ما قبل التعليم النظامي.
إن الأمم والشعوب لا ترقى إلا بالتعليم، وأبناء المحافظة عرفت التعليم منذ القدم . وقد انتشر التعليم بين أبناءها وتطور جيلا بعد جيل .. وإليك عزيزي القارئ بعضا من تاريخه وتطوره .
لم تكن بني مالك منعزلة عن جيرانها وخاصة القبائل اليمنية المتاخمة على حدودها، فقد كان للجوار حقه حيث تعلم أبناء بني مالك في بعض المدارس اليمنية التي كانوا يسافرون إليها لطلب العلم الذي يتمثل في تعلم القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم ومبادئ في التوحيد والفقه والفرائض...
وكانت ( ضحيان ) و ( قطابر ) و ( فللة ) و ( حوث ) في صعدة، أهم المراكز العلمية هاجر إليها العديد من أبناء المنطقة طلبا للعلوم الشرعية. فكان ذلك النواة لوجود المتعلمين من أبناء المنطقة الذين جالسوا العلماء هناك ولزموا مجالس الذكر. عادوا منها محملين بأسس لا غنى لطالب العلم عنها، فنقلوها لأبناء المنطقة، حاملين لواء التعليم بدلا من ( السادة ) الذين كان لهم دورهم في حث أبناء المنطقة على طلب العلم في بلاد اليمن.( 1 ) . ( وكان هؤلاء السادة قد نشروا فكر الزيدية في المنطقة ولكن قيّظ الله لها رجال الدعوة السلفية وعلى رأسهم الشيخ القرعاوي وغيروا ذلك الفكر واندثر من بني مالك ) كما أن الأمر لم يقف عند ذلك فكثير من الأسر لا تستطيع أن تتحمل أعباء سفر ودراسة أبنائها فما لبث أن انتشر بعض المعلمين من اليمن في أرجاء بني مالك حيث استفاد الناس منهم، وكان يطلق على أولئك المعلمين ( السادة ) وهم من رجال الدين المتعلمين الذين حرصوا على تعليم الناس. وكان من أبرزهم ما يسمى بمعلمي ( الكتاتيب ) أو ( المعلامة ) ومن هم ( إبراهيم الغالبي -إسماعيل الغالبي - عبدالله عطية - حسين عطية -عبدالله شريف العبدلي -صلاح بن إبراهيم الغالبي - حسن عبدالرحمن الغالبي - أحمد بن حسن الحوثي ).
وكان هؤلاء يلقون دروسهم على الطلاب الذين يأتون في مجموعات قليلة في مكان محدد للتعليم كأحد المساجد أو سقيفة، وقد تعددت أماكن التعليم من قبيلة لأخرى حتى انتقلت بعد ذلك حلقات التدريس إلى القهبة نظرا لقدوم أول مندوب سعودي على المنطقة.
وكان كل هذا التعليم أهلياً حيث كانت أجور معلمي الكتاتيب تصرف لهم عن طريق أولياء أمور الطلبة وهي عبارة عن كمية يتفق عليها الطرفان من الحبوب أو البن أو الملح.
والتلقين هو الطريقة الوحيدة التي استخدمت في تعليم أبناء المنطقة، والتي عرفت لديهم بالأبواب، تبدأ بباب تعلم الحروف الهجائية المنقوطة وغير المنقوطة، ثم باب نطق الحروف من مخارجها وحركاتها، ثم التنوين والحروف المشددة.
يلي ذلك تعلم الحروف الهجائية حيث يبدأ التلاميذ في تعلم قراءة القرآن الكريم، بقراءة الكلمة ثم إعادة ذكر حروفها مفرقة، ثم الانتقال للكلمة التالية.
أما الأدوات المستخدمة في التعليم، فكانت من البيئة المحلية، حيث ترتكز في أدوات رئيسية هي:
1/ اللوح: عبارة عن قطعة من الخشب مربعة الشكل، مستخرجة من بعض أنواع الأشجار المحلية، تصنع للطالب من قبل أسرته، لها فتحة صغيرة في الجزء العلوي منها به حبل صغير يساعد الطالب على حمل اللوح.
