مهندس الكلمة
Well-Known Member
- إنضم
- 29 أكتوبر 2010
- المشاركات
- 1,997
- مستوى التفاعل
- 43
- النقاط
- 48
مباديء الحياة
المبدأ هو الخلاصة المنطقية العقلية التي ينتهي اليها الفرد بانها من اسس كينونتة وشخصه وهي من المسلمات التي يسعى
جاهدا ً الى صيانتها وإبقائها والمحافظة عليها كما هي دون تغيير أو تبديل بالرغم من ما يدور حوله من حركة للمجتمع
والناس والكون .
تختلف مباديء البشر وتتعدد الطرق في السعي لتحقيق تلك المباديء والمحافظة عليها ويكون المبدأ الأسمى هو الخلاصة
النهائية التي تشكل شخصية الإنسان وسلوكه في مجتمعه بل قد تطغى تلك المباديء على الشخصية ذاتها وتعيد تشكيها
وصقلها بحيث يسيطر المبدأ على الشخصية الإنسانية وترتبط به في نظرة الآخرين اليه .
وإن كانت المباديء تتداخل مع الأهداف الا ان المباديء أكثر عمقا ً وديمومة من الأهداف لأن الهدف يتلاشى وينتهي متى
تم تحقيقه ويبدأ الواحد في النظر لهدف آخر غيره يزيد في المنفعة أو يدفع مشكلة الى ابعد مما هي عليه أو يعيد بسط
النفوذ وتشكيل الواقع من حوله لكي يتماشى مع الاهداف المرسومة .
فلو نظرنا الى المال وحب الناس للموصول له لوجدنا ان المال من الأمور التي يسعى الجميع لها وجاء ذكرها حتى في
محكم الكتاب الكريم وحتى في كل الديانات السماوية التي رأت في المال التهافت عليه بالطريقة غير المبررة غير مقبولة
لديها وهي توصي اتباعها بضرورة السعي مع وضع مسافة واضحة بينها وبين طبيعة العلاقة الإنسانية التي تريدها من
تلك العلاقة ولا تجعلها هدف أسمى ينبغي الوصول له بغض النظر عن الطرق والأساليب المنتهجة للوصول لها كما يقول
البعض الغاية تبرر الوسيلة .
(( في القراءان يقول رب العزّة بسم الله الرحمن الرحيم ((وتحبون المال حبا جما)) ويقول المسيح عليه لاسلام احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم وإلا فليس لكم اجر عند أبيكم الذي في السماوات. فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع وفي الأزقة لكي يمجدوا من الناس الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا آجرهم. وأما أنت فمتىصنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك ))
من المؤسف حقا ً ان تكون الصبغة التي تحدد البشر يمكن أن تنعكس على الشخصية فالحريص على المال تنقلب ذاته
وتصبغ روحة بهذه الصبغة التي لا تفارقه حتى بعد موته فيعرف بين الناس بالبخل والشح ويقدم المال كقيمة أكبر على
حساب أهله ونفسه وروحه فهو إن مرض لا يريد ان يدفع للطبيب ولو كان في هذا المرض شفا الحفرة كأن الحرص
على عدم فقد الفلس لا يساوي صحته فتراه مقترا ً حتى في طعامه وشرابه وملبسه .
المباديء هي القيم الأسمى التي يجب ان تكون نقيّة كبياض الثج واضحة كوضوح الشمس مفيده للفرد والمجتمع تحقق
صالح الفرد وصالح المجتمع وتصبغ الإنسان بالرضا بها في حال تشكلت والتصقت به فالرسول الكريم صلوات الله
وسلامه عليه في بدايه حياته التصق به صفة الصدق والامانه فعرف بها في مجتمعه قبل البعثة لذا فالمبادي هي من اهم
اسس الحياة والتي ينبغي لكل واحد فينا ان يتمسك بها لأنها نابعة من ضميره الحي الذي لا يقبل الحياد عن مبادئه .
على عكس تلك الرؤية نجد على طرفها الآخر أولئك الناس من ليست لهم مباديء يلجئون لها أو يحافظون عليها
فتراهم متقلبي الرؤى بحسب الموقف والضرف والمصلحة فهم مستعدين للتنازل عن أي مبدأ تكلموا عنه من اجل
تحقيق اهدافهم فهم لا قيمة لهم أصلا ً ومصيرهم الى مزبله الزمن التي تحرق في النهاية الجميع فيبقى لهم الذكر السيء
بعد الرحيل والتندر على حالهم واحوالهم .
يجب ان لا يرتبط الهوى بالمصلحة فتضيع الرؤية وتقتل الهوية على قارعة طريق المصلحة المحدودة بل يجب ان
تكون الرؤية تتجاوز حدود الدنيا لما بعد الموت فتحقق الهدف الأسمى الذي ينبغي ان يدركه الجميع ويسعى من الجله