اسد بنكرز البجلي
المنتدى عريني
مع الأسد ( في ) : جبال عمد و وادي عمد ( الذبياني ) – وحديث في العمق ( حديث الذكريات ) المتأملة و المتألمة .
( تحية الأسد ) –كالعادة ؛ تحية الإسلام الخالدة ؛ تحية في سلام و سلام في تحية لا افضل منها ولا اجمل ( كيف ترونها وهي تحية اهل الجنة التي فيها لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) .. لو لم يخبرنا الله عنها في محكم كتابه ؟؟.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعي اليوم ( بلا مقدمة ) وأنا القادر على صنع و صياغة مقدماته ؛ ولكني أرجأت ما اريد قوله الى نهاية الموضوع ( حتى لا ننشغل بها ) عن ما اريد تقديمه اولاً . (الفاكهة أولا ثم الطعام و الشراب) .
قبل ان يكون هنا مادح و قادح .!!
وموضوعنا الأساسي اليوم هو عن وادي عمد و جبال عمد كما وردت في كتاب معاصر ؛ حيث قال فيه مؤلفه :
----------------
( وادي عمد و جبال عمد )
1 – وادي عمد :
يقع ( وادي عمد ) بالحجاز وهو من اهم الاودية في المنطقة على الإطلاق حيث يشتهر بمزارعه الخصبة ؛ لسبب و قوعه بين جبال عمد التي تمده بالتربة الصالحة للزراعة و بالسماد الطبيعي عند هطول الامطار من حين الى حين آخر .
و ( فروع وادي عمد هي ):
( بحيرة – عقارب – الوصال – اللصب – سد ابو البير – وادي آل علي – السد – الصار – عطيتين – سد الهوس – شعيب عطيه – سد الدقاق – شفى الحبرة – شفى آل محمد – جحيفات – شعابة الفئر – شعابة الوباد – شعبة حيط – شعبة طنبور – شعب الحجر – الحمراء – الدقمان – شعب القمر – شعب الصاعقة – الشعبتين ) .
وبه اكثر من ( 50 ) خمسين بئراً ؛ بها مياه عذبة .
و [glint]من حب الناس لمزارعهم [/glint]فهم يرفضون ان تمر السيارة على مزارعهم ؛ مما جعل معظم المزارع و الآبار و بعض المنازل القديمة لا تصلها السيارة ، راجياً من الله ثم من اهل المزارع ان يفتحوا الطرق لبقية المزارع و الآبار حتى يستفيد الجميع من خدمات هذا العصر في مجال التعمير او اصلاح ما تهدم من مزارعهم .... ( انتهى ) بلا تعليق.
--------------------------
2 - جبال عمد ( التابعة لقرية البردة ) – من بني ذبيان في الحجاز :
- جبال عمد المشهورة في المنطقة و هي :
( الأشعر - الجماء – ترعى حمر – القزعة السوداء – ارواع الشق – المسمكة – الجميماء – الشعرة – القرن – القرنة – القرنة اليمانية ) .
وهي جبال من اكبر جبال المنطقة و اشهرها ؛ وبها اماكن وتلال تسمى :
( الحدب القاصر – ريع الصفاح – العصايد – الفريع – الصدوة – الكماح – ام الخلصة – حدب النملة – جو البقر – بين الشعبتين – مجاري الذيب – المحجب – كومة – الجماء - الردم - الحدب الابيض – قزعة ابو غرازين – نهش القرن البارك . ) . انتهى .
-------------
يقول الأسد :
( ماسبق ذكره هو اسطر من كتاب : شذرات من تاريخ ذبيان ... ) للاستاذ محسن بن عطية الله البردي الذبياني الذي صدرت طبعته الأولى في العام ( 1429 هـ ) . و تتوفر منه نسخ في المكتبات و منها مكتبة ابن حميدي في سوق مشرف بمدينة حداد في السراة . ( لأدبائنا في الديرة فقط ) .
وحيث اننا لازلنا مستمتعين بالتأمل في تلك الأسماء التي قد نتعرف عليها لأول مرة ( تخص آل بردة من بني ذبيان في السراة ) كما دونها و اثبتها المؤلف .
فانني قد استوقفتني معلومة مهمة وتأملت فيها ملياً ؛ وهي قوله في معرض كلامه ,( ونترك لكم التعليق عليها ) !!
( يقول ) :
- الجبال التي تشرف على تهامة :
( الأعشم – الدمان – الصبيغاء – القمعانة – النايفة ) ؛ وبها آثار قديمة لا يمكن للبشر الوصول اليها – ولا احد يعلم من اهل المنطقة من الذي و ضع تلك الأخشاب وبعض البنيان في اعلى هذه الصخور – وسكان المنطقة ينسبونها الى العمالقة . ص (206 ).
----
و يقول ايضاً بان : البن كان يزرع في ديار بني ذبيان و تحديداً في جبل ( أيا ) في تهامة .
