
· ففي هذه الأدلة دلالة على فضل الدعاء وعظيم كرمه عند الله ورفيع مكانته من العبادة وهو مفتاح كل خير.
· قال الحسن "مفتاح البحار السفن، ومفتاح الأرض الطرق، ومفتاح السماء الدعاء" ( ذكره القرطبي في تفسيره 14/53)
· قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "الدعاء مفتاح كل خير" (مجموع الفتاوى 10/661)
· وقال فضيلة الشيخ أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله "من أعظم أسباب صيانة العلم عبادة الله والتضرع إليه والإلحاح عليه في الدعاء" (المجموع الثمين من أقوال الناصح الأمين ص40)

تم نقله ونسال الله ان ينفع به
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك
شكراً لك على المتابعة
 
أعلى