صقر تهامة
مراقب منتديات بني مالك
- إنضم
- 11 مايو 2007
- المشاركات
- 14,149
- مستوى التفاعل
- 172
- النقاط
- 63
- الإقامة
- الجنوب
- الموقع الالكتروني
- www.banimalk.net
برواية المؤرخ جبل عمد
( سُكَّر حاسِن )
هذا (( مثل )) من الأمثال الدارجة في بني مالك وبالتحديد في بني عفيف .
( تعريف المثل ) والمثل هو : قول موجز بليغ يعتمد على حادثة أو قصة أو مناسبة قيل فيها , ويضرب
في الحوادث المشابهة لها .
والأمثال ذات قيمة تاريخية وأدبية عظيمة , لأنها تصور لنا الكثير من مظاهر الحياة التي كان يعيشها الأسلاف .
و(( حاسن )) هذا رجل عفيفي من بني مالك ( بجيلة ) .. عرفته رجلاً كبيراً في سنه
كان بشوشاً طوالاً .. توفي رحمه الله قبل حوالي الثلاثين عاماً .
( قصة هذا المثل ـ المناسبة التي قيل فيها ـ ) :
لم يعرف سكان القرى في جنوب المملكة العربية السعودية الشاهي في بداية إنتشاره حالهم حال سكان الجزيرة العربية , وكانوا يعتمدون على القهوة .. في تكريم ضيوفهم فيقدمونها لضيوفهم مع التمر والزبيب واللوز , ويحرصون على أختيار أجود أنواع البن الذي تعدّ منه القهوة مثل ( البن الشدوي , والخولاني , والشاذلي , والصالبي , والبرية ) .
وعند ظهور الشاهي وانتشاره لم يكن موجوداً في كل بيت .. وكان حاسن صاحب المثل هذا .. يسكن في طرف قرية من قرى بني عفيف أهل تهامة .
وفي احد الأيام : وقبيل وقت الغروب أتى صوب بيت حاسن مجموعة من الضيوف ـ أربعة أو خمسة ـ وهم من ( البدو ) فرحب بهم أجمل الترحيب وفرش لهم في ساحة الدار وصاح في عياله ( عجلوا بالقهوة ) واتجه صوب زيبة الغنم ليختار لهم ( الذبيحة ) التي تليق بمقامهم كأجناب ليسوا من المنطقة !
وفي هذه الأثناء .. ناداه الضيوف : يا معزبنا هل عندكم ( شاهي ) ؟!!
واسقط في يده ولم يجد جواباً .. فوقف مذهولاً !!
فقال : يا حباني حياكم الله ! .
عندنا الخير عندنا القهوة والتمر وعلوم الرجال .. استريحوا الله يحييكم .
فقالوا : يا وجه الخير , قول لنا : عندك شاهي وإلا ما عندك ؟!!
ـ فوقع في حيرة من أمره , ولم يكن في القرى في تلك الأيام دكا كين تباع فيها الحاجات الأساسية فما بالكم بالسكر والشاهي في ذلك الوقت ؟! .
ـ فقال بحسرة ومرارة : والله يا حباني ما عندنا غير القهوة والتمر . لكن استريحوا
ابجهز عشاكم الله يحييكم .
فما كان منهم إلا إن قاموا .. واتجهوا صوب مطاياهم .. ليبحثوا عن معزب آخر ( عنده شاهي ) وأخذ حاسن وأطفاله بأزمة مطاياهم .. يترجونهم ألا يتركوهم ويذهبوا لبيت آخر .. فقد رأوا في ذهابهم ( معوبه ) عليهم فكيف يروحون بعد إن أعدّ لهم الفراش .. والقهوة ؟!!
ولكن ( البدو ) أصروا على المغادرة وحاول حاسن بشتى الوسائل منعهم .. ولكنهم ذهبوا عنه . وبقي حزيناً كئيباً , وتوارى عن أعين أبنائه ليذرف دموع الحسرة !!
أما البدو .. فاتجهوا لبيت آخر في القرية ؟!
ـ وبعد برهة من الزمن إذا بالمنادي ينادي على حاسن : ( عدّ علينا مع الرحمن عندنا إدام عشاء ) وكان هذا نداؤهم عند الاجتماع في مثل هذه المناسبات ؟!
ـ وكان المنادي معزب البدو ( الجديد ) !!
ـ أما حاسن فلم يستطع الإجابة , وأشار إلى أحد أبنائه بالرد على المنادي, وأرسل أحد أبنائه , واعتذر هو عن الحضور !!
ـ وفي صباح اليوم التالي وكان يوم ( ثلاثاء ) وهو سوق بني مالك في أضم . ذهب حاسن بجمله إلى السوق .. وبحث عن تجار السكر والشاهي واشترى كيس سكر كبير
أبو 50 كيلو .. واشترى شاهي وبراريد وفناجيل وجميع لوازم عدة الشاهي !
ـ وشدّها على جمله .. وكان ذلك ملفت لنظر جماعة ( حاسن ) ؟!!
ـ فأخذوا يسألونه : ويش تبغى بهذا السكر كله يا حاسن ؟!!
ـ فيرد عليهم حاسن : أبغاه عند ( لحيتي ) ويشير إلى لحيته !!!
وكل ما سأله شخص أجاب عليه بنفس الجواب ( ابغاه عند لحيتي ) !!!
ـ وصار هذا مثلاً يضرب ..
