أبو نواف الفقيه
مشرف سابق
- إنضم
- 30 نوفمبر 2007
- المشاركات
- 6,161
- مستوى التفاعل
- 186
- النقاط
- 63
هبط حمود إلى سوق الأحد في يوم غائم مصحوب بعواصف رعدية وأمطار شديدة فخافت عليه امه وطلبت منه أن لايهبط ولكنه أقنعها لحاجتهم لبيع الريحان والبعيثران لكي يشتروا بثمنه طبيخ حبش للعيد فوافقت امه على مضض لخوفها عليه من ذاك اليوم العصيب ... ركب حمود حماره بعد أن شد عليه الخرج وفيه الغراز ( ريحان بعيثران شيح )
وصل إلى سوق حداد بعد معاناة فكم من فالقة مر منها والسيل يصل إلى منتصف ساقي حماره الهزيل والذي يموج به كموج البحر من الهزال فلا يكاد يحمله ...وعندما وصل السوق أخذ موقع خاص وفرش الخيشة المعدة لوضع أغراضه عليها وهي مبللة بالماء لكي تحافظ على حيوية الغراز لكي لايجف ويتركه الزبائن .
أنتهى من بيع ذاك المحصول قبل منتصف النهار ثم انتقل إلى قسم الحبوب فاشترى مد من الحبش المطبوخ بنصف المبلغ الذي يملكه والنصف الباقي رجع به إلى أمه ... ليثبت لها مدى أمانته وأنه رجل يعتمد عليه ....!
فعندما شاهدته أمه وهو راجع إلى البيت من مكان بعيد وكانت المسكينة تنتظر رجوعه على أحر من الجمر لخوفها أن لايعود بعد تلك الأجواء ولكن الله سلم ...وبالفعل وصل إلى امه حاملا معه ما أوصته به كما ينبغي ... ففرحت به و هي التي انتظرته رغم برودة الجو ورغم صعوبة الوقوف لفترة لاتقل عن الساعة منذ مشاهدتها لقدومه ... لم تسمح لنفسها أن تعود إلى بيتها بل بقيت متسمرة مكانها تنتظر فلذة كبدها وهي تتابعه خطوة بخطوة يالها من أم قمة في الحناااان والعاطفة
حتى وصل إليها ولدها المحروس فقبلته واحتضنته وكأنه غائب عنها من سنوات ... وكانت سعادتها لاتوصف حينما أعاد إليها باقي المبلغ لأنها رأت فيه علامات الرجولة والأمانة ... أخذت منه خطام الحمار وأدخلته إلى السفل ووضعت له الحشيش في المذود وأتت إليه بطشت من الماء ليشرب بعد ذاك السفر الشاق..
أما ولدها فكانت محضرة له خبزة وسمن جامد مع حلاوة طحينية فأكل منها حتى انتفخ رأسه وشرب بعدها طاسة من اللبن ثم بدأ يشرح لأمه رحلته تلك من حين فارقها حتى عاد اليها .... وكانت الأم تستمع بإنصات لكي تؤكد له إنها معجبة به وانه بلغ مبلغ الرجال ... وأصبح حاملاً لاسم أبيه رحمه الله الذي توفي عنه وهو صغير .. فقوت من عزيمته بتلك الهالة من المديح حتى أنتفخ رأسه مرة أخرى مره مع أكل الخبزة والآن مع كلام امه ... فالنفوس بطبيعتها تعشق المديح ..!
فأصبح حمود مضرب المثل في القرية بالرجولة والشهامة
وكانت أمه هي من صنع فيه تلك الرجولة فالأم مدرسة ... ووراء كل رجل عظيم امرأة ...فكانت أم حمود تلك المرأة ..التي جعلت من ابنها رغم قلة ذات اليد وصعوبة الحياة رجل بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى ..رجل رغم شظف العيش وصعوبة الحياة ... رجل لايعرف للتميع طريقا رجل خرج من رحم المعاناة حتى أصبح رغم صغر سنه يعتمد عليه كأبن الثلاثين اليوم ...
