اسد بنكرز البجلي
المنتدى عريني
اخوتي الافاضل في منتديات بجيلة
السلام عليكم ورحمة اللله وبركاته ؛ وبعد :-
مشاركتي اليوم عن ( معركة شرسة ) من معارك بني مالك الخالدة .. كثر حولها اللغط . .. وانقسم الناس إلى ( مادح وقادح ) .. ولعل السبب يعود إلى عدم وضوح الرؤية في ضل تعتيم لا ضرورة له .. فهي من معاركنا التي شرفتنا ورفعة رؤوسنا عالياً بين القبائل في ذاك الزمن ... ولعلكم تلاحظون انه ( رغم تبادل الشتائم والمهاترات ) ايام الجهالة والعنصريات فاننا لم تعيرنا القبائل بهذه المعركة او تشمت بنا ( لانهم جميعاً يعرفون حقيقتها المشرفة ) .. رحم الله اجدادنا ... وبيض الله وجيهكم ياابالنعيم ويابني عمروا ( في السراة وتهامة ) – ولله دركم ما اشجعكم واكرمكم واشهمكم .
اما مناقشتي وتحليلي لتلك المعركة وماحدث فيها ( فهو جهد المقل ) واستميحكم العذر على القصور والخلل الذي تجدونه في طيات هذه الملحمة (فإن لقيتم مايضر فاستروا اخاكم وانتم اهل الستر .. وان لقيتم مايسر فهذا ماعنيت واردت والله الحمد والمنة ) .. ولكني اعترف كعادتي بتقصيري ( واستروا ماواجهتم ) .
( طبعاً ) – سأسلك في السرد والتحليل ( اسلوب جديد ومميز ) ليكون ( سهل الهضم ).
وسوف انظمه في صورة فقرات مرقمة ؛ كما ترون وبالله التوفيق وعليه الاتكال :-
1 – لم اكن حاضراً في هذا المنتدى عندما اثير موضوع حرب فلاحة (سابقاً ) لذا فمشاركتي اتت متأخرة .. ولكن لأهمية الموضوع قررت المشاركة في هذا الموضوع اليوم والادلاء بدلوي . وارجوا ان لا تستثار حفيظة القوم ضدي فهناك من قد يكون لا يروقه طرحي هذا والله المستعان ... ولكني لست الوحيد الذي في جعبته شيء ولكني من القلة الذين ( عندهم ما يقال ) – وارجوا ان يكون في طرحي هذه فائدة .. ( والخلاصة ) ان قصت هذه المعركة مدعاة لفخرنا واعتزازنا بشجاعتنا وانفتنا وغيرتنا على محارمنا .. وليس فيها مايشيننا او يلوثنا – ومن اراد ان يكرر مايشابه اسباب تلك المعركة والتحرش بنا ؛ فإن مصيره مصير الترك في ( فلاحة ) وحتماً سنمرغ انفه كما مرغنا انوفهم في الماضي ... وما نحن الا اشبال لاسود فلاحة ونمورها .
2 - للوصول الى تاريخ معركة فلاحة ؛ فلابد من تصفح كتاب (تاريخ مكة ) للسباعي . وكتاب (سمط النجوم العوالي ) .والبحث عن اسم الشريف الذي قاد المعركة .وتاريخها ... وحيث ان مكتبتي ليست قريبة مني الآن لذا احيل على هذين المرجعين بغيت العثور على تاريخها وما ذكره مؤرخي مكة عنها .
3 - كان معظم جيش الشريف في تلك الحملة ( من الترك ) وبعض عرب بوادي الحجاز .
4 - عندما يقال ( الترك ) فإنه يتبادر الى الذهن صورة غير كاملة ( وهي ) الاعتقاد بانهم من تركيا ذاتها( اي غير عرب ). وهذا فهم خاطيء . فالحكومة التركية كانت امبراطورية مترامية الاطراف .. ينضوي تحت جناحها الترك والارمن والكرد والقوقاز وبعض الاوربيين والشركس .. والكثير من عرب الشام والعراق والمصريين وبدوان الجزيرة العربية ... ( اي يوجد فيهم نسبه كبيرة من ابناء جلدتنا العرب ).
