كأني بالمجرد قد علته نعال القوم أو خشب السواري

رفيع الشااان

مشرف سابق
إنضم
28 أبريل 2007
المشاركات
1,510
مستوى التفاعل
24
النقاط
38
حدث المجرد قال إسحاق بن إبراهيم‏:‏ قال لي ابن وهب الشاعر‏:‏ والله لأحدثنك حديثاً ما سمعه مني أحد قط وهو بأمانة أن يسمعه أحد منك ما دمت حياً‏.‏

قلت‏:‏ ‏"‏ إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ يا أبا محمد إنه حديث ما طن في أذنك أعجب منه‏.‏

قلت‏:‏ كم هذا التعقيد بالأمانة آخذه على ما أحببت‏.‏

قال‏:‏ بينا أنا بسوق الكيل بمكة بعد أيام الموسم إذا أنا بامرأة من نساء مكة معها صبي يبكي وهي تسكته فيأبى أن يسكت فسفرت وأخرت من فيها كسرة درهم فدفعتها إلى الصبي فسكت فإذا وجه رقيق كأنه كوكب دري وإذا شكل رطب ولسان فصيح فلما رأتني أحد النظر إليها قالت‏:‏ اتبعني‏.‏

فقالت‏:‏ إن شريطتي الحلال‏.‏

قالت‏:‏ ارجع في حرامك ومن يريدك على حرام فخجلت وغلبتني نفسي على رأيي فتبعتها فدخلت زقاق العطارين فصعدت درجة وقالت‏:‏ اصعد‏.‏

فصعدت فقال‏:‏ أنا مشغولة وزوجي رجل من بني مخزوم وأنا امرأة من زهرة ولكن عندي (؟؟؟؟؟) ضيق عليه وجه أحسن من العافية في مثل خلق ابن سريج وترنم معبد وتيه ابن عائشة‏.‏

أجمع لك هذا كله في بدن واحد بأصفر سليم‏!‏ قلت‏:‏ وما أصفر سليم قالت‏:‏ بدينار واحد يومك وليلتك فإذا قمت جعلت الدينار وظيفة وتزويجاً صحيحاً‏.‏

قلت‏:‏ فذلك لك إن اجتمع لي ما ذكرت‏.‏

قال‏:‏ فصفقت بيدها إلى جاريتها فاستجابت لها‏.‏

قالت‏:‏ قولي لفلانة‏:‏ البسي ثيابك وعجلي وبحياتي لا تمسي غمراً ولا طيباً فحسبنا بدلالك وعطرك‏.‏

قال‏:‏ فإذا جارية أقبلت ما أحسب الشمس وقعت عليها كأنها دمية فسلمت وقعدت كالخجلة‏.‏

فقالت لها الأولى‏:‏ إن هذا الذي ذكرتك له وهو في هذه الهيئة التي ترين‏.‏

قالت‏:‏ حياه الله وقرب داره‏.‏

قال‏:‏ لا والله يا بنية لقد أنسيتها‏.‏

ثم نظرت إلي فغمزتني وقالت‏:‏ أتدري ما شريطتها قلت‏:‏ لا‏.‏

قالت‏:‏ أقول لك بحضرتها ما إخالها تكرهه هي والله أفتك من عمرو بن معد يكرب وأشجع من ربيعة من مكدم ولست بواصل إليها حتى تسكر وتغلب على عقلها فإذا بلغت تلك الحال ففيها مطمع‏.‏

فقلت‏:‏ ما أهون هذا وأسهله‏.‏

قالت الجارية‏:‏ وتركت شيئاً أيضاً‏.‏

قالت‏:‏ نعم والله اعلم أنك لن تصل إليها حتى تتجرد لها فتراك مجرداً مقبلاً ومدبراً‏.‏

قلت‏:‏ وهذا أيضاً أفعله‏.‏

قالت‏:‏ هلم دينارك‏.‏

فأخرجت ديناراً فنبذته إليها فصفقت صفقة أخرى فأجابتها امرأة قالت‏:‏ قولي لأبي الحسن وأبي الحسين‏:‏ هلما الساعة‏.‏

فقلت في نفسي‏:‏ أبو الحسن وأبو الحسين هو علي بن أبي طالب‏.‏

قال‏:‏ فإذا شيخان خاضبان نبيلان قد أقبلا فصعدا فقصت المرأة عليهما القصة فخطب أحدهما وأجاب الآخر‏.‏

وأقررت بالتزويج وأقرت المرأة فدعوا بالبركة ثم نهضا فاستحييت أن أحمل المرأة شيئاً من المؤونة فأخرجت ديناراً آخر فدفعته إليها‏.‏

