هل تطوى صحائف الأعمال آخر كل عام!

tareq

مشتاق للجنة
إنضم
21 ديسمبر 2007
المشاركات
1,234
مستوى التفاعل
23
النقاط
38
السؤال



انتشرت بين الناس رسالةُ جوالٍ تحث على صيام آخر يوم من السنة الهجرية؛ لأن صحائف أعمال العام للمكلَّفين سترفع في هذا اليوم إلى الله، فينبغي على كل مسلم أن يختم صحائف عامه بعمل صالح، فهل لهذا أصل؟ أفتونا مأجورين.

الجواب



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:



فلم يرد نصٌّ في كتاب الله ولا في السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه

وسلم أن صحائف الأعمال للعباد ترفع إلى الله آخر كل عام هجري، ولا حتى ميلادي،

كيف ونحن نعلم أن التأريخ بالهجري والميلادي، وتحديد بدايته ونهايته إنما هو

حساب بشري اصطلح عليه الناس، ولم يُتلقَ عن الشرع!!

وإنما الذي جاء في النصوص الشرعية: أن الأعمال تعرض على الله كل اثنين

وخميس، كما جاء ذلك في صحيح مسلم، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تعرض

الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا

يشرك بالله شيئاً؛ إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه ‏ ‏شحناء،‏ ‏فيقول: اتركوا ‏هذين حتى

يصطلحا".

وفي جامع الترمذي ‏أنه‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏قال: ‏"‏تعرض الأعمال يوم ‏ ‏الاثنين

والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم".

وقد روي حديث في صحته نظر أن الأعمال ترفع في شهر شعبان، فعن أسامة بن زيد

رضي الله عنهما، قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما

تصوم من شعبان، قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر

ترفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين؛ فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" أخرجه

النسائي وأحمد، وفي سنده ضعف.

كما جاء في الكتاب العزيز أنه يقضى في ليلة القدر أمرُ السنة كلها من حياة وموت

ورزق وسائر أمور السنة، لكن لم يَرِدْ فيه أن الأعمال تعرض في ليلة القدر على

الله، قال تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة أنا كنا منذرين، فيها يفرق كل أمر حكيم،

امراً من عندنا انا كنا مرسلين" [الدخان:3-5].

قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله: "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ": (يكتب

من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو موت أو حياة أو مطر)

أخرجه محمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور (7/ 399).

وقال رضي الله عنه: في قوله تعالى: "فيها يفرق كل أمر حكيم": يعني ليلة القدر،

ففي تلك الليلة يفرق أمر الدنيا إلى مثلها من قابل، موت أو حياة أو رزق، كل أمر

الدنيا يفرق تلك الليلة إلى مثلها من قابل) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/487)

وصحَّحه، والبيهقي في شعب الإيمان (3/321).


وعلى هذا فلا معنى لتخصيص آخر يوم من أيام السنة الهجرية أو الميلادية بكثرة

صيام أو صلاة أو غير ذلك من الأعمال الصالحة؛ إلا أن يوافق ذلك يوم الاثنين، أو

الخميس، فيُصام ذلك اليوم عملاً بما ورد من استحباب صيامهما.

وعلى المسلم ألا ينشر ما يرده من هذه الرسائل التي تدعو إلى تفضيل أيامٍ أو

تخصيصها بعبادة قبل أن يسأل عن ذلك أهلَ العلم.

والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



المجيب


سامي بن عبد العزيز الماجد



رقم السؤال101887التاريخ


الاثنين 28 ذو الحجة 1428 الموافق 07 يناير 2008
 

بن طامي

أعلامي
إنضم
25 نوفمبر 2008
المشاركات
1,392
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
الطائف
طارق
يعطيك العافيه
لك:
q2...gif
 

tareq

مشتاق للجنة
إنضم
21 ديسمبر 2007
المشاركات
1,234
مستوى التفاعل
23
النقاط
38
الإخوة الأفاضل...
إبن طامي & أبو عبدالرحمن & محبة القرآن
أشكر لكم مروركم الكريم...
 
أعلى