5 - سياسة ضرب ( الند بالند ) سياسة عسكرية ناجحة تنتهجها الدول خلال معاركها .. فهي كما تعلمون انتهجتها دولت فارس ودولة الروم عندما كانت تهاجم العرب في شمال وشرق الجزيرة العربية .. و( كانت دولهم تضرب عرب الجنوب بعرب الشمال ) .. وصارت هذه السياسة الاستراتيجية على هذا النهج والاسلوب الى اليوم .. ففي العصر الحديث تمكنت امريكا من دخول كابل عبر افغان الشمال ( اي ضربت الافغان بالافغان ) وفي العر اق ( ضربت اهل الجنوب باهل الشمال ) في الحرب الاخيرة .. وفي تحرير الكويت دخلت العراق (خلف الجيوش العربية والصديقة المشاركة في تلك الحرب ) وهكذا .
6 - الجيش الذي دخل المعركة ضد بني مالك كان قوامه الجيش التركي -- وافراده كانو ا (من عرب الشام وشمال الجزيرة العربية ) وشعوب شمال افريقيا غالباً (من المرتزقة والباحثين عن المال ) .اما الضباط فكانوا خليط من هولاء ومن ( الاتراك الحقيقيين ) .
7 - الفقرة السابقة (رقم 6 ) ذات اهمية كبيرة تفسر لنا لماذا استوطن الكثير منهم في جبال عسير وانصهر في القبائل هناك (اقصد انهم عرب من سوريا وفلسطين ولبنان ) مما سهل لهم القبول هناك وتزويجهم واستيطانهم بلا تمييز او عنصرية .
8 - نعود الى ( المعركة ) - فأقول ان تلك المعركة لها اسباب ( وليست مقصودة بذاتها ) اساساً .. ولم يكن ذاك الجيش مرسل لقتال بني مالك .. اي لم تكن في الغالب مبعوثة ومجيشة لتأديب بني مالك والتعرض لهم ؛ ولم يكن هناك اصلا خلاف بين الشريف في مكة وبين اتباعه ( بني مالك ) في ديارهم في ذاك الوقت .
9 - ساعود لاحقاً للخوض في سبب الاشتباك والمعركة ..اما عن الجيش التركي فكان متجه الى بلاد زهران وغامد اساساً بقصد مباغتتهم وتأديبهم ؛ وكانت قيادة ذاك الجيش قد انتهجت خطة عبقريه ملخصها ان يسلكوا طريق مجهولة ( غير معتادة ) بقصد مباغتت زهران في عقر دارهم من طريق لا يتوقعونها ( عن طريق بجيلة ثم عردة فالملقاه ) وهي طريق غير متوقعة ... فغير الجيش التركي ( الهاشمي )بقيادة الشريف طريقه ( حيث ان هناك طريقين مشهورين ) للوصول الى زهران هما ( طريق المشرق ) - الطائف --- غزائل ومن هناك الى شمرخ . والطريق الاخرى هي طريق الساحل ( طريق تهامة -- الليث ) . لاكن القائد سلك به طريق غير معتادة عبر بني مالك كما اسلفت .
