:t1:
:t4: / البرنسيس
تعددت الروايات في هذه القصه وسوف نورد ما اتفق عليه المؤرخين .....
قال المسعودي (( و قد كان سُعيَ بابي الحسن علي بن محمد الى المتوكل ، و قيل له : ان في منزله سلاحاً و كتباً و غيرها من شيعته ، فوجه اليه ليلاً من الاتراك و غيرهم مَن هجم عليه في منزله على غفلة ممن في داره فوجده في بيت وحده مغلق عليه و عليه مدرعة من شعر ، و لا بساط في البيت الا الرمل و الحصى ، و على راسه ملحفة من الصوف متوجهاً الى ربه بآياتٍ من القرآن في الوعد و الوعيد ، فاخذ على ما وجد عليه ، و حمل المتوكل في جوف الليل ، فمثل بين يديه ، و المتوكل يشرب و في يده كاس ، فلما رآه اعظمه و اجلسه الى جنبه و لم يكن في منزله شيء مما قيل فيه ، و لا حالة يتعلل عليه بها ، فناوله المتوكل الكاس الذي في يده فقال : يا امير المؤمنين ما خامر لحمي و دمي قط فاعفني منه ، فاعفاه و قال : انشدني شعراً استحسنه ، فقال : اني لقليل الرواية للاشعار ، فقال : لا بد ان تنشدني فانشده :
باتوا على قلل الاجيال تحرسهم
و استنزلوا بعد عز عن معاقلهم
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا
اين الوجوه التي كانت مُنعَّمة
فافصح القبر عنهم حين سائلهم
غلب الرجال فما اغنتهم القلل
فاودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا
اين الاسرّة و التيجان و الحلل ؟
من دونها تضرب الاستار و الكلل
تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طالما اكلوا دهراً و ما شربوا
و طالما عمروا دوراً لتحصنهم
و طالما كنزوا الاموال و ادخروا
اضحت منازلهم قفراً معطلة
فاصبحوا بعد طول الاكل قد اُكلوا
ففارقوا الدور و الاهلين و انتقلوا
فخلفوها على الاعداء و ارتحلوا
و ساكنوها الى الاجداث قد رحلوا
قال : فاشفق كل منْ حضر على علي و ظنّ ان بادرة تبدر منه اليه . قال : و الله لقد بكى المتوكل بكاءً طويلاً حتى بلّت دموعه لحيته و بكي من حضره ، ثم امر برفع الشراب ، ثم قال له : يا ابا الحسن ، اَعليكَ دَيْن ؟ قال : نعم اربعة آلاف دينار ، فامر بدفعها اليه ، و ردّهُ الى منزله من ساعته ))مروج الذهب ج 4 ص 93
تحياتي وتقديري لك ......