وقلت‏:‏ اجعلي هذا لطيبك‏.‏

قالت‏:‏ يا أخي ليست ممن يمس طيباً لرجل إنما أتطيب لنفسي إذا خلوت‏.‏

قلت‏:‏ فاجعلي هذا لغدائنا اليوم‏.‏

قالت‏:‏ أما هذا فنعم‏.‏

فنهضت الجارية وأمرت بإصلاح ما يحتاج إليه ثم عادت وتغدينا وجاءت بدواة وقضيب وقعدت تجاهي ودعت بنبيذ فأعدته واندفعت تغني بصوت لم أسمع مثله قط فإني ألفت بيوت القنان نحواً من ثلاثين سنة فما سمعت مثل ترنمها قط فكدت أجن سروراً وطرباً فجعلت أريغ أن تدنو مني فتأبى إلى أن غنت بشعر لم أعرفه وهو‏:‏ راحوا يصيدون الظباء وإنني لأرى تصيدها علي حراما أعزز علي بأن أروع شبيهها أو أن تذوق على يدي حماما فقلت‏:‏ جعلت فداك من تغنى بهذا قالت‏:‏ اشترك فيه جماعة هو لمعبد وتغنى به ابن سريج وابن عائشة‏.‏

فلما نعي إلينا النهار وجاءت المغرب تغنت بصوت لم أفهمه للشقاء الذي كتب علي فقالت‏:‏ كأني بالمجرد قد علته نعال القوم أو خشب السواري(( تقصد العاري المجرد من ثيابه)) قلت‏:‏ جعلت فداك ما أفهم هذا البيت ولا أحسبه مما يتغنى به‏.‏

قال‏:‏ أنا أول من تغنى به‏.‏

قلت‏:‏ فإنما هو بيت عائر لا صاحب له‏.‏

قالت‏:‏ معه آخر ليس هذا وقته وهو آخر ما أتغنى به‏.‏

قال‏:‏ فجعلت لا أنازعها في شيء إجلالاً لها‏.‏

فلما أمسينا وصلينا المغرب وجاءت العشاء الآخرة وضعت القضيب فقمت وصليت العشاء وما أدري كم صليت عجلة وشوقاً فلما سلمت قلت‏:‏ تأذنين جعلت فداك أشق ثيابي عجلة للخروج عنها فتجردت وقمت بين يديها مكفراً لها‏.‏

قالت‏:‏ امض إلى زاوية البيت وأقبل وأدبر حتى أراك مقبلاً مدبراً‏.‏

قال‏:‏ وإذا حصير في الغرفة عليه طريق إلى زاوية البيت فأخطر عليه وإذا تحته خرق إلى السوق فإذا أنا في السوق قائماً متجرداً منعظاً وإذا الشيخان الشاهدان قد أعدا لي نعالها وكمنا لي في ناحية فلما هبطت عليهما بادراً إلي فقطعا نعالها على قفاي واستعانا بأهل السوق فضربت والله يا أبا محمد حتى نسيت اسمي فينا أنا أضرب بنعال مخصوفة وأيد شديدة فإذا صوت من فوق البيت يغني بــ كأني بالمجرد قد علته نعال القوم أو خشب السواري:‏ فقلت في نفسي‏:‏ هذا والله وقت هذا البيت فنجوت إلى رحلي وما في عظم صحيح فلما انقضى حجنا وانصرفنا جعلت طريقي على ذلك الموضع فسألت عنها فقيل لي‏:‏ إنها امرأة من آل أبي لهب‏.‏

فقلت‏:‏ لعنها الله ولعن الذي هي منه‏.‏

المصدر
ناقله لكم من كتاب العقعد الفريد
مؤلفه أبو عمر أحمد بن محمد بن حبيب ابن عبد ربه
 
التعديل الأخير:

رفيع الشااان

مشرف سابق
إنضم
28 أبريل 2007
المشاركات
1,510
مستوى التفاعل
24
النقاط
38
يستاهل من يتبع الاغرات والشهوات
مشكور اخوك
al1000ars


هههههههه صدقت يستاهل من يتبع شهوانه ،،،، وهو اول من تغنى بهذا البيت (( كأني بالمجرد قد علته نعال القوم أو خشب السواري)) لكن شهوته غلبت على عقله في حينها ونسي هذا البيت وغيره ،،، عموماً طلع من حجه هذا بدرس فيه العبره والعضه لاصحاب الشهوات واتباع الهوى ،، ولكن مافهمناه من كلامه انه كان يريد الحلال بالزواج ،،،،،،،، شكرا لك فارسنا على المرور العطر لاعدمناك ،،،،
 
التعديل الأخير:

رفيع الشااان

مشرف سابق
إنضم
28 أبريل 2007
المشاركات
1,510
مستوى التفاعل
24
النقاط
38
جزاك ,الله ,خيرًاعلى ,المشاركة ,الجميلة



يعطيك, العافيع


ونفعبك,وباركفي, جهودك



تقبل, تحيات ,اخوك ,بن ,عطا ف

الله يعافيك ،،،،، اشكر مرورك ابو ثامر لاعدمتك يالغاااااااااالي ،،
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك
شكراً لك على المشاركة
 
أعلى