حيث قال :-
( جبل أيا : ويقع بتهامة ؛ و قمة هذا الجبل عالية جداً حيث تتساوى مع ارض الحجاز ؛ وبه عدد من القرى و الهجر؟!! .. وبه مزارع و آبار و عيون عديدة .. وهذا الجبل يزرع اهله النخل في اسفل الجبل ؛ وينتجون في السابق البلح حيث ان المنطقة هناك حارة وصالحة لزراعة النخل لسد حاجاتهم و يصدرونه الى الاسواق في المنطقة .
وفي اعلى هذا الجبل يزرع البن و ينتجونه في السابق بكميات كافية لسد حاجاتهم من القهوة كما انهم كانوا يصدرون جزء منه الى الأسواق في المنطقة . ( انتهى ) ص( 208 ) .
-----------------
( تنويه و ملاحظات )
-------
يقول الأسد :
الملاحظة الأولى
ان وادي عمد ( هذا ) هو غير وادي عمد البعيد جنوباً ( الموجود في ديار حضرموت في اليمن ) – و وادي عمد الحضرمي وادٍ جميل و مشهور ولأهله فخر به و إطراء له .. ( وبالبحث عنه في قوقل ) سنحصل على معلومات وافيه عنه و عن سكانه و موقعه مدعومة بالصور الجميلة .. هو و وادي ( الحنو ) المجاور له هناك .
الملاحظة الثانية
هي ان المؤلف يصر على ان قبيلة ذبيان غطفانية ( لاندري كيف اتت من الشمال البعيد ) واستوطنت على ديار بجيلة .
وهو لا يرحب بحقيقة كونها ( أي بني ذبيان ) بطن من بطون بجيلة كجارتها و اختها الكبرى ( بني مالك ) ؛ وله بالطبع حيثياته وتوجهه و قناعاته الشخصية ( وهذا من حقه ) . ولكننا نلفت الإنتباه الى النقاط التالية :
- بني ذبيان ( منذ القدم ) : هي قبيلة صغيرة شقيقة تجاور وتلاصق اختها بني مالك من الجهة الشمالية بقرب قرى وجبال ( بني عمرو ) احد اقوى بطون بني مالك الكبار في تهامة والحجاز .
- وترتبط مع بني مالك بروابط مهمة اهمها الدين والدم والجوار و المصاهرة و العادات و التقاليد و الملامح . والى وقت قريب كان يدون بحفائظ النفوس : ( فلان بن فلان الذبياني المالكي ) ولم يكن في هذا مغضة او حرج حتى صدور نظام تسجيل الفخوذ رسمياً .
- ذبيان هذا ( على عمود النسب الصريح ) – في مشجرة بجيلة - هو : ذبيان بن ثعلبة بن عمرو . انظر كتاب ( مختصر تاريخ نسب بجيلة بني مالك ) للاستاذ / سعيد بن عبد الكريم القسري المالكي .ص( 37 ) مادة ( بنو عبقر بن انمار ) .
- ( و عمرو ( هذا ) هو اليوم احد اكبر بطون بني مالك ) ؛ ويسكن أشقاءنا ( بنو ذبيان ) بجواره من الشمال في قرية ( آل بردة ؛ و كذلك عموم بني ذبيان في الحجاز وتهامة ) .
- وبني عمرو في تقسيم اصيل قديم لها تنقسم الى فخذين كبيرين هما ( ثعلبة و آل بلخير ) ان لم تخني الذاكرة ؛ وصحت الخبر هذا هي عند اولاد عمرين .
- قديما ( اخرجت ديارنا للدنيا اقوام من البجليين ) في الجاهلية و صدر الاسلام – ثم كانت هناك فترة استقرار نسبي الى ان تفجر البترول فاعقبه هجرات فردية ( داخلية ) الى كل مدننا السعودية ( للبحث عن فرص عمل جيدة ) نتج عنها ان قل عددنا في ( الديرة ) بلاد بني مالك وما جاورها حتى أصبحت القرى شبه خاوية ومهجورة ؛ وهذه القضية لها شبيه في تاريخ ديارنا يذكرنا به بعد رحيل البجليين مع جرير بأُسِرهم الى ارض الرافدين لجهاد الفرس في الفتح الاسلامي و معركة القادسية المشهورة؛ و التي كان فيها البجليين الشجعان ( ربع الجيش المجاهد في العراق ) تحت قيادة جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه كما هو مثبت في كتب التاريخ و السير ومنها : كتاب تاريخ الواقدي ( النادر ) الذي تحت يدي نسخة قديمة وكاملة منه. ولم يبق في ديارهم الا الشيوخ و الغلمة والضعفاء الغير قادرين على حمل السلاح والجهاد والسفر الطويل الى شمال شرق الجزيرة مما حدى بالعلامة ( ابن خلدون ) رحمه الله الى القول انه ( لم يبقى في ديارهم الا من لا يستطيع الدفاع عن نفسه ) وبالطبع كان الاسلام قويا في النفوس و الهمم منصرفة الى نشر الدين والجهاد و مواجهة اقوى امبراطوريتين في الدنيا وقتها ( فارس و الروم ) ولذا لم يهتم احد وقتها في الجزيرة بالإنقضاض واحتلال ارض الجيران ( التي خلفها المجاهدين الشجعان ) وراء ظهورهم ( في تلك الأيام ) وانشغلوا عنها بالجهاد و الفتح وإعمار الديار الجديدة التي استوطنوها في العراق و الشام و مصر .