2/ القلم: يتم صنعه من قصب الذرة المتوافر في حقول السكان، حيث يؤخذ الجيد منها ويتم بري إحدى طرفيه ليكون ذو رأس حاد يعطي الخط نوع من الجمال، ويساعد بالاحتفاظ بالحبر فترة أطول.
3/ الدواة: وهي الإناء الذي يحفظ الحبر المستخرج من صمغ بعض الأشجار المتوافرة في المنطقة، والبعض يستخدم الحمم الموجود في قواعد قدور طهي الطعام، وآخرون يقومون بجمع حمم فوانيس منازلهم.
وهذا تفصيل متسلسل للمدارس الأهلية في بني مالك منذ عام 1355هـ ( ويقصد بالأهلية التي يدفع أولياء الأمور فيها رواتب للمعلمين )
كانت أول مدرسة أهلية في الحكم السعودي في خاشر حيث كان المعلم / عبدالله بن عطية الصعدي حوالي 1355هـ ومن أشهر طلابها محمد علي الشعيثي، وجابر حسن زيفة، وسليمان على الشدني .
ثم افتتحت مدرسة بعدها في قيار بمكان يسمى بـ ( عصيم ) حيث كان معلمها/ قاسم عطية حوالي عام 1362هـ ومن أشهر طلابها يحيى حسن زيفة، سلمان فرحان آل عايشة، يحيى فرحان الصلي.
ثم عاد افتتاح مدرسة أخرى في خاشر في نفس العام وكان معلمها/ عبدالله شريف العبدلي، ومن أشهر طلابها :أحمد جابر الكبيشي.
ثم في عام 1371هـ تم افتتاح مدرسة أهلية جديدة في الجنية ومعلمها/ يحيى حسن زيفة وقد بلغ عدد طلابها ( 37 ) طالبا وأشهرهم: الشيخ/علي أحمد الحرازي ( على جحمة ) ومنصور أحمد و صالح مسعود آل سيار و يحيى فرحان آل عايشة. وقد استمرت حوالي ثلاث سنوات.
بعد ذلك تم فتح نفس المدرسة في الجنية من جديد في شهر رمضان من عام 1374هـ ولكنها تحولت إلى حكومية حيث كان المشرف عليها الشيخ / محمد عبدالله القرعاوي، كما أن المعلم/ يحيى حسن الزيفي هو معلمها وقد استمرت حتى عام 1376هـ. ثم انتشرت في ذلك العهد المدارس حيث توزعت كالتالي:
1/ مدرسة في قيار ومعلمها/ حسن مفرح
2/ مدرستين في خاشر ويدرس فيهن كل من: محمد على الشعيثي و أحمد جابر الكبيشي.
3/ مدرسة في قلة آل قطيل ومعلمها/ أحمد حسين القطيلي.
4/ ومدرسة في حراز ومعلمها/ أحمد يحيى حسن
5/ ومدرسة في خطيبة ومعلمها/ محمد مفرح
6/ ومدرسة في المقندر ومعلمها/ محمد جابرمحمد
كما انتشرت مدارس أخرى في آل سعيد وآل علي وآل سلمى...
وفي هذه الفترة كان يصرف للمعلمين ( 150 ) ريال كراتب شهري، وأما الطلاب فيعطون مكافأة بمقدار
( 15 ) ريال شهريا. ثم افتتحت أول مدرسة نظامية تتبع لوزارة المعارف عام 1386هـ باسم مدرسة خاشر والقهبة الابتدائية وكان مقرها القهبة وكان أول مدير لها اسمه ( محمد ) ولم يلبث طويلا حيث تولى إدارتها الأستاذ/ حسين بيطلي رحمه الله. ثم بعد ذلك فتحت مدرسة في الداير ، وبعدها توالت المدارس النظامية ... ثم انتشر التعليم على مستوى عال حتى الآن وذلك بفضل الله ثم بجهود الحكومة الرشيدة وفقها الله .
