السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
: قال : المسعودي في مروج الذهب عن الهيثم بن عدي الطائي , عن يزيد الرقاشي قال كان السفاح يعجبه مسامرة الرجال , وإني سمرت عنده ذات ليله , فقال يزيد أخبرني بأظرف ما سمعته من الأحاديث , فقلت يا أمير المؤمنين وإن كان في بني هاشم , قال ذلك أعجب إلي , فقلت : يا أمير المؤمنين نزل رجل من تنوخ بحي من بني عامر بن صعصعة فجعل لا يحط شيئا من متاعة إلا تمثل بهذا البيت :
لعمرك ما تبلى سرائر عامر
= من اللؤم ما دامت عليها جلودها
فخرجت إليه جارية من الحي فحادثتة واّنسته وسألته حتى أنس بها . ثم قالت ممن أنت متعت بك , قال رجل من عنزة . قالت : أتعرف الذي يقول :
ما كنت أخشى وإن كان الزمان لنا
= زمان سوء بأن تغتالني عنزة
فلست من وائل إن كنت ذا حذر
= ممن يظل كما قد ضلت الخزرة
قال لا والله لست منهم وهذا من رواية السمعاني قالت : ممن أنت , قال من تميم , فقالت : أتعرف الذي يقول :
تميم بطرق اللؤم أهدى مت القطا
= ولوسلكت سبل المكارم ضلت
ولو أن برغوثا على ظهر قملة
= رأته ( تميم ) يوم زحفت لولت
ذبحنا فسمينا فتم ذبيحنـــــــــــا
وما ذبحت يوم ( تميم ) وسمت
أرى الليل يجلوه النهار ولا أرى
= عظام المخازي عن ( تميم ) تجلت
فقال : لا ولله ما أنا منهم , فقالت : فمن أنت : قال من عجل . فقالت : أتعرف الذي يقول :
أرى الناس يعطون الجزيل وإنما
= عطاء بني ( عجل ) ثلاث وأربع
إذا مات عجلي بأرض فإنما
= يشق له منها ذراع واصبــــــــــع
قال : لا ولله ما أنا من عجل بل رجل من بني يشكر فقالت : أتعرف الذي يقول :
إذا يشكري مس ثوبك ثوبه
= فلا تذكرن الله حتى تطهرا
قال : لا والله ما أنا من يشكر بل من بني عبدالقيس قالت : أتعرف الذي يقول :
رأيت عبدالقيس لاقت ذلا
= إذا أصابوا بصلا وخلا
باتوا يساون النساء ســــــــلا
= سل النبيط القصب المبتلا
قال : لا والله ما أنا من عبدالقيس بل من باهلة فقالت : أتعرف الذي يقول :
إذا ازدحم الرجال على المعالي
= تنحى الباهلي عن الزحام
فلو كان الخليفة باهليــــــا
= لقصر عن مساواة الكرام
وعرض الباهلي وإن توقى
= عليه مثل منديل الطعام
قال : لا والله ما أنا من باهلة بل رجل من فزارة فقالت : أتعرف الذي يقول :
لا تأمنن فزاريا خلوت به
= على قلوصك واكتبها بأيسار
قال ، لا والله ما أنا من فزارة بل رجل من ثفيف قالت : أتعرف الذي يقول :
أضل الناسبون أبا ثقيف
= فمالهم أب إلا الضلال
خنازير الحشوش فقتلوها
= فإن دماءهم لكم حلال
قال : لا والله ما أنا من ثقيف بل من بني ثعلبة قالت : أتعرف الذي يقول :
وثعلبة بن قيس شر قوم
= وألأمهم وأغدرهم بجار
قال : لا والله ما أنا من ثعلبة بل رجل من غني قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا غنوية ولدت غلاما
= فبشرها بخياط مجيد
قال : لا والله ما أنا من غني بل رجل من بني مرة قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا مرية خضبت يداها
= فزوجها ولا تأمن زناها
قال : لا والله ما أنا من بني مرة بل من بني ضبة فقالت : أتعرف الذي يقول :
لقد زرفت عيناك بابن مكعبر
= كما كل ضبي نت اللوم أزرق
قال : لا والله ما أنا من بني ضبة بل رجل من بجيلة قالت : أتعرف الذي يقول :
فما تدري بجيلة حين تدعى
= أقحطان أبوها أم نزار
قال : لا والله ما أنا من بجيلة بل رجل من الأزد قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا أزدية ولدت غلاما
