داعية معروفة تلفظ أنفاسها وهي ساجدة على جبل الصفا فجر الخميس الماضي

إنضم
13 مارس 2008
المشاركات
62
مستوى التفاعل
2
النقاط
8

بسم الله الرحمن الرحيم

من أين أبدؤها وكيف أصوغها............وبأي شعر يستقيم لساني
لقد خلق الله الخلق واصطفى منهم رجالا مؤمنين ونساء مؤمنات كانوا كالمصاحف تمشي على الأرض وكالمواعظ الصامتة ....إذا رآهم المؤمن اقترب من ربه وحاسب نفسه وزكى قلبه .. في حياتهم كانوا غيثا هنيئا مريئا حيثما هلَّ نفع وبعد مماتهم أورد ربيع هوامعهم وأزهر فكان لكل وارد جَنَّة ولكل سامع جُنَّة
وكانت في حياتك لي عظات ........... فأنت اليوم أوعظ منك حيا

ومن تلك النماذج الداعية الكريمة والصالحة المستقيمة – أحسبها والله حسيبها ولا أزكي على الله أحدا - أم وليد الناجم التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى فجر يوم الخميس الماضي ولقد كانت حياتها وقصة مماتها دفتر دروس وكراسة عبر فهل من مدكر .. ولوجود صلة قرابة بيننا كنت بمواقفها أدرى ولتحري خبرها أحرى .. خذوها فكأنما أحكي لكم عن امرأة من الرعيل الأول !
أولا .. مواقف من حياتها :
* في آخر مرة وضعت مولودها خالد ذي التسع سنوات وقد كانت الولادة عملية قيصرية تعبت فيها كثيرا فلما وضعت بسلام جاءها الفاضل أبو وليد زوجها وقال لها : حمدا لله على سلامتك .. اطلبي يا أم وليد فلكِ عليَّ ألا أرفض لك أي طلب ؟؟
استطراد : لو كان غيرها لربما طلبت جوالا جديدا أو طقم مجوهرات فاخر – لكن همها يختلف ومناها أسمى من ذلك بكثير ..
قالت له سأطلب طلبا هل تعاهدني على إجابته أجاب أن نعم قال أطلب منك أن تعفي لحيتك لتكون موافقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. ومنذ ذلك اليوم واللحية تزين وجه زوجها الكريم .. فما أزكاه من طلب !
* عُرفت أم وليد بالتفاني في الدعوة إلى الله تعالى فلا تكاد تحضر مناسبة أو اجتماعا أو زواجا إلا وتطلب من الحاضرات أن تتحدث لهن لدقائق فينساب حديثها المؤمن مذكرا الحاضرات بعظمة الله وحاثا على مراقبته .. فضلا عن إلقائها المحاضرات الدورية في المصليات النسائية ودور التحفيظ القرآنية .. ولقد كان لها درس أسبوعي ثابت في عصر كل جمعة في منزلها يجتمع فيه نساء حيها حتى يكتظ المنزل بالحاضرات وهي لا تفتأ تُذَكِّر بالله وتنصح من حاد عن طريقه .. جاد الله عليها بالمغفرة .
* ولها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدم سابقة يشهد لها بذلك كل من عرفها .. وما أجمل الأمر والنهي إذا غلفا بأسلوب رقيق وتعطرا بعبق الابتسامة .. وتلك سجيتها فإذا رأت فتاة مقصرة في لباسها لم تسلم عليها بطريقة ملفتة ثم تقول لها بابتسامة يا حبيبتي سأسلم عليك إذا عاهدتني بلباس ساتر فيتفرقا وقد رسم الموقف أثرا بالغا في نفس الفتاة .
· جاء إمام المسجد المجاور لبيتهم معزيا أبا وليد وقال ستفتقد حلقات المسجد داعما رئيسا لم يتأخر عن دعم الحلقات .. وسيفتقد أطفال الحي تلك الساعات والجوائز التي تقدم للمحافظ على الصلاة منهم .. والتي كانت أم وليد تقدمها ... يقوله الإمام وهو يظن أن زوجها وأبناءها على علم بذلك فيفاجأ بأنهم يسمعون الخبر لأول مرة فقد أخفته عن أقرب الناس لها إخلاصا لربها وكأنما تمثلت قول الزبير بن العوام رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :" من استطاع منكم أن يكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل " والطريف في الأمر أن أحد أبنائها ربما فاز بأحد تلك الساعات لمحافظته على الصلاة فيأتي مبشرا أمه فتستبشر وتدعو للإمام بكل خير لنشاطاته .. فما أجمل الإخلاص وما أبهى مقامه .
· في الأشهر الأخيرة قبل وفاتها جمعت مبالغ طائلة وقالت لذويها وزعوها على الفقراء والمساكين وجمعت مبالغ أخرى وحددتها لحفر الآبار لسقيا المسلمين ولقد كانت تسعى جاهدة في دعم المدارس النسائية لتحفيظ القرآن الكريم التي تشح مواردها .. وفي مرة قالت للحاضرات في أحد المناسبات أننا نبني مسجدا فمن يعين على إكماله .. فسبحان من جعل لها في كل مجال خير سهم وفي كل أرض معروف رسم .
· كانت رحمها الله صوامة قوامة ولقد قال أبناؤها أنها في العام الأخير من حياتها كانت تصوم يوما وتفطر يوما في أكثر العام .. فإذا ابتسمت المائدة بأشهى الأطباق التي أعدتها لزوجها وأبنائها اعتذرت منهم بلطف فقد كانت صائمة لله . ولقد كانت من أهل قيام الليل .. تحدثني أحد كبيرات السن أنها باتت عندهم فاستيقظت قبل أذان الفجر بساعتين فإذا سواد في طرف الغرفة وإذا به أم وليد تصلي .. إذا طاب الرقاد فرشت السجاد وكأنما يتجافى جنبها عن المضاجع لقد كانت تحفظ قول الله عز وجل عن المتقين : " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون " فعزمت أن تكون منهم وكانت العزيمة بالفعال قبل المقال .. فما أفصح لغة الفعل !

