أبومهند
مراقب منتديات التعليم والتطوير
- إنضم
- 21 أغسطس 2007
- المشاركات
- 10,826
- مستوى التفاعل
- 67
- النقاط
- 48
إخواني وأخواتي : أعضاء منتديات بني مالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخترت لكم اليوم موضوعًا شائقًا وربما دار في أذهان الكثير منا , وربما سأل نفسه ماذا تعني هذه الحروف؟
ولا أخفيكم أن سبب اختياري للموضوع اليوم في المنتدى هو بسبب سؤال من أحد أبنائي فجاءت فكرة طرحه في المنتدى .
وحتى يكون الموضوع بحثًا علميًّا ذا قيمة لك أخي القارئ فقد وقعت على هذه المادة , والتي تعطي الأرجح والأصوب من الآراء , وبعيدًا عن التأويلات غير الصحيحة.
والآن مع هذا البحث.
ورد في القرآن الكريم تسع وعشرون سورة افتُتِحَت بحروف هجائية تُقرأ مقطعةً بأسمائها هكذا: ألف لام ميم..و كان منها ما افتتح بحرف واحد مثل: ص ق ن.
و منها ما افتتح بحرفين مثل: طه يس.
و منها ما افتتح بثلاثة أحرف مثل: ألم.
و منها ما افتتح بأكثر من ذلك مثل: كهيعص.
و ليس لهذه الحروف في اللغة العربية سوى مسمياتها التي ينطق بها في الكلمات المركبة. و لم يرد من طريق صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -بيان للمـراد منها، و لذلك اختلف أهل العلم فيها اختلافاً كثيراً، و هذه الأراء على كثرتها و تنوعها ترجع إلى رأيين اثنين:
أولاً: أنها جميعاً مما استأثر الله به و لا يعلم معناه أحد سواه و هذا رأي كثير من سلف هذه الأمة.
ثانياً: أن لها معنى، و ذهبوا في معناها مذاهب شتى نُثِرت في كتب التفسير و لعل أقرب هذه الآراء إليَّ هي: أن هذه الأحرف ما هي إلا زيادة في التحدي بالقرآن، بمعنى أن هذه الأحرف ليست مادة غريبة عليكم و لا مجهولة لكم، و رغم هذا فأنتم لا يمكن أن تأتوا بمثلها مما يدل على أن هذا القرآن ليس من صنع البشر إنما هو من عند الله - تعالى -، قال - عز وجل -: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة: 23)
و قال أيضاً: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الإسراء: 88).
و يقال عزوجل: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (هود: 13)
(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِين * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (الشعراء: 192-193-194)
و يدل قو لـه - تعالى -: (نزل به الروح الأمين).
دلالة قطعية على عدة أمور عدة منها:
1- أن هذا القرآن منزل من عند الله - تعالى -و نزل به الروح الأمين و هو جبريل - عليه السلام - فأوحاه للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
2- أن هذا القرآن هو من عند الله - عز وجل - و ليس فيض من نفس النبي - صلى الله عليه وسلم - أو غير ذلك مما تقول طوائف من الفلاسفة و الملحدين و أمثالهم.
و قد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء عن بعض معاني الآيات مثل (حم - ألم ألمص حم عسق) (الفتوى رقم 6395) فأجابت بما يلي:
فيه آراء للعلماء، و الراجح أنها ذكرت هذه الحروف و الله أعلم في أول السور التي ذكرت فيها، بياناً لإعجاز القرآن، و أن الخلق عاجزون عن معارضة بمثله، هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها، و هذا هو الذي نصره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - و ارتضاه أبو الحجاج المزي - رحمه الله -.
و اعلم أخي الفاضل: أننا نبين الحق كما هو فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والله الهادي إلى سواء السبيل.
قال - تعالى -في محكم التنزيل: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف: 29).
فنحن يا أخي لا نملك إلا هداية الدلالة لمن في قلبه نور، فنبين لـه الحق فيهديه الله، و أنت بِّين لهذا السائل الحق كما هو و اسأل الله لـه الهداية و لا تحزن إن لم يؤمن، فإن آمن فلله الحمد و المنة على هدايته و لك الأجر و الثواب لقاء هذا العمل الجليل، و إن لم يؤمن فالله جعلك حجة عليه في الموقف العظيم.
