BLOOD
Well-Known Member
- إنضم
- 11 أبريل 2007
- المشاركات
- 5,543
- مستوى التفاعل
- 88
- النقاط
- 48
نورة واختها (قصة مؤثرة) ...
تقول صاحبة القصة:
بدت أختي شاحبة الوجة نحيلة الجسم.. ولكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم.. تبحث عنها تجدها في مصلاها.. راكعة ساجدة ترفع يديها الى الله..هكذ في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لاتمل00
كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي.. أشاهد الفيديو بكثرة..
لا أؤدي واجباتي كاملة .. ولست منظبطة في صلواتي..بعد أن شاهدت أفلاما متنوعة لمدة 3ساعات متواصلة.. ها هو أذان الفجر يرتفع من المسجد المجاور..
عدت الى فراشي..
تناديني أختي من مصلاها 00000 نعم ماذا تريدين يانورة..؟
قالت لي بنبرة حادة: لاتنامي قبل ان تصلي الفجر..
أوووه.... بقي ساعة على صلاة الفجر وما سمعتيه كان الاذان الاول..
بنبرتها الحنون _ هكذا هي حتى قبل ان يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش..
نادتني.. تعالي يا هناء الى جانبي..
(لا استطيع اطلاقا رد طلبها.. تشعر بصفائها وصدقها.. لا شك طائعا ستلبي..)
نعم ماذا تريدين..؟
اجلسي..
هاقد جلست .. ماذا لديك..
بصوت عذب رخيم
كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة)..
سكتت برهة... ثم سألتني ألم تؤمني بالموت..؟
بلى مؤمنة..
ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة؟!
بلى .. ولكن الله غفور رحيم ..والعمر طويل..
يا أخيتي ..ألا تخافين الموت وبغتته؟!
انظري هندا أصغر منك وماتت في حادث سيارة.... وفلانة....وفلانة... الموت لا يعرف العمر..
أجبتها بصوت خائف حيث مصلاها المظلم..
اني اخاف من الظلام وأخفتيني من الموت.. كيف أنام الآن؟!
كنت أظنك ناديتني لأنك وافقت على السفر معانا هذة الاجازة.!!
فجأة.. تحشرج صوتها واهتز قلبي..
لعلي هذة السنة اسافر سفرا بعيدا..الى مكان آخر .. ربما ياهناء.. الاعمار بيد الله.. وانفجرت بالبكاء..
تفكرت في مرضها وان الاطباء اخبروا أبي سرا أن المرض ربما لم يمهلها طويلا..
ولكن من أخبرها بذلك .. أم انها تتوقع هذا الشيء؟
ما لك؟ بماذا تفكرين؟ جاءني صوتها القوي هذة المرة00!!
هل تعتقدين اني اقول هذا لأني مريضة؟
كلا... ربما أكون أطول عمرا من الاصحاء..
وأنتي الى متى ستعيشين.. ربما عشرين سنة.. ربما أربعين .. ثم ماذا؟!
لا فرق بيننا..كلنا سنرحل.. وسنغادر هذة الدنيا اما الى الجنة او الى النار...
ألم تسمعي قول الله
فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) 00 تصبحين على خير..
هرولت مسرعة وصوتها يطرق اذني.. هداك الله..لاتنسي الصلاة..
0 0 0 0 0 0 0
الثامنة صباحا..
اسمع طرقا على الباب .. هذا ليس موعد أستيقاضي.. بكاء.. وأصوات.. ماذا جرى..؟
لقد تردت حالة نورة .. وذهب بها أبي الى المستشفى..
لا حول ولا قوة الا بالله..
لا سفر هذة السنة .. مكتوب علي البقاء هذة السنة في المنزل..
بعدأنتظار طويل.. عندالواحدة ظهرا هاتفنا ابي من من المستشفى .. تستطيعون زيارتها الآن..
أخبرتني امي ان حديث ابي غير مطمئن وان صوته متغير.... عباءتي في يدي.... اين السائق؟!