10 – قضت الاستراتيجية والمشورة ( بين القائد العام وضباط الجيش التركي وقادته ) ان يضعوا لهم نقطة اسناد وتموين فاستقر الراي ان تكون في ( بجيلة ) لأسباب اهمها :- ( أ)- ان الجيش التركي يكون اكثر انسجاماً في( بجيلة) -- اقصد هنا الارض وليست القبيلة بالطبع – لأن ارض بجيلة تشابه ارض الشام وتركيا في المناخ . ( ب)- تكون هذه النقطة نقطة انطلاق للجيش الذي سيباغت ويهاجم بلاد زهران . (ج)- حفظ المؤن والذخائر اللازمة اوالزائدة عن الحاجة في مكان آمن خلف ظهورهم بعيداً عن ارض المعركة ( حتى لا يتم الالتفاف عليهم من الخلف ) ويستولى على تلك الاشياء . (د)- في حالت هزيمة الجيش او تراجعه إلى الخلف فإن قبائل زهران لن يسمح لها ( بني مالك ) بإقتحام ديار بني مالك لمطاردة الترك ومن لف لفيفهم من جيش ( الشريف ) المنهزم انذاك ( لو حصل شيء من ذاك ) . (هـ )- الماء عنصر ( نصر وهزيمة ) في المعارك ؛ ومن اولى بديهيات القائد الفطن ان لا ينزل جيشه إلى على ماء (عد) غزير .. وبالتأكيد يضعه خلف جيشه وليس بينه وبين العدو .. وهنا لا مساومة ( فالماء يعني استمرار الحياة ) . وبئر فلاحة توفر للجيش الماء المطلوب . ( فالواقع انني لست متأكد ) هل هي التي بوادي الجهالين ام غيرها لاني مارأيت البير وما حولها ( حتى ارجح ذاك القول ) – ومرد تشككي يرجع إلى معلومة قديمة عندي مفادها أن ( هناك مدافع تركية تجرها البغال ) شاركت في تلك المعركة (ولكنها لم تؤثر في الاحداث ولم تقصف بها القرى ) حسب علمي .. وقيل لي ان الجيش قام بدك وتسوية مساحة من الارض في موقع استراتيجي يشرف على ماتحته ( للمدفعية ) وقد عمل الطريق ورصف ومهد بطريقة تسمح للبغال بجر العربات والمدافع إلى تلك القمة الاستراتيجية المستوية .
11 – عند وصول الجيش التركي ( الهاشمي) واتخاذه القرار في اختيار ذاك الموقع ومباشرته في تهيئته وبنا استحكامات مؤقتة .. ( طبعاً فترة ليست يوم او يومين ) فإن افراد الجيش ( المتغطرس ) اخذوا يجوبون الاودية القريبة والقرى المجاورة (استطلاع) واستكشاف وربما بحثاً عن الترفيه ( كعادة الجيوش) المحاربة في العالم .. إلا ان هذه التحركات المشبوهة لافراد الجيش قوبلت بعدم قبول وارتياح الاهالي الغير معتادين على مثل هذه الأمور .. فكانت (بعيض) مناوشات واشتباكات بالايدي وتدافع في بداية الأمر (ربما اختبار للقوة ورد الفعل ) بين الاهالي والجيش . لاسيما ان اغلب الجيش آتي من مجتمعات منفتحة في الشام وتركيا .. وهناك هم اكثر تسامحاً وتساهلاً واقل غيرتاً على المحارم بالطبع . في الوقت الذي ( ربعنا ) كما هو معلوم عرب اقحاح ذوي انفة وغيرة ( ولا يمشي عندهم هذا الكلام ) .. من هنا بدأ التنافر والخلاف .. فانقدحت لاحقاً تلك الشرارة التي اشعلت هذه الحرب ( الخاطفة ).
12 – عندما قلت ( خاطفة ) فأنا لم ابتعد عن الحقيقة والواقع .. فهذه الحرب لم تستمر فترة طويلة .. حيث ان صبيان بني مالك وبالاخص ( رجال ابالنعيم وبني عمر ( في السراة وتهامة ) تنادوا لها ( طبعاً شرفونا كلنا يابني مالك ) عندما نبذوا خلافاتهم التافهة ( المعتادة ) في ذيك الايام وتحولو إلى يداً واحدة على الظالم المعتدي .
14 – ( المعركة الحاسمة ) – تمت ليلاً بالسلاح الابيض .. وبدأت من جوف خيمة (القائد التركي ) .. وسوف الخص المشكلة واسباب المعركة .. وقد قتل في تلك الليلة (بالطبع) القائد التركي ( ذبحاً بالجنبية ) من الوريد إلى الوريد . حسب ماذكر لي .
15 – ( اسباب المعركة ) .. { يقال } والله اعلم بالحقيقة :- أن القائد التركي شاهد راعية غنم ( فارعت الجمال ) فأمر جنوده بخطفها واحضارها له .. وفعلاً تم ذاك الامر واحظرت الى خيمته .. وراودها عن نفسها ايام وليالي( وكانت عفيفة شريفة ) فأبت على نفسها ولم تمكنه مما يريد وكانت مخطوبة إلى ابن عمها ( الذي يهيم بحبها ) .
