تعرف على بصل العنصل المنتشر في أودية بني مالك

اسد بنكرز البجلي قال:

بارك الله فيك ياابو وسام الشولاني.

جزاك الله خير ؛ وقد تعجبت فقط من ( لماذا ) بصل العنصل بالضبط .. وفي الوقت الذي لو اخترقت ديار بني مالك (في الطول والعرض ) فلن تجد تقريباً من سمع ببصل العنصل ؛ والذي يكون قد سمع قد لا يعرفه بعينه .

ومن هنا لا زلت اتعجب من الموضوع ؛ وقد يكون تم التطرق اليه من بين (كل ) الابصال الشهيرة لسبب خاص .

بصل العنصل درنات بحجم حبات البطاطس ؛ ويميل لونها الى الاخضر الباهت القريب من الاصفر - بحجم القبضة تقريباً - وهو يصنف الى (ذكر وانثى) ؛ ولا يستعمل الا كدواء تصنعه يد حكيم حاذق .. و ( مضرته اكثر من منفعته ) ولا منفعة له الا اذا عالجته يدا ذاك الخبير في صناعة العقاقير (الادوية) وتقدير اوزانها ونسبها والامراض التي تصلح لها .. وباستعمال وكيفيات موزونة ومقدرة .
والخطأ هنا في التصنيع او في احدى خطواته او اوزانه ومقاديره يعتبر ( خطأ قاتل ).
ومن اجل هذا تسائلت عن الاهمية في طرح هذا الموضوع .ولذا رأيت لزاماً ان ادخل على هذه المشاركة على الاقل لاوضح الامر وخطورته لمن قد ينزلق في هاوية ( بصل العنصل ) .

واقول هو من النباتات السامة والخطرة ؛ وقد بحثت عنه منذ عقدين فلم اجد من يوفره لي ( هنا ) ؛ وهنا يئست منه ؛ وبقيت الفكرة ( تحت الرماد ) حتى وجدته في مراكش في (سوق الملاح ) بضم الميم وتشديد اللام مع فتحها وهذه التسمية تعني سوق اليهود وهو من الاسواق القديمة والعريقة والشهيرة في طول المغرب وعرضه. وكذلك في سوق ( درب سلطان ) هناك في كزبلنكا ايضاً ؛ وفي السوق الشعبي في مدينة (انزكان ) شرق اغادير على شفير الصحراء المغربية .. .ولم احتاج الى كبير عناء في التعرف عليه عندما رأيته هناك في تلك الاسواق العريقة والعتيقة .. طبعاً من اسمائه ايضاً ( بصل الفار ) ؛ ومن اجل ذلك كان متروكاً في سلال ضخمة بلا غطاء . لان الفار اذا تجرأ واكل منه مات بعد وقت يسير .. ومن الملفت انه اذا مات ( الفار ) بعد اكله يجف حتى يصبح (شنَّة تخرفش ) اي يجف ( الفار ) بشدة وبسرعة و ( بلا ريحة ) . ويبدو ان شركة عالمية عرفت سر العنصل فصنعت دواء فتاك للقضاء على الفئران يعتمد قتل الفار وتجفيفه سريعاً ؛ ومن هنا تكمن خطورة استعمال هذا النوع من البصل ؛ واقول ( نوع من ) الابصال لانها انواع كثيرة متشابهة في الشكل ومختلفة في المفعول ومنها بصل المائدة والمطبخ المعروف الذي ناكله كل يوم .. ومنها بصل العنصل الشديد السمية الذي نتكلم عنه هنا .
وقد احضرت منه ( كيلو واحد ) من النوعين ( الذكر والانثى ) من المغرب ، وحاولت استنباته في مكة المكرمة فنبت فعلا وظهرت له قضبان خضراء ( فوق التربة) مثل البصل ( الذي يباع في محلات بيع الخضار ) باسم البصل الاخضر ؛ وهو يشابه(الكراث) الا انها مبرومة ومجوفة مثب البصل الاخضر تماماً .

وبعد مضي موسمها جفت تلك الاوراق عندي وماتت .. فتركناها واعتقدنا انه مات وانتهى امره ولكن كانت المفاجأة انه عاود الانبات ، وانبعث من تحت التربة مجدداً في موسمه اللاحق ( بعد عام كامل ) وهو بلا سقي او عناية .

( كلمة ذات صلة للفائدة والتندر ) - فقد حدث ان اقتلعت (نبتة الزيدة ) بعروقها من الديرة .. والزيده تسمى في تهامة ونواحي الجايزة (فعمة) ووضعتها مع الكتب في احد دواليب الكتب في مكتبتي وكنت انظر اليها بين فترة وفترة و بقيت لم تضمر او تموت رغم انها في الدولاب الشديد الجفاف وخلف زجاج الدولاب ؛ ( وبقيت بها حياة ) لمدة ( سنة كاملة ) ؟!! والعجيب انها ( في حول قلعها ) بعد ان اتمت عامها في مكتبتي ذوت وضمرت ثم تقزمت وماتت في اقل من ثلاثة ايام ( فلماذا عاشت حول كامل ) بلا ضوء ولا تربة ولا ماء بين كتبي في الدولاب المغلق تماما وخلف الزجاج.. والى الان لم ينكشف لي هذا السر المحير .

( نعود الى بصل العنصل ) - فأقول انني استطيع ان اذكر الشيء الكثير عن احواله ( فوائده ومضاره ) .. ولكن ترجح عندي ان جانب المضرة يرجح بجانب الفائدة فاعرضت عن الاتيان على ذكره ؛ فربما وقعت المعلومة في يد جاهل غبي فافنى بها نفسه او تسبب في اتلاف الغير ( بحسن نية او بسوءها ) . لذا رجحت جانب المصلحة على ما عداه مع العذر الشديد .

اما فوائده الاقتصادية فترتبط بفوائده الدوائية ؛ وربما انه لو تمت محاولة تسويقه في سوق الخضار وغيره عندنا فلن يسام بريالين للجهل به وباستعمالاته وبخاصة اذا علم بانه سام وخطر .
تصبحون على خير والسلام عليكم ورحمة الله .

أنقر للتوسيع...