= فبشرها بملاح مجيد
قال : لا والله ما أنا من الأزد بل رجل من خزاعة قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا افتخرت خزاعة في قديم
= وجدنا فخرها شرب الخمور
وباعت كعبة الرحمن جهـــرا
= بزق بئس مفتخر الفخـــــور
قال : لا والله ما أنا من خزاعة بل من سليم قالت : أتعرف الذي يقول :
فمال سليم شتت الله أمرها
= تنيك بأيديها وتعبي أيورها
قال : لا والله ما أنا من سليم بل رجل من لقيط قالت : أتعرف الذي يقول :
لعمرك ما البحار ولا الفيافي
= بأوسع من فقاح بني لقيط
لقيط شر من ركب المطايا
= وأنذل من يدب على البسيط
قال : لا والله ما أنا من لقيط بل أنا رجل من كندة قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا افتخر الكندي
= ذواللجسة والطرة
فالسبخ وبالخف
= وبالسدل وبالحفرة
فدع كندة للسنج
= فأعلى فخرها عرة
قال : لا والله ما أنا من كندة بل رجل من خثعم قالت : أتعرف الذي يقول :
وخثعم لو صفرت بها صفيرا
= لطارت في البلاد مع الجراد
قال : لا والله ما أنا من خثعم بل من طيئ قالت : أتعرف الذي يقول :
وما طيء إلا نبيط تجمعت
= فقالت طيانا مرة فاستمرت
ولو أن حرقوصا يمد جناحه
= على جبل من طيء إذا لاستظلت
قال : لا والله ما أنا منهم , ولكني رحل من مزينة , قالت : أتعرف الذي يقول :
وهل مزينة إلا من قبيلة
= لا يرتجي كرم فيها ولا دين
قال : لا والله لست منهم , إنما رجل من النخع قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا النخع اللثام عدوا جميعا
= تأذي الناس من وفر الزحام
وما نسبوا إلى مجد كريــم
= وما هم في الصميم من الكرام
قال : لا والله لست منهم بل رجل من أود , قالت : أتعرف الذي يقول :
إذانزلت بأود في ديار همو
= فاعلم بأنك منهم لست بالناجي
لا تركنن إلى كهل ولا حدث
= فليس في القوم إلا كل عفاج
قال : لا والله ما أنا من أود , بل رجل من لخم قالت : أتعرف القائل :
إذا ما انتمى قوم لفخر قديمهم
= تباعد فخر القوم من لخم أجمعا
قال : لا والله ما أنا من لخم , بل رجل من جذام , قالت : أما سمعت القائل :
إذا كأس المدام أدير يوما
= لمكرمة تنحي عن جذام
قال : لا والله ما أنا من جذام قالت ممن أنت , ويلك أما تستحي أكثرت من الكذب . قال : أنا رجل من تنوح وهو الحق , قالت أتعرف القائل :
إذا تنوخ قطعت منهلا
= في طلب الغارات والثأر
أبت بخزي من إله العلى
= وشهرة في الأهل والجار
قال : لا والله ما أنا من تنوح , قالت ممن أنت ثكلتك أمك . قال : رجل من حمير , قالت : أتعرف الذي يقول :
نبئت حمير تهجوني فقلت لهم
= ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا
لأن حمير قوم لا نصاب لهم
= كالعود في القاع لا ماء ولا ورق
قال : لا والله ما أنا من حمير بل رجل من يحابر , قالت : أتعرف القائل :
ولو صر صرار بأرض يحابر
= لماتوا وأضحوا في التراب رميما
قال : لا والله ما أنا من يحابر بل رجل من قشير قالت : أتعرف القائل :
بني قشير قتلت سيدكم
= فاليوم لا فدية لكم ولا قود
قال : لا والله ما أنا من قشير بل من بني أمية , قالت : أتعرف القائل :
وهي من أمية بنيانها
= فهان على الله فقدانها
وكانت أمية فيما مضى
= جريء على الله سلطانها
فلا اّل حرب أطاعوا الرسول
= ولم يتق الله مروانها
قال : لا والله ما أنا من أمية بل رجل من بني هاشم , قالت : أتعرف الذي يقول :
بني هاشم عودوا إلى نخلاتكم
