ثقافة العيب والنظرة السلبية للعمل الشريف

اسير النسيان

مراقب المنتديات العامة
إنضم
25 يناير 2010
المشاركات
7,339
مستوى التفاعل
115
النقاط
63
الإقامة
غريب ديــــــــــــار

ما بين معاناة البطالة وصعوبة الحصول على الوظيفة في ظل مستلزمات نظامية قد تشكل عائقاً وحاجزا يحول بين
الحصول على هذه الوظيفة يقع عبء ذلك على من يبحث عنها أعني هم الوظيفة وما يتبعها من إستصعاب الحصول
عليها بأي حال من الأحوال فتجده متنقلاً ما بين مدينة وأخرى حسب الإعلان عن وظائف أو متنقلاً بين أروقة عالم
النت والدخول سواء للبحث أو التسجيل كل هذا ومعه تفائل وبصيص أمل قد يزول بلحظة واحدة عندما لا يقبل في
هذه الوظيفة ثم يعود الى منزله وهموم الدنيا على رأسه وقد أخذ منه اليأس حيزاً فرأى عدم جدوى البحث عن
عمل وقد لازمه الإحباط وهو في ذات الوقت قادر على تخطيه وتجاوزه في ظل عزيمة قوية وإرادة واثقة وقناعة
تامة بأن الوظيفة ليست هي المصدر الوحيد للرزق في ظل توفر الفرص الحقيقية للعمل في أي مجال طالما أنه
لا يمارس ما يخل بالشرع أو الأمن أو الأنظمة وكل ذلك أعني تواجد هذه القناعة والإرادة والعزيمة إذا ما وجدت
لدى العاطل ثقافة ألا عيب وهذا هو المعيار الحقيقي لكسر حاجز الخجل أو النظرة الدونية أو إستحضار الشفقة
الوهمية في نفسه من الناس وكل هذا غير موجود أساساً عندهم ...

إن ثقافة العيب التي أوصدت كثير من الأبواب في وجه العاطل عن العمل وصياغتها بأسلوب التخفي عن الناس
بحجج واهية يراها في نفسه وهي ليست كذلك ما هي الا معطيات سلبية زُرعت في فكره ورُسمت أمام عينه
فرآها كبيرة فأثمرت إيثاره البقاء في منزله منتظراً فرصة تسجيل في وظيفة ما فقد تذهب السنين والأعوام وهو
ينتظر بينما كانت هناك أنصاف الحلول المهيأة وآكدها أن يجمع بين وظيفة مهما كانت وبين تتبع أخبار التسجيل
لأي وظيفة فإن أصاب وإلا فهو يملك وظيفة تكفيه الإلحاح على أخ أو قريب لإعطائه مالاً ولكن.... الى متى؟

ثقافة العيب هي ممارسة لا تمت للإنسان الواعي بصلة وليست صفة يتصف بها أهل الهمة والعزيمة لأنها حلقة
مجوفة مثقوبة من الجانبين فلا تكاد تجد من يستحسنها الا من رضي لنفسه اللوم والعتاب الصريح .. فلا نعلم
عيباً الا عيب الإتكالية على الأب أو الأخ والبقاء لأعوام متواصلة بلا وظيفة أو عمل..

اخيراً يبقى العامل الأساسي بين الباحث عن الوظيفة والوظيفة هو كسر حاجز ثقافة العيب والدخول في
ميادين الهمة الحقيقية التي يجدها الشاب في نفسه والبحث عن مصدر رزقه الشريف وإيثار ذلك على أساليب
ملتوية للحصول على المال بطرق لا ترضي الله وتكون عواقبها لا قدر الله وخيمة..


لــ قلم / اسير النسيان
في 12 ذو القعدة 1435
 

أسيرالشوق

المراقب العام
إنضم
18 أكتوبر 2007
المشاركات
55,084
مستوى التفاعل
48
النقاط
48
الله يعطيك العافية

شكراً لك على المقال الرائع
 
أعلى