أريج الروح
مراقبة المنتديات العامة
- إنضم
- 28 ديسمبر 2017
- المشاركات
- 11,395
- مستوى التفاعل
- 2
- النقاط
- 38
رقصات فولكلورية تحكي التاريخ البحري لشرق السعودية
– نورة النعيمي
ارتبط أهالي المنطقة الشرقية في #السعودية منذ القدم، بالعديد من الفنون الشعبية المتأصلة في تراثها التاريخي، وتناقلوها وحافظوا عليها جيلاً بعد جيل، وكان أبرزها "عرضة السيفية" وهو فن كان يستخدم في الماضي لشحذ الهمم وتشجيع الرجال على القتال وقت الحروب.
مختلف الأجيال ترقص على إيقاع واحد
وبعد الانتصار يبقى هذا الفن وسيلة للتعبير عن الفرح والاحتفال.
وترتبط رقصة العرضة في المنطقة الشرقية بعدد من الفرق التي حملت لواء هذا الفن، ومنها فرقة الراية الدولية، وهي أقدم الفرق التي تعاقبت عليها أجيال، باعتبار العرضة ركنا أساسيا من الفلكلور الشعبي.
وتقام الرقصة في المناسبات الوطنية المختلفة، وكذلك في المناسبات الاجتماعية، كالأفراح الخاصة والعامة، وللفن الشعبي في المنطقة الشرقية ألون مختلفة، منها ما ارتبط بالبر وهو الفن الحربي، ومنها ما ارتبط بالبحر الذي كان مصدر للرزق في مرحلة ما قبل النفط، وهو الفن البحري ولكل منهما رقصات وحركات متنوعة.
وتزهو فرقة "الراية" بكونها أحد أقدم الفرق الشعبية، التي تسير على خط المحافظة على الموروث الشعبي السعودي، ويبرز حضورها في مناسبات رسمية وشعبية، كان آخرها فعاليات المعرض الثقافي السعودي المقام في موسكو الروسية.
وقال جوهر الدوسري، قائد فرقة الراية الدولية للفنون الشعبية: "إن هذه الفرقة ليست حديثة التأسيس، ولكنها موجودة منذ عقود، وقمنا بتحديثها سواء من ناحية الفنون المقدمة، أو الأجهزة والآلات المستخدمة في تقديم الفقرات والحفلات، فأصبحت الفرقة تقيم حفلات داخل السعودية وخارجها في دول الخليج أو في دول أوروبية.
فن السيفية .. فن بحري
ويصف الدوسري في فيديو لـ "العربية.نت" العرضة السيفية بأنها عرضة أهل السيف أي الساحل، وتسمى عرضة بحرية يؤديها الساكنون قرب البحر، ويهتم بها على وجه الخصوص المناطق الساحلية في المنطقة الشرقية بالسعودية، ولها طابعها الخاص الذي يحافظ عليه المواطنون، ويؤدونه خاصة في المناسبات الدينية والاحتفالات الوطنية والأعياد والأعراس والأفراح، ولا تزال العائلات في المناطق الساحلية تحافظ على ممارسة هذا الفن الجميل في مناسباتهم، نظير طابعه الخاص في الحياة العامة الاجتماعية.
كيف يتم أداء "السيفية"
ويحافظ هذا الفن الشعبي على الموروث لإبقائه حاضراً في ذاكرة الأبناء، ويسعون للبقاء على استمراريته، فيما تستخدم الطبول و"الطيران" في أدائه، عبر الضرب عليها، ويوجد أفراد يضربون على الدفوف بصفوف متراصة يرددون الأناشيد الحربية، وقصائد فخر ومديح، أما الأداء فيكون عبر صفين متقابلين بعيدين عن بعض، ويسمى بصفوف "الشيالة" ويقابلها رجل يلقنهم القصيدة ويسمى "الشيال"، فيما الأفراد يضربون على الدفوف والطبول ويسمون "رجال العدة" ويرقص الرجال والشبان الصغار والكبار بفرح وهم رافعون سيوفهم إلى فوق يلوحون بها.
ويبين عبد الإله هوساوي أحد أعضاء الفرقة، أن هذا الفن السيفي يؤدى منذ زمن بعيد، أي ما قبل ظهور النفط، ويبدأ على ظهر السفينة بإنشاد المغني يرددون من حوله الأبيات الشعرية في دائرة صغيرة محدودة على ظهر السفينة، وعندما يبدأ الضرب تجد السفن الراسية في الميناء، تأخذ برفع أعلامها تحية لمقدم هذه السفينة الآتية من عرض البحر.
ومع التطور المنهجي والحضاري الذي حصل في بلدان الخليج والسعودية، لم يعد لفن العرضة السيفية دوره السابق، بل بات كفلكلور جميل وموروث يشير إلى العادات والتقاليد في زمن الأجداد، ويقوم بممارسة هذا الفن بعض فرق الفن الشعبي، خاصة في الأعراس والمناسبات الرسمية والوطنية.
وتستمد الفنون والأهازيج الشعبية كلماتها من الذاكرة الشعبية مباشرة، حيث يستلهم كل فن أصيل لسكان المناطق الساحلية قيمته وجذوره التاريخية والفنية من الحياة الاجتماعية التي يحيها هؤلاء السكان، ورغم هيمنة الأشكال الفنية المعاصرة فإن هذه الفرق الشعبية لاتزال عنوانا جاذبا للجمهور السعودي من مختلف الأعمار ما يؤكد أنها ستبقى حاضره تتوارثها الأجيال.