من ينقذ إسرائيل من غزة؟

إنضم
15 أبريل 2007
المشاركات
279
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
من ينقذ إسرائيل من غزة؟


بقلم: سامي الأخرس

هذه المعركة درس للجميع بأن قوتنا في وحدتنا، وإننا شعب واحد وأرضنا واحدة ولا يمكن لنا أن نسلم بالانقسام والتشرذم.

ميدل ايست اونلاين



مر أسبوع من الهجمة البربرية الإرهابية العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة، ولا زالت طائراته تواصل قصفها المتجدد على نفس الأهداف التي قصفتها سابقاً عدة مرات، مما يؤكد على إفلاس المخزون الصهيوني من الأهداف، وعلى انه لم يعد يجد شيئاً يبرره لطياريه وجنده الذين ترتعد أوصالهم من لحظة الحسم على الأرض. وتنتظر فصائل المقاومة الفلسطينية تلك اللحظة، وهي على أتم الجهوزية لتؤكد أن الشجاعة والفروسية تكون بالمواجهة المباشرة، والمنازلة على الأرض رغم ضآلة الإمكانيات وشحتها مقارنة مع إمكانيات العدو.

ولكن هناك عامل يجهل العدو المتغطرس وهو سلاح لا يقهر ولا يهزم، إنه سلاح الإرادة وعشق الأرض، فهما السلاح الأقوى الذي أذاق كل قوى الاستعمار والاحتلال العالمي ويلات الهزيمة، ومرارة الإنكسار، والعودة خائبة الأمل والرجاء.

لم يدخر العدو جهداً في ضرب غزة، وأهلها، وأطفالها، وشيوخها، ونسائها، وشبابها، قُتل منهم من قُتل، وأصيب من أصيب، ودمر ما دمر ولكنه ماذا حقق حتى راهن اللحظة؟

لقد حقق الكثير من الأهداف ولكنها أهداف عكسية لصالح الشعب الفلسطيني عامة، وأهل غزة خاصة، حيث أعاد اللحمة الاجتماعية والتماسك والتكاتف. أعاد لهم الأمل بالنصر للملمة الجراح، ووقف الانكسار من الانقسام، والمضي بهما إلى السجال الأهم بمعركة اللحمة التي لن تُهزم بها غزة، وبإرادة الرجال والنساء والشيوخ والأطفال؛ نصر أصبح يداعبنا في كل لحظة، ننتظره عندما ستدنس أول قدم صهيونية أرض غزة هاشم. فحينها سيبدأ المقاتل الفلسطيني بتدوين أول كلمات النصر، وأول عبارات الملحمة التي سينبهر العالم وهو يشاهد إحداثياتها على الأرض.

لا أكتب ذلك رفعاً للروح المعنوية وشحذ الهمم، ولكنه واقع وقناعات وليدة حالة معاشة راسخة كرسوخ جبل الجرمق في أرض الوطن؛ قناعات متجذرة بعمق في الأرض، كعمق وعراقة هذا الشعب الأصيل المتجذر بأرضه، وسيشاهد العالم أجمع أن المعركة ستحسم لصالح غزة هاشم وشعبها وأهلها وأبنائها ومقاتليها. فغزة اليوم ترتدي ثوب المعركة وتستجمع طاقاتها للحظة الحسم، تتجاوز جراحها وألمها سريعاً لتنهض متعملقة تداوى الجرح وتحتفي بالصر.

فمن ينقذ إسرائيل من غزة؟

سؤال ليس منبعه التفاؤل. انه نابع من أرض المعركة الفعلية، وهو واقع فعلي لا يدركه سوى من يعيش الحقيقة ويراها على أرضها، وفي خضم أحداثها.

فغزة اليوم تُحرق نعم، ولكنها في نفس الوقت تَحرق عدوها، وتجبره على التخبط والهذيان لأن السبعة أيام الماضية لم تحصد في غزة سوى فشلا ذريعا للآلة الصهيونية.

والشهادة وسامنا الذي لا نرتضي وساما سواه.

أما العدو فإنه يتوجع من الإرهاق، ومن صمود هذه البقعة الجغرافية المكدسة بالبشر، ومن إرادتها التي لم تنكسر ولن تنكسر قطعاً، لأنها عصية على الانكسار والانهزام، ولها في سجلات الشرف عشرات الملاحم البطولية.

من هنا، فان إسرائيل هي التي أصبحت تؤجل الإعلان عن هزيمتها يوماً تلو يوم أملاً في تدخل دولي يخرجها من هزيمتها، وهزيمة مشروعها الصهيوني الذي بدأ يحتضر وبدأت ملامح الموت تبدو على وجهه الشاحب، وتبشر بزواله.

فالسماء نعم لهم، وقذائفهم تدوي في كل بقعة من غزة، وهو سلاحهم الذي أدركوا إنه لم يحقق شيئاً.

وهي معركة لا بد أن يدرك هذا العدو إنها لن تكون نزهة لجنوده، وساحة نصر يرفع به معنوياته، بل ستكون ساحة البداية لنهايته، وهزيمته وانكساره.

وهنا لا بد لي من تسجيل التالي:

أولاً: هذه المعركة درس للجميع بأن قوتنا في وحدتنا، وإننا شعب واحد وأرضنا واحدة ولا يمكن لنا أن نسلم بالانقسام والتشرذم.

ثانياً: إن هذه المعركة ضرورة لتعيد الجميع إلى مواقع المقاومة بعيداً عن سلطة واهية تسيء لكم ولنا ولمقاومتنا.

ثالثاً: ضرورة إعادة صياغة الأجندة الفلسطينية صياغة إجمالية عنوانها التحرير والبناء وفق أجندة وطنية.

رابعاً: القوى والفصائل الفلسطينية عليها إعادة تقييم عملها وتعئبتها لعناصرها ورسم ملامح فلسطين الوطن والانتماء في أعين عناصرها فالحزبية المقيتة أدمتنا وأدمت قلوبنا.

سامي الأخرس
 

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63
لم أرى سامي الاخرس من بداية كتابته لأول حرف إلى النهاية .. علق النصر على الله سبحانه وتعالى ولم يتطرق في حديثه لقوله سبحانه ( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم..) وقوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) بل ذكر سلاح الإرادة وعشق الأرض ... هما سبب النصر .. فهل حماسه الزائد كان مسيطر عليه فخانه التعبير .. أتمنى ذلك ... !!

ونحن جميعاً ندعوا اخواننا في غزة ان يعتصموا بحبل الله جميعاً ولا يتفرقوا ... وأن يتجنبوا التنازع والإختلاف ..
نسأل الله لهم نصراً عزيزاً مؤزرا وأن لايكلهم الى أنفسهم طرفة عين ...

شكراً لك اخي على هذا النقل وبارك في جهودك
 
أعلى