16 – كان القائد التركي( النذل ) لا ينام الا وهو لاف شعر رأسها على ذراعه ( حتى لا تتمكن من الهرب من الخيمة اثناء نومه ليلاً ) .ز وقد حاولت مراراً الهرب ولكنها فشلت ... وفي الجانب الآخر كان ابن عمها يلف ويدور كالاسد في القفص ( حول المعسكر ) ولكن الحراسة كانت مشددة .. وكان ابن عمها يتوثب ويتقنص الفرص ويراقب ( واخيراً ) سنحت له الفرصة التي كان يتمناها . في ليلة لا هلال فيها ولا قمر .
17 – كان الجيش وقادته وضباطه في هذه الليلة يحتفلون بعيد او بمناسبة دعتهم إلى السهر والطرب والاحتفال ( وربما الشرب ) إلى منتصف الليل ثم تهاووا على اسرتهم جثث هامدة ... وكانوا بالطبع مراقبين بدقة .. ولبني مالك ( عيون وآذن ) في داخل المخيم وخارجه تنقل اخبار الترك لحظة بلحظة .. وكان رجال القبائل ( جاهزين للمعركة من زمان سابق) وينتظرون الفرصة المناسبة .
18 – في هذه الليلة المنتظرة ( لا بد من الحسم ) ومن اجل تنفيذ الخطة كان لابد من انقاذ ( الصبية )اولاً . ثم الإشتباك مع الجيش وجه لوجه وصدراً لصدر ( ويجب ان تكون المعركة في الظلام وداخل المخيم التركي بالذات ) .. ولابد من الصبر ( فما النصر إلا صبر ساعة ) والله المستعان .. هذه هي خطت رجالنا ( رجال بني مالك ) في ذاك الزمان .
19 – بعد ان هجع الجيش التركي ( ومنهم حراس المعسكر ) في اواخر تلك الليلة .. تسلل ابن العم على رؤوس اصابعه ومعه صديق مخلص حتى دخل خيمت القائد .. الذي كان يغط في نوم عميق مستلقي على قفاه ( مثل الثور ) ؛ فاخذ يزحف ويزحف وهو كاتم انفاسه . حتى وصل إلى ابنت عمه ( وكتم على فمها بيده ) فالوقت الذي ثبتها إلى الارض جيداً بإحكام ( وكان قوياً ) مفتول العضلات وشجاع في نفس الوقت فلم تتمكن من اصدار أي صوت او حركة .. وهمس في اذنها ان تتبعه .. فقالت له بهمس ( لا استطيع ) لان القائد( لف شعرها على ذراعه باحكام) .. فقال لابنت عمه اهدئي وقام بفصل شعرها عن ذراع ( العلج التركي ) بالجنبية وخلصها وسلمها لصديقه المخلص الذي ينتظره خارج الخيمة ليفر بها هذا الاخير عن مكمن الخطر.. وفعلاً نجت .. اما ابن العم فانصرف إلى القائد النائم واطبق على فمه بيده اليسرى بقوة في الوقت الذي يده اليمنى تذكيه كالشاة . لاكن صوتاً صدر من القتيل ايقض الحراس فاقتحموا الخيمة ودارة معركة في الضلام قتل فيها الحراس وانتشر الصوت في المخيم وتعالت اصوات البنادق في المخيم ونواحيه .
20 – في هذه اللحظة بالذات اقتحم ( صبيان بني مالك ) المخيم من كل اتجاهاته شاهرين ( جناباهم ) و( عطفهم ) ودارة معركة شرسة في ذاك الظلام استمرت حتى شروق الشمس ( تكبد فيها الجيش التركي ) خسائر فادحة في الاروح .. وترامة جثثهم في كل مكان . وانهزم البقية في الجبال والشعاب فغدوا غنيمة باردة .. واستولا رجالنا على اسلحتهم وعتادهم وركبوا ظهور الترك في تلك الجبال . (ماعدا جنود المدفعية ) الذين بقيوا على حياد ولم يتمكنوا من استعمالها .. في الوقت الذي فضل ( رجالنا عدم التحرش بهم ) لعدم وجود اسلحة مماثلة ومتصدية لتلك المدفعية .. اضافتاً إلى خشيتهم من توسيع المعركة التي قد تدفع بالترك إلى قصف القرى وساكنيها .. فتغافل رجالنا عنهم ليمكنوهم من الانسحاب والهرب والرجوع من حيث اتوا .