إنها حياة البساطة والحاجة ... أما حياة الترف والتنعم فلا تخرج لنا إلا شباب تافه ليس لديه هدف ولا غاية عايش بالبركة .. بل لربما كان لعبة في أيدي الأخرين يوجهونه حيث شاءو ...شخصية مائعة لا أخلاق ولا مباديء ولا قيم ... تراه يتابع الموضة وكأنه أخته .... إذا تكلم فلسان حالك يقول ليته يسكت ... وإذاحضر مجلس تتمنى لو بقي عند أمه لكان خيراً له ...
يبكي لهزيمة فريق ... وموت مغني أو ممثل ... فهم مثله الأعلى.. لو سألته كيف حال أبوك لتلعثم ولما عرف الإجابة .. ولو أرسلته للبقالة ليشتري جبنة مراعي لأتى إليك بصابون تايد ... تنهره لمَ لم تأتي بالجبنة..؟ يرد عليك بقوله ماسمعتك يوم قلت هات جبنه ....كان وقتها مؤجر عقله .. !!!
شباب يحزنك منظره رغم إحساسك انه يعاني فراغ روحي وعاطفي كبيييييير ... همه تسريحة شعره وبنطال طيحيني ..!!
فتراه يهتم اهتمام غاية في العجب بهذه التوافه فمرة قصة ديك وأخرى قصة تيس وثالثة كدش وهي مانسميها بلهجتنا المحلية كعشة ..!! وكان من يربي تلك الكعشة أيام الشاب حمود ينظر إليه المجتمع نظرة إزدراء أما اليوم فالكعشة تمثل عند البعض الرقي وانه شاب متحضر بل لو أنكرت عليه لرد عليك بقوله رووووووح يابدوي إيش فهمك ..!!
وكل همه أن يترزز بشارع التحلية مع أصحابه فليس لديه أي هدف في الحياة .. والحقيقة الغائبة أن البيت اليوم أصبح عاجز عن التربية لوحده أمام وسائل الإعلام المنفلته من المباديءوالقيم بل جل ثقافة وسائل الإعلام اليوم ثقافة غربية صرفة لاتمت إلى عقيدتنا وثوابتنا بشيء بتاتاً وكذلك تلك الرفقة التي ليس لها هوية ..
ولنا عتب مع شيء من اللوم على المدرسة في ترك الشباب يصلون لتلك المرحلة من الإنهزامية فالمدرسة بإمكانها تربي فيهم المباديء والقيم والرجولة بصوره واضحة مع نوع من الشدة إذا احتاج الأمر والأخذ على أيدي السفهاء حتى لا يتمادوا في الخطأ ... كما ان على الجهات الأمنية حمل كبير وكبير جداً للإهتمام بالشباب وخاصة في أماكن تجمعاتهم والحد من انتشار الفساد أوترك الحبل على الغارب
بل على رجال الأمن أن يقوموا بتأديب المخالف ولو أدى ذلك إلى القسوة حينما يتطلب الأمر .. لإنقاذ شبابنا من الإنحلال والتفسخ والتبعية الغبية للغرب .... فإن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقران ...!!!
وكما قيل في المثل العامي الجاهل عدو نفسه ... فلابد من الأخذ على أيدي السفهاء وردعهم حتى يكونوا أسوياء لينفعوا أنفسهم وبالتالي ينهضوا بوطنهم .. أما ترك الأمر هكذا فسيكون له أثار سلبية وأول من يتجرع غصص هذا الضياع هو الوطن ...
فهل شباب هذه أخلاقهم سيرتقون بوطنهم ...؟
ثم أي أمن وأمان نطلبه ونحن نتفرج على ضياع أبنائنا ... حتى يتوهوا في دهاليز المخدرات والفساد بأنواعها من سرقات واغتصاب وليالي حمراء وزرقاء وفوشي .. وكم شاهدنا ماوصل إليه بعض شبابنا من المجاهرة بلياليه الحمراء على شاشات الفضائيات دون ذرة من حيااااااء.. !!