ركبنا على عجل ..اين الطريق الذي كنت اذهب لأتمشى فيه يبدو قصيرا.. ماله اليوم طويلا جدا..؟!
أين ذلك الزحام المحبب الى نفسي كي ألتفت يمنة ويسرة..زحام أصبح قاتلا ومملا..!!
أمي بجواري تدعو لها انها بنت صالحة ومطيعة..لم ارها تضيع وقتها ابدا.. دخلنا الى المستشفى
هذا مريض يتأوه.. وهذا مصاب في حادث.. وثالث عيناه غائرتان.. لاتدري هل هو من اصحاب الجنة او اصحاب النار..
صعدنا درجات السلم بسرعة..
أنها في غرفة العناية المركزة .. سآخذكم اليها..ثم وصلت الممرضة.. انها بنت طيبة وطمأنت أمي انها في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها..
ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد.. أنها غرفة العناية المركزة
وسط زحام الاطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة ارى عيني أختي نورة تنظران الي , وأمي واقفة بجوارها..بعد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطع أخفاء دموعها..
سمحوا لي بالدخول والسلام عليها يشرط ان لا اتحدث معها كثيرا..دقيقتان كافيتان لك..
_كيف حالك يانورة؟
لقد كنت بخير مساء البارحة ماذا جرى لك..؟!
أجابتني بعد ان ضغطت على يدي : انا الآن ولله الحمد بخير
الحمد لله ولكن يدك باردة..
كنت جالسة على حافة السرير ولامست ساقها..أبعدته عني.. آسفة اذا ضايقتك.. كلا ولكني تفكرت في قول الله تعالى
والتفت الساق بالساق_ الى ربك يومئذ المساق)
عليك يا هناء بالدعاء لي فربما استقبل عن قريب أول أيام الآخرة....سفري بعيد وزادي قليل
سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت.. لم أع أين انا؟!
استمرت عيناي في البكاء..أصبح ابي خائفا علي اكثر من نورة..لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء غي غرفتي..
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين..ساد صمت طويل في بيتنا..
دخلت علي ابنة خالتي..ابنة عمتي..أحداث سريعة..كثر القادمون..اختلطت الاصوات..شي واحد عرفته
نـــــــــــــــــــورة مــــــــــــــــاتت
لم اعد اميز من جاء..ولا اعرف ماذا قالوا.... ياالله اين انا؟ وماذايجري؟عجزت حتى عن البكاء..
فيما بعد اخبروني ان ابي اخذ بيدي لوداع اختي الوداع الاخير..
واني قبلتها..لم اعد اذكر الا شيء واحد..حين نظرت اليها مسجاة على فراش الموت..
تذكرت قولها..(والتفت الساق بالساق).. عرفت حقيقة ان (الى ربك يومئذ المساق)
لم اعرف اني عدت الى مصلاها تلك الليلة..
وحينها تذكرت من قاسمتني رحم امي, فنحن توأمان..تذكرت من شاركتني همومي..
تذكرت من نفست عني كربتي..من دعت لي بالهداية..من ذرفت دموعها ليالي طويلة وهي تحدثني عن الموت والحساب..
الله المستعان...هذة اول ليلة لها في قبرها..اللهم ارحمها ونور لها قبرها..هذا هو مصحفها..
وهذة سجادتها.. وهذة سبحتها..وهذا ........وهذة........
بل هذا هو الفستان الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي..
تذكرتها وبكيت على ايامي الضائعة..ودعوت الله ان يرحمني ويتوب علي ويعفو عني..
دعوت الله ان يثبتها في قبرها كم كانت تحب ان تدعو
*فجأة سألت نفسي ماذا لو كانت الميتة انا..؟ ما مصيري..؟
لم أبحث عن اجابة من الخوف الذي اصابني.. بكيت بحرقة..
الله اكبر00الله اكبر..هاهو ذا اذان الفجر قد ارتفع..ولكن ما اعذبه هذة المرة
احسست بطمانينة وراحة وانا اردد مايقوله المؤذن..لففت ردائي وقمت واقفة اصلي صلاة الفجر..