السلام عليكم ورحمة اللله وبركاته ؛ وبعد :-
مشاركتي اليوم عن ( معركة شرسة ) من معارك بني مالك الخالدة .. كثر حولها اللغط . .. وانقسم الناس إلى ( مادح وقادح ) .. ولعل السبب يعود إلى عدم وضوح الرؤية في ضل تعتيم لا ضرورة له .. فهي من معاركنا التي شرفتنا ورفعة رؤوسنا عالياً بين القبائل في ذاك الزمن ... ولعلكم تلاحظون انه ( رغم تبادل الشتائم والمهاترات ) ايام الجهالة والعنصريات فاننا لم تعيرنا القبائل بهذه المعركة او تشمت بنا ( لانهم جميعاً يعرفون حقيقتها المشرفة ) .. رحم الله اجدادنا ... وبيض الله وجيهكم ياابالنعيم ويابني عمروا ( في السراة وتهامة ) – ولله دركم ما اشجعكم واكرمكم واشهمكم .
اما مناقشتي وتحليلي لتلك المعركة وماحدث فيها ( فهو جهد المقل ) واستميحكم العذر على القصور والخلل الذي تجدونه في طيات هذه الملحمة (فإن لقيتم مايضر فاستروا اخاكم وانتم اهل الستر .. وان لقيتم مايسر فهذا ماعنيت واردت والله الحمد والمنة ) .. ولكني اعترف كعادتي بتقصيري ( واستروا ماواجهتم ) .
( طبعاً ) – سأسلك في السرد والتحليل ( اسلوب جديد ومميز ) ليكون ( سهل الهضم ).
وسوف انظمه في صورة فقرات مرقمة ؛ كما ترون وبالله التوفيق وعليه الاتكال :-
1 – لم اكن حاضراً في هذا المنتدى عندما اثير موضوع حرب فلاحة (سابقاً ) لذا فمشاركتي اتت متأخرة .. ولكن لأهمية الموضوع قررت المشاركة في هذا الموضوع اليوم والادلاء بدلوي . وارجوا ان لا تستثار حفيظة القوم ضدي فهناك من قد يكون لا يروقه طرحي هذا والله المستعان ... ولكني لست الوحيد الذي في جعبته شيء ولكني من القلة الذين ( عندهم ما يقال ) – وارجوا ان يكون في طرحي هذه فائدة .. ( والخلاصة ) ان قصت هذه المعركة مدعاة لفخرنا واعتزازنا بشجاعتنا وانفتنا وغيرتنا على محارمنا .. وليس فيها مايشيننا او يلوثنا – ومن اراد ان يكرر مايشابه اسباب تلك المعركة والتحرش بنا ؛ فإن مصيره مصير الترك في ( فلاحة ) وحتماً سنمرغ انفه كما مرغنا انوفهم في الماضي ... وما نحن الا اشبال لاسود فلاحة ونمورها .
2 - للوصول الى تاريخ معركة فلاحة ؛ فلابد من تصفح كتاب (تاريخ مكة ) للسباعي . وكتاب (سمط النجوم العوالي ) .والبحث عن اسم الشريف الذي قاد المعركة .وتاريخها ... وحيث ان مكتبتي ليست قريبة مني الآن لذا احيل على هذين المرجعين بغيت العثور على تاريخها وما ذكره مؤرخي مكة عنها .
3 - كان معظم جيش الشريف في تلك الحملة ( من الترك ) وبعض عرب بوادي الحجاز .
4 - عندما يقال ( الترك ) فإنه يتبادر الى الذهن صورة غير كاملة ( وهي ) الاعتقاد بانهم من تركيا ذاتها( اي غير عرب ). وهذا فهم خاطيء . فالحكومة التركية كانت امبراطورية مترامية الاطراف .. ينضوي تحت جناحها الترك والارمن والكرد والقوقاز وبعض الاوربيين والشركس .. والكثير من عرب الشام والعراق والمصريين وبدوان الجزيرة العربية ... ( اي يوجد فيهم نسبه كبيرة من ابناء جلدتنا العرب ).