إن الأمم والشعوب لا ترقى إلا بالتعليم، وأبناء المحافظة عرفت التعليم منذ القدم . وقد انتشر التعليم بين أبناءها وتطور جيلا بعد جيل .. وإليك عزيزي القارئ بعضا من تاريخه وتطوره .
لم تكن بني مالك منعزلة عن جيرانها وخاصة القبائل اليمنية المتاخمة على حدودها، فقد كان للجوار حقه حيث تعلم أبناء بني مالك في بعض المدارس اليمنية التي كانوا يسافرون إليها لطلب العلم الذي يتمثل في تعلم القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم ومبادئ في التوحيد والفقه والفرائض...
وكانت ( ضحيان ) و ( قطابر ) و ( فللة ) و ( حوث ) في صعدة، أهم المراكز العلمية هاجر إليها العديد من أبناء المنطقة طلبا للعلوم الشرعية. فكان ذلك النواة لوجود المتعلمين من أبناء المنطقة الذين جالسوا العلماء هناك ولزموا مجالس الذكر. عادوا منها محملين بأسس لا غنى لطالب العلم عنها، فنقلوها لأبناء المنطقة، حاملين لواء التعليم بدلا من ( السادة ) الذين كان لهم دورهم في حث أبناء المنطقة على طلب العلم في بلاد اليمن.( 1 ) . ( وكان هؤلاء السادة قد نشروا فكر الزيدية في المنطقة ولكن قيّظ الله لها رجال الدعوة السلفية وعلى رأسهم الشيخ القرعاوي وغيروا ذلك الفكر واندثر من بني مالك ) كما أن الأمر لم يقف عند ذلك فكثير من الأسر لا تستطيع أن تتحمل أعباء سفر ودراسة أبنائها فما لبث أن انتشر بعض المعلمين من اليمن في أرجاء بني مالك حيث استفاد الناس منهم، وكان يطلق على أولئك المعلمين ( السادة ) وهم من رجال الدين المتعلمين الذين حرصوا على تعليم الناس. وكان من أبرزهم ما يسمى بمعلمي ( الكتاتيب ) أو ( المعلامة ) ومن هم ( إبراهيم الغالبي -إسماعيل الغالبي - عبدالله عطية - حسين عطية -عبدالله شريف العبدلي -صلاح بن إبراهيم الغالبي - حسن عبدالرحمن الغالبي - أحمد بن حسن الحوثي ).
وكان هؤلاء يلقون دروسهم على الطلاب الذين يأتون في مجموعات قليلة في مكان محدد للتعليم كأحد المساجد أو سقيفة، وقد تعددت أماكن التعليم من قبيلة لأخرى حتى انتقلت بعد ذلك حلقات التدريس إلى القهبة نظرا لقدوم أول مندوب سعودي على المنطقة.
وكان كل هذا التعليم أهلياً حيث كانت أجور معلمي الكتاتيب تصرف لهم عن طريق أولياء أمور الطلبة وهي عبارة عن كمية يتفق عليها الطرفان من الحبوب أو البن أو الملح.
والتلقين هو الطريقة الوحيدة التي استخدمت في تعليم أبناء المنطقة، والتي عرفت لديهم بالأبواب، تبدأ بباب تعلم الحروف الهجائية المنقوطة وغير المنقوطة، ثم باب نطق الحروف من مخارجها وحركاتها، ثم التنوين والحروف المشددة.
يلي ذلك تعلم الحروف الهجائية حيث يبدأ التلاميذ في تعلم قراءة القرآن الكريم، بقراءة الكلمة ثم إعادة ذكر حروفها مفرقة، ثم الانتقال للكلمة التالية.
أما الأدوات المستخدمة في التعليم، فكانت من البيئة المحلية، حيث ترتكز في أدوات رئيسية هي:
1/ اللوح: عبارة عن قطعة من الخشب مربعة الشكل، مستخرجة من بعض أنواع الأشجار المحلية، تصنع للطالب من قبل أسرته، لها فتحة صغيرة في الجزء العلوي منها به حبل صغير يساعد الطالب على حمل اللوح.
