الكلمة الطيبة واثرها بين الاسر والمجتمع

إنضم
3 أغسطس 2011
المشاركات
986
مستوى التفاعل
12
النقاط
38
الإقامة
الرياض
بسم الله الرحمن الرحيم
احبابي كثر في هذا الزمن الفتن وافتعال المشاكل بين بعض الاسر والجيران الخ ....مصدر ذلك مع الاسف الشيطان وهواء النفس وتغييب العقل واتباع الهوى
ثم قلة احترام صلة القرباء واحترام حق الجار بل حق المسلم على اخيه المسلم .

اخترت لكم موضوع وهو ( منقول) رايت فيه الفائده الكبرى اسال الله ان ينفعنا به جميعا
(الكلمة الطيبة واثرها بين الاسر والمجتمع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خلق الله آدم وكرمه على جميع خلقه حيث علمه الأسماء كلها، ومن بين أعظم النعم التي منحها الله للإنسان، نعمة الكلام حيث وهبه ملكة النطق و أمره بالكلمة الطيبة والمجادلة بالي هي أحسن، ويبقى التساؤل المطروح ما هو أثر الكلمة الطيبة على العلاقات الإنسانية بشعابها المختلفة؟ ولماذا تكررت عدة مرات في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة؟ وما السبيل إلى تطبيقها في حياتنا؟
كل هذه الأسئلة سنتناول الإجابة عليها بإذن الله بالتفصيل ضمن المقال التالي:
الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء مصداقا لقول الله عز وعلا : "الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها...." صدق رب العزة، فالكلمة الطيبة كالوردة الفيحاء تتعلق بها جميع القلوب، وتسعى لشمها في كل وقت وحين لتستمتع بعطرها الأخاذ، وتزكي أنفها من الروائح الخبيثة التي لوثت جهازها التنفسي، لذا نجد بأن الله تعالى حثنا في غير ما آية على الكلمة الطيبة حيث يقول الحق تعالى : "وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ"، ولعل هذه الآية تحثنا إلى الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف عن طريق الكلام الطيب، لما لهذا الأخير من تأثير على الفرد والمجتمع، فيكفي أن تشرح قلب إنسان بكلام حلو لتجعل من يومه يوما سعيدا وتحفزه هو الآخر على التعامل بالمثل، وهكذا تكون قد دعوت إلى الله بطريقة ضمنية، وجسدت بحق دين الإسلام السمح، و في هذا الصدد نجد الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين لنا منهاج الحياة وكيف نسير على ما يرضي الله سبحانه وتعالى، حيث يقول صلوات الله وسلامه عليه: " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه بها درجات" ويقول ايضا : عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "في الجنة غرفة يُـرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها)) فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: " لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات والناس نيام" صدقت يا حبيبي يا رسول الله، فالكلمة الطيبة تحول العدو إلى صديق بإذن الله، وتقلب الضغائن التي في القلوب إلى محبة ومودة، فيكفي أن تحسن إلى الناس وتقول لهم قولا لينا لتجني ثمار غرسك في الحياة و بعد الممات، فتكسب حب الناس وحب الله، وحسبك أن تواسي حزينا أو مكلوما أو محتاجا أو تجمع بين متباعدين ليصعد عملك إلى السماء بإذن الله، مصدقا لقول الحق تعالى : " إليه يصعد الكلم الطيب "، فمن اراد الله به خيرا يسر لسانه لقول الطيب وهداه لذلك حيث يقول رب العزة: " وهدوا إلى الطيب من القول" ، وقال أيضا :" ادْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَـٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ" وقال أيضاً "َمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمَّن دَعَا إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَـٰلِحاً وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ ٱلْمُسْلِمِين" .
كل هذه الآيات والأحاديث الشريفة تؤكد لنا أن ديننا الحنيف يعتبر الكلمة الطيبة ركيزة مهمة، ولبنة من لبنات توطيد العلاقات البشرية ونشر روح الحب والمودة والإخاء بين الناس على اختلاف مشاربهم وألسنتهم، لا فرق بين أعجمي ولا عربي ولا اسود ولا أبيض إلا بالتقوى التي تعد الكلمة الطيبة شعبة من شعابها، وبندا مهما في قانونها إذ بفضلها يصبح الناس كالبنيان المرصوص يكمل بعضه البعض، وفي هذا المضمار نجد أول من أوصانا الله بمخاطبتهم بالكلمة الطيبة، الوالدين لما لهما علينا من فضل كبير ولما يترتب عليه من واجب العرفان بالجميل، حيث يقول سبحانه في شأنهما: "فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا"، إنه قول العادل الذي يعجل بالثواب في الدنيا قبل الآخرة، وهو العارف بحق الوالدين الذين سهرا للننام، وجاعا لنأكل، وعريا لنكتسي، والقائمة طويلة في عد حقوقهما علينا، ويبقى الكلام الطيب بسلم لكل الجراح، و راحة لكل مشاق، ودواءا لسقمهما الطويل بسببنا سواء على المستوى الجسدي أو الفكري.