5 - سياسة ضرب ( الند بالند ) سياسة عسكرية ناجحة تنتهجها الدول خلال معاركها .. فهي كما تعلمون انتهجتها دولت فارس ودولة الروم عندما كانت تهاجم العرب في شمال وشرق الجزيرة العربية .. و( كانت دولهم تضرب عرب الجنوب بعرب الشمال ) .. وصارت هذه السياسة الاستراتيجية على هذا النهج والاسلوب الى اليوم .. ففي العصر الحديث تمكنت امريكا من دخول كابل عبر افغان الشمال ( اي ضربت الافغان بالافغان ) وفي العر اق ( ضربت اهل الجنوب باهل الشمال ) في الحرب الاخيرة .. وفي تحرير الكويت دخلت العراق (خلف الجيوش العربية والصديقة المشاركة في تلك الحرب ) وهكذا .
6 - الجيش الذي دخل المعركة ضد بني مالك كان قوامه الجيش التركي -- وافراده كانو ا (من عرب الشام وشمال الجزيرة العربية ) وشعوب شمال افريقيا غالباً (من المرتزقة والباحثين عن المال ) .اما الضباط فكانوا خليط من هولاء ومن ( الاتراك الحقيقيين ) .
7 - الفقرة السابقة (رقم 6 ) ذات اهمية كبيرة تفسر لنا لماذا استوطن الكثير منهم في جبال عسير وانصهر في القبائل هناك (اقصد انهم عرب من سوريا وفلسطين ولبنان ) مما سهل لهم القبول هناك وتزويجهم واستيطانهم بلا تمييز او عنصرية .
8 - نعود الى ( المعركة ) - فأقول ان تلك المعركة لها اسباب ( وليست مقصودة بذاتها ) اساساً .. ولم يكن ذاك الجيش مرسل لقتال بني مالك .. اي لم تكن في الغالب مبعوثة ومجيشة لتأديب بني مالك والتعرض لهم ؛ ولم يكن هناك اصلا خلاف بين الشريف في مكة وبين اتباعه ( بني مالك ) في ديارهم في ذاك الوقت .
9 - ساعود لاحقاً للخوض في سبب الاشتباك والمعركة ..اما عن الجيش التركي فكان متجه الى بلاد زهران وغامد اساساً بقصد مباغتتهم وتأديبهم ؛ وكانت قيادة ذاك الجيش قد انتهجت خطة عبقريه ملخصها ان يسلكوا طريق مجهولة ( غير معتادة ) بقصد مباغتت زهران في عقر دارهم من طريق لا يتوقعونها ( عن طريق بجيلة ثم عردة فالملقاه ) وهي طريق غير متوقعة ... فغير الجيش التركي ( الهاشمي )بقيادة الشريف طريقه ( حيث ان هناك طريقين مشهورين ) للوصول الى زهران هما ( طريق المشرق ) - الطائف --- غزائل ومن هناك الى شمرخ . والطريق الاخرى هي طريق الساحل ( طريق تهامة -- الليث ) . لاكن القائد سلك به طريق غير معتادة عبر بني مالك كما اسلفت .
10 – قضت الاستراتيجية والمشورة ( بين القائد العام وضباط الجيش التركي وقادته ) ان يضعوا لهم نقطة اسناد وتموين فاستقر الراي ان تكون في ( بجيلة ) لأسباب اهمها :- ( أ)- ان الجيش التركي يكون اكثر انسجاماً في( بجيلة) -- اقصد هنا الارض وليست القبيلة بالطبع – لأن ارض بجيلة تشابه ارض الشام وتركيا في المناخ . ( ب)- تكون هذه النقطة نقطة انطلاق للجيش الذي سيباغت ويهاجم بلاد زهران . (ج)- حفظ المؤن والذخائر اللازمة اوالزائدة عن الحاجة في مكان آمن خلف ظهورهم بعيداً عن ارض المعركة ( حتى لا يتم الالتفاف عليهم من الخلف ) ويستولى على تلك الاشياء . (د)- في حالت هزيمة الجيش او تراجعه إلى الخلف فإن قبائل زهران لن يسمح لها ( بني مالك ) بإقتحام ديار بني مالك لمطاردة الترك ومن لف لفيفهم من جيش ( الشريف ) المنهزم انذاك ( لو حصل شيء من ذاك ) . (هـ )- الماء عنصر ( نصر وهزيمة ) في المعارك ؛ ومن اولى بديهيات القائد الفطن ان لا ينزل جيشه إلى على ماء (عد) غزير .. وبالتأكيد يضعه خلف جيشه وليس بينه وبين العدو .. وهنا لا مساومة ( فالماء يعني استمرار الحياة ) . وبئر فلاحة توفر للجيش الماء المطلوب . ( فالواقع انني لست متأكد ) هل هي التي بوادي الجهالين ام غيرها لاني مارأيت البير وما حولها ( حتى ارجح ذاك القول ) – ومرد تشككي يرجع إلى معلومة قديمة عندي مفادها أن ( هناك مدافع تركية تجرها البغال ) شاركت في تلك المعركة (ولكنها لم تؤثر في الاحداث ولم تقصف بها القرى ) حسب علمي .. وقيل لي ان الجيش قام بدك وتسوية مساحة من الارض في موقع استراتيجي يشرف على ماتحته ( للمدفعية ) وقد عمل الطريق ورصف ومهد بطريقة تسمح للبغال بجر العربات والمدافع إلى تلك القمة الاستراتيجية المستوية .