ثانيا : قصة مماتها رحمها الله .
· كانت تدعو الله كثيرا في محاضراتها أن يتوفاها الله تعالى وهي تلقي درسا أو أن يتوفاها في بيته الحرام فأجاب الله دعاءها .
·تعيَّن أحد أبنائها في الأسبوع المنصرم في وظيفة جديدة فأبت عليه إلا أن يبدأ بعمرة قبل أن يباشر وظيفته وطلبت أن تصحبه وكان لها ذلك .
· رأت قبل رحلتها بأيام رؤيا فأخبرت ابنتها أنها رأت رؤيا خير وأن رؤياها إن صدقت فستعرفونها بعد أيام قليلة .. ولم تخبر شيئا .
· ألقت قبل وفاتها بخمسة أيام درسا عن الموت وتحدثت فيه عن العزاء وأحكامه والبدع التي أحدثها الناس في العزاء بحضور قريباتها وكأنما شعرت باقتراب أجلها .. فسبحان الله .. بل تذكر ابنتها أن لها مصلى خاصا فيه سجادة لا تكاد تطوى .. وقبل سفرها مع ابنها للعمرة طوت سجادتها على خلاف العادة ولما استغربت ابنتها من طويها ألحت أم وليد بأن ترفع سجادتها .. فسبحان الله .
· ولما همت بالخروج للمطار ودعت أبناءها وزوجها ورفعت يديها للسماء ودعت لزوجها وأكثرت وهي تقول جزاك الله عني خير الجزاء فقد يسرت لي أن أدعو لربي ... ولا حرمك الله أجري حيث لم تحرمني من الدعوة في سبيل الله .. وألحت بالدعاء ربع ساعة وهو يسمعها .
· وصلوا إلى المسجد الحرام في الثلث الأخير من الليل وطافت مع ابنها وابنتها وكانت تلح بالدعاء أن تأتيها منيتها في هذا المكان الطاهر وشرعوا بعد ذلك في السعي وفي منتصف السعي نادى مؤذن المسجد الحرام لصلاة الفجر فقالت لابنها وابنتها سنصبح صائمين ... فاليوم خميس ومن شعبان . فأصبح الثلاثة صائمين
· ولما صعدت للصفا في بداية الشوط الخامس وبين الأذان والإقامة في أشرف زمان وأطهر مكان وهي صائمة وقد استقبلت القبلة رفعت يديها داعية في بداية الشوط وابنتها تقف بجانبها ... تقول لم يرعني إلا أن خرت والدتي ساجدة لله تعالى .. تقول انتظرتها لتقوم من سجدتها فقد خلتها وافقت آية سجدة في دعائها فسجدت .. ولما طالت سجدتها نبهتها فلم تنتبه حاولت أن أقيمها فكأنما سعلت مرتين بلطف فسقطت على الأرض ... جاء الطبيب فكشف عليها سريعا .. وقال لقد فارقت الحياة .. فيا لله ما أحسنها من خاتمة .. بين يدي فريضة من فرائض الله وفي خير أرض الله .. وهي صائمة وتؤدي مناسك العمرة .. فاللهم اجعلها ممن يدعى من أبواب الجنة الثمانية .
وبعد يا إخوتي ..
تلك أم وليد .. صدقت مع الله فصدق الله معها .. وإنه لا يوفق لحسن الخاتمة إلا من أحسن في دنياه العمل وبطاعة الله اشتغل ..
أما من عبد الشهوات وهجر الطاعات فسيموت بارا بمعبوده .. وشتان بين الفريقين ... ولا سواء موتى أولاء في الجنة وموتى أولئك في النار إلا من رحم الغفار .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
" فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى * وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى
"
============منقول ===================
رحمها الله رحمة واسعة و أسأل الله أن يرزقها الفردوس الأعلى من الجنة و والله انها سيرة عطرة تحرك القلوب وتشحذ الهمم ومثالا يحتذى للجميع رجالاً و نساءاً فيالله ما أعظمها من أمرأة تركت مغريات الحياة وجانبت حال بعض نساء اليوم اللاهثات وراء الموضات والمسلسلات والقيل والقال ووأحسبها صدقت مع ربها فصدق الله معها.وصارت سيرتها مدرسة للجميع وانتم شهود الله في أرضه..
 
