قصة المثل الجار قبل الدار

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
قصة المثل الجار قبل الدار
لا تقتصر الأمثال الشعبية على شعبٍ دون الآخر ، فقد اشتهرت معظم البلدان العربية بإطلاق الأمثال ، لأنهم كان يتسمون بطلاقة اللسان ووضوح البيان والقدرة على نظم الجمل والعبارات الرصينة ، بما يتناسب مع مواقفهم الحياتية .

وكان للعلاقات الاجتماعية نصيب الأسد في تلك الأمثال ، كالحديث عن علاقة الرجل وزوجته أو زوجاته إن كان معدد ، وعلاقته بأبنائه وأبويه وحموه ونفس الشيء بالنسبة للزوجة ، وأيضًا تناولت الأمثال الشعبية علاقة الرجل بجيرانه وأصدقائه وكل من هم في بيئته الاجتماعية .

ومن تلك الأمثال التي تناولت علاقة الرجل بجيرانه هذا المثل القائل ” اسأل عن الجار قبل الدار” ، جارك القريب ولا أخوك البعيد ، الجار جار ولو جار ، الجار أولى بالشفعة ، جاور السعيد تسعد ، اللي يجاور الحداد ينكوي بناره ، إن كرهت جارك غير باب دارك ، وغيرها من الأمثال الكثيرة عن الجار الجيد والجار السيئ .

قصة المثل :
بالقرب من دار أبو دف البغدادي كان يعيش رجل ضاق عليه الحال ، واشتدت به الحاجة بعد أن استدان فقرر بيع داره التي تؤويه بعد عشرين سنه من امتلاكه لها ، ولكنه عرض الدار للبيع بسعر غريب لا يتناسب مع قيمة الدار الحقيقية ، فقد كانت قيمتها لا تتجاوز الـ 500 دينار أما ما عرضه فكان ألف دينار ، وبالطبع لم يقبل أحد على شراء الدار بضعف ثمنها .

فنصحها الناس والأصدقاء بأن يخفض من ثمنها حتى يتوافد عليه المشترين ، ولكنه أبى أن يفعل ذلك ولما علم أبو دف البغدادي بأمر جاره وتشدده في بيع الدار بهذا الثمن الذي لا يوازي قيمة الدار الفعلية ، نصحه هو الأخر وقال له نفس ما قال الجيران ، فقال الرجل المتعسر : إنني أبيع الدار بخمسمائة والجيران بخمسمائة ، فعندما اشتريت الدار قبل عشرين عامًا لم أفكر إلا في الجيرة الطيبة .

فحتى بعد زواج أبنائي لم أفكر في بيع الدار بسبب الصداقة والعشرة التي جمعتني بجيراني ، ولكن حاجتي غلبت رغبتي فلما سمع أبو دف هذا الكلام من جاره ، وقع منه موقع المفاجأة وقرر وقتها أن يساعد جاره في تسديد ديونه دون أن يضطر إلى بيع داره وترك جيرانه الذين أحبهم ، وثمنهم بثمن الدار .​
 
أعلى