الدولة العثمانية حكمت الجزيرة العربية ( كلها )ماعدا ( الصحاري الداخلية ) - هذا في الرد الشامل على تساؤلك .
اما تفصيل الجواب : فإن العثمانيين ( لا يهتمون بحكم الافراد والقبائل بطريقة مباشرة ) ولم يكن لهم معهم علاقات مباشرة .
العثمانيين مولعين بحكم ( الحكام ) - يملكون ملوك الاقاليم - و ينتزعون منهم الولاء للخلافة والبيعة و الزكاة و الدعاء للخليفة من فوق المنابر ( هذا همهم ) .
( جزيرة العرب ) لم تكن ثرية مثل بلاد الشام ومصر و نواحي البلقان ولذا فهم كانوا يتعلقون بالعثمانيين من اجد الحصول على مساعدات سنوية مقطوعة ( تسمى الصرة ) يحصل عليها حكام الحجاز الهاشمي ويتكرمون ( بدريهمات منها ) على اعيان و تجار المدن الحجازية لاستمالتهم فقط . وكذا الحال مع بقية الاقاليم كاقليم اليمن و عسير والاحساء .
و كخلفية لما ورد في الاسطر القريبة السابقة فان العثمانيين لم يهتمون اهتمام مباشر بهولاء القرويين و البدو - وحتى انهم عندما دعوا بعض رجالات عسير و مشاهير اهل ذاك الاقليم الى ( مجلس المبعوثان ) في العاصمة العثمانية ( لست متأكد الآن من صحة اسم مجلس المبعوثان - اعتقد انه يشبه مجلس الاعيان او الامة او الكونقرس و يمنح هذا المجلس لمن يضم اليه ( لقب بيك ) او باشة . والمعنى ان العثمانيين لم يمنحون هذه المنحة ( بيك ) الى احد من قبائل الحجاز بطوله وعرضه . وهذا يدل على عدم اهمية انسان تلك الديار في نظر الاتراك ( مدفوعين بتوصيات الهاشميين ) الى تجاهل انسان هذه الارض .
و بلاد بني مالك كانت تتبع الهاشميين حكام مكة ( حكام الحجاز ) في مكة . ولم تكن ديارنا و ديار القبائل الاخرى تتصل اتصال مباشر بالدولة العثمانية . بل كان الهاشميين يحكمونهم و الدولة العثمانية تحكم الهاشميين .
وفي الحجاز الهاشمي اقامت الدولة العثمانية حاميات من الجند المدرب والمسلح باحدث العتاد ومنها القنابر - هكذا تسمى - و كذا البنادق و المدافع الجبلية و الاخرى التي تجرها البغال كمثل التي شاركت بها ( حامية الطائف التركية ) مع الاشراف في حرب فلاحة الشهيرة ضد بني مالك .
وحيث ان البغال تجر عربات فلابد من طرق ممهدة لمرور العربات تلك وكذا تسويت منصات ثابتة لتلك المدفعيات ( وقد فعلوا هذا في جبال الحمة ) عندما بنوا طرق متعرجة لعربات تجرها البغال تحمل المؤن والعتاد العسكري ومنه المدافع الجبلية التي شاركت للمرة الاولى في المعارك في نواحي ديار بجيلة .
ولكن في ذاك الزمان لم تتوفر لربعنا المقاومين بنادق و مدفعية بل ( حتى الرماح والسيوف ) ولكن ربعنا استخدموا فيها السلاح الابيض والقديمي و الجنابى و استغلوا عنصر المباغتة والمفاجئة في الليل الاظلم واشتبكوا مع الجيش التركي الذي كان اغلبه من العرب ( المرتزقة ) من بلاد مصر والشام والسواد الاعظم كان من مرتزقة المغاربة مع عناصر الجيش الهاشمي المكون من مرتزقة القبائل وكان اغلبهم من عتيبة و بالحارث و بعض من لف لفيفهم .
العثمانيين ( حكموا حكام الحجاز الهاشمي ) والاخيرين كانوا يحكمون قبائل ( الحجاز ) في السراة و تهامة والمدن الحجازية و ضواحيها .
لذا فليس هناك تواصل مباشر بين الاتراك والقبائل
ولذا فلم يبني الاتراك اي قلاع او مدن عسكرية او استحكامات عسكرية و قتالية او مراكز للسيطرة او للاشراف المباشر في اي قبيلة غير ما عرفناه في المدن الاساسية المشهورة في الحجاز الهاشمي .
[glint]ارجو ان يكون الاسد قد سلط بصيص ضوء على الاجابة المنشودة[/glint]
و تقبل مروري