إنضم
2 ديسمبر 2007
المشاركات
592
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
جزاك الله خير اخى ابو مهند على هذا النقل المميز

نسأل الله ان يحسن خاتمتنا وخاتمتكم
وان يجمعها وولادها وزوجها فى جنات النعيم
ابشرك ان الخير فى امة محمد صلى الله عليه وسلم الى يوم القيامه

نعم زوجها زميل لنا وهو رجل فاضل ولانزكي على الله احد
 

أبو نواف الفقيه

مشرف سابق
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
6,161
مستوى التفاعل
186
النقاط
63
إنا للــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه وانا اليه راجعون

اللهم اغفر لها وارحمها وارفع درجتها

اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة

اللهم الهم اهلها وذوبها الصبر والسلوان
 
التعديل الأخير:
إنضم
5 يوليو 2008
المشاركات
809
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
مشكوووور اخوي على النقل المميز

ولك كامل تقديري
 

.. جوري ..

مجموعة حواء
إنضم
5 يونيو 2008
المشاركات
1,518
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
الإقامة
ksa ..


اللهم أحســــن خاتمتنا ...

آميــــــــن ...​
 
إنضم
23 نوفمبر 2007
المشاركات
581
مستوى التفاعل
7
النقاط
18
رحمها الله وجزاك الله خير الجزاء على نقل قصتها
 

مـحـمـد

Well-Known Member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
5,273
مستوى التفاعل
103
النقاط
63
إنا للــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه وانا اليه راجعون
اللهم اغفر لها وارحمها وارفع درجتها

اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة​

اللهم الهم اهلها وذوبها الصبر والسلوان​



^
^
^
آآآآآآآآآآآآآآآمين

وإحسن خواتيمنا...