أما على المستوى العلاقات الزوجية والتي ربما حسب رأيي تأتي في المرتبة الثانية بعد الوالدين، بصفة الزواج ميثاقا غليظا، وإفضاء كل واحد للآخر، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، حيث كان يدلل عائشة رضي الله عنها قائلا لها "يا عائش"، سبحان من ألهمه سر من أسرار تأصير الروابط الزوجية، وهو النبي الأمي الذي لم يدرس علم النفس ولا طباع النساء، فسبق العلوم النفسية بألف وأربعمائة سنة ونيف لفن التعامل مع الجنس اللطيف، و في سيرته مع زوجاته الكرام أمهات المسلمين اكبر مدرسة لتعليم الأزواج سر ديمومة المودة والحب المتبادل ، إذ كان يتغزل بهن بصورة راقية ملموسة تعبر عن أسمى معاني العشق والهيام، فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تشرب من القدح، وتناوله إياه فيشرب من نفس الموضع الذي شربت منه رضي الله عنها ويقول لها قولا ملؤه الحب والحنان، ومن هذا المنبر أدعو جميع الأزواج أن يتعلموا من خير الأنام كيف يتعاملوا مع بعضهم البعض، بالكلمة الحلوة الدافئة التي تؤجج مشاعر الحب والمودة، وتغذي الروح والوجدان وتقي القلب من الصدأ، حيث إن الكلمة الطيبة بين الأزواج لها مفعول جيد لدوام السعادة وتحقيق الإستقرار النفسي وهي بحق أنجع مصل ضد داء الفتور والنفور الذي اصبح مرضا عضالا يفتك بالعديد من الأسر في صمت رهيب، نتيجة إهمالهم التحاقن بحقنة الكلام الطيب الذي يعد من أحسن الأدوية التي اخترعت من طرف اطباء النفوس لحد اليوم.
* ويأتي في الجانب الثالث من الاصناف التي يجب أن نتعامل معهم بالكلمة الطيبة في الصغر حتى يتسنى لنا جني ثمارها في الكبر أطفال اليوم، باعتبارهم رجال الغد وأساس المستقبل الذي إن صلح صلح المجمع بأسره، وإلا فالويل كل الويل لما سنجينه غدا نتيجة تقصيرنا في اساس من أسس الدين، حيث يقول سبحانه :" يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً " صدق سبحانه، إذ لو اتبعنا نهج رسولنا الكريم في كيفية مخاطبته للأطفال، لربحنا كنزا عظيما ولصرنا أمة يحتذى بها، بدل أن تشرأب أعنقانا إلى البحث عن طرق النجاح في التربية في آلاف الكتب الموضوعة من البشر، ناسين أو متناسين بأن لنا دستورا عظيما وهبه لنا رب البشر الا وهو كتاب الله الذي أنزل على جبل لتصدع وتفتت من خشيته الحجر.
* كما أن للأقارب وللجيران حق علينا في مخاطبتهم بالكلمة الطيبة، حتى نزرع الحب في الأسرة الصغيرة ومن ثم في الأسرة الكبيرة إنطلاقا من الجيران، ثم الأبعد فالأبعد كمجتمع وطني وكمجتمع دولي متكامل ما دام المخاطب هو الإنسان، وما دامت السريرة بغية حفظ كرامته وإنسانيته، حسب طاقتنا والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فإذا حرمنا المال مثلا لتسخيره للصدقة كسبب من أسباب كسب الأجر، فإننا ولله الحمد رزقنا ن لسانا يتحتم علينا أن نرطبه بالكلام الطيب، ونجعله يقطر شهدا لنكسب الاجر مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى " وقال أيضا : " وَأَمَّا ٱلسَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ "، ولم يقتصر الامر على بني جلدتنا فقط، بل دعانا إلى الكلام الطيب حتى مع غير المسلمين وممن تختلف عقيدتهم عنا حيث يقول الحق :" وَلاَ تُجَـٰدِلُواْ أَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ إِلاَّ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ " موضحا أن الشيطان يحرص على التحريض بين الناس. وأن الكلام الطيب أكبر سلاحا ضد الشيطان حيث يفتكه فتكا ويجعله يتحسر على حرمانه هذا الفضل العظيم، ونستدل في هذا الموقف بالآية القرآنية التي تقول:" وَقُل لّعِبَادِى يَقُولُواْ ٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ كَانَ لِلإِنْسَـٰنِ عَدُوّا مُّبِينًا". بل و أوجب الكلام الطيب مع الناس عامة قائلا سبحانه:" وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنً " وقال: وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً " ، وقال "فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا " من هذا المنطلق تتضح الرؤيا الإسلامية جيدا للدعوة إلى الكلمة الطيبة للعموم ومن أجل العموم.
هكذا ذكرت الكلمة الطيبة في القرآن الكريمة وفي الأحاديث الشريف مرات عديدة ،حيث يقول أكرم الأكرمين سيد خلق الله صلى الله عليه وسلم : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"، صدقت يا خير من تكلم وخير من تعلم وعلم، وما هذا الحث على الكلمة الطيبة إلا لدورها الفعال في إسعاد الفرد والمجتمع لما لها من مفعول على نفسية الإنسان وما يترتب عن ذلك من دفىء المشاعر، وحنان القلوب، وقضاء على الكروب، وسمو عن الذنوب، بحث بقدر ما تعطي تعطى وكما تدين تدان فإذا صفت النفوس تعالت عن الحقد والمكر والضغينة، وإذا فزت بحب الناس فقد أوتيت خير الدنيا والآخرة ، ومتى أحبك الناس وشهدوا لك بذلك جازت شهادتهم عند المليك المقتدر، ومتى تحققت هذه الأمور تآخى الناس بينهم، وساد السلم والسلام والطمأنينة.
لكن ربما سيقول قائل، كلنا نعرف هذا الكلام، وكلنا يطمح لتحقيقه إلا أننا نجد صعوبة في التحكم في أنفسنا، باعتبار أن النفس أمارة بالسوء، والطبع يغلب التطبع، إلا أن هذه الأجوبة ما هي إلا ضمير النفس الأمارة بالسوء التي تستصعب كل سهل وتحل كل حرام، وتهون كل صغيرة مع العلم أن الجبال ما هي إلا حصوات متراكمة، ويبقى السبيل لهزم النفس وردعها عن التمادي في الغلط بترويضها شيئا فشيئا مع الإستعانة بالله والتوسل إليه ليثبتنا على دينه وطاعته، ما دام قلب الإنسان بين أصبعين من أصابع الرحمان يقلبه كيف يشاء، مع الإصرار على مراقبة النفس ومحاسبتها وكذا تعويدها على الذكر: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، مع اليقين بأن كل من جد وجد وكل من زرع حصد، فالنجتهد في مخاطبة الغير بالكلام الطيب، ولنزرعه لنجني ثماره في الدنيا، ولنعلم علم اليقين أن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا.
ومسك الختام اسال الله العلي العظيم أن يرزقنا قلبا طيبا خاشعا ولسنا لينا رطبا بذكره وشكره وحسن عبادته.