فكل شخص يحدث له موقف يسأل فيه عن شيء اشتراه أو ادخره , يكون فيه شرف له ولضيوفه يقول ( سكّر حاسن ) ؟!!
( سُكَّر حاسِن )
هذا (( مثل )) من الأمثال الدارجة في بني مالك وبالتحديد في بني عفيف .
( تعريف المثل ) والمثل هو : قول موجز بليغ يعتمد على حادثة أو قصة أو مناسبة قيل فيها , ويضرب
في الحوادث المشابهة لها .
والأمثال ذات قيمة تاريخية وأدبية عظيمة , لأنها تصور لنا الكثير من مظاهر الحياة التي كان يعيشها الأسلاف .
و(( حاسن )) هذا رجل عفيفي من بني مالك ( بجيلة ) .. عرفته رجلاً كبيراً في سنه
كان بشوشاً طوالاً .. توفي رحمه الله قبل حوالي الثلاثين عاماً .
( قصة هذا المثل ـ المناسبة التي قيل فيها ـ ) :
لم يعرف سكان القرى في جنوب المملكة العربية السعودية الشاهي في بداية إنتشاره حالهم حال سكان الجزيرة العربية , وكانوا يعتمدون على القهوة .. في تكريم ضيوفهم فيقدمونها لضيوفهم مع التمر والزبيب واللوز , ويحرصون على أختيار أجود أنواع البن الذي تعدّ منه القهوة مثل ( البن الشدوي , والخولاني , والشاذلي , والصالبي , والبرية ) .
وعند ظهور الشاهي وانتشاره لم يكن موجوداً في كل بيت .. وكان حاسن صاحب المثل هذا .. يسكن في طرف قرية من قرى بني عفيف أهل تهامة .
وفي احد الأيام : وقبيل وقت الغروب أتى صوب بيت حاسن مجموعة من الضيوف ـ أربعة أو خمسة ـ وهم من ( البدو ) فرحب بهم أجمل الترحيب وفرش لهم في ساحة الدار وصاح في عياله ( عجلوا بالقهوة ) واتجه صوب زيبة الغنم ليختار لهم ( الذبيحة ) التي تليق بمقامهم كأجناب ليسوا من المنطقة !
وفي هذه الأثناء .. ناداه الضيوف : يا معزبنا هل عندكم ( شاهي ) ؟!!
واسقط في يده ولم يجد جواباً .. فوقف مذهولاً !!
فقال : يا حباني حياكم الله ! .
عندنا الخير عندنا القهوة والتمر وعلوم الرجال .. استريحوا الله يحييكم .
فقالوا : يا وجه الخير , قول لنا : عندك شاهي وإلا ما عندك ؟!!
ـ فوقع في حيرة من أمره , ولم يكن في القرى في تلك الأيام دكا كين تباع فيها الحاجات الأساسية فما بالكم بالسكر والشاهي في ذلك الوقت ؟! .
ـ فقال بحسرة ومرارة : والله يا حباني ما عندنا غير القهوة والتمر . لكن استريحوا
ابجهز عشاكم الله يحييكم .
فما كان منهم إلا إن قاموا .. واتجهوا صوب مطاياهم .. ليبحثوا عن معزب آخر ( عنده شاهي ) وأخذ حاسن وأطفاله بأزمة مطاياهم .. يترجونهم ألا يتركوهم ويذهبوا لبيت آخر .. فقد رأوا في ذهابهم ( معوبه ) عليهم فكيف يروحون بعد إن أعدّ لهم الفراش .. والقهوة ؟!!
ولكن ( البدو ) أصروا على المغادرة وحاول حاسن بشتى الوسائل منعهم .. ولكنهم ذهبوا عنه . وبقي حزيناً كئيباً , وتوارى عن أعين أبنائه ليذرف دموع الحسرة !!
أما البدو .. فاتجهوا لبيت آخر في القرية ؟!
ـ وبعد برهة من الزمن إذا بالمنادي ينادي على حاسن : ( عدّ علينا مع الرحمن عندنا إدام عشاء ) وكان هذا نداؤهم عند الاجتماع في مثل هذه المناسبات ؟!
ـ وكان المنادي معزب البدو ( الجديد ) !!
ـ أما حاسن فلم يستطع الإجابة , وأشار إلى أحد أبنائه بالرد على المنادي, وأرسل أحد أبنائه , واعتذر هو عن الحضور !!
ـ وفي صباح اليوم التالي وكان يوم ( ثلاثاء ) وهو سوق بني مالك في أضم . ذهب حاسن بجمله إلى السوق .. وبحث عن تجار السكر والشاهي واشترى كيس سكر كبير
أبو 50 كيلو .. واشترى شاهي وبراريد وفناجيل وجميع لوازم عدة الشاهي !
ـ وشدّها على جمله .. وكان ذلك ملفت لنظر جماعة ( حاسن ) ؟!!
ـ فأخذوا يسألونه : ويش تبغى بهذا السكر كله يا حاسن ؟!!
ـ فيرد عليهم حاسن : أبغاه عند ( لحيتي ) ويشير إلى لحيته !!!
وكل ما سأله شخص أجاب عليه بنفس الجواب ( ابغاه عند لحيتي ) !!!
ـ وصار هذا مثلاً يضرب ..
فكل شخص يحدث له موقف يسأل فيه عن شيء اشتراه أو ادخره , يكون فيه شرف له ولضيوفه يقول ( سكّر حاسن ) ؟!!