أبو مُهند نقل مُميز أشكركـ عليهـ ..

تحياتي وإحترامي لـكـم جميعاً...

 

احسان الظن

مشرف سابق
إنضم
18 مارس 2008
المشاركات
6,598
مستوى التفاعل
218
النقاط
63
جزاك الله خير

رحمها الله واسكنها فسيح جناته

أحسن الله لنا ولكم الخاتمة وجعل اخر كلامنا من الدنيا
شهادة أن لاإله إلا الله
آمــــــــــــين
 

نمر بن عدوان

مشرف سابق
إنضم
1 نوفمبر 2007
المشاركات
3,863
مستوى التفاعل
70
النقاط
48
الإقامة
السعودية - جدة
إنا للــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه وانا اليه راجعون

اللهم اغفر لها وارحمها وارفع درجتها

اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة

اللهم الهم اهلها وذوبها الصبر والسلوان

أحسن الله لنا ولكم الخاتمة وجعل اخر كلامنا من الدنيا
شهادة أن لاإله إلا الله
آمــــــــــــين
جزاك الله خير
 
إنضم
28 يونيو 2008
المشاركات
851
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
Jeddah
رحمها الله واسكنها جنات النعيم . اشكرك ابو مهند على هذه القصة المؤثرة . اللهم احسن خاتمتنا آمين
 
إنضم
30 أكتوبر 2007
المشاركات
14,346
مستوى التفاعل
112
النقاط
63
الموقع الالكتروني
www.banimalk.net
رحمها الله رحمة واسعه

اللهم إحسن خواتمنا وتوفنا على دينك

بارك الله فيك اخي على هذا النقل والمجهود الطيب
 
إنضم
20 يونيو 2008
المشاركات
4,350
مستوى التفاعل
29
النقاط
48
الإقامة
صياده بني مالك
الموقع الالكتروني
al-sehwa.net
نسأل الله ان يحسن خاتمتنا وخاتمتكم
وان يجمعها وولادها وزوجها فى جنات النعيم
ابشرك ان الخير فى امة محمد صلى الله عليه وسلم الى يوم القيامه


تقبل مروري المتواضع بارك الله فيك .
 
إنضم
11 نوفمبر 2007
المشاركات
794
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
مشكور على الموضوع واتمنا منك المزيد
 

ابو عبدالرحمن

مشرف سابق
إنضم
25 ديسمبر 2007
المشاركات
47,346
مستوى التفاعل
880
النقاط
113
الإقامة
جــــــــــدة
جزاك الله خيرا اخي الكريم ابو مهند على هذا الموضوع القيم
قصة هذه الداعيه قصة مؤثرة جدا ندعو الله أن يرحمها وأن يكثر من أمثلها
أسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته و أن يجزيها على ماقامت به خير الجزاء
وأسأله سبحانه أن يرزقنا الأخلاص في القول والعمل وأن يحسن خاتمتنا
انا لله وانا اليه راجعون
 

ابو زياد العبدلي

مشرف سابق
إنضم
18 سبتمبر 2007
المشاركات
2,923
مستوى التفاعل
12
النقاط
38
لا حول ولا قوة الا بالله

نسأل الله لها الدرجا العليا من الجنة

اذكر ان احد المشائخ في محاضرة له استشهد بموقفها عندما قال لها زوجها أن تطلب ما تريد منه بعد أن وضعت المولود (خالد) فطلبت منه ان يعفي لحيته اقتداءا بالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-

جزاك الله خيرا.. احرص اخي الريم انت وانا وجميع الاعضاء نقل مثل هذه القصص المؤثرة لكي تكون لنا حافزا على الحرص على الدعوة لله وتشحذ هممنا

الى اللقاء
 
أعلى