= فقد صار هذا التمر صاعا بدرهم
فإن قلتموا رهط النبي محمد
= فإن النصارى رهط عيسى بن مريم
قال : لا والله ما أنا منهم , بل من بني همدان , قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا همدان دار يوم حرب
= رحاها فوق هامات الرجال
رأيتموها يحثون المطايا
= سراعا هاربين من القتال
قال : لا والله ما أنا منهم , بل رجل من قضاعة , قالت : أتعرف القائل :
لا يفخرن قضاعي بأسرته
= فليس من يمن محضا ولا مضر
مذبذبين فلا قحطان والدهم
= ولا عدنان فخلوهم إلى سقر
قال : لا والله ما أنا منهم بل من بني شيبان , قالت : أتعرف الذي يقول :
شيبان قوم لهم عديد
= فكلهم مقرف لئيم
ما فيهموا ماجد حسيب
= ولا نجيب ولا كريم
قال : لا والله ما أنا منهم بل أنا من رجل بني نمير قالت ك أتعرف القائل :
فغض الطرف إنك من نمير
= فلا كعبا بلغت ولا كلابا
قال : لا والله لست منهم , بل من تغلب , قالت : أتعرف الذي يقول :
عبدوا الصليب وكذبوا بمحمد
= وبجبرائيل وكذبوا ميكالا
قال : لا والله ما أنا منهم , بل أنا من مجاشع , قالت : أتعرف القائل :
تبكي المغيبة من بنات مجاشع
= ولها إذا غلمت نهيق حمار
قال : لا والله لست منهم , بل من كلب , قالت : أتعرف القائل :
فلا تقربن كلبا ولا باب دارها
= فما يطمع الساري يرى ضوء نارها
قال : لا والله ما أنا لست منهم , بل رجل من تميم , قالت أتعرف القائل :
تيمية مثل أنف الفيل مقبلها
= تهدي الرحى ببنان غير مخذوم
قال : لا والله لست منهم , بل رجل من جرم قالت : أتعرف القائل :
تمنيني سويق الكرم جرم
= وما جرم وما ذاك السويق
فلما أنزل التحريم فيها
= ولا غالوا به في يوم سوق
فلما أنزل التحريم فيها
= إذا الجرمي منها لا يفيق
قال : لا والله لست من جرم بل رجل من سليم قالت أتعرف القائل :
إذا ما سليم جئتها لغدائها
= رجعت كما قد جئت غرثان جائعا
قال : لا والله ما أنا من سليم وإنما أنا من الموالي , فقالت : أتعرف الذي يقول :
إلا من أراد الفحش واللوم والخنا
= فعند الموالي الجيد والطرفان
قال : أخطأت نسبي ورب الكعبة , أنا من الخوز , قالت : أتعرف القائل :
لا بارك الله ربي فيكمو أبدا
= يا معشر الخوز إن الخوز في النار
قال : لا والله ما أنا من الخوز , بل من أولاد حام قالت : أتعرف القائل :
فلا تنكحن أولاد حام فإنها
= مشاويه وخلق الله حاشا بن أكوع
قال : لا والله لست منهم , بل أنا من أولاد الشيطان الرجيم , قالت : فلعنك الله ولعن أباك الشيطان معك , أتعرف الذي يقول :
ألا يا عباد الله هذا عدوكم
= وهذا عدو الله إبليس فاقتلوا
فقال : لها , هذا مقام العائذ بك , قالت : قم فارحل خاسئا مذموما , وإذا نزلت بقوم فلا تنشد فيهم شعرا حتى تعرف من هم ولا تتعرض للمباحث عن مساويء الناس , فلكل قوم إحسان وإساءة , إلا رسول رب العالمين , ومن اختار الله على عباده وعصمه من خلقه . وأنت كما قال جرير للفرزدق ؟
وكنت إذا حللت بدار قوم
= رحلت بخزية وتركت عارا
فقال لها : والله لا أنشدت بيت شعر أبدا , فقال السفاح , لئن كنت علمت هذا الخبر ونظمت فيمن ذكرت هذه الأشعار , فلقد أحسنت وأنت سيد الكاذبين , وإن كان الخبر صدقا فيما ذكرته محقا فإن هذا الجارية العامرية لمن أحضر الناس جوابا وأبصرهم بمثالب الناس .
ومن القصه هذي نستدل ان الخلاف في النسب من قديم الزمان
منقول وأنتم سالمين وغانمين والسلام
.......................................................