صليت صلاة مودع..كما صلتها اختي من قبل .. وكانت آخر صلاة لها..
اذا أصبحت لا انتظر المساء.. واذا امسيت لا انتظر الصباح000
منقول
بدت أختي شاحبة الوجة نحيلة الجسم.. ولكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم.. تبحث عنها تجدها في مصلاها.. راكعة ساجدة ترفع يديها الى الله..هكذ في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لاتمل00
كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي.. أشاهد الفيديو بكثرة..
لا أؤدي واجباتي كاملة .. ولست منظبطة في صلواتي..بعد أن شاهدت أفلاما متنوعة لمدة 3ساعات متواصلة.. ها هو أذان الفجر يرتفع من المسجد المجاور..
عدت الى فراشي..
تناديني أختي من مصلاها 00000 نعم ماذا تريدين يانورة..؟
قالت لي بنبرة حادة: لاتنامي قبل ان تصلي الفجر..
أوووه.... بقي ساعة على صلاة الفجر وما سمعتيه كان الاذان الاول..
بنبرتها الحنون _ هكذا هي حتى قبل ان يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش..
نادتني.. تعالي يا هناء الى جانبي..
(لا استطيع اطلاقا رد طلبها.. تشعر بصفائها وصدقها.. لا شك طائعا ستلبي..)
نعم ماذا تريدين..؟
اجلسي..
هاقد جلست .. ماذا لديك..
بصوت عذب رخيم
سكتت برهة... ثم سألتني ألم تؤمني بالموت..؟
بلى مؤمنة..
ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة؟!
بلى .. ولكن الله غفور رحيم ..والعمر طويل..
يا أخيتي ..ألا تخافين الموت وبغتته؟!
انظري هندا أصغر منك وماتت في حادث سيارة.... وفلانة....وفلانة... الموت لا يعرف العمر..
أجبتها بصوت خائف حيث مصلاها المظلم..
اني اخاف من الظلام وأخفتيني من الموت.. كيف أنام الآن؟!
كنت أظنك ناديتني لأنك وافقت على السفر معانا هذة الاجازة.!!
فجأة.. تحشرج صوتها واهتز قلبي..
لعلي هذة السنة اسافر سفرا بعيدا..الى مكان آخر .. ربما ياهناء.. الاعمار بيد الله.. وانفجرت بالبكاء..
تفكرت في مرضها وان الاطباء اخبروا أبي سرا أن المرض ربما لم يمهلها طويلا..
ولكن من أخبرها بذلك .. أم انها تتوقع هذا الشيء؟
ما لك؟ بماذا تفكرين؟ جاءني صوتها القوي هذة المرة00!!
هل تعتقدين اني اقول هذا لأني مريضة؟
كلا... ربما أكون أطول عمرا من الاصحاء..
وأنتي الى متى ستعيشين.. ربما عشرين سنة.. ربما أربعين .. ثم ماذا؟!
لا فرق بيننا..كلنا سنرحل.. وسنغادر هذة الدنيا اما الى الجنة او الى النار...
ألم تسمعي قول الله
هرولت مسرعة وصوتها يطرق اذني.. هداك الله..لاتنسي الصلاة..
0 0 0 0 0 0 0
الثامنة صباحا..
اسمع طرقا على الباب .. هذا ليس موعد أستيقاضي.. بكاء.. وأصوات.. ماذا جرى..؟
لقد تردت حالة نورة .. وذهب بها أبي الى المستشفى..
لا حول ولا قوة الا بالله..
لا سفر هذة السنة .. مكتوب علي البقاء هذة السنة في المنزل..
بعدأنتظار طويل.. عندالواحدة ظهرا هاتفنا ابي من من المستشفى .. تستطيعون زيارتها الآن..
أخبرتني امي ان حديث ابي غير مطمئن وان صوته متغير.... عباءتي في يدي.... اين السائق؟!
ركبنا على عجل ..اين الطريق الذي كنت اذهب لأتمشى فيه يبدو قصيرا.. ماله اليوم طويلا جدا..؟!