فالحذر الحذر ... والهمة الهمة لإصلاح شباب الأمة قبل أن يغرق ويغرق معه الوطن .. فإن أردنا الأمن والأمان للوطن فلنأخذ على أيدي هؤلاء الشباب ... وإلا فانتظروا مزيداً من الفوضى الأمنية والتخلف بجميع أشكاله لوطننا الغالي ..حينما تتركون تربية النشء ليتلقفهم الإعلام التافه والرفقة الفاسدة .. حتى يغرقون في بحور من الظلاااااااام ووقتها ماذا يفيد إنتشاله بعد أن أصبح جثة هامدة لا حياة فيها ..؟!!
وصل إلى سوق حداد بعد معاناة فكم من فالقة مر منها والسيل يصل إلى منتصف ساقي حماره الهزيل والذي يموج به كموج البحر من الهزال فلا يكاد يحمله ...وعندما وصل السوق أخذ موقع خاص وفرش الخيشة المعدة لوضع أغراضه عليها وهي مبللة بالماء لكي تحافظ على حيوية الغراز لكي لايجف ويتركه الزبائن .
أنتهى من بيع ذاك المحصول قبل منتصف النهار ثم انتقل إلى قسم الحبوب فاشترى مد من الحبش المطبوخ بنصف المبلغ الذي يملكه والنصف الباقي رجع به إلى أمه ... ليثبت لها مدى أمانته وأنه رجل يعتمد عليه ....!
فعندما شاهدته أمه وهو راجع إلى البيت من مكان بعيد وكانت المسكينة تنتظر رجوعه على أحر من الجمر لخوفها أن لايعود بعد تلك الأجواء ولكن الله سلم ...وبالفعل وصل إلى امه حاملا معه ما أوصته به كما ينبغي ... ففرحت به و هي التي انتظرته رغم برودة الجو ورغم صعوبة الوقوف لفترة لاتقل عن الساعة منذ مشاهدتها لقدومه ... لم تسمح لنفسها أن تعود إلى بيتها بل بقيت متسمرة مكانها تنتظر فلذة كبدها وهي تتابعه خطوة بخطوة يالها من أم قمة في الحناااان والعاطفة
حتى وصل إليها ولدها المحروس فقبلته واحتضنته وكأنه غائب عنها من سنوات ... وكانت سعادتها لاتوصف حينما أعاد إليها باقي المبلغ لأنها رأت فيه علامات الرجولة والأمانة ... أخذت منه خطام الحمار وأدخلته إلى السفل ووضعت له الحشيش في المذود وأتت إليه بطشت من الماء ليشرب بعد ذاك السفر الشاق..
أما ولدها فكانت محضرة له خبزة وسمن جامد مع حلاوة طحينية فأكل منها حتى انتفخ رأسه وشرب بعدها طاسة من اللبن ثم بدأ يشرح لأمه رحلته تلك من حين فارقها حتى عاد اليها .... وكانت الأم تستمع بإنصات لكي تؤكد له إنها معجبة به وانه بلغ مبلغ الرجال ... وأصبح حاملاً لاسم أبيه رحمه الله الذي توفي عنه وهو صغير .. فقوت من عزيمته بتلك الهالة من المديح حتى أنتفخ رأسه مرة أخرى مره مع أكل الخبزة والآن مع كلام امه ... فالنفوس بطبيعتها تعشق المديح ..!
فأصبح حمود مضرب المثل في القرية بالرجولة والشهامة
وكانت أمه هي من صنع فيه تلك الرجولة فالأم مدرسة ... ووراء كل رجل عظيم امرأة ...فكانت أم حمود تلك المرأة ..التي جعلت من ابنها رغم قلة ذات اليد وصعوبة الحياة رجل بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى ..رجل رغم شظف العيش وصعوبة الحياة ... رجل لايعرف للتميع طريقا رجل خرج من رحم المعاناة حتى أصبح رغم صغر سنه يعتمد عليه كأبن الثلاثين اليوم ...
إنها حياة البساطة والحاجة ... أما حياة الترف والتنعم فلا تخرج لنا إلا شباب تافه ليس لديه هدف ولا غاية عايش بالبركة .. بل لربما كان لعبة في أيدي الأخرين يوجهونه حيث شاءو ...شخصية مائعة لا أخلاق ولا مباديء ولا قيم ... تراه يتابع الموضة وكأنه أخته .... إذا تكلم فلسان حالك يقول ليته يسكت ... وإذاحضر مجلس تتمنى لو بقي عند أمه لكان خيراً له ...