11 – عند وصول الجيش التركي ( الهاشمي) واتخاذه القرار في اختيار ذاك الموقع ومباشرته في تهيئته وبنا استحكامات مؤقتة .. ( طبعاً فترة ليست يوم او يومين ) فإن افراد الجيش ( المتغطرس ) اخذوا يجوبون الاودية القريبة والقرى المجاورة (استطلاع) واستكشاف وربما بحثاً عن الترفيه ( كعادة الجيوش) المحاربة في العالم .. إلا ان هذه التحركات المشبوهة لافراد الجيش قوبلت بعدم قبول وارتياح الاهالي الغير معتادين على مثل هذه الأمور .. فكانت (بعيض) مناوشات واشتباكات بالايدي وتدافع في بداية الأمر (ربما اختبار للقوة ورد الفعل ) بين الاهالي والجيش . لاسيما ان اغلب الجيش آتي من مجتمعات منفتحة في الشام وتركيا .. وهناك هم اكثر تسامحاً وتساهلاً واقل غيرتاً على المحارم بالطبع . في الوقت الذي ( ربعنا ) كما هو معلوم عرب اقحاح ذوي انفة وغيرة ( ولا يمشي عندهم هذا الكلام ) .. من هنا بدأ التنافر والخلاف .. فانقدحت لاحقاً تلك الشرارة التي اشعلت هذه الحرب ( الخاطفة ).
12 – عندما قلت ( خاطفة ) فأنا لم ابتعد عن الحقيقة والواقع .. فهذه الحرب لم تستمر فترة طويلة .. حيث ان صبيان بني مالك وبالاخص ( رجال ابالنعيم وبني عمر ( في السراة وتهامة ) تنادوا لها ( طبعاً شرفونا كلنا يابني مالك ) عندما نبذوا خلافاتهم التافهة ( المعتادة ) في ذيك الايام وتحولو إلى يداً واحدة على الظالم المعتدي .
14 – ( المعركة الحاسمة ) – تمت ليلاً بالسلاح الابيض .. وبدأت من جوف خيمة (القائد التركي ) .. وسوف الخص المشكلة واسباب المعركة .. وقد قتل في تلك الليلة (بالطبع) القائد التركي ( ذبحاً بالجنبية ) من الوريد إلى الوريد . حسب ماذكر لي .
15 – ( اسباب المعركة ) .. { يقال } والله اعلم بالحقيقة :- أن القائد التركي شاهد راعية غنم ( فارعت الجمال ) فأمر جنوده بخطفها واحضارها له .. وفعلاً تم ذاك الامر واحظرت الى خيمته .. وراودها عن نفسها ايام وليالي( وكانت عفيفة شريفة ) فأبت على نفسها ولم تمكنه مما يريد وكانت مخطوبة إلى ابن عمها ( الذي يهيم بحبها ) .