: قال : المسعودي في مروج الذهب عن الهيثم بن عدي الطائي , عن يزيد الرقاشي قال كان السفاح يعجبه مسامرة الرجال , وإني سمرت عنده ذات ليله , فقال يزيد أخبرني بأظرف ما سمعته من الأحاديث , فقلت يا أمير المؤمنين وإن كان في بني هاشم , قال ذلك أعجب إلي , فقلت : يا أمير المؤمنين نزل رجل من تنوخ بحي من بني عامر بن صعصعة فجعل لا يحط شيئا من متاعة إلا تمثل بهذا البيت :
لعمرك ما تبلى سرائر عامر
= من اللؤم ما دامت عليها جلودها
فخرجت إليه جارية من الحي فحادثتة واّنسته وسألته حتى أنس بها . ثم قالت ممن أنت متعت بك , قال رجل من عنزة . قالت : أتعرف الذي يقول :
ما كنت أخشى وإن كان الزمان لنا
= زمان سوء بأن تغتالني عنزة
فلست من وائل إن كنت ذا حذر
= ممن يظل كما قد ضلت الخزرة
قال لا والله لست منهم وهذا من رواية السمعاني قالت : ممن أنت , قال من تميم , فقالت : أتعرف الذي يقول :
تميم بطرق اللؤم أهدى مت القطا
= ولوسلكت سبل المكارم ضلت
ولو أن برغوثا على ظهر قملة
= رأته ( تميم ) يوم زحفت لولت
ذبحنا فسمينا فتم ذبيحنـــــــــــا
وما ذبحت يوم ( تميم ) وسمت
أرى الليل يجلوه النهار ولا أرى
= عظام المخازي عن ( تميم ) تجلت
فقال : لا ولله ما أنا منهم , فقالت : فمن أنت : قال من عجل . فقالت : أتعرف الذي يقول :
أرى الناس يعطون الجزيل وإنما
= عطاء بني ( عجل ) ثلاث وأربع
إذا مات عجلي بأرض فإنما
= يشق له منها ذراع واصبــــــــــع
قال : لا ولله ما أنا من عجل بل رجل من بني يشكر فقالت : أتعرف الذي يقول :
إذا يشكري مس ثوبك ثوبه
= فلا تذكرن الله حتى تطهرا
قال : لا والله ما أنا من يشكر بل من بني عبدالقيس قالت : أتعرف الذي يقول :
رأيت عبدالقيس لاقت ذلا
= إذا أصابوا بصلا وخلا
باتوا يساون النساء ســــــــلا
= سل النبيط القصب المبتلا
قال : لا والله ما أنا من عبدالقيس بل من باهلة فقالت : أتعرف الذي يقول :
إذا ازدحم الرجال على المعالي
= تنحى الباهلي عن الزحام
فلو كان الخليفة باهليــــــا
= لقصر عن مساواة الكرام
وعرض الباهلي وإن توقى
= عليه مثل منديل الطعام
قال : لا والله ما أنا من باهلة بل رجل من فزارة فقالت : أتعرف الذي يقول :
لا تأمنن فزاريا خلوت به
= على قلوصك واكتبها بأيسار
قال ، لا والله ما أنا من فزارة بل رجل من ثفيف قالت : أتعرف الذي يقول :
أضل الناسبون أبا ثقيف
= فمالهم أب إلا الضلال
خنازير الحشوش فقتلوها
= فإن دماءهم لكم حلال
قال : لا والله ما أنا من ثقيف بل من بني ثعلبة قالت : أتعرف الذي يقول :
وثعلبة بن قيس شر قوم
= وألأمهم وأغدرهم بجار
قال : لا والله ما أنا من ثعلبة بل رجل من غني قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا غنوية ولدت غلاما
= فبشرها بخياط مجيد
قال : لا والله ما أنا من غني بل رجل من بني مرة قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا مرية خضبت يداها
= فزوجها ولا تأمن زناها
قال : لا والله ما أنا من بني مرة بل من بني ضبة فقالت : أتعرف الذي يقول :
لقد زرفت عيناك بابن مكعبر
= كما كل ضبي نت اللوم أزرق
قال : لا والله ما أنا من بني ضبة بل رجل من بجيلة قالت : أتعرف الذي يقول :
فما تدري بجيلة حين تدعى
= أقحطان أبوها أم نزار
قال : لا والله ما أنا من بجيلة بل رجل من الأزد قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا أزدية ولدت غلاما