أين ذلك الزحام المحبب الى نفسي كي ألتفت يمنة ويسرة..زحام أصبح قاتلا ومملا..!!
أمي بجواري تدعو لها انها بنت صالحة ومطيعة..لم ارها تضيع وقتها ابدا.. دخلنا الى المستشفى
هذا مريض يتأوه.. وهذا مصاب في حادث.. وثالث عيناه غائرتان.. لاتدري هل هو من اصحاب الجنة او اصحاب النار..
صعدنا درجات السلم بسرعة..
أنها في غرفة العناية المركزة .. سآخذكم اليها..ثم وصلت الممرضة.. انها بنت طيبة وطمأنت أمي انها في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها..
ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد.. أنها غرفة العناية المركزة
وسط زحام الاطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة ارى عيني أختي نورة تنظران الي , وأمي واقفة بجوارها..بعد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطع أخفاء دموعها..
سمحوا لي بالدخول والسلام عليها يشرط ان لا اتحدث معها كثيرا..دقيقتان كافيتان لك..
_كيف حالك يانورة؟
لقد كنت بخير مساء البارحة ماذا جرى لك..؟!
أجابتني بعد ان ضغطت على يدي : انا الآن ولله الحمد بخير
الحمد لله ولكن يدك باردة..
كنت جالسة على حافة السرير ولامست ساقها..أبعدته عني.. آسفة اذا ضايقتك.. كلا ولكني تفكرت في قول الله تعالى
عليك يا هناء بالدعاء لي فربما استقبل عن قريب أول أيام الآخرة....سفري بعيد وزادي قليل
سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت.. لم أع أين انا؟!
استمرت عيناي في البكاء..أصبح ابي خائفا علي اكثر من نورة..لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء غي غرفتي..
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين..ساد صمت طويل في بيتنا..
دخلت علي ابنة خالتي..ابنة عمتي..أحداث سريعة..كثر القادمون..اختلطت الاصوات..شي واحد عرفته
نـــــــــــــــــــورة مــــــــــــــــاتت
لم اعد اميز من جاء..ولا اعرف ماذا قالوا.... ياالله اين انا؟ وماذايجري؟عجزت حتى عن البكاء..
فيما بعد اخبروني ان ابي اخذ بيدي لوداع اختي الوداع الاخير..
واني قبلتها..لم اعد اذكر الا شيء واحد..حين نظرت اليها مسجاة على فراش الموت..
تذكرت قولها..(والتفت الساق بالساق).. عرفت حقيقة ان (الى ربك يومئذ المساق)
لم اعرف اني عدت الى مصلاها تلك الليلة..
وحينها تذكرت من قاسمتني رحم امي, فنحن توأمان..تذكرت من شاركتني همومي..
تذكرت من نفست عني كربتي..من دعت لي بالهداية..من ذرفت دموعها ليالي طويلة وهي تحدثني عن الموت والحساب..
الله المستعان...هذة اول ليلة لها في قبرها..اللهم ارحمها ونور لها قبرها..هذا هو مصحفها..
وهذة سجادتها.. وهذة سبحتها..وهذا ........وهذة........
بل هذا هو الفستان الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي..
تذكرتها وبكيت على ايامي الضائعة..ودعوت الله ان يرحمني ويتوب علي ويعفو عني..
دعوت الله ان يثبتها في قبرها كم كانت تحب ان تدعو
*فجأة سألت نفسي ماذا لو كانت الميتة انا..؟ ما مصيري..؟
لم أبحث عن اجابة من الخوف الذي اصابني.. بكيت بحرقة..
الله اكبر00الله اكبر..هاهو ذا اذان الفجر قد ارتفع..ولكن ما اعذبه هذة المرة
احسست بطمانينة وراحة وانا اردد مايقوله المؤذن..لففت ردائي وقمت واقفة اصلي صلاة الفجر..
صليت صلاة مودع..كما صلتها اختي من قبل .. وكانت آخر صلاة لها..
اذا أصبحت لا انتظر المساء.. واذا امسيت لا انتظر الصباح000
منقول