16 – كان القائد التركي( النذل ) لا ينام الا وهو لاف شعر رأسها على ذراعه ( حتى لا تتمكن من الهرب من الخيمة اثناء نومه ليلاً ) .ز وقد حاولت مراراً الهرب ولكنها فشلت ... وفي الجانب الآخر كان ابن عمها يلف ويدور كالاسد في القفص ( حول المعسكر ) ولكن الحراسة كانت مشددة .. وكان ابن عمها يتوثب ويتقنص الفرص ويراقب ( واخيراً ) سنحت له الفرصة التي كان يتمناها . في ليلة لا هلال فيها ولا قمر .
17 – كان الجيش وقادته وضباطه في هذه الليلة يحتفلون بعيد او بمناسبة دعتهم إلى السهر والطرب والاحتفال ( وربما الشرب ) إلى منتصف الليل ثم تهاووا على اسرتهم جثث هامدة ... وكانوا بالطبع مراقبين بدقة .. ولبني مالك ( عيون وآذن ) في داخل المخيم وخارجه تنقل اخبار الترك لحظة بلحظة .. وكان رجال القبائل ( جاهزين للمعركة من زمان سابق) وينتظرون الفرصة المناسبة .
18 – في هذه الليلة المنتظرة ( لا بد من الحسم ) ومن اجل تنفيذ الخطة كان لابد من انقاذ ( الصبية )اولاً . ثم الإشتباك مع الجيش وجه لوجه وصدراً لصدر ( ويجب ان تكون المعركة في الظلام وداخل المخيم التركي بالذات ) .. ولابد من الصبر ( فما النصر إلا صبر ساعة ) والله المستعان .. هذه هي خطت رجالنا ( رجال بني مالك ) في ذاك الزمان .
19 – بعد ان هجع الجيش التركي ( ومنهم حراس المعسكر ) في اواخر تلك الليلة .. تسلل ابن العم على رؤوس اصابعه ومعه صديق مخلص حتى دخل خيمت القائد .. الذي كان يغط في نوم عميق مستلقي على قفاه ( مثل الثور ) ؛ فاخذ يزحف ويزحف وهو كاتم انفاسه . حتى وصل إلى ابنت عمه ( وكتم على فمها بيده ) فالوقت الذي ثبتها إلى الارض جيداً بإحكام ( وكان قوياً ) مفتول العضلات وشجاع في نفس الوقت فلم تتمكن من اصدار أي صوت او حركة .. وهمس في اذنها ان تتبعه .. فقالت له بهمس ( لا استطيع ) لان القائد( لف شعرها على ذراعه باحكام) .. فقال لابنت عمه اهدئي وقام بفصل شعرها عن ذراع ( العلج التركي ) بالجنبية وخلصها وسلمها لصديقه المخلص الذي ينتظره خارج الخيمة ليفر بها هذا الاخير عن مكمن الخطر.. وفعلاً نجت .. اما ابن العم فانصرف إلى القائد النائم واطبق على فمه بيده اليسرى بقوة في الوقت الذي يده اليمنى تذكيه كالشاة . لاكن صوتاً صدر من القتيل ايقض الحراس فاقتحموا الخيمة ودارة معركة في الضلام قتل فيها الحراس وانتشر الصوت في المخيم وتعالت اصوات البنادق في المخيم ونواحيه .
20 – في هذه اللحظة بالذات اقتحم ( صبيان بني مالك ) المخيم من كل اتجاهاته شاهرين ( جناباهم ) و( عطفهم ) ودارة معركة شرسة في ذاك الظلام استمرت حتى شروق الشمس ( تكبد فيها الجيش التركي ) خسائر فادحة في الاروح .. وترامة جثثهم في كل مكان . وانهزم البقية في الجبال والشعاب فغدوا غنيمة باردة .. واستولا رجالنا على اسلحتهم وعتادهم وركبوا ظهور الترك في تلك الجبال . (ماعدا جنود المدفعية ) الذين بقيوا على حياد ولم يتمكنوا من استعمالها .. في الوقت الذي فضل ( رجالنا عدم التحرش بهم ) لعدم وجود اسلحة مماثلة ومتصدية لتلك المدفعية .. اضافتاً إلى خشيتهم من توسيع المعركة التي قد تدفع بالترك إلى قصف القرى وساكنيها .. فتغافل رجالنا عنهم ليمكنوهم من الانسحاب والهرب والرجوع من حيث اتوا .
(وكفى الله زهران شر القتال )