- في مرحلة لاحقة حدث ان كان هناك هجرات سكانية ( رهيبة ) مجهولة الأسباب و الدواعي حتى هذه اللحظة ؛ اتت من اليمن وحضرموت ومن جنوب الصحراء و غربها في الجزيرة العربية و تدافعت ( بعضها يدفع بعض ) الى الشمال ؛ وهناك توسعت و تمددت تلك القبائل المهاجرة في كل الإتجاهات في شبه دائرة مركزها الحرمين الشرفين وبالطبع حصل احد امرين مهمين .
- ( الأمر الاول ) هو طرد سكان الارض الاصليين واجلائهم عن ارضهم بالقوة ( قد يكون الحكام وقتها هم اكبر معين و مشجع عليها ) من اجل اكتساب حلفاء لهم يساندونه على خصومهم وابناء عمومتهم ؛ على نحو ماحدث عند دحر بني هلال و بطون بني عامر ( من نجد ) قبل قرون و طردهم الى خارج الجزيرة ( الى ارض العراق ثم طردوا منها الى مصر ثم طردوا منها الى تونس ( افريقية ) و ليبيا ) بالترغيب و الترهيب و الجمل و الدينار و حماية ظهورهم من أي اعتداء يأتيهم من الخلف الى حين وصولهم لتونس .
- و ( الأمر الثاني ) هو تغلب الدخيل المندفع بقوة على اهل الديار الأصليين ( القلة الباقية منهم ) واستيلائهم على الارض وبخاصة المهجورة التي خلفها المجاهدون ورائهم .. فاستولوا عليها بكل الطرق الممكنة ؛ فغيروا اسمائها امعاناً في التمسك بها الى الأبد كوطن بديل لديارهم السابقة ( فاسموها باسماء ديارهم السابقة ) التي يحنون لها و( في الوقت ذاته ) هم لا يريدون الرجوع اليها . او هم سموها بأسماء محدثة لاصلة لها بهذه الديار ؛ فلذلك ضيعوا معالم الديار التي استولوا عليها و بدلوهاعن قصد حتى لايبقى اثر لأصالتها يدل على ملاكها الأصليين .
- ( أمر ثالث اخير ) – قد لايكون في الحسبان - وهو انقضاض فلول من قبائل البدو - المتقطعين في الصحاري - في جهات الشرق و الشمال والغرب و استيطانهم لارض الجوار في السراة و في تهامة ( بالمال غالباً ) – يزاحمن الجنوبيين الذين وصلوا واستوطنوا قبلهم - ثم التوسع لاحقاً فيها بأي طريقة ممكنة بعد ان اوجدوا لهم موطئ قدم فيها .. ( ثم لاحقاً ) تنكر المستوطنين ( كلهم قديمهم وجديدهم ) لأصولهم الحقيقية السابقة و تسموا بغير اسمائهم وتلبسوا بغير ازيائهم و قاتلوا كل من يذكرهم بأصولهم السابقة ( وهذا امر معروف في امريكا وفي بلاد العرب و في كل اصقاع الدنيا ) منذ الأزل مع الاسف الشديد .
-------------------------
( ملاحظة اخيرة ) – اقول :
جبال عمد المذكورة سابقا هي الوجه الآخر لجبل عمد مما يلي بني ذبيان ؛ اما و جهه الآخر فهو لبني مالك ( تحديدا هو من جبال بني عمرو ) و فيه شعاب لاتقل عن تلك التي ذكرها اخونا الاستاذ الثقفي في كتابه .
وقديما فجبل عمد هذا هو ( جبل قسر ) سمي بجبل عمد في القرون القريبة الماضية و خبره موجود في قصة القوس ( النبعة ) التي اهداها الصحابي ( رب بجيلة ) أي سيدها في الجاهلية / اسد بن كرز البجلي رضي الله عنه .
( ختاماً ) – اتمنى ان اكون قد اتيت بفوائد والمحت الى حقائق كاد الزمان ان يفتتها و يطويها فيما طواه ؛ وأن تكونوا قد استمتعتم بهذه الرحلة عبر الأسطر السابقة .
( الأسد ) – يستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه . الى لقاء لاحق متجدد كالعادة بمشيئة الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعديل الأخير: