محمد عبد الله المالكي
كـاتــب
- إنضم
- 31 يناير 2009
- المشاركات
- 727
- مستوى التفاعل
- 27
- النقاط
- 28
سعد كنت أو فهد .... ؟
( كلها واحد البيت أو المدرسة )
مشهد
في إحدى الأيام وفي الصباح و أثناء رحلتي الروتينية اليومية قمت بتوصيل أبنائي إلى مدارسهم كالمعتاد ولعارض صحي لزوجتي كنت بحاجه للانتقال إلى المستشفى لعمل الفحوصات المطلوبة لوجود مواعيد مسبقة لمتابعة ذلك العارض فكانت الفحوصات مطمئنه ولله الحمد وعند توجهنا إلى منزلنا وعلى مدخل الحي رئيت منظر لم ألفه في هذا الوقت وكانت الساعة تشير إلى الثامنة تقريباً رئيت ولد صغير في سنه يظهر من شكله انه طالب مدرسه فحقيبته تدل عليه حيث كانت من النوع الذي يحمل على الظهر بعلاقة على الأكتاف تبادلت النظرات مع " ماي وايف " بشأنه فخرجنا بعدة إستفهامات وعند وصولي إلى المنزل لم يدخلني الاطمئنان حول ذلك الطفل فعدنا مرة أخرى إلي المكان الذي شاهدناه فيه فوجدته لازال مكانه يقدم خطوات باتجاه مخرج الحي ويرجع بخطوات إلى داخل الحي وكأنه ينتظر احد , فوقفت عنده فسلمت عليه وتبسمت له وسألته هل ينتظر احد فقال لا ؟
فقلت له لما لا تذهب إلى المدرسة هل أوصلك إليها ؟ هل لديك مشكله فيها !؟ فرفض الفكرة رغم إلحاحي عليه أنا وزوجتي ,
فقلت له لا تجلس هنا إما البت أو المدرسة .
فقال : كلها واحد البيت أو المدرسة ؟؟!؟!؟
فخرجت تلك الكلمات بزفرة جعلتني يخايل لي إني أقف عند رجل عمره في الثلاثين فالدهشني ذلك التصرف منه فكانت البراءة ترسم خطوطها على محياه رغم تلك الزفرة , فسألته عن اسمه فقال سعد وقد يكون خلاف ذلك فقد يكون فهد وسألته عن منزله فأشار إلي برأسه بإمائه تدل على عدم رغبته في إخباري بمنزله الحقيقي فسألته عن مدرسته فاخبرني باسمها فعرفتها فهي بالحي المقابل و نفس المدرسة التي يدرس بها احد أبنائي فكررت عليه قولي لا تجلس هنا إما البت أو المدرسة , وأخبرته انه من الأفضل له عدم بقائه في الشارع بما إن المنزل قريب و المدرسة قريبه وانه يجب عليه ألتوجهه إلى إحداهم فانتهي المشهد وهو يومي برأسه لقبوله قولي تبعها بقول إن شاء الله
فأقول أنا إن شاء الله و الله يحفظك يا ابني .
نتاج
يغفل كثير من الآباء عن أبنائهم وتوصيلهم إلى مدارسهم ومتابعة حضورهم فيها إما لظروف عمل أو عدم مبالاة أو إهمال فنتاج ذلك في الغالب يكون أبناء فاشلين دراسياً عاطلين منحرفين أخلاقيا بطالة اجتماعيه عالة على المجتمع وعلى الوطن
إن أمثال هذا الطالب مر علينا كثير عبر حياتنا الدراسية فهم ضحية ظروف اجتماعيه إما زواج فاشل نتج عنه طلاق وبتالي تفكك اسري أو أب أسير لشهواته منحرف يسعى خلفها فهو سجين يقضي عقوبة ما اقترفته يداه فبتالي بعيد عن المفهوم الأسري والأمن الأسري بل البعض منهم السجن ارحم لأسرته من وجوده بينهم أو نتيجة فقد احد الوالدين ( يتيم أو لطيم )
أو قد يكون هذا الطالب نتاج مدرسه فاشلة تربوياً فلم تستطيع أن توصل الحس التربوي و الاطمئنان النفسي لدى طلابها فهم لا يكترثون لها لدرجة أنهم لا يستطيعون أن يفرقوا بينها وبين البيت والتي من المفترض أن تكون البيت الثاني الصالح الموجه لطلاب بعد بيته الأول وتحسس مشاكلهم ومعالجتها وخاصة إن وزارة التربية والتعليم قد عينت مشرفين اجتماعيين في كل مدرسه - لا اعلم ما هو دورهم - فلم يأتيني ابني يوم يحدثني عن دور قام به المشرف الاجتماعي في مدرسته .
كما إني آمل من وزارة التربية والتعليم أن تفعل دور المشرفين الاجتماعين حتى ما بعد اليوم الدراسي وان يكون هناك مشرف تربوي مناوب في كل مدرسه لكي يلجا إليه الطلاب عند حدوث مشاكل لهم سواء في المنزل أو الحي في لحظه يكونوا فقدوا شعور الأمان ويحتاجون إلى من يصحح لديهم بعض المفاهيم بشكل بعيد عن التسلط الأسري وان يكون هذا المشرف همزة وصل بين الطالب وذويه قبل أن يكون هناك همزة قطع تنتظر الطالب عند باب منزله لتقتطعه بعيداً عن ذويه وترميه في أحضان رفاق السوء الذين سيرحبون به بالطبع فالقوالب لديهم كثيرة وبحاجة إلى ماده خام ليسهل تشكيلها حسب طلب الزبون !..!