= فبشرها بملاح مجيد
قال : لا والله ما أنا من الأزد بل رجل من خزاعة قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا افتخرت خزاعة في قديم
= وجدنا فخرها شرب الخمور
وباعت كعبة الرحمن جهـــرا
= بزق بئس مفتخر الفخـــــور
قال : لا والله ما أنا من خزاعة بل من سليم قالت : أتعرف الذي يقول :
فمال سليم شتت الله أمرها
= تنيك بأيديها وتعبي أيورها
قال : لا والله ما أنا من سليم بل رجل من لقيط قالت : أتعرف الذي يقول :
لعمرك ما البحار ولا الفيافي
= بأوسع من فقاح بني لقيط
لقيط شر من ركب المطايا
= وأنذل من يدب على البسيط
قال : لا والله ما أنا من لقيط بل أنا رجل من كندة قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا افتخر الكندي
= ذواللجسة والطرة
فالسبخ وبالخف
= وبالسدل وبالحفرة
فدع كندة للسنج
= فأعلى فخرها عرة
قال : لا والله ما أنا من كندة بل رجل من خثعم قالت : أتعرف الذي يقول :
وخثعم لو صفرت بها صفيرا
= لطارت في البلاد مع الجراد
قال : لا والله ما أنا من خثعم بل من طيئ قالت : أتعرف الذي يقول :
وما طيء إلا نبيط تجمعت
= فقالت طيانا مرة فاستمرت
ولو أن حرقوصا يمد جناحه
= على جبل من طيء إذا لاستظلت
قال : لا والله ما أنا منهم , ولكني رحل من مزينة , قالت : أتعرف الذي يقول :
وهل مزينة إلا من قبيلة
= لا يرتجي كرم فيها ولا دين
قال : لا والله لست منهم , إنما رجل من النخع قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا النخع اللثام عدوا جميعا
= تأذي الناس من وفر الزحام
وما نسبوا إلى مجد كريــم
= وما هم في الصميم من الكرام
قال : لا والله لست منهم بل رجل من أود , قالت : أتعرف الذي يقول :
إذانزلت بأود في ديار همو
= فاعلم بأنك منهم لست بالناجي
لا تركنن إلى كهل ولا حدث
= فليس في القوم إلا كل عفاج
قال : لا والله ما أنا من أود , بل رجل من لخم قالت : أتعرف القائل :
إذا ما انتمى قوم لفخر قديمهم
= تباعد فخر القوم من لخم أجمعا
قال : لا والله ما أنا من لخم , بل رجل من جذام , قالت : أما سمعت القائل :
إذا كأس المدام أدير يوما
= لمكرمة تنحي عن جذام
قال : لا والله ما أنا من جذام قالت ممن أنت , ويلك أما تستحي أكثرت من الكذب . قال : أنا رجل من تنوح وهو الحق , قالت أتعرف القائل :
إذا تنوخ قطعت منهلا
= في طلب الغارات والثأر
أبت بخزي من إله العلى
= وشهرة في الأهل والجار
قال : لا والله ما أنا من تنوح , قالت ممن أنت ثكلتك أمك . قال : رجل من حمير , قالت : أتعرف الذي يقول :
نبئت حمير تهجوني فقلت لهم
= ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا
لأن حمير قوم لا نصاب لهم
= كالعود في القاع لا ماء ولا ورق
قال : لا والله ما أنا من حمير بل رجل من يحابر , قالت : أتعرف القائل :
ولو صر صرار بأرض يحابر
= لماتوا وأضحوا في التراب رميما
قال : لا والله ما أنا من يحابر بل رجل من قشير قالت : أتعرف القائل :
بني قشير قتلت سيدكم
= فاليوم لا فدية لكم ولا قود
قال : لا والله ما أنا من قشير بل من بني أمية , قالت : أتعرف القائل :
وهي من أمية بنيانها
= فهان على الله فقدانها
وكانت أمية فيما مضى
= جريء على الله سلطانها
فلا اّل حرب أطاعوا الرسول
= ولم يتق الله مروانها
قال : لا والله ما أنا من أمية بل رجل من بني هاشم , قالت : أتعرف الذي يقول :
بني هاشم عودوا إلى نخلاتكم
