هل انت مهموم محزون تعال

نسمات الأسحار

مجموعة حواء
إنضم
13 يونيو 2008
المشاركات
2,084
مستوى التفاعل
45
النقاط
48
الإقامة
السعودية الرياض
في المسند وصحيح أبي حاتم من حديث عبد الله بن مسعود
article_ratheya.gif
قال‏:‏
‏‏قال رسول الله
article_salla.gif
‏:‏


"ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال‏:‏ اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحاً‏.‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله أفلا نتعلمهن‏؟‏ قال‏:‏ بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن‏"‏‏


.
.

فتضمن الحديث العظيم أموراً من المعرفة والتوحيد والعبودية‏:‏

منها أن الداعي به صدَّر سؤاله بقوله‏:‏ إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك‏.‏.

وهذا يتناول مَن فوقه من آبائه وأمهاته إلى أبويه ‏:‏ آدم وحواء، وفي ذلك تملق له واستخزاء بين يديه، واعتراف بأنه مملوكه وآباؤه مماليكه‏.‏


وأن العبد ليس له غير باب سيده وفضله وإحسانه، وأن سيده إن أهمله وتخلى عنه هلك ولم يُؤوه أحد ولم يعطف عليه بل يضيع أعظم ضيعة، فتحت هذا الاعتراف أني لا غنى بي عنك طرفة عين، وليس لي من أعوذ به وألوذ به غير سيدي الذي أنا عبده‏.‏.


وفي ضمن ذلك الاعتراف بأنه مربوب مدبر مأمور منهي، إنما يتصرف بحكم العبودية لا بحكم الاختيار لنفسه، فليس هذا شأن العبد، بل شأن الملوك والأحرار، وأما العبيد فتصرفهم على محض العبودية، فهؤلاء عبيد الطاعة المضافون إليه سبحانه في قوله‏:‏ ‏

{‏إن عبادي ليس لك عليهم سلطان‏}‏‏
(‏الآية‏:‏ 42 من سورة الحجر‏.‏‏)

وقوله‏:‏
‏{‏وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً‏}
‏(‏الآية‏:‏ 63 من سورة الفرقان‏.‏‏)


ومن عداهم عبيد القهر والربوبية، فإضافتهم إليه كإضافة سائر البيوت إلى ملكه، وإضافة أولئك كإضافة البيت الحرام إليه‏..‏ وإضافة ناقته إليه وداره التي هي الجنة إليه، وإضافة عبودية رسوله إليه بقوله‏:‏
{‏وأنه لما قام عبد الله يدعوه‏}
الآية‏:‏ 19 من سورة الجن‏.‏‏)‏‏.‏


.
.


من كتاب الفوائد لابن القيّم
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
26 نوفمبر 2007
المشاركات
11,083
مستوى التفاعل
88
النقاط
48
الإقامة
الرياض
باركـ الله فيكـ أخي الكريم ولاحرمكـ الله الأجر
وتقبل مروري وتقديري ...
 
أعلى