2/ القلم: يتم صنعه من قصب الذرة المتوافر في حقول السكان، حيث يؤخذ الجيد منها ويتم بري إحدى طرفيه ليكون ذو رأس حاد يعطي الخط نوع من الجمال، ويساعد بالاحتفاظ بالحبر فترة أطول.
3/ الدواة: وهي الإناء الذي يحفظ الحبر المستخرج من صمغ بعض الأشجار المتوافرة في المنطقة، والبعض يستخدم الحمم الموجود في قواعد قدور طهي الطعام، وآخرون يقومون بجمع حمم فوانيس منازلهم.
وهذا تفصيل متسلسل للمدارس الأهلية في بني مالك منذ عام 1355هـ ( ويقصد بالأهلية التي يدفع أولياء الأمور فيها رواتب للمعلمين )
كانت أول مدرسة أهلية في الحكم السعودي في خاشر حيث كان المعلم / عبدالله بن عطية الصعدي حوالي 1355هـ ومن أشهر طلابها محمد علي الشعيثي، وجابر حسن زيفة، وسليمان على الشدني .
ثم افتتحت مدرسة بعدها في قيار بمكان يسمى بـ ( عصيم ) حيث كان معلمها/ قاسم عطية حوالي عام 1362هـ ومن أشهر طلابها يحيى حسن زيفة، سلمان فرحان آل عايشة، يحيى فرحان الصلي.
ثم عاد افتتاح مدرسة أخرى في خاشر في نفس العام وكان معلمها/ عبدالله شريف العبدلي، ومن أشهر طلابها :أحمد جابر الكبيشي.
ثم في عام 1371هـ تم افتتاح مدرسة أهلية جديدة في الجنية ومعلمها/ يحيى حسن زيفة وقد بلغ عدد طلابها ( 37 ) طالبا وأشهرهم: الشيخ/علي أحمد الحرازي ( على جحمة ) ومنصور أحمد و صالح مسعود آل سيار و يحيى فرحان آل عايشة. وقد استمرت حوالي ثلاث سنوات.
بعد ذلك تم فتح نفس المدرسة في الجنية من جديد في شهر رمضان من عام 1374هـ ولكنها تحولت إلى حكومية حيث كان المشرف عليها الشيخ / محمد عبدالله القرعاوي، كما أن المعلم/ يحيى حسن الزيفي هو معلمها وقد استمرت حتى عام 1376هـ. ثم انتشرت في ذلك العهد المدارس حيث توزعت كالتالي:
1/ مدرسة في قيار ومعلمها/ حسن مفرح
2/ مدرستين في خاشر ويدرس فيهن كل من: محمد على الشعيثي و أحمد جابر الكبيشي.
3/ مدرسة في قلة آل قطيل ومعلمها/ أحمد حسين القطيلي.
4/ ومدرسة في حراز ومعلمها/ أحمد يحيى حسن
5/ ومدرسة في خطيبة ومعلمها/ محمد مفرح
6/ ومدرسة في المقندر ومعلمها/ محمد جابرمحمد
كما انتشرت مدارس أخرى في آل سعيد وآل علي وآل سلمى...
وفي هذه الفترة كان يصرف للمعلمين ( 150 ) ريال كراتب شهري، وأما الطلاب فيعطون مكافأة بمقدار
( 15 ) ريال شهريا. ثم افتتحت أول مدرسة نظامية تتبع لوزارة المعارف عام 1386هـ باسم مدرسة خاشر والقهبة الابتدائية وكان مقرها القهبة وكان أول مدير لها اسمه ( محمد ) ولم يلبث طويلا حيث تولى إدارتها الأستاذ/ حسين بيطلي رحمه الله. ثم بعد ذلك فتحت مدرسة في الداير ، وبعدها توالت المدارس النظامية ... ثم انتشر التعليم على مستوى عال حتى الآن وذلك بفضل الله ثم بجهود الحكومة الرشيدة وفقها الله .