يبكي لهزيمة فريق ... وموت مغني أو ممثل ... فهم مثله الأعلى.. لو سألته كيف حال أبوك لتلعثم ولما عرف الإجابة .. ولو أرسلته للبقالة ليشتري جبنة مراعي لأتى إليك بصابون تايد ... تنهره لمَ لم تأتي بالجبنة..؟ يرد عليك بقوله ماسمعتك يوم قلت هات جبنه ....كان وقتها مؤجر عقله .. !!!
شباب يحزنك منظره رغم إحساسك انه يعاني فراغ روحي وعاطفي كبيييييير ... همه تسريحة شعره وبنطال طيحيني ..!!
فتراه يهتم اهتمام غاية في العجب بهذه التوافه فمرة قصة ديك وأخرى قصة تيس وثالثة كدش وهي مانسميها بلهجتنا المحلية كعشة ..!! وكان من يربي تلك الكعشة أيام الشاب حمود ينظر إليه المجتمع نظرة إزدراء أما اليوم فالكعشة تمثل عند البعض الرقي وانه شاب متحضر بل لو أنكرت عليه لرد عليك بقوله رووووووح يابدوي إيش فهمك ..!!
وكل همه أن يترزز بشارع التحلية مع أصحابه فليس لديه أي هدف في الحياة .. والحقيقة الغائبة أن البيت اليوم أصبح عاجز عن التربية لوحده أمام وسائل الإعلام المنفلته من المباديءوالقيم بل جل ثقافة وسائل الإعلام اليوم ثقافة غربية صرفة لاتمت إلى عقيدتنا وثوابتنا بشيء بتاتاً وكذلك تلك الرفقة التي ليس لها هوية ..
ولنا عتب مع شيء من اللوم على المدرسة في ترك الشباب يصلون لتلك المرحلة من الإنهزامية فالمدرسة بإمكانها تربي فيهم المباديء والقيم والرجولة بصوره واضحة مع نوع من الشدة إذا احتاج الأمر والأخذ على أيدي السفهاء حتى لا يتمادوا في الخطأ ... كما ان على الجهات الأمنية حمل كبير وكبير جداً للإهتمام بالشباب وخاصة في أماكن تجمعاتهم والحد من انتشار الفساد أوترك الحبل على الغارب
بل على رجال الأمن أن يقوموا بتأديب المخالف ولو أدى ذلك إلى القسوة حينما يتطلب الأمر .. لإنقاذ شبابنا من الإنحلال والتفسخ والتبعية الغبية للغرب .... فإن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقران ...!!!
وكما قيل في المثل العامي الجاهل عدو نفسه ... فلابد من الأخذ على أيدي السفهاء وردعهم حتى يكونوا أسوياء لينفعوا أنفسهم وبالتالي ينهضوا بوطنهم .. أما ترك الأمر هكذا فسيكون له أثار سلبية وأول من يتجرع غصص هذا الضياع هو الوطن ...
فهل شباب هذه أخلاقهم سيرتقون بوطنهم ...؟
ثم أي أمن وأمان نطلبه ونحن نتفرج على ضياع أبنائنا ... حتى يتوهوا في دهاليز المخدرات والفساد بأنواعها من سرقات واغتصاب وليالي حمراء وزرقاء وفوشي .. وكم شاهدنا ماوصل إليه بعض شبابنا من المجاهرة بلياليه الحمراء على شاشات الفضائيات دون ذرة من حيااااااء.. !!
فالحذر الحذر ... والهمة الهمة لإصلاح شباب الأمة قبل أن يغرق ويغرق معه الوطن .. فإن أردنا الأمن والأمان للوطن فلنأخذ على أيدي هؤلاء الشباب ... وإلا فانتظروا مزيداً من الفوضى الأمنية والتخلف بجميع أشكاله لوطننا الغالي ..حينما تتركون تربية النشء ليتلقفهم الإعلام التافه والرفقة الفاسدة .. حتى يغرقون في بحور من الظلاااااااام ووقتها ماذا يفيد إنتشاله بعد أن أصبح جثة هامدة لا حياة فيها ..؟!!
التعديل الأخير: