مسلم بن سليم الغفيري
~ شـاعـر ~
- إنضم
- 1 فبراير 2010
- المشاركات
- 300
- مستوى التفاعل
- 6
- النقاط
- 18
قال عبد القاهر " وجملة الأمر أنك متى رأيت شيئا هو من المعلوم الذي لا يشك فيه ، قد جاء بالنفي ، فذلك لتقدير معنى صار به في حكم المشكوك فيه ".
ومن المشهور في هذا الباب قوله تعالى " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " آل عمران :144
فإن الصحابة رضوان الله عليهم يعلمون ويعتقدون أنه عليه السلام رسول كغيره من الرسل يموت كما ماتوا ، وبناء على هذه الحال الحقيقية لا يجئ هذا المعنى بالنفي والاستثناء ، ولكنهم لما استعظموا نبأ موته صلى الله عليه وسلم حين أشيع ذلك وزلزلوا زلزالا شديدا كان حالهم هذا كحال من جهل هذه الحقيقة ، وأغفل هذا الاعتقاد بل وأنكره فخوطبوا خطابا قويا وهم أصحاب فطرة سامية يحسنون سماع التراكيب . وقد لفتهم هذا التركيب إلى أنهم كأنهم جهلوا في دينهم أمرا جللا ، وهو بشرية محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه يجري عليه وما يجري على غيره من الأنبياء والرسل ... والعبارة هنا أكثر امتلاء وأدخل في باب الاعتبارات وأجرى في مسالك البيان لأنها تفيض بجملة معان ، ففيها عتاب عنيف . وفيها استجهال واشارة إلى غفلتهم وأنهم لا يسلكون في المواقف الصعبة مسلكا ينبثق من مضمرات قلوبهم ويلتزم بما ترسخ فيهامن حقائق واعتقادات وأنهم يوشكون
أن يكون لهم ظاهر مخالف لباطنهم ،وأن أصول الاعتقاد توشك أن تهتز بالنوازل العارضة ، مع أنكم لا تزالون في نضارة اليقين ، ولا يزال صليل الوحي يتردد صداه في آفاقكم ، وهذا وغيره كثير يمكن أن نلمحه وراء هذه الإداة .
دلالات التراكيب
دراسة بلاغية
د. محمد محمد أبو موسى
ومن المشهور في هذا الباب قوله تعالى " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " آل عمران :144
فإن الصحابة رضوان الله عليهم يعلمون ويعتقدون أنه عليه السلام رسول كغيره من الرسل يموت كما ماتوا ، وبناء على هذه الحال الحقيقية لا يجئ هذا المعنى بالنفي والاستثناء ، ولكنهم لما استعظموا نبأ موته صلى الله عليه وسلم حين أشيع ذلك وزلزلوا زلزالا شديدا كان حالهم هذا كحال من جهل هذه الحقيقة ، وأغفل هذا الاعتقاد بل وأنكره فخوطبوا خطابا قويا وهم أصحاب فطرة سامية يحسنون سماع التراكيب . وقد لفتهم هذا التركيب إلى أنهم كأنهم جهلوا في دينهم أمرا جللا ، وهو بشرية محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه يجري عليه وما يجري على غيره من الأنبياء والرسل ... والعبارة هنا أكثر امتلاء وأدخل في باب الاعتبارات وأجرى في مسالك البيان لأنها تفيض بجملة معان ، ففيها عتاب عنيف . وفيها استجهال واشارة إلى غفلتهم وأنهم لا يسلكون في المواقف الصعبة مسلكا ينبثق من مضمرات قلوبهم ويلتزم بما ترسخ فيهامن حقائق واعتقادات وأنهم يوشكون
أن يكون لهم ظاهر مخالف لباطنهم ،وأن أصول الاعتقاد توشك أن تهتز بالنوازل العارضة ، مع أنكم لا تزالون في نضارة اليقين ، ولا يزال صليل الوحي يتردد صداه في آفاقكم ، وهذا وغيره كثير يمكن أن نلمحه وراء هذه الإداة .
دلالات التراكيب
دراسة بلاغية
د. محمد محمد أبو موسى