اتمنى التوفيق والسداد للجميع مع حياة طيبة في الدنيا وفي الآخرة
وشكري للمشرفين الكريمين ابا حارث واحمد بن شويل
ولايفوتني ان اهني اخي الحبيب ابا حارث على منحه صفة المشرف المتميز هذا الاسبوع
واقول له تستاهل وفقك الله لكل خير
اخوكم
ابو حمزه

 
التعديل الأخير:
إنضم
2 سبتمبر 2008
المشاركات
12,502
مستوى التفاعل
72
النقاط
48
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.qmm1.com
2624alsh3er.gif
 

ابو حارث

مشرف سابق
إنضم
9 ديسمبر 2010
المشاركات
4,498
مستوى التفاعل
68
النقاط
48
بارك الله فيك أخي الحبيب / أبو حمزه

على أختيارك الموفق ونسأل الله العلي القدير أن يجعل كل خير تنقله لأخوانك المسلمين في موازين حسناتك

تقبل تحياتي وتقديري
 
إنضم
3 أغسطس 2011
المشاركات
986
مستوى التفاعل
12
النقاط
38
الإقامة
الرياض
اشكر الجميع على كرم المرور والمداخلة
اسال الله لنا ولكم الفائده
ودي وتقديري
اخوكم
ابو حمزه​
 

سمو الأحساس

Active Member
إنضم
13 مارس 2012
المشاركات
5,195
مستوى التفاعل
21
النقاط
38
راقت لي كل كلماتك وكل ماتذوقتيه لنا من أبداع عنوانك بوح
للمشاعر ودوما لوحاتك لها طابع خاص شدوت بعذوبة طروحاتك
الراقيه لأبعد الحدود لقد عشت في مملكتك أرقى الأحاسيس
وأجد في كلماتك قوة الحرف التي نادرا مانراها دائم أنا هنا

بنتظار عزفك الدائم فدمت لنا ودام نبضك عبقا ودمت بكل
خير وسعاده دائمه ولروحك الطاهره شذا الورد وعبيره
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك
شكراً لك على المشاركة
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
بارك الله فيك
شكراً لك على المشاركة
 
أعلى