= فقد صار هذا التمر صاعا بدرهم
فإن قلتموا رهط النبي محمد
= فإن النصارى رهط عيسى بن مريم
قال : لا والله ما أنا منهم , بل من بني همدان , قالت : أتعرف الذي يقول :
إذا همدان دار يوم حرب
= رحاها فوق هامات الرجال
رأيتموها يحثون المطايا
= سراعا هاربين من القتال
قال : لا والله ما أنا منهم , بل رجل من قضاعة , قالت : أتعرف القائل :
لا يفخرن قضاعي بأسرته
= فليس من يمن محضا ولا مضر
مذبذبين فلا قحطان والدهم
= ولا عدنان فخلوهم إلى سقر
قال : لا والله ما أنا منهم بل من بني شيبان , قالت : أتعرف الذي يقول :
شيبان قوم لهم عديد
= فكلهم مقرف لئيم
ما فيهموا ماجد حسيب
= ولا نجيب ولا كريم
قال : لا والله ما أنا منهم بل أنا من رجل بني نمير قالت ك أتعرف القائل :
فغض الطرف إنك من نمير
= فلا كعبا بلغت ولا كلابا
قال : لا والله لست منهم , بل من تغلب , قالت : أتعرف الذي يقول :
عبدوا الصليب وكذبوا بمحمد
= وبجبرائيل وكذبوا ميكالا
قال : لا والله ما أنا منهم , بل أنا من مجاشع , قالت : أتعرف القائل :
تبكي المغيبة من بنات مجاشع
= ولها إذا غلمت نهيق حمار
قال : لا والله لست منهم , بل من كلب , قالت : أتعرف القائل :
فلا تقربن كلبا ولا باب دارها
= فما يطمع الساري يرى ضوء نارها
قال : لا والله ما أنا لست منهم , بل رجل من تميم , قالت أتعرف القائل :
تيمية مثل أنف الفيل مقبلها
= تهدي الرحى ببنان غير مخذوم
قال : لا والله لست منهم , بل رجل من جرم قالت : أتعرف القائل :
تمنيني سويق الكرم جرم
= وما جرم وما ذاك السويق
فلما أنزل التحريم فيها
= ولا غالوا به في يوم سوق
فلما أنزل التحريم فيها
= إذا الجرمي منها لا يفيق
قال : لا والله لست من جرم بل رجل من سليم قالت أتعرف القائل :
إذا ما سليم جئتها لغدائها
= رجعت كما قد جئت غرثان جائعا
قال : لا والله ما أنا من سليم وإنما أنا من الموالي , فقالت : أتعرف الذي يقول :
إلا من أراد الفحش واللوم والخنا
= فعند الموالي الجيد والطرفان
قال : أخطأت نسبي ورب الكعبة , أنا من الخوز , قالت : أتعرف القائل :
لا بارك الله ربي فيكمو أبدا
= يا معشر الخوز إن الخوز في النار
قال : لا والله ما أنا من الخوز , بل من أولاد حام قالت : أتعرف القائل :
فلا تنكحن أولاد حام فإنها
= مشاويه وخلق الله حاشا بن أكوع
قال : لا والله لست منهم , بل أنا من أولاد الشيطان الرجيم , قالت : فلعنك الله ولعن أباك الشيطان معك , أتعرف الذي يقول :
ألا يا عباد الله هذا عدوكم
= وهذا عدو الله إبليس فاقتلوا
فقال : لها , هذا مقام العائذ بك , قالت : قم فارحل خاسئا مذموما , وإذا نزلت بقوم فلا تنشد فيهم شعرا حتى تعرف من هم ولا تتعرض للمباحث عن مساويء الناس , فلكل قوم إحسان وإساءة , إلا رسول رب العالمين , ومن اختار الله على عباده وعصمه من خلقه . وأنت كما قال جرير للفرزدق ؟
وكنت إذا حللت بدار قوم
= رحلت بخزية وتركت عارا
فقال لها : والله لا أنشدت بيت شعر أبدا , فقال السفاح , لئن كنت علمت هذا الخبر ونظمت فيمن ذكرت هذه الأشعار , فلقد أحسنت وأنت سيد الكاذبين , وإن كان الخبر صدقا فيما ذكرته محقا فإن هذا الجارية العامرية لمن أحضر الناس جوابا وأبصرهم بمثالب الناس .
ومن القصه هذي نستدل ان الخلاف في النسب من قديم الزمان
منقول وأنتم سالمين وغانمين والسلام
.......................................................