و أختم مقالتي هذه بكلام نقلته من كتاب الفوائد المشوِّق إلى علوم القرآن وعلم البيان لابن قيم الجوزية - رحمه الله -، حيث قال:
(روي أن يهودياً في مجلس المتوكل فأحسن الكلام، و ناظر فعلم أنه من حملة الإعلام و ناضل فتحققوا أنه مسدد السهام فدعاه المتوكل إلى الإسلام فأبى و أقام بفرط الإباء على مذهب الآباء بعد أ ن بذل له المتوكل ضروباً من الأنعام و صنوفاً من الرفعة والاكرام و راجعه في ذلك مرة بعد أخرى فلم يزده ذ لك إلا طغياناً و كفراً فغاب عنه مدة ثم دخل إلى مجلسه و هو يعلن الإ سلام و يدين دينه فقال لـه المتوكل: أسلمت؟ قال: نعم. قال: ما سبب إسلامك؟ فقال: لما قطعت من عنقي قلادة التقليد و صرتُ من رتبة الاجتهاد إلى مرتقى ما عليه مزيد نظرت في الأديان و طلبت الحق حيث كان فأخذت التوراة فنظرت فيها و تدبرت معانيها و كتبتها بخطي و زدت فيها و نقصت و دخلت بها السوق و بعتها فلم ينكر أحد من اليهود شيئاً، و أخذت الإنجيل و زد ت فيه و نقصت و دخلت به السوق و بعته فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً، و زدت فيه و نقصت و دخلت به السوق و بعته فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً، و أخذت القرآن و قرأته و تأملته فإذا: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا لـه لحافظون) فكتبت و زدت فيه و نقصت و دخلت السوق و بعته فنظر فيه المسلمون فعرفوا المواضع التي زدت فيها و نقصت، و ردوا كل كلمة إلى موضعها و كل حرف إلى مكانه، فعلمت أنه الحق لتحقيق وصفه بأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فآمنت به و صدَّقت ما جاء به.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخترت لكم اليوم موضوعًا شائقًا وربما دار في أذهان الكثير منا , وربما سأل نفسه ماذا تعني هذه الحروف؟
ولا أخفيكم أن سبب اختياري للموضوع اليوم في المنتدى هو بسبب سؤال من أحد أبنائي فجاءت فكرة طرحه في المنتدى .
وحتى يكون الموضوع بحثًا علميًّا ذا قيمة لك أخي القارئ فقد وقعت على هذه المادة , والتي تعطي الأرجح والأصوب من الآراء , وبعيدًا عن التأويلات غير الصحيحة.
والآن مع هذا البحث.
ورد في القرآن الكريم تسع وعشرون سورة افتُتِحَت بحروف هجائية تُقرأ مقطعةً بأسمائها هكذا: ألف لام ميم..و كان منها ما افتتح بحرف واحد مثل: ص ق ن.
و منها ما افتتح بحرفين مثل: طه يس.
و منها ما افتتح بثلاثة أحرف مثل: ألم.
و منها ما افتتح بأكثر من ذلك مثل: كهيعص.
و ليس لهذه الحروف في اللغة العربية سوى مسمياتها التي ينطق بها في الكلمات المركبة. و لم يرد من طريق صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -بيان للمـراد منها، و لذلك اختلف أهل العلم فيها اختلافاً كثيراً، و هذه الأراء على كثرتها و تنوعها ترجع إلى رأيين اثنين:
أولاً: أنها جميعاً مما استأثر الله به و لا يعلم معناه أحد سواه و هذا رأي كثير من سلف هذه الأمة.
ثانياً: أن لها معنى، و ذهبوا في معناها مذاهب شتى نُثِرت في كتب التفسير و لعل أقرب هذه الآراء إليَّ هي: أن هذه الأحرف ما هي إلا زيادة في التحدي بالقرآن، بمعنى أن هذه الأحرف ليست مادة غريبة عليكم و لا مجهولة لكم، و رغم هذا فأنتم لا يمكن أن تأتوا بمثلها مما يدل على أن هذا القرآن ليس من صنع البشر إنما هو من عند الله - تعالى -، قال - عز وجل -: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة: 23)
و قال أيضاً: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الإسراء: 88).
و يقال عزوجل: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (هود: 13)
(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِين * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (الشعراء: 192-193-194)
و يدل قو لـه - تعالى -: (نزل به الروح الأمين).
دلالة قطعية على عدة أمور عدة منها:
1- أن هذا القرآن منزل من عند الله - تعالى -و نزل به الروح الأمين و هو جبريل - عليه السلام - فأوحاه للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
2- أن هذا القرآن هو من عند الله - عز وجل - و ليس فيض من نفس النبي - صلى الله عليه وسلم - أو غير ذلك مما تقول طوائف من الفلاسفة و الملحدين و أمثالهم.
و قد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء عن بعض معاني الآيات مثل (حم - ألم ألمص حم عسق) (الفتوى رقم 6395) فأجابت بما يلي:
فيه آراء للعلماء، و الراجح أنها ذكرت هذه الحروف و الله أعلم في أول السور التي ذكرت فيها، بياناً لإعجاز القرآن، و أن الخلق عاجزون عن معارضة بمثله، هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها، و هذا هو الذي نصره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - و ارتضاه أبو الحجاج المزي - رحمه الله -.
و اعلم أخي الفاضل: أننا نبين الحق كما هو فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والله الهادي إلى سواء السبيل.
قال - تعالى -في محكم التنزيل: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف: 29).
فنحن يا أخي لا نملك إلا هداية الدلالة لمن في قلبه نور، فنبين لـه الحق فيهديه الله، و أنت بِّين لهذا السائل الحق كما هو و اسأل الله لـه الهداية و لا تحزن إن لم يؤمن، فإن آمن فلله الحمد و المنة على هدايته و لك الأجر و الثواب لقاء هذا العمل الجليل، و إن لم يؤمن فالله جعلك حجة عليه في الموقف العظيم.
و أختم مقالتي هذه بكلام نقلته من كتاب الفوائد المشوِّق إلى علوم القرآن وعلم البيان لابن قيم الجوزية - رحمه الله -، حيث قال:
(روي أن يهودياً في مجلس المتوكل فأحسن الكلام، و ناظر فعلم أنه من حملة الإعلام و ناضل فتحققوا أنه مسدد السهام فدعاه المتوكل إلى الإسلام فأبى و أقام بفرط الإباء على مذهب الآباء بعد أ ن بذل له المتوكل ضروباً من الأنعام و صنوفاً من الرفعة والاكرام و راجعه في ذلك مرة بعد أخرى فلم يزده ذ لك إلا طغياناً و كفراً فغاب عنه مدة ثم دخل إلى مجلسه و هو يعلن الإ سلام و يدين دينه فقال لـه المتوكل: أسلمت؟ قال: نعم. قال: ما سبب إسلامك؟ فقال: لما قطعت من عنقي قلادة التقليد و صرتُ من رتبة الاجتهاد إلى مرتقى ما عليه مزيد نظرت في الأديان و طلبت الحق حيث كان فأخذت التوراة فنظرت فيها و تدبرت معانيها و كتبتها بخطي و زدت فيها و نقصت و دخلت بها السوق و بعتها فلم ينكر أحد من اليهود شيئاً، و أخذت الإنجيل و زد ت فيه و نقصت و دخلت به السوق و بعته فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً، و زدت فيه و نقصت و دخلت به السوق و بعته فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً، و أخذت القرآن و قرأته و تأملته فإذا: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا لـه لحافظون) فكتبت و زدت فيه و نقصت و دخلت السوق و بعته فنظر فيه المسلمون فعرفوا المواضع التي زدت فيها و نقصت، و ردوا كل كلمة إلى موضعها و كل حرف إلى مكانه، فعلمت أنه الحق لتحقيق وصفه بأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فآمنت به